Telegram Web Link
سئل شيخ الإسلام : في رجل تزوج امرأة من إحدى عشرة سنة وأحسنت العشرة معه
ثم في هذا الزمان تأبى العشرة معه وتناشزه فما يجب ؟

قال رحمه الله : لا يحل لها أن تنشز عنه ولا تمنع نفسها
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم [ ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى تصبح ]
فإذا أصرت على النشوز فله أن يضربها
وإذا كانت المرأى لا تقوم بما يجب عليها للرجل فليس له عليها أن يطلقها ويعطيها الصداق !
بل هي التي تفتدي نفسها منه ، فتبذل له ليفارقها
كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم امراة ثابت بن قيس بن شماس
وإذا كان معسراً في الصداق لم تجب مطالبته بإجماع المسلمين ..

[ الكبرى 3 / 335 ]
قال ابن رجب :

وها هنا نُكتةٌ دقيقة، وهي أن الإنسانَ قد يذُمُّ نفسهُ يين الناسِ يُريدُ بذلك أن يُرِي أَنه مُتواضعٌ عندَ نفسهِ، فيرتفعُ بذلكَ عندَهُم ويمدحُونَهُ بهِ، وهذا من دَقائقِ أبوابِ الرِّياءِ

وقد نَبَّه عليهِ السلفُ الصالحُ.

قال مُطَرَّفُ بنُ عبدِ الله بن الشِّخِّير: كَفى بالنفس إِطراءً أَن تَذُمَّهَا عَلَى الملأ، كأنك تُريدُ بذمِّها زينتَهَا، وذلك عند الله سَفَهٌ

[ شرح حديث ما ذئبان جائعان ]
قال شيخ الإسلام :

وهؤلاء أهل الكلام المخالفون للكتاب والسنة ، الذين ذمهم السلف والأئمة
لا قاموا بكمال الدين ولا بكمال الجهاد
بل أخذوا يناظرون أقواماً من الكفار وأهل البدع الذين هم أبعد عن السنة منهم
( أخذوا يناظرونهم ) بطريق لا تم إلا بردّ بعض ما جاء به الرسول الله صلى الله عليه وسلم ! ، وهي لا تقطع أولئك الكفار بالمعقول !
فلا آمنوا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق الإيمان
ولا جاهدوا الكفار حق الجهاد
وأخذوا يقولون : لا يمكن الإيمان بالرسول وجهاد الكفار والرد على أهل الإلحاد والبدع إلا بما سلكناه من المعقولات !!
وإن ما عارض هذه المعقولات من السمعيات يجب رده - تكذيباً أو تأويلاً أو تفويضاً - لأنها ( العقليات ) أصل السمع !

وإذا حقق الأمر وجد الأمر بالعكس ..

وانه لا يتم الإيمان بالرسول والجهاد لأعدائه إلا بالمعقول الصريح المناقض لما ادعوه من العقليات ، وتبين أن المعقول الصحيح مطابق لما جاء به الرسول لا يناقضه ولا يعارضه
وأنه بذلك تبطل حجج الملاحدة وينقطع الكفار ، فتحصل مطابقة العقل للسمع
وانتصار أهل العلم والإيمان على أهل الضلال والإلحاد ويحصل ذلك بــــ :

- الإيمان بكل ما جاء به الرسول
- واتباع صريح المعقول
- والتمييز بين البينات والشبهات ...

[ درء التعارض 1 / 314 ]
قال شيخ الإسلام :

ولهذا أذكر من كلام رؤوس الطوائف في العقليات ما يبين ذلك ( فساد قول آخرين منهم )

لا لأنا محتاجون إلى ذلك ...

لكن :

- ليعلم أن أئمة الطوائف معترفون بفساد هذه القضايا التي يدعي إخوانهم أنها قطعية !

- مع مخالفتها للشريعة

- ولأن النفوس إذا علمت أن ذلك القول قاله من هو من أئمة المخالفين لنا ، استأنست لذلك واطمأنت به

- ولأن ذلك يبين أن تلك المسألة فيها نزاع بين تلك الطائفة  ، فتنحل عقد الإصرار والتصميم على التقليد

فإن عامة الطوائف وإن ادعوا العقليات فجمهورهم مقلدون لرؤوسهم ، فإذا رأوا الرؤوس تنازعوا واعترفوا بالحق انحلت عقدة الإصرار والتقليد

[ درء تعارض العقل والنقل 1 / 316 ]
قال شيخ الإسلام :

قال تعالى { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }
وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان , فعُلم قطعاً أنهم المراد بالآية الكريمة .

وقال تعالى { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
وقال : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ }

فحيث تقرر أن من اتبع غير سبيلهم , ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم , فمن سبيلهم في الاعتقاد : الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه .... إلى آخره

[ الانتصار لأهل الأثر ]
قال شيخ الإسلام :

ولهذا آل الأمر بمن يسلك هذا الطريق ( طريق الكلام والفلسفة ) إلى أنهم لايستفيدون من جهة الرسول شيئاً من الأمور الخبريةالمتعلقة بصفات الله تعالى وأفعاله
بل وباليوم الآخر عند بعضهم !
لاعتقادهم أن هذه ( النصوص ) فيها ما يرد بتكذيب أو تأويل وما لا يرد !
وليس لهم قانون يرجعون إليه في هذا الأمر من جهة الرسالة
بل يقول : ما أثبته عقلك فأثبته وإلا فلا !
فصار وجود الرسول عندهم كعدمه في المطالب الإلهية وعلم الربوبية ..!
بل وجوده - على قولهم - أضر من عدمه !! لأنهم لم يستفيدوا من جهته شيئاً ..
بل احتاجو أن يدفعوا ما جاء به : إما بتكذيب وإما بتفويض وإما بتأويل

وقد بسطت هذا في غير هذا الموضع ...

[ درء التعارض 1 / 179 ]
قال شيخ الإسلام :

فقد تبين أن قول من [ نفى الصفات ] أو شيئاً منها لأن إثباتها تجسيم قول لا يمكن لأحد أن يستدل به
بل ولا يستدل به أحد على تنزيه الرب عن شيء من النقائض بأن ذلك يستلزم التجسيم
لأنه لا بد أن يثبت شيئاً يلزمه فيما أثبته نظير ما ألزمه غيره به فيما نفاه
وإذا كان اللازم في الموضعين واحداً فكل ما أجاب هو به أمكن المنازع له أن يجيب بمثله
فلم يمكنه أن يثبت شيئاً وينفي شيئاً على هذا التقدير

وإذا انتهى إلى [ التعطيل المحض ] كان ما لزمه من تجسيم الواجب بنفسه القديم أعظم من كل تجسيم من نفاه

فعلم أن الاستدلال على النفى بأنه يستلزم التجسيم لا يسمن ولا يغني من جوع ...!

[ درء التعارض 1 / 176 ]
قال شيخ الإسلام مخاطباً الرازي :

فتبين أن الذي قلته أقبح من هذا الشرك ومن جعل الأنداد لله

كما أن جحود فرعون الذي وافقتموه على أنه ليس فوق السموات رب العالمين إله موسى جحوده لرب العالمين ولأ أنه في السماء

كان أعظم من شرك المشركين الذين كانوا يقرون بذلك ويعبدون معه آلهة..


[ بيان تلبيس الجهمية ]
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (7/119) :

" واذا تدبرت حججهم وجدت دعاوى لا يقوم عليها دليل والقاضى أبو بكر الباقلانى نصر قول جهم فى مسألة الايمان متابعة لأبى الحسن الأشعري وكذلك أكثر أصحابه"



قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (5/405) :

" يتقرر بالوجه العاشر وهو أن هؤلاء الجهمية فيهم من استعمال الألفاظ المجملة وإفهام الناس خلاف ما في نفوسهم ما لا يوجد في غيرهم من أهل الأرض

والرافضة يشركونهم في ذلك لكن هؤلاء أعظم كفراً ونفاقاً فلهذا

قال عبد الرحمن بن مهدي هما ملّتان الجهمية والرافضة ذكره البخاري في كتاب خلق الأفعال
وقال البخاري ما أبالي أصليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهودي والنصراني ولا يُسلَّم عليهم ولايعادون ولايناكحون ولايشهدون ولاتأكل ذبائحهم

وهذا مشروح في غير هذا الموضع

فإن الجهمية قدحوا في حقيقة التوحيد وهو شهادة أن لا إله إلا الله

والرافضةُ حقيقةُ قولهم قدحٌ في الأصل الثاني وهو شهادة أن محمداً رسول الله

فإذا جمع الإنسان بين الرفض والتجهم يقرب حينئذ إلى الملاحدة القرامطة الباطنية الذين هم أعظم أهل الأرض نفاقاً وكتماناً لما في أنفسهم وإظهاراً لخلاف ما يعتقدونه ومخاطبة للناس بالألفاظ المجملة التي يفهمون الناس منها"



قال ابن تيمية في درء تعارض (1/203) :

" ولهذا كان أبن النفيس المتطبب الفاضل يقول: ليس إلا مذهبان: مذهب أهل الحديث، أو مذهب الفلاسفة،
فأما هؤلاء المتكلمون فقولهم ظاهر التناقض والاختلاف، يعين أن أهل الحديث أثبتوا كل ما جاء به الرسل، وأولئك جعلوا الجميع تخيلا وتوهيماً"
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية:

من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة او ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به اهل البدع .

[ مجموع الفتاوى ]
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مبحث إثبات كلام الله عزوجل
نقولاً من السنة والأحاديث والآثار
وأقوال الإمام أحمد والبخاري وأئمة الإسلام

ثم قال :

ومن تدبر كلام أئمة أهل السنة المشاهير في هذا الباب علمَ أنهم كانوا أدق الناس نظراً
وأعلم الناس في هذا الباب [ صحيح المنقول وصريح المعقول ]
وأن أقوالهم هي الموافقة للنصوص والمعقول .
ولهذا ( تجد أقوالهم ) تأتلف ولا تتختلف ، وتتوافق ولا تتناقض
والذي خالفوهم لم يفهموا حقيقة أقوال السلف والأئمة ، فلم يعرفوا حقيقة المنصوص والمعقول فتشعبت بهم الطرق
وصاروا مختلفين في الكتاب ، مخالفين للكتاب
وقد قال تعالى { وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد }

[ درء تعارض العقل والنقل المجلد الأول الجزء الثاني ص 477 ]
يقول ابن تيمية :


‏كلما تصور العبد ما في القرآن من الخبر عن

الله تعالى
وملائكته
وأنبيائه
وأعدائه
وثوابه وعقابه

حصل لهم من التعظيم والمحبة والخشية ما لا يعلمه إلا الله

[ بيان تلبيس الجهمية ٨/٣٣٣ ]
وإذا كانت الدعوى خطأ لم تكن حجتها إلا باطلة...
فإن الدليل لازم لمدلوله
ولازم الحق لا يكون إلا حقاً، وأما الباطل فقد يلزمه الحق، فلهذا يحتج على الحق بالحق تارة وبالباطل تارة
وأما الباطل فلا يحتج عليه إلا بباطل، فإن حجته لو كانت حقاً لكان الباطل لازماً للحق، وهذا لا يجوز
لأنه يلزم من ثبوت الملزوم ثبوت اللازم، فلو كان الباطل مسلتزلماً للحق لكان الباطل حقاً، فإن الحجة الصحيحة لا تستلزم إلا حقاً
وأما الدعوى الصحيحة: فقد تكون حجتها صحيحية، وقد تكون باطلة.
ومن أعظم ما بنى عليه المتكلمة النافية للأفعال وبعض الصفات أو جميعها أصولهم التي عارضوا بها الكتاب والسنة: هي هذه المسألة، وهي :
نفي قيام ما يشاؤه ويقدر عليه بذاته من أفعاله وغيرها.


[ درء تعارض العقل والنقل 1 / 413]
قال الإمام الدارمي في رده على المريسي :

فإن كنت تدفع هذه الآثار بجهلك، فما تصنع في القرآن، وكيف تحتال له؟ وهو من أوله إلى آخره، ناقض لمذهبك، ومكذب لدعواك حتى بلغني عنك من غير رواية المعارض أنك قلت: ما شيء أنقض لدعوانا من القرآن غير أنه لا سبيل لدفعه إلا مكابرة بالتأويل.انتهى

قال ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل :

وقيل عن بعض رؤوس الجهمية - إما بشر المريسي، أو غيره: أنه قال: ليس شيء أنقض لقولنا من القرآن، فأقروا به في الظاهر، ثم صرفوه بالتأويل.
وقال ابن تيمية في الاستقامة :

وكذلك حدثني الشيخ أبو الحسن بن غانم أنه سمع خاله الشيخ إبراهيم بن عبد الله الأرومي أنه كان له معلم يقرئه وأنه أقرأه اعتقاد الأشعرية المتأخرين

قال فكنت أكرر عليه فسمع والذي والشيخ عبد الله الارميني

قال فقال ما هذا يا إبراهيم ؟
فقلت هذا علمنيه الأستاذ

فقال يا إبراهيم اترك هذا فقد طفت الأرض واجتمعت بكذا وكذا ولى لله فلم أجد أحدا منهم على هذا الاعتقاد

وإنما وجدته على اعتقاد هؤلاء وأشار إلى جيرانه أهل الحديث والسنة من المقادسة الصالحين إذ ذاك.
قال شيخ الإسلام ردا على من قال يجب على أهل البرهان تأويل حديث الجارية ( ابن رشد وغيره )

يقال له هل كان الصحابة والتابعون وأئمة المسلمين من أهل البرهان الحق أم لا ؟
فإن قلت لم يكونوا من أهله ولكن المتأخرين وفي الصابئين قبلنا من كان من أهله فهذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام :
أن السابقين الأولين كانوا أعظم علمًا وإيمانًا من هؤلاء

وإن قلت كانوا من أهل البرهان فمن المعلوم بالاضطرار أنهم لو يؤولوه كما تأوله هؤلاء المتأخرون
بل هم متفقون على أن الله تعالى فوق العرش كما ذكرت أنت إجماع الأنبياء والحكماء على ذلك
وكلامهم في تحريم تأويل ذلك أعظم من أن يذكر هنا
فكيف يكون واجبًا ؟

وأيضًا فالمتأولون لهذا ليس فيهم من تحمده أنت !
فإن تأويل ذلك إما أن يكون عن معتزلي أو أشعري أخذ عنه أو من يجري مجراهم  ..!
وهؤلاء عندك أهل جدل لاأهل برهان وأنت دائمًا تصفهم بمخالفة الشرع والعقل

وإن قلت نحن أهل برهان وهم المتفلسفة المنتسبون إلى الإسلام فهذا أكذب الدعاوى
وذلك أنه لاريب عند من عرف المقالات وأسبابها أن الذي صار به المتكلمون مذمومين هو ماشاركوا به هؤلاء المتفلسفة من القياس الفاسد والتأويل الحائد
وأن أحسن حال المتفلسف أن يكون مثل هؤلاء فإذا كان هؤلاء قد اتفقت الأئمة والأمة وعقلاؤهم متفقون أيضًا على أنهم فيما قالوا من خلاف مذهب السلف
ليسوا أهل برهان بل أهل هذيان ..!
فكيف بأصحابك الذين اعترف أساطينهم بأنه ليس لهم في العلم الإلهي يقين

والمتكلمون لايقرون على أنفسهم بمثل هذا بل يقولون إن مطالبهم تأولوها بالأدلة العقلية وبسط هذا الكلام له موضع آخر ليس هذا موضعه

وليس يلزم من كونهم أهل برهان في علم الحساب والطب والهندسة أن يكونوا أهل برهان في معرفة الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر  !

كما أنه لا يلزم من كون الرجل ذا برهان في الهندسة والحساب أن يكون ذا برهان في الطب مع أن كليهما صناعة حسية وكثيرًا مايحذق الرجل فيهما

ومن المعلوم أن العلم بهذه الأمور أبعد عن الطب والحساب من بعد أحدهما عن الآخر

ثم يقال له هب أن تلك الجارية ليست من أهل البرهان فما الموجب لأن يخاطبها الرسول بخطاب الظاهر من غير حاجة إليه ؟
فقد كان يمكنه تعرف إيمانها بأن يقول من ربك ومن إلهك ومن تعبدين فتقول الله تعالى

فلمَ يعدل عن لفظ ظاهره وباطنه حق إلى لفظ ظاهره باطل ؟  ثم يكلفها مع ذلك تصديق الباطل ؟  ويحرم عليها وعلى غيرها اعتقاد نقيض الباطل ؟
  فهل هذا فعل عاقل فضلا عن أن يكون هذا فعل ( نبي ) ؟

ثم الله ورسوله يخاطب الخلق بخطاب واحد يخبر به عن نفسه وقد فرض على طوائف أن يعتقدوا ظاهره وإن لم يعتقدوه كفروا
وعلى آخرين أن يعتقدوا نقيض ما اعتقده هؤلاء وإن اعتقدوه كفروا ثم مع هذا كله لايبين من هؤلاء ولا من هؤلاء
ولايبين ما هو مراده به الذي خالف ظاهره
بل يدع الناس في الاختلاف والاضطراب ...!

وهذا الفيلسوف ادعى أن الاختلاف إنما نشأ من جهة كون العلماء فتحوا التأويلات للعامة فأضلوا العامة بذلك حيث فرقوهم
ثم هو قد جعل الرسول نفسه أضلّ الخاصة وأوقع بينهم التفرق والاختلاف حيث عنى بهذا الخطاب باطنًا فرضه عليهم ولم يبينه لهم !

فإن هذا في الإضلال والتفريق بين الناس أعظم وأعظم وإضلال الخاصة والتفريق بينهم أعظم من إضلال العامة والتفريق بينهم

فالذنب الذي شنعه على أهل الكلام نسب الأنبياء إلى أعظم منه

وقد قال تعالى للرسل أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ
وقال إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ
وقال إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ
وقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ
إلى قوله تعالى وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
وقال وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ

وعلى مازعمه هؤلاء يكونون قد تفرقوا واختلفوا من قبل أن يأتيهم العلم أو تأتيهم البينة !
لأنهم زعموا أن في الكتاب ظاهرًا يجب على أهل البرهان تأويله
وأن الذي يعلمونه هو التأويل الذي قال الله تعالى فيه وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ

ثم يقول : وأهل البرهان مع أنهم مجمعون في هذا الصنف أنه من المؤول فقد يختلفون في تأويله وذلك بحسب مرتبة كل واحد في معرفة البرهان
فإذا لم يبين لهم الرسول مراده فما جاءهم العلم ولا البينة ...!
فيكونون معذورين في التفرق والاختلاف على زعم هؤلاء المنافقون ...

[ بيان تلبيس الجهمية 2 / 94 وما بعدها ]
ابن تيمية وابن القيم ومن جاء بعدهم
قال شيخ الإسلام ردا على من قال يجب على أهل البرهان تأويل حديث الجارية ( ابن رشد وغيره ) يقال له هل كان الصحابة والتابعون وأئمة المسلمين من أهل البرهان الحق أم لا ؟ فإن قلت لم يكونوا من أهله ولكن المتأخرين وفي الصابئين قبلنا من كان من أهله فهذا خلاف المعلوم…
مهم لأهل زماننا

قوله :

" وليس يلزم من كونهم أهل برهان في علم الحساب والطب والهندسة أن يكونوا أهل برهان في معرفة الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر  !

كما أنه لا يلزم من كون الرجل ذا برهان في الهندسة والحساب أن يكون ذا برهان في الطب مع أن كليهما صناعة حسية وكثيرًا مايحذق الرجل فيهما

ومن المعلوم أن العلم بهذه الأمور أبعد عن الطب والحساب من بعد أحدهما عن الآخر  "
ومن أحالك على غير أخبرنا وحدثنا فقد أحالك إما على:

-خيال صوفي،
-أو قياس فلسفي،
-أو رأي نفسي،

فليس بعد القرآن و أخبرنا و حدثنا إلا:

-شبهات المتكلمين،
-وآراء المنحرفين،
-وخيالات المتصوفين،
-وقياس المتفلسفين


[مدارج السالكين لابن القيم]
قال شيخ الإسلام :

ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم؛ لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع


[اقتضاء الصراط لابن تيمية]
2025/07/06 06:16:28
Back to Top
HTML Embed Code: