أجلّ ما تنتفع به من صُحبة الصالحين تعظيم المعظّم -من أشياء وهموم وأعيان- وتحقير المحقّر -منها-؛ ما علمتُ أن هذا الحال القلبي يُكتسب من الكتب وحدها.

عالجتُ ذنبًا عندي ببغض أهله -ولو كنتُ أفعله- فاستقامت نفسي على تركه.

إمّا أن تخفض سقف أملك، أو ترفَع قوّة تحمّلك.

مؤمنٌ بأن وراء كل اشتغال بما لا يعني تضيع لجزء مما يعني ولا بدّ، فالمأمور به تقوى الله بغاية الاستطاعة، فإذا صُرف جزء من الاستطاعة في غير التقوى فقد نقص الامتثال.

استماع القرآن بإنصات كقراءته في الأجر -على الصحيح-.
والذي زهد الناس في السماع جعلهم إياه بديلًا عن القراءة حال العجز والانشغال، فلا يذكر استماع القرآن إلا ويكون السياق حال العجز عن التلاوة من المصحف كالأمية أو العمل في المنزل والمشي وقيادة السيارة وغيرها.
مع أن الاستماع هو الأصل الأصيل، ومادّة هداية الصحابة منه، وإباحة كتابة المصحف متأخر، ومن جرّب عرف أن من هدايات القرآن ومعانيه ما يُكشف لك عند الاستماع المنصت أوضح من التلاوة -وفي كلٍ خير-

معلومٌ كلام الفقهاء والأصوليين في العمل القاصر والمتعدي، وسياقهم دائمًا يكون للمفاضلة.
لكني وجدتُ من أنواع التعدي ما لا يكون متعديًا لمخلوق فحسب، بل يكون متعديًا لطاعات أخرى؛ كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وطلب العلم، وسلامة الصدر.
هذه العبادات بوابات تأخذك إلى عبادات أخرى، وتفتح لك ما كان مستغلقًا من الطاعات قبلها.

وجدتُ نفسي تتحسر على الفائت الذي فرّطت فيه معتقدًا قدرتي عليه لا على مطلق الفائت؛ فيكون الشعور لتقصيري لا لعدم الحصول في ذاته، لذا كان من السداد أن تؤمن بمحدودية قدرتك، وضعفك أمام القدر، حتى لا تذهب نفسك على أمنياتك حسرات، وبهذا تتحقق السكينة.

محبّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم نعيمٌ معجّل، والغلو في هذا الباب لا يكون بالزيادة بل بالميل والانحراف؛ فلا حدّ لأكثره، ولو لهجنا بلغات الدنيا مدحًا، وذرفنا كل دموع العين شوقًا، وثقلت ألسنتنا من كثرة الصلاة والسلام عليه؛ ما بلغنا ما يستحقه بأبي هو وأمي.

ونحن ندعو الله أن يبقينا موصولين بهذا الجناب الأشرف، والمقام الأعز، وأن يرزقنا أدب الصحبة لسيرته المنيفة، وأن يكرمنا بالقرب منه صلى الله عليه وآله وسلم علمًا وفهمًا وتعليمًا وتصنيفًا وتأسيًا ورؤى وهدى وشفاعة وجوارًا له في الدنيا والآخرة.

من الأهواء الخفيّة أن يكون المرء كثير اللهج بشعبة إيمانية صحيحة، لكن ترداده لا يصدر عن تديّن بها بل لانتفاعه منها في الدنيا؛ فيعظّم الحديث عن الوالدين لكونه أبًا، ويكثر الحث على توقير أهل البيت لأنه منهم، وفضل الأشياخ ليزيد احترام طلابه له، وتتكلم -هي- دائمًا في الوصية بالمرأة لأنها كذلك، وهكذا.

في كل أصحاب مذهب -عقدي أو فقهي أو فكري- ثلة منحطّة، لا داعي للخجل كونهم يشاركونك مذهبك بالعموم، ولا تجوز مجاملتهم خشية شماتة الخصوم، فإنما المذاهب مجتمعات معنوية؛ وفي كل مجتمع تجد الوصولي، والمتسلق، والسافل، والمنتفع، والفاجر.
وتجد فيهم أيضًا الصادق، والمتجرّد، والعاقل، والنّافع.
فلن يضرّك فجور الفاجر فيهم، كما لن ينفعك صلاح الصالح منهم.

[وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا]

الزخم التقييمي في وسائل التواصل (like-dislike - favourite- love )أثّر في طباع البشر، فتراهم في حالة تحفّز دائم لتقييم الأشياء والأشخاص والأفكار والمواقف والكتب وكل شيء تطاله أعينهم.
والإنسان يطغى بنص القرآن وتوكيده، فقد سُحب بساط الجرح والتعديل من العلماء وحلّ مكانه الجرح الحديث dislike والتعديل الحديث like.
وهذه السلطة المعنوية في التقييم جعلتنا ننظر لكل متصدر هنا على أنه منافق محتمل؛ فتعاظم سلطتنا بالجرح والتعديل الحديثة جعلتنا نتوهم أن الناس يظهرون الخير ليتملقوا تعديلًا من أصابعنا الشريفة، ويخفون قبائحهم لا خوفًا من الله بل خشية من سيف تجريحنا الإلكتروني.

✨بشرى سارة ✨
يسر جمعية (ومضة) للتعليم والتدريب أن تعلن عن فتح باب التسجيل في مسار (كفاءات عقدية) ضمن برنامج (إعداد الباحث العلمي)


⭐️ مميزات البرنامج :
🔸منهجية علميــة محكمة في إعداد الباحث العلمـي فـي مجال العقيــــــدة.
🔸حقائب تدريــــبـيـــــة مخصصــة فـــي إعداد الباحــث العـلمـي.
🔸قراءة علميــة مرتبة تعين علــى إعداد الباحــث العلـــمي في مجــال العقيـــــدة.
🔸العنايــــــة بالجوانب المختلــفة المعيـــنة على إعـداد الباحث العلـمي في مجال العقيدة.


💻 نوع الدراسة : عن بعد

🌐 منصة دراسة البرنامج: عبر منصة ومضة للتعليم والتدريب.

⏳موعد نهاية اختبار القبول : ٢٢ / ٢ / ١٤٤٧هـ

🗓 بداية البرنامج : ٠٢ / ٣ / ١٤٤٧هـ

تكلفة البرنامج : مجاني.

📝 شروط الالتحاق: استيفاء بيانات التسجيل كاملة في استمارة التسجيل واجتياز اختبار القبول - توفر اتصال جيد بالإنترنت.

https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSdlIk6Z3VJaYvuFvFkzyBsnXzukfRUgUHM37x1ULcPGc8US8w/viewform?usp=dialog

من الخطابات المضرّة حملُ الناس على معالي الأمور على سبيل الوجوب، مع أنّ لهم في أخذ حقهم سعة شرعية، وهذا باب فتنة، يصدّ عن سبيل الله، وواقعيته، وعدله.
ومن ذلك: نهي المظلوم عن الدعاء على ظالمه إذا كان مسلمًا، مع أن العفو نافلة، وفضيلة، لكن الضخ المثالي جعل الداعي على ظالمه ملومًا.
ومنه التعامل بالمثل مع من يؤذيك صنعه، وقد روى أبو الشيخ الأصبهاني [أمثال الحديث ص٤٠٩] بإسناده إلى أمنا عائشة أن امرأة سألتها فقالت: إن لي جيرانًا يكرمونني، وجيرانًا يهينونني، فقالت: «أكرمي من أكرمك وأهيني من أهانك».
أما الوعظ الشعاراتي المثالي فقد يسوق الناس لبغض الدين اعتقادًا منهم أن هذا الخطاب منه، وفيه ما يصادم قدرة البشر وحقوقهم، ومن السهل أن يأمر من يعد العصي من يُضرب بها بالصبر والسكوت.

طالب العلم -الصادق في طلبه- في حالة اتصال علمي غالب يومه، فهو في درس وقراءة وتحصيل، فإذا خلا بنفسه لم ينقطع عنه؛ بل هو في جهد عقلي مستمر، يفك عبارة، أو يحل مشكلًا، أو يجمع بين نظيرين، أو يرتب منثورًا، أو يبتكر صيغة، أو يدقق في قيد، أو يحرر استدلالًا، أو يرد على اعتراض، أو يتأمل لازمًا.
هذه أوقات محسوبة في ميزان الله.

وهكذا تراه في رباط ذهني على ثغور العلم، فعقله وقْفٌ حُبس لمسائله وتراتيبه، ومنفعته سبيل لعموم المسلمين؛ وبهذا تفهم سرّ الأجر العظيم لطالب العلم المخلص واقترانه بالمجاهد في الجزاء.

في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لن ينجي أحدًا منكم عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا"

وأفهم من الجملة الأخيرة: "القصد القصد تبلغوا" أن من أسباب بلوغ الأهداف أربعة أمور:
١- الإخلاص: فمن معاني القصد النية.
٢- التركيز: فأنت تقول هذا المكان قصدي، أي: مقصدي الذي أردت بلوغه.
٣- الاعتدال: فمن معاني القصد الاقتصاد وعدم الإفراط.
٤- التكرار عند الإخفاق: فالجملة فيها تكرار: القصد القصد.

وهذه الأغراض والمعاني للجملة تتراحم ولا تتزاحم.

بوب أبو عوانة في مستخرجه (١٩/ ٣٧٩) قائلًا:

باب: بيان فضيلة المسقام وصاحب الأوجاع، وثوابها، وأن أفاضل الناس الذي تكون الأوجاع عليهم أشد وأجرهم أكثر.

وهذه الترجمة لوحدها درس في المواساة.

هذا تقرير علمي عن كتاب "طليعة الاستهداء بالقرآن" كتبه الدكتور: إبراهيم المنوفي -سلمه الله- لمجلة تدبر المحكمة.

وهذا رابط العدد كاملًا.

https://tadabburmag.sa/index.php/tadabburmag/issue/view/25

هذا سماع لكتاب مختصر فتوح الشام للأزدي، على الشيخ المسند: بدر الدين الحسن بن علي بن أبي بكر الخلال، بخط: محمد بن أحمد بن محمد النجيب الشافعي، عام ٦٨٢هـ .
وهو يسمي الشيخ تقي الدين ابن تيمية بالإمام، وكان عمر الشيخ ابن تيمية آنذاك ٢١ عامًا.
النسخة محفوظة في مكتبة باريس الوطنية برقم (١٦٦٤)

رحم الله الجميع.

حين تطلب العلم أو تسلك طريق التعبّد فلا سبيل لتجنّب العوائق والسلامة منها، بل أفضل ما تصنعه وقت رخائك أن تجعل العلم والعبادة أثقل شيء في قلبك قيمة ورسوخًا.
حتى إذا جاءت الظروف؛ فستُخرج أخف ما في قلبك ويبقى الأثقل.
فلو أنك جعلك النوم أمرًا هينًا والعلم عظيمًا في قلبك فالهم سيطرد الأخف ويبقي الأثقل، ستعيش أرق الهموم لكن دون انقطاع عن العلم.
وهكذا؛ حين تعصف بك العواصف سيطير أخف ما أودعته قلبك.