Telegram Web Link
أَرأَت جُفونُكَ مِثلَهُ مِن مَنظَرِ
ظِلٌّ وَشَمسٌ مِثلُ خَدِّ مَعذّرِ

وَجَداوِلٌ كَأَراقمٍ حَصباؤها
كَبُطونِها وَحَبابُها كَالأَظهُرِ

وَقَرارَةٍ كَالعَشرِ ثَنيَ خَميلَةٍ
سالَت مَذانِبُها بِها كَالأَسطُرِ

فَكَأَنَّها مَشكولَةٌ بِمصندلٍ
مِن يانِعِ الأَزهارِ أَو بِمُعَصفَرِ

أَمَلٌ بَلَغناهُ بِهضبِ حَديقَةٍ
قَد طَرّزَتهُ يَدا الغَمامِ المُمطِرِ

فَكَأَنَّهُ وَالزَهرُ تاجٌ فَوقَهُ
مَلِكٌ تَجَلّى في بِساطٍ أَخضَرِ

راقَ النَواظِرَ مِنهُ رائِقُ مَنظَرٍ
يَصفُ النَضارَةَ عَن جِنان الكَوثَرِ

كَم قادَ خاطِرَ خاطِرٍ مُستَوفز
وَكَم اِستَفَزَّ جَمالُهُ مِن مُبصِرِ

لَو لاحَ لي فيما تَظاهَرَ لَم أَقُل
عَرِّج بِمُنعرجِ الكَثيبِ الأَعفرِ.

- مرج الكحل
‏حين تتخيّل عزيزًا تشتاق إليه، فربما ذهلت عما حولك وسافر "قلبك" و "عقلك" إليه تاركًا جسدك مع الجلساء !

يقول أبي عيينة:
جِسمي مَعي غيرَ أنَّ الرُّوحَ عندكُمُ
فالجسمُ في غُربةٍ والروحُ في وطنِ

فليعجَبِ الناسُ مني أنَّ لي بَدَناً
لا روحَ فيه، ولي روحٌ بلا بدنِ !
‏عَسى اللهُ أن يُحْيي سُروري بِقُربِهمْ
فَقدْ نالَ مِنِّي فوقَ ماشاءهُ البُعْدُ

فيصبحَ قَلبي وهو بَيْنَ جَوانِحي
وقدْ دانتِ الدُّنيا وقَدْ ساعَد السَّعْدُ


- ابن خاتمة الأندلسي
وأستَلِذُّ بَلائي فيكَ يا أملي
ولستُ عنكَ مدىٰ الأيامِ أنصرفُ

إن قيلَ لي تتسلّىٰ عن مودّتِهِ
فما جوابيَ إلا اللامُ والألفُ

- ابن حزم الأندلسي
"أَهدَى التَّلاقي صُبحَ وَجهِكَ مُسفِرَا
‏فَحَمِدتُ عِندَ الصُّبحِ عاقِبَةَ السُّرى

‏اللهُ أَكبَرُ، قَد رَأَيتُ بِكَ الَّذي
‏يَلقاهُ كُلُّ مُكَبِّرٍ إِن كَبَّرا!"

- ابن سهل الأندلسي.
‏فلو أستطيعُ طرتُ إليه شوقاً
وكيف يطيرُ مقصوصُ الجناحِ

- ابن زيدون
ياَقاطِعاً صِلَتي مِن غَيرِ ما سَبَبٍ
تَاللَهِ، إِنَّكَ عَن روحي لَمَسؤولُ

ما شِئتَ فَاصنَعهُ كُلٌّ مِنكَ مُحتَمَلٌ
والذَنبُ مُغتَفَرٌ وَالعُذرُ مَقبولُ

لَو كُنتَ حَظِّيَ لَم أَطلُب بِهِ بَدَلاً
أَو نِلتُ مِنكَ الرِضا لَم يَبقَ مَأمولُ.

- ابن زيدون
"أمَا ومحلِّ حُبِّكِ في فُؤادي
وقَدْرِ مكانهُ فيهِ المَكينِ

‏لوِ انبسطتْ ليَ الآمالُ حتَّى
‏تُصيِّرَ مِن عِنانِكِ في يميني

‏لَصُنتُكِ في مكانِ سوادِ عيني
‏وخِطْتُ عليكِ مِن حَذَرٍ جُفوني

‏فأبلُغُ منكِ غاياتِ الأماني
‏وآمَنُ فيكِ آفاتِ الظُّنونِ

فلي نَفسٌ تَجَرَّعَ كلَّ حينٍ
‏عليكِ بهنَّ كاساتِ المَنونِ

‏إذا أَمِنَتْ قلوبُ الناسِ خافت
‏عليكِ خَفِيَّ ألحاظِ العيونِ

‏فكيفَ وأنتِ دُنيايَ؟ ولولا
‏عقابُ الله فيكِ لَقُلتُ: ديني."

- القيرواني رحمه الله.
لا مَرحَباً بِغَدٍ وَلا أَهلاً بِهِ
إِن كانَ تَفريقُ الأَحِبَّةِ في غَدِ.

- النابغة الذبياني
ابن زيدون أرقّ من اشتكى الصبابة والهوى، ولوعات الجوى فقال:

‏"ألا ليتَ شعري هل أصَـادِفُ خلوةٍ
‏ًلديكِ فـأشكو بعض ما أنا واجِـدُ!

‏رعى الله يومًا فيهِ أشكُو صِبـابتي
‏وأجفانُ عيني بِـالدموعِ شواهـد"..
يا مَن يرى ما في الضمير ويسمعُ
أنت المُعَدُّ لكلِّ ما يُتوقَّعُ

يا مَن يُرجَّى للشدائدِ كلِّها
يا مَن إليه المُشتَكَى والمَفزَعُ

يا مَن خزائنُ رزقِه في قولِ "كُنْ"
امنُنْ فإن الخيرَ عندك أَجمَعُ

ما لي سِوى فقري إليك وسيلةٌ
فبالافتِقارِ إليك فقري أدفَعُ

‏ما لي سِوى قَرعي لبابِك حيلةٌ
فلئن رُدِدتُ فأيَّ بابٍ أَقْرَعُ؟

ومَنِ الذي أدعو وأهتِفُ باسمِه؟
إن كان فضلُك عن فقيرِك يُمنَعُ

حاشَا لفضلِك أن يُقَنِّطَ عاصيًا
الفضلُ أَجزَلُ، والمَواهبُ أَوْسَعُ

السُّهيلي الأندلسي
" قد كنتُ أرجو بأنَّ الليلَ يسعدني
فخيّم الحزنُ في قلبي وَذكرني "

- الأنيس.
سَهِرتُ بَعدَ رَحيلي، وَحشَةً لكُمُ
ثمَّ استَمَرَّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ.

- المتنبي.
علي بن الجهم القرشي.
يَا مُفرَدًا بَاتَ يَبكِي لَا مُعِينَ لَهُ
‏أَعَانَكَ اللَّهُ بِالتَّسلِيمِ وَالجَلَدِ

- أبو فراس الحمداني
‏لَعَمري لَئِن قَلَّت إِلَيكَ رَسائِلي
لَأَنتَ الَّذي نَفسي عَلَيهِ تَذوبُ

فَلا تَحسَبوا أَنّي تَبَدَّلتُ غَيرَكُم
وَلا أَنَّ قَلبي مِن هَواكَ يَتوبُ.

- ابن زيدون
يحيى التجيبي الأندلسي، كان محبًا لزوجتِه، لم يتزوج غَيرها، كان مولعًا بهَا، فمرضت زوجته وتُوفيت، فصحبه عليها وجدٌ وحزنٌ عَظيم، وحين ثقل به المرض؛ وقَرُبت وَفاتُه، وثَقُل عليهِ لسانُه، طلب ابن الخطيب وأوصَاه أنه إذا مَات أن يدفن ويقبر بجوار زوجته، ومما قاله في احتضاره:

إذا متُّ فادفنِي حذاءَ حليلتي
يخالطُ عظمي في الترابِ عظامها

ولا تدفننِّي في البقيع فإنَّني
أريدُ إلى يومِ الحسابِ التزامها

ورتِّب ضريحي كيفمَا شاءه الهَوى
تكون أمَامي أو أكونُ أمامها

لعلَّ إلهَ العرش يجبرُ صدعتي
فيُعلِي مقامي عنده ومقامَها


- ومَات ودُفن بجوارها
2025/07/09 19:13:55
Back to Top
HTML Embed Code: