Telegram Web Link
‏قِيل لأعرابيّةٍ أُصيبت بابنها: ما أحسن عَزاءَك؟ قالت: إنّ فقدي إياهُ؛ أمّنني كل فقدٍ سواه، وإنّ مَصيبتي به؛ هَوّنت علي المصائبَ بعده، ثم أنشأت تَقول:

‏"مَن شاء بَعدك فَلْيمُت
‏فَعَليك كنتُ أُحاذرُ

‏كُنْتَ السوادَ لمُقلتي
فعليك يَبْكي الناظِرُ

‏ليتَ المنازلَ والدِّيارَ
‏حَفائرٌ ومَقابرُ"
ونادتْ بي الأشواقُ مهلاً فهذهِ
‏مَنَازِلُ مَنْ تَهْوَىْ رويدكَ فأنزلِ!

‏- الغزالي
إذا سألوني عن حالتي
وحاولت عذراً فلم يمكن

أقول بخيرٍ ولكنه
كلامٌ يدور على الألسن

وربك يعلم ما في الصدور
ويعلم خائنة الأعين.

- ابن السيد
إلى كم أراني في هَوَى النفسِ خائضاً
ولم أتّقِ الإِغراقَ منها على نَفسي

وقد شَمِلَتنْي شيبةٌ لم أبِتْ بها
فما ليَ في ليلي وقد طَلَعَتْ شمسي

غرست بكفَّيَّ المعاصيَ جاهِداً
ولا شكّ أنّي أجْتَني ثَمَرَ الغَرسِ

إِلى اللَّه أَشكو جُملَةً أَرتدي بها
وأصْبحُ منها في الذنوب كما أمْسي

فيا وحشتي من سوءِ ما قدّمَتْ يدي
إذا لم يكنْ في القبر من رحمةٍ أُنْسي.

- ابن حمديس
سَقَى اللهُ أيَّامَ الصَّبَابَةِ وَالهَوَى
وَعًصرَ الشّبابِ الغَضِّ أكرِم بِهِ عَصرَا

سَحَاباً يدِرّ المَاءَ في مَحلِ رَوضِهَا
وَيُنبِتُ فِي أَغصَانِهَا الوَرَقَ الخُضرَا

وَجَادَ أَصِيلاً بالقصيبَة لَم يُضَف
إِلَى حُسنِهِ عَيبٌ سِوَى أنَّهُ مَرّا

إِذِ الشَّمسُ تَحكِينِي وَتَحكِي مُعَذِّبي
بِما احمَرَّ مِنهَا لِلغُرُوبِ وَمَا اصفَرّا

وراحَةُ مَن أهوَى وبَارِقُ ثَغرِهِ
وَلَحظَتُهُ الوَطفَاءُ تَمزِج لِي خَمرَا

فَقَامَت بِهِ حَولِي سقاةٌ كَثِيرَةٌ
مُنَى كُلِّ ساقٍ أن أمِيدَ لَهُ سُكرَا

فَلَم أدرِ مِمَّا كنت أُسقَى هَل الهَوَى
شَرِبتُ أمِ الصَّهبَاءَ صِرفاً أمِ السِّحرَا

سلامٌ عَلَى ذَاكَ الأَصِيلِ وَطِيبِهِ
يُرَدَّدُ مَا مَرَّ الأصِيلُ وَمَا مَرَّا.

- ابن حريق البلنسي
لو كنت أصدق في الصبابة والجوى
ما كنت فيمن قد مضى وبقيت

إنّي لأستحيي الوفاء وأهله
ان مات من أحببته فحييت.

- الحمداني
قُلتُ له والرقيبُ يُعجِلُه
مستعجلا للفراقِ أَينَ أَنَا

فمَدَّ كفّاً إِلى ترائبه
وقال سِر آمنا فأنتَ هُنَا.

- صاعد البغدادي
ما بالُ لَيلِيَ لا تَسري كَواكِبُهُ
وَطَيفُ عَزَّةَ لا يَعتادُ زائِرُهُ

مَن لا يَنامُ فَلا صَبرٌ يُؤازِرُهُ
وَلا خَيالٌ عَلى شَحطٍ يُزاوِرُهُ

ياساهِراً لَعِبَت أَيدي الفِراقِ بِهِ
فَالصَبرُ خاذِلُهُ وَالدَمعُ ناصِرُهُ

إِنَّ الحَبيبَ الَّذي هامَ الفُؤادُ بِهِ
يَنامُ عَن طولِ لَيلٍ أَنتَ ساهِرُهُ

أبو فراس الحمداني.
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ
وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ

فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ
وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ

وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها
وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ


أبو البقاء الرندي.
وقال أحدهم لجاريته : ألا تلبسين الحلي؟
قالت : لا ؛ لأنه يستر المحاسن كما يستر القبائح!

وقال ابن الروميّ :

وما الحَلْيُ إلا زينة لنقيصة
يُتمّمُ من حسن إذا الحسن قصَّرَا

وأما إذا كان الجمال موفَّرًا
كحسنكِ لم يحتج إلى أن يُزوّرا.
عَليكُم سلامُ اللهِ إنّي مُوَدّعٌ‏
وعينايَ من مَضِّ التوجّعِ تَدمَعُ

‏فإن نحنُ عِشنا يجمعُ اللهُ بَينَنا‏
وإن نحنُ مُتنا فالقيامةُ تَجمَعُ.

— أبو العتاهية
أثِيبوا بوُدٍّ أو أثيبوا بهَجرَةٍ
ولا تقتلوني، إنّ قتلي محرَّمُ.

- صريع الغواني
سَلوا صَرفَ هَذا الدَهرِ كَم شَنَّ غارَةً
فَفَرَّجتُها وَالمَوتُ فيها مُشَمِّرُ

بِصارِمِ عَزمٍ لَو ضَرَبتُ بِحَدِّهِ
دُجى اللَيلِ وَلّى وَهوَ بِالنَجمِ يَعثَرُ.

- عنترة بن شداد
‏يا أفتَنَ الناسِ ألحاظا إذا رَمَقَا
وأعذَبَ الناسِ ألفاظا إذا نَطَقَا

ما إن فقدتُكَ إلا ظَلْتُ مكتئبًا
ولا رأيتُكَ إلا زادني قلَقَا

ولا ذكرتُك إلا اعتادني نَفَسٌ
يُبدي الضميرَ، ففاض الدمعُ مُندَفِقا

ولا تَأوَّبَني بعد السُّهادِ كَرًى
إلا وبِتُّ لِطَيْفٍ منك مُعتنِقا

ولا حللتُ رياضًا منك شاسعةً
إلا رأيتُ خيالاً منك قد طرقا.

- الخبز أرزي
‏يا أيها الرجلُ الموكَّلُ بالصِّبا
وصِبا الكبيرِ إذا صَبا تعليلُ

قدِّمْ لنفسك قبل موتِك صالحًا
واعملْ فليس إلى الخلود سبيلُ

إنَّ الحِمامَ لَنازلٌ بكَ لاحقٌ
والموتُ ربعُ إقامةٍ مَحلولُ

لابدَّ مِنْ يومٍ لكل مُعَمَّر
فيهِ لمدةِ عيشهِ تكميلُ

والناسُ أرسالٌ إلى أمَدٍ لهم
يَمضي لهم جيلٌ ويُخلَق جيلُ.

- الأحوص الأنصاري
قُل لِغُصنِ البانِ الَّذي يَتَثَنّى
تَحتَ بَدرِ الدُجى وَفَوقَ النَقاء

رُمتُ كِتمانَ ما بِقَلبي فَنَمَّت
زَفَراتٌ تَغشى حَديثَ الهَواء

وَدُموعٌ تَقولُ في الخَدِّ يا مَن
يَتَباكى كَذا يَكونُ البُكاء

لَيسَ لِلناسِ مَوضِعٌ في فُؤادي
زادَ فيهِ هَواكَ جَفني اِمتِلاء.

- ابن المعتز
2025/07/11 23:20:16
Back to Top
HTML Embed Code: