Telegram Web Link
Live stream finished (36 minutes)
جاء في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( المَرْءُ مع مَن أحَبَّ )
_ فاللهم إني أشهدك ، وملائكتك وجميع خلقك، أنهما من أحب الناس لقلبي ، فاجمعني بهم في الفردوس الأعلى يا كريم
[ العشوائيّةُ المعرفيّة ]

إن من المشكلات والعقبات ، التي يُعاني منها الطالبُ الناشئ في المسيرة العلمية جزئيةَ " العشوائية المعرفية "
هذه العشوائية التي تؤثر سلبًا بين الشتات والتأخير في التحصيل، فتجد الطالبَ تمرُّ عليه السنوات ، ولا يرى لمساعيه إلا القليل من الثمرات ؛
وضابط ذلك في مركزيّتين اثنتين :
1) العلمُ بالكتب _ أنواعها ومراتبها _ :
فيميّز بين الكتب الدراسية، والمرجعية، والمعدّةِ للمطالعة.
فلا يدخلُ على الكتب الدراسية _ وهو مبتدئ _ يريد أعلى الهرم!
_ كأن يبتدئ في "منهاج الطالبين" وهو لمّا يعرف "الغاية والتقريب" بعدُ !
هذا خلل منهجي، يلزم صاحبه فيه التأخير، ولن يجد من الفوائد إلا الشوارد!.
ولذلك : أوردَ البخاريُّ عقبَ ذكرِه لقوله تعالى : { وَلَـٰكِن كُونُوا۟ رَبَّـٰنِیِّـۧنَ }
قال: الرباني : الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
2) العلمُ بأعلام الفنون ، وفرسان الميادين.
_ فلا يأتي يطلب الشعرَ من المحدثين، أو يطلب الحديث من الشعراء !.
ومثالُ ذلك : الإمام البخاري _ رحمه الله _ صاحبُ أصحّ كتاب بعد كتاب الله عز وجل ! _ في الناحية الحديثية _ هذا القيدُ مهمّ غاية الأهمية ، أي : أن الكتاب تصنيفه الرئيس كان للناحية الحديثية ، وليس لنواحٍ أُخَرَ كالجانب اللغوي مثلًا ، لذلك عندما عرّج إلى إيرادِ أشياء من الشعر ، وقعت له مغالطات ، بدَهية عند أهل الفنّ.
فأوردَ في الصحيح أبياتًا نسبَها لامرئ القيس :

الحرب أول ما تـكون فَتيــّةً...
تسعى بزينتها لكـل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها...
ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطـاء ينكر لونـها وتغيرت...
مكروهـة للشم والتقبيـل.
_ وهي عند أهل الرواية الشعرية، منسوبةً لعمرو بن معد يكرب رضي الله عنه.
_ فالمشكلةُ لم تقع على الإمام البخاري، إنما على من يأتي للمرجع الحديثيّ يطلب فيه الشعرَ !

_ وفي مثالٍ عكسيّ كذلك ، كتاب " الأغاني " لأبي الفرج الأصڤهاني ، هو عند أهل الرواية كصحيح البخاري عند المحدثين ، لكن أبا الفرج شحنَ الكتاب بعدد من الأخبار الموضوعة ،و الأحاديث المصنوعة .
فالمجيء إلى كتابه طلبًا للأخبار، مع أن غاية التنصيف هي لجمع الأشعار، عشوائية تفضي بصاحبها إلى أن يسبقه الركب، ويصبح الأقران شيوخ كراسي العلوم وهو جاثٍ للركب!.

ولعله بهذا الإلماح كفاية، إذ بان به المقصود والغاية ، فاللهم يا معلم إبراهيم علمنا، ويا مفهم سليمان فهمنا.
والحمد لله رب العالمين
مجموع الفتاوى ( 526/8) | شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ _ رحمَه اللهُ _
[ طالبُ العلمِ والناحية التعبدية ] ( تمهيدية/ ١)
من اللافتِ للنّظَرِ أنَ الاعتدادَ بالناحية "التعبديّة" لدى المتعايشِ بالنّشوةِ العلميّة ، أمرٌ يكادُ يكون نادرًا، وهذه كجامعِ ماءٍ في مصفاةٍ ، فهو يريد أن يرويَ ظمأَه إذا أصابَه، لكنّه لن يجدَه أمامَه إذا احتاجَه، وكذلك طالبُ العلمِ دون أن يستحضر ( وما خلقتُ الجن والإنسَ إلا ليعبدون ) !
فهو العارفُ لوجهته يسلك الطريق لأنه الأسرع لتحقيق العبودية والترقي في منازلها ، لا لغاية أخرى!.
( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ )
_ ولعلّ لنا وقفةٌ مطولةٌ حولَ هذا الجانب ، مذكرًا وحاضًّا قبلَ ذلك برسالةِ شيخِ الإسلام : " العبودية "
( وقد كانوا _ والناس ناسٌ والزمان زمان _ يستشبعون الحق، ويستمرون طعم النصح، ويتنكرون لمن يهدي إليهم عيوبهم، ويصدقهم عن أنفسهم، فما ظنك بهم الآن مع فساد هذا الزمان الكَلِب اللولبيّ المتقلِّب؟
أتراهم يذعنون للحق، ويُصيخون إلى النصح ؟
)
العزلة | لأبي سليمان الخطابي
مجازرُ اليهود الغاصبين في غزة وما حولها يُسأل عنها الرؤساء والأمراء والوزراء، وكل من يستطيع أن يدفع بفعل أو قول أو كتابة ولم يفعل، وكما أنَّ المتكلم بالباطل شيطان ناطق؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس مُراء مداهن منافق.
ومن لا يسعى في نصرة إخوانه المستضعفين ودعوته لإغاثتهم فلا يُرفع عنه الإثم ولا يُغسل عنه العار.
[ أرجى الليالي لليلةِ القدرِ في مذهبِ الشافعيةِ ليلةُ الحادي والعشرين ]
وما عليك إلا حسن النية ثم حسن السعي والتوكل على الله ويسدد الله ما يشاء من فضله .
استهواني مثَلٌ قالتْه العربُ:
( مَطْروفُ العينِ بفلان: إذا كانَ لا ينظرُ إلَّا إليه)
لسان العرب | لابن منظور

-قلتُ : وقبلَه الآيةُ الكريمةُ { وَعِندَهُمۡ قَـٰصِرَ ٰ⁠تُ ٱلطَّرۡفِ }
Forwarded from الغَرِيب
يقول الإمام ابن عبدالبر في إشارة لطيفة لمعنى ضبط الأصول واستذكار الفروع:

(وخير العلوم ما ضبط أصله واستذكر فرعه، وقاد إلى الله تعالى، ودل علىٰ ما يرضاه).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حُبُّ الدُّنيا، يجعلك في الأمور الدُّنيا.
منازلُ التأصيل، ومداركُ التأويل: لا تُبْلَغُ إلَّا بأساسين رئيسَيْنِ، ومركزيّتين اثنتين؛
أمّا الأساسان :
1) فالانطلاقُ من مرجعيّةِ الوحي - الكتابِ والسنّةِ -
2) وهضمُ تصرّفاتِ صاحبِ الشريعة، وأساليبِ معاملاتِه، وأنظارِه -قريبِها وبعيدِها-، والاستهداءُ بها من خلالِ السيرةِ النبويّة، والشمائلِ المصطوفيّة.

وأما المركزيتان :
فهما :التقريرُ والتنزيلُ.
- فالتقريرُ : هو العلمُ بالمسألةِ، وتحريرُها من أصولها.
- وأما التنزيلُ: فهو العلمُ بالحالِ والوقتِ المناسبَين للعملِ بالتقريرِ.

• من عرف هذا وقصده = فهو : طالب العلم
• ومَن جمعه في صدره= فهو: العالِم
• ومن ملّكه اللهُ العملَ به بعد جمعه = فهو : الإمامُ.

ربَّنا ﴿وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِینَ إِمَامًا﴾
ودَّعَ رجلٌ صديقًا له فقالَ:
(استعن على وحشةِ الغربةِ بقراءةِ الكتبِ، فإِنَّها ألسُنٌ ناطقة، وعيونٌ رامقة! )

تقييد العلم | للخطيب البغدادي
2024/05/15 01:25:26
Back to Top
HTML Embed Code: