bootg.com »
United States »
قناة قناه الشاعر صقر اللاحجي امين الجوفي معاذ الجنيد بسام شانع ضيف الله سلمان عبد السلام المتميز حاتم الأشول » Telegram Web
بأي شيءٍ سأبكي سيّدَ العربِ.
بدمعةٍ أم دمٍ بالحزنِ منسكبِ.
و الأرضُ من بعده ضاقت بما رَحبت.
عليّ مرتحلاً في صدرِها الرحِبِ.
ما كنتُ أحسبُ أنّي سوف أذكرهُ.
نعياً و أرثيه في شعري و في أدبي.
تأبى القريحةُ أن تبكي على (حسنٍ).
و أن ينوحَ عليه كلُ منتحب.
فكم و كم غمرَ الدنيا بطلعتِهِ.
بشراً و زحزحَ عنها ظُلمةَ الكُرَبِ..
و كم أطلّ عليها في (سحابتِهِ).
غيثاً و قد غاضَ عنها وابلُ السحب.
سحابةٌ زيّنت هامَ (الوصيّ) و قد.
سما بها شرفاً من كفِ خيرِ نبي.
و توّجتُهُ فَتيّاً تحت ضربتِهِ.
هوى أكابر جيشٍ ضاربٍ لَجِب.
و خضّبت منه في المحرابِ شيبَتَهُ.
تكسو عظيماً و تهدي أعظمَ القُرَب.
بها (الحسينُ) لإحدى الحسنيينِ مضى.
يزفُهُ الوحيُ بين العرشِ و الحُجُب.
و عاد (عبّاسُ) في ثوبِ الشموخِ بها.
بقلبِ محتسبٍ لله مرتغب.
سحابةٌ كان نصرُ اللهِ موعدُها.
يعانقُ الخلدَ فيها خيرُ منتَجَب.
و قد دعا اللهَ مشتاقاً لجنّتِهِ.
إنّي دعوتُكَ يا مولاي فاستجبِ.
أراه و الملأُ الأعلى يحيطُ به.
و موكبُ النورِ في معراجِ كل أبي.
أراه و المصطفى سُعداً بمقدِمه.
يحيطه بكساء الخمسةِ النُجُب.
أرى الوصي و قد باهى بطلعتِه.
أشرقت يا قمرَ الأولى و لم تغب.
أرى الحسينَ بإعزازٍ يقول له.
أهلاً و سهلاً حفيدي و المشبّه بي.
مرّت ثلاثون عاماً من مسيرتِه.
ما ضاقَ من كللٍ فيها و من تعب.
مرّت ثلاثون و الدنيا تناجزه.
وعداً من الوهن أو وعداً من النصب.
و قد قضاها أميناً سيّداً علَماً.
مجاهداً حيدرياً صادقَ الغضب.
مرّت ثلاثون و الأقصى يناشدنا.
من يستردّنه من كف مغتصب.
مرّت و في يده سيفٌ يذبّ ُبه.
عن أمّةٍ حملت سيفاً من الخشبِ.
ماذا أسمّيه و الأسماءُ قد ثكلت.
بمثله سيدا في الأصل و النسب.
ماذا أسمّيه قال الطامحون إلى .
عليائه حمزةٌ في عصره الذهبي.
بكل أسمائه قد سُمّيت سلفاً.
كلُ المحاسن في أبناءٍ (مطّلب).
و أنجبت سيداً و الفعلُ منطقه.
و سيدا سيدا في الإسم و اللقب.
و ما بأسماء (نصر الله) قد قرنت.
أسماء من قرنوا باللهو و الطرب.
و ما بأسمائه الغرّاء قد وصفت.
أسماءُ من وصفوا بالجُبن و الكذب.
بقية السيف تروي عنه في نبإ.
ملاحم الحد بين الجدِ و اللعب.
و لم تزل أصدقُ الأنباء قائلةً.
(السيف أصدق أنباءً من الكتب).
#نشوان_الغولي
بدمعةٍ أم دمٍ بالحزنِ منسكبِ.
و الأرضُ من بعده ضاقت بما رَحبت.
عليّ مرتحلاً في صدرِها الرحِبِ.
ما كنتُ أحسبُ أنّي سوف أذكرهُ.
نعياً و أرثيه في شعري و في أدبي.
تأبى القريحةُ أن تبكي على (حسنٍ).
و أن ينوحَ عليه كلُ منتحب.
فكم و كم غمرَ الدنيا بطلعتِهِ.
بشراً و زحزحَ عنها ظُلمةَ الكُرَبِ..
و كم أطلّ عليها في (سحابتِهِ).
غيثاً و قد غاضَ عنها وابلُ السحب.
سحابةٌ زيّنت هامَ (الوصيّ) و قد.
سما بها شرفاً من كفِ خيرِ نبي.
و توّجتُهُ فَتيّاً تحت ضربتِهِ.
هوى أكابر جيشٍ ضاربٍ لَجِب.
و خضّبت منه في المحرابِ شيبَتَهُ.
تكسو عظيماً و تهدي أعظمَ القُرَب.
بها (الحسينُ) لإحدى الحسنيينِ مضى.
يزفُهُ الوحيُ بين العرشِ و الحُجُب.
و عاد (عبّاسُ) في ثوبِ الشموخِ بها.
بقلبِ محتسبٍ لله مرتغب.
سحابةٌ كان نصرُ اللهِ موعدُها.
يعانقُ الخلدَ فيها خيرُ منتَجَب.
و قد دعا اللهَ مشتاقاً لجنّتِهِ.
إنّي دعوتُكَ يا مولاي فاستجبِ.
أراه و الملأُ الأعلى يحيطُ به.
و موكبُ النورِ في معراجِ كل أبي.
أراه و المصطفى سُعداً بمقدِمه.
يحيطه بكساء الخمسةِ النُجُب.
أرى الوصي و قد باهى بطلعتِه.
أشرقت يا قمرَ الأولى و لم تغب.
أرى الحسينَ بإعزازٍ يقول له.
أهلاً و سهلاً حفيدي و المشبّه بي.
مرّت ثلاثون عاماً من مسيرتِه.
ما ضاقَ من كللٍ فيها و من تعب.
مرّت ثلاثون و الدنيا تناجزه.
وعداً من الوهن أو وعداً من النصب.
و قد قضاها أميناً سيّداً علَماً.
مجاهداً حيدرياً صادقَ الغضب.
مرّت ثلاثون و الأقصى يناشدنا.
من يستردّنه من كف مغتصب.
مرّت و في يده سيفٌ يذبّ ُبه.
عن أمّةٍ حملت سيفاً من الخشبِ.
ماذا أسمّيه و الأسماءُ قد ثكلت.
بمثله سيدا في الأصل و النسب.
ماذا أسمّيه قال الطامحون إلى .
عليائه حمزةٌ في عصره الذهبي.
بكل أسمائه قد سُمّيت سلفاً.
كلُ المحاسن في أبناءٍ (مطّلب).
و أنجبت سيداً و الفعلُ منطقه.
و سيدا سيدا في الإسم و اللقب.
و ما بأسماء (نصر الله) قد قرنت.
أسماء من قرنوا باللهو و الطرب.
و ما بأسمائه الغرّاء قد وصفت.
أسماءُ من وصفوا بالجُبن و الكذب.
بقية السيف تروي عنه في نبإ.
ملاحم الحد بين الجدِ و اللعب.
و لم تزل أصدقُ الأنباء قائلةً.
(السيف أصدق أنباءً من الكتب).
#نشوان_الغولي
كيف من حجمــه بحجــم المجرَّة
كيف يتـــــــوارى بـ حفنــة تراب ؟!
كيف با يُحْمَـــل على حيــــن غِرَّة
بيـــــن الأكتـــاف الزمن والرقاب ؟!
كيف يُدْفَن كـون شاسـع بـ حفرة ؟!
كيف يطــوى مثــــل طي الكتاب ؟!
كيف واحــــد كــــــان عالَم بأسره
تحتويـــــه الأضــــــرحة والقباب ؟!
كيف مـن عنـــده من الناس فكرة ؟!
هل يجد تفسير؟! وايـش الجواب ؟!
ما مـــــع الإدراك للفهـــــــم قدرة
لـــن فقـــدك مثل فقـــد الصواب
ينفطر كبـد السمــــــاوات حسرة
حيـــــن يستشعر عظيم المصاب
حضرتك ماهـي كمـــا أي حضرة
جل قــــدرك يا رفيـــــع الجناب
رجفــــت الزلزال في كــــــل ذرَّة
مقشعرة في الحضــــــور المهاب
ظاهرة تحــدث في الدهــــر مرَّة
ماتكرر غيـــــر يـــــــوم الحساب
عصــر كامــــل عظَّــــم الله أجره
فيه اصاب اهــل الزمن ما أصاب
كنـت شي نادر وحاضــــر بـ كثرة
في محالات المنــــــــال الصعاب
سر كـــــوني قـــــــدَّس الله سره
ينكشـــف لــه مـــا وراء الحجاب
لو طوى اقطـار السما ثقب الابره
ماطوى قـــوة حضـــــورك غياب
الزمـــــان الِّي صنعتــــــه بـ فترة
قفَّـــل التـــــــــأريخ من كل باب
#بسام_شانع
كيف يتـــــــوارى بـ حفنــة تراب ؟!
كيف با يُحْمَـــل على حيــــن غِرَّة
بيـــــن الأكتـــاف الزمن والرقاب ؟!
كيف يُدْفَن كـون شاسـع بـ حفرة ؟!
كيف يطــوى مثــــل طي الكتاب ؟!
كيف واحــــد كــــــان عالَم بأسره
تحتويـــــه الأضــــــرحة والقباب ؟!
كيف مـن عنـــده من الناس فكرة ؟!
هل يجد تفسير؟! وايـش الجواب ؟!
ما مـــــع الإدراك للفهـــــــم قدرة
لـــن فقـــدك مثل فقـــد الصواب
ينفطر كبـد السمــــــاوات حسرة
حيـــــن يستشعر عظيم المصاب
حضرتك ماهـي كمـــا أي حضرة
جل قــــدرك يا رفيـــــع الجناب
رجفــــت الزلزال في كــــــل ذرَّة
مقشعرة في الحضــــــور المهاب
ظاهرة تحــدث في الدهــــر مرَّة
ماتكرر غيـــــر يـــــــوم الحساب
عصــر كامــــل عظَّــــم الله أجره
فيه اصاب اهــل الزمن ما أصاب
كنـت شي نادر وحاضــــر بـ كثرة
في محالات المنــــــــال الصعاب
سر كـــــوني قـــــــدَّس الله سره
ينكشـــف لــه مـــا وراء الحجاب
لو طوى اقطـار السما ثقب الابره
ماطوى قـــوة حضـــــورك غياب
الزمـــــان الِّي صنعتــــــه بـ فترة
قفَّـــل التـــــــــأريخ من كل باب
#بسام_شانع
حاشا لمِثلِكَ أن يموتَ بِداءِ
فوق الفِراشِ كمِيتَةِ الجُبناءِ
ما جئتَ إلا كي تعيشَ مُخلَّداً
في الأنبياءِ وحضرةِ الشهداءِ
عُمراً (حُسينيَّ) الملاحِم عِشتَهُ
لا ينقضي إلا ببذلِ دماءِ
عانِق حفيدَكَ يا (عليُّ) وهكذا
فليلتَقِ العُظماءُ بالعُظماءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
فوق الفِراشِ كمِيتَةِ الجُبناءِ
ما جئتَ إلا كي تعيشَ مُخلَّداً
في الأنبياءِ وحضرةِ الشهداءِ
عُمراً (حُسينيَّ) الملاحِم عِشتَهُ
لا ينقضي إلا ببذلِ دماءِ
عانِق حفيدَكَ يا (عليُّ) وهكذا
فليلتَقِ العُظماءُ بالعُظماءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
يا أوَّلَ الكلماتِ في أشعارنا
يا مُلِهمَ الثُّوارِ والشُّعراءِ
يا آيةً في قلب كلِّ مُجاهدٍ
يا شُعلةً في دربِ كلِّ فدائي
يا أيُّها الفصلُ المُضيءُ نُبوَّةً
في جاهليةِ أُمَّةٍ جهلاءِ
يا من تدارَكتِ العُروبةُ نفسها
بخُطاهُ عند تسارُعِ العُملاءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
يا مُلِهمَ الثُّوارِ والشُّعراءِ
يا آيةً في قلب كلِّ مُجاهدٍ
يا شُعلةً في دربِ كلِّ فدائي
يا أيُّها الفصلُ المُضيءُ نُبوَّةً
في جاهليةِ أُمَّةٍ جهلاءِ
يا من تدارَكتِ العُروبةُ نفسها
بخُطاهُ عند تسارُعِ العُملاءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
يا فجرَ (آيَّار) البهيِّ وشمسَ
(تـمُّوز) العظيمِ ونبعَ كلِّ ضياءِ
يا كسوةَ (البيتِ الحرامِ) وقِبلةَ
(الأقصى الشريفِ) وغَوْرَ (غارِ حِراءِ)
يا سورةَ (النصرِ) التي بمجيئكَ
ابتدأت وغايةَ سورةِ (الإسراءِ)
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
(تـمُّوز) العظيمِ ونبعَ كلِّ ضياءِ
يا كسوةَ (البيتِ الحرامِ) وقِبلةَ
(الأقصى الشريفِ) وغَوْرَ (غارِ حِراءِ)
يا سورةَ (النصرِ) التي بمجيئكَ
ابتدأت وغايةَ سورةِ (الإسراءِ)
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
سافرتَ من عصرِ النبيِّ لعصرنا
بمُهِمَّةٍ أتممتها بوفاءِ
والآن عُدتَ إلى(الوصيِّ) و(أحمدٌ)
فتَحَ الكِساءَ وقال: عُد لكِسائي
يا(حمزةَ) الثاني لدينِ (محمدٍ)
ياثالثَ (الحسنيين) ل(الزهراءِ)
دمُكَ الزكيُّ وُضوءُ فرضِ صلاتنا
في المسجدِ الأقصى مع الشُرفاءِ
#معاذ_الجنيد
#انا_على_العهد
بمُهِمَّةٍ أتممتها بوفاءِ
والآن عُدتَ إلى(الوصيِّ) و(أحمدٌ)
فتَحَ الكِساءَ وقال: عُد لكِسائي
يا(حمزةَ) الثاني لدينِ (محمدٍ)
ياثالثَ (الحسنيين) ل(الزهراءِ)
دمُكَ الزكيُّ وُضوءُ فرضِ صلاتنا
في المسجدِ الأقصى مع الشُرفاءِ
#معاذ_الجنيد
#انا_على_العهد
لقد اصطفاك الله قائدَ حزبِهِ
و(أمينَ حزب الله) في الأُمناءِ
وعميدَ مدرسةِ الجهادِ بفترةٍ
كم عاش هذا الإسمُ من إقصاءِ
فجراً طلعت على عُروبتنا كما
(فجر الرسالة) في قرى الصحراءِ
فلبست محراب (الرسولِ) عباءة
وحملت سيف (علي) في الهيجاء
#معاذ_الجنيد
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
و(أمينَ حزب الله) في الأُمناءِ
وعميدَ مدرسةِ الجهادِ بفترةٍ
كم عاش هذا الإسمُ من إقصاءِ
فجراً طلعت على عُروبتنا كما
(فجر الرسالة) في قرى الصحراءِ
فلبست محراب (الرسولِ) عباءة
وحملت سيف (علي) في الهيجاء
#معاذ_الجنيد
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
ورفعتَ في زمَنِ الخُنوعِ رُؤوسَنا
وأنرتنا في الحِقبةِ الظلماءِ
أسقيتنا لبَنَ الكرامةِ عندما
كان الخُضوع رضاعة الرؤساء
أحييتنا عزَّاً، جهاداً، ثورةً
أيقضتنا من سكرةِ الإغماءِ
فكأنَّما هي سيرةٌ نبويةٌ
وكأنَّما هي بِعثةُ الإحياءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#إنا_على_العهد
وأنرتنا في الحِقبةِ الظلماءِ
أسقيتنا لبَنَ الكرامةِ عندما
كان الخُضوع رضاعة الرؤساء
أحييتنا عزَّاً، جهاداً، ثورةً
أيقضتنا من سكرةِ الإغماءِ
فكأنَّما هي سيرةٌ نبويةٌ
وكأنَّما هي بِعثةُ الإحياءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#إنا_على_العهد
في ظِلِّ حُكمِ خلافةٍ أمويةٍ
عصرية الألقابِ والأسماءِ
كُنت الدليلَ لحُبِّ (آلِ محمدٍ)
وأمينَ عامِ العِترةِ النُّجَباءِ
شيَّعتَ في حُبِّ (الحسين) بعصرنا
أُمَماً رأت بِك (سيَّدَ الشهداءِ)
فتركتَ ما ترَكَ (الحسينُ) حرارةً
بقلوبنا لا تنتهي برثاءِ
#معاذ_الجنيد
#إنا_على_العهد
عصرية الألقابِ والأسماءِ
كُنت الدليلَ لحُبِّ (آلِ محمدٍ)
وأمينَ عامِ العِترةِ النُّجَباءِ
شيَّعتَ في حُبِّ (الحسين) بعصرنا
أُمَماً رأت بِك (سيَّدَ الشهداءِ)
فتركتَ ما ترَكَ (الحسينُ) حرارةً
بقلوبنا لا تنتهي برثاءِ
#معاذ_الجنيد
#إنا_على_العهد
أيامُ عمرك للشعوبِ ملاحمٌ
تُروى، ومعراجٌ إلى العلياءِ
يا من كَبرنا مُمسِكين رِداءَهُ
كتعلُّقِ الأبناءِ بالآباءِ
عُمراً تنفَّسناكَ مُنذُ اللمَّةِ
السوداءِ حتى اللحيةِ البيضاءِ
ستضلُّ أجمل ذكريات حياتنا
شغفُ انتظار جبينِك الوضّاءِ
#معاذ_الجنيد
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
تُروى، ومعراجٌ إلى العلياءِ
يا من كَبرنا مُمسِكين رِداءَهُ
كتعلُّقِ الأبناءِ بالآباءِ
عُمراً تنفَّسناكَ مُنذُ اللمَّةِ
السوداءِ حتى اللحيةِ البيضاءِ
ستضلُّ أجمل ذكريات حياتنا
شغفُ انتظار جبينِك الوضّاءِ
#معاذ_الجنيد
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
ستجيءُ أحداثٌ ونفرحُ أنَّنا
سنراكَ.. فرحةَ غفلةٍ عمياءِ
ولسوف يصدمُنا التذكُّرُ حينها
أنَّا تنفَّسناك دون هواءِ
ستُبالغُ الأشواقُ في استهدافنا
شوقاً لـ(نصر الله) كل مساءِ
لقداسةِ الإطلالةِ العلويَّةِ
الغرَّاءِ ثمَّ قداسةِ الإصغاءِ
لحضورهِ، لحديثِهِ، ولصمته
ولرأيهِ ولنُطقِهِ للرَّاءِ
#معاذ_الجنيد
سنراكَ.. فرحةَ غفلةٍ عمياءِ
ولسوف يصدمُنا التذكُّرُ حينها
أنَّا تنفَّسناك دون هواءِ
ستُبالغُ الأشواقُ في استهدافنا
شوقاً لـ(نصر الله) كل مساءِ
لقداسةِ الإطلالةِ العلويَّةِ
الغرَّاءِ ثمَّ قداسةِ الإصغاءِ
لحضورهِ، لحديثِهِ، ولصمته
ولرأيهِ ولنُطقِهِ للرَّاءِ
#معاذ_الجنيد
والفجرِ والعشرِ الليالي دونَهَ
بـ(مُحرَّمٍ) عن عشرِ (عاشوراءِ)
سيُداهِمُ الشوقُ الشعوبَ جميعها
من يُطفئُ الأشواقَ في البُسطاءِ؟
يا أُمَّةَ الإسلام أيُّ مُصيبةٍ
حلَّت عليك اليوم أيُّ بلاءِ؟
أن تفقدي الرجُلَ الذي اجتمعت بهِ
أخلاقُ من فارقتِ من عُظماء
#معاذ_الجنيد
#إنا_على_العهد
بـ(مُحرَّمٍ) عن عشرِ (عاشوراءِ)
سيُداهِمُ الشوقُ الشعوبَ جميعها
من يُطفئُ الأشواقَ في البُسطاءِ؟
يا أُمَّةَ الإسلام أيُّ مُصيبةٍ
حلَّت عليك اليوم أيُّ بلاءِ؟
أن تفقدي الرجُلَ الذي اجتمعت بهِ
أخلاقُ من فارقتِ من عُظماء
#معاذ_الجنيد
#إنا_على_العهد
وكأنَّ جبرائيل في استشهادهِ
قد قال: جُد بالدمعِ يا جبرائيـ
هو من (رسول الله) نورٌ، رحمةٌ
بُشرىً، هُدىً، فضلٌ، بُحورُ عطاءِ
هو من فَمِ (الكرَّارِ) (نهجُ بلاغةٍ)
فيرى (الإمامَ عليَّ) فيهِ الرائي
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
قد قال: جُد بالدمعِ يا جبرائيـ
هو من (رسول الله) نورٌ، رحمةٌ
بُشرىً، هُدىً، فضلٌ، بُحورُ عطاءِ
هو من فَمِ (الكرَّارِ) (نهجُ بلاغةٍ)
فيرى (الإمامَ عليَّ) فيهِ الرائي
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
هو من معارفِ (حيدرٍ) ما لم يُقَلْ
في (الشقشقيةِ) من رُؤىً غرَّاءِ
هو غضبةُ (الحسنِ) الشهيد لربِّهِ
هو حربُهُ لعصابةِ الطُلَقاءِ
وهو (الحسينُ السبطُ) أو قُل أنَّهُ
ما في (الحسين السبطِ) من آلاءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
في (الشقشقيةِ) من رُؤىً غرَّاءِ
هو غضبةُ (الحسنِ) الشهيد لربِّهِ
هو حربُهُ لعصابةِ الطُلَقاءِ
وهو (الحسينُ السبطُ) أو قُل أنَّهُ
ما في (الحسين السبطِ) من آلاءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
هو صبرُهُ، هو بأسُهُ، هو عزمُهُ
لقتالِ آلافٍ من الأعداءِ
هو درعُهُ في (كربلاء) ونحرُهُ
هو صدرُهُ المُلقى على الرمضاءِ
هو في فَمِ (العباسِ) جمرُ مُروءةٍ
هو في يدِ (العبَّاسِ) قِربةُ ماءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
لقتالِ آلافٍ من الأعداءِ
هو درعُهُ في (كربلاء) ونحرُهُ
هو صدرُهُ المُلقى على الرمضاءِ
هو في فَمِ (العباسِ) جمرُ مُروءةٍ
هو في يدِ (العبَّاسِ) قِربةُ ماءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
هو كلُّ (أبناءِ الحسين) وكلُّ (أصْـ
ـحابِ الحسين) وكلُّ فصلِ إباءِ
هو كلُّ (آلِ محمدٍ) من (حيدرٍ)
حتى (أبي جبريل) (مُوسى الماءِ)
هو و(الحسينُ البدرُ) كان سناهُما
فجراً ثُنائيَّاً وأيُّ ثُنائي
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
ـحابِ الحسين) وكلُّ فصلِ إباءِ
هو كلُّ (آلِ محمدٍ) من (حيدرٍ)
حتى (أبي جبريل) (مُوسى الماءِ)
هو و(الحسينُ البدرُ) كان سناهُما
فجراً ثُنائيَّاً وأيُّ ثُنائي
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
هو من تعهَّدَ (غزَّةً) بدمائهِ:
يا أهلَ (غزَّةَ) دونكم أشلائي
وسعى ليُلهيْ الطائراتِ بقصفهِ:
هذا أنا يا قصفُ دعْ أبنائي
هو من بِهِ الرحمنُ آنسَ وحشةَ
(الأنصارَ) واسَى غُربةَ الغُرباءِ
لُطفاً إلهياً سرى في شعبنا
ومعونةً في ساعةِ البأساءِ
#معاذ_الجنيد
#إنا_على_العهد
يا أهلَ (غزَّةَ) دونكم أشلائي
وسعى ليُلهيْ الطائراتِ بقصفهِ:
هذا أنا يا قصفُ دعْ أبنائي
هو من بِهِ الرحمنُ آنسَ وحشةَ
(الأنصارَ) واسَى غُربةَ الغُرباءِ
لُطفاً إلهياً سرى في شعبنا
ومعونةً في ساعةِ البأساءِ
#معاذ_الجنيد
#إنا_على_العهد
يا من نُهنِّئُهُ على ما نالَهُ
وبكلِّ حلقٍ ثَمَّ بيتُ عزاءِ
في كلِّ قلبٍ حُزنُ ألفِ (رُقيَّةٍ)
وقوافلٌ من (زينب الحوراءِ)
حُزنٌ تعاهدنا على تفجيرِهِ
حِمَماً، براكيناً على الأعداءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
#الوفاء_لشهيد_الاسلام
وبكلِّ حلقٍ ثَمَّ بيتُ عزاءِ
في كلِّ قلبٍ حُزنُ ألفِ (رُقيَّةٍ)
وقوافلٌ من (زينب الحوراءِ)
حُزنٌ تعاهدنا على تفجيرِهِ
حِمَماً، براكيناً على الأعداءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
#الوفاء_لشهيد_الاسلام
(لبَّيك نصرَ الله) سوف تظلُّ في
ساحاتِ (حزبِ الله) فصلَ قضاءِ
ستظلُّ (نصرُ الله) نصرَ الله في
جبهاتِنا حسماً لكُلِّ لقاءِ
يا سيِّدي.. والشمسُ بعدك كُوِّرَتْ
فاطلعْ ومُدّ سناك في الأرجاءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
#الوفاء_لشهيد_الاسلام
ساحاتِ (حزبِ الله) فصلَ قضاءِ
ستظلُّ (نصرُ الله) نصرَ الله في
جبهاتِنا حسماً لكُلِّ لقاءِ
يا سيِّدي.. والشمسُ بعدك كُوِّرَتْ
فاطلعْ ومُدّ سناك في الأرجاءِ
#معاذ_الجنيد
#ثالث_الحسنين
#السيد_حسن_نصرالله
#إنا_على_العهد
#الوفاء_لشهيد_الاسلام
اليوم، لا تُوارى الأجسادُ تحت التراب، بل يُدفن الزمنُ في حُفرة، إذ كيف يُدفنُ مَن كان حجمُه أكبرَ من الجغرافيا ، ووزنُه أثقلَ من الأرض؟ كيف يستوعبُ الترابُ رجلًا زلزلَ بقدميه خرائط العالم، وهزَّ بصوته عروش الطغاة؟ كيف ينحني الجبلُ أمام حفنةِ تراب، أو تنطوي الشمسُ في كفّ الظلام؟
أيها السيدُ، يا شموخَ الأرضِ حين تخضع، ويا كبرياءَ الزمنِ حين ينكسر، ويا آخرَ القلاعِ التي لم تُهدم، أيها الجبلُ الذي قاومَ العواصفَ، والبركانُ الذي قذفَ حممَ العزّةِ في وجه الغزاة، أيها البحرُ الذي لا يجفُّ، والنهرُ الذي لا يكفُّ، والريحُ التي لا تهادن، كيف أطفأوك، وأنت الشعلةُ التي تحرقُ ولا تحترق؟ كيف أسكتوك، وأنت الصوتُ الذي إذا خفتَ، صرختْ الأرضُ كلها باسمك؟ كيف احتاجوا إلى أطنانٍ من النارِ ليُسقطوا ظلَّك، ثم لم يُسقطوه؟
كنتَ صخرةً على صدرِ العدو، وسهمًا في خاصرتِه، وصاعقةً تنزلُ عليه في كل فجر، كنتَ وعدًا لا ينكثُ، ووعيدًا لا يخلفُ، كنتَ الصمتَ حين كان الصمتُ سلاحًا، والصوتَ حين كان الصوتُ قذيفة، كنتَ السرَّ الذي حارتْ فيه استخباراتُ الأرض، والخوفَ الذي استوطنَ وجوهَ الجنرالات، والرعبَ الذي لم يُفارقْ أذهانَ المستوطنين.
أيها السيد، لم تكن فردًا، بل كنتَ جيلًا من الرجال، لم تكن قائدًا، بل كنتَ أمّة، لم تكن اسمًا، بل كنتَ راية، لم تكن مجرد جسدٍ يمشي على الأرض، بل كنتَ زلزالًا يجعلُ الأرضَ تمشي خلفَه. كنتَ اليدَ التي إذا امتدّت، قطفتْ النصر، والعينَ التي إذا لمحتْ العدو، أطفأتْ أنفاسَه، والنبضَ الذي كلما دقَّ، تحركتْ الجبهاتُ بأوامرِه.
كنت الكبرياء الذي لا ينحني، والمروءة التي لا تضعف، والحكمة التي لا تُغلب، والدهاء الذي لا يُحتال عليه، والقوة التي لا تخاف، والشجاعة التي لا تتردد، والرجل الذي حوَّل الخيال إلى واقع، وقلبَ المعادلات كما تُقلب صفحات التاريخ بيد القدر.
كيف يخافُك العدوُّ ميتًا، كما كان يخافُك حيًّا؟ كيف ترتجفُ إسرائيلُ أمامَ غيابِك، كما كانت ترتعدُ من حضورِك؟ كيف تبكيك الأرض، كما كانت تبتسمُ حين تخطو فوقَها؟ كيف يصبحُ فقدُك طعنةً في قلبِ الطغاة، قبل أن يكونَ جرحًا في قلوبِ الأوفياء؟كيف ظنّوا أن اغتيالَك نهاية، وأنتَ الذي كنتَ أصلَ البداية؟
حين اغتالوك، لم يغتالوا رجلًا، بل اغتالوا ميزانَ الأرض، حين أسقطوك، لم يُسقطوا جسدًا، بل سقطتْ أوهامُهم، حين صمتَ صوتُك، لم يهدأ الصدى، بل صار أقوى، وأشدَّ، وأمضى.
الترابُ الذي يضمُّك اليوم، هو الترابُ الذي طهّرتَه، والأرضُ التي تحتضنُك اليوم، هي الأرضُ التي حميتَها، والزمانُ الذي يبكيك اليوم، هو الزمانُ الذي صنعتَه.
اليوم، يدفنُ الأوفياءُ في الأرضِ رجلًا، لكنه يولدُ في القلوبِ أسطورة، اليوم، يبكيك الرجال، لكنهم يقسمون أن يسيروا على خطاك، اليوم، تنحني الجباهُ ألمًا، لكنها تعودُ لترتفعَ أكثرَ شموخًا، اليوم، يوارى الجسد، لكنّ المعركةَ تستعر، والرايةَ تزدادُ خفَقانًا، والنارَ تتقدُ تحت رمادِ الغياب.
عزاؤنا أنك لم تذهب، بل تحوّلتَ إلى جيلٍ من المقاومين، وسطرٍ في سفرِ الجهاد، ونقشٍ على جبينِ العزة، صرتَ درسًا في كل مدرسة، وقَسَمًا في كل سلاح، ونشيدًا في كل معركة، صرتَ القَسمَ الذي يُتلَى على شفاهِ الأحرار، والعهدَ الذي لا يُنكَثُ في قلوبِ الثائرين، صرتَ المثلَ الذي لا يُدرَك، والقمّةَ التي لا تُطال، والموقفَ الذي لا يُشترَى.
ومواساتُنا أننا لم نُخلَق لِنَنوح، بل خُلقنا لنثأر،
لم نُخلَقَ لِنَذرفَ الدموع، بل خُلقنا لنُنزِلَ العدوَّ على ركبتيه، لم نُخلق لِنَنْدُبَ، بل خُلقنا لنَحمِلَ الرايةَ ونُكملَ الطريق، لم نُخلق لنُوارِي الجبال، بل خُلقنا لنُشعِلَ البراكين، ونُطلقَ الزلازل، ونُعيدَ للتاريخِ موازينَه.
وإلّا، فلا عزاءَ لنا فيك، ولا سلوى تُطيّبُ الفقد، لأنّ الرجالَ من طينتِك لا يُعوَّضون، ولا يُكرَّرون، ولا يُملأُ الفراغُ الذي يتركونَه، إلا بزلزالٍ يُحرّرُ الأرض، وإعصارٍ يقتلعُ الاحتلالَ من جذورِه، وبحرٍ من المجاهدين يعبرونَ إلى وعدِ السماء، كما عبرتَ أنتَ إلى مقامِ الشهادة، منتصرًا في الحياةِ، منتصرًا في الموت، منتصرًا في الذكرى، منتصرًا في الخلود.
فنم قرير العين ، فإنّ من كنتَ لهم قائدًا، صاروا قادة، ومن كنتَ لهم معلّمًا، صاروا أساتذةً في ساحاتِ الجهاد، ومن كنتَ لهم سندًا، صاروا جبالًا تُطاولُ السماء، ومن كنتَ لهم روحًا، صاروا أرواحًا لا تُقهر، وإن خطاك أيها السيد لم تتوقف، بل امتدّتْ طريقًا لا نهايةَ له، حتى يُكتبَ النصرُ الأخيرُ باسمك، وحتى يُدوّنَ التاريخُ أنكَ كنتَ نقطةَ الفصلِ بين زمنِ الخنوعِ وزمنِ العزة، بين زمنِ الانكسارِ وزمنِ الردع، بين زمنِ الاحتلالِ وزمنِ التحرير.
#بسام_شانع
أيها السيدُ، يا شموخَ الأرضِ حين تخضع، ويا كبرياءَ الزمنِ حين ينكسر، ويا آخرَ القلاعِ التي لم تُهدم، أيها الجبلُ الذي قاومَ العواصفَ، والبركانُ الذي قذفَ حممَ العزّةِ في وجه الغزاة، أيها البحرُ الذي لا يجفُّ، والنهرُ الذي لا يكفُّ، والريحُ التي لا تهادن، كيف أطفأوك، وأنت الشعلةُ التي تحرقُ ولا تحترق؟ كيف أسكتوك، وأنت الصوتُ الذي إذا خفتَ، صرختْ الأرضُ كلها باسمك؟ كيف احتاجوا إلى أطنانٍ من النارِ ليُسقطوا ظلَّك، ثم لم يُسقطوه؟
كنتَ صخرةً على صدرِ العدو، وسهمًا في خاصرتِه، وصاعقةً تنزلُ عليه في كل فجر، كنتَ وعدًا لا ينكثُ، ووعيدًا لا يخلفُ، كنتَ الصمتَ حين كان الصمتُ سلاحًا، والصوتَ حين كان الصوتُ قذيفة، كنتَ السرَّ الذي حارتْ فيه استخباراتُ الأرض، والخوفَ الذي استوطنَ وجوهَ الجنرالات، والرعبَ الذي لم يُفارقْ أذهانَ المستوطنين.
أيها السيد، لم تكن فردًا، بل كنتَ جيلًا من الرجال، لم تكن قائدًا، بل كنتَ أمّة، لم تكن اسمًا، بل كنتَ راية، لم تكن مجرد جسدٍ يمشي على الأرض، بل كنتَ زلزالًا يجعلُ الأرضَ تمشي خلفَه. كنتَ اليدَ التي إذا امتدّت، قطفتْ النصر، والعينَ التي إذا لمحتْ العدو، أطفأتْ أنفاسَه، والنبضَ الذي كلما دقَّ، تحركتْ الجبهاتُ بأوامرِه.
كنت الكبرياء الذي لا ينحني، والمروءة التي لا تضعف، والحكمة التي لا تُغلب، والدهاء الذي لا يُحتال عليه، والقوة التي لا تخاف، والشجاعة التي لا تتردد، والرجل الذي حوَّل الخيال إلى واقع، وقلبَ المعادلات كما تُقلب صفحات التاريخ بيد القدر.
كيف يخافُك العدوُّ ميتًا، كما كان يخافُك حيًّا؟ كيف ترتجفُ إسرائيلُ أمامَ غيابِك، كما كانت ترتعدُ من حضورِك؟ كيف تبكيك الأرض، كما كانت تبتسمُ حين تخطو فوقَها؟ كيف يصبحُ فقدُك طعنةً في قلبِ الطغاة، قبل أن يكونَ جرحًا في قلوبِ الأوفياء؟كيف ظنّوا أن اغتيالَك نهاية، وأنتَ الذي كنتَ أصلَ البداية؟
حين اغتالوك، لم يغتالوا رجلًا، بل اغتالوا ميزانَ الأرض، حين أسقطوك، لم يُسقطوا جسدًا، بل سقطتْ أوهامُهم، حين صمتَ صوتُك، لم يهدأ الصدى، بل صار أقوى، وأشدَّ، وأمضى.
الترابُ الذي يضمُّك اليوم، هو الترابُ الذي طهّرتَه، والأرضُ التي تحتضنُك اليوم، هي الأرضُ التي حميتَها، والزمانُ الذي يبكيك اليوم، هو الزمانُ الذي صنعتَه.
اليوم، يدفنُ الأوفياءُ في الأرضِ رجلًا، لكنه يولدُ في القلوبِ أسطورة، اليوم، يبكيك الرجال، لكنهم يقسمون أن يسيروا على خطاك، اليوم، تنحني الجباهُ ألمًا، لكنها تعودُ لترتفعَ أكثرَ شموخًا، اليوم، يوارى الجسد، لكنّ المعركةَ تستعر، والرايةَ تزدادُ خفَقانًا، والنارَ تتقدُ تحت رمادِ الغياب.
عزاؤنا أنك لم تذهب، بل تحوّلتَ إلى جيلٍ من المقاومين، وسطرٍ في سفرِ الجهاد، ونقشٍ على جبينِ العزة، صرتَ درسًا في كل مدرسة، وقَسَمًا في كل سلاح، ونشيدًا في كل معركة، صرتَ القَسمَ الذي يُتلَى على شفاهِ الأحرار، والعهدَ الذي لا يُنكَثُ في قلوبِ الثائرين، صرتَ المثلَ الذي لا يُدرَك، والقمّةَ التي لا تُطال، والموقفَ الذي لا يُشترَى.
ومواساتُنا أننا لم نُخلَق لِنَنوح، بل خُلقنا لنثأر،
لم نُخلَقَ لِنَذرفَ الدموع، بل خُلقنا لنُنزِلَ العدوَّ على ركبتيه، لم نُخلق لِنَنْدُبَ، بل خُلقنا لنَحمِلَ الرايةَ ونُكملَ الطريق، لم نُخلق لنُوارِي الجبال، بل خُلقنا لنُشعِلَ البراكين، ونُطلقَ الزلازل، ونُعيدَ للتاريخِ موازينَه.
وإلّا، فلا عزاءَ لنا فيك، ولا سلوى تُطيّبُ الفقد، لأنّ الرجالَ من طينتِك لا يُعوَّضون، ولا يُكرَّرون، ولا يُملأُ الفراغُ الذي يتركونَه، إلا بزلزالٍ يُحرّرُ الأرض، وإعصارٍ يقتلعُ الاحتلالَ من جذورِه، وبحرٍ من المجاهدين يعبرونَ إلى وعدِ السماء، كما عبرتَ أنتَ إلى مقامِ الشهادة، منتصرًا في الحياةِ، منتصرًا في الموت، منتصرًا في الذكرى، منتصرًا في الخلود.
فنم قرير العين ، فإنّ من كنتَ لهم قائدًا، صاروا قادة، ومن كنتَ لهم معلّمًا، صاروا أساتذةً في ساحاتِ الجهاد، ومن كنتَ لهم سندًا، صاروا جبالًا تُطاولُ السماء، ومن كنتَ لهم روحًا، صاروا أرواحًا لا تُقهر، وإن خطاك أيها السيد لم تتوقف، بل امتدّتْ طريقًا لا نهايةَ له، حتى يُكتبَ النصرُ الأخيرُ باسمك، وحتى يُدوّنَ التاريخُ أنكَ كنتَ نقطةَ الفصلِ بين زمنِ الخنوعِ وزمنِ العزة، بين زمنِ الانكسارِ وزمنِ الردع، بين زمنِ الاحتلالِ وزمنِ التحرير.
#بسام_شانع