Telegram Web Link
في خانيونس، ما تزال حجارة داود تصنع هزيمة أحفاد جالوت بإذن الله.
156🔥16👍13
الحديث التقليدي عن دور ابن سبأ اليهودي في الفتنة التي حصلت بين الصحابة ودور ابن العلقمي الشيعي في إسقاط الخلافة العباسية، بوصفهما سببين مباشرين في أحداث كبرى في التاريخ الإسلامي، شكَّل عقلية اعتادت البحث عن "شماعة" تُعلِّق عليها المصائب، وتُفسِّر من خلالها الأحداث.

وعلى فرض صحة كل ما يُقال حول هاتين الشخصيتين، فإن الركون إلى هذا التفسير المجتزأ، بعيدًا عن القراءة التاريخية الشاملة، يُغفِل العوامل الداخلية، سواء ما تعلق منها بنظام الحكم أو بالتكوينات الاجتماعية في حينه.

وفي امتداد لهذا النمط التفسيري، ثمة من يحمِّل إيران "ولي الفقيه" أوزار مآسينا في العراق وسوريا واليمن وغيرها من البلاد. والمفارقة أن هذه السردية غالبا ما تُستدعى في لحظات المواجهة مع العدو الصهيوأمريكي، لا بوصفها تحليلًا موضوعيًّا، بل كذريعة للتهرب من استحقاقات المواجهة، والاحتماء خلف شعار: "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين"، هذا في أحسن الأحوال؛ لأن الأمر تجاوز ذلك لدى البعض ليصبح مبررًا للتطبيع مع العدو، والسير في ركابه.

ليست هذا الحديث بطبيعة الحال دفاعًا عن إيران أو تبرئة لسلوكها الإقليمي، بقدر ما هو تبصرة بمواقع الخلل، وتحصين الوعي من محاولات "الاستحمار"، التي تسعى إلى تبرئة الإرادة الاستعمارية، وفي الوقت نفسه تغض الطرف عن الأخطاء الذاتية الفادحة.

كان العراق مثلا سدًّا أمام إيران، لكنه -علاوة على الاستهداف الصهيوأمريكي- لم يكن ليسقط من دون تواطؤ العرب السنة على إسقاطه، ليس فقط عبر السماح لقوات التحالف الدولي قصف العراق من أراضيهم، ولكن أيضًا بالتماهي مع الأكاذيب الأميركية بخصوصه. وما مأساة العراق إلا نموذج صارخ يُقاس عليها غيرها.

ورغم كل ذلك، لا يزال البعض يقفز فوق هذه الحقائق، ويصرّ على اختزال مأساة المنطقة في "إيران"، في تَرَدٍّ حتى عن السرديات القديمة التي كانت تلقي ببعض اللوم على اليهود، باعتبارهم أحفاد ابن سبأ؛ لندخل زمنًا صار فيه أحفاد ابن العلقمي يتحملون الوزر كله، فيا لسعادة الكيان ومن قبله أمريكا بهكذا منطق!
58💯20👍9
في أواخر نيسان 1948م، دخل ثمانية يهود على أراضي الترابين، وقتلوا "عودة أبو شباب"، انتقامًا لمقتل 27 يهوديًّا في كمينٍ نَصَبه قبل شهرين عبد الله، وعمرو وكريم أبو ستة، وحماد وشطى الصوفي، فخرجت صيحة: "يا عيال صلدم"!

وعلى عكس المثل (البدوي أخذ ثاره بعد 40 سنة وقال استعجلت)، فإن ابن جدوع (ابن الشيخ جدوع الصوفي، الذي استلم المشيخة بعد شيخ المشايخ حماد الصوفي في عام 1922م)، ومعه جماعة من الوحيدات وحسنات أبو معيلق، قد لاقوا اليهود عند الشريعة، التي قال فيها أبو سويلم: "يحرم عليكم تذقوا وطنها، ما زال الصوفي بقومو -بقومه- زحنها".

فقتلوا خمسة من اليهود، وأكملوا على الثلاثة الباقين في "تل المقري".

وفي اليوم نفسه، ذبح عرب الشعوث (الترابين) ستة من اليهود، وغنموا سلاحهم في موقع يُقال له "الرابية".

📚 وجدت أجوبتي، هكذا تكلم الشهيد باسل الأعرج، ص 229.
51👍5💯3
في موازين القوة المادية، لم يكن داود (الفتي الصغير من بني إسرائيل) شيئًا يُذكَر مقارنة بجالوت (الملك القوى، والقائد المخوف).

لكن، ولأن الأمور لا تجري بظواهرها إنما تجري بحقائقها، فقد كان مصرع هذا الجبار الغشوم، على يد هذا الفتى الصغير؛ من جهة ليرى الناس حقيقة هؤلاء الجبابرة الذين يرهبونهم، ومن جهة أخرى، ليمهِّد له ولابنه سليمان سبيل الملك بعد طالوت.

إن أحفاد داود اليوم، هم -بإذن الله- ستار القدرة الإلهية، الذين سيُنْفِذُ الله بهم قدَرَه في قطع دابر المجرمين، وشفاء صدور المؤمنين.
104👍10💯8
بلال جميل مطاوع
في موازين القوة المادية، لم يكن داود (الفتي الصغير من بني إسرائيل) شيئًا يُذكَر مقارنة بجالوت (الملك القوى، والقائد المخوف). لكن، ولأن الأمور لا تجري بظواهرها إنما تجري بحقائقها، فقد كان مصرع هذا الجبار الغشوم، على يد هذا الفتى الصغير؛ من جهة ليرى الناس حقيقة…
In the scales of material power, Dawud — peace be upon him — the young boy from the Children of Israel — was of no significance compared to Goliath, the mighty king and feared commander.

Yet, matters are not governed by appearances, but by deeper truths. The downfall of this tyrannical giant at the hands of that small boy served, on one hand, to expose the true nature of those terrifying tyrants, and on the other, to pave the way for Dawud and his son Sulaiman — peace be upon them — to inherit the kingdom after Talut.

Today, the descendants of Dawud are — Insha Allah — the veil of divine power, through whom Allah will execute His decree: cutting off the remnant of the criminals and healing the hearts of the believers.
29👍5💯3
في المواجهة المستمرة بين الحق والباطل، يبصِّرنا عاشوراء بمواقع القلوب والأقدام؛ هما فسطاطان: موسى وفرعون، الحسين ويزيد، غزة والكيان.

In the ongoing struggle between truth and falsehood, Ashura enlightens us about the positions of hearts and feet
there are two camps: Moses and Pharaoh, Hussain and Yazid, Gaza and the Zionist entity.
👍61😢6👏5
في حرب الإبادة التي نعيشها، يرابط على ثغور الدين والوطن والشرف: المجاهدون، والأطباء والممرضون، وأبطال الإسعاف والدفاع المدني، ورجال الأمن، والمفتون والدعاة ومحفّظو القرآن، والساعون في إصلاح ذات البين، وكل من يبثّ الوعي والأمل، ويخدم الناس بأيٍّ وجه من وجوه الخير.

وفي المقابل، يرابط على ثغور الخسّة والانحطاط والعار: اللصوص، والفجّار من التجّار، وأدوات بثّ اليأس والفوضى، والزعران الذين يسترجلون ضد المستشفيات وقوافل المساعدات، والمتخابرون مع العدو، وغيرهم ممن يتماهى مع مخططاته.

هما ثغران، وصدق الله العظيم: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}، وصدق رسوله الكريم: "كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبائعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها".
💯7035😢5
الخلاص الذي نؤمن به هو خلاصٌ سُنني (تحكمه السنن الإلهية في الصراع بين الحق والباطل)، لا خلاصٌ فجائي. ومن آثار هذا الإيمان: الصبر الطويل، وعدم استعجال النهايات، مع إحسان الظن بالله، والتفاؤل والأمل، والالتفات إلى العمل الواجب.
 
عند ورود الابتلاءات، قد تأسر اللحظةُ بعضَ الناس، فيقرؤون الأحداث من داخل حدود الظرف الزمني الضيق الذي يعيشونه، وهؤلاء سيصيبهم -ولا بد- اليأس والإحباط، ما قد يفضي ببعضهم إلى القعود عن العمل، في حين ينحدر آخرون إلى التنظير لهذا القعود، والدعوة إلى الاستسلام والهزيمة.
 
في المقابل، فإن من يعتصم بالوعي بالسنن الإلهية، يبصر ما وقع بصفوة الخلق من الأنبياء وأتباعهم من الابتلاءات العظيمة، ثم يرى نصر الله لهم بعد طول المحنة، وإهلاك أعدائهم بعد الإمهال والاستدراج؛ وبالتالي يقرأ الأحداث بمآلاتها لا بظروفها الحالية.
 

إن السنن الإلهية توجِّه قراءة الأحداث المفردة في حركة الصراع بين الحق والباطل، وتضعها في سياقها الكلي الشامل، كما أن مقاصد الشريعة توجّه فهم النصوص الجزئية من الكتاب والسنة. ولهذا كان من منهج القرآن -كما يقول سيد قطب-: "أن "يربط ماضي البشرية بحاضرها، وحاضرها بماضيها، فيشير من خلال ذلك كله إلى مستقبلها. وهؤلاء العرب الذين وجه إليهم القول أول مرة لم تكن حياتهم، ولم تكن معارفهم، ولم تكن تجاربهم -قبل الإسلام- لتسمح لهم بمثل هذه النظرة الشاملة. لولا هذا الإسلام -وكتابه القرآن- الذي أنشأهم به الله نشأة أخرى، وخلق به منهم أمة تقود الدنيا" (في ظلال القرآن).
 
وهذا المعنى -أعني: قراءة الأحداث في ضوء السنن الإلهية- كثير الورود في نصوص الكتاب والسنة. ففي سورة هود، بعد أن عرضت الآيات قصة نوح -عليه السلام- مفصلة، قال الله تعالى لنبيه: {تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49]، فأمره بالصبر؛ ليقيس "حَالَهِ مَعَ قَوْمِهِ عَلَى حَالِ نُوحٍ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- مَعَ قَوْمِهِ، فَكَمَا صَبَرَ نُوحٌ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَكَانَتِ الْعَاقِبَةُ لَهُ كَذَلِكَ تَكُونُ الْعَاقِبَةُ لَكَ عَلَى قَوْمِكَ" (التحرير والتنوير).
 
وفي سياق تعزية المؤمنين في مصابهم يوم أُحد، نزل قوله تعالى: {قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُمۡ سُنَنٞ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137]، لتوجيه أبصارهم إلى سنن الله في الأمم السابقة. والسنن التي تشير إليها هذه الآية والسياق الذي وردت فيه هي: عاقبة المكذبين على مدار التاريخ، ومداولة الأيام بين الناس، والابتلاء لتمحيص السرائر، وامتحان قوة الصبر على الشدائد، واستحقاق النصر للصابرين والمحق للمكذبين.
 
"فما جرى للمكذبين بالأمس سيجري مثله للمكذبين اليوم وغدا؛ وذلك كي تطمئن قلوب الجماعة المسلمة إلى العاقبة من جهة، وكي تحذر الانزلاق مع المكذبين من جهة أخرى" (في ظلال القرآن). وعليه، فليس انتصار المشركين في هذه المعركة هو السنة الثابتة، إنما هو حادث عابر، وراءه حكمة خاصة.
 
وحين شكا بعض الصحابة حالهم إلى النبي ﷺ، قائلين: "أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟"، لم يُجِبْهم باستجابة فورية، بل وجَّه أنظارهم إلى قراءة الأحداث في ضوء السنن لا بمعزل عنها، فما هم فيه من البلاء الشديد ليس أمرًا خاصًّا بهم، ولا طارئًا على أهل الإيمان، فقد لاقى إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان مثله بل أشد، ومع هذا، لم يصرفهم ذلك عن دينهم.
 
وقد كانت رسالة النبي لأصحابه من هذا الحديث: أن يثبتوا على الحق، ويتحملوا المشاق في سبيله، وألا يستعجلوا النتائج، حتى ينصرهم الله، كما نصر إخوانهم السابقين.
 
الشاهد من هذه الأمثلة أن الوعي بالسنن الإلهية في الصراع بين الحق والباطل يحرر المؤمن من أسر اللحظة وينقله إلى فسحة التاريخ والمآل. فمن يقرأ الأحداث المفردة لا يرى إلا جزءًا من الحاضر، أما من يبصرها من خلال السنن، فإنه يبصر الماضي والحاضر والمستقبل في آن واحد.
 
في سياق مقاومتنا المستمرة لهذا الكيان البربري، من تأسره مشاهد حرب الإبادة في غزة، فلن يصيبه إلا اليأس والإحباط. أما من يقرأ الأحداث في ضوء السنن ومآلاتها، فإنه لا يزداد إلا إيمانًا بضرورة العمل والمقاومة، ويقينًا بأن العاقبة للمتقين، وأن "الشدة -كما يقول ابن القيم- بتراء لا دوام لها وإن طالت" (طريق الهجرتين).
70💯14👍7
 
إن مشاهد العز التي تبثها المقاومة تشفي صدور قومٍ مؤمنين من ألم الغيظ والحقد، بسبب ما يصيبهم أو يصيب إخوانهم من القرح الشديد في سبيل الله على أيدي أرذل الخلق؛ وهي بهذا تكون سببًا في قوة أنفسهم وثبات عزائمهم.
 
وفي الوقت نفسه، تشفي هذه المشاهد صدور المؤمنين من داء الوهن (حب الدنيا وكراهية الموت) بتجلياته المختلفة، كالجُبْن، واستعظام قوة العدو، واختلاق الأعذار للقعود، وخذلان المجاهدين؛ فتستحثهم على القيام بالواجب المقدس في الجهاد والنصرة.
112👍8👏5
في قوله تعالى: {قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ}، يقول الطاهر ابن عاشور: "أُسْنِدَ التَّعْذِيبُ إِلَى اللَّهِ، وَجُعِلَتْ أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ آلَةً لَهُ؛ تَشْرِيفًا لِلْمُسْلِمِينَ".
53💯5
{قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٥)} [سورة التوبة].


يقول الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور:

"ضَمِنَ الله لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ تِلْكَ الْمُقَاتَلَةِ -مقاتلة أئمة المشركين- خَمْسَ فَوَائِدَ، تَنْحَلُّ إِلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ؛ إِذْ تَشْتَمِلُ كُلُّ فَائِدَةٍ مِنْهَا عَلَى كَرَامَةٍ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَإِهَانَةٍ لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ، وَرُوعِيَ فِي كُلِّ فَائِدَةٍ مِنْهَا الْغَرَضُ الْأَهَمُّ، فَصَرَّحَ بِهِ، وَجَعَلَ مَا عَدَاهُ حَاصِلًا بِطَرِيقِ الْكِنَايَةِ.

الْفَائِدَةُ الْأُولَى: تَعْذِيبُ الْمُشْرِكِينَ بِأَيْدِي الْمُسْلِمِينَ، وَهَذِهِ إِهَانَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ، وَكَرَامَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ.

الثَّانِيَةُ: خِزْيُ الْمُشْرِكِينَ، وَهُوَ يَسْتَلْزِمُ عِزَّةَ الْمُسْلِمِينَ.

الثَّالِثَةُ: نَصْرُ الْمُسْلِمِينَ، وَهَذِهِ كَرَامَةٌ صَرِيحَةٌ لَهُمْ، وَتَسْتَلْزِمُ هَزِيمَةَ الْمُشْرِكِينَ، وَهِيَ إِهَانَةٌ لَهُمْ.

الرَّابِعَةُ: شِفَاءُ صُدُورِ فَرِيقٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَهَذِهِ صَرِيحَةٌ فِي شِفَاءِ صُدُورِ طَائِفَةٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُمْ خُزَاعَةُ، وَتَسْتَلْزِمُ شِفَاءَ صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ كُلِّهِمْ، وَتَسْتَلْزِمُ حَرَجَ صُدُورِ أَعْدَائِهِمْ؛ فَهَذِهِ ثَلَاثُ فَوَائِدَ فِي فَائِدَةٍ.

الْخَامِسَةُ: إِذْهَابُ غَيْظِ قُلُوبِ فَرِيقٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَوِ الْمُؤْمِنِينَ كُلِّهِمْ، وَهَذِهِ تَسْتَلْزِمُ ذَهَابَ غَيْظِ بَقِيَّةِ الْمُؤْمِنِينَ  الَّذِي تَحَمَّلُوهُ مِنْ إِغَاظَةِ أَحْلَامِهِمْ، وَتَسْتَلْزِمُ غَيْظَ قُلُوبِ أَعْدَائِهِمْ؛ فَهَذِهِ ثَلَاثُ فَوَائِدَ فِي فَائِدَةٍ".

📚 تفسير التحرير والتنوير
65💯10
 علاوةً على ما تحمله الخرائط المسماة بإعادة تموضع قوات الاحتلال في قطاع غزة، من انعكاسٍ على مفاوضات وقف إطلاق النار، ومن كشفٍ لموقف العدو الحقيقي من المفاوضات، وأنه منذ بداية حرب الإبادة -وبدعم أمريكي- يتعامل معها كغطاء استراتيجي لتنفيذ مخططاته لا للوصول إلى اتفاق؛ فإن هذه الخرائط تُعدّ امتدادًا لعقلية الإبادة والتهجير التي قام عليها المشروع الصهيوني منذ قدومه إلى بلادنا أول مرة. هذه العقلية التي تولَّى تنفيذها المهاجرون الجدد، ثم العصابات الصهيونية كـ"الهاغاناه" و"الأرغون" و"شتيرن"، والتي شكّلت لاحقًا النواة الأساسية لما يُعرَف بجيش الدفاع الإسرائيلي.
 
نتيجة لهذا الاحتلال وما يحمله من إرث استعماري إحلالي يقوم على الإبادة والتهجير وُلِدَ الفعل المقاوم الفلسطيني مبكرًا، منذ بداية الهجرة الصهيونية في أواخر العهد العثماني. وقد انطلق من الريف الفلسطيني، الذي كان أول المتضرّرين من الاستيطان وسلب الأراضي. وكانت أولى المواجهات المسلحة بين الفلاحين الفلسطينيين والمستوطنين الصهاينة سنة 1886م، واستمر هذا الفعل المقاوم بأشكال متعددة، وصولًا إلى طوفان الأقصى.
 
إن ابتلاءنا في هذه البلاد شديد، ليس لأن عدونا أخس الخلق وأرذلهم -وهو في واقع الحال كذلك-؛ بل لأن صراعنا معه يقع في قلب نظام الاستكبار العالمي لا في أطرافه، فهي معركة في المركز لا في الهوامش، والنصر فيها كبير عميق الأثر. وهذا مما يفسِّر أننا لا نجد على الحق أعوانا، خلافًا لصراعات كثيرة أخرى، وجد المظلومون فيها أعوانًا؛ لأن معاركهم كانت مع النظام العالمي في الأطراف لا في القلب.
 
للأسف، لا توجد وصفة سحرية للتعامل مع واقع بهذا القدر من التعقيد والمأساوية، حتى لو كان خيار الاستسلام التام للعدو. غير أن ما ينبئ به الدرس التاريخي هو أنه -لا سيما- في مواجهة مشاريع الاستيطان الإحلالي لا يبقى أمام الشعوب من خيار إلا الفناء أو القتال حتى النصر، وأن الشعوب التي بقيت هي التي اختارت القتال.
64💯18👍4
ليش بنقاوم عدو أقوى منا؟
الشهيد باسل الأعرج


بتحليل الصراع ما بيننا وبين العدوّ، هو صراع وجودي بحت على الأكيد، فإذا  مَمُتِّش هَلْحِين فعليًّا العدو يسعى إلى إبادتي، فإذا مَقَتَلْنيش بسرعة أو بسرعة شديدة، في النهاية أنا في طور الإبادة.

‏فكرة أن أقاوم هذا العدو الذي ربّما يكون قادرًا على إبادتي، وعلى الأغلب بشكل مجرّد وبحسابات القوّة هو نعم قادر على الإبادة، ولكن الفكرة هي رفض أن أُباد بسهولة، على الأقل إذا مَقْدِرْتِش تمنع إنهم يبيدوك، تخَلِّهُمش يبيدوك بفرح أو بسهولة.

‏الفكرة الثانية هي فكرة وجودي، بقدر أعيش وأنا قاعد في داري بعيش وبَمْلُص أنا وأسرتي، مَرَتي وأمي وأبوي.

‏بس بعدين بنطرح السؤال الوجودي: ليش أنا عايش؟ شو معنى هاي الحياة إلّي بدون كرامة؟ بدون ما يبقى عندي القدرة على رفع الرأس؟

‏مفاهيم الشّرف والعزة والكرامة، وهذه لها دور كبير جدًّا، شو قديش نقدر نيجي نفككها أو مش نفككها، أعتقد أنّه صعب؛ لأنه شيء يلتصق بالروح أكثر مما يلتصق بالعوامل الماديّة.
62👍11💯9
فقه الاستجابة في زمن التحوُّلات (1)
مدخل تأسيسي

https://mugtama.com/a/azlL9lJz
37💯8
فقه الاستجابة في زمن التحوُّلات (1)
مدخل تأسيسي


نحن نعيش في واقع ليس مليئًا بالأحداث فحسب، بل أحداثه متسارعة جدًّا، وهو من شواهد تقارب الزمان الذي تحدثَّت أحاديث النبي ﷺ عن وقوعه في آخر الزمان. "لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يَتَقارَبَ الزَّمانُ" (صحيح البخاري). هذا الواقع يَصْدُق فيه قول لينين: "هناك عقود لا يحدث فيها شيء، وهناك أسابيع تحدث فيها عقود". ففي غضون ثلاث سنوات تقريبًا انسحب الناتو بقيادة أمريكا من أفغانستان، وكان طوفان الأقصى، وسقط نظام الأسد في سوريا، وثلاثتها أحداث كبرى ومفصلية وقعت في مدة وجيزة.

وفي السياق ذاته، يعتبر د. وليد عبد الحي أن السمة العامة للتطورات التي حدثت منذ السابع من أكتوبر 2023 وما تبعه من ارتدادات، هي غلبة ما يُعرف في أدبيات الدراسات المستقبلية بمصطلح "البجعة السوداء"؛ أي الحدث النادر وغير المتوقع. فكل البجع أبيض، والمفاجأة أن تجد بجعة سوداء. وهذا المتغير قليل الاحتمال للغاية، لكنه عظيم التأثير في حال وقوعه (مقال: كل البجع أسود).

أيًّا كان موقفك من هذه الأحداث، فإن المؤكد أنها لا تفرض مجرد استحقاقات كبيرة، بل استحقاقات عاجلة، تستدعي استجابة سريعة تتناسب مع حجم التحولات وخطورة التحديات. وفي مثل هذه الأسابيع التي تحدث فيها عقود، يبرز السؤال الجوهري: ما الواجب علينا فعله؟

فيما يخص علماء الشريعة، يتحدث ابن القيم عن المطلوب من عالم الشريعة لإنتاج موقف يناسب الواقع ويواجه تحدياته، فيقول: "ولا يتمكَّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحقِّ إلا بنوعين من الفهم: أحدهما: فهمُ الواقع، والفقهُ فيه، واستنباطُ علمِ حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علمًا. والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع. وهو فهمُ حكمِ الله الذي حكَم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع. ثم يطبِّق أحدهما على الآخر" (إعلام الموقعين).

لا يقتصر كلام ابن القيم على علماء الشريعة فحسب، بل ينسحب على سائر الفاعلين في المجال العام -من نخب سياسية واجتماعية، وقيادات شبابية وحركات إصلاحية-؛ ذلك أن أي عمل مثمر يقوم على هاتين الركيزتين: فقه الواقع، وفهم الواجب في هذا الواقع.

كما ينبِّه كلامه إلى أمرين مهمين:

الأول: سرعة استجابة من يتصدَّر للشأن العام -وفي مقدمتهم علماء الشريعة- للواقع الجديد، بيانًا وعملًا؛ فحديثه عن "فهم الواقع" و"فهم الواجب في هذا الواقع" يستلزم ألا يتأخر صاحب المسؤولية عن أداء دوره، بل يبادر إلى اتخاذ موقف يناسب المرحلة ويعالج تحدياتها. ليس فقط لأن من يأتي بالواجب بعد فوات أوانه، لا يُعدّ -في الحقيقة- آتيًا بالواجب عليه، بل لأنه في عصر تقارب الزمان وكثرة الأحداث وسرعتها لا يتمتع أيٌّ من الفاعلين في المجال العام بفائض الوقت الذي يسمح له من التعامل مع الواقع المتسارع بالوسائل التكتيكية التقليدية.

الثاني: يحدد كلام ابن القيم لكل واحد ثغره الدقيق الذي يجب ألا يبرحه إلى غيره، وإلا كان آتيًا بما ليس واجبا عليه أصالة، خاصة عند ازدحام الواجبات.

وبهذين الاعتبارين، لا يكون عالم الشريعة وغيره من المتصدرين للشأن العام مجرد تابعين للأحداث، بل ممسكين بشيء من زمامها ومساهمين في توجيه مسارها. فهم لا يكتفون بتشخيص الوقائع، بل يبادرون إلى صناعتها، بما يجعلهم فاعلين في توجيه الرأي العام لا متأخرين عنه. وعلى هذا، يمكن القول بأن سرعة الاستجابة للوقائع الجديدة تدخل في معاني قوله تعالى: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ﴾ [طه: 84].

يعد الحديث عن سرعة الاستجابة للأحداث المستجدة فرعًا عن نظرية الفراغ وملئه، والتي تشير إلى أنه عندما يحدث فراغ في مجال معين سواء كان ماديًّا أو معنويًّا، فإن هذا الفراغ لا يبقى طويلًا، بل يتم ملؤه بسرعة وفق القوانين التي تحكم كل مجال.

في السياسة، لا تحتمل السلطة الفراغ، فعند سقوط نظام حكم أو تراجع نفوذ جهة حاكمة، تسارع قوى أخرى -محلية أو خارجية- إلى ملء الفراغ وفرض رؤيتها.
وفي الفقه الإسلامي هناك منطقة "الفراغ التشريعي" أو ما يسميها بعض الفقهاء "العفو"، وهي مساحة تركتها النصوص -قصدًا- لاجتهاد أولي الأمر والرأي وأهل الحل والعقد في الأمة، بما يحقق المصلحة العامة، ويرعى المقاصد الشرعية، من غير أن يقيدنا الشارع فيها بأمر أو نهي. ولعلماء الشريعة مسالك عديدة في كيفية ملأ هذا "الفراغ التشريعي"، كالقياس والعرف والمصالح المرسلة ومقاصد الشريعة.

والمقصود أن الفراغ -في أي مجال- لا يدوم، ومن لم يبادر لملئه سبقَه غيره. فالأحداث لا تنتظر، والفرص لا تدوم. وغالبًا ما تفرض الجهة الأكثر تنظيمًا واستعدادًا نفسها بصرف النظر عن مدى أهليتها، وذلك بما تملكه من فهم للواقع وسرعة في الاستجابة لاستحقاقاته.
37💯7
في المشهد السوري كان الرئيس السوري أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني سابقًا) يتحدث قبل عملية "ردع العدوان" عن حالة الفراغ التي ستنتج عن سقوط نظام الأسد الذي كان يرى أنه يسير في مسار السقوط، وبالتالي عن ضرورة وجود سلطة بديلة تتولى زمام السلطة؛ لئلا تدخل سوريا في دوامة من الفوضى.

غداة سقوط نظام بشار الأسد، سارع جيش الاحتلال الصهيوني إلى استغلال حالة الفراغ الأمني الناجمة عن سقوط النظام السوري، بهدف فرض واقع جديد يضمن له التفوق العسكري والاستراتيجي على حدوده الشمالية، ويصعب تغييره مستقبلًا.

في خضم حرب الإبادة على قطاع غزة، عمل العدو على سحق كل مكون حكومي أو شعبي يسهم في ضبط الأمن، بالإضافة إلى التحريض على الفلتان الأمني، وإعادة هندسة المجتمع الغزي من خلال الحرب والتجويع والحصار. كان الهدف من هذه السياسات خلق حالة من الفراغ الأمني تتيح له ملء هذا الفراغ وَفْقًا َلما يخدم مصالحه.

حاول العدو -وما يزال- ملء هذا الفراغ من خلال زعماء العشائر والمخاتير في استدعاء لنموذج روابط القرى الذي أنشأه الاحتلال في 1978، والعصابات المنظمة التي تحاكي نموذج الصحوات في العراق، والمؤسسات الدولية المستجدة على العمل في قطاع غزة، والغيتوهات المعزولة (يسميها العدو "الفقاعات الإنسانية")، وغيرها من الصيغ التي تضمن لصالحه اليوم التالي. وبين ما تبديه غزة من مقاومة لهذه المخططات، وتكيف العدو مع نتائج هذه المقاومة وإعادة تدوير أدواته، تستمر حرب الإبادة.

منذ الحملة الأمريكية على المنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر وبعد موجة الثورات العربية والثورات المضادة، شهدت منطقتنا حالة من انهيار وتفكك السلطة المركزية في عدة بلاد، مثل: العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان، ما ولَّد حالة من الفراغ، ملأها شركاء متشاكسون، كحركات المعارضة الوطنية، والجهاديين العابرين للحدود، والمنظمات الدولية العاملة تحت مظلة الإغاثة، وأمراء الحرب، وغيرهم. ولا يبدو أن الإقليم يسير إلى واقع مختلف بعد "طوفان الأقصى"؛ ما يعني أننا مقبلون على مزيد من حالات الفراغ. وبقدر ما تشكله حالات الفراغ من تحديات، إلا أنها تحمل في طيَّاتها فرصًا لمسارات التصحيح، لمن أحسن فهم الواقع، وملك من الإرادة ما يجعله فاعلًا لا تابعًا.
58💯18👍5
ما هم بمعجزي الله


في الآية 55 من سورة النور، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات بثلاثة وعود: استخلافهم في الأرض، وتمكين دينهم، وتبديل خوفهم أمنًا. تتضمَّن هذه الآية الوعد والشرط، تنبيها إلى أن من أراد الوعد فعليه الالتزام بالشرط، ومن أوفى بعهده من الله؟

سورة النور مدنية، وفيها أقيمت دولة الإسلام الأولى. لكن رغم ذلك كان المشركون لم يزالوا في قوة وكثرة، وكان المسلمون لم يزالوا يخافون بأسهم، ولهذا لم يكونوا يضعون سلاحهم أبدًا، بل يُمْسون في السلاح ويصبحون في السلاح، لكنهم صبروا على ذلك حتى أظهر الله نبيه على جزيرة العرب، فأَمِنوا ووضعوا السلاح.

في ضوء هذه المعطيات، ربما كان الوعد بالاستخلاف والتمكين والأمن مُتَلَقَّى بالتعجب والاستبطاء الشبيه بالتردد، فجاء قوله تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [النور: 57]، تطمينًا وتسليةً لمن قد يخامره هذا الشعور؛ فما من كائن في الأرض إلا وهو في متناول قدرة الله، وهؤلاء الذين خالفوا الرسول وكذَّبوه لا يُعْجِزُونَ الله، بل الله قاهر فوقهم، وَسَيُعَذِّبُهُمْ على ذلك أشد العذاب، سواء في الدنيا أو في الآخرة.

في صراعنا مع عدونا الصهيوني، نحن نؤمن بأننا على موعد مع النصر الإلهي في الدنيا قبل الآخرة، ويجب ألا تحملنا حرب الإبادة على التردد أو الشك في وعد الله؛ لأنه وإن أمهل أعداءنا فهو لا يهملهم، والصهاينة وأولياؤهم ليسوا معجزين الله في الأرض ومأواهم النار وبئس المصير.
50👍8💯6
بلال جميل مطاوع
ما هم بمعجزي الله في الآية 55 من سورة النور، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات بثلاثة وعود: استخلافهم في الأرض، وتمكين دينهم، وتبديل خوفهم أمنًا. تتضمَّن هذه الآية الوعد والشرط، تنبيها إلى أن من أراد الوعد فعليه الالتزام بالشرط، ومن أوفى بعهده من الله؟…
They cannot cause failure to Allah


In verse 55 of Surah An-Nur, Allah promises those who believe and do righteous deeds three things: to make them successors to authority upon the earth, to establish their religion, and to replace their fear with security. This verse includes a promise and a condition, reminding that whoever desires the promise must adhere to the condition, and who is more faithful to His covenant than Allah?

Surah An-Nur is a Medinan surah, and during this time, the first Islamic state was established. Nevertheless, Muslims faced the strength and numbers of the polytheists, which kept them in a constant state of fear. They could not lay down their arms and were always prepared for any emergency. However, they persevered until Allah manifested His Prophet in the Arabian Peninsula, granting them security and allowing them to put down their weapons.

In light of these circumstances, the promise of succession, empowerment, and security may have been received with a sense of wonder and hesitation, leading to a feeling of uncertainty. Thus, Allah's statement: "Never think that the disbelievers are causing failure [to Allah] upon the earth. Their refuge will be the Fire - and how wretched the destination" [An-Nur: 57] serves as reassurance and solace for those who might harbor such feelings. No being on earth is beyond Allah's power; those who oppose and deny the Messenger cannot frustrate Him. Indeed, Allah is dominant over them and will punish them severely, both in this world and the Hereafter.

In our struggle against our Zoinist enemy, we believe that we are destined for divine victory in this world before the Hereafter. We must not let the war of extermination lead us to doubt or hesitate in Allah's promise, for while He may give our enemies respite, He does not neglect them. The Zoinist enemy and their allies cannot cause failure to Allah on earth; their ultimate refuge is the Fire, and how wretched the destination.
14💯7👍2
"فَنَسْأَلُ اللَّهَ -سُبْحَانَهُ- أَلَّا يَكِلَنَا إِلَى أَنْفُسِنَا فَنَعْجِزَ، وَلَا إِلَى النَّاسِ فَنَضِيعَ، وَمَجْهُودُ أَهْلِ الْأَرْضِ قَدِ انْتَهَى، وَبَقِيَ مَا يَفْعَلُهُ اللَّهُ، وَالْخَيْرُ مُنْتَظَرٌ مِنْهُ".

من رسائل القاضي الفاضل إلى صلاح الدين الأيوبي.
52💯9😢2
2025/10/27 06:42:36
Back to Top
HTML Embed Code: