Telegram Web Link
بدايةً، حفظ الله سوريا، وردَّ العدو الصهيوني بغيظه دون أن ينال خيرًا، اللهم آمين.

إن العدوان الصهيوني على غزة، ثم الضفة وبيروت وصنعاء وطهران، واليوم على دمشق، وما سيطال مستقبلًا عواصم أخرى؛ يؤكِّد أن المواجهة مع هذا العدو ليست احتمالًا، بل قدرٌ لا مفرَّ منه. وهذا يفرض علينا أمورًا، منها:

أولًا: إن الإعداد لهذه المواجهة واجبُ المرحلة وأولى الأولويات. وإذا كان العدو يدرك أن مجرد استقرارنا خطرٌ على استقراره، فإن النظرية القائمة على تأجيل المواجهة لشراء الوقت لم تعد صالحة، خاصةً أن واقع ما بعد "طوفان الأقصى" لا يصلح معه تبنّي الوسائل التكتيكية التقليدية، التي سيؤدّي الاعتماد عليها إلى خسائر محققة، والأمثلة في الإقليم بادية للعيان.

ثانيا: إن الإيمان الصادق بوحدة المصير وفكرة العدو الواحد، يوجب تصويب البوصلة نحوه. وحيثما كان الكيان، كانت مواضع القلوب والأقدام ظاهرة بلا التباس أو تردد. وهذا، علاوة على أنه يوحِّد الجهود، ويرتِّب الأولويات؛ بما يختصر طريق الحرية، ويحفظ طاقات الأمة من أن تُهدَر، فإنه يعيد تعريف الأمة انطلاقًا من مصالحها الذاتية والاستراتيجية، بعيدًا عن تلبيس إبليس (منظومة الاستعمار والاستبداد).

ثالثا: إن فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وإن التطاحن حولها سيبقى سمة العصر؛ ليس فقط لمكانتها الدينية والاستراتيجية، وإنما أيضًا لكون المشروع الصهيوني مشروعًا عالميًّا عدوانيًّا يتّخذ من فلسطين قاعدة لإضعاف الأمة وتمزيقها ومنع نهضتها.
91💯18👍17
رَبَّنَا، مَسَّ قِطَاعَنَا الضُّرُّ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
 
رَبَّنَا، أَطْعِمْنَا مِنْ جُوعٍ، وَآمِنَّا مِنْ خَوْفٍ.
 
رَبَّنَا، أَذِقْ أَعْدَاءَنَا وَأَوْلِيَاءَهُمْ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ، بِمَا يَصْنَعُونَ بِأَهْلِ غَزَّةَ الأَبْرَارِ.
 
82😢29🙏8
في الحديث: "ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به" (أخرجه الطبراني).
 
فما حال من بات شبعان، وجاره إلى جنبه يموت بالإبادة قصفًا وتجويعًا وتهجيرًا، وهو يعلم؟! فكيف إذا كان متواطئًا مع العدو؟!
 
ثم من هم جيران غزة؟
أَهُم شركاء الوطن: الضفة والقدس والداخل المحتل؟
أم الأقرب حدودًا: مصر؟
أم الألصق ديانةً: المسلمون كافة؟
أم الأوثق ارتباطًا في المصير والمصالح الاستراتيجية: الأمة العربية والإسلامية؟
 
في الواقع، كلهم جيران لغزة، خاصة إذا تخلَّى الجار الأقرب جغرافيًّا عن واجباته الدينية والأخلاقية، وكلهم يعلم ويشاهد، وبعضهم يتواطأ، وكلهم مسؤول.
😢95💯2620
بلال جميل مطاوع
في الحديث: "ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به" (أخرجه الطبراني).   فما حال من بات شبعان، وجاره إلى جنبه يموت بالإبادة قصفًا وتجويعًا وتهجيرًا، وهو يعلم؟! فكيف إذا كان متواطئًا مع العدو؟!   ثم من هم جيران غزة؟ أَهُم شركاء الوطن:…
In the Hadith: 'He is not a believer who sleeps full while his neighbor next to him is hungry and he knows about it.' (Narrated by Al-Tabarani).
 
So what then is the state of someone who sleeps full while his neighbor beside him is dying from extermination — by bombing, starvation, and displacement — and he knows it?!
And how much worse if he is complicit with the enemy?!
 
Then who are the neighbors of Gaza?

Are they the partners in homeland: the West Bank, Jerusalem, and the Palestinians of the 1948 occupied territories?
Or the closest in borders: Egypt?
Or the closest in faith: all Muslims?
Or those with the deepest connection in destiny and strategic interests: the Arab and Islamic nations?
 
In reality, all of them are neighbors to Gaza, especially when the geographically nearest neighbor abandons its religious and moral duties.
They all know, they all watch, some are complicit, and all are responsible.
 
😢2710🔥2
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لا تدَّعُوا العجزَ ما في العجزِ أعذارُ
 
تَعَمُّدُ المَرءِ للنسيانِ تِذْكارُ
وبعضُ من حَزِنُوا في حُزْنِهم عارُ
 
والحزن كالذنب بالإخفاءِ يَنْكَشِفُ
لا تدعوا العجزَ فالأعمَى له بَصَرُ
 
والريحُ مجتاحةً يجتاحُها الشَّجَرُ
كما تُكَسِّرُهُ فالرِّيحُ تَنْكَسِرُ
 
لا يَعذُرُ الموتُ من يأتِيهِ يَعتَذِرُ
وقُوَّةُ السيفِ فاعلمْ، أصلُها رَهَفُ
 
كُفُّوا لسانَ المراثي إنها تَرَفُ

تميم البرغوثي
54💯10👍2
أيًّا تكن أهداف ويتكوف من تصريحاته أمسِ بخصوص المفاوضات -حيث يرى البعض أن هذه التصريحات مجرد مناورة تفاوضية لانتزاع تنازلات اللحظة الأخيرة-، فإن هذه التصريحات تؤكد حقيقة أنه لا يوجد تباين بين الموقفين الأمريكي والإسرائيلي بشأن إدارة مشهد الحرب في غزة والإقليم.
 
فقد كان الأميركي حاضرًا في عمق إدارة الكيان للحرب: من خلال وضع السياسات، وتقطيع الجبهات، وحشد الموارد، وممارسة الخداع؛ الأمر الذي يهدي إلى أن هذه الحرب أمريكية بقدر ما هي إسرائيلية.
💯73👍2220
يوميات ومذكرات قادة الكيان الصهيوني(1)
يوميات الإرهابي مناحيم بيجن

 
ثمة أسباب عديدة تدفعنا إلى قراءة مذكرات ويوميات قادة الكيان، سيما أولئك الذي ينتمون إلى ما يُعرف بـ"جيل المؤسسين"، أهمها على الإطلاق أن كتاباتهم تقدّم صورة واسعة لأفكارهم وتجاربهم في احتلال الأرض ومحو التاريخ الفلسطيني، سواء قبل وقوع النكبة أو بعدها.
 
"كتبت هذا الكتاب أولا لشعبي اليهودي؛ لئلا ينسى -كما نسي ويا للكارثة من قبل- هذه الحقيقة البسيطة، وهي أنه توجد أشياء أثمن من الحياة وأفظع من الموت. لكنني كتبت هذا الكتاب لغير اليهود أيضا؛ لئلا يكونوا غير راغبين في أن يدركوا، أو ميَّالين إلى التغاضي عن حقيقة أن من خلال الدم والنار والدموع والرماد قد وُلِدَ نوع جديد من الكائنات البشرية، نوع لم يعرفه العالم على الإطلاق خلال أكثر من 1800 عام، هو "اليهودي المحارب"، ذلك اليهودي الذي اعتبر العالم أنه مات ودُفِنَ إلى الأبد، قد بُعِثَ".
 
بهذه المقدمة استهلَّ مناحيم بيجن كتابه الذي تحدَّث فيه عن عمله العسكري في فلسطين، وأطلق عليه اسم "الثورة"، وأراد أن يقدمه دليلًا ثوريًّا، فجاء دليلًا للإرهاب المنظَّم وعقيدة العنف. ترجمه إلى العربية معين أحمد محمود، وصدر عن "دار المسيرة" في بيروت، بعنوان "يوميات الإرهابي مناحيم بيجن"، عام 1977.
 
يتحدث بيجن في يومياته عن هجرته إلى فلسطين، وتأسيس عصابة "الأرغون" الإرهابية، والثورة ضد حكم الانتداب البريطاني في فلسطين، ودوره في نكبة 1948، ويكشف عن فكره الصهيوني المتطرف، وتبريره للعنف من ناحية فلسفية فكرية.
 
مناحيم بيجن، يهودي، قادم من مدينة "بريست ليتوفسك" الروسية إلى فلسطين، لكي يحوِّل أرضها إلى كما يقول في كتابه "التجربة والأمل" إلى "إمبراطورية تتفجر عسلا وبطولة".
 
في سن السادسة عشرة، التحق بيجن بحركة "بيتار" التي أسسها زيئيف جابوتنسكي "الفيلسوف الصهيوني المتطرف"، وخلال مدة وجيزة تبوَّأ فيها مناصب قيادية.
 
أُعجِبَ بيجن بـ"جابوتنسكي" إعجابًا شديدًا إلى الحد الذي دفعه إلى القول في كتابه "التجربة والأمل": "في هذه اللحظة رُفِعَ الستار عن الفصل الحقيقي من حياتي، كان علينا أن نُعمِلَ أسناننا لا كلماتنا، في جلد التاريخ". والتاريخ كان في نظره على ما يبدو، الشعب الفلسطيني. وقد تأثر بأفكاره إلى حد قوله: "كان التنكر أو حتى تجاهل أفكار جابوتنسكي يعني الخيانة؛ إذ لم يكن من الممكن أن نستمر في السير حفاة فيما يكتظ التاريخ بالتضاريس المدببة". ومن هنا، لم يكن مستغربًا في أن تصبح فلسفة "جابوتنسكي" السائدة في منظمة الأرغون.
 
كان بيجن يؤمن بإسرائيل الكبرى؛ ولهذا عارض قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947، واعتبره غير قانوني، وبعد قيام دولة الكيان، اعتبر أن الوطن لم يُحرَّر كلُّه. ومن هنا، فهو لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني، ويعتبر أن إقامة دولة فلسطينية عبارة عن عمل انتحاري للشعب اليهودي.
 
لم تقتصر نشاطاته الإرهابية على استهداف الفلسطينيين، بل شملت حكومة الانتداب البريطاني، بسبب سياساتها المقيِّدة لهجرة اليهود إلى فلسطين، والتي خصَّصت مكافأة مالية قدرها 10 آلاف جنيه إسترليني لمن يسلِّم بيجن. كما إن إرهابه انسحب على اليهود أنفسهم في دول مختلفة؛ لإرغامهم على الهجرة إلى فلسطين، ولإثارة الرأي العام ضد بريطانيا.
 
ارتكبت "الأرغون" سلسلة من العمليات والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، أكثرها دموية مذبحة دير ياسين في نيسان/أبريل 1948، والتي نُفذت بالتعاون مع عصابة "شتيرن". وفي تبرير المجرزة عقب الرأي العالمي الذي أدانها، حمَّل بيجن المسؤولية للضحية: "والحقيقة أننا أنذرنا أهالي القرية قبل الهجوم، ونظرًا لاشتداد المعركة التي خسرنا فيها الكثير من رجالنا، اضطررنا إلى استعمال القنابل اليدوية، مما أدى إلى موت الأهالي الذين رفضوا أن ينسحبوا من القرية، وأعتقد أن هؤلاء كانوا قليلين".
 
كذلك يُعد تفجير فندق الملك داوود –مقرّ قيادة حكومة الانتداب البريطاني في القدس– أبرز العمليات العسكرية ضد البريطانيين، إلى جانب اغتيال الوسيط الأممي الكونت فولك برنادوت، بالتعاون مع عصابة "شتيرن".
 
ويعترف بيجن أنه بأعماله يجلب بعض التعاسة والشقاء والألم لليهود، ولكنَّه تساءل عما إذا كانت الحرية تؤخذ بلا ألم أو عذاب أو شقاء.
 
بعد انتهاء حرب 1948 وإعلان قيام دولة الكيان، حُلَّت عصابة الأرغون ودُمِجت في الجيش الإسرائيلي، ليبدأ بيجن مرحلة جديدة من حياته، لا تقل تطرفًا عن الأولى. ففي السياسة، كما في الحرب، كان واضحًا، صريحًا، لا يحب المناورات، ويجاهر بأفكاره المتطرفة. ومن هنا قيل: إن بن غوريون لم يكن أقل تصلّبًا منه، لكنه كان أكثر تعقّلًا.
16👍5🔥4
 
كان وصول بيجن إلى قمة السلطة في إسرائيل (في 1977 كسادس رئيس وزراء للكيان) يعني -على حد قول الشاعر الفلسطيني ورئيس بلدية الناصرة توفيق زياد-: "العمل على تطبيق الجانب الجهنمي من التوراة". في عهده خُرِق الإجماع العربي الرافض للاعتراف بإسرائيل، بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، التي اقتسم على إثرها جائزة نوبل للسلام مع الرئيس المصري أنور السادات. كما أمر بقصف المفاعل النووي العراقي عام 1981، ووجَّه باجتياح لبنان في يونيو/حزيران 1982، والذي أعقبه وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا في سبتمبر من العام نفسه.
 
📚 وفيما يلي اقتباسات مختارة من الكتاب:

 
"أما اليهود في أوروبا، فكانوا يعيشون في ظلام رهيب، مليون وخمسمائة ألف يهودي ذُبِحوا مرة واحدة!! ملايين من الرجال والنساء قُتِلوا، أُغرِقوا، أُحرِقوا، أو دُفِنوا أحياء. ولكن العالم لم يتحرك، فقد تعوَّدوا على المجازر! إن العالم لا يشفق على المذبوحين، إنه يحترم الذين يحاربون فقط. هذه هي الحقيقة" (ص: 30).
 
"عندما بدأنا المعركة أقسمنا أن لا تراجع، لقد بدأنا عملًا لم نستطع أن نرى نهايته، كان حاضرًا مريرًا، أما مستقبلنا فغامض. لقد كان علينا فقط أن نؤمن أن عملنا وتضحياتنا ودماءنا وآلامنا هي التي ستضمن لنا النصر. ما الفائدة من كتابة البيانات؟ ما قيمة الخطابات؟ إذا هاجمك ذئب في غابة، فهل تحاول أن تقنعه بالخطب أن لا يمزقك؟ هل ترفع إليه بيانًا؟ لا.. لم يكن هناك إلا طريق واحد، إذا لم نناضل فسنتحطم، فطريق الخلاص الوحيد هو النضال. إن كرامتك كإنسان تتوقَّف على محاربتك للشر، نحن نكافح، فنحن إذن نحيا" (ص: 31).
 
"وكان علينا أن نوَّفر أكبر قدر من مواردنا المالية لأغراض الكفاح؛ ولهذا لم يكن عدد المتفرغين لخدمة الأرغون أكثر من أربعين شخصًا، أما الآلاف الأخرى، فكانت تواصل عملها اليومي كالمعتاد، على أن تكون دائمًا وفي أي وقت تحت تصرفنا. وكان المتفرغون يتقاضون مرتباتهم على أساس حاجاتهم وعلى أساس رتبهم، فكان السائق البسيط صاحب الأسرة والأولاد يأخذ مرتبًا أكبر من الذي يتقاضاه عضو هيئة القيادة الأعزب. وبهذا، لم تزد نسبة المرتبات التي تدفعها "الأرغون" عن 14% من ميزانيتها، ولولا ذلك لما استطعنا أن نقوم بأي عمل على الإطلاق!!" (ص: 35).
 
"وهكذا كانت الأعمال الموجَّهة ضدَّنا (من قِبَل رجال الهاغاناه، والتي شملت وَفْقًا لبيجن الاضطهاد والتعذيب والتسليم إلى البريطانيين) كثيرة مضنية تكفي لإشعال حرب أهلية، ولكن جيش الأعداء كان على الأبواب، وكنَّا جميعًا قد أقسمنا أن لا نحمل السلاح مطلقًا في وجه إخواننا اليهود. وهكذا لم تقم حرب بين الإخوان تُدمَّر فيها دولة اليهود التي لم تتكامل بعد، بالرغم من كل شيء لم تحدث حرب أهلية" (ص: 71).
 
اعتبر قرار تقسيم فلسطين عملًا غير قانوني، وصرَّح بأنه لن يعترف به أبدًا. ووزعت المنظمة منشورًا جاء فيه: "إنه بالرغم من تهليل الشعب للنتيجة الفاشلة، يجب أن ننتصب لنقول له إن دولتنا لم تقم بل مُسِخَت، وأن إقامة دولة اليهود الكبرى في كل أرض إسرائيل إنما هو حلم الجيل اليهودي الطالع" (ص: 166).
 
بعد قيام دولة الكيان، ألقى خطابًا من مقر "الأرغون"، جاء فيه: "لقد قامت دولة إسرائيل بالدم والنار، بالآلام والتضحيات، ولم تكن لتقوم بغير ذلك. لكننا لم ننته بعد، يجب أن نحارب، أن نكمل قتالنا. لقد احتجنا إلى العرق والدموع والمشانق لنصل إلى مرحلتنا هذه حيث يعيش اليهود ويحكمون في جزء فقط من أرض كلها لهم.
إن دولة إسرائيل قد قامت، ولكن يجب أن نعلم أن دولتنا لم تتحرَّر بعد. إن المعركة والسواعد اليهودية هي التي ستحدِّد حدود دولتنا. وهكذا تقف الحقيقة الآن وهكذا ستكون في المعركة المقبلة. إن بلادنا المعطاة لنا من الله هي وحدة لا تتجزَّأ، وكل محاولة لتجزئة إسرائيل ليست جريمة فحسب، بل هي كفر وخيانة. إن الذي لا يعترف بحقنا في بلادنا كاملة ليس منَّا، وليس له الحق أن يعيش في الجزء الذي نحكمه الآن" (ص: 193 - 194).
 
ختامًا: ليس الإرهاب الذي تمارسه العصابات الصهيونية الحالية، مثل "لهافا" (اللهب)، و"جباية الثمن" و"شبان التلال" و"التنظيم اليهودي المقاتل"، مقطوع الجذور عن الإرهاب الذي مارسته العصابات الصهيونية الأولى، مثل: الهاغاناه والأرغون وشتيرن والبالماخ. بيد أن ما يميّز عصابات الإرهاب الصهيوني الحالية، هو أن عدوانها يجري بدعم كامل، وأحياناً بمشاركة مباشرة، من جنود جيش الاحتلال.

📚 مرفق الكتاب بصيغة PDF
22👍8🔥5
في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يكن هدف المنافقين من بناء "مسجد الضرار" عبادة الله وطاعته، بل كشف القرآن الكريم عن دوافعهم الحقيقة: {وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ}. وقد حدّدت الآية أربعة بواعث تقف خلف هذا الفعل: الإضرار بالمؤمنين، وتقوية الكفر، وتفريق كلمة أهل الحق، وجعل المسجد معقلًا لالتقاء أعداء الله والرسول.

لا تزال قصة "مسجد الضرار" تتكرر في أشكال مختلفة، ومن صورها في خضمّ حرب الإبادة: ما يُعرف بـ"المساعدات الإنسانية" التي تُدخل إلى القطاع، سواء عبر التوزيع المباشر والفوضوي، أو من خلال الإنزال الجوي، والتي يمكن تسميتها بـ"مساعدات الضرار"، لما ثبت يقينًا أنها لا تُغيث الناس، ولا تخفِّف عنهم، بقدر ما تتماهى مع مخططات العدو في استزراع الفوضى في القطاع، وتفكيك أي مكوّن حكومي أو شعبي قادر على ضبط حالة الأمن والنظام، فضلًا عن كونها تلميعًا لسوأة العدو الذي يمارس حرب الإبادة والتجويع بأبشع صُوَرها، وواجهةً لغسل العار الذي يجلّل الجميع.

وكما حلف المنافقون الأولون من قبل، سيحلف المتواطئون مع العدو في هذا الملف: إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰ (مساعدة الناس المجوَّعين المحاصرين)، لكن الله يشهد إنهم لكاذبون؛ إذ لو صحَّت منهم النوايا لاستقامت منهم الأفعال، ولأتوا البيوت من أبوابها لا من ظهورها.
82💯30👍10
في دير ياسين، عندما بدأ الهجوم الصهيوني، دارت معركة غير متكافئة، ومع ذلك فقد قاتل أبناء دير ياسين قتالًا بطوليًّا، ولم يتوقفوا إلَّا بعد نفاد ذخيرتهم.

خاضت دير ياسين المعركة بمفردها، وعلى الرغم من وجود قوة من جيش الإنقاذ العربي في عين كارم القريبة من القرية (2.5 كم باتجاه الجنوب الغربي)، فإن أفرادها لم يتدخلوا بحجة عدم وجود أوامر.

منذ ذلك الحين، وفي طريق التردِّي المتواصل، فإنّ الواقع العربي والإسلامي تتحدَّث عنه حربُ الإبادة المستمرّة منذ عامين.
😢74👍1413
حرب الإبادة هذه، هي حرب على فلسطين في غزة؛ هي حرب على القدس والضفة الغربية والداخل المحتل، فواقع غزة هو مستقبل باقي الوطن.

ليس هذا فحسب، بل إن هذه الحرب، في ظل الخطاب المتكرر والمتصاعد للصهيونية الدينية عن "إسرائيل الكبرى"، هي حرب على الإقليم؛ خصوصًا الدول المهددة بأن تكون جزءًا من هذه "الإسرائيل الكبرى"، إضافة إلى الدول المجاورة بطبيعة الحال.

إن الوعي بهذه الحقيقة يجب أن يدفع كل فلسطيني، بل كل عربي، ليس لإغاثة غزة –فغزة لها ربٌّ يحميها، خاصة بعد هذا الخذلان الرهيب– بل لإغاثة نفسه، ومواجهة مشروع الإبادة الذي يُبشِّر به الصهاينة.
60👍19💯14
التَّوْفِيقُ من الله للعبد: سَدُّ طريق الشَّرّ وتسهيلُ طريق الخير. وهو بهذا المعنى عزيز، بل عزيز جدًّا؛ ولهذا لم يُذكَر في القرآن إلا مرة واحدة، في قوله تعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ} [هود: ٨٨].

في محنتنا، كان خِذلان غزة رهيبًا بحجم مأساتها، وكانت نصرتها عزيزة كشأن التوفيق الإلهي.
75👍7🔥4
بلال جميل مطاوع
التَّوْفِيقُ من الله للعبد: سَدُّ طريق الشَّرّ وتسهيلُ طريق الخير. وهو بهذا المعنى عزيز، بل عزيز جدًّا؛ ولهذا لم يُذكَر في القرآن إلا مرة واحدة، في قوله تعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ} [هود: ٨٨]. في محنتنا، كان خِذلان غزة رهيبًا بحجم مأساتها، وكانت…
At-Tawfīq from Allah for a servant means blocking the path of evil and facilitating the path of good. In this sense, it is rare—indeed, very rare. For this reason, it is mentioned in the Quran only once, in His saying: "And my success is not but through Allah." (Hūd: 88)

In our ordeal, Gaza’s abandonment was terrible, matching the scale of its tragedy, while its support was as rare as divine success.
26👍2💯2
عَنْ سَعْد بن أبي وقاص، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ). رواه الترمذي.

في سورة الأنبياء بعد أن ذكر الله استجابته دعاءَ يونس -عليه السلام-، وإنجائه مع الغم؛ بشَّر عموم المؤمنين بقوله: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}، فوعد الله كل مؤمن وقع في شدة أن يُنجّيَه منها إذا اقتدى بيونس في إخلاصه وصدق توبته ودعائه ربه.

ويُفهَم من ظاهر الحديث أن من اقتصر في دعائه على ملازمة هذه الكلمات بخشوعٍ وخضوعٍ، ونيةٍ صادقة بأن يفرّج الله كربه، فقد كفاه ذلك عن تسمية حاجته؛ فمن شغله الثناء على الله عن سؤاله، أعطاه الله أفضلَ ما يُعطي السائلين. وله أن يستفتح دعاءه به، ومن بعده يدعو بما شاء. والله أعلم.
61💯6
بلال جميل مطاوع
عَنْ سَعْد بن أبي وقاص، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ…
On the authority of Sa’d ibn Abi Waqqas (may Allah be pleased with him), who said: The Messenger of Allah ﷺ said: “The supplication of Dhun-Nun (Prophet Yunus) when he supplicated while in the belly of the whale was: ‘There is none worthy of worship except You, Glory to You, Indeed, I have been of the transgressors (Lā ilāha illā anta subḥānaka innī kuntu minaẓ-ẓālimīn).’ So indeed, no Muslim man supplicates with it for anything, ever, except Allah responds to him.” (Narrated by al-Tirmidhi).

In Surah Al-Anbiya, after Allah mentioned that He answered the supplication of Yunus (peace be upon him) and saved him from distress, He gave glad tidings to all believers with His words: {And thus We save the believers} [Qur’an 21:88], promising that any believer who falls into hardship will be delivered—if he follows the example of Yunus in sincerity, truthful repentance, and heartfelt supplication to his Lord.

From the apparent meaning of the hadith, it can be understood that one may limit his supplication to these words alone—with humility, presence of heart, and sincere intention that Allah relieve his hardship—and that this suffices without explicitly stating his need.
He may also begin his supplication with these words and then follow with whatever other prayers he wishes.

Wallahu a‘lam
18💯2
إن يُونُسَ لم يَصبرْ على تَكاليفِ الرِّسالة، فضاقَ صَدرًا بالقَوم، وألقى عِبءَ الدَّعوة، وذهبَ مُغاضِبًا، ضَيِّقَ الصدرِ، حَرِجَ النَّفس؛ فأوقعهُ اللهُ في الضِّيقِ الذي تَهونُ إلى جانِبهِ مُضايَقاتُ المُكذِّبين. ولَولا أنْ ثابَ إلى ربِّه! واعتَرَفَ بظُلمِهِ لِنَفسِهِ ودَعوتِهِ ووَاجبِهِ، لما فَرَّجَ اللهُ عنه هذا الضِّيق. ولكنها القُدرَةُ حَفِظَتهُ ونَجَّتهُ مِن الغَمِّ الذي يُعانيه.

وأصحابُ الدَّعواتِ لا بُدَّ أن يَحتَمِلوا تَكاليفَها، وأن يَصبِروا على التَّكذيبِ بها، والإيذاءِ من أجلِها. وتكذيبُ الصَّادقِ الواثِقِ مُريرٌ على النَّفس، حقًّا، ولكنَّه بعضُ تَكاليفِ الرِّسالة. فلا بُدَّ لِمَن يُكَلَّفون حَملَ الدَّعواتِ أن يَصبِروا ويَحتَملوا، ولا بُدَّ أن يُثابِروا ويَثبُتوا، ولا بُدَّ أن يُكرِّروا الدَّعوة، ويُبدِئوا فيها ويُعيدوا.

إنهم لا يجوزُ لهم أن يَيأسوا من صَلاحِ النُّفوسِ واستجابةِ القُلوب، مهما واجهوا من إنكارٍ وتَكذيب، ومن عُتُوٍّ وجُحود. فإذا كانت المرَّةُ المِائة لم تَصلْ إلى القُلوب، فقد تَصِلُ المرَّةُ الواحدةُ بعد المائة... وقد تَصِلُ المرَّةُ الواحدةُ بعد الألف... ولو صَبَروا هذه المرَّة، وحاولوا ولم يَـقنَطوا، لَتَفَتَّحتْ لهم أرصادُ القلوب!

إنَّ طريقَ الدَّعواتِ ليس هِينًا لَيِّنًا. واستجابةُ النُّفوسِ للدَّعواتِ ليست قريبةً يسيرة. فهناك رُكامٌ من الباطلِ والضَّلال، والتقاليدِ والعادات، والنُّظمِ والأوضاع، يَجثُمُ على القُلوب. ولا بُدَّ من إزالةِ هذا الرُّكام. ولا بُدَّ من استِحياءِ القُلوبِ بكلِّ وسيلة. ولا بُدَّ من لَمسِ جميعِ المراكِزِ الحَسّاسة، ومن مُحاوَلةِ العُثورِ على العَصبِ المُوصِل... وإحدى اللَّمَساتِ ستُصادف، مع المُثابرةِ والصَّبرِ والرَّجاء. ولمسةٌ واحدةٌ قد تُحوِّلُ الكائنَ البشريَّ تَحوُّلًا تامًّا في لحظةٍ، متى أصابتِ اللمسةُ مَوضِعَها. وإنَّ الإنسانَ ليَدهَشُ أحيانًا، وهو يُحاوِلُ ألفَ محاولة، ثم إذا لمسةٌ عابِرةٌ تُصيبُ مَوضِعَها في الجهازِ البشريِّ، فيَنتفِضُ كلُّهُ بأيسرِ مجهود، وقد أَعيا من قبلُ على كلِّ الجُهود!

وأقرَبُ ما يَحضُرني للتمثيلِ لهذهِ الحالة: جهازُ الاستِقبالِ عند البَحثِ عن محطَّةِ إرسال... إنك لتُحرِّكُ المُشِير مرّاتٍ كثيرةً ذَهابًا وإيابًا، فتُخطئ المحطَّة وأنت تُدقِّق وتُصوِّب. ثم إذا حركةٌ عابِرةٌ من يدِك، فتَتَّصلُ المَوجة، وتَنطَلِقُ الأصداءُ والأنغام!

إنَّ القلبَ البشريَّ هو أقربُ ما يكونُ إلى جهازِ الاستِقبال. وأصحابُ الدعواتِ لا بُدَّ أن يُحاوِلوا تَحريكَ المُشِير، لِيَتلقَّى القلبُ من وراءِ الأُفُق. ولمسةٌ واحدةٌ بعد ألفِ لمسة، قد تَصِلُهُ بِمَصدَرِ الإرسال!

إنه من السهلِ على صاحبِ الدَّعوةِ أن يَغضبَ لأنَّ الناسَ لا يَستجيبونَ لدَعوتِهِ، فيهجُرَ الناس... إنَّه عملٌ مُريح، قد يَفْثَأ الغَضبَ، ويُهَدِّئُ الأعصابَ... ولكن: أين هي الدَّعوة؟ وما الذي عادَ عليها من هجرانِ المُكذِّبين المُعارضين؟!

إنَّ الدَّعوة هي الأصل، لا شخصُ الدَّاعية! فليَضِقْ صدرُه، ولكن ليَكظِمْ ويَمضِ. وخَيرٌ له أن يَصبِرَ، فلا يَضِيق صدرُهُ بما يقولون!

إنَّ الدَّاعيةَ أداةٌ في يدِ القُدرة، والله أَرعى لدَعوتِهِ وأحفظ. فليُؤدِّ هو واجبَه في كلِّ ظرف، وفي كلِّ جو، والبقيَّةُ على الله. والهُدى هُدى الله.

في ظلال القرآن
75💯4👏1
لماذا لا يعدُّ ما ألحقه العدو من خسائر كبرى بالأصول البشرية والمادية للمقاومة كافيًا عن اشتراط تسليم السلاح؟

لأن الذي يراد منَّا في جوهره: تسليم الإرادة لا تسليم السلاح؛ فالاستسلام المطلوب لا قاع له، فهو لا يتعلق بتسليم المقاومة أسرى العدو، ولا بتنازلها عن الحكم، ولا بتسليمها ما تبقى من سلاحها، ولا بإبعاد قادتها، بقدر ما يتعلق بالاستسلام الروحي للعدو الذي يسمح له بتشكيل الخرائط والوعي والأجيال، أي: صناعة الناس على عينه، وَفْقًا لتعبير القرآن الكريم.
94💯31👍13
منذ أن وطئت أقدامه أرضنا، حمل المشروع الصهيوني معه كل بذور تيئيسنا من إمكانية هزيمته، فزرعها ألوانًا، وجرّبها أشكالًا، من خلال تحطيم عقل الفلسطيني وصهر إدراكه، وإبادة وجوده، حتى غدت كل مقومات الانتحار، بمختلف صوره، متاحة أمامه.

بالفعل، انتحر البعض: منهم من انتحر سياسيًّا حين ارتضى الخضوع (المسمّى أمريكيًّا وإسرائيليًّا بـ"السلام")، ومنهم من انتحر عسكريًّا حين تخلّى عن المقاومة وسلَّم سلاحه، وآخرون انتحروا دينيًّا، إمّا بالإلحاد أو بتطويع نصوص الشريعة لتأصيل فقه الذلّ والاستكانة، وغيرهم انتحروا وطنيًّا بالعمالة للعدو وخدمة أجنداته.

في خضمّ هذا الصراع الممتد، لن يخلو طريق الانتحار من بعض السالكين، لكن الأغلبية من شعبنا بقيت متشبثةً بالحياة، متسلّحةً بالأمل والعمل، معتبرةً الانتحار محرَّمًا. وبهذا عاشت قضيتنا، وستظل كذلك حتى يتهاوى جدار جابوتنسكي، ويخرج أتباعه من أرضنا أذلّةً وهم صاغرون.
78💯25👍11
2025/10/27 02:56:46
Back to Top
HTML Embed Code: