ياربّ.. أقولها وأنا أعرفُ تمامَ المعرفة أنّي لن أخيب، وأعرف أنّك لن تمنع عني إلا ماكان شرًا لي.. لكن الإنسان كثيرًا مايتعلّق قلبه بالشر الذي تدفعهُ عنه... اللهمّ أبدل ما أحبّته نفسي من شر، واجعل فيهِ الخير، كلّ الخير، اللهمّ ولا تحبط لي دعوةً تمنّاها قلبي لا يقدر عليها إلا أنت.

سوف تواجه في حياتك كثير من الصعاب والمواقف المتعبة لجسدك وتفكيرك وربما نفسيتك. هي هكذا الحياة مكابدة وتعب. ستجد على الجانب الآخر الكثير من الخيارات والطرق المختلفة وسترافق في حياتك أشخاص تود مرافقتهم وأشخاص تفرض عليك الظروف التعامل معهم !
حياة فيها فرح وحزن وأيام لك وآخرى عليك ولا حياة دون منغصات ولا حياة دون تعب !
في خضم كل هذا التعب لا تنسى أن تعطي عائلتك ومن تحب اهتمامك، لا تجعل ركضك في الاتجاه المعاكس لهم فقد يطول طريقك ثم لا تجدهم كما تركتهم !

﴿إِنَّهُ هُوَ يُبدِئُ وَيُعيدُ﴾
يعيد القلب الذي زاغ، السعادة التي غابت، العافية التي انقلبت، العلاقة التي انقطعت، الرزق الذي نقص، ويبدئ مالم يكن واستحال

أؤمن بالبناء التّراكمي..

لا شيء يصير أساسًا فيك، وثابتًا في حياتك، هو وليد لحظة! إنما تراكم لحظاتٍ وسنوات، محاولاتٍ ووقفات، حتّى يصير الأمر لك سَجِيّة، كأنّه قطعة منك، لا بُدّ أن تتعب، لا بُدّ من المُرور بمراحل مختلفة، وأطوار متغايرة، ولَن تَصِلَ لِعَظيم ما تَطلُب، إلّا إن هانَ عَلَيك ما تَترُكُ لأجله.

إن رُمتَ المعالي، إيّاك أن تَغرِسَ قلبك بالتّفاهة، وأن تضع نفسك فيما لا يليق، وأن تألفَ الرّاحة ساعةً، مَن رامَ الجِدَّ جَدّ، ومَن طَلَب العُلا اجتَهَد! ساعات الآلام تمضي، ويَبقى بعدها لذيذ الثَّمَر، وثمرة التَّعَب لا بُدّ تُرضيك.

تبدأ الخُطى الكبيرة بخطوةٍ لا تكاد تُرى، وتبدأ عظائم المؤلّفات «بالخرابيش» والوقت يرتّب كل شيء، والتّدريب يضبط الخَط، ويقوّم الحرف، ويحفر الصّخر، والزّمن يصقل القلب والقلم، «ولا يُستطاع العِلم براحة الجسم»، فلَن تُدرك المعالي بكثرة الأماني، ومَن ألفِ الرّاحة تَلِف.

علينا أن نُدرِكَ أنّ الإنسان لا يعيش وحده، هناك أمّة تنتظر خطاه، ما إن جهل الغاية يومًا، تَراخَت يداه عن مقبض العمل، ولانَت أقدامه عن المسير الطويل، وهانَت عليه نفسه، ومالَت خُطاه عن البوصلة! لذلك يدرّب الواحد نفسه على الاستقامة والاستدامة، ليرى الهدف في كل شيء، وإن كانت بدايته في منظر الكتاب، وملمس القلم، والحقيبة الصغيرة، وجلسة المكتبة، والعثرات الكثيرة، وخلوة يوم، واعتكاف ساعة!

كلّ شيءٍ له وقته، وكلّ فَتح لا بُدّ أن يُرى، من الآن تَعَلّم أن تحمل همّ أمّة، لتصنع شيئًا فيك لا يُرى، وتثبّت فيك أن الإخلاص لُبّ المسألة، وتصقل في نفسك ألف شعور، لحين العبور، إنّما تتم الرسالة بالمحاولة، والسَّير بالمُصاولة، والغرس بالبَذل حتى لا تَذبُل

للّه أنت، لا عَدِمنا خُطوتك!

أصبحتُ في الفترة الأخيرة أنفض الأشخاص مني كمن ينفض الغبار عنه حرفيًا، لم يعد لي طاقة على تحمُّل أي مخلوق يشعرني بربع شعورٍ سيء، أو يجعلني أشعر بأني كنت غير كافيًا.

الحقيقة أنّي شخص لا تظهرُ عليه علامات تعرّضه لصدمة أو كارثة في أول الأمر، بل أبدو عاديًا جدًا وكأنّي أعيشُ يومًا هادئًا وربما مَرحًا بعض الشيء، ولكن بعد فترة -قدّ تطول بالمناسبة- يبدأُ الأمر يظهر على هيئة مرض، خوف، وحزنٌ كبير لا أستطيع مُقاومته.

تُدار البيوتُ بالودِّ لا بالندّ، وتسيرُ مراكبها بالاحترام المتبادل لا بالهجر والتأديب، ويستمرُ قوامها بالتغافلِ والتنازل لا بالتناطحِ والكِبر، وتعيشُ على الحبِّ والتسامح لا على الإهمالِ والعناد، وتكبُر بالكلمةِ الحلوةِ والتضحيةِ لا بالتجاهل والأنانية.

جدًا جدًا أرتاح إذا خالطت أشخاص مالهم بالغيبة وبالقيل والقال والكلام في الناس، حرفيًا أحس الجلسة معهم آمنة ومريحة من جانب، ومن جانب آخر تثق فيهم أنهم ما يتكلمون فيك من خلفك، لأنّ من اعتاد أن يمسك لسانه عن الناس، سيمسك لسانه أيضًا عنك ولن تصلك منه أي أذيّة.

كم مرة تمّت الإساءة لك وكُنت على يقينٍ تام أنك إذا ردّيت بنفس الطريقة ستكسر بخاطر الشخص الذي أمامك؟ وعلى الرغم من ذلك تختار الصمت شفقةً على خاطر هذا المسكين،لا تعتقد أنك ضعيف شخصيّة بهذا التصرّف. تذكّر: "ما من جُرعَةٍ أعظم أجرًا عند الله من جرعةِ غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله".

لا تصغِ إلى أقوالهم المحرّضة على قطع العلاقات، والمشجّعة على هدمِ الصداقات.. اهدأ، تجاوز، اغفر، تغافل.. لا تتوهّم أن فيك قوة جبّارة ستعينك على مجابهة دنياك وحدك، وأنك في غنىً عن قريب يعضدك أو صديق يعينك؛ تمسّك بحبل الوداد، ولا تفصم عرى الإخاء، والأيّام ستعلّمك الكثير.

خطبة الجمعة | "وإذا ألفتك شِدّة تذكّر أنّها زائلة ومُؤقتة، وأنّ أيَّام السُرور كثيرة وأيَّام الهناءِ وفيرة، وأنّك في الدُنيا التي لا تصفو طوال الوقت، وأنّك مؤمن والمؤمن مُبتلى، وأنّك مأجورٌ على الشوكة التي تُشاكها فما بالك بما أوجع قلبك وأذبل عينيك".

إن توقف الطموح عند أحدهم والرضا بالوصول لمستوى معين أمر يمكن تفهمه خصوصًا أن لكل واحد منا ظروفه وقدراته وقدر معين من تحقيق أهداف قد يرضيه !
لكن المؤسف أن يكون أحدهم في أدنى درجات الطموح رافعًا راية الاستسلام لوضعه غير الجيد الذي يعيشه مع قدرته على تطوير ذاته وتحسين حياته !
لا شيء يقتل الإنسان مثل توقف طموحه وشغفه بتطوير نفسه وأن يرضى بالقليل مع أنه قادر على تحقيق الكثير !
والمفارقة العجيبة أن حتى من ظن في نفسه ضعف القدرة حقق نتائج رائعة عندما سمح لشغفه أن يقوده في دروب الحياة !

كانت ولا زالت من الأشياء التي تبثُّ في قلبي اليقين أنني أستشعر قدرة الله! رفع السماء بلا عمد، يُحيي العظام وهي رميم، يُخرج الحي من الميت، يُعيد للمريض عافيته وينزل الفرج على قلب عبده دون سابق موعد! ما قلقت على شيء أبدًا في كل مرة أتذكر فيها هذه القوة الإلهيّة وعظمة صُنعه.

من بَديع ما قاله -ابن تيمية- في تفسيره لآيات غضّ البصر يقول: أن الله سُبحانه لمّا أمر بغض البصر قال: "قُل للمُؤمنين يغضوا من أبصارهم، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" ثم قال الله في الآيات التي تليها: "اللهُ نُور السموات والأرض" قال ابن تيمية: فدلّ على أن من غضّ بصره كافئهُ الله بجنس ما فعل فأطلق الله لهُ نور بصيرته♥️.

تقول إحداهنّ: "اليوم عبّر طفل عن شعوره تجاه قسوة والده بـ«لما أكبر ماراح أعلمه طريق بيتي». وهذي أقسى جملة سمعتها من وقت طويل."

فور أن تنام أمي، مهما كان الوقت متأخرًا، أشعر أن اليوم قد انتهى بالفعل الآن.

أينما تجلس أمي، نجلس
فكل غُرف البيت تصير حيث تكون أمي.
تنام أمي
فننام جميعنا..
من أجل ماذا يظل المرء مستيقظًا إذا نامت والدته؟

أيامٌ قليلة تفصلنا عن الأحاديث العائلية حول المدفأة، والمشروبات الساخنة، والكُتب الطويلة، والجوارب المُلونة، والنوم اللّذيذ تحت لِحافٍ ثقيل، والأيام المطيرة، أيامٌ قليلة تفصلنا عن ليالي الشتاء الطويلة.. مسرّات قادمة ستغمرنا.

يُغيِّرُ الله من حال إلى حال
‏بحكمة بالغة تفوق الخيال ، وبرحمة واسعة تتعدى الآمال، هي قدرته المطلقة، ورحمته الواسعة، وفضل كرمه ولطفه الذي يجبر به من بعد كسر، وطمأنينته التي تعقب الخوف لئلا يُركن إلى أي أحدٍ غيره.

ليسَ كُل أذىً واضح، وليس كل مُؤذي مكتوب على جبينه أنّه مؤذي، الكلمات السّامة أذى، عدم التقدير أذى، الإستهانة بزعل الآخرين أذى، التخلّي أذى، الكذب أذى، استغلالك لطيبة من أعطاك الأمان أذى، للأذى أشكال عديدة، وآثاره ليست بالضرورة أن نراها على ملامح من أمامنا…