قال أحمد بن حرب:
"عبدت الله خمسين سنة، فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء: تركت رضى الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق، وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين، وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الآخرة".
ذكره في📚 سير أعلام النبلاء
«قال رَبِّ اشرح لي صدري»

أي: وسِّعه ونَوِّره.

📗تفسير القُرطبي
🟢 بابُ استحباب جَعْل النوافل في البيت سواء الراتبة وغيرها والأمر بالتحول للنافلة من موضع الفريضة أو الفصل بينهما بكلام 🟢

عَنْ زَيدِ بنِ ثَابِتٍ- رضي الله عنه -، أنَّ النَّبِيَّ - ﷺ - قَالَ :

« صَلُّوا أيُّها النَّاسُ في بيوتِكم؛ فإنَّ أفضَلَ الصَّلاةِ صلاةُ المَرءِ في بَيتِه إلَّا المكتوبةَ »،متفق عليه

🏷️ إلَّا المكتوبةَ  : ليس لها إلا المساجد للرجال.

🖇️في هذا الحديث يأمر النبي -ﷺ- الناس أن يجعلوا من صلاتهم في بيوتهم نصيبا

📕من فوائد صلاة النافلة في البيت :

◼️ أنها أبعد عن الرياء ،
◼️ بها يحصل نزول البركة في البيت ،
◼️تنفر الشياطين ،
◼️ تتنزل الملائكة ،
◼️ تربية الأهل للاقتداء بالأب في البيت.


عَنِ ابنِ عُمَرَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهَما - عَنِ النَّبِيِّ - ﷺ - قَالَ :

« اجْعَلُوا في بُيُوتِكُمْ مِن صَلَاتِكُمْ ولَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا »، متفق عليه

🖇️ البيت الذي لايُصلَّى فيه أشبه بالقبور💔


══༻✿༺════༻✿༺══

⚪️ عَنْ جَابِرٍ- رضي اللهُ عنه- قَالَ:
قَالَ رسولُ الله-ﷺ- :

«إذا قَضَى أحَدُكُمُ صَلَاتَهُ  في مَسْجِدِهِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِن صَلاتِهِ، فإنَّ اللَّهَ جاعِلٌ في بَيْتِهِ مِن صَلاتِهِ خَيْرًا » رواه مسلم

🏷️ نَصِيبًا مِن صَلاتِهِ : النافلة.
🏷️ فإنَّ اللَّهَ :  الفاء للتعليل .

🏷️ جاعِلٌ في بَيْتِهِ مِن صَلاتِهِ :
📎 مِن : سببية ، أي: بسبب صلاته.
📝من لطائف الفقهاء: 😃

• من لطائف السادة المالكية:
أنَّ المُسافر إذَا مرَّ ببلدٍ فِيه زَوجتُه، أتمَّ الصَّلاة وَلَم يُقصّر، لأنَّ الزَّوجَة فِي حُكمِ الوَطَن.

• ومن لطائف السادة الحنابلة:
أنَّ الزوجةَ إذا اعتادَتْ شُرْبَ القَهْوَةِ فإنَّه يجبُ على الزوْجِ أن يُنفِقَها عليها.

• ومن لطائف السادة الشافعية:
أنه في العقيقة: "ويُسنُّ أن تُطبخَ بحلوٍ؛ تفاؤلًا بحلاوةِ أخلاقِ مولودها".

• ومن لطائف السادة الحنفية:
“إذا تركَ الرجل التزوّج على امرأته كيلا يُدخلَ الغم على زوجته التي عنده كان مأجوراً”.
📗 بركة العمر

قال التاجُ السُّبكيُّ رحمه الله:
«اتَّفقَ النَّقَلةُ على أنَّ عمرَ الشَّافعىِّ - رحمه الله - لا يَفِى بعُشر ما أبرزَهُ من التصانيفِ ، مع ما يثبتُ عنه من تلاوةِ القُرآن كلَّ يومٍ ختمة بالتدبر ، وفى رمضانَ كلَّ يومٍ ختمتين كذلك ، واشتغِاله بالدَّرس والفَتاوى والذِّكر والفكر والأمراض التى كانت تعتوره بحيث لم يخل - رضى الله عنه - من علَّة أو علتين أو أكثر ، وربما اجتمَعَ فيه ثلاثونَ مرضًا ....

وكذلك إمامُ الحرمينِ أبو المَعَالى الجُوَينى - رحمه الله - حُسِب عمرُه وما صَنَّفه مع ما كان يُلقِيه على الطلبة ويُذَكِّر به فى مجالس التذكير فوُجِد لا يَفِى به ...
وهذا الإمامُ الربانيُّ الشيخُ محيي الدِّين النووىُّ - رحمه الله - وُزِّعَ عمرُه على تصانيفه فوُجد أنه لو كان ينسَخُها فقط لَمَا كفاها ذلك العمرُ فضلًا عن كونه يصنفها ، فضلًا عمَّا كان يضُمُّه إليها من أنواع العبادات وغيرها .

وهذا الشيخُ الإمامُ الوالدُ - رحمه الله - إذا حُسِب ما كتبَهُ من التصانيف - مع ما كان يواظِبُه من العبادات ويمليه من الفوائد ويذكره فى الدروس من العلوم ويكتبه على الفتاوى ويتلوه من القرآن ويشتغل به من المحاكمات - عُرِف أنَّ عمرَه قطعًا لا يفِى بثُلث ذلك ...
فسُبحانَ من يُبَارك لهم ، ويطوى لهم وينشر» .

📕«طبقات الشافعية الكبرى»٣٤٣/٢ .
أفنيتُ في التدريسِ كلَّ شبابي
                       وغرستُ دينَ الحقِّ في طلابي
سيقدِّرُ الطلابُ  جهدي  بينهم
                      والفضلُ يعرفه ذوو الألبـــــابِ
سلْ دفترَ التحضير بل وحقيبتي
                       في الفصل سل سبورتي وكتابي
سلْ مكتبي ووسائلي ودفاتري
                       تنبيك أني فارسُ الإعــــــــرابِ
وسلْ  #المجندَ    أنني   درّسته
                     وسلْ #الإمامَ الفذ في المحـرابِ
وسلْ  #الطبيبَ  إذا  مررتَ  بداره
                      أضحى طبيبَ القلبِ والأعصابِ
وسلْ #المهندسَ كيف أضحى فارسًا
                    رفعَ   المباني  فوقَ كلِّ سحابِ
واهمسْ بأذن موجهي بلباقة
                     كي لا يسخّر نقـده لعتابــي
واذكر بأني في الورى أستاذه
                      كم كان للتعليم يطرق بابـي
كم كنتُ أعصرُ فكرتي كي يرتقي
                      واليومَ  يرصد  عثرتي  وغيابي
كم كنتُ جسرًا للعبور أنا الذي
                      أرشدت طلابي لكلِّ صوابِ
في فسحة الطلاب أُشرفُ واقفًا
                      والاحتيـــــاط علاوة لنصابــــي
كابدتُ  في التدريس  كلَّ مشقة
                       لكـن ربي لن يُضيعَ ثواب
قيل لحكيم :ما الدَّهاءُ؟.
قال: النَّظرُ في العَواقِبِ، والتَّجَمُّلُ عندَ النَّوائِبِ.
📝 يقول أحد الصالحين :

كان لي صديق يحسدني دائماً على وصولي لصلاة الفجر قبله يومياً ، ويجدني في المسجد قبله وكلما حاول أن يأتي مبكراً وجدني قبله فسألني عن السر : كيف تستطيع الحفاظ على التبكير دوما ؟
‏فقلت له : لي زوجتان تتنافسان في خدمتي وإعانتي على ذلك وللّٰه الحمد ، فتحمّس صاحبي وتزوج الأخرى ، فصار والحمد للّٰه ينام معي في المسجد. 😂
📝تأمّل واحذر ‼️

‏أعظم الرِّزق كما يقول الإمام ابن الجوزي - رحمه الله - : أنْ يرزقك الله علوَّ الهِمَّة.. ومِن البعيد أنْ يرزقك همَّةً ولا يُعينك، فانظر إلى حالِك، فلعلَّه أعْطاكَ شيئا ما شكرته عليه، أو ابتلاكَ بشيء مِن الهوى ما صبرْتَ عنه..

🌸 فاللهم ارزقنا هِمَّةً تُرقِّينا وخوفا يُوقِّينا 🌸
مفاتيح القراءة، للدكتور منير لطفي
رابط التحميل https://drive.google.com/file/d/1rG6k2-nFCDS7HMKlNUhm-XcbaU9Cnp2p/view?usp=drivesdk
إظهار الافتقار، والإقرار بالذنب؛ من أسباب إجابة الدعاء..!

تأمل كيف جمعها يونس عليه السلام في ذلك الدعاء العظيم: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}

ولهذا كان سيد الاستغفار من أفضل الأدعية لتضمنه هذا المعنى🤍.
‏{بلِ الإِنسانُ علىٰ نَفسِهِ بَصيرَةٌ}

أنت حجة على نفسك، فلا تغتر بإفراط مادح ولا تلتفت لذم قادح، أنت أعلم بباطنك وظاهرك، أصدق نيتك وأصلح عملك وصحح أخطاءك وتخلص من عيوبك.

اللهم آتِ نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكاها🌿
📝‏قال المهدي للمُفَضَّل الضَّبِي:
أسهرتني البارحة أبيات الحسين بن مطير الأسدي. قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال المهدي: قوله:

وَكَمْ قَدْ رَأَيْنا مِنْ تَكدُّرِ عِيشَةٍ
وَحالٍ صَفَا بَعْدَ اكْدِرَارٍ غَدِيرُها

وَقَدْ تَغْدِرُ الدُّنْيا فيُضْحى غَنِيُّها
فَقيراً وَيَغْنَى بَعْدَ بُؤْسٍ فَقيرُها

فَلَا تَقْرَبِ الأَمْرَ الحَرَامَ فَإِنَّهُ
حَلَاوَتُهُ تَفْنَى وَيَبْقَى مَرِيرُهَا

فقال له المُفَضَّل:
مثل هذا فليسهرك يا أمير المؤمنين.
لا يفتــحُ اللَّـــهُ بابًـــا قبــل .. مــوعدِه ِ
يا صاحبَ الضَّيـم ِ .. لا تُخطئ بإلحاحِ

ســرُّ المباهــج ِ .. أنْ تأتِــي بمــوعدِها
لا تنجـبُ الأرضُ زهــرًا .. قبـلَ إلـقاحِ
مقالٌ عنوانه: (هل في منزلنا ضيوفٌ، أم هم معاقون؟!)، يقول فيه كاتبُه:

احذرْ مِن صناعة المُعاق في بيتك !

مشهدٌ يتكرَّر في بعض البيوت:

ـ شابٌّ أو شابةٌ في مُقتبل العُمر، وأَوفرِ الصِّحةِ يَعيش في بيتِ ذَويه، يَستيقظ صباحًا ويترك فراشَه دونَ ترتيب، فالأمُّ ستتولى ذلك !
ـ يَستبدل ملابسَه ويتركُها للغسيل متناثرةً في أيِّ مكانٍ، فالأمُّ ستتولى جمعَها وغسلَها وكويَها وإعادتَها للغرفة.
ـ يُقدَّم له الطعامُ جاهِزًا ليَتناولَه، ولا يُتعِبُ نفسَه بغسلِ كوبٍ أو صحنٍ، فالأمُّ ستتولى كلَّ ذلك.
ـ يذهب لمدرسته أو جامعته ويعودُ لينامَ، أو يَسهرَ على برامج التواصل، أو مشاهدةِ حلقاتٍ متتابعةٍ مِن مسلسلٍ جديدٍ، ويتخلَّل ذلك وجباتٌ تُقدَّم له جاهزةً، وكلُّ ما عليه هو أنْ يأخذَ استراحةً ويمدَّ يدَه ليأكل، ويُعاوِدَ الجهادَ أمامَ شاشةِ هاتفِه، أو حاسوبِه.
ـ وأحيانًا في أوقات فراغِه قد يتكرَّم في الجلوس مع بقيةِ أفرادِ أُسرتِه، لكنه حاشا أن ينسى تصفُّحَ شاشةِ هاتفِه ليَظلَّ حاضرًا وقريبًا مِن أصحابه، الذين يَقضي معهم جُلَّ أوقاتِه حتى لا يفوتُه ـ لا سمحَ الله ـ تعليقٌ أو صورةٌ، أو فضولُ فيما يَفعلُه الآخرون.
ـ صاحبنا هذا لا يُساهِمُ ولا يُشارِكُ في أيِّ مسؤوليةٍ في البيت ولو بالشيء القليل، يترك المكانَ في فوضى وينزعجُ إن لم يُعجبْه العَشاء، وإنْ رأى في البيت ما يستوجب التصليحَ أو التبديلَ يَمرُّ مرَّ السَّحاب، طبعًا التصليحاتُ مسؤوليةُ والدِه، والتنظيفُ و الترتيبُ مسؤوليةُ أمِّه ...
انتهى المشهد !

تفكَّرتُ فيما أَراه حولي، وتوصلتُ لنتيجةٍ، ألا وهي: أظنُّ أننا نجحنا في صناعةِ جيلٍ مُعاق، نعم، جيلٌ مُعاقٌ وبتفوُّقٍ !

لدينا الآن جيلٌ معظمُه يتصرَّف وكأنه ضيفٌ في منزله، لا يُساعِدُ ولا يُساهِمُ ولا يَتحمَّلُ أيةَ مسؤوليةٍ حولَه، مِن سِنِّ المدرسةِ إلى الكلية، وحتى بعدَ حصولِه على الوظيفة.

(هو) و (هي) يَعيشانِ في بيتِ والدَيهما كضيفٍ، ولا يَعرِفانِ مِن المسؤولية غيرَ المصروفِ الشخصيِّ.
ويَبقى الأبُ والأمُّ تحتَ وطأةِ المسؤولياتِ في البيت، حتى مع تقدُّم العمرِ وضعفِ الجسد.
فالوالدانِ لا يُريدانِ أن يُتعِبوا الأولاد !

تقديرُ وتحمُّلُ المسؤوليةِ تربيةٌ تَزرعُها أنت في أولادِك، لا تُخلقُ فيهم فجأةً، ولا حتى بعدَ الزواج، لأنهم بعدَ الزواجِ سيَحملون الثقافةَ التي اكتسبوها مِن بيوتِ أهليهم إلى بيت الزوجية!
وأيُّ ثقافةٍ تلك؟! ثقافةُ الإعاقة، وثقافةُ الاتكالية.
وبالتالي: جيلٌ لا يُعتمدُ عليه !

كاتبه: الأستاذ مشعل أبو الودع جزاه الله خيرًا.

يقول محمد وائل الحنبلي: مقالٌ قرأتُه فأعجبني بشدَّةٍ، بل ورأيتُ فيه ما أُكرِّره وأقوله كثيرًا لمن حولي، فأجريتُ عليه بعضَ الضبطِ والتعديل

اللهم سلِّم أبناءنا وذرياتِنا، واصرفْ عنهم العجزَ والكسل، واجعلهم قرةَ عينٍ لنا وللمسلمين ...
‏لطيفة عجيبة أوردها الشيخ الشنقيطي رَحِمهُ الله قال:

إنّ الصّلاة على النّبيّ ﷺ تُعدُّ من برِّ الرجل بأبيه، وذلك أنّ الملَك الّذي يبلغ النّبيّ ﷺ صلاة النّاس عليه يقول:
"يا محمد إنّ فلان بن فلان يصلي عليك"

فيكون المرء سببًا فى ذكر اسم أبيه عند النبي ﷺ، وهٰذا من أعظم البرّ والإحسان.‏لطيفة عجيبة أوردها الشيخ الشنقيطي رَحِمهُ الله قال:

إنّ الصّلاة على النّبيّ ﷺ تُعدُّ من برِّ الرجل بأبيه، وذلك أنّ الملَك الّذي يبلغ النّبيّ ﷺ صلاة النّاس عليه يقول:
"يا محمد إنّ فلان بن فلان يصلي عليك"

فيكون المرء سببًا فى ذكر اسم أبيه عند النبي ﷺ، وهٰذا من أعظم البرّ والإحسان.
أشكُـو إليـكَ أمــورًا أنـتَ تعلمُهـا
ما لِي على حِمْلهـا صبرٌ ولا جلدُ

وقـدْ مدَدْتُ يـدِي بالذُّلِّ مُبتهـلًا
إليكَ يا خيـرَ مـنْ مُدَّتْ إليه يـدُ

فـــلا ترُدَّنهــــا يـــا ربِّ خائبـــةً
فبَحْرُ جودِكَ يَروي كلَّ منْ يَرِدُ 🍀
وإذا النساءُ نشأنَ في أُميَّةٍ
رضَعَ الرجالُ جهالةً وخمولا

ليس اليتيمُ من انتهى أبواهُ
من همِّ الحياةِ وخلَّفاه ذليلا

فأصاب بالدنيا الحكيمة منهما
وبحُسنِ تربيةِ الزمانِ بديلا

إنَّ اليتيم هو الذي تَلقَى له
أُمًّا تخلَّت أو أبًا مشغولا

🖋أحمد شوقي - رحمه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على نبيّه المختار
الخمار لباس قرآنيّ وليس لباسا سياسيا ولا طائفيا

ما فعله الأستاذ ـ بقابس ـ مع تلميذته بتكريمها من أجل لبسها للخمار يعدّ فضيلة له وللمؤسسة التربوية ـ سواء كانت عمومية أو خاصّة ـ.
فما فعله يدخل في صميم مهمّته التربوية حتّى ولو لم يكن مدرّسا لمادّة التربية الإسلامية، كيف وهو مدرّس لهذه المادّة. بل كان تكريمه لتلميذته واجبا عليه؛ لأنّ من صميم مهمّته استحسان كلّ سلوك طيب يصدر من تلامذته، والإشادة به، والتفاعل معه إيجابيا، خاصّة إذا كان هذا السلوك ممّا أمر الله تعالى به ونصّ عليه كتابه الكريم.
المؤسف أنّ البعض ـ تقليدا للغرب ـ ما زال يلبّس على النّاس باسم الحداثة أنّ اللّباس الذي أوجبه الله تعالى على النساء لباس سياسيّ طائفيّ.
يجب على كلّ مسلم أن يستحضر، بل أن يدافع ويبيّن، من خلال موقعه ـ أستاذا كان أو إماما أو محاميا أو قاضيا أو عاملا بالفكر أو الساعد ـ دون أن يخجل أو يخشى في الله لومة لائم، أنّ هذا اللباس ليس رمزا لطائفة، ولا شعارا لحزب سياسي، بل هو حكم شرعيّ أمر الله تعالى المؤمنات به في قوله عزّ وجلّ (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ )[النور: 31]. و«الخُمُر» جمع خمار وهو الثوب الذي يوضع على الرأس، و«الجيوب» جمع جيب وهو فتحة الثوب من جهة الصدر.
فقد أمر الله تعالى المؤمنات بلبس الخُمُر على رؤوسهنّ ويسدلنها على جهة صدورهنّ، فلا يظهر منها إلاّ وجهها وكفيها.
وقد تواتر النقل عبر أجيال الأمّة أنّ هذا اللّباس شريعة من شرائع دين الإسلام، فهو بمثابة المعلوم من الدين بالضّرورة، وليس عادة جاهلية كما يدّعي البعض، لأنّه لم يكن من لباس النساء في الجاهلية.
والمرأة المسلمة تفتخر بأن في شريعتها مثل هذا التشريع؛ لأنّه يحفظ النّساء من الزائغين والمتحرشين والمتاجرين بأجسادهنّ في المحافل والمسلسلات والأفلام.
وهي في امتثالها لأمر الله تعالى تحقق معنى الاستخلاف الّذي من أجله أهبط الله تعالى آدم وزوجه حواء، لعمارة الأرض والسير فيها على وفق تعاليمه، ومن تعاليمه صيانة الإنسان ـ رجلا أو امرأة ـ لجسده بستره.
جسد المرأة كجسد الرجل ليس ملكا لهما، بل هما مؤتمنان عليه، لا يجوز لهما التّصرّف فيه إلاّ بما يرضي الله تعالى.
والنساء اللاّتي يرتدين الخمار ـ من عهد الصحابيات رضوان الله عليهنّ إلى هذا اليوم ـ لهنّ من الثقة في شريعة الإسلام ما يبعث في نفوسهنّ القوّة والحيوية الاجتماعية، ما يبدّد تهمة الانعزالية والدّونية عليهنّ؛ لأنّهنّ عزيزات بعزّة الله ورسوله.

🖋الحبيب بن طاهر
تونس في: 30/04/2024
2024/05/02 12:08:34
Back to Top
HTML Embed Code: