Telegram Web Link
Audio
📮 تلاوة جميلة جدا تحلق بك في الآفاق
حكم شراء الأضاحي عبر تطبيقات في الجوال دون تعيين المضحّى عنه


السؤال :

هناك تطبيقات في أجهزة الهواتف الذكيَّة تَتْبَع لمؤسسات يتم شراء الأضاحي عن طريقها، بحيث يُعرض خيارات؛ كعدد الأضاحي المطلوبة، ووقت الذبح، في اليوم الأول من العيد، أو الثاني، أو الثالث، مع بيان الأسعار، فكثير من الناس يطلب عددًا من الأضاحي بهذه الطريقة، وهي طريقة ذائعة الآن.

والسؤال: عن كون تلك الأضاحي المطلوبة غير مُعيَّنة بالنسبة لأصحاب هذه الأضاحي، فهل يصح ذلك، وفي حال كونه لا يسوغ، فما التوجيه لتصحيح ذلك؟ كما لو كان هناك أرقام تسلسلية، بحيث يَعرف كلُّ واحد أضحيته مثلًا.
 

الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد؛ أما بعد:

فإن ذبح الأضاحي عبادة سنَّها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر الله بها في قوله سبحانه: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، والنيَّة شرطٌ في جميع العبادات؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم: إنَّما الأعمال بالنِّيات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى [1] ، فلا بد مِن النيَّة في الأضحية: نيَّةِ التقرب إلى الله، وهذه حقيقة الإخلاص، ونيَّةِ المتقرَّب به، فلا يتحقق التقرُّب بشيء من المال إلا بقصد التقرُّب به، ويشمل ذلك تعيين المتقرَّب به، ونوع القربة؛ أضحيةً -مثلا- أو عقيقةً أو هديًا، أو زكاة أو صدقةَ تطوُّع، وقد نصَّ الفقهاء -رحمهم الله- على أنه لابد  في الأضحية وغيرها من التَّعيين، وذكروا ما يحصل به التَّعيين من قول أو فعل؛ كقول المضحِّي: هذه أضحية، أو يشتريها بنيَّة أن يضحِّي بها، [2]  والحاصل أنَّه لابد من تعيين المضحَّى به، وذلك يشمل تعيين المضحَّى به، وتعيين المضحَّى عنه، فينوي أن هذه أضحية، وأنها أضحية عن فلان، والطريقة المذكورة في التطبيق الوارد في السؤال يفُوت فيها تعيين المضحَّى عنه؛ فعشر ضحايا عن عشرة لابد من نيَّة كلِّ أضحية عن واحد معيَّن منهم، وهذا لا يتحقق إلا بأن يقال: هذه أضحية فلان، وإلا كانت كلُّ واحدةٍ مشتركةً بين الجميع، والأضحية لا يصح فيها الاشتراك في الملك. [3]

ولي تجربة للسَّلامة من هذا الإشكال؛ فقد كنتُ أبعث أضاحي من عندنا إلى من يقبل التوكيل في بعض البلاد الإسلامية؛ فعرَض لي هذا الإشكال، فبدا لي للتخلص من هذا أن نرسل بقائمة أصحاب الأضاحي مرقَّمةً؛ لكل واحد رقم يخصُّه، وطلبتُ من الوكيل المتعهِّد أن يعيَّن تلك الأضاحي بوضع الأرقام عليها، من غير مراعاة الترتيب عند ذبحها، فالأضحية رقم (1) تكون عن الشخص الذي رقمه (1) في البيان، وهكذا، وهذه الطريقة تحقق تعيين صاحبِ كلِّ أضحية، فينبغي إرشاد الذين يعملون بالتطبيق إلى هذا الحل، ويبيَّن لهم أنه لا ينبغي التهاون في هذا الأمر؛ لأن تعيين صاحب كلِّ أضحية لا بد منه. والله أعلم. 
 

أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في 2 رجب 1443 هـ
 
↑1أخرجه البخاري (1)- واللفظ له-، ومسلم (1907) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.↑2ينظر: المجموع شرح المهذب (8/401)، والمغني (13/377).↑3مراد شيخنا -حفظه الله-: الاشتراك في الشاة بخلاف البقر والإبل فيصح التشريك في الملك إلى سبعة. وينظر: المغني (13/392)، والشرح الممتع (7/428).
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
فضل يوم عرفة وأحكامه_ معالي الشيخ صالح الفوزان
حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة هل هو خاص بأهل عرفة أو هو عام لجميع المسلمين


السؤال :
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (خيرُ الدّعاء دعاءُ يوم عرفة) [1] ، هل هو خاصّ بأهل عرفة مِن الحجاج ، أو هو عام لجميع المسلمين في جميع الأقطار ؟ جزاكم الله خيرًا .
↑1 أخرجه بهذا اللفظ: أحمد (6961)، والترمذي (3585) من طريق حماد بن أبي حُميد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به. قال الترمذي:  "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حُميد هو محمد بن أبي حُميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث". وقال الحافظ في التلخيص (2/ 547): " وفي إسناده حماد بن أبي حميد وهو ضعيف".

وله شاهد مرسل من حديث طلحة بين عبيد الله بن كريز: أخرجه مالك في الموطأ (2/ 300) برقم: (726 / 239) – ومن طريقه البيهقي في سننه الكبير (4/ 470) برقم (8391)-، وعبد الرزاق في "مصنفه" (4 / 378) برقم: (8125) من طريق زياد بن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز مرسلًا. ولفظه: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة". وهذا إسناد مرسل صحيح، كما قال الألباني في "الصحيحة" (4/6) برقم (1503)، وقد وصله ابن عدي في الكامل (4/1600)، والبيهقي في الشعب (3778) من طريق عبد الرحمن بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن سُميٍّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. قال ابن عدي: "وهذا منكر عن مالك، عن سُميٍّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، لا يرويه عنه غير عبد الرحمن بن يحيى هذا، وعبد الرحمن غير معروف". وقال البيهقي: "هكذا رواه أبو عبد الرحمن بن يحيى، وغلط فيه، إنما رواه مالك في الموطأ مرسلًا".

وللحديث شاهد آخر من حديث علي: أخرجه الطبراني في الدعاء (874)  من طريق قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن علي مرفوعًا. قال الألباني: "وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد، رجاله ثقات غير قيس بن الربيع فهو سيء الحفظ، فحديثه حسن بماله من الشواهد". وأخرجه البيهقي في سننه الكبير (5/ 190) برقم (9475) من طريق موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذكره. قال البيهقي: "تفرد به موسى بن عبيدة وهو ضعيف ولم يدرك أخوه عليا رضي الله عنه".  وينظر: الصحيحة" (4/6) برقم (1503).



الحمدُ لله ، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أمَّا بعد:

فإنَّ أخصَّ خصائص يوم عرفة هو الوقوفُ بعرفة الذي هو الرّكنُ الأعظمُ مِن أركان الحج ، وهو الذي استفاضت الأحاديثُ في فضله وفضل أهل الموقف ، كما جاء في صحيح مسلم [1] عن عائشة أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (ما مِنْ يومٍ أكثرُ من أن يَعْتِقَ الله فيه عبدًا مِن النار مِن يوم عَرَفَة، وإنه لَيَدْنو يَتَجَلَّى، ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟) ، وهذا صريح الدلالة بأنَّ الوعد بالعتق مِن النَّار وإجابة الدّعاء المناسب لذكر الدنو ، الذي هو مِن نوع النزول الإلهي ثلثَ الليل الآخر مِن كلِّ ليلة ، لكنَّ النزول الإلهي كلّ ليلةٍ عامٌّ لكلّ المسلمين مَن كان منهم داعيًا في ذلك الوقت ، وأما دنو الرَّب تعالى عشية عرفة فهو مختصٌّ بأهل الموقف ؛ فما اقتضاه الحديث مِن العتق مِن النار وإجابة الدعاء ، هو مختصٌّ بِمَن قَبِل اللهُ عملَهُ مِن أهل الموقف ؛ ولهذا لا يذكر أهلُ العلم حديثَ: (خيرُ الدّعاءِ دعاءُ يومِ عرفة) إلا عند ذكر الوقوف بعرفة، ولا يذكره أحدٌ في فضائل الأيام مطلقًا.

وعليه: فهذا الحديث المسؤول عنه -والله أعلم- مختصٌّ بأهل الموقف مِن الحجاج ، تقبَّل الله منهم ، ورزقنا سبحانه مِن فضله ، ولكنَّ الله عز وجل تفضَّل على أهل سائر الأقطار بفضيلةٍ في هذا اليوم ، وهي صيامُه ، فهو لهم دون أهل عرفة ، فقد سُئل -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن صوم يوم عرفة ، فقال: (يكفِّرُ السَّنةَ الماضية والباقية) رواه مسلم [2] . والله أعلم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمَّد .
أملاه:

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في السابع من ذي الحجة لعام 1439هـ

 
 
↑1 برقم (1348). ↑2 برقم (1162).
 
🌱 حكم صوم يوم عرفه لمن عليه قضاء ؟

⤵️ للمتابعة من هنا 👇🏻
https://www.tg-me.com/AbuKhlid3320/56015
حكم التعريف بغير عرفة للأمصار


السؤال :

ما قولكم -حفظكم الله- في التَّعريف بغير عرفة، أي: جلوسُ النَّاسِ في المساجدِ عشيَّة يوم عرفة؟


الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، أمَّا بعد :

فما يُسمَّى بـ “التَّعريفِ يوم عرفةَ بغيرِ عرفة” تشبُّهًا بأهل عرفة، وهو المكثُ في مساجد البلدان عشية يوم عرفة؛ لا أصلَ له مِن هدي رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا فَعَله أحدٌ مِن أصحابه في عهده؛ فلا دليل له مِن سنَّة قوليَّة ولا فعليَّة ولا تقريريَّة، ولا فعلَه أحدٌ مِن الصَّحابة في عهدِ الخلفاء الثَّلاثة أبي بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم، وأوَّلُ مَن روي التَّعريف عنه ابنُ عباس حين كانَ أميرًا على البصرة لعليّ رضي الله عنه، كما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه [1] عن الحسن به؛ لذلك اختلفَ العلماءُ مِن أهل المذاهب في حكم التَّعريف؛ فمنهم مَن أنكره، وقالَ: إنَّه بدعةٌ، ومنهم مَن جوَّزه ولم يستحبه.

ونظرًا لما تقدَّم: أرى أنَّه لا ينبغي للمسلم أن يتعلَّق قلبُه بعبادة لا أصلَ لها مِن سنَّة النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، ومَن فَعله يُنهى عنه، ولا يُغلَظ عليه في الإنكار، كذلك لا يُغلَظُ في الإنكار على مَن نهى عنه وأنكره، ولا ريبَ أنَّ مَن لم يرَ التَّعريف أقربُ إلى أصول الشَّريعة، ومَن قالَ: فَعله ابنُ عباس، نقول: لم يفعله عليٌّ رضي الله عنه، ولو فَعله لنُقل عنه، وعليٌّ -رضي الله عنه- أحرى بالصَّواب مِن ابن عباس وأحقّ بالاقتداء، وكذا جمهور مَن كان موجودًا مِن الصَّحابة في ذلك الزَّمن لم يفعلوه.

وخلاصةُ القول: إنَّ التَّعريف مِن مسائل الاجتهاد التي لا يُنكِر فيها المجتهدُ على المجتهدِ. وهنا مسألة تتعلَّق بالتَّعريف؛ وهي السَّفر للتَّعريف بمسجد معيِّن، كبيت المقدس والمسجد النَّبوي وغيرها، فهذه المسألة حكى فيها شيخُ الإسلام ابن تيميَّة في كتابه “اقتضاء الصراط المستقيم” [2] الإجماع على الإنكار على مَن فعله، وأنَّه ضالٌّ، فليتنبه إلى الفرق بين المسألتين: مسألة الإجماع ومسألة الخلاف. والله أعلم.
قاله:
عبد الرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في 9 ذي الحجة 1441هـ
 


↑1(3/287 رقم 14266)

↑2 (149 ، 153 / 2

 السؤال:
يا شيخ، أنا جئت هذه السنة حاجا و سمعت من خلال الدروس التي كنت أحضرها أن الذي وقع في الشرك الأكبر كالطواف بالقبور و الذبح لهم و النذر لهم أنه مشرك، و جلست مع بعض الإخوة فقالوا لي: إنه مسلم لأنه لم تقم عليه الحجة، فلم أفهم؟


الجواب:
ما أدري كيف ما قامت عليه الحجة، الأصل إذا وجد أحد يستغيث بغير الله و يدعو غير الله و يذبح لغير الله فهذا هو الشرك، فمن وجد منه ذلك فإنه يكون كافرا و لا يصلى عليه و لا يصلى وراءه.

فتوى الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله ورعاه
2025/06/29 09:18:18
Back to Top
HTML Embed Code: