Telegram Web Link
*سيرتك الذاتية*

لعام كامل بتفاصيلها تُعرَض على الله في هذا الشهر الذي هو شهر شعبان؛

فعلى كل منا أن يراجعها، ويبادر  لمحو سيئها بصدق توبة، ورد مظلمة، وترك قطيعة، وحسن إقبال على الله، واجتهاد في نفع الناس في أي مجال يمكنه النفع من خلاله.

وفقني الله وإياكم.

🖋️ د. بندر الخضر.
*أعظم طهارة وتنظيف*

تطهير النفس من أي خلل في الاعتقاد، وتنظيف القلب من سائر الأحقاد؛ طريق لنيل مغفرة الله ورضوانه، والحصول على عفو رب العباد ففي سنن ابن ماجه بسند حسن عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»*.

وكم تكرر في الأحاديث النبوية أن عبادات الإنسان اليومية والأسبوعية والسنوية لا ترتفع إلى الله؛ ما دامت نفس صاحبها ملوثة بشرك أو حقد؛ مما يوجب الاستمساك بتخليص النفس من ذلك.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ ما هو الفضل في صيام أيام البيض؟ وفي أي أيام الشهر تكون أفضل؟*

ج/ التطوع لله بالصيام عبادة عظيمة وطاعة جليلة، تشتمل على فضائل كبيرة ومنح جليلة ففي المتفق عليه واللفظ لمسلم عَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إِلاَّ بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»*، وفي سنن النسائي بسند صحيح عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ»*، وفي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ»*، قَالَ: *«فَيُشَفَّعَانِ»*، وغير ذلك من الفضائل.

📝 وصوم أيام البيض في الشهر كالتطوع بصوم الشهر كاملاً، ومن فعل ذلك كل شهر فكأنما تطوع بصيام الدهر ففي المتفق عليه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ»*،

وروى الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}* [الأنعام: 160]اليَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ»*.

📝 ومن فضلها: أن صومها يذهب قسوة الصدر وما يحصل له من كدر فقد روى النسائي بسند صحيح عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»*.

📝 وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صيامها ويوصي بذلك ففي المتفق عليه واللفظ للبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: *«صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ»*، وفي صحيح مسلم عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ: أوصاني حَبِيبي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ لَنْ أدَعَهُنَّ مَا عِشتُ: *«بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وبِأنْ لا أنَامَ حَتَّى أُوتِرَ»*.

📝 والأفضل أن يصومها في أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر كما ورد في بعض الأحاديث فقد روى أبو داود وابن ماجه بسند صحيح عَنْ قتادة بن مِلْحَانَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ *«هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ»*، وروى الترمذي والنسائي بسند حسن عن أبي ذر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِذَا صُمْتَ شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ»*.

📝 ولا مانع من صومها في غير الأيام المذكورة في أول الشهر أو وسطه أو آخره متتابعة أو متفرقة لإطلاق كثير من الأحاديث ففي صحيح مسلم عن مُعَاذَة الْعَدَوِيَّة أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: *«أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟» قَالَتْ: «نَعَمْ»، فَقُلْتُ لَهَا: «مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟» قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ»*. فلنحرص على الصيام والدعاء لأنفسنا وبلدنا وسائر بلاد المسلمين.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هل صح شيء في ليلة النصف من شعبان؟*

ج/ يوجد حديث حسنه بعض المحدثين بمجموع طرقه، وقد ورد بصيغ متعددة تحمل معنى واحداً وهو غفران الذنوب لغير المشرك والمشاحن، وقد جاء برواية جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، ومما جاء في ألفاظ الحديث ما في سنن ابن ماجه بسند حسنه الألباني والأرناؤوط عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»*، وأخرج الطبراني والبيهقي بسند حسن عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«يَطْلُعُ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْهِلُ الْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ بِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدعُوهُ»*.

وهذا إذا كان في عبادات العام فكذلك بالنسبة لعبادات الأيام والأسابيع ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: *" تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا»*.

فالواجب على كل شخص أن يحذر من الوقوع في أي شركيات، ويتوب إلى الله من أي خلل في اعتقاده، وأن يصطلح مع قريبه وجاره وعموم المسلمين، ويخلّص قلبه من الشحناء والبغضاء والحقد والحسد.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هنالك حديث يذكر أعمالاً إذا قام بها الشخص في يوم الجمعة كان كفّارة له، فما هي هذه الأعمال؟*

ج/ يوم الجمعة هو يوم عظيم، وهو عيد الإسلام الأسبوعي، وله فضائل كثيرة؛ مما يستلزم الحرص على اغتنامه والتأدب بآدابه، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وتلاوة سورة الكهف، والإكثار من الدعاء ففيه ساعة إجابة، وأما المشار إليه في السؤال فقد ورد في ذلك أكثر من حديث، منها ما في صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»*،

وروى أحمد وأبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا»*،

وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»*.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
تليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
واتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*الدورة العلمية لأحكام الصيام ورمضان لعام 1446هـ*.

🖋️د. بندر الخضر.

*الدرس الأول (١)*: *فوائد وأحكام في استقبال رمضان*.

ويشتمل على ثلاث عشرة فائدة:

*أولاً: التهيؤ في شعبان:* إن من الاستعداد لرمضان تعويد النفس الحرص على الطاعة، والإقبال على العبادة، والارتقاء فيها في شعبان؛ حتى تتهيأ النفس وتستعد لاغتنام رمضان، فشعبان هو كالمقدمة لرمضان، والحسنة تدعو أختها قال تعالى: *{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}* [هود: 114]،

وفي المتفق عليه واللفظ للبخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *"يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لاَ يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ"*،

وفي سنن النسائي ومسند أحمد بسند صحيح عن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟، قَالَ: *«ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»*.

فالمبادرة المبادرة لكل خير، وليبق في ذهن كل واحد منا أن سيرته الذاتية لعام كامل بتفاصيلها تُعرَض على الله في هذا الشهر، فراجعها وامحُ سيئها بصدق توبة ورد مظلمة وترك قطيعة وحسن إقبال على الله.

*ثانياً: ترك القطيعة:*

فمن كانت بينه وبين قريبه أو جاره أو غيرهما من عموم المسلمين شحناء أو بغضاء أو هجر وقطيعة فليصطلح معه؛ فإن عمل الإنسان لا يُرفَع إلى الله حتى يصطلح مع عباد الله ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ، إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: اتْرُكُوا، أَوِ ارْكُوا، هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا»*،

وفي سنن ابن ماجه بسند حسن عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ»*.

فجدير بكل حريص على الخير أن يعود إلى أخيه بالتواصل، وترك الهجر والقطيعة، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، وقد قال تعالى: *{وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}* [التغابن: 14].

*ثالثاً: اقض ما بقي عليك*:

من كان عليه صوم من رمضان الماضي فليقضه قبل دخول رمضان المقبل، فإن أخَّره إلى ما بعد ذلك من غير عذر فهو آثم، وهو كمن أخَّر الصلاة إلى دخول وقت الثانية؛ بدلالة حديث عائشة رضي الله عنها ففي المتفق عليه عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قالت: *«كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ...»*، فدل على عدم جواز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر،

بل إن جمهور العلماء يوجبون على من أخَّر القضاء إلى ما بعد رمضان التالي مع القضاء أن يطعم عن كل يوم مسكيناً.

فليبادر بالقضاء كل من بقي عليه أيام من رمضان السابق سواء كان رجلاً أو امرأة.

*رابعاً: وجوب التحلل من المظالم:*

إقبال رمضان فرصة للتحلل من مظالم العباد الذي هو واجب في كل الأزمان والأحوال، فمن اعتدى على مسلم في دم أو مال أو عرض فيجب عليه التحلل منه قبل أن لا يكون درهم ولا دينار، ومن أخذ حقاً عاماً أو خاصاً يجب أن يرده إن كان باقياً أو قيمته إن كان تالفاً،

فمن أخذ سيارة أو بنى بيتاً أو تجارة أو اشترى أرضية من نهب المال العام فعليه أن يعيد الحق،

ومن جار في وصية يجب أن يعدِّلها، ومن آذى مسلماً يجب أن يتحلل منه، ومن يماطل مسلماً في دَين عليه مع قدرته على قضائه فليبادر بتسديده معتذراً له، ومن هو حابس للزكاة فليخرجها دون تأخير،

وهكذا بالنسبة لسائر الحقوق قال تعالى: *{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}* [البقرة: 281]،
يتبع .....
-------------
https://www.tg-me.com/Dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام الصيام ورمضان لعام ١٤٤٦هـ*.

🖋️د. بندر الخضر.

*الدرس الأول (٢)*: *فوائد وأحكام في استقبال رمضان*.

ويشتمل على ثلاث عشرة فائدة:

... وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ كَانَتْ لهُ مَظْلمَةٌ لأَحد، مِنْ عِرضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ قبْلَ أنْ لاَ يَكُونَ دِينَار وَلاَ دِرْهَمٌ؛ إنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلمَتِهِ، وَإنْ لَمْ تكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيهِ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟»*. قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ: *«إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ»*.

*خامساً: أدخل السرور على المعوزين*.

إن من أهم ما ينبغي أن نستقبل به هذا الشهر أن نتلمس أحوال المحتاجين من الأرامل والأيتام والفقراء والمحتاجين، جودوا عليهم بالصدقات وأدخلوا عليهم السرور تستجلبوا السرور الأعظم، لا تبخل عليهم ولو باليسير، وتذكَّر أنك إذا كنت شبعاناً طوال وقتك فإنه يوجد من إخوانك المسلمين وربما من جيرانك وأقاربك من يعيشون في معاناة، وإذا كنت مسرفاً في الكماليات فإن كثيرين لا يجدون الضروريات وقد أخرج الطبراني بسند حسن عن أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«مَا آمَنَ بي من بَاتَ شَبْعانٌ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وهو يَعْلَمُ بِه»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ»*.

*سادساً: افرح بقدومه*:

واستبشر بإقباله فقد أودع الله فيه من الفضائل والمزايا ما يدعو المسلم إلى الفرح العظيم بمقدمه والسرور الكبير بلقياه قال تعالى: *{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}* [يونس: 58]،

وإن الفرح بفضل الله وطاعته دليل على قوة الإيمان؛ لأنه يشتمل على استشعار نعمته ومن فرح بطاعة الله في الدنيا وقام بها فرح برضوانه ومغفرته في الآخرة كما قال تعالى: *{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}* [آل عمران: 170].

*سابعاً: عقد العزم الصادق*.

اعقد العزم الصادق على استغلال أوقاته في طاعة الله ومرضاته قال تعالى: *{فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}* [محمد: 21].

وأخرج النسائي بسند حسن عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ: *«اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ التَّثَبُّتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ...»*.

وإنه لمن الغريب أن بعض الناس يعقد العزم على التفريط في شهر رمضان، ويستعد لتضييع أوقاته فيما يبعده عن الله تعالى ويرتب أماكن لذلك، فلنخرص على أوقاتنا.

*ثامناً: التوبة:*

استقبل رمضان بالمسارعة إلى التوبة بالإقلاع المباشر عن الذنب والندم على فعله، والعزم على عدم العودة عليه، فإن كان هذا الذنب يتعلق بترك واجب فافعله، وإن كان بفعل محرم فاتركه، مما يوجب التخلي عن الربا والاحتكار والبغي وغير ذلك من المحرمات، والتوبة من التقصير في الصلاة، أو التهاون في الزكاة وغير ذلك من الواجبات قال تعالى: *{فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}* [المائدة: 39].

*تاسعاً: التطهر:*

استقبل رمضان بتطهير المال من الحرام وإصلاح القلب، حتى تقف بين يدي الله بقلب خاشع ومال طاهر ودعاء صادق تفتح له أبواب السماء قال تعالى: *{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}* [البقرة: 186].
..... يتبع
--------
https://www.tg-me.com/Dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام الصيام ورمضان لعام ١٤٤٦هـ*.

🖋️د. بندر الخضر.

*الدرس الأول (٣)*: *فوائد وأحكام في استقبال رمضان*.

ويشتمل على ثلاث عشرة فائدة:

*عاشراً: غض البصر.*

أقبل رمضان وإنه لا يخفى عليكم أن كثيراً من أصحاب القنوات يستعدون لهذا الشهر استعداداً خاصاً ببرامج سيئة، ومسلسلات هدَّامة تُذهب عن المسلم حلاوة صيامه ولذة دعائه وقيامه، هذا إذا لم تجعله يضيّع العبادة بالكلية، فالحذر من تضييع أوقاتنا في مثل ذلك، كما يجب الحذر على أبنائنا وشبابنا وأهلينا؛ فإن مسؤوليتنا تجاههم عظيمة، فلنحسن الأدب مع هذا الشهر مع أن البعد عن مشاهدة الحرام واجب في كل الأحوال، والحذر من سموم وسائل الإعلام مطلوب في سائر الشهور والأيام.

*الحادي عشر: العناية بالمساجد:*

لنستقبل رمضان بمزيد عناية بالمساجد وتنظيفها، وغرس وجوب حفظ قدرها ومكانتها في نفوس أبنائنا وشبابنا، والبعد عن العبث فيها أو رفع الأصوات بالجدال والخصام،

بل نعمرها بالذكر والتلاوة والتسبيح وحضور مجالس العلم، ولا نؤجج فيها المشاكل ونثير فيها الفتن بل لا بد أن تتجسد فيها الأخوة والمحبة والتآلف قال تعالى: *{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}* [التوبة: 18].

*الثاني عشر: التهنئة لبعضنا.*

لنستقبل رمضان بتهنئة بعضنا بعضاً بقدومه فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهنئ الصحابة رضي الله عنهم برمضان ويعدد لهم مزاياه ففي مسند أحمد وسنن النسائي بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ»*.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف (ص: 158): "قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان".

فهنيئاً لكل من بلغ شهر رمضان واغتنمه فيما يرضي الرحمن.

*الثالث عشر: نعمة بلوغ رمضان*.

إن أدركت رمضان فاحمد الله على ذلك؛ فإن إدراكه نعمة من أعظم النعم، وكم من أناس دخل عليهم شعبان ولم يدخل رمضان، فاشكر الله على ذلك بحسن استغلاله واغتنام أوقاته في كل ما يقربك إلى الله، واسأله تعالى كما بلغك إياه أن يوفقك ويبارك لك فيه، واجتهد فيه فإنك لا تدري أتبلغ غيره أم لا؟.

والمحروم من حُرم خير هذا الشهر فقد أخرج أحمد والنسائي بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ»*،

وفي صحيح ابن حبان بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: *«آمِينَ آمِينَ آمِينَ»* قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ، قَالَ: *«إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ»*.

يَا ذَا الَّذِي مَا كفاهُ الذَّنْبُ في رَجبٍ ... حَتَّى عَصَى ربَّهُ في شهر شعبانِ
لَقَدْ أظَلَّكَ شهرُ الصَّومِ بَعْدَهُمَا ... فَلاَ تُصَيِّرْهُ أَيْضاً شَهْرَ عِصْيانِ
وَاتْل القُرآنَ وَسَبِّحْ فيهِ مجتَهِداً ... فَإِنه شَهْرُ تسبِيحٍ وقُرْآنِ
كَمْ كنتَ تعرِف مَّمنْ صَام في سَلَفٍ ... مِنْ بين أهلٍ وجِيرانٍ وإخْوَانِ
أفْنَاهُمُ الموتُ واسْتبْقَاكَ بَعْدهمو ... حَيَّاً فَمَا أقْرَبَ القاصِي من الدانِي.

وفق الله الجميع.

سائلاً الله تعالى أن يبلغني وإياكم رمضان ويوفقنا فيه لما يرضيه ويجعله شهر خير على أنفسنا وبلدنا وأمتنا. اللهم آمين.

------------

رابط قناة التليجرام لمن يرغب في الاشتراك👇

http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام الصيام ورمضان لعام ١٤٤٦هـ*
🖋️د. بندر الخضر.

*الدرس الثاني (١)*: *فوائد وأحكام تتعلق بالهلال*.

ويشتمل على اثنين وعشرين فائدة:

*أولاً:* ترائي هلال رمضان وشوال واجب على الكفاية حيث يتعلق بذلك ركن من أركان الإسلام وهو الصيام، ومثل ذلك شهر ذي الحجة لأجل الحج وقد قال تعالى: *{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}* [البقرة: 189]، وروى الترمذي بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَحْصُوا هِلَالَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ»*، أي اجتهدوا في إحصائه وضبطه حتى لا يفوتكم شيء من رمضان. وتبدأ أحكام رمضان بمجرد رؤية هلاله.

*ثانياً*: الترائي يكون مع غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من شعبان، فإذا رآه عدل وجب الصوم من كل من استوفى شروطه.

*ثالثاً*: رؤية هلال رمضان موجب للصوم ممن استوفى شروط الصوم.

*رابعاً*: أجمع العلماء على أن الشهر العربي يكون تسعة وعشرين يوماً، ويكون ثلاثين، فترائي الهلال يكون مع غروب شمس اليوم التاسع والعشرين، وهو الذي تترتب عليه الأحكام.

*خامساً*: إذا لم يُر الهلال عند غروب شمس اليوم التاسع والعشرين فلا صيام حتى لو حال دون رؤيته سحاب أو غيم، ومثل ذلك في الإفطار.

*سادساً*: لا مانع من الاستعانة بآلات الرصد كالمنظار عند تحري الهلال، فهي رؤية حقيقية.

*سابعاً*: رؤية الهلال بالنهار لا يترتب عليه حكم بالصيام ولا بالإفطار.

*ثامناً*: إذا لم يُر هلال رمضان فيجب إكمال شعبان ثلاثين يوماً ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أوقال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: *«صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ»*.

*تاسعاً*: إذا لم يُر هلال شوال فيجب إكمال رمضان ثلاثين يوماً ففي صحيح مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«إذا رَأَيْتُمْ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وإذا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْماً»*.

*عاشراً*: إذا رأى الهلال عدل ثبت دخول رمضان ووجب صومه ففي سنن أبي داود بسند صحيح عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: *«تَرَاءى النَّاسُ الْهِلَالَ،» فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ"*.

*الحادي عشر*: خروج رمضان ودخول شوال لا يثبت إلا برؤية عدلين ففي سنن النسائي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ، فَقَالَ: أَلَا إِنِّي جَالَسْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَاءَلْتُهُمْ، وَإِنَّهُمْ حَدَّثُونِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَانْسُكُوا لَهَا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ، فَإِنْ شَهِدَ شَاهِدَانِ فَصُومُوا، وَأَفْطِرُوا»*. وإنما استثني شهر رمضان بحديث ابن عمر رضي الله عنهما، وحديث الأعرابي.

*الثاني عشر*: من رأى الهلال وحده ولم يُعمَل بشهادته، فله الصوم عند رؤية دخول الشهر والإفطار عند رؤية خروجه ولكن لا يعلن إفطاره.

*الثالث عشر*: الذي يترجح هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو أنه إذا ثبت الهلال لدى أهل بلد وجب الصوم على جميع أهل البلاد الأخرى المشتركة مع هذا البلد بأجزاء من الليل ففي سنن أبي داود بسند حسن عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«الصَّوْمُ يوم تَصُومُونَ، وَالْفِطْرُ يوم تُفْطِرُونَ، وَالْأَضْحَى يوم تُضَحُّونَ»*.

وهو يُظهِر مقصداً شرعيًّا عظيماً من وحدة المسلمين في صومهم، كما هم كذلك في صلاتهم، وحجهم.

*الرابع عشر*: عند الاختلاف بين الدول في إثبات دخول الشهر أو خروجه يعمل الإنسان حسب إعلان دور الإفتاء والقضاء في الدولة التي هو فيها من باب تضييق أمر الخلاف، وحتى لا تنقسم كل دولة على نفسها، حتى يمن الله على المسلمين بجمع الكلمة.
يتبع ....
---------------

رابط قناة التليجرام👇

https://www.tg-me.com/Dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام الصيام ورمضان لعام ١٤٤٦هـ*
🖋️د. بندر الخضر.

*الدرس الثاني(٢)*: *فوائد وأحكام تتعلق بالهلال*.

*الخامس عشر*: لو حصل الخطأ في إثبات رؤية دخول الشهر أو خروجه فلا حرج ما دام وقع الاجتهاد في ترائي الهلال، وإن كان الذي صاموه أقل من تسعة وعشرين يوماً فيقضون ما كان أقل من ذلك بعد رمضان.

*السادس عشر*: إذا لم تثبت رؤية الهلال فلا يجوز صوم الثلاثين من شعبان إلا أن يوافق صوماً كان يصومه كما سيأتي.
*السابع عشر*: من كانت له عادة من الصيام فوافق ذلك اليوم يوم عادة صيامه كمن يصوم يوم الاثنين فكان يوم الثلاثين من شعبان هو يوم الاثنين فيجوز له الصيام ففي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ، أَوْ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ»*.

*الثامن عشر*: من صام يوم الثلاثين من شعبان احتياطاً فقد عصى النبي صلى الله عليه وسلم حيث أخرج أصحاب السنن بسند صحيح عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنه قَالَ: *مَنْ صَامَ اَلْيَوْمَ اَلَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا اَلْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم*.

*التاسع عشر*: من سافر بعد دخول الشهر من بلد إلى آخر فلا يفطر إلا مع البلد التي أصبح فيها، ولو زاد أيام صومه عن ثلاثين يوماً.

*العشرون*: إن صار عدد أيام صيامه أقل من تسعة وعشرين يوماً فيقضي بعد رمضان ما يوفي به تسعة وعشرين؛ لأن الشهر لا ينقص عن تسعة وعشرين يوماً.

*الحادي والعشرون*: يُشرَع للمسلم إذا رأى هلال أي شهر أن يدعو بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فيما أخرجه الترمذي بسند حسن عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: *«اللَّهمَّ أَهِلَّهُ علينا باليُمنِ وَالإِيمَانِ والسلامة والإسلام، رَبِّي ورَبُّكَ الله»*، وأخرج ابن حبان بسند صحيح عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْهِلالَ قَالَ: *«اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ»*.

*الثاني والعشرون*: لا يلزم أن يكون رآه في الليلة الأولى، وإنما في الليالي الأولى؛ لأنه في ذلك كله يسمى هلال، والدعاء الوارد في حق من رآه لا مجرد من سمع به.

وفق الله الجميع.

-----------

رابط قناة التليجرام لمن يرغب في الاشتراك👇

http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ ما هي أذكار الصباح والمساء وما هو فضلها؟*

ج/ يقرأ في الصباح والمساء من القرآن الكريم آية الكرسي، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ *{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}*، وهي تجير من الجن والشياطين. ويقرأ سورة الإخلاص بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}*. ثلاث مرات، والمعوذتين بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ*وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ*وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ*وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}*. ثلاث مرات. وبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ*مَلِكِ النَّاسِ*إِلَهِ النَّاسِ*مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ*الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ*مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}* ثلاث مرات، وقراءة هذه السور كل واحدة ثلاث مرات تكفي الإنسان من كل شيء، أي تدفع عنه كل سوء، ويزيد في المساء قراءة أواخر سورة البقرة *{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}* [البقرة: 285، 286]. من قرأهما في ليلة كفتاه، أما الأذكار الواردة في الأحاديث فما يلي، (وكله يكون في الصباح والمساء والذي خاص بأحدهما أكتب أمامه):

*أَصْبَحْنا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ، حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشرِكِينَ*. وفي المساء: أمسينا.

*اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُور*. وفي المساء: *اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ المصير*.

*اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ*. ومن قال ذلك فقد أدى شكر يومه. وفي المساء: فقد أدى شكر ليلته.

*أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَخَيرَ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ*. وفي المساء: أمسينا وأمسى الْمُلْكُ لِلَّهِ، ..

*أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ: فَتْحَهُ، وَنَصْرَهُ، وَنورَهُ، وَبَرَكَتَهُ، وَهُدَاهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ*. وفي المساء: أمسينا وأمسى الْمُلْكُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ...

*اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، (وتقول المرأة: وأنا أمَتُك) وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ*. وقد ورد أن من قالها موقناً بها دخل الجنة.
*اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكِهِ أو وَشَرَكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ*.

*اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ: فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي، وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي*.

*اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَرِزْقاً طَيِّباً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً* (في الصباح).

*يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِيَ كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ*.

*رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبَّاً، وَبِالْإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نَبِيّاً* (ثلاث مرات). من قال ذلك: كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة.

*اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ*. ثلاث مرات.

*اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ*. ثلاث مرات.

*بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلاَ فِي السّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*. ثلاث مرات. لا يضر الإنسان معها شيء.

*سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ: عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ*. (في الصباح: ثلاث مرات).

*أَصْبَحْتُ أُثْنِيَ عَلَيْكَ حَمْدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ* (في الصباح: ثَلَاثًا).

*أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ*. (في المساء: ثلاث مرات). فلا تضره لدغة ذي سم تلك الليلة.

*اللَّهُمَّ إِنِّي أَصبحت أُشْهِدُكَ، وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلاَئِكَتِكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ*. (أربع مرات). وهي عتق من النار.

*حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ* (سبع مرات). من قالها سبع مرات كفاه الله همّه من أمر الدنيا والآخرة.

*لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*، من قالها مرة كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ.

ومن قالها عشر مرات كَتَبَ اللهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ بِقَدْرِ عَشْرِ رِقَابٍ، وَأَجَارَهُ اللهُ مِنَ الشَّيْطَانِ.
ومن قالها مائة مرة لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِنْهُ إِلَّا مَنْ قَالَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.

*سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، أو سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِحَمْدِهِ*" من قالها مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ".

*سبحان الله* مائة مرة، أَفْضَل مِنْ مِائَةِ بَدَنَةٍ.

*الحمد لله* مائة مرة، أَفْضَل مِنْ مِائَةِ فَرَسٍ يُحْمَلُ عَلَيْهَا.

*الله أكبر* مائة مرة، أَفْضَل مِنْ عِتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ.

*أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ* (مائة مرة).

ثم كفارة المجلس *"سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ"*. ورد أن من قَالَهَا فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ كَانَتْ كَالطَّابِعِ يُطْبَعُ عَلَيْهِ، وَمَنْ قَالَهَا فِي مَجْلِسِ لَغْوٍ كَانَتْ كَفَّارَةً لَهُ". فينبغي الحرص في المحافظة على الأذكار ففيها الخير العظيم والأجر الجزيل، وهي طريق للفلاح، وحياة النعيم والسعادة ففي صحيح البخاري عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ»*.
*س/ ما هي أذكار الصباح والمساء؟*

ج/ يقرأ في الصباح والمساء من القرآن الكريم آية الكرسي مرة واحدة. ويقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات، والمعوذتين كل واحدة منها ثلاث مرات، ويزيد في المساء قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة، أما الأذكار الواردة في الأحاديث فما يلي، (وكله يكون في الصباح والمساء والذي خاص بأحدهما أكتب أمامه):

*أَصْبَحْنا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ، حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشرِكِينَ*. وفي المساء: أمسينا.

*اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُور*. وفي المساء: *اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ المصير*.

*اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ*. ومن قال ذلك فقد أدى شكر يومه. وفي المساء: اللهم ما أمسى.

*أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَخَيرَ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا الْيَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ*. وفي المساء: أمسينا وأمسى الْمُلْكُ لِلَّهِ، ..

*أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ: فَتْحَهُ، وَنَصْرَهُ، وَنورَهُ، وَبَرَكَتَهُ، وَهُدَاهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ*. وفي المساء: أمسينا وأمسى الْمُلْكُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ...

*اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، (وتقول المرأة: وأنا أمَتُك) وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ*.

*اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكِهِ أو وَشَرَكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ*.

*اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ: فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي، وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي*.

*اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً، وَرِزْقاً طَيِّباً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً* (في الصباح).

*يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِيَ كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ*.

*رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبَّاً، وَبِالْإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نَبِيّاً* (ثلاث مرات).

*اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ*. ثلاث مرات.

*اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ*. ثلاث مرات.

*بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلاَ فِي السّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*. ثلاث مرات.

*سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ: عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ*. (في الصباح: ثلاث مرات).

*أَصْبَحْتُ أُثْنِيَ عَلَيْكَ حَمْدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ* (في الصباح: ثَلَاثًا).
*أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ*. (في المساء: ثلاث مرات).

*اللَّهُمَّ إِنِّي أَصبحت أُشْهِدُكَ، وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَلاَئِكَتِكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ، أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ*. (أربع مرات). وفي المساء: أمسيت.

*حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ* (سبع مرات).

*لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*، مرة أو عشر أو مائة.

*سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، أو سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِحَمْدِهِ*" مِائَةَ مَرَّةٍ.

*سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر*. مائة مرة

*أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ* (مائة مرة).

ثم كفارة المجلس *"سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ"*.

فينبغي الحرص في المحافظة على الأذكار ففيها الخير العظيم والأجر الجزيل، وهي طريق للفلاح، وحياة النعيم والسعادة.

وفق الله الجميع.
----------
رابط قناة التليجرام.
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ عندي أيام من رمضان فهل يجوز أقضيها بعد انتصاف شعبان؟*

ج/ نعم تقضيها وليس لك تأخيرها حتى يدخل رمضان الآخر من غير عذر، وأما ما جاء في سنن أبي داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ، فَلَا تَصُومُوا»*، فالجمهور على تضعيفه كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله، وعلى القول بصحته فيُحمَل على من يبتدئ التطوع بالصيام بعد النصف، أما من كانت له عادة من التطوع بالصيام، أو صام قبل النصف فله الصيام بعده وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتطوع بصوم أكثر شعبان بما في ذلك بعد النصف، ومن باب أولى من بقي عليه قضاء من رمضان حتى دخل النصف الثاني من شعبان ليس منهياً عن القضاء، بل هو منهي عن ترك القضاء إلى ما بعد ذلك وقد جاء في صحيح مسلم عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قالت: *«كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»*. وفيه دلالة على أنه لا يؤخر إلى ما بعد رمضان، وهو كتأخير الفريضة إلى وقت الثانية من غير عذر.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام الصيام ورمضان لعام ١٤٤٦هـ*
🖋️د. بندر الخضر.

*الدرس الثالث*: *تعريف الصيام وأركانه، وشروط وجوبه*.

ويشتمل على خمس عشرة فائدة:

*أولاً: تعريف الصيام*. الصيام هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

*ثانياً: أركان الصيام*.
له ركنان: النية، والإمساك عن المفطرات.

*ثالثاً: شرط النية*. يُشتَرط في النية بالنسبة للصوم الواجب تبييتها بالليل ولا يجوز أن يؤخرها إلى ما بعد طلوع الفجر لما رواه النسائي بسند صحيح عن حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَلا صِيَامَ لَهُ»*.

*رابعاً: المقصود بالنية*.
المقصود بالنية عزم القلب على الفعل فمن عَزَم في أي جزء من أجزاء الليل على صوم اليوم التالي فقد نوى.

*خامساً: تجديد النية*. كل يوم عبادة مستقلة فيعزم بقلبه كل ليلة من ليالي الشهر على صوم اليوم الذي يلي تلك الليلة، وعند بعض العلماء تكفي نية واحدة لشهر رمضان كله ما دام صامه متتابعاً، ولم يحصل له شيء يقطع عليه التتابع، ولكن مقتضى الأدلة يلزم منه أن يجدد عزمه على الصيام في كل ليلة.

*سادساً: وجوب الإخلاص*.
اعلم أن نية الصيام لا تقتصر على أن تنوي بالليل صوم اليوم التالي بل استشعر عبوديتك لله بهذه العبادة بأن تصوم إيماناً واحتساباً فتستجلب الأجر العظيم والخير العميم ففي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ..»*.

*سابعاً: فرض الصيام*. فرض الصيام في السنة الثانية من الهجرة بالإجماع. ومات النبي صلى الله عليه وسلم وقد صام تسعة رمضانات.

*ثامناً*: وجوب صيام شهر رمضان ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، ولوجوب الصوم شروط سيأتي ذكرها.

وفق الله الجميع.
يتبع ...

______
رابط قناة الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
____

رابط قناة التليجرام:
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام الصيام ورمضان لعام ١٤٤٦هـ*
🖋️د. بندر الخضر.

*الدرس الثالث*: *تعريف الصيام وأركانه، وشروط وجوبه*.

ويشتمل على خمس عشرة فائدة:

*تاسعاً: شروط وجوب الصوم* سبعة، أولها: الإسلام فاحمد ربك يا مسلم وادع إلى هذا الدين، وإذا أسلم الكافر لم يجب عليه قضاء ما سبق قال تعالى: *{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}* [الأنفال: 38].

*عاشراً:* ثاني شروط وجوب الصوم: البلوغ وإذا أطاق الصبي الصيام فإنه يؤمر به؛ ليتمرَّن عليه ويعتاده.

*الحادي عشر*: ثالث شروط وجوب الصوم: العقل، فلا يجب الصيام على المجنون؛ لفقده مناط التكليف، ولا يجب الإطعام عنه؛ لسقوط التكليف فقد روى أصحاب السنن بسند صحيح عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«رُفِعَ اَلْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ اَلنَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ اَلصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبُرَ، وَعَنِ اَلْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ، أَوْ يَفِيقَ»*.

*الثاني عشر*: رابع شروط وجوب الصوم: القدرة فلا يجب الصيام على العاجز عنه عجزاً مستمراً لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فيطعم هذا العاجز مكان كل يوم مسكيناً قال تعالى: *{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}* [البقرة: 184]. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: الْآيَةُ لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ، وَهِيَ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ، لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.

وأما الكبير الذي فقد تمييزَه فلا صيام عليه، ولا إطعام.

*الثالث عشر*: خامس شروط وجوب الصوم: الصحة فالمريض يفطر ثم يقضي إذا شفاه الله.

*الرابع عشر*: سادس شروط وجوب الصوم الإقامة فالمسافر له أن يفطر ويقضي قال تعالى: *{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}* [البقرة: 184].

*الخامس عشر*: سابع شروط وجوب الصوم: خلو المرأة من الموانع بأن تكون طاهرة من الحيض، والنفاس ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟»*، فلا يجوز الصيام في حال الحيض أو النفاس وإذا حصل أثناء الصيام أفسده ولو لم يأتها الحيض أو النفاس إلا قبل الغروب بلحظة، ثم يجب عليها القضاء.

وفق الله الجميع.

_____
رابط قناة الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

رابط قناة التلجرام:
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام الصيام ورمضان لعام ١٤٤٦هـ*

🖋️د. بندر الخضر.

*الدرس الرابع: مفسدات الصيام ومكروهاته (جزء١)*.

ويشتمل على ست عشرة فائدة:

*أولاً*: يفسد الصيام بالأكل أو الشرب عمداً.

سواء كان الأكل نافعاً أم ضاراً كالدخان والشمَّة، قال تعالى: *{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}* [البقرة: 187]،

ومثل الأكل والشرب بلع كل ما يصل إلى الحلق والجوف من المنفذ المعتاد ولو لم يكن مغذياً كالحصاة ونحوها.

*ثانياً*: من أكل ناسياً أو مخطئاً أو مكرهاً فلا يفسد صومه؛ لما في المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ»*.

*ثالثاً*: ويفسد الصيام بالإبر المغذية التي يُسْتغنى بها عن الأكل والشرب؛ لأنها في معناه. أما الإبر العلاجية فلا تؤثر كإبرة الحمى ونحوها.

*رابعاً*: ويفسد الصيام بالقيء عمداً: وهو تعمّد إخراج ما في المعدة من طعام أو شراب عن طريق الفم فقد روى الخمسة بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ ذَرَعَهُ اَلْقَيْءُ فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ فَعَلَيْهِ اَلْقَضَاءُ»*. ومعنى ذرعه: غلبه.

*خامساً*: ويفسد الصيام بخروج دم الحيض أو النفاس في أي جزء من أجزاء نهار الصيام ولو قبل الغروب بلحظة ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟»*. قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: *«فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا»*.

*سادساً*: ويفسد الصيام بالجماع، وهو مفسد للصوم وموجب للتوبة والندم على ما فعل والقضاء والكفارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يقدر صام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكيناً، وهذه الكفارة على الترتيب لا ينتقل للثانية إلا إذا عجز عن الأولى ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: *«وَمَا أَهْلَكَكَ؟»*. قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ. قَالَ: *«هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً؟»*. قَالَ: لاَ. قَالَ: *«فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟»*. قَالَ: لاَ. قَالَ: *«فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟»*. قَالَ: لاَ، قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ. فَقَالَ: *«تَصَدَّقْ بِهَذَا»*. قَالَ: أَفْقَرَ مِنَّا فَمَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا. فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: *«اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ»*.

*سابعاً*: المرأة في الكفارة كالرجل ما دامت مطاوعة وهو مذهب الجمهور وهو الراجح؛ لأنه لا دليل على التفريق.

*ثامناً*: ويفسد الصوم بالاستمناء: وهو تعمّد إخراج المني بأي سبب من الأسباب العملية ولو بتكرار النظر. وقد قرن الحديث القدسي بين ترك الطعام والشراب وترك الشهوة ففي المتفق عليه عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«قَالَ اللهُ عز وجل: يَتْرُكُ طَعَامَهُ، وَشَرَابَهُ، وَشَهْوَتَهُ مِنْ أجْلِي»*.

وفق الله الجميع.
يتبع ...

رابط القناة لمن يرغب في الاشتراك👇

http://www.tg-me.com/dr_alkhader
2025/07/04 15:04:15
Back to Top
HTML Embed Code: