*فاشقق عليه*
دعاء نبوي عظيم يدعو كل صاحب منصب ومسؤولية أن يستشعر هذه الأمانة، وأن يقوم بحقها ويسعى بكل جهد فيما يخدم البلاد وينفع العباد، والعمل على رفع المعاناة والتدهور، ودفع المشقة والضرر ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ»*.
وفق الله الجميع.
🖋️ د. بندر الخضر.
دعاء نبوي عظيم يدعو كل صاحب منصب ومسؤولية أن يستشعر هذه الأمانة، وأن يقوم بحقها ويسعى بكل جهد فيما يخدم البلاد وينفع العباد، والعمل على رفع المعاناة والتدهور، ودفع المشقة والضرر ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ»*.
وفق الله الجميع.
🖋️ د. بندر الخضر.
(دروس فقه العشر)
الدرس السادس: *"العشر والقرآن"*، وفيه:
◽ بيان كرامة الله لنا بالقرآن،
◽ومكانة التلاوة في سائر الأيام عموماً والأيام المفضلة خصوصاً
◽ وذِكر ما ورد من الترغيب في تلاوة القرآن
◽ وبيان ثمرة ذلك في الدنيا والآخرة
◽ وبيان أجر التلاوة
◽ وما ورد من الترغيب في التنافس في التلاوة
◽ وشرط التلاوة المثمرة
________
رابط الدرس: https://youtu.be/qrCYj3dPdrA
الدرس السادس: *"العشر والقرآن"*، وفيه:
◽ بيان كرامة الله لنا بالقرآن،
◽ومكانة التلاوة في سائر الأيام عموماً والأيام المفضلة خصوصاً
◽ وذِكر ما ورد من الترغيب في تلاوة القرآن
◽ وبيان ثمرة ذلك في الدنيا والآخرة
◽ وبيان أجر التلاوة
◽ وما ورد من الترغيب في التنافس في التلاوة
◽ وشرط التلاوة المثمرة
________
رابط الدرس: https://youtu.be/qrCYj3dPdrA
YouTube
[6] القرآن في عشر ذي الحجة
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم السادس: يوم الثلاثاء 20/ ذو القعدة.
الدرس السادس: *العشر والقرآن*، ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: أعظم كرامة أكرمنا الله بها هي القرآن الكريم، وينبغي أن نكرم أنفسنا بالإقبال على القرآن والقيام بحقه في مختلف الأوقات والأزمان، ونزداد إقبالاً عليه في مواسم الخير، وفي مقدمتها هذه العشر، فلتكن لنا أوقاتاً في هذه الأيام الفاضلة لتلاوة كتاب الله فهو من أعظم العبادات وأجلّ الطاعات.
*ثانياً*: إذا كان يستحب للإنسان الإكثار من الذكر فمن باب أولى القرآن الكريم الذي هو خير الكلام وهو يتضمن جميع الأذكار الفاضلة من تكبير وتهليل وتحميد وتسبيح؛ مما يستلزم الحرص على تلاوة القرآن عموماً، وفي مواسم الخير خصوصاً ومنها هذه العشر.
*ثالثاً*: جاء الترغيب الكثير في تلاوة القرآن فقال تعالى: *{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}* [فاطر: 29، 30]، وقال تعالى: *{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ}* [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: *{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}* [الكهف: 27]، وقال تعالى: *{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ}* [النمل: 91، 92]. وفي صحيح ابن حبان بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: *«أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ الْأَمْرِ كُلِّهِ»* قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الْأَرْضِ، وَذُخْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: *«أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»*، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: *«أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ»*.
*رابعاً*: إن تلاوة القرآن من أعظم أبواب كسب الحسنات؛ فإن في تلاوة كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها فقد روى الترمذي بسند صحيح عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لاَ أقول: ألم حَرفٌ، وَلكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»* إنها أرباح عظيمة، ورفعة عند الله تعالى ففي صحيح مسلم عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: *«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ»*، وأخرج أبو داود والنسائي بسند حسن صحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا»*.
*خامساً*: ينبغي التنافس في تلاوة القرآن ففي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»*.
فاجعل لك ورداً من كتاب الله في كل يوم من أيام العشر، وتكون هذه التلاوة بتدبر وحضور قلب حتى تحدث الأثر والثمرة وقد قال تعالى: *{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}* [ص: 29].
وفق الله الجميع.
د. بندر الخضر.
اليوم السادس: يوم الثلاثاء 20/ ذو القعدة.
الدرس السادس: *العشر والقرآن*، ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: أعظم كرامة أكرمنا الله بها هي القرآن الكريم، وينبغي أن نكرم أنفسنا بالإقبال على القرآن والقيام بحقه في مختلف الأوقات والأزمان، ونزداد إقبالاً عليه في مواسم الخير، وفي مقدمتها هذه العشر، فلتكن لنا أوقاتاً في هذه الأيام الفاضلة لتلاوة كتاب الله فهو من أعظم العبادات وأجلّ الطاعات.
*ثانياً*: إذا كان يستحب للإنسان الإكثار من الذكر فمن باب أولى القرآن الكريم الذي هو خير الكلام وهو يتضمن جميع الأذكار الفاضلة من تكبير وتهليل وتحميد وتسبيح؛ مما يستلزم الحرص على تلاوة القرآن عموماً، وفي مواسم الخير خصوصاً ومنها هذه العشر.
*ثالثاً*: جاء الترغيب الكثير في تلاوة القرآن فقال تعالى: *{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}* [فاطر: 29، 30]، وقال تعالى: *{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ}* [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: *{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}* [الكهف: 27]، وقال تعالى: *{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ}* [النمل: 91، 92]. وفي صحيح ابن حبان بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: *«أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ الْأَمْرِ كُلِّهِ»* قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الْأَرْضِ، وَذُخْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: *«أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»*، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: *«أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ»*.
*رابعاً*: إن تلاوة القرآن من أعظم أبواب كسب الحسنات؛ فإن في تلاوة كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها فقد روى الترمذي بسند صحيح عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لاَ أقول: ألم حَرفٌ، وَلكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»* إنها أرباح عظيمة، ورفعة عند الله تعالى ففي صحيح مسلم عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: *«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ»*، وأخرج أبو داود والنسائي بسند حسن صحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا»*.
*خامساً*: ينبغي التنافس في تلاوة القرآن ففي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»*.
فاجعل لك ورداً من كتاب الله في كل يوم من أيام العشر، وتكون هذه التلاوة بتدبر وحضور قلب حتى تحدث الأثر والثمرة وقد قال تعالى: *{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}* [ص: 29].
وفق الله الجميع.
(دروس فقه العشر)
الدرس السابع:
*"أحكام التكبير في العشر"*،
وفيه:
◽ بيان استحباب الإكثار من التكبير وأدلة ذلك
◽ وبيان التكبير المطلق والمقيد، ووقت ابتداء وانتهاء كل منهما
◽ وبيان صيغ التكبير
◽ وبيان عظمة كلمة التكبير.
وفق الله الجميع.
________
https://youtu.be/XS-GePFcFkU
الدرس السابع:
*"أحكام التكبير في العشر"*،
وفيه:
◽ بيان استحباب الإكثار من التكبير وأدلة ذلك
◽ وبيان التكبير المطلق والمقيد، ووقت ابتداء وانتهاء كل منهما
◽ وبيان صيغ التكبير
◽ وبيان عظمة كلمة التكبير.
وفق الله الجميع.
________
https://youtu.be/XS-GePFcFkU
YouTube
[7] التكبير في عشر ذي الحجة
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم السابع: يوم الأربعاء 21/ ذو القعدة.
الدرس السابع: *التكبير في أيام العشر (1)*، إن مما شُرِع للمسلم في هذه الأيام المباركة الإكثار من التكبير، وأحب بيان ما يتعلق بذلك فيما يلي:
*أولاً*: التكبير مشروع في أيام العشر بالنص وفعل الصحابة رضي الله عنهم والإجماع.
*ثانياً*: التكبير في هذه الأيام داخل في عموم الذكر المأمور به في قول الله تعالى: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]، وفي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»*. والتهليل: هو قول: لا إله إلا الله. والتكبير: الله أكبر. والتحميد: الحمد لله.
*ثالثاً*: التكبير في العشر داخل في عموم العمل الصالح المرغّب فيه في هذه الأيام ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*.
*رابعاً*: كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على التكبير في العشر فقد قال البخاري في صحيحه بصيغة التعليق مجزوماً به ووصله غيره: *«كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا، وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِد"*، وفي المتفق عليه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ الثَّقَفِىِّ أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُمَا غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: *كَانَ يُلَبِّي الْمُلبِّي لاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ فَلاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ*. وفي صحيح البخاري عن أم عطية رضي الله عنها قالت: *«كنا نُؤمَرُ أن نخرُجَ يوم العيد، حتى نُخْرِجَ البِكْرَ من خِدْرِهَا، حتى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيكبِّرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركةَ ذلك اليوم وطُهْرَتَهُ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: *كُنَّا نُؤْمَرُ بِالْخُرُوجِ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْمُخَبَّأَةُ وَالْبِكْرُ، قَالَتِ: الْحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ*.
*خامساً*: وقت التكبير. إن التكبير في هذه الأيام على نوعين مطلق ومقيد، كما أن الناس فيها على صنفين حجاج وغير حجاج.
*سادساً*: التكبير المطلق لغير الحجاج يبدأ من أول شهر ذي الحجة إلى نهاية اليوم الثالث عشر، ودليله ما سبق من أدلة في الترغيب فيه ومطلق التكبير داخل في عموم العمل الصالح المرغب فيه في هذه الأيام.
*سابعاً*: التكبير المقيد لغير الحاج من صبح يوم عرفة وحتى آخر أيام التشريق ودليل ذلك فعل الصحابة رضي الله عنهم فقد ثبت من فعل عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم.
*ثامناً*: بالنسبة للحاج تكبيره المطلق كغيره حتى يحرم فيشتغل بالتلبية حتى يقطعها يوم العيد عند رمي جمرة العقبة ثم يكون كغيره مشتغلاً بالتكبير إلى آخر أيام التشريق. وتكبيره المقيد يكون بعد قطعه التلبية فتكون أول صلاة هي صلاة الظهر يوم النحر وآخرها صلاة العصر من آخر أيام التشريق. يتبع ...
وفق الله الجميع.
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
د. بندر الخضر.
اليوم السابع: يوم الأربعاء 21/ ذو القعدة.
الدرس السابع: *التكبير في أيام العشر (1)*، إن مما شُرِع للمسلم في هذه الأيام المباركة الإكثار من التكبير، وأحب بيان ما يتعلق بذلك فيما يلي:
*أولاً*: التكبير مشروع في أيام العشر بالنص وفعل الصحابة رضي الله عنهم والإجماع.
*ثانياً*: التكبير في هذه الأيام داخل في عموم الذكر المأمور به في قول الله تعالى: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]، وفي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»*. والتهليل: هو قول: لا إله إلا الله. والتكبير: الله أكبر. والتحميد: الحمد لله.
*ثالثاً*: التكبير في العشر داخل في عموم العمل الصالح المرغّب فيه في هذه الأيام ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*.
*رابعاً*: كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على التكبير في العشر فقد قال البخاري في صحيحه بصيغة التعليق مجزوماً به ووصله غيره: *«كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا، وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِد"*، وفي المتفق عليه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ الثَّقَفِىِّ أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُمَا غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: *كَانَ يُلَبِّي الْمُلبِّي لاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ فَلاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ*. وفي صحيح البخاري عن أم عطية رضي الله عنها قالت: *«كنا نُؤمَرُ أن نخرُجَ يوم العيد، حتى نُخْرِجَ البِكْرَ من خِدْرِهَا، حتى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيكبِّرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركةَ ذلك اليوم وطُهْرَتَهُ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: *كُنَّا نُؤْمَرُ بِالْخُرُوجِ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْمُخَبَّأَةُ وَالْبِكْرُ، قَالَتِ: الْحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ*.
*خامساً*: وقت التكبير. إن التكبير في هذه الأيام على نوعين مطلق ومقيد، كما أن الناس فيها على صنفين حجاج وغير حجاج.
*سادساً*: التكبير المطلق لغير الحجاج يبدأ من أول شهر ذي الحجة إلى نهاية اليوم الثالث عشر، ودليله ما سبق من أدلة في الترغيب فيه ومطلق التكبير داخل في عموم العمل الصالح المرغب فيه في هذه الأيام.
*سابعاً*: التكبير المقيد لغير الحاج من صبح يوم عرفة وحتى آخر أيام التشريق ودليل ذلك فعل الصحابة رضي الله عنهم فقد ثبت من فعل عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم.
*ثامناً*: بالنسبة للحاج تكبيره المطلق كغيره حتى يحرم فيشتغل بالتلبية حتى يقطعها يوم العيد عند رمي جمرة العقبة ثم يكون كغيره مشتغلاً بالتكبير إلى آخر أيام التشريق. وتكبيره المقيد يكون بعد قطعه التلبية فتكون أول صلاة هي صلاة الظهر يوم النحر وآخرها صلاة العصر من آخر أيام التشريق. يتبع ...
وفق الله الجميع.
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
WhatsApp.com
قناة د. بندر الخضر | WhatsApp Channel
قناة د. بندر الخضر WhatsApp Channel. أحكام شرعية وفوائد علمية ودروس ونصائح. 378 followers
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم السابع: يوم الأربعاء 21/ ذو القعدة.
الدرس السابع: *التكبير في أيام العشر (2)*.
*تاسعاً*: صيغة التكبير. لم ترد صيغة معينة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في التكبير، وإنما وردت بعض الصيغ عن بعض الصحابة والأئمة والعلماء رحمهم الله جميعاً.
*عاشراً*: من صيغ التكبير أن يكبر مرتين: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد". أو أن يكبر ثلاث مرات: "اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إله إلا الله، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ولله الحمد".
ومنها: "اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا". ومنها: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا". ومنها: "الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "الله أكبر إله أكبر الله أكبر كبيراً".
*الحادي عشر*: تعدد الصيغ يدل على التوسعة في الأمر قال الإمام الشافعي رحمه الله: "وَالتَّكْبِيرُ كما كَبَّرَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الصَّلَاةِ: اللَّهُ أَكْبَرُ فَيَبْدَأُ الْإِمَامُ، فيقول: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ حتى يَقُولَهَا ثَلَاثًا، وَإِنْ زَادَ تَكْبِيرًا فَحَسَنٌ، وَإِنْ زَادَ فقال: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ فَحَسَنٌ، وما زَادَ مع هذا من ذِكْرِ اللَّهِ أَحْبَبْتُهُ غير أَنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْدَأَ بِثَلَاثِ تَكْبِيرَاتٍ نَسْقًا، وَإِنْ اقْتَصَرَ على وَاحِدَةٍ أَجْزَأَتْهُ". الأم للشافعي (1/241).
*الثاني عشر*: السنة رفع الصوت بالتكبير للرجال: فهو الثابت من فعل الصحابة رضي الله عنهم، وفيه إظهار لشعائر الإسلام وتذكير للآخرين، وهو مجمع عليه، قال الإمام النووي رحمه الله: "يستحب رفع الصوت بالتكبير بلا خلاف". المجموع شرح المهذب، للنووي (5/39).
*الثالث عشر*: التكبير كلمة عظيمة في لفظها ومدلولها هي لفظة الدخول في الصلاة وشعار الانتقال بين أركانها، وبها ترتفع أصوات المؤذنين للإعلام بدخول وقت الصلاة، ويجب أن يستشعر الإنسان معناها العظيم فتضفي على روح صاحبها استشعار كبرياء الله وعظمته والخضوع له والتذلل قال تعالى: *{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}* [الحج: 62]، فاجعلوا الله هو الأكبر في كل أحوالكم، أقسموا به إذا حلفتم، واستشفوا بكتابه إذا اعتللتم، واستسقوه إذا أجدبتم، واحتكموا إلى شرعه إذا اختلفتم كما قال تعالى: *{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}* [الشورى: 10]، وقال تعالى: *{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}* [النساء: 65].
وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
د. بندر الخضر.
اليوم السابع: يوم الأربعاء 21/ ذو القعدة.
الدرس السابع: *التكبير في أيام العشر (2)*.
*تاسعاً*: صيغة التكبير. لم ترد صيغة معينة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في التكبير، وإنما وردت بعض الصيغ عن بعض الصحابة والأئمة والعلماء رحمهم الله جميعاً.
*عاشراً*: من صيغ التكبير أن يكبر مرتين: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد". أو أن يكبر ثلاث مرات: "اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إله إلا الله، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ولله الحمد".
ومنها: "اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا". ومنها: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا". ومنها: "الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "الله أكبر إله أكبر الله أكبر كبيراً".
*الحادي عشر*: تعدد الصيغ يدل على التوسعة في الأمر قال الإمام الشافعي رحمه الله: "وَالتَّكْبِيرُ كما كَبَّرَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الصَّلَاةِ: اللَّهُ أَكْبَرُ فَيَبْدَأُ الْإِمَامُ، فيقول: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ حتى يَقُولَهَا ثَلَاثًا، وَإِنْ زَادَ تَكْبِيرًا فَحَسَنٌ، وَإِنْ زَادَ فقال: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ فَحَسَنٌ، وما زَادَ مع هذا من ذِكْرِ اللَّهِ أَحْبَبْتُهُ غير أَنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْدَأَ بِثَلَاثِ تَكْبِيرَاتٍ نَسْقًا، وَإِنْ اقْتَصَرَ على وَاحِدَةٍ أَجْزَأَتْهُ". الأم للشافعي (1/241).
*الثاني عشر*: السنة رفع الصوت بالتكبير للرجال: فهو الثابت من فعل الصحابة رضي الله عنهم، وفيه إظهار لشعائر الإسلام وتذكير للآخرين، وهو مجمع عليه، قال الإمام النووي رحمه الله: "يستحب رفع الصوت بالتكبير بلا خلاف". المجموع شرح المهذب، للنووي (5/39).
*الثالث عشر*: التكبير كلمة عظيمة في لفظها ومدلولها هي لفظة الدخول في الصلاة وشعار الانتقال بين أركانها، وبها ترتفع أصوات المؤذنين للإعلام بدخول وقت الصلاة، ويجب أن يستشعر الإنسان معناها العظيم فتضفي على روح صاحبها استشعار كبرياء الله وعظمته والخضوع له والتذلل قال تعالى: *{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}* [الحج: 62]، فاجعلوا الله هو الأكبر في كل أحوالكم، أقسموا به إذا حلفتم، واستشفوا بكتابه إذا اعتللتم، واستسقوه إذا أجدبتم، واحتكموا إلى شرعه إذا اختلفتم كما قال تعالى: *{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}* [الشورى: 10]، وقال تعالى: *{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}* [النساء: 65].
وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
WhatsApp.com
قناة د. بندر الخضر | WhatsApp Channel
قناة د. بندر الخضر WhatsApp Channel. أحكام شرعية وفوائد علمية ودروس ونصائح. 378 followers
(دروس فقه العشر)
الدرس الثامن:
*"العشر والذِّكر والدعاء"* وفيه:
◽ بيان ما ورد الحث عليه من الأذكار في العشر،
◽ وما هو أفضل الذكر؟
◽ والأجر المترتب على الأذكار، وثمرة ذلك
◽ والتذكير بمكانة الدعاء، وعدم الغفلة عنه في هذه الأيام،
◽ وذِكر شيء مما ورد في الترغيب فيه
◽ وبيان شيء من ثمرته وأثره
◽ ومزية الدعاء في يوم عرفة
◽ ومزية الدعاء للصائم.
وفق الله الجميع.
______
https://youtu.be/cJLnyYxO69Q
الدرس الثامن:
*"العشر والذِّكر والدعاء"* وفيه:
◽ بيان ما ورد الحث عليه من الأذكار في العشر،
◽ وما هو أفضل الذكر؟
◽ والأجر المترتب على الأذكار، وثمرة ذلك
◽ والتذكير بمكانة الدعاء، وعدم الغفلة عنه في هذه الأيام،
◽ وذِكر شيء مما ورد في الترغيب فيه
◽ وبيان شيء من ثمرته وأثره
◽ ومزية الدعاء في يوم عرفة
◽ ومزية الدعاء للصائم.
وفق الله الجميع.
______
https://youtu.be/cJLnyYxO69Q
YouTube
[8] العشر والذكر والدعاء
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ.*
د. بندر الخضر.
اليوم الثامن: يوم الخميس 22/ ذو القعدة / 1444هـ.
الدرس الثامن: *العشر والذّكر والدعاء*. ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: ينبغي الإكثار فيها من التكبير والتحميد والتهليل فقد روى أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ؛ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»*.
*ثانياً*: ينبغي الإكثار في العشر من قول: لا إله إلا الله، وهي خير القول وأفضل الذكر وأعظم كلمة في الوجود؛ فيكثر الإنسان منها ففي سنن الترمذي وابن ماجه بسند حسن عن جَابِر رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ»*، وفي مسند أبي يعلى بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا»*.
*ثالثاً*: ينبغي الإكثار في العشر من قول: الحمد لله، وفضلها عظيم ومكانتها كبيرة وأجرها جليل ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...»*.
*رابعاً*: ينبغي الإكثار في العشر من سائر الذِّكر فإن الله قد قال: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ؟ قَالَ: *«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»*، وفي الذكر مغفرة الذنوب وتحصيل الأجور وكسب الفلاح قال تعالى: *{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}* [الأنفال: 45].
*خامساً*: من أعظم العبادات التي يحسن التذكير بها في هذه الأيام الفاضلة عبادة الدعاء، فالدعاء من أجَلّ العبادات وأعظم الطاعات، وقد سماه الله ديناً فقال تعالى: *{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}* [غافر: 65]، وأخرج الترمذي وابن ماجه بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الدُّعَاءِ»*، وأخرج أحمد والترمذي بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ بِمِثْلِهَا»*، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: *«اللَّهُ أَكْثَرُ»*.
*سادساً*: احرص أخي المسلم على الدعاء لنفسك ووالديك وإخوانك المسلمين بخيري الدنيا والآخرة؛ فإنه من أعظم العجز أن تتكاسل عن الدعاء مع يسر القيام به وعظيم أثره وثمرته فقد أخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ»*.
فلنكثر من الدعاء في هذه الأيام وبخاصة يوم عرفة ففي سنن الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»*.
*سابعاً*: من كان صائماً في أيام العشر فإنه يجمع مع فضيلة الدعاء في العشر فضيلة الدعاء حال الصيام ووقت الإفطار، فدعوة الصائم مستجابة كما وردت بذلك الأحاديث وخاصة عند الإفطار.
وفق الله الجميع.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
د. بندر الخضر.
اليوم الثامن: يوم الخميس 22/ ذو القعدة / 1444هـ.
الدرس الثامن: *العشر والذّكر والدعاء*. ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: ينبغي الإكثار فيها من التكبير والتحميد والتهليل فقد روى أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ؛ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»*.
*ثانياً*: ينبغي الإكثار في العشر من قول: لا إله إلا الله، وهي خير القول وأفضل الذكر وأعظم كلمة في الوجود؛ فيكثر الإنسان منها ففي سنن الترمذي وابن ماجه بسند حسن عن جَابِر رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ»*، وفي مسند أبي يعلى بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا»*.
*ثالثاً*: ينبغي الإكثار في العشر من قول: الحمد لله، وفضلها عظيم ومكانتها كبيرة وأجرها جليل ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...»*.
*رابعاً*: ينبغي الإكثار في العشر من سائر الذِّكر فإن الله قد قال: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ؟ قَالَ: *«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»*، وفي الذكر مغفرة الذنوب وتحصيل الأجور وكسب الفلاح قال تعالى: *{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}* [الأنفال: 45].
*خامساً*: من أعظم العبادات التي يحسن التذكير بها في هذه الأيام الفاضلة عبادة الدعاء، فالدعاء من أجَلّ العبادات وأعظم الطاعات، وقد سماه الله ديناً فقال تعالى: *{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}* [غافر: 65]، وأخرج الترمذي وابن ماجه بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الدُّعَاءِ»*، وأخرج أحمد والترمذي بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ بِمِثْلِهَا»*، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: *«اللَّهُ أَكْثَرُ»*.
*سادساً*: احرص أخي المسلم على الدعاء لنفسك ووالديك وإخوانك المسلمين بخيري الدنيا والآخرة؛ فإنه من أعظم العجز أن تتكاسل عن الدعاء مع يسر القيام به وعظيم أثره وثمرته فقد أخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ»*.
فلنكثر من الدعاء في هذه الأيام وبخاصة يوم عرفة ففي سنن الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»*.
*سابعاً*: من كان صائماً في أيام العشر فإنه يجمع مع فضيلة الدعاء في العشر فضيلة الدعاء حال الصيام ووقت الإفطار، فدعوة الصائم مستجابة كما وردت بذلك الأحاديث وخاصة عند الإفطار.
وفق الله الجميع.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
Telegram
قناة د. بندر الخضر البيحاني
قناة علمية دعوية ( فتاوى شرعية - أحكام فقهية- فوائد علمية - نصائح وإرشادات).
*(دروس فقه العشر)*
الدرس التاسع:
"صوم أيام العشر" وفيه:
◽بيان فضل التطوع بالصوم عموماً وفي العشر خصوصاً،
◽وبيان هل صامها النبي صلى الله عليه وسلم؟
◽ وبيان بعض فضائل الصوم، وبيان تأكيد صوم يوم عرفة، والاجتهاد في أنواع من العبادات.
وفق الله الجميع.
__
https://youtu.be/7JlNH-pNjz4
الدرس التاسع:
"صوم أيام العشر" وفيه:
◽بيان فضل التطوع بالصوم عموماً وفي العشر خصوصاً،
◽وبيان هل صامها النبي صلى الله عليه وسلم؟
◽ وبيان بعض فضائل الصوم، وبيان تأكيد صوم يوم عرفة، والاجتهاد في أنواع من العبادات.
وفق الله الجميع.
__
https://youtu.be/7JlNH-pNjz4
YouTube
[9] الصيام والعبادة في عشر ذي الحجة
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم التاسع: يوم الجمعة 23/ ذو القعدة.
الدرس التاسع: *صوم أيام العشر والاجتهاد في العبادة*، ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: إن مما ينبغي في هذه العشر الحرص على النوافل والتي منها الصوم فصيام تسع ذي الحجة مستحب استحباباً شديداً؛ فصيام النبي صلى الله عليه وسلم لتسع ذي الحجة ثابت فقد روى أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: *«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»*، وهذا الإثبات لصيامه لها مقدّم على النفي الوارد في بعض الأحاديث.
*ثانياً*: جاء الترغيب في هذه الأيام في العمل الصالح وأنه أحب ما يكون إلى الله، والصيام من أفضل الأعمال الصالحة؛ فيكون مستحباً في هذه الأيام ففي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،..»*.
*ثالثاً*: الصيام له فضائل كثيرة فهو حصن من الشهوات وخصه الله بباب من أبواب الجنة، والصيام وقاية من النار ففي المتفق عليه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»*، وأخرج النسائي بسند صحيح عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ»*، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ»*، الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة حين يكون الإنسان في أشد الحاجة إلى الشفاعة؛ فيحرص الشخص على جعل الصيام من عبادات هذه العشر.
*رابعاً*: إذا ظهر استحباب صيام الأيام التسعة عموماً فإنه يتأكد صوم يوم عرفة ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ قال: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*. فاغتنم يا عبدالله هذا اليوم وتعرَّض لنفحات رحمة الله، وأكثر من دعائه والتضرع إليه.
*خامساً*: ينبغي الحرص مع دخول العشر على تحصيل أنواع الأجور بالاجتهاد في أنواع العبادات؛ فهي أيام وتمضي وهذا هو حال السلف عليهم رحمة الله ففي سنن الدارمي بسند صحيح أن سَعِيدَ بْن جُبَيْرٍ رحمه الله (وهو راوي حديث العشر عن ابن عباس رضي الله عنهما) كان إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ"، فلا نقصّر في فريضة أو نتهاون في واجب، ولنحرص على النوافل والمستحبات من السنن الرواتب وصلاة الوتر والضحى، والجلوس في المسجد للشروق وغير ذلك من أنواع العبادات.
*سادساً*: هذه العشر هي أيام معدودات فينبغي أن نجتهد فيها حق الاجتهاد، والواحد منا لا يعلم هل تعود عليه هذه الأيام وهو من أهل الوجود أو من أهل اللحود وقد قال تعالى: وقال تعالى: *{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}* [البقرة: 148]، وقال تعالى: *{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}* [الحديد: 21].
وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
د. بندر الخضر.
اليوم التاسع: يوم الجمعة 23/ ذو القعدة.
الدرس التاسع: *صوم أيام العشر والاجتهاد في العبادة*، ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: إن مما ينبغي في هذه العشر الحرص على النوافل والتي منها الصوم فصيام تسع ذي الحجة مستحب استحباباً شديداً؛ فصيام النبي صلى الله عليه وسلم لتسع ذي الحجة ثابت فقد روى أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: *«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»*، وهذا الإثبات لصيامه لها مقدّم على النفي الوارد في بعض الأحاديث.
*ثانياً*: جاء الترغيب في هذه الأيام في العمل الصالح وأنه أحب ما يكون إلى الله، والصيام من أفضل الأعمال الصالحة؛ فيكون مستحباً في هذه الأيام ففي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،..»*.
*ثالثاً*: الصيام له فضائل كثيرة فهو حصن من الشهوات وخصه الله بباب من أبواب الجنة، والصيام وقاية من النار ففي المتفق عليه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»*، وأخرج النسائي بسند صحيح عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ»*، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ»*، الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة حين يكون الإنسان في أشد الحاجة إلى الشفاعة؛ فيحرص الشخص على جعل الصيام من عبادات هذه العشر.
*رابعاً*: إذا ظهر استحباب صيام الأيام التسعة عموماً فإنه يتأكد صوم يوم عرفة ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ قال: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*. فاغتنم يا عبدالله هذا اليوم وتعرَّض لنفحات رحمة الله، وأكثر من دعائه والتضرع إليه.
*خامساً*: ينبغي الحرص مع دخول العشر على تحصيل أنواع الأجور بالاجتهاد في أنواع العبادات؛ فهي أيام وتمضي وهذا هو حال السلف عليهم رحمة الله ففي سنن الدارمي بسند صحيح أن سَعِيدَ بْن جُبَيْرٍ رحمه الله (وهو راوي حديث العشر عن ابن عباس رضي الله عنهما) كان إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ"، فلا نقصّر في فريضة أو نتهاون في واجب، ولنحرص على النوافل والمستحبات من السنن الرواتب وصلاة الوتر والضحى، والجلوس في المسجد للشروق وغير ذلك من أنواع العبادات.
*سادساً*: هذه العشر هي أيام معدودات فينبغي أن نجتهد فيها حق الاجتهاد، والواحد منا لا يعلم هل تعود عليه هذه الأيام وهو من أهل الوجود أو من أهل اللحود وقد قال تعالى: وقال تعالى: *{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}* [البقرة: 148]، وقال تعالى: *{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}* [الحديد: 21].
وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
WhatsApp.com
قناة د. بندر الخضر | WhatsApp Channel
قناة د. بندر الخضر WhatsApp Channel. أحكام شرعية وفوائد علمية ودروس ونصائح. 378 followers
⬅️ *س/ بعضهم يقول: نحن نرى أن البلاد التي تقل فيها مهور النساء تكون نسبة الطلاق مرتفعة؛ لأنه يقول سيأتي ببدلها بسهولة ويسر. أليس الأفضل هو رفع المهر أو على الأقل وضع دفع مؤخّر في حالة أنه يطلق بدون سبب شرعي؟*
ج/ أخي الكريم اعلم رعاك الله أن قلة المهور ليست هي السبب في الطلاق، بل إن تيسير المهر وعدم المغالاة فيه من أسباب الوفاق والمحبة بين الزوجين واستجلاب البركة في الزواج؛ ولذلك رغّب الإسلام في تيسيره وعدم المغالاة فيه ففي المتفق عليه عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد الصحابة لما أراد منه أن يدفع مهراً عند الزواج: *«التَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا؟»* قَالَ: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ؟ كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هذا الجبل"*، وروى ابن حبان بسند صحيح عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *"خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ"*، وروى أحمد بسند صحيح عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، ..»*.
فالمهر ليس ثمناً للمرأة وإنما هو رمز احترام وتكريم لها، والمغالاة في المهور تجعل الزواج محفوفاً بالهمّ والعناء والضائقة المالية على الزوج من بداية زواجه وتحمّل الديون بل وتؤدي لتعطيل الزواج وقلة الإقبال عليه مما يجر إلى فساد الأخلاق والوقوع في الحرام وتفكك الأسر وخواء البيوت وعنوسة الفتيات وغير ذلك من المصائب؛ مما يستلزم أن يسير الجميع على سنة التيسير، ثم من وسّع الله عليه إذا جاءت عنده وسّع عليها كما يريد قال تعالى: *{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}* [الطلاق: 7]، دون أن يصبح ذلك من مراسيم الزواج التي يُذَم من خالفها، والتي لا نجني منها إلا وضع البذور الشائكة في طريق الأبناء والبنات في مستقبل أمرهم.
وإن الاعتقاد بأن غلاء المهر أو اشتراط ضمانات مالية يحمي المرأة من الطلاق اعتقاد غير صحيح فالضمانات المالية لا تحقق السعادة الزوجية، ولكن حسن الاختيار وحصول الرغبة التامة بمن يريد الزواج بها؛ ولذلك أباح له الإسلام رؤية وجهها وكفيها في حضور محرم لها، أما كثرة المهر فلن تجلب الرغبة ولن تمنع غير الراغب في المرأة من طلاقها بل ربما آذاها وضارها وظلمها واضطهدها واتهمها بما ليس فيها حتى تفتدي منه وتطلب الخلع وتدفع المهر الذي سلَّمه كما يحصل في كثير من الأماكن، وربما أبقاها في عصمة نكاحه تفكيراً فيما دفع ولكن يبقيها لا متزوجة ولا مطلقة، فالمحبة والرغبة هي التي تستدعي القيام بالحقوق لا المهر الكثير، والمشروع هو تزويج مرضي الدين والخلق إن أحبَّ المرأة أمسكها بمعروف وإن أبغضها سرَّحها بإحسان.
ويحسن في هذا المقام توجيه نصيحة للأشخاص الذين يستهينون بأمر الطلاق بأن يتقوا الله في أنفسهم ويعلموا أن النكاح ميثاق غليظ وأن يستوصوا بالنساء خيراً؛ فإنهم أخذوهن بأمان الله واستحلوا فروجهن بكلمة الله وقد قال تعالى: *{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}* [النساء: 19]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *« لاَ يَفْرَكْ* أي: يبغض *مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ»* . أَوْ قَالَ: *«غَيْرَهُ»*.
وإن التلاعب بالطلاق والاستهانة بأمره تلاعب بكتاب الله وهو يُعرّض لغضب الله ويستجلب سخطه ففي سنن النسائي بسند حسن عن مَحْمُود بْن لَبِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا، فَقَامَ غَضْبَانًا ثُمَّ قَالَ: *«أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟»*.
فالحذر من مخالفة الشرع في أي أمر ومن ذلك النكاح والطلاق.
وفق الله الجميع.
🖋د. بندر الخضر
_______
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
ج/ أخي الكريم اعلم رعاك الله أن قلة المهور ليست هي السبب في الطلاق، بل إن تيسير المهر وعدم المغالاة فيه من أسباب الوفاق والمحبة بين الزوجين واستجلاب البركة في الزواج؛ ولذلك رغّب الإسلام في تيسيره وعدم المغالاة فيه ففي المتفق عليه عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد الصحابة لما أراد منه أن يدفع مهراً عند الزواج: *«التَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا؟»* قَالَ: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ؟ كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هذا الجبل"*، وروى ابن حبان بسند صحيح عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *"خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ"*، وروى أحمد بسند صحيح عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، ..»*.
فالمهر ليس ثمناً للمرأة وإنما هو رمز احترام وتكريم لها، والمغالاة في المهور تجعل الزواج محفوفاً بالهمّ والعناء والضائقة المالية على الزوج من بداية زواجه وتحمّل الديون بل وتؤدي لتعطيل الزواج وقلة الإقبال عليه مما يجر إلى فساد الأخلاق والوقوع في الحرام وتفكك الأسر وخواء البيوت وعنوسة الفتيات وغير ذلك من المصائب؛ مما يستلزم أن يسير الجميع على سنة التيسير، ثم من وسّع الله عليه إذا جاءت عنده وسّع عليها كما يريد قال تعالى: *{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}* [الطلاق: 7]، دون أن يصبح ذلك من مراسيم الزواج التي يُذَم من خالفها، والتي لا نجني منها إلا وضع البذور الشائكة في طريق الأبناء والبنات في مستقبل أمرهم.
وإن الاعتقاد بأن غلاء المهر أو اشتراط ضمانات مالية يحمي المرأة من الطلاق اعتقاد غير صحيح فالضمانات المالية لا تحقق السعادة الزوجية، ولكن حسن الاختيار وحصول الرغبة التامة بمن يريد الزواج بها؛ ولذلك أباح له الإسلام رؤية وجهها وكفيها في حضور محرم لها، أما كثرة المهر فلن تجلب الرغبة ولن تمنع غير الراغب في المرأة من طلاقها بل ربما آذاها وضارها وظلمها واضطهدها واتهمها بما ليس فيها حتى تفتدي منه وتطلب الخلع وتدفع المهر الذي سلَّمه كما يحصل في كثير من الأماكن، وربما أبقاها في عصمة نكاحه تفكيراً فيما دفع ولكن يبقيها لا متزوجة ولا مطلقة، فالمحبة والرغبة هي التي تستدعي القيام بالحقوق لا المهر الكثير، والمشروع هو تزويج مرضي الدين والخلق إن أحبَّ المرأة أمسكها بمعروف وإن أبغضها سرَّحها بإحسان.
ويحسن في هذا المقام توجيه نصيحة للأشخاص الذين يستهينون بأمر الطلاق بأن يتقوا الله في أنفسهم ويعلموا أن النكاح ميثاق غليظ وأن يستوصوا بالنساء خيراً؛ فإنهم أخذوهن بأمان الله واستحلوا فروجهن بكلمة الله وقد قال تعالى: *{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}* [النساء: 19]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *« لاَ يَفْرَكْ* أي: يبغض *مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ»* . أَوْ قَالَ: *«غَيْرَهُ»*.
وإن التلاعب بالطلاق والاستهانة بأمره تلاعب بكتاب الله وهو يُعرّض لغضب الله ويستجلب سخطه ففي سنن النسائي بسند حسن عن مَحْمُود بْن لَبِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا، فَقَامَ غَضْبَانًا ثُمَّ قَالَ: *«أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟»*.
فالحذر من مخالفة الشرع في أي أمر ومن ذلك النكاح والطلاق.
وفق الله الجميع.
🖋د. بندر الخضر
_______
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
Telegram
قناة د. بندر الخضر البيحاني
قناة علمية دعوية ( فتاوى شرعية - أحكام فقهية- فوائد علمية - نصائح وإرشادات).
*(دروس فقه العشر)*
الدرس العاشر:
"العشر ونفع الآخرين"، وفيه:
◽ التذكير بعبادة السعي في نفع الناس وقضاء حوائجهم.
◽ وأجر ذلك وثمرته
◽ وعظم مثوبة العمل على رفع المعاناة عن الناس
◽ وذِكر أمثلة لمن غفر الله لهم بسبب سعيهم في نفع العباد
◽ وما يترتب على إعانة الآخرين من عاقبة حميدة في الدنيا والآخرة،
◽ والتذكير بأجر الصدقة وتفطير الصائمين.
وفق الله الجميع.
_
https://youtu.be/NjG6lLWHJ-Q
الدرس العاشر:
"العشر ونفع الآخرين"، وفيه:
◽ التذكير بعبادة السعي في نفع الناس وقضاء حوائجهم.
◽ وأجر ذلك وثمرته
◽ وعظم مثوبة العمل على رفع المعاناة عن الناس
◽ وذِكر أمثلة لمن غفر الله لهم بسبب سعيهم في نفع العباد
◽ وما يترتب على إعانة الآخرين من عاقبة حميدة في الدنيا والآخرة،
◽ والتذكير بأجر الصدقة وتفطير الصائمين.
وفق الله الجميع.
_
https://youtu.be/NjG6lLWHJ-Q
YouTube
[10] الدرس العاشر: نفع الآخرين في العشر
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم العاشر: يوم السبت 24/ ذو القعدة.
الدرس العاشر: *العشر ونفع الآخرين*، ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: من أعظم العبادات والتي يحسن التذكير بها في هذه الأيام الفاضلة السعي في نفع الناس وقضاء حوائجهم فقد أخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: *«أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً، ولأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا، ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه ملأ اللهُ قلبَه رِضًا يومَ القيامةِ، ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ»*.
*ثانياً*: إن العمل على رفع المعاناة عن الناس في أي مجال من مجالات حياتهم من أعظم ما يقرِّب إلى الله ويجلب الأجر والمثوبة، فلقد غفر الله لشخص استخدم قوته في رفع الأذى عن طريق المسلمين ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ»*. كما غفر الله لشخص استفاد من قوته المالية بالتجاوز عن المعسرين ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَز عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُ»*.
*ثالثاً*: لقد جعل الإسلام سعيكم في إعانة بعضكم استجلاباً لإعانة الله لكم ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ، ...»*.
*رابعاً*: ينبغي الحرص على إعانة الآخرين ومن ذلك الحرص على الصدقة في كل يوم من أيام العشر؛ فإن الصدقة من أعظم دوافع البلاء والعذاب وقد قال تعالى: *{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}* [البقرة: 261]، وفي المتفق عليه عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ ثُمَّ قَالَ: *«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»*.
*خامساً*: وإن مما يحسن الإشارة إليه في هذا المقام عبادة يسيرة على من يسَّر الله عليه وأجرها عظيم وهي تفطير الصائمين فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»*. فلا يبخل أحدنا بأي جهد في نفع الآخرين.
وفق الله الجميع.
___
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
د. بندر الخضر.
اليوم العاشر: يوم السبت 24/ ذو القعدة.
الدرس العاشر: *العشر ونفع الآخرين*، ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: من أعظم العبادات والتي يحسن التذكير بها في هذه الأيام الفاضلة السعي في نفع الناس وقضاء حوائجهم فقد أخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: *«أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً، ولأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا، ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه ملأ اللهُ قلبَه رِضًا يومَ القيامةِ، ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ»*.
*ثانياً*: إن العمل على رفع المعاناة عن الناس في أي مجال من مجالات حياتهم من أعظم ما يقرِّب إلى الله ويجلب الأجر والمثوبة، فلقد غفر الله لشخص استخدم قوته في رفع الأذى عن طريق المسلمين ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ»*. كما غفر الله لشخص استفاد من قوته المالية بالتجاوز عن المعسرين ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَز عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُ»*.
*ثالثاً*: لقد جعل الإسلام سعيكم في إعانة بعضكم استجلاباً لإعانة الله لكم ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ، ...»*.
*رابعاً*: ينبغي الحرص على إعانة الآخرين ومن ذلك الحرص على الصدقة في كل يوم من أيام العشر؛ فإن الصدقة من أعظم دوافع البلاء والعذاب وقد قال تعالى: *{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}* [البقرة: 261]، وفي المتفق عليه عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ ثُمَّ قَالَ: *«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»*.
*خامساً*: وإن مما يحسن الإشارة إليه في هذا المقام عبادة يسيرة على من يسَّر الله عليه وأجرها عظيم وهي تفطير الصائمين فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»*. فلا يبخل أحدنا بأي جهد في نفع الآخرين.
وفق الله الجميع.
___
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
Telegram
قناة د. بندر الخضر البيحاني
قناة علمية دعوية ( فتاوى شرعية - أحكام فقهية- فوائد علمية - نصائح وإرشادات).
*(دروس فقه العشر)*
الدرس الحادي عشر:
"أحكام يوم عرفة"، وفيه:
◽ بيان ما شرف الله به هذا اليوم من شرف يشاركه معه أيام أخرى ككونه أحد أيام الأشهر الحرم، وأحد الأيام المعلومات، وأحد أيام العشر.
◽ بيان مكانته في مناسك الحج.
◽ بيان إقسام الله به قسماً خاصاً.
◽ بيان أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة.
◽ بيان فضل التطوع فيه بالصيام.
◽ بيان ابتداء التكبير المقيد فيه.
◽ بيان فضل الدعاء فيه.
◽ بيان ما يحصل فيه من مغفرة الذنوب وعتق الرقاب.
◽ بيان مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء.
◽ بيان أهمية اغتنام كل لحظاته في الخير.
_
رابط الدرس: https://youtu.be/pe3gufWKseM
الدرس الحادي عشر:
"أحكام يوم عرفة"، وفيه:
◽ بيان ما شرف الله به هذا اليوم من شرف يشاركه معه أيام أخرى ككونه أحد أيام الأشهر الحرم، وأحد الأيام المعلومات، وأحد أيام العشر.
◽ بيان مكانته في مناسك الحج.
◽ بيان إقسام الله به قسماً خاصاً.
◽ بيان أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة.
◽ بيان فضل التطوع فيه بالصيام.
◽ بيان ابتداء التكبير المقيد فيه.
◽ بيان فضل الدعاء فيه.
◽ بيان ما يحصل فيه من مغفرة الذنوب وعتق الرقاب.
◽ بيان مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء.
◽ بيان أهمية اغتنام كل لحظاته في الخير.
_
رابط الدرس: https://youtu.be/pe3gufWKseM
YouTube
[11] الدرس الحادي عشر: أحكام يوم عرفة
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الحادي عشر: يوم الأحد 25/ ذو القعدة.
الدرس الحادي عشر: *أحكام يوم عرفة (1)*، ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: العشر هي أفضل أيام الدنيا وأواخر هذه العشر هي خير من أولها في الفضل والمكانة مع ما فضّل الله به هذه الأيام من فضائل عظيمة فإن اليومين الأخيرين هي أعظم ما يكون.
*ثانياً*: يوم التاسع يوم شرّفه الله وعظّمه بشرف عام كسائر أيام العشر وبشرف خاص يمتاز على ما سبقه من أيام وأودع الله فيه من كنوز الخيرات وعظيم الأجور والحسنات الشيء العظيم.
*ثالثاً*: يوم عرفة له ما لفضل أيام الأشهر الحرم التي قال الله فيها: *{فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36].
*رابعاً*: يوم عرفة هو أحد أيام أشهر الحج بل الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم فقد روى الترمذي والنسائي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«الحَجُّ عَرَفَةُ»*، وهو أعظم اجتماع للمسلمين على العبادة على اختلاف لغاتهم والألوان وأجناسهم والبلدان.
*خامساً*: يوم عرفة هو من الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه وعظّم شأن ذكره فيها فقال: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28].
*سادساً*: يوم عرفة داخل في القسم بالعشر في قوله تعالى: *{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 1، 2]، وفي القسم الخاص في قوله تعالى: *{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}* [البروج: 3]، فقد أخرج الترمذي بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ»*.
*سابعاً*: يوم عرفة هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة وفيه نزل قول الله تعالى: *{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}* [المائدة: 3]. فلنحمد الله على نعمة هذا الدين ونستمسك به فإنه مصدر سعادتنا وعزتنا في الدنيا والآخرة، ولنحذر من الوقوع في أي جاهلية أو عنصرية ففي هذا اليوم ألغى النبي صلى الله عليه وسلم مآثر الجاهلية ومعاملاتها المخالفة للشرع ووضعها تحت قدميه.
*ثامناً*: يوم عرفة هو اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ* - يَعْنِي عَرَفَةَ - *فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا» قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}* [الأعراف: 173].
فما أعظمه من يوم وما أعظمه من ميثاق، فلتجدد العهد مع الله بالتوبة له والإذعان.
*تاسعاً*: يوم عرفة هو أعظم أيام صيام التطوع فصومه يكفر ذنوب سنتين فاحصل على هذا الخير بصيامه وبدعوة غيرك وتفطير الصائمين ليتضاعف الأجر ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.
*عاشراً*: يوم عرفة هو يوم ابتداء التكبير المقيد والذي يبدأ من صبحه فاحرص على هذه السنة التي هجرها الكثير مع الإكثار من التكبير المطلق وهكذا بقية الذكر والإكثار من كلمة التوحيد فإنها أصل دين الإسلام الذي أكمله الله في هذا اليوم فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»*.
يتبع ....
وفق الله الجميع.
------------
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
د. بندر الخضر.
اليوم الحادي عشر: يوم الأحد 25/ ذو القعدة.
الدرس الحادي عشر: *أحكام يوم عرفة (1)*، ويشتمل على ما يلي:
*أولاً*: العشر هي أفضل أيام الدنيا وأواخر هذه العشر هي خير من أولها في الفضل والمكانة مع ما فضّل الله به هذه الأيام من فضائل عظيمة فإن اليومين الأخيرين هي أعظم ما يكون.
*ثانياً*: يوم التاسع يوم شرّفه الله وعظّمه بشرف عام كسائر أيام العشر وبشرف خاص يمتاز على ما سبقه من أيام وأودع الله فيه من كنوز الخيرات وعظيم الأجور والحسنات الشيء العظيم.
*ثالثاً*: يوم عرفة له ما لفضل أيام الأشهر الحرم التي قال الله فيها: *{فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36].
*رابعاً*: يوم عرفة هو أحد أيام أشهر الحج بل الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم فقد روى الترمذي والنسائي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«الحَجُّ عَرَفَةُ»*، وهو أعظم اجتماع للمسلمين على العبادة على اختلاف لغاتهم والألوان وأجناسهم والبلدان.
*خامساً*: يوم عرفة هو من الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه وعظّم شأن ذكره فيها فقال: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28].
*سادساً*: يوم عرفة داخل في القسم بالعشر في قوله تعالى: *{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 1، 2]، وفي القسم الخاص في قوله تعالى: *{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}* [البروج: 3]، فقد أخرج الترمذي بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ»*.
*سابعاً*: يوم عرفة هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة وفيه نزل قول الله تعالى: *{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}* [المائدة: 3]. فلنحمد الله على نعمة هذا الدين ونستمسك به فإنه مصدر سعادتنا وعزتنا في الدنيا والآخرة، ولنحذر من الوقوع في أي جاهلية أو عنصرية ففي هذا اليوم ألغى النبي صلى الله عليه وسلم مآثر الجاهلية ومعاملاتها المخالفة للشرع ووضعها تحت قدميه.
*ثامناً*: يوم عرفة هو اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ* - يَعْنِي عَرَفَةَ - *فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا» قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}* [الأعراف: 173].
فما أعظمه من يوم وما أعظمه من ميثاق، فلتجدد العهد مع الله بالتوبة له والإذعان.
*تاسعاً*: يوم عرفة هو أعظم أيام صيام التطوع فصومه يكفر ذنوب سنتين فاحصل على هذا الخير بصيامه وبدعوة غيرك وتفطير الصائمين ليتضاعف الأجر ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.
*عاشراً*: يوم عرفة هو يوم ابتداء التكبير المقيد والذي يبدأ من صبحه فاحرص على هذه السنة التي هجرها الكثير مع الإكثار من التكبير المطلق وهكذا بقية الذكر والإكثار من كلمة التوحيد فإنها أصل دين الإسلام الذي أكمله الله في هذا اليوم فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»*.
يتبع ....
وفق الله الجميع.
------------
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
WhatsApp.com
قناة د. بندر الخضر | WhatsApp Channel
قناة د. بندر الخضر WhatsApp Channel. أحكام شرعية وفوائد علمية ودروس ونصائح. 378 followers
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الحادي عشر: يوم الأحد 25/ ذو القعدة.
الدرس الحادي عشر: *أحكام يوم عرفة (2)*، ويشتمل على ما يلي:
*الحادي عشر*: يوم عرفة هو من أعظم أوقات الإجابة فعلينا الإكثار من دعاء الله وسؤاله والتضرع إليه وطلب رضوانه ومغفرته وجنته، فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»*. فاطلب ربك ما تشاء من خيري الدنيا والآخرة لنفسك ولغيرك من الأحياء والميتين.
*الثاني عشر*: يوم عرفة هو يوم النفحات الإلهية والرحمات الربانية ومغفرة للذنوب وعتق الرقاب من النار ففي صحيح مسلم عن عَائِشَة رضي الله عنها قالت: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ»*. فلنتذلل لله وننطرح بين يديه ونلح في طلبه والاستغاثة به وإظهار فقرنا وحاجتنا إليه.
*الثالث عشر*: يوم عرفة هو يوم مباهاة الله بأهل عرفة أهلَ السماء فقد روى أحمد بسند حسن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: *" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا"*.
*الرابع عشر*: يوم عرفة يحصل فيه الذل والصغار العظيم للشيطان للرجيم فمن مراسيل طَلْحَة بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ، مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ. وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ»*. قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: *«أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ»* رواه مالك وغيره.
*الخامس عشر*: ختاماً علينا أن نعظّم هذا اليوم في نفوسنا، وأن نحمد ربنا أن بلغنا إياه، وأن نملأه بعبادة الله وطاعته واستثمار لحظاته في كل خير وبر ومعروف وإحسان ومواساة لفقير وإعانة لمحتاج وغير ذلك من وجوه البر.
---------
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
د. بندر الخضر.
اليوم الحادي عشر: يوم الأحد 25/ ذو القعدة.
الدرس الحادي عشر: *أحكام يوم عرفة (2)*، ويشتمل على ما يلي:
*الحادي عشر*: يوم عرفة هو من أعظم أوقات الإجابة فعلينا الإكثار من دعاء الله وسؤاله والتضرع إليه وطلب رضوانه ومغفرته وجنته، فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»*. فاطلب ربك ما تشاء من خيري الدنيا والآخرة لنفسك ولغيرك من الأحياء والميتين.
*الثاني عشر*: يوم عرفة هو يوم النفحات الإلهية والرحمات الربانية ومغفرة للذنوب وعتق الرقاب من النار ففي صحيح مسلم عن عَائِشَة رضي الله عنها قالت: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ»*. فلنتذلل لله وننطرح بين يديه ونلح في طلبه والاستغاثة به وإظهار فقرنا وحاجتنا إليه.
*الثالث عشر*: يوم عرفة هو يوم مباهاة الله بأهل عرفة أهلَ السماء فقد روى أحمد بسند حسن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: *" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا"*.
*الرابع عشر*: يوم عرفة يحصل فيه الذل والصغار العظيم للشيطان للرجيم فمن مراسيل طَلْحَة بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ، مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ. وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ»*. قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: *«أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ»* رواه مالك وغيره.
*الخامس عشر*: ختاماً علينا أن نعظّم هذا اليوم في نفوسنا، وأن نحمد ربنا أن بلغنا إياه، وأن نملأه بعبادة الله وطاعته واستثمار لحظاته في كل خير وبر ومعروف وإحسان ومواساة لفقير وإعانة لمحتاج وغير ذلك من وجوه البر.
---------
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
WhatsApp.com
قناة د. بندر الخضر | WhatsApp Channel
قناة د. بندر الخضر WhatsApp Channel. أحكام شرعية وفوائد علمية ودروس ونصائح. 378 followers
*س/ ما هي فضائل عشر ذي الحجة ومكانتها؟*
ج/ إن لأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة فضلاً عظيماً ومكانة كبيرة، وقد ورد في بيان فضل العشر عموماً وفضل بعض أيامها على وجه الخصوص ما يدفع كل حريص على الخير إلى اغتنامها غاية الاغتنام والمبادرة فيها إلى كل فضيلة، وجعلها موسماً للمسارعة إلى الخيرات وترك المنكرات، ورد الحقوق إلى أهلها، والتخلص من مظالم العباد والاستعداد للقاء الله تعالى، ويمكن إجمال ما ورد في بيان فضلها فيما يلي:
1️⃣ *الفضيلة الأولى*: هي فاتحة أحد الأشهر الحرم التي خصها الله بالذكر وأكَّد على حرمة الظلم فيها فقال تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]، والأربعة الحرم هي: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، ورجب، ومعرفة حرمتها؛ تستلزم مزيد الاجتهاد فيها بطاعة الله.
2️⃣ *الفضيلة الثانية*: قسم الله بها: هذه العشر عظمها الله فأقسم بها في كتابه وهو من أعظم ما يكون في بيان أهميتها وإيضاح مكانتها قال تعالى: *{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 2]. وهي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين.
3️⃣ *الفضيلة الثالثة*: مدحه للذاكرين له فيها: هذه العشر هي الأيام المعلومات التي مدح الله الذاكرين له فيها فقال تعالى: *{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]. فلنكثر فيها من ذكر الله، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن الأيام المعلومات: هي عشر ذي الحجة.
4️⃣ *الفضيلة الرابعة*: هذه العشر هي ختام أشهر الحج التي نص الله عليها في كتابه بقوله سبحانه: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}* [البقرة: 197]، قال الجمهور: ختامها هي عشر ذي الحجة.
5️⃣ *الفضيلة الخامسة*: هذه العشر هي أفضل أيام الدنيا فقد أخرج البزار بسند صحيح عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا: أَيَّامُ الْعَشْرِ»* يَعْنِي: عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ.
6️⃣ *الفضيلة السادسة*: العمل الصالح فيها أفضل من العمل في سائر أيام العام: ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*، وأخرج البيهقي بإسناد حسن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ وَلَا أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي الْعَشْرِ الْأَضْحَى»*. فيحرص الشخص على الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد، والحرص على الصيام.
7️⃣ *الفضيلة السابعة*: اشتمالها على يوم عرفة الذي صيامه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.
8️⃣ *الفضيلة الثامنة*: اشتمالها على يوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر وهو يوم الأضحى والنحر ففي سنن أبي داود بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ»*، ويوم القَرِّ هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة؛ لأن الناس يقرُّون فيه بمنى؛ لأنهم قد فرغوا في الغالب: من طواف الإفاضة، والنحر، واستراحوا وقرُّوا.
9️⃣ *الفضيلة التاسعة*: ابتداء مناسك الحج الركن الخامس من أركان الإسلام في هذه العشر: حيث يتم الإحرام بالحج لدى غالبية الحجاج في اليوم الثامن من العشر الذي هو يوم التروية. ومعلوم مكانة الحج والعمرة في دين الإسلام وأن التقرب إلى الله بهما من أفضل الأعمال.
وبالجملة فقد امتازت عشر ذي الحجة بما لا يوجد في غيرها من الأيام باجتماع أمهات العبادة فيها من الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها، وإن المقصود من بيان فضل العشر هو الدعوة إلى الاجتهاد فيها بطاعة الله والتقرب إليه بأنواع العبادات من القيام بالواجبات والحرص على النوافل والمستحبات، وتقديم النفع والخير.
وفق الله الجميع.
🖋 د. بندر الخضر
___
قناة الواتس 👇
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام👇
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
ج/ إن لأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة فضلاً عظيماً ومكانة كبيرة، وقد ورد في بيان فضل العشر عموماً وفضل بعض أيامها على وجه الخصوص ما يدفع كل حريص على الخير إلى اغتنامها غاية الاغتنام والمبادرة فيها إلى كل فضيلة، وجعلها موسماً للمسارعة إلى الخيرات وترك المنكرات، ورد الحقوق إلى أهلها، والتخلص من مظالم العباد والاستعداد للقاء الله تعالى، ويمكن إجمال ما ورد في بيان فضلها فيما يلي:
1️⃣ *الفضيلة الأولى*: هي فاتحة أحد الأشهر الحرم التي خصها الله بالذكر وأكَّد على حرمة الظلم فيها فقال تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]، والأربعة الحرم هي: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، ورجب، ومعرفة حرمتها؛ تستلزم مزيد الاجتهاد فيها بطاعة الله.
2️⃣ *الفضيلة الثانية*: قسم الله بها: هذه العشر عظمها الله فأقسم بها في كتابه وهو من أعظم ما يكون في بيان أهميتها وإيضاح مكانتها قال تعالى: *{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 2]. وهي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين.
3️⃣ *الفضيلة الثالثة*: مدحه للذاكرين له فيها: هذه العشر هي الأيام المعلومات التي مدح الله الذاكرين له فيها فقال تعالى: *{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]. فلنكثر فيها من ذكر الله، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن الأيام المعلومات: هي عشر ذي الحجة.
4️⃣ *الفضيلة الرابعة*: هذه العشر هي ختام أشهر الحج التي نص الله عليها في كتابه بقوله سبحانه: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}* [البقرة: 197]، قال الجمهور: ختامها هي عشر ذي الحجة.
5️⃣ *الفضيلة الخامسة*: هذه العشر هي أفضل أيام الدنيا فقد أخرج البزار بسند صحيح عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا: أَيَّامُ الْعَشْرِ»* يَعْنِي: عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ.
6️⃣ *الفضيلة السادسة*: العمل الصالح فيها أفضل من العمل في سائر أيام العام: ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*، وأخرج البيهقي بإسناد حسن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ وَلَا أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي الْعَشْرِ الْأَضْحَى»*. فيحرص الشخص على الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد، والحرص على الصيام.
7️⃣ *الفضيلة السابعة*: اشتمالها على يوم عرفة الذي صيامه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.
8️⃣ *الفضيلة الثامنة*: اشتمالها على يوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر وهو يوم الأضحى والنحر ففي سنن أبي داود بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ»*، ويوم القَرِّ هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة؛ لأن الناس يقرُّون فيه بمنى؛ لأنهم قد فرغوا في الغالب: من طواف الإفاضة، والنحر، واستراحوا وقرُّوا.
9️⃣ *الفضيلة التاسعة*: ابتداء مناسك الحج الركن الخامس من أركان الإسلام في هذه العشر: حيث يتم الإحرام بالحج لدى غالبية الحجاج في اليوم الثامن من العشر الذي هو يوم التروية. ومعلوم مكانة الحج والعمرة في دين الإسلام وأن التقرب إلى الله بهما من أفضل الأعمال.
وبالجملة فقد امتازت عشر ذي الحجة بما لا يوجد في غيرها من الأيام باجتماع أمهات العبادة فيها من الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها، وإن المقصود من بيان فضل العشر هو الدعوة إلى الاجتهاد فيها بطاعة الله والتقرب إليه بأنواع العبادات من القيام بالواجبات والحرص على النوافل والمستحبات، وتقديم النفع والخير.
وفق الله الجميع.
🖋 د. بندر الخضر
___
قناة الواتس 👇
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام👇
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
WhatsApp.com
قناة د. بندر الخضر | WhatsApp Channel
قناة د. بندر الخضر WhatsApp Channel. أحكام شرعية وفوائد علمية ودروس ونصائح. 378 followers
*"أحكام يوم النحر"*، وفيه:
◽ بيان فضل يوم النحر
◽ وبيان كونه يوم الحج الأكبر ويوم الأضحى والنحر
◽ وبيان فضيلته بما فيه من صلاة العيد ومكانتها في دين الإسلام
◽ ومشروعية الخطبة
◽وبيان مشروعية التعبد لله بالأكل والشرب فيه
◽ وحرمة صيامه لأي سبب كان، واستحباب الإمساك عن الأكل حتى يرجع من المصلى
◽وبيان مشروعية إظهار الفرح والسرور، والتوسعة على النفس والأهل والعيال والتبسط في المباحات وترويح البدن من غير وقوع في محظور، وإدخال السرور على المعوزين والمحتاجين، وتبادل التهاني والدعاء بالقبول، ومشروعية الاجتماع والتزاور بين الأقارب والأرحام وغيرهم
◽ وبيان مشروعية التجمّل والاغتسال والتطيب ولبس جميل الثياب، وتنظيف الأفنية والبيوت والرواحل والطرقات، وعدم حمل السلاح إلا لحاجة كحفظ الأمن ونحوه
◽ وبيان مكانة تعظيم هذا اليوم وإقامة شعائره المختلفة
◽ والعناية بتنظيف القلوب وتطهيرها من الأحقاد والضغائن، وسائر الأمراض.
وفق الله الجميع.
_______
https://youtu.be/881nxyWzTOI
◽ بيان فضل يوم النحر
◽ وبيان كونه يوم الحج الأكبر ويوم الأضحى والنحر
◽ وبيان فضيلته بما فيه من صلاة العيد ومكانتها في دين الإسلام
◽ ومشروعية الخطبة
◽وبيان مشروعية التعبد لله بالأكل والشرب فيه
◽ وحرمة صيامه لأي سبب كان، واستحباب الإمساك عن الأكل حتى يرجع من المصلى
◽وبيان مشروعية إظهار الفرح والسرور، والتوسعة على النفس والأهل والعيال والتبسط في المباحات وترويح البدن من غير وقوع في محظور، وإدخال السرور على المعوزين والمحتاجين، وتبادل التهاني والدعاء بالقبول، ومشروعية الاجتماع والتزاور بين الأقارب والأرحام وغيرهم
◽ وبيان مشروعية التجمّل والاغتسال والتطيب ولبس جميل الثياب، وتنظيف الأفنية والبيوت والرواحل والطرقات، وعدم حمل السلاح إلا لحاجة كحفظ الأمن ونحوه
◽ وبيان مكانة تعظيم هذا اليوم وإقامة شعائره المختلفة
◽ والعناية بتنظيف القلوب وتطهيرها من الأحقاد والضغائن، وسائر الأمراض.
وفق الله الجميع.
_______
https://youtu.be/881nxyWzTOI
YouTube
[12] الدرس الثاني عشر: أحكام يوم النحر