Telegram Web Link
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الثاني عشر: يوم الاثنين 26/ ذو القعدة.
الدرس الثاني عشر: *أحكام يوم النحر (1)*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: يوم العاشر من ذي الحجة هو ختام أيام العشر ففيه ما في أيام العشر من الفضل ويزيد على ذلك بفضائل أخرى.

*ثانياً*: يوم النحر هو ويوم عرفة أفضل أيام العام.

*ثالثاً*: يوم النحر هو يوم الحج الأكبر ففيه تستكمل معظم أركان ومناسك الحج.

*رابعاً*: اليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم الأضحى والنحر؛ لما يحصل فيه من التقرب إلى الله بالأضحية والهدي قال تعالى: *{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}* [الكوثر: 2].

*خامساً*: يوم الأضحى هو أعظم أعياد المسلمين أكرم الله به هذه الأمة واختصها به وجعله من أعلام الدين الظاهرة ومن شعائره الجليلة التي في تعظيمها دليل على التقوى وقوة الإيمان قال تعالى: *{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}* [الحج: 32].

*سادساً*: من أعظم شعائر هذا اليوم صلاة العيد وهي عبادة عظيمة وطاعة جليلة ذات كيفية خاصة واجتماع عام، أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليها وكذلك الصحابة الكرام، وهي من تمام ذكر الله فينبغي الحرص عليها وعدم التكاسل في حضورها، ويُشرَع الخروج لأدائها في المصلى وهو أفضل من فعلها في المسجد.

*سابعاً*: يبدأ الوقت لصلاة العيد من ارتفاع الشمس قِيد رُمح أي: بعد طلوع الشمس بربع ساعة تقريباً، وأما الانتهاء فينتهي وقت صلاة العيد بانتصاف النهار، ولكن يعجّل في الأضحى ليتسع الوقت للأضحية.

*ثامناً*: صلاة العيد ركعتان بدون أذان ولا إقامة، وهي في صفتها كغيرها من الصلوات إلا أنه يستحب أن يكبر بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات قبل القراءة، وبعد تكبيرة القيام خمس تكبيرات قبل القراءة مع استحباب قراءة ما ورد *(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)* في الركعة الأولى، و *(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)* في الركعة الثانية، أو سورة ق والقمر، وله أن يقرأ غير ذلك مما تيسر من القرآن.

*تاسعاً*: ومن شعائر هذا اليوم خطبتا العيد وهما سنة ويستحب للإنسان الحضور والاستماع، وتكون الخطبة بعد الصلاة، وإن تيسر له الرجوع من المصلى من طريق غير التي ذهب منها فهو أفضل.

*عاشراً*: ذبح الأضحية في هذا اليوم أفضل من ذبحها في أيام التشريق؛ لما فيه من زيادة الفضل، ولما في ذلك من المبادرة للخير، فيبادر إليها بعد العودة من المصلى، وقد جاء في المتفق عليه عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِى يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّى ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَىْءٍ»*. ويجوز التأخير لذبحها لأحد أيام التشريق فقد أخرج أحمد بسند صحيح عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ»*، فعلى الإنسان أن يستشعر عظيم نعمة الله عليه بهذه العبادة ويتقرب بها طيب النفس مخلص الفعل قال تعالى: *{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}* [الحج: 37].

*الحادي عشر*: من عبادات هذا اليوم التعبد لله بالأكل والشرب؛ فإنه يحرم صيامه لأي سبب كان، وإنما يستحب الإمساك عن الأكل حتى يرجع من المصلى فيبدأ بالأكل من أضحيته إن لم يتأخر في الذبح ففي مسند أحمد بسند صحيح عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلَا يَأْكُلُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ. أما صوم اليوم فمعصية لله.

*الثاني عشر*: من شعائر الله في هذا اليوم إظهار الفرح والسرور، ومن ذلك التوسعة على النفس والأهل والعيال والتبسط في المباحات وترويح البدن من غير وقوع في محظور، كما ينبغي الحرص على إدخال السرور على المعوزين والمحتاجين، وإظهار الفرح في وجه من تلقاه من المسلمين، وتبادل التهاني والدعاء بالقبول.
يتبع ...

وفق الله الجميع

قناة التليجرام 👇
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الثاني عشر: يوم الاثنين 26/ ذو القعدة.
الدرس الثاني عشر: *أحكام يوم النحر (2)*، ويشتمل على ما يلي:

*الثالث عشر*: من شعائر هذا اليوم الاجتماع والتزاور بين الأقارب والأرحام، والجيران والأصدقاء والزملاء وغيرهم، وتجديد التواصل.

*الرابع عشر*: من شعائر هذا اليوم التكبير لله فيحرص على التكبير المقيد بعد الصلوات ويكثر من التكبير المطلق في مختلف الأوقات والأماكن يكبر بعد الصلوات، وفي بيته وطريقه، وعند ذهابه للمصلى، وحال جلوسه، وعند رجوعه وفي مختلف أحواله حتى آخر أيام التشريق.

*الخامس عشر*: مما يُشرَع في هذا اليوم التجمّل والاغتسال والتطيب ولبس جميل الثياب، وتنظيف الأفنية والبيوت والرواحل والطرقات، وعدم حمل السلاح إلا لحاجة كحفظ الأمن ونحوه، وقد بوَّب الإمام البخاري في صحيحه: باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم، ثم ذكر قول الحسن: وقال الحسن: نهوا أن يحملوا السلاح يوم عيد إلا أن يخافوا عدواً.

*السادس عشر*: إن المعظّم لشعائر الله يحرص على تعظيم هذا اليوم وإقامة شعائره المختلفة، فعلينا أن نقوم بحق هذا اليوم وأن نعظّم شعائره ونؤديها على وجهها بخشوع وحضور قلب، كما تجب العناية بتنظيف القلوب من الأحقاد والضغائن، وتطهيرها من الغل والحسد والشحناء والبغضاء، والحرص على الجمع بين جمال الظاهر والباطن، وتحقيق التآخي والتسامح.

وفق الله الجميع.

---------
قناة التليجرام 👇
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*فوائد في فقه العشر*
🖋️ د. بندر الخضر.

1️⃣ هذه العشر هي فاتحة أحد الأشهر الحرم التي خصها الله بالذكر وأكَّد على حرمة الظلم فيها فقال تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]. مما يستلزم مزيد الاجتهاد فيها بطاعة الله.

2️⃣ هذه العشر عظمها الله فأقسم بها في كتابه وهو من أعظم ما يكون في بيان أهميتها وإيضاح مكانتها قال تعالى: *{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 2].

3️⃣ هذه العشر هي الأيام المعلومات التي مدح الله الذاكرين له فيها فقال تعالى: *{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]. فلنكثر فيها من ذكر الله.

4️⃣ هذه العشر هي أفضل أيام الدنيا فقد أخرج البزار وصححه الألباني عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ*، يَعْنِي: عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ». وقد اجتمعت فيها أمهات العبادة من الصلاة والصيام والصدقة والحج وجدير بكل حريص على الخير أن يعرف قدرها ويعطيها حقها من الاجتهاد في طاعة الله والإقبال عليه والتزود من أنواع البر.

5️⃣ أحب ما يكون العمل الصالح إلى الله في هذه الأيام ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *« مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام »* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ »*. وأخرج البيهقي بإسناد حسن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: *« مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ وَلَا أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي الْعَشْرِ الْأَضْحَى»*.

6️⃣ لنكثر فيها من التهليل والتكبير والتحميد ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»*. وقال البخاري في صحيحه بصيغة التعليق مجزوماً به ووصله غيره: *«كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا، وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِد"*.

7️⃣ التكبير المطلق يبدأ من إهلال هلال ذي الحجة إلى نهاية اليوم الثالث عشر، وأما التكبير المقيد الذي يكون بعد الصلوات فمن صبح يوم عرفة وحتى آخر أيام التشريق.

8️⃣ لم ترد صيغة معينة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في التكبير وإنما وردت بعض الصيغ عن بعض الصحابة والأئمة والعلماء من هذه الصيغ أن يكبر مرتين: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد". أو أن يكبر ثلاث مرات: "اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إله إلا الله، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ولله الحمد". ومنها: "اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا". ومنها: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا". ومنها: "الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "الله أكبر إله أكبر الله أكبر كبيراً". وتعدد الصيغ يدل على التوسعة في الأمر قال الإمام الشافعي رحمه الله: "وَالتَّكْبِيرُ كما كَبَّرَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الصَّلَاةِ: اللَّهُ أَكْبَرُ فَيَبْدَأُ الْإِمَامُ، فيقول: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ حتى يَقُولَهَا ثَلَاثًا، وَإِنْ زَادَ تَكْبِيرًا فَحَسَنٌ، وَإِنْ زَادَ فقال: اللَّهُ أَكْبَرُ
كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ فَحَسَنٌ، وما زَادَ مع هذا من ذِكْرِ اللَّهِ أَحْبَبْتُهُ غير أَنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْدَأَ بِثَلَاثِ تَكْبِيرَاتٍ نَسْقًا، وَإِنْ اقْتَصَرَ على وَاحِدَةٍ أَجْزَأَتْهُ.

9️⃣ صيام تسع ذي الحجة مستحب استحباباً شديداً وهو داخل في عموم العمل الصالح المرغَّب فيه وأخرج أبو داود بسند صحيح عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: *"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تِسْعَ ذي الحِجةِ، ويومَ عاشوراءَ، وثلاثة أيام من كل شهر.."*. وآكدها يوم عرفة ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.

🔟 احرص أن تحوز يومياً في العشر أو ما تيسر لك من أيامها على أجر حجة وعمرة تامة بالجلوس بعد صلاة الفجر في مصلاك مشتغلاً بالذكر والعبادة إلى ما بعد طلوع الشمس بربع ساعة ثم صلاة ركعتين فقد روى الترمذي بإسناد حسن عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *« مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ»*. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ »*.

1️⃣1️⃣ من أعظم العبادات والتي يحسن التذكير بها في هذه الأيام الفاضلة السعي في نفع الناس وقضاء حوائجهم ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ، ...»*.

2️⃣1️⃣ من أعظم عباداتك في هذه العشر تلاوة القرآن وإذا كان يستحب للإنسان الإكثار من الذكر فمن باب أولى القرآن الكريم الذي هو خير الكلام وهو يتضمن جميع الأذكار الفاضلة من تكبير وتهليل وتحميد وتسبيح. وقد بوَّب الإمام البخاري في صحيحه (6/ 190): بَابُ فَضْلِ القُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الكَلاَمِ. وهو من أكبر أبواب كسب الحسنات كما وردت بذلك النصوص وفي صحيح مسلم عن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: *«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ..»*.

3️⃣1️⃣ احرص على الصدقة في كل يوم من أيام العشر فإن الصدقة من أعظم دوافع البلاء والعذاب ففي المتفق عليه عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ ثُمَّ قَالَ: *«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»*.

4️⃣1️⃣ احرص في هذه العشر على تفطير الصائمين فهي عبادة يسيرة على من يسر الله عليه وأجرها عظيم فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *« مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»*. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والمراد بتفطيره: أن يشبعه". وسواء صنعه له الأكل في بيته ودعاه إليه أو أرسله له.

5️⃣1️⃣ من أعظم العبادات والتي يحسن التذكير بها في هذه الأيام الفاضلة عبادة الدعاء فقد أخرج الترمذي وابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الدُّعَاءِ»*. وأخرج ابن حبان بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«إذا سأل أحدُكم فليكثرْ فإنما يسألُ ربَّه»*. فاحرص أخي المسلم على الدعاء لنفسك ووالديك وأولادك وإخوانك المسلمين بخيري الدنيا والآخرة. ومن كان صائماً في أيام العشر فإنه يجمع مع فضيلة الدعاء في العشر فضيلة الدعاء حال الصيام ووقت الإفطار.
6️⃣1️⃣ الحريص على الأجر يكون اجتهاده مع دخول العشر كبيراً في أنواع العبادات؛ فهي أيام وتمضي وهذا هو حال السلف عليهم رحمة الله ففي سنن الدارمي بسند صحيح أن سَعِيدَ بْن جُبَيْرٍ رحمه الله (وهو راوي حديث العشر عن ابن عباس رضي الله عنهما) كان إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ".

7️⃣1️⃣أكثر في العشر من قول: "لا إله إلا الله" ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *« فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ»*. وفي سنن الترمذي وابن ماجه بسند حسن عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: *«أَفْضَلُ الذِّكْرِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»*. وفي مسند أبي يعلى الموصلي بسند حسنه الألباني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا»*.

8️⃣1️⃣ أكثر في العشر من حمد الله ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ ..والتحميد»*. وفي سنن الترمذي وابن ماجه بسند حسن عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: *«وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ»*. وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...»*. وفي صحيح مسلم عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ»*.

9️⃣1️⃣ أكثر في العشر من سائر الذكر فإن الله قد قال *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ؟ قَالَ: *«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»*.

0️⃣2️⃣احرص في هذه العشر على التعبد لله برفع المعاناة عن الناس في أي مجال من مجالات حياتهم الخاصة أو العامة تستجلب الأجر العظيم ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ»*. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَز عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُ»*.

1️⃣2️⃣ احرص على الظفر بخير يوم عرفة ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ قال: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*. وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَال: *«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ»*. وفي سنن الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»*.

وكذلك احرص على الظفر بخير يوم النحر والقيام بعباداته العظيمة، وأتمّ هذا الخير بعبادات أيام التشريق، وشكر الله على هذا الخير العظيم والنعم الجليلة.

وفق الله الجميع.
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الثالث عشر: يوم الثلاثاء 27/ ذو القعدة.
الدرس الثالث عشر: *أحكام صلاة العيد*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: صلاة العيد مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع، وإن أدلة القائلين بالوجوب لتدعو المسلم إلى الحرص على القيام بها والبعد عن التخلف عنها من غير عذر.

*ثانياً*: يُشرَع الخروج لصلاة العيدين في المصلى، وإخراج الصبيان والنساء عند أمن الفتنة، والتزامهن آداب الإسلام في الخروج.

*ثالثاً*: يستحب تبكير الناس في الخروج إلى المصلى، وتأخر الإمام إلى الوقت الذي يوافي فيه الصلاة، وأفضلية الخروج للقادر ماشياً وبسكينة ووقار ومخالفة الطريق.

*رابعاً*: يُشرع للمسلم أن يرفع صوته بالتكبير وهو متجه إلى المصلى، وإذا وصل المصلى فإنه يسن له الاشتغال بالتكبير والذكر حتى يخرج الإمام.

*خامساً*: ليس للعيد سنة قبلها ولا بعدها، وأما مطلق التنفل بعد خروج وقت النهي فهو مما وقع الخلاف فيه بين الصحابة والتابعين فمنعه طائفة وأجازه آخرون، وترجيح أحد الأمرين هو من الاجتهاد السائغ فلا ينبغي الإنكار على من فعله ولا على من تركه.

*سادساً*: وقت صلاة العيد. لا خلاف بين الفقهاء في أن صلاة العيد لا تصلى قبل طلوع الشمس ولا بعد انتصاف النهار، والراجح أن وقت الجواز يبدأ من ارتفاع الشمس قدر رمح أي: بعد طلوع الشمس بربع ساعة تقريباً، وذلك عند جواز النافلة وينتهي بانتصاف النهار، ويُكرَه تأخيرها بعد ارتفاع الشمس تأخيراً زائداً، وتكون الصلاة قبل الخطبة.

*سابعاً*: صلاة العيد ركعتان جماعة بدون أذان ولا إقامة، يفتتحها المصلي بتكبيرة الإحرام، ثم سبع تكبيرات قبل القراءة، ثم دعاء الاستفتاح، ثم التعوذ والبسملة والفاتحة، ثم ما تيسر من القرآن، ويستحب أن يفتتح الركعة الثانية بخمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، والأفضل أن يقرأ ب (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) أو بِ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) في الركعة الأولى، وَبِ(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) أو (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) في الركعة الثانية. وفي القراءة بهذه السور حكمة ظاهرة تتناسب مع أعمال العيدين، ويسن الجهر بالقراءة.

*ثامناً*: التكبيرات الزوائد سنة بالاتفاق، وهي سبع تكبيرات في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية بعد تكبيرة القيام قبل القراءة، ويحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بين كل تكبيرتين، وإن شك في عدد التكبيرات فإن غلب على ظنه أحد الاحتمالين عمل به وإلا بنى على اليقين وهو الأقل، ويرفع يديه مع كل تكبيرة، ولو نسي التكبيرات الزوائد في صلاة العيد فلا يقضيهن ولا يعود إليهن بعد الركوع، وله أن يعود إليهن بعد شروعه في القراءة ثم يسجد للسهو، ويجهر بالتكبيرات، مع الإسرار بالذكر بينهن.

*تاسعاً*: من فاتته صلاة العيد صلاها ما لم تزل الشمس، وتكون صلاته إياها كصفتها، وإذا وصل المصلى وقد فاتته الصلاة فيستمع الخطبة ثم يصلي؛ ليجمع بين المصلحتين، ثم إن كانوا مجموعة صلوها جماعة، وإلا صلى وحده.

*عاشراً*: تكون الخطبة بعد الصلاة إجماعاً، ولا وجه للخلاف في ذلك، وأما الاستماع إليها فسنة يثاب الإنسان على فعلها ولا إثم في الانصراف، وللعيد خطبتان، وتجوز الخطبة على منبر، ويُشرَع استفتاح الخطبتين بالتكبير عند جمهور العلماء، وذهب طائفة من العلماء أنها تُستَفتَح بالحمد كسائر الخطب.

*الحادي عشر*: إن العيد شعيرة من الشعائر الشرعية التي ينبغي التعبد لله تعالى بالفرح بها وفيها، وإن من مظاهر الفرح في العيد القيام بأعمال اللهو المباح، والتوسعة على النفس والأهل والأولاد من دون إسراف، وإدخال السرور على الفقراء والمساكين، وإظهار الفرح في وجه من تلقاه من المسلمين، ويُشرَع التزاور والتهنئة بالعيد، والاجتماع على الطعام أيام العيد والتشريق.

*الثاني عشر*: يحرم صيام العيدين، ويُكرَه حمل السلاح في العيد لغير حاجة، ومن دعته الحاجة إلى حمل السلاح فليحمله مع التأكد من تأمينه وعدم تعاطيه إلا بعد التأكد من ذلك، وعدم الممازحة به كتوجيهه إلى الآخرين على سبيل اللعب، والحذر من العبث به عن طريق إطلاق النيران في الهواء بما لا فائدة فيه على الرامي ولا على غيره، بل فيه مضرة وإزعاج، وربما إتلاف أعضاء وأنفس من الذخيرة الراجعة وربما المباشرة.

تقبل الله من الجميع.

___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*(دروس فقه العشر)*
الدرس الثالث عشر:
"أحكام صلاة العيد"، وفيه:
بيان حكم صلاة العيد
وصفة الخروج إليها
وحكم التنفل قبلها
ووقت صلاة العيد
وكيفيتها
وماذا يفعل من فاتته صلاة العيد
وكيفية الخطبة، وحكم حضورها
والحكم إذا اجتمع الجمعة والعيد في يوم واحد
وذِكر بعض شعائر يوم العيد
والتحذير من بعض المخالفات.

وفق الله الجميع.
_
https://youtu.be/pwrCAZwze6A
*س/ ما هو فضل عشر ذي الحجة؟ وما هي أهمّ الأعمال التي ينبغي أن يحرص الإنسان عليها في هذه العشر؟*

ج/ *عشر ذي الحجة هي أفضل أيام الدنيا*، وقد دلت النصوص الشرعية الكثيرة على عظم مكانتها وعلو منزلتها عند الله، من ذلك:

أن الله أقسم بها في كتابه الكريم وهو من أعظم ما يكون في بيان أهميتها وإيضاح مكانتها قال تعالى: *{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 1، 2].

ومن مكانتها: أن الله مدح الذاكرين له فيها، مع أن الذكر ممدوح في كل الأوقات، ولكن هذا دليل مزيّة لهذه الأيام قال تعالى: *{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28].

وجاء البيان النبوي بأنها أفضل أيام الدنيا فقد أخرج البزار وغيره بسند صحيح عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ»*، يَعْنِي: عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ.

وجاء في الصحيح أن حسنات هذه العشر تعادل حسنات من أنفق كل ماله وكل وقته وقدّم روحه ونفسه في سبيل الله ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*.

وأخرج البيهقي بإسناد حسن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ وَلَا أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي الْعَشْرِ الْأَضْحَى».*

إنها أثمن وأغلى أيام في حياتك، وقد اجتمع فيها من أمهات العبادات والفضائل مالم يجتمع في غيرها

فهي من أيام الشهور المحرمة المعظمة عند الله،

وهي في أشهر الحج بل يقع فيها أعظم أعمال الحج،

وفيها يوم عرفة ويوم النحر ومعلوم ما فيهما من عبادات عظيمة،

وفيها الصدقة وبذل المال في الأضحية وغير ذلك،
مما يستلزم شكر الله على بلوغها وحسن اغتنامها في الاجتهاد في طاعة الله وعبادته.

وأول ما يجب هو المبادرة بالتوبة من التقصير في أي واجب، والتوبة من الوقوع في أي محرم، والمبادرة في التخلي عن أي أذية أو حقد وضغينة، والتحلل من مظالم الناس.

ثم ينبغي الحرص على الازدياد من الحسنات والصالحات فمع المحافظة على صلاة الجماعة ينبغي الحرص على نوافل الصلاة من صلاة الليل والوتر، والمحافظة على السنن الرواتب، وصلاة الضحى، ومن تيسر له الجلوس بعد صلاة الفجر في مصلاه، مشتغلاً بالذكر والعبادة إلى ما بعد طلوع الشمس بربع ساعة ثم صلاة ركعتين ففيه أجر حجة وعمرة كما ثبت بذلك الحديث،

وينبغي الحرص على صوم تسع ذي الحجة؛ فهي من عبادات النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العشر، وآكد ما يكون هو صوم يوم عرفة فهو يكفر ذنوب سنتين.

وينبغي الإكثار من تلاوة القرآن وذكر الله *وأن نملأ الأجواء بتكبير الله وذكره فالتكبير المطلق في هذه العشر يعتبر من السنن المهجورة في كثير من الأماكن،* وقد جاء في مسند أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»* .

كما ينبغي الحرص على الصدقة وتفطير الصائمين وتجديد التواصل مع الأقارب والأرحام والحرص على الدعوة للخير فالدال على الخير كفاعله، والسعي في نفع الآخرين وقضاء حوائجهم والعمل على رفع المعاناة عنهم؛ فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم.

كما ينبغي الحرص على الإكثار من الاستغفار والدعاء فهو مفتاح لكل خير، فلنكثر من الدعاء لأنفسنا ولبلدنا وأمتنا ولسائر من له حق علينا من الأحياء والميتين، ولا نغفل عن الدعاء لإخواننا في غزة وفلسطين.

وهكذا علينا أن نجتهد في أنواع العبادات والطاعات فإنها أيام وتذهب، فهنيئاً لمن يغتنمها وقد كان السلف عليهم رحمة الله يجتهدون اجتهاداً عظيماً في هذه العشر

ففي سنن الدارمي بسند صحيح أن سَعِيدَ بْن جُبَيْرٍ رحمه الله (وهو راوي حديث العشر عن ابن عباس رضي الله عنهما) كان إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ".

سائلاً الله التوفيق للجميع.

🖋د. بندر الخضر .
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*.
د. بندر الخضر.
اليوم الرابع عشر: يوم الأربعاء 28/ ذو القعدة.
الدرس الرابع عشر: *أحكام أيام التشريق*. ويشتمل على ما يلي:

*أولاً: تعريفها*: أيام التشريق هي الأيام المعدودات المقصودة في قول الله تعالى: *{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}* [البقرة: 203]، وهي: ثلاثة أيام بعد يوم النحر.

*ثانياً: سبب التسمية*. سميت بذلك؛ لأن لحم الأضاحي يُشرَّق فيها للشمس، وقيل: لأن الهدي والضحايا لا تنحر حتى تشرق الشمس، وتسمى: أيام منى، وأيام النحر، وأيام الرمي، والأيام المعدودات، واليوم (الأول) منها يقال له: يوم القَر بفتح القاف؛ لأن الحجاج يقرون فيه بمنى (والثاني) يوم النفر الأول؛ لأنه يجوز النفر فيه لمن تعجل (والثالث) يوم النفر الثاني.

*ثالثاً*: ذكر الله فيها له أفضلية خاصة قال تعالى: *{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}* [البقرة: 203]، فللذكر فيها مزية ليست لغيرها، ... ويدخل في ذكر الله فيها، ذكره عند رمي الجمار، وعند الذبح، والذكر المقيد عقب الفرائض، والتكبير المطلق، كالعشر".

*رابعاً*: أيام التشريق هي من أيام العيد: وقد جاء تسميتها في أعياد المسلمين في كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخرج أبو داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَهِىَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»*.

*خامساً*: هي أيام لا يجوز فيها الصيام ففي صحيح مسلم عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»* وفي رواية: *«وَذِكْرٍ لِلَّهِ»*، وفي صحيح مسلم عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ وَأَوْسَ بْنَ الْحَدَثَانِ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فَنَادَى: *«أَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ. وَأَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»*، وأخرج أحمد بسند حسن أن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه كان عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْضَاءِ حِينَ وَقَفَ عَلَى شِعْبِ الْأَنْصَارِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: *«إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأَيَّامِ صِيَامٍ إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ»*، وأخرج أحمد بسند صحيح عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى، وَنَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاهِدٌ وَالرَّجُلُ يَقُولُ: *"لَا تَصُومُوا هَذِهِ الْأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ"*، قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرَ لَنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُنَادِي كَانَ بِلَالًا، وأخرج أحمد بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أُنَادِيَ أَيَّامَ مِنًى *إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَلَا صَوْمَ فِيهَا*، يَعْنِي: أَيَّامَ التَّشْرِيقِ.

*سادساً*: لا يجوز الصيام إلا للحاج الذي لم يجد الهدي ففي صحيح البخاري عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما قالا: *"لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يَصُمْنَ إلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْهَدْيَ"*.

*سابعاً*: أيام التشريق هي محل لذبح الأضحية فقد أخرج أحمد بسند صحيح عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«... وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ»*.

*ثامناً*: هي أيام للتكبير المطلق وقد ذكر الإمام البخاري جملة من الآثار في ذلك، وهي تدل أن التكبير في هذه الأيام عام عقب المكتوبات والنوافل وللرجال والنساء وللجماعة والمنفرد وفي المؤداة والمقضية وللمقيم والمسافر ولساكن المصر والقرية.

*تاسعاً*: هي وقت لرمي الجمار بالنسبة للحجاج والذي يبدأ بعد زوال شمس كل يوم من أيامها ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: *رَمَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى، وَأَمَّا بَعْدُ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ*. ولذلك فإن مما يُشرَع للحجاج بقاؤهم بمنى أيام التشريق ومبيتهم فيها ورمي الجمار.

*عاشراً*: هي ختام أيام الحج: وبها يختم الحجاج هذه العبادة العظيمة.

فعلينا أن نشكر الله ونكثر من ذكره وتكبيره قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}* [الأحزاب: 41].
وفق الله الجميع وتقبل منا ومنكم.
_____
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة تليجرام
https://www.tg-me.com/dr_alkhader
س/ *هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صام تسع ذي الحجة؟*

ج/ *نعم* ثبت صومه صلى الله عليه وسلم لها في حديث صححه غير واحد من المحدثين، ففي سنن أبي داود بسند صحيح عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: *"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تِسْعَ ذي الحِجةِ، ويومَ عاشوراءَ، وثلاثة أيام من كل شهر..*".

وأيضاً صيامها *يعتبر من العمل الصالح الذي جاء الترغيب فيه*، فمن تيسر له صومها أو صوم بعض أيامها فهو مأجور،

وآكد ما يكون هو صوم يوم عرفة فصومه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.

فينبغي أن نستشعر نعمة الله علينا بهذه العشر، وأن نجتهد في سائر أيامها بأنواع الطاعة والعبادة، والإكثار من ذكر الله وتكبيره، والحرص على الصدقة ونفع الناس، وإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين وغير ذلك من أنواع البر.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.

__
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*هنيئاً للجميع*

إدراك أفضل أيام العام، ويستلزم ذلك شكر الله تعالى والاجتهاد فيها بأنواع العبادات والطاعات، والمسارعة لكل خير،

وهي كغيرها من مواسم العبادات فرصة كبيرة لتهذيب النفس وإصلاح السلوك والارتقاء الإيماني، والمبادرة في التحلل من مظالم العباد وأداء الحقوق، والتخلص من الشحناء والبغضاء لبعضنا، وتقوية روابط التواصل والتعاون مع كل من يسعى في خير البلد،

والحرص على تقديم الخير للبلاد والنفع العباد، وتقديم أي جهد في رفع المعاناة عنهم من خلال منصب أو جاه أو مال، أو نفع بدني أو مادي أو معنوي أو غير ذلك؛ فإن الله غفر لامرئ استخدم قوته البدنية في إزاحة الشوك عن طريق المسلمين، وغفر لامرئ استخدم قوته المالية في التجاوز عن المعسرين وقد أخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس، وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم، أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً، أو تَقْضِي عنه دَيْناً، أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً...»*.

ولنكثر من الدعاء لأنفسنا وبلدنا وأمتنا وغزة وفلسطين، وسائر من له حق علينا من الأحياء والميتين، سائلاً الله تعالى أن يوفقنا لاغتنام هذه العشر بما يرضيه عنا، وأن يجعلها عشر خير وسعادة على الجميع، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

🖋️ د. بندر الخضر.

https://www.facebook.com/share/p/XXowHtDiK6KG3G6k/?mibextid=oFDknk
*س/ نسمع أنه يستحب في عشر ذي الحجة الإكثار من التكبير المطلق ما معناه ومتى يكون؟ وهل الأفضل الإسرار به أم الجهر؟*

ج/ التكبير نوعان:

◀️ الأول المطلق، ويسمى المرسل:
وهو الذي لا يتقيد بحال ولا بوقت بل يكون في مختلف الأوقات، ويؤتى به في المنازل والمساجد والأسواق والطرقات وغير ذلك ليلاً ونهاراً، وهذا التكبير المطلق يبدأ من غروب شمس آخر يوم في شهر ذي القعدة إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة الذي هو آخر أيام التشريق.

◀️ والنوع الآخر من التكبير يسمى المقيد: وهو الذي يؤتى به في أدبار الصلوات، ويكون من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة العصر من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة الذي هو آخر أيام التشريق.

📝. والسنة رفع الصوت بالتكبير فهو الثابت من فعل الصحابة رضي الله عنهم ففي صحيح البخاري: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ: *«يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا»*،
وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه *يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا»*.

فلنحرص على الإكثار من هذه العبادة اليسيرة الأداء والعظيمة الأجر.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
_
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

لا إله إلا الله،

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً،

لا إله إلا الله،

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
*س/ مع تجدد مناسبات الفرح والزواج كثير من الناس يعبرون عن ذلك بإطلاق الأعيرة النارية ويعتبرونه من إكرام العرسان، فهل عليهم في ذلك شيء؟*

ج/📝 *نعم* هذا الفعل يعتبر من الأعمال الخاطئة والتصرفات الضارة التي جلبت الكثير من الجنايات على كثير من الأرواح والأبدان والممتلكات وحوّلت الكثير من الأفراح إلى أحزان وأتراح،
ومخالفة هذا الفعل للشريعة الإسلامية ظاهر من وجوه كثيرها منها:

◀️ أن فيه استهانة بقتل النفوس وإزهاق الأرواح حيث ثبت عملياً حصول ذلك بسبب هذا الفعل؛ مما يستلزم من كل معظّم لما عظّمه الله أن يبتعد عن الوقوع فيه، ونجد أن شريعتنا الإسلامية العظيمة قد حرّمت الإشارة لأخيك بالسلاح حتى لا يكون سبباً في قتله فكيف بإطلاق النيران وسط التجمعات السكانية وفي طريق مرور الناس وأماكن جلوسهم؟

👈 جاء في المتفق عليه عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: *«لاَ يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلاَحِ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي، لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ»*.

📍وفي صحيح مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ»*.

📍كما جاء النهي عن ترك نصال السيوف بدون غمد حتى لا يخدش أحداً أو يصيبه وهو لا يعلم *فكيف بالعبث بالرصاص المذكور؟*

👈 جاء في المتفق عليه عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: *«إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا، أَوْ فِي سُوقِنَا، وَمَعَهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا بِكَفِّهِ، أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا بِشَيْءٍ»* أَوْ قَالَ: *«لِيَقْبِضَ عَلَى نِصَالِهَا»* .

وفي صحيح مسلم عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه *«أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِأَسْهُمٍ فِي الْمَسْجِدِ، قَدْ أَبْدَى نُصُولَهَا، فَأُمِرَ أَنْ يَأْخُذَ بِنُصُولِهَا، كَيْ لَا يَخْدِشَ مُسْلِمًا»*،

📍 وجاء النهي عن تعاطي السلاح وهو مسلول خشية أن يصيب أحداً من غير قصد فقد روى أحمد بسند جيد عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ يَتَعَاطَوْنَ سَيْفًا مَسْلُولًا، فَقَالَ: *«لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ أَوَ لَيْسَ قَدْ نَهَيْتُ عَنْ هَذَا»*، ثُمَّ قَالَ: *«إِذَا سَلَّ أَحَدُكُمْ سَيْفَهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَأَرَادَ أَنْ يُنَاوِلَهُ أَخَاهُ، فَلْيُغْمِدْهُ، ثُمَّ يُنَاوِلْهُ إِيَّاهُ»*.

🛑 كل هذا من حفاظ الإسلام على النفوس وحرصه على الأرواح، فهل يعي ذلك من لا يبالون بما يترتب على رصاصاتهم من جنايات؟.

◀️ *الأمر الثاني*: أن في هذا الفعل استهانة بالمسؤولية عن إنفاق المال فإن الإنسان كما يُسأَل بين يدي الله من أين اكتسب المال كذلك يُسأل فيم أنفقه؟

فكيف سيكون جوابه وهو أنفقه في الإسراف والتبذير والحرق والإضرار بالآخرين وصَرَفه في غير وجهه وبذله فيما نهى الله عنه؟ قال تعالى: *{وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}* [الأنعام: 141]، وقال تعالى: *{وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}* [الإسراء: 26، 27].

◀️ *الأمر الثالث*: في هذا الفعل ترويع للآمنين وإقلاق للسكينة العامة وإزعاج وتكدير لراحة الآخرين وأذية لهم، وبخاصة المرضى والصغار وكبار السن وقد قال تعالى: *{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}* [الأحزاب: 58]
وروى أحمد وأبو داود بسند صحيح أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: *«لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»*.

◀️ *الأمر الرابع*: فيه بطَر بالنعمة واستخدامها في غير وجهها؛ وهذا يؤدي لسلب النعم وحلول النّقم وقد قال تعالى: *{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}* [النحل: 112].

👈 وكان الأولى بمن أنعم الله عليه بهذا المال الذي يستخدمه في الرصاص أن يواسي به أهل الحاجة من الأقارب أو الجيران أو غيرهم فيحفظ نعمة الله عليه ويستجلب البركة في ماله والثواب من ربه، ويكون له أجر المشاركة في رفع المعاناة وقد أخرج الطبراني بسند حسن عن أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«مَا آمَنَ بي من بَاتَ شَبْعانٌ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ
وهو يَعْلَمُ بِه».*

🛑 فكيف بمن يبيت يعبث بالرصاص والذخيرة الحية وبعض أقاربه وجيرانه يعانون الفقر والحاجة؟.

◀️ *الأمر الخامس*: الإصرار على الوقوع في هذا الفعل يعتبر من الاستهانة بالإضرار بالآخرين وهو محرم شرعاً وقد جاء الوعيد الشديد فيه في نصوص كثيرة منها ما رواه أبو داود والترمذي بسند حسن عَنْ أَبِي صِرْمَةَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا ضَارَّهُ اَللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ مُسلمًا شَقَّ اَللَّهُ عَلَيْهِ».*

🛑 كل هذا وغيره يوجب البعد عن الوقوع في هذه الظاهرة السيئة، ويستلزم من الجميع التعاون في تخليص المجتمع منها كل واحد من موقع مسؤوليته من الجهات الرسمية والعلماء والدعاة والخطباء والآباء والأساتذة والكتّاب والجميع فهو من التعاون على البر والتقوى وقد قال تعالى: *{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}* [المائدة: 2].

📝 ومن يقول أريد إكرام العرسان فيمكن يجعل ثمن الرصاص في هدايا لهم أو أي شيء ينفع، لا بالوقوع في هذه المخالفة المشتملة على الضرر والأذى.

سائلاً الله أن يوفق الجميع لتسخير نعمه في مرضاته، وأن يعيذنا من كل شر وسوء وبلاء، ويوفق كل من يسعى في الخير، ويحفظ سائر مناسباتنا من سائر المخالفات والتجاوزات، وأن يبارك في الزواجات ويسعد الجميع ويوفقهم.

🖋️ د. بندر الخضر.
════ ❁✿❁ ════

http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*《برنامج فقه الحج》*

◀️ الدرس الأول: *مسائل في حكم الحج:*
https://youtu.be/qn1T_TuJIBk

◀️ الدرس الثاني: *فضائل الحج:*
https://youtu.be/SLAGQ9GdtEg

◀️الدرس الثالث:*شروط الحج:*
https://youtu.be/sNBmTsDccuQ

◀️ الدرس الرابع: *تنبيهات مهمة لقاصد الحج:*
https://youtu.be/ZcVukr4duNs

◀️ الدرس الخامس: *أحكام الميقات:*
https://youtu.be/V_mjBmVqJC0

◀️ الدرس السادس: *أحكام الإحرام:*
https://youtu.be/OfbEvy1sEnA


◀️ الدرس السابع: *محظورات الإحرام:*
https://youtu.be/SmZkNac6pa8

◀️ الدرس الثامن: *أعمال أول أيام الحج (يوم التروية)*
https://youtu.be/p4Dnva9mEN8

◀️ الدرس التاسع: *أعمال يوم عرفة وليلة العيد*
https://youtu.be/qAsMwRR5jO4

◀️ الدرس العاشر: *أعمال يوم النحر (يوم العيد)*
https://youtu.be/ZG4PbjHmUMQ

◀️ الدرس الحادي عشر: *أعمال أيام التشريق وختام الحج:*
https://youtu.be/6CTptT0gPKc
2025/07/07 10:23:54
Back to Top
HTML Embed Code: