Telegram Web Link
*س/ ما هو فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟ ومتى يبدأ؟*

ج/ 📌 *قد وردت الأحاديث الصحيحة في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة* فقد أخرج الحاكم والبيهقي بسند صحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»*، واليوم يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وبعض المحدثين صحح أو حسّن رواية ذِكر ليلة الجمعة من قول أبي سعيد رضي الله عنه ففي سنن الدارمي بسند صححه جماعة من المحدثين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: *"مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ"* .
📌 وبناءً عليه فيبدأ وقت القراءة من غروب شمس يوم الخميس وينتهي بغروب شمس يوم الجمعة، وإن كان الأفضل أن يقرأها يوم الجمعة، فلا تفوتنا أي جمعة دون الظفر بهذا الفضل العظيم. وفقني الله وإياكم.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هل للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضلية في يوم الجمعة؟*
ج/
📝 الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم طاعة عظيمة وعبادة جليلة وفيها فضل كبير، وأجر كثير في مختلف الأوقات، ولها مزيد مزية في يوم الجمعة وليلتها؛ مما يستلزم الإكثار منها
📍فقد روى أبو داود وغيره بإسناد صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ»* قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْت، أي: بَلِيتَ، فَقَالَ: *«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ»*،
📍وروى البيهقي بسند حسن عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *"أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا"*،
فلنحرص على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبخاصة في يوم الجمعة وليلتها.

وفقني الله وإياكم.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*وجود الوالدين*

أحب أن أذكّر الجميع بأن وجود الوالدين أو أحدهما نعمة عظيمة، ومنحة جليلة فالحذر من الإعراض عنهما أو التقصير في حقهما، فإن من الناس من أعرض عن والديه فلا يهمه دعاؤهما، ولا يعنيه مرضهما أو شفاؤهما، يستثقل الجلوس معهما إن كان حاضراً، ويستكثر الاتصال بهما إن كان مسافراً، لا يفضي إليهما بسر ولا يستشيرهما في أمر،

وربما وقع في صور كثيرة من العقوق مخالفاً لما ورد من الوصية بهما، ووجوب القيام بحقهما قال تعالى: *{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}* [الإسراء: 23، 24]، وأخرج الترمذي بسند حسن عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ»*.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*س/ ما هو أجر السعي في رفع المعاناة عن الناس؟*

ج/ السعي في نفع الناس ورفع المعاناة عنهم في أي مجال من مجالات حياتهم العامة أو الخاصة عبادة عظيمة وطاعة جليلة؛ فإن الله غفر لامرئ أزاح الشوك عن طريق المشاة المارّين، وغفر لامرئ كان يتجاوز عن المعسرين وقد أخرج الطبراني بسند حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: *«أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس، وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم، أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً، أو تَقْضِي عنه دَيْناً، أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً...»*،

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *« ... وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ...»*.

وفي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ»*،

وروى الطبراني في المعجم الأوسط بسند حسن عن عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: *«إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى مُؤْمِنٍ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ كَسَوْتَ عُرْيَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً»*،

فلنحرص ولا نستقل أي شيء في ذلك ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ»*.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
للاشتراك في قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

للاشتراك في قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هل ورد ما يدل على أن بعد ظهر يوم الأربعاء من أوقات استجابة الدعاء؟*

ج/ 📝 نعم ورد ما يدل على أن ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء هو من أوقات استجابة الدعاء في حديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد في المسند بسند حسنه جماعة من المحدثين عن جابر رضي الله عنه *أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ"* قَالَ جَابِرٌ: *«فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ»*،

ففهم جابر رضي الله عنه أن هذا من أوقات استجابة الدعاء وكان يتحرى الدعاء فيه.

فعلينا أن نغتنم سائر أوقات استجابة الدعاء في الدعاء لأنفسنا وبلدنا وأمتنا، وغزة وفلسطين، وأن ينتقم من اليهود المعتدين، ومن يساندهم من سائر المجرمين، وأن يعجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمين.

🖋د. بندر الخضر.
___
للاشتراك في قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

للاشتراك في قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هنالك حديث يذكر أعمالاً إذا قام بها الشخص في يوم الجمعة كان كفّارة له، فما هي هذه الأعمال؟*

ج/ يوم الجمعة هو يوم عظيم، وهو عيد الإسلام الأسبوعي، وله فضائل كثيرة؛ مما يستلزم الحرص على اغتنامه والتأدب بآدابه، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وتلاوة سورة الكهف، والإكثار من الدعاء ففيه ساعة إجابة، وأما المشار إليه في السؤال فقد ورد في ذلك أكثر من حديث، منها ما في صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»*،

وروى أحمد وأبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا»*.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الصلاة*

إن التعامل مع الصلاة باستهانة ولا مبالاة، وإيثار النوم أو الرياضة، أو العمل عليها، أو غير ذلك من أشغال الحياة، أمر في غاية الخطورة وعاقبته أليمة، فالحذر من ذلك وقد قال تعالى: *{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}* [الماعون: 4، 5]،

وقال تعالى: *{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}* [مريم: 59، 60].

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.

----------
للاشتراك في القناة
👇

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*س/ ما حكم مساندة المسلم لأخيه المسلم حينما يقع العدوان عليه كما يحصل أيامنا هذه في غزة وفلسطين؟*

ج/ حكم ذلك أنه واجب شرعاً كل واحد بما يمكنه ويستطيعه على مختلف الأصعدة والمجالات، وهذه المساندة هي من أعظم الطاعات وأفضل العبادات ويجني الناس ثمرتها في الدنيا والآخرة،

وهي من النصرة المأمور بها شرعاً قال تعالى: *{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}* [الأنفال: 72]، وفي المتفق عليه عن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قال: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ: *«... وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ»*،

وهي من التعاون الواجب قال تعالى: *{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}* [المائدة: 2]، وهي مما فرضه الله في موالاة المسلم لأخيه المسلم قال تعالى: *{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}* [الأنفال: 73]، وأخرج أبو داود بسند صحيح عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ...»*.

ثم إن المجاهدين في غزة وفلسطين هم في خط الدفاع الأول عن حرمات الأمة ومقدساتها، ومواجهة إجرام اليهود وعدوانهم، وتحطيم أمانيهم وأحلامهم في التوسع والسيطرة على كل ما في أيدي المسلمين، فشرهم لا حد له، فعلينا مساندة المجاهدين المرابطين بكل أنواع المساندة المقدور عليها والدعاء لهم وعدم خذلانهم، فإن خذلانهم حرام عظيم ومعصية كبيرة تستجلب العقوبة في الدنيا والإثم في الآخرة، وقد جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ..»*، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ...»*، وأخرج أبو داود بسند حسن عن جابر وأبي طلحة بن سهل رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امرأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ؛ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ»*.

فهنيئاً لكل من يقف أي موقف في نصرة إخوانه، وقد جاء في المتفق عليه عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»*، وفي المتفق عليه عَنْ أَبِى مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا»*.

سائلاً الله التوفيق للجميع، وأن يكفي المسلمين شر اليهود وأن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يرفع عدوانهم عن الأقصى وفلسطين، ولا يرفع لهم راية، ولا يحقق لهم غاية، ويجعلهم لغيرهم من المجرمين عبرة وآية، وأن يحفظ المجاهدين في غزة وفلسطين، وينصرهم، ويسدد رميهم، ويثبت أقدامهم، ويتقبل شهداءهم، ويشفي جرحاهم، ويجعل لهم من كل بلاء عافية، ويعجل بتحرير المسجد الأقصى، وصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمين.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هل الحديث صحيح بأنه يأتي زمان يصدّق الكاذب ويكذّب الصادق؟*

ج/ نعم الحديث في ذلك أخرجه أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم والذهبي والألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ»*، قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: *«الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلَّم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ»*.

نسأل الله العافية والسلامة.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ ما معنى "إذا خاصم فجر"؟*

ج/ هذه الخصلة حذّر منها النبي صلى الله وسلم وهي ليست من خصال أهل الإيمان ففي المتفق عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»*.

ومعنى "إذا خاصم فجر"، يمكن إجماله فيما يلي:

*أولاً*: أن ينكر الشخص الحق الذي عليه وهو يعلم بثبوته، أو يخفي أشياء تثبت الحق.

*ثانياً*: أن يدّعي على صاحبه شيئاً يعلم كذب دعواه فيه، أو يتّهمه بأشياء غير صحيحة من باب تشويهه وإلحاق الضرر به.

*ثالثاً*: أن يدخل في الخصومة ماليس منها، فيكون الخلاف مثلاً على معاملة مالية فيحولها إلى مشاكل عائلية ونحو ذلك.

فالفاجر في الخصومة: يميل عن الحق، ويقول الباطل والكذب، فهو في خصومته ومحاججته يريد أن يصيّر الحق باطلاً، والباطل حقاً، وأن يحوّل نفسه أو من يحب من ظالم إلى مظلوم، ومن جاني إلى مجني عليه، وأن يأخذ ما ليس له، أو لا يؤدي ما يجب عليه، ولا يهمّه أن يكذب لأجل ذلك، أو يحتال، أو ينكر الحقيقة، أو ينسب إلى خصمه ما ليس فيه، أو يقع معه في القطيعة والهجران الشهور وربما الأعوام على أتفه الأمور، ويتعامل معه بالحقد والكيد والمكر، المهم عنده أن ينتصر في الخصومة، وأن يكسب القضية، وهذه خصلة قبيحة وصفة ذميمة،
وقد جاء التحذير من كل ذلك في نصوص كثيرة

قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}* [المائدة: 8]، وقال تعالى: *{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}* [البقرة: 204]، وفي المتفق عليه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ: الأَلَدُّ الخَصِمُ»*، وروى أبو داود بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؛ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ؛ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ؛ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ»*. وردغة الخبال: عصارة أهل النار، وما يخرج من أجسادهم من قيح وصديد.

فالواجب أن يكون الإنسان وقّافاً عند الحق، يلتزم شرع الله في كل أحواله، وليتذكر أنه سيقف بين يدي الله في خصومته التي خاصمها في الدنيا، ويتبين صدقه من كذبه، بما لا يستطيع معه التحايل أو التلاعب فقد روى الترمذي بسند حسن عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: لَمَّا نَزَلَتْ *{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}* [الزمر: 31] قَالَ الزُّبَيْرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُكَرَّرُ عَلَيْنَا الخُصُومَةُ بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: *«نَعَمْ»*، فَقَالَ: إِنَّ الأَمْرَ إِذًا لَشَدِيدٌ: وفي رواية أحمد: *«نَعَمْ لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ»* فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ إِنَّ الْأَمْرَ لَشَدِيدٌ. فلنحذر من التجاوز أو التعدّي على أي أحد.

سائلاً الله السلامة للجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدعاء الدعاء*
🖋️ د. بندر الخضر.

إخواني الكرام: إن نفع الدعاء عظيم وثمرته كبيرة، فلا ينبغي الاستهانة به أو الغفلة عنه، وقد قال تعالى: *{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}* [البقرة: 186]،

وأخرج الترمذي بسند حسن عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ؛ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِالدُّعَاءِ»*،

فلنكثر من الدعاء لأنفسنا وبلدنا وأمتنا وإخواننا في غزة وفلسطين، وأن ينصر المجاهدين على اليهود المعتدين، ومن ساندهم من سائر المجرمين، ويكون الدعاء مع حضور قلب، وحسن ظن بالله أنه لن يخيب الرجاء فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«ادْعُوا الله وأنتم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أن الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً من قلب غَافِلٍ لاَهٍ»*.

وفق الله الجميع.
*حول الغيث*

نزول الغيث نعمة من الله تعالى، فيُشرَع طلبه وسؤال الله ذلك، وإذا نزل فيُشرَع الفرح به والاستبشار ويقول: *"مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ"*،

ويستحب التعرض للمطر؛ ليصيب شيئاً من بدنه، ويحرص على الدعاء الخاص من قوله: *«اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا»*، و *«اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا»*، وإذا اشتد المطر وخشي التضرر به فيقول: *«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ وَالآجَامِ، وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»*.

وأما الدعاء عند سماع الرعد ففي موطأ مالك بسند صحيح عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ " إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: *«سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ»*، ثُمَّ يَقُولُ: *«إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ شَدِيدٌ»*.

ووقت نزول المطر هو من مواطن الإجابة فيحرص على الدعاء فقد روى الحاكم بسند صحيح عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *"ثِنْتَانِ لَا تُرَدَّانِ*، أَوْ قَالَ: *قَلَّ مَا تُرَدَّانِ، الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ الْمَطَرِ»*.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*رفع المعاناة والأذية*

السعي في رفع المعاناة عن الناس، وإزالة الضرر والظلم والأذية، في أي مجال من مجالات حياتهم، بأي جهد مستطاع: عبادة عظيمة وطاعة جليلة، تجلب الخير في الدنيا، والأجر في الآخرة، فلنحرص على ذلك، وبخاصة أصحاب المسؤولية والمكانة والمعرفة والتأثير، فقد غفر الله لامرئ أزاح الشوك عن طريق المسلمين، وغفر لامرئ كان يتجاوز عن المعسرين،

وفي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ؛ كَانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ»*، وفي صحيح مسلم عن جَابِر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ: أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ، فَلْيَفْعَلْ»*،
وروى ابن أبي الدنيا بسند حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«ومَن مَشى مع مظلوم حتى يُثْبِتَ له حَقَّهُ؛ ثبَّت اللهُ قدميْهِ على الصراطِ يومَ تَزِلُّ الأقدام»*.

فهنيئاً لكل من يسعى في الخير ونفع الناس، ويعمل على رفع الضرر والأذى والمعاناة بأي جهد ومساندة في أي مجال من المجالات.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ هل صحيح أن من سارع في الذهاب للجمعة له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها؟*

ج/ الحديث في ذلك ذكر جملة من الأشياء لاستجلاب هذا الفضل والأجر، وهو أن يحرص الشخص على الاغتسال والتنظف للجمعة، وأيضاً المسارعة والتبكير، والذهاب ماشياً، والحرص على القرب من الإمام، وحسن الاستماع مع البعد عن اللغو فمن حقق ذلك حاز هذا الفضل العظيم،

والحديث الوارد في ذلك صححه جمهور المحدثين، وقد رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»*، فلنحرص جميعاً على العناية بيوم الجمعة، والقيام بسائر ما شرعه الله في هذا اليوم العظيم.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*العاقبة الوخيمة*

من دعته قدرته إلى ظلم الناس فليتذكر قدرة الله عليه، وأن دعوات المظلومين لا تذهب سدى وقد قال تعالى: *{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}* [الشعراء: 227]، وفي المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ رضي الله عنه: *«وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ»*،

ولا يغتر أي ظالم بإمهال الله؛ فإن العاقبة وخيمة إن استمسك بالظلم ففي المتفق عليه عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ»* قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: *{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}* [هود: 102]

وما أحسن قول القائل:

لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدراً... فالظلم ترجع عقباه إلى الندم

تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم.

فالحذر من الوقوع في الظلم بكل صوره وأشكاله،

وهنيئاً لمن يساند أي مظلوم ويسعى في رفع مظلمته، بالمنصب بالجاه بالمكانة بتأثيره بالقلم بالدعاء بأي جهد إيجابي، هنيئاً له عظيم الأجر وجزيل الثواب.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*سلطان أولياء المقتول*

في قتل العمد جعل الشرع السلطان لأولياء المقتول، فلهم الحق الكامل في طلب القصاص، أو العفو مع دية أو من غير دية، وعند طلبهم القصاص لا يجوز لأي أحد كائناً من كان أن يجبرهم على التنازل بأي صورة من الصور، أو أن يمارس أي شكل من أشكال التهديد أو الوعيد، أو الإكراه أو التضييق عليهم، أو ياعيباه أو يالوماه أو ما قدّرتم الرجال ونحو ذلك، هذا كله لا يجوز؛

لأن طلب القصاص من قاتل عمد هو طلب حق وعدل، والعفو عنه إنما يكون بالرّضا والقناعة وقد قال تعالى: *{وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}* [الإسراء: 33]، وقال تعالى: *{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}* [البقرة: 178]، وفي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا يُودَى، وَإِمَّا يُقَادُ»*، وفي رواية الترمذي بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«إِمَّا أَنْ يَعْفُوَ، وَإِمَّا أَنْ يَقْتُلَ»*،

فأي أحد يريد أن يجبر أولياء المقتول ظلماً على العفو والتنازل، وهم يريدون القصاص، فهو واقع في جناية عظيمة وجرم كبير وظلم وعدوان ينبغي أن يرفضه الجميع،

نعم في الشرع يتم تخيير أولياء المقتول، وعَرْض الأمر عليهم، ولكن حين يكون خيارهم طلب القصاص فليس لأحد إجبارهم على ترك هذا الأمر، بل مساندتهم واجبة في تحقيق طلبهم الذي كفله لهم الشرع.

وفق الله الجميع لكل خير.

🖋️ د. بندر الخضر.
*الدعاء للميت*

عبادة عظيمة النفع ويسيرة الفعل ومع ذلك يغفل عنها الكثير وقد قال تعالى: *{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}* [الحشر: 10]،

وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *« إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»*،

وروى البيهقي والبزار بسند حسن عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«سَبْعَةٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ أجرى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ»*،

فهذه الأعمال ونحوها تبقى توصل إليه الحسنات والثواب؛ فترتفع درجته ومنزلته بذلك، وقد روى أحمد وابن ماجه بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ: *«إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ»*. فلنحرص ولا نغفل،

سائلاً الله تعالى أن يغفر لأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين، ويعلي درجتهم في عليين، ويجعل قبورهم من رياض الجنة، وينزلهم منازل الصديقين والشهداء والصالحين.

اللهم آمين.

🖋️ د. بندر الخضر.

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
2025/07/05 23:56:23
Back to Top
HTML Embed Code: