Telegram Web Link
*س/ هل ورد ما يدل على أن بعد ظهر يوم الأربعاء من أوقات استجابة الدعاء؟*

ج/ 📝 نعم ورد ما يدل على أن ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء هو من أوقات استجابة الدعاء في حديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد في المسند بسند حسنه جماعة من المحدثين عن جابر رضي الله عنه *أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ"* قَالَ جَابِرٌ: *«فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ»*،

ففهم جابر رضي الله عنه أن هذا من أوقات استجابة الدعاء وكان يتحرى الدعاء فيه.

فعلينا أن نغتنم سائر أوقات استجابة الدعاء في الدعاء لأنفسنا وبلدنا وأمتنا، وغزة وفلسطين، وأن ينتقم من اليهود المعتدين، ومن يساندهم من سائر المجرمين، وأن يعجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين. 

اللهم آمين.

🖋د. بندر الخضر.
___
للاشتراك في قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

للاشتراك في قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*"لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ"*

هذه كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة رضي الله عنهم لما رآه يضرب غلاماً له، وهي كلمة زجر شديد يجب أن يضعها كل شخص نصب عينيه قبل أن يستقوي على آخر، ويتعدى عليه في نفس أو مال أو أرض أو عرض أو غير ذلك،

وليتذكر أن الله أقوى، وأنه يمهل ولا يهمل، فلا ينتصر عليه الشيطان في أن يدعوه إلى أخذ حق أخته أو قريبه من الميراث، ولا هضم العامل في حقه أو المماطله في دفع أجرته، ولا الزحف على جاره ومضايقته، ولا عرقلة أحد في المعاملة، أو التضييق عليه في عمله ومعيشته، ولا التسلط على مال يتيم، ولا في غير ذلك من الأمور الأخرى،

بل الواجب الحذر من استغلال ضعف أي أحد أو الاستهانة بالوقوع في ظلمه أو العدوان على حقه،

ومن دعته قدرته إلى ظلم الناس فليتذكر قدرة الله عليه وقد جاء في صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذاً إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: *«اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ»*.

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم ترجع عقباه إلى الندم.

تنام عيناك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم.

فالحذر.

عافاني الله وإياكم.

🖋️ د. بندر الخضر.
*إلى كل قاتل*

سفْك الدم الحرام جريمة منكرَة وجناية عظيمة، وعدوان كبير، جاء التحذير منه بعد التحذير من الكفر بالله، والنهي عن الإشراك به، وقد ورد في القتل من الوعيد الشديد ما يجعل المسلم يحذر كل الحذر من الوقوع فيه، أو الإقدام عليه، ولكن من حصل وانتصر الشيطان عليه؛ فوقع في جريمة القتل لنفس معصومة، فالواجب عليه المبادرة بالتوبة والاستسلام لشرع الله، وتسليم نفسه للعدالة والرضا التام بحكم الله،

فإذا تمّ الاقتصاص من القاتل بناءً على طلب أولياء الدم، فإنه يلقى الله طاهراً من هذه الجناية، وإذا حصل العفو منهم فإنه يعيش بكرامة وأمان، وأما الفرار من حكم الله، فإنه خسارة ومهانة وعذاب، وإذا استطاع الفرار أو التحايل والتزوير في الدنيا فأين المفر يوم القيامة؟ وما الذي ينجيه من عذاب الله؟ وقد قال تعالى: *{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ}* [الطارق: 9، 10]، وقال تعالى: *{اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ}* [الشورى: 47].

والواجب على كل من له صلة أو تأثير على القاتل أن يكون عوناً له وناصحاً وآخذاً بيده للخضوع للحكم الشرعي، لا أن يحمّل نفسه الإثم والوزر بتقديم أي مناصرة له ومساعدة، أو حماية وإيواء للهروب والإفلات، وليتذكر الجميع أن بعد الدنيا آخرة، وأن الشخص سيأتي يوم القيامة فرداً، لا مال ولا نفوذ، ولا قبيلة ولا عشيرة، سيأتي كل واحد بعمله الذي كسبه في هذه الحياة، فلينظر كل واحد في حاله قال تعالى: *{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}* [البقرة: 281].

وفق الله الجميع لكل خير، كما أسأله تعالى العافية والسلامة لمجتمعنا من كل سوء وشر، وأن يعجّل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.

🖋️ د. بندر الخضر.
*أسئلة تتعلق بصلاة الضحى*

1️⃣ *س/ ما هو فضل صلاة الضحى؟*

ج/ ورد الترغيب في صلاة الضحى وبيان فضلها في أحاديث كثيرة منها ما في المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: *أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ: بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ*. وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: *«يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى»*.

2️⃣ *س/ كم عدد ركعات صلاة الضحى؟*

ج/ أقل صلاة الضحى ركعتان بالإجماع، واختلفوا في الأكثر وأقصى ما قاله من قيَّدها بعدد محدد: أنها اثنتا عشرة ركعة استدلالاً بما أخرجه الترمذي واستغربه وضعفه طائفة من أهل العلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ صَلَّى اَلضُّحَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اَللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِي اَلْجَنَّةِ»*. وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شواهد للحديث. ثم قال: "حديث أنس.. إذا ضم إليه حديث أبي ذر وأبي الدرداء قوي وصلح للإحتجاج به" وقال بعض العلماء: له أن يزيد ما شاء من دون حد لما في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: *كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ*. 

3️⃣ *س/ ما هو وقت صلاة الضحى؟*

ج/ وقتها يبدأ من بعد طلوع الشمس بمقدار ربع ساعة تقريباً إلى ما قبل الظهر بعشر دقائق، والأفضل تأخيرها إلى حين يشتد الضحى وتحتر الشمس ففي صحيح مسلم عن زَيْد بْن أَرْقَم رضي الله عنه أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلاَةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«صَلاَةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ»*. أي: حين تحترق أخفاف الفصال جمع فصيل، وهي الصغار من أولاد الإبل من شدة حر الرمل. ومعنى ترمض: تقوم من مواضعها من شدة حر الرمضاء.

4️⃣ *س/ ما هي صلاة الإشراق أو الشروق؟*

ج/ هي الركعتان التي تصلى في أول وقت الضحى ممن قعد في مصلاه بعد صلاته الفجر في جماعة حتى تطلع الشمس، وهي المذكورة في الحديث الذي أخرجه الترمذي بإسناد حسن عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ»*. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ»*.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
خطبة الاحترام، وفيها حديث عن مكانة الاحترام، وضرر ضياعه بين الناس، وتذكير بأعظم مجالات الاحترام.
كامل الخطبة على هذا الرابط.
https://youtu.be/kCjd0tnPqnU?si=z9Z7Ze1kX9yiBoVj
*س/ ما معنى "إذا خاصم فجر"؟*

ج/ هذه الخصلة حذّر منها النبي صلى الله وسلم وهي ليست من خصال أهل الإيمان ففي المتفق عليه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»*.

ومعنى "إذا خاصم فجر"، يمكن إجماله فيما يلي:

*أولاً*: أن ينكر الشخص الحق الذي عليه وهو يعلم بثبوته، أو يخفي أشياء تثبت الحق.

*ثانياً*: أن يدّعي على صاحبه شيئاً يعلم كذب دعواه فيه، أو يتّهمه بأشياء غير صحيحة من باب تشويهه وإلحاق الضرر به.

*ثالثاً*: أن يدخل في الخصومة ماليس منها، فيكون الخلاف مثلاً على معاملة مالية فيحولها إلى مشاكل عائلية ونحو ذلك.

فالفاجر في الخصومة: يميل عن الحق، ويقول الباطل والكذب، فهو في خصومته ومحاججته يريد أن يصيّر الحق باطلاً، والباطل حقاً، وأن يحوّل نفسه أو من يحب من ظالم إلى مظلوم، ومن جاني إلى مجني عليه، وأن يأخذ ما ليس له، أو لا يؤدي ما يجب عليه، ولا يهمّه أن يكذب لأجل ذلك، أو يحتال، أو ينكر الحقيقة، أو ينسب إلى خصمه ما ليس فيه، أو يقع معه في القطيعة والهجران الشهور وربما الأعوام على أتفه الأمور، ويتعامل معه بالحقد والكيد والمكر، المهم عنده أن ينتصر في الخصومة، وأن يكسب القضية، وهذه خصلة قبيحة وصفة ذميمة،
وقد جاء التحذير من كل ذلك في نصوص كثيرة

قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}* [المائدة: 8]، وقال تعالى: *{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}* [البقرة: 204]، وفي المتفق عليه عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ: الأَلَدُّ الخَصِمُ»*، وروى أبو داود بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؛ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ؛ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ؛ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ»*. وردغة الخبال: عصارة أهل النار، وما يخرج من أجسادهم من قيح وصديد.

فالواجب أن يكون الإنسان وقّافاً عند الحق، يلتزم شرع الله في كل أحواله، وليتذكر أنه سيقف بين يدي الله في خصومته التي خاصمها في الدنيا، ويتبين صدقه من كذبه، بما لا يستطيع معه التحايل أو التلاعب فقد روى الترمذي بسند حسن عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: لَمَّا نَزَلَتْ *{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}* [الزمر: 31] قَالَ الزُّبَيْرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُكَرَّرُ عَلَيْنَا الخُصُومَةُ بَعْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: *«نَعَمْ»*، فَقَالَ: إِنَّ الأَمْرَ إِذًا لَشَدِيدٌ: وفي رواية أحمد: *«نَعَمْ لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ»* فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ إِنَّ الْأَمْرَ لَشَدِيدٌ. فلنحذر من التجاوز أو التعدّي على أي أحد.

سائلاً الله السلامة للجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*المصلح الاجتماعي*

إنسان رفيع القدر عند الله، وشخص عظيم المكانة في دين الإسلام، وأي وقت أو جهد يبذله للإصلاح بين المتنازعين، وإعادة التواصل بين المتقاطعين من الأقارب والجيران وغيرهم، أي جهد في ذلك هو من أعظم العبادات وأفضل الطاعات، وهو خير من نوافل الصلاة والصيام، وسبب لاستجلاب رحمة الله، وقد قال تعالى: *{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* [الحجرات: 10]،

وأخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟»*، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: *«صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ»*، وروى البزار بسند حسن عَنْ أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لأَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه: *أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى تِجَارَةٍ؟* قَالَ: بَلَى، قَالَ: *«صِلْ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَقَرِّبْ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا»*.

فهنيئاً لكل من يعمل في هذه التجارة، ويستخدم جاهه ومكانته وتأثيره في التقرب إلى الله بهذه العبادة.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ حكم تسخين الماء في البرد وهل يعارض إسباغ الوضوء في المكاره؟*

ج/ لا حرج في ذلك، وأما ما في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟»* قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: *«إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ»*، فمعنى ذلك أن الشخص لا يمنعه البرد ونحوه من أن يسبغ الوضوء يعني إتمامه وإكماله وعدم التقصير فيه، ولكن لا يعني أنه ممنوع من تسخين الماء البارد، ولكنه ممنوع من التساهل في الوضوء.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ ما هو أجر العناية بالمريض؟*.

العناية بالمريض وخدمته ومرافقته، والقيام على علاجه: عبادة عظيمة وطاعة جليلة، وهو عمل نبيل وخلق فضيل، يجلب محبة الله وعونه وتوفيقه؛ فهو من الإحسان المأمور به شرعاً، وقد قال تعالى: *{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}* [البقرة: 195]، وفي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ؛ كَانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ»*، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ؛ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»*،

وهو من أعظم أبواب كسب الأجور، فإنه لما مرضت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يبقى عندها ليمرضها، وتخلف عن غزوة بدر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: *«إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَسَهْمَهُ»*، إنه فضل عظيم؛ فينبغي العناية بالمريض وإعانته، وإدخال السرور عليه، وبذل الجهد في علاجه، وتقديم الدواء له في أوقاته، والحرص على خدمته، وسؤاله عن حاله، وكلما طال به المرض كان أجر الصبر في القيام بأمره ومتابعة حالته، ومراعاة نفسيته أعظم، ولا يجعلونه يشعر أنه أصبح عبئاً عليهم، قال تعالى: *{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}* [يوسف: 90]، وربما فقدت مريضك فتمنيت لو ضاعفت الجهد في رعايته، والعناية به.

وكلما كان المريض أقرب كانت العناية به آكد، ويأتي في المقدّمة الوالدة والوالد، فإن الله أكّد على برهما عموماً، وفي حال الكبر والضعف خصوصاً فقال تعالى: *{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}* [الإسراء: 23، 24]، وأيضاً تتأكد الرعاية في حق المعاق، ومن لا يستطيع التعبير عما يحتاجه، وكذا المريض النفسي، وضعيف القدرات العقلية ونحوهم، وفي رعاية أمثال هؤلاء الرفعة والمكانة وسعة الرزق وقد روى الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«ابْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ؛ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ»*،

وقد يوجد المريض الذي لا يستطيع أهله القيام بأمر علاجه، فإعانتهم في ذلك يعتبر من الصدقات العظيمة والعطايا الجليلة وقد قال تعالى: *{وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}* [المائدة: 32]، وفي صحيح مسلم عن جَابِر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ: فَلْيَفْعَلْ»*.

فليستشعر الطبيب والممرض والمرافق، ومن يقدّم أي خدمة للمريض الأجر العظيم والثواب الكبير في ذلك، ففيها فضل العبادة لله، وأجر النفع لعباده.

سائلاً الله أن يكتب ثواب الجميع، ويجمع لمرضاهم بين الأجر والعافية.

🖋️ د. بندر الخضر.
------------------
للاشتراك في قناة التليجرام.

https://www.tg-me.com/Dr_alkhader
وللاشتراك في قناة الواتس.
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
في الخطبة حديث عن مكانة مراعاة المشاعر، وضرر الاستهانة بجرحها،
وحديث حول مراعاة مشاعر الوالدين، والأولاد، والأهل، والأقارب، والورثة، وذوي الميت.

ومراعاة مشاعر الفقراء، والمعسرين، واليتامى، وذوي المعاناة، ومشاعر المظلوم، وكبير السن، والمريض والمقعد،

وأن يكون المنتسب للعلم قدوة لغيره في عدم جرح المشاعر، أو الأذية والإساءة، وأن ما لا يرضاه الشخص لنفسه من جرح المشاعر فلا يجوز أن يفعله مع غيره.
👇
https://youtu.be/goNnWTY0eYE?si=4SZUCJv7VyKN0tNp
*الطّارف غريم*

ثقافة جاهلية حرّمها الإسلام ووضعها النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدميه في أعظم تجمّع إسلامي في عهده، وفي هذه الثقافة الجاهلية مؤاخذة للإنسان بجريرة غيره الذي أكّد الله النهي عنه فقال في أربع سور من كتابه الكريم: *{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}* [الأنعام: 164، الإسراء: 15، فاطر: 18، الزمر: 7]. وفي السورة الخامسة يقول تعالى: *{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}* [النجم: 36 - 38]. وقال تعالى: *{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}* [الطور: 21]،

وفي ثقافة الطّارف غريم تأسيس للعيش في ظلِّ الثارات الجاهلية البغيضة التي تجعل نفوس أفراد الجميع معرَّضة للقتل في أي لحظة وفي أي مكان وزمان، بمجرد أنهم ينتسبون لهذه القبيلة أو تلك العشيرة، وفيه استحلال لما حرّمه الله من الدم المعصوم وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: *" أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ"*، وروى أحمد بسند حسن عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ قَتَلَ فِي حَرَمِ اللَّهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ»* أي بثأر الجاهلية.

فالواجب تعاون الجميع في دفع هذا الشر، وفي المقدّمة جهات الاختصاص، والعمل على إنهاء هذه الظاهرة التي تعتبر من السعي في الأرض بالفساد، ومن الوقوع في العدوان، وتشتمل على نشر الخوف والقلق والفوضى والاضطراب وتعطيل الحياة.

وإنه لا خير ولا أمن وأمان إلا في الاحتكام لشريعة الله وتحكيمها في حياة الناس، ففي أحكامها استجلاب لكل خير ودفع لكل شر، وإنصاف لكل مظلوم، وصيانة لحرمة الدماء وسائر الحرمات وقد قال تعالى: *{أَفَحُكْمَ الجاهلية يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}* [المائدة: 50].

سائلاً الله أن يخلص البلاد من كيد كل من يسعى في شرها وخرابها، ويمنحها حياة الأمان والاطمئنان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ ما هو أجر العناية باليتيم؟*.

العناية باليتيم أجرها عظيم، وثوابها كبير، وقد أمرت شريعتنا الإسلامية العظيمة بمعاملة اليتيم معاملة إكرام خاصة، كما يحب الشخص أن يُصنَع بولده من بعده، وأمر الله بالإحسان لليتامى مع الأمر بالإحسان إلى أقرب الناس إليك قال تعالى: *{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى}* [النساء: 36]، والحرص على إطعام اليتيم هو من صفات الأبرار الجالبة لرضوان الله قال تعالى: *{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}* [الإنسان: 8]، وهو من أسباب البعد عن النار، ودخول الجنة قال تعالى: *{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}* [البلد: 14 - 16]، ومعنى مسغبة: حاجة شديدة، وفي صحيح البخاري عَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا»* وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وأخرج الطبراني بسند صحيح عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ حَتَّى يُغْنِيَهُ اللَّهُ عَنْهُ؛ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»*، يعني سواء كان اليتيم من أقاربه أو ليس منهم،

والإحسان إلى اليتيم وإكرامه عبادة تجلب راحة النفس وتُذهب قسوة القلب فقد روى أبو نعيم في الحلية بسند حسن عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يَشْتَكِي قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ؟»* فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: *«أَدْنِ الْيَتِيمَ مِنْكَ، وَامْسَحْ رَأْسَهُ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُلِينُ قَلْبَكَ، وَتَقْدِرُ عَلَى حَاجَتِكَ»*، وفي رواية أحمد بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ، فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ»*.

وإن مما يعرّض لغضب الله ويجلب مقته وسخطه معاملة اليتيم بقسوة وعنف قال تعالى: *{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}* [الماعون: 1 - 2]، وقال تعالى: *{كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ}* [الفجر: 17]، وقهر اليتيم هو من أعظم الآثام قال تعالى: *{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}* [الضحى: 9]، فينبغي العناية باليتيم وحسن رعايته في نفسه وماله، وفعل الأصلح له في كل أموره قال تعالى: *{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ}* [البقرة: 220].

وإن التعدي على حقه هو من السبع الموبقات والخطايا المهلكات، قال تعالى: *{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}* [النساء: 10]، وقال تعالى: *{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}* [النساء: 2]، وقال الله في موضعين من كتابه: *{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}* [الأنعام: 152، الإسراء: 34]، وروى النسائي بسند جيد عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: حَقَّ الْيَتِيمِ، وَحَقَّ الْمَرْأَةِ»*، وفي رواية ابن حبان: *«مَالَ الضَّعِيفَيْنِ»*. ومعنى: أُحَرِّجُ أي: ألحق الحرج وهو الإثم، وأبالغ في النهي عن التعدي على حقهما، وأزجر عنه زجراً شديداً. فالواجب حسن الرعاية لليتامى، والحذر من العدوان على حقوقهم، أو الإساءة إليهم.

ومما يحسن التنبيه إليه أن تعظيم أمر الإساءة إلى اليتيم، لا يعني أن يترك له الحبل على الغارب ويتركه يضيع ويفسد دون أن يأمره وينهاه ويأخذ على يده، بل من تولى أمر اليتيم يحرص عليه كما يحرص على أولاده في التعليم والتربية وأنواع الرعاية، والأخذ على يده إن سار في طريق سوء وشر، أو ضياع وإهمال، ومنعِه من ذلك فقد روى ابن حبان بسند حسن عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِمَّا أَضْرِبُ مِنْهُ يَتِيمِي، قَالَ:  *«مِمَّا كُنْتَ ضَارِبًا مِنْهُ وَلَدَكَ غَيْرَ وَاقٍ مَالَكَ بِمَالِهِ، وَلَا مُتَأَثِّلٍ مِنْ مَالِهِ مَالًا»* متأثل، أي: جامع.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
------------------
قناة التليجرام.
https://www.tg-me.com/Dr_alkhader
*س/ ما هي النصيحة في التعامل مع الأولاد المفرّقين؟*.

ج/ التعامل مع ما يسمى بالأولاد المفرّقين ينبغي أن يكون قائماً على العناية بهم، وحسن الرّعاية لهم، والحرص على متابعتهم واستفادتهم، فقد يقدّر الله الطلاق بين زوجين بينهما ولد أو أولاد من الذكور أو الإناث، ولكن ذلك لا يجيز إهمالهم أو تضييعهم، بل يجب القيام بحقوقهم كبقية الأولاد في تعليمهم ومختلف أمورهم، وتربيتهم على البِر والخير، وحسن الخلق، وعدم تضييع الواجب الشرعي تجاههم، والحذر عليهم من السوء والشر،

وقد بيّنت الشريعة ما لكل من الأبوين من حق، وشرَعت الأحكام الواضحة التي تحفظ الأولاد من الضياع، وتجعلهم يعيشون في أمن واستقرار، وحرّمت أن يصبح الأولاد ضحية لسعي كل من الزوجين أو أهليهما في المضارة بالآخر قال تعالى: *{لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ}* [البقرة: 233]، فلا يجوز أن يكون الطلاق سبباً للانتقام من الأولاد والإضرار بهم وأذيتهم، وحرمانهم من العناية والرعاية والعطف والمودة،

وإن من المضارة: حرمان هؤلاء الأولاد من مودة ورعاية أحد الوالدين، كمن ينتزع الولد من والدته، ويحرق قلبها بفراقه، في سن هي أحق فيه بالحضانة ففي سنن الترمذي بسند حسن عَنْ أَبِي أَيُّوب رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا؛ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ»*. وشبيه بذلك: من يتعمّد حجب الولد، وإبعاده عن رؤية والده، والجلوس معه، واختلاق الأعذار إذا طلب ذلك؛ فينشأ الولد على الجفاء،

وليعلم الجميع أن مما يسخط الله، ويؤثر سلباً على الولد: العمل على زرع البغض والكراهية في قلبه لأحد والديه، وهو من العمل على قطيعة الرحم وقد قال تعالى: *{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}* [محمد: 22]، فلنكن وقّافين عند حدود الله، قائمين بما يجب علينا شرعاً في كل أمورنا وأحوالنا.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
-------------
للاشتراك في قناة التليجرام.
https://www.tg-me.com/Dr_alkhader
*س/ ما هي عقوبة إعانة الظالم؟*

ج/ إعانة الظالم بأي شيء يعتبر من كبائر الذنوب وأعظم الخطايا فالله تعالى يقول: *{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}* [هود: 113]، وأخرج ابن ماجه بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ، أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ»*،

وأخرج الطبراني بسند حسن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بِبَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا، فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ، وَذِمَّةِ رَسُولِهِ»*،

وكم من إنسان أعان ظالماً في ظلم الناس وأذيتهم فسلط الله عليه هذا الظالم، أو غيره من الظلمة ولو بعد حين، ولقي جزاء شر عمله على يد من أعانهم على الشر، وقدّم جهده معهم للقيام بأذية الخلق، وهو من معاني قول الله تعالى: *{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}* [الأنعام: 129]،

فالحذر من إعانة ظالم أو التبرير لظلمه وإجرامه.

عافاني الله وإياكم.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الكلمة الأحسن*

إذا اختلفت أو تحاورت مع أهل أو قريب، أو جار أو صاحب وزميل، أو غيرهم ووجدت كلمة حسنى وأحسن فاختر الأحسن فالله تعالى يقول: *{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}* [الإسراء: 53]،

أما الكلام السيء والجارح فلا يحق حقاً ولا يبطل باطلاً، وإنما يشاحن ويباعد غير ما يجلب من إثم الإساءة للآخرين والجناية عليهم وقد جاء في المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»*.

وفق الله الجميع.

د. بندر الخضر.
*س/ ما هي عقوبة إعانة الظالم؟*

ج/ إعانة الظالم بأي شيء يعتبر من كبائر الذنوب وأعظم الخطايا فالله تعالى يقول: *{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}* [هود: 113]، وأخرج ابن ماجه بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ، أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ»*،

وأخرج الطبراني بسند حسن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا بِبَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا، فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ، وَذِمَّةِ رَسُولِهِ»*،

وكم من إنسان أعان ظالماً في ظلم الناس وأذيتهم، أو برر له ظلمه ودافع عن إجرامه؛ فسلط الله عليه هذا الظالم، أو غيره من الظلمة ولو بعد حين، ولقي جزاء شر عمله على يد من أعانهم على الشر، وقدّم جهده معهم للقيام بأذية الخلق، وهو من معاني قول الله تعالى: *{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}* [الأنعام: 129]،

فالحذر من إعانة ظالم، أو التبرير لظلمه وإجرامه.

عافاني الله وإياكم.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
2025/07/04 20:43:08
Back to Top
HTML Embed Code: