Telegram Web Link
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*.
🖋 د. بندر الخضر.
اليوم الثاني: يوم الأربعاء 16/ ذو القعدة / 1446هـ.
الدرس الثاني: *تعريف الأضحية وبيان حكمها*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: تعريف الأضحية لغة واصطلاحاً: لغة: اسم لما يضحى به، أي: يذبح أيام عيد الأضحى.

اصطلاحاً: هي ما يُذبَح من بهيمة الأنعام من الإبل أو البقر أو الغنم في يوم النحر وأيام التشريق تقرباًّ إلى الله تعالى بنية الأضحية.

وسميت بهذا الاسم نسبة لوقت الضحى؛ لأنه الوقت المشروع لبداية الأضحية.

*ثانياً*: حكم الأضحية: مشروعة بعموم الكتاب وصريح السنة والإجماع. قال تعالى: *{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}* [الكوثر: 2]، وقال تعالى: *{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}* [الحج: 36]، وفي المتفق عليه عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.
ولا خلاف في كون الأضحية من شرائع الدين.

وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة، وبَّوب الإمام البخاري في صحيحه: "باب سنة الأضحية" ثم قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما: هي سنة ومعروف.

وبعض العلماء أوجبها فلا ينبغي لقادر تركها والرغبة عما ورد فيها من أجر وفضل.

*ثالثاً*: الحكمة من الأضحية.
في مشروعية الأضحية حكم كثيرة منها: التقرب إلى الله تعالى بها، وإحياء سنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، والتوسعة على العيال يوم العيد وأيام التشريق، وإدخال الفرحة على الفقراء والمساكين، وشكر الله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام.

*رابعاً*: تعظيم أمر الأضحية. ينبغي العناية بها فهي من شعائر الإسلام وقد قرنها الله في كتابه بالصلاة.

وإن العناية باختيارها من تعظيم شعائر الله قال تعالى: *{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}* [الحج: 32]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: تعظيمها: استسمانها واستحسانها. فيختار الأفضل والأسمن، وأخرج البخاري معلقاً ووصله أبو نعيم في مستخرجه عن أبي أمامة بن سهل رضي الله عنه قال: *"كنا نسمِّن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمّنون"*. وعند ابن ماجه وأحمد بسند صحيح ما جاء في وصف الكبشين من قول عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما: *"سمينين"*.

ومن تعظيمها: إظهارها؛ ولذلك فذبحها أفضل من الصدقة بثمنها، فالإنسان يحرص على تعظيم شعائر الله.

يتبع ....

سائلاً الله أن يتقبل من الجميع.

___
رابط قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
رابط قناة التليجرام.
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هل ورد ما يدل على أن بعد ظهر يوم الأربعاء من أوقات استجابة الدعاء؟*

ج/ 📝 نعم ورد ما يدل على أن ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء هو من أوقات استجابة الدعاء في حديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد في المسند بسند حسنه جماعة من المحدثين عن جابر رضي الله عنه *أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ"* قَالَ جَابِرٌ: *«فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ»*،

ففهم جابر رضي الله عنه أن هذا من أوقات استجابة الدعاء وكان يتحرى الدعاء فيه.

فعلينا أن نغتنم سائر أوقات الإجابة في الدعاء لأنفسنا وبلدنا وأمتنا، وأن يعجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
للاشتراك في قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

للاشتراك في قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الثالث: يوم الخميس 17/ ذو القعدة / 1446هـ.

الدرس الثالث: *شروط الأضحية*، ويشتمل على ما يلي: يمكن إجمال شروط الأضحية كما ذكرها العلماء فيما يلي:

*الشرط الأول*: أن تكون من بهيمة الأنعام: وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها، قال تعالى: *{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}* [الحج: 34].

*الشرط الثاني*: أن تبلغ السن المعتبرة شرعاً: ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«لاَ تَذْبَحُوا إِلاَّ مُسِنَّةً إِلاَّ أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ»*. والثني من الإبل ما تمّ له خمس سنين، والثني من البقر ما تم له سنتان، ومن الغنم ما تم له سنة، والجذع من الضأن ما تم له نصف سنة وأخرج النسائي بسند صحيح عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: *ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجَذَعٍ مِنْ الضَّأْنِ*، وأخرج أحمد وأبو داود بسند صحيح عَنْ مُجَاشِع بن مسعود السلمي رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: *«إِنَّ الْجَذَعَ يُوَفِّى مِمَّا يُوَفِّى مِنْهُ الثَّنِىُّ»*.

*الشرط الثالث*: أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء: وقد اتفق العلماء على عدم إجزاء من وُجِدَت فيها أحد أربعة عيوب وهي المذكورة في الحديث الذي أخرجه أبو داود بسند صحيح عَنْ الْبَرَاء بْن عَازِبٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«أَرْبَعٌ لاَ تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لاَ تَنْقَى»*.

ويُلحَق بهذه العيوب ما كان مثلها أو أشد منها فلا تجزئ العمياء من باب أولى، ولا مقطوعة الرّجل أو التي لا رجل لها، وأما ذات المرض الخفيف والعرج الذي تلحق به الشاة الغنم فيجوز في الضحايا.

وقد وقع الخلاف بين العلماء في عيوب كثيرة أهي مانعة من الإجزاء أم لا؟ ولكن لا بد أن يُعلَم أنه كلما كانت الأضحية أكمل في ذاتها وصفاتها من السمن وكثرة اللحم وحسن المنظر كان ذلك أفضل.

فلتطب نفوسنا فيما نخرجه من ذلك، ولنستشعر عظم الأجر المترتب عليه.

*الشرط الرابع*: أن يكون الذبح في الوقت المعتبر شرعاً: وقد اتفق العلماء على أنه لا يجوز قبل طلوع شمس يوم العيد ودليله ما في المتفق عليه عن جُنْدَب بْن سُفْيَان رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْتُ الأَضْحَى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَعْدُ أَنْ صَلَّى وَفَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ سَلَّمَ فَإِذَا هُوَ يَرَى لَحْمَ أَضَاحِىَّ قَدْ ذُبِحَتْ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاَتِهِ فَقَالَ: *«مَنْ كَانَ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ - أَوْ نُصَلِّىَ - فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ»*.

ويبدأ وقت الذبح بعد صلاة العيد ففي المتفق عليه عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *« إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِى يَوْمِنَا هَذَا نُصَلِّى ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَرُ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِى شَىْءٍ»*.

وينتهي مع غروب شمس آخر أيام التشريق فقد أخرج أحمد بسند صحيح عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«... وَكُلُّ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ذَبْحٌ»*.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ.*
د. بندر الخضر.
اليوم الرابع: يوم الجمعة 18/ ذو القعدة / 1446هـ.
الدرس الرابع: *بيان أحكام في ذبح الأضحية وتوزيعها*، هنالك بعض المسائل المتعلقة بذبح الأضحية وتوزيعها التي يحسن بيانها وهي كالتالي:

*أولاً*: يُشرع للمضحي الامتناع عن الأخذ من الشعر والظفر بعد دخول شهر ذي الحجة حتى يذبح الأضحية ففي صحيح مسلم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«إِذَا رَأَيْتُمْ هِلاَلَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ»*، وفي صحيح مسلم عن أُمَّ سَلَمَة رضي الله عنها زَوْج النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلاَلُ ذِى الْحِجَّةِ، فَلاَ يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّىَ»*. وقد أجمع العلماء على أنه لا فدية على المضحي إذا أخذ من شعره أو أظفاره في عشر ذي الحجة، سواء فعل ذلك عمداً أم نسياناً، ولكن الذين أوجبوا الامتناع جعلوه آثماً وعليه التوبة والاستغفار.

*ثانياً*: تجزئ البدنة والبقرة عن سبعة ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ.

*ثالثاً*: تجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثر عددهم: فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: كَانَتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.

*رابعاً*: تُشرَع التسمية عند ذبح الأضحية: فيضع رجله على صفحة عنقها ويقول: بسم الله، الله أكبر، اللهم هذا منك ولك سائلاً الله القبول. قال الله تعالى: *{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}* [الأنعام: 121]، وقال تعالى: *{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}* [الأنعام: 118]، وفي المتفق عليه عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.

*خامساً*: يستحب أن يذبحها بنفسه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولكونه عبادة. وله أن ينيب غيره مع استحباب حضوره الذبح ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه *أن النبي صلى الله عليه وسلم نَحَرَ ثَلاَثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ*. أي: ما بقي.

*سادساً*: يُشرع كون الذبح بآلة حادة وهو من إحسان الذبح الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ ...، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ»*.

*سابعاً*: يحرم بيع شيء منها حتى الجزار لا يعطيه الأجرة منها ففي المتفق عليه واللفظ لمسلم عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه قَالَ: *أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لاَ أُعْطِىَ الْجَزَّارَ مِنْهَا، قَالَ: *«نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا»*. أَجِلَّتِهَا: جمع "جُلٍّ"، وهو ما يطرح على ظهر البعير من كساء ونحوه. وروى الحاكم والبيهقي بسند حسن عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ بَاعَ جِلْدَ أُضْحِيَّتِهِ فَلاَ أُضْحِيَّةَ لَهُ»*.

*ثامناً*: يستحب أن يأكل من أضحيته ويهدي ويتصدق. قال الله تعالى: *{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}* [الحج: 28]، وقال تعالى: *{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}* [الحج: 36]، وفي المتفق عليه عَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَاحْبِسُوا أَوِ ادَّخِرُوا»*، وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«لِيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ»*.

وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هنالك حديث يذكر أعمالاً إذا قام بها الشخص في يوم الجمعة كان كفّارة له، فما هي هذه الأعمال؟*

ج/ يوم الجمعة هو يوم عظيم، وهو عيد الإسلام الأسبوعي، وله فضائل كثيرة؛ مما يستلزم الحرص على اغتنامه والتأدب بآدابه، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وتلاوة سورة الكهف، والإكثار من الدعاء ففيه ساعة إجابة، وأما المشار إليه في السؤال فقد ورد في ذلك أكثر من حديث، منها ما في صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»*،

وروى أحمد وأبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا»*،

وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»*.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
تليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
واتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الخامس: يوم السبت 19/ ذو القعدة.

الدرس الخامس: *بيان فضائل العشر ومكانتها*.
يمكن إجمال ما ورد في بيان فضلها فيما يلي:

*الفضيلة الأولى*: هي فاتحة أحد الأشهر الحرم التي خصها الله بالذِّكر وأكَّد على حرمة الظلم فيها فقال تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]. وفي المتفق عليه عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: *«إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»*، وإنما سميت بالحُرُم لزيادة حرمتها، ولقد جعل الله فاتحة هذا الشهر عشرة أيام هي أفضل أيام العام.

*الفضيلة الثانية*: قسم الله بها: هذه العشر عظمها الله فأقسم بها في كتابه، وهو من أعظم ما يكون في بيان أهميتها وإيضاح مكانتها قال تعالى: *{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 2]، وهي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين.

*الفضيلة الثالثة*: مدحه للذاكرين له فيها: هذه العشر هي الأيام المعلومات التي مدح الله الذاكرين له فيها فقال تعالى: *{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]. وهي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين.

*الفضيلة الرابعة*: هذه العشر هي ختام أشهر الحج التي نص الله عليها في كتابه بقوله سبحانه: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}* [البقرة: 197]، قال الجمهور: ختامها هي عشر ذي الحجة.

*الفضيلة الخامسة*: هي العشر التي أتمها الله لموسى عليه السلام في قول كثيرين قال تعالى: *{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}* [الأعراف: 142]، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة، والعشر عشر ذي الحجة".

*الفضيلة السادسة*: هذه العشر هي أفضل أيام الدنيا فقد أخرج البزار بسند صحيح عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ*، يَعْنِي: عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ». وجدير بكل حريص على الخير أن يعرف قدرها ويعطيها حقها من الاجتهاد في طاعة الله والإقبال عليه والتزود من أنواع البر.

*الفضيلة السابعة*: العمل الصالح فيها أفضل من العمل في سائر أيام العام: ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*، فيحرص الشخص على الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد، والحرص على الصيام.

*الفضيلة الثامنة*: اشتمالها على يوم عرفة الذي صيامه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.

*الفضيلة التاسعة*: اشتمالها على يوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر وهو يوم الأضحى والنحر ففي سنن أبي داود بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ،»*.

*الفضيلة العاشرة*: ابتداء مناسك الحج الركن الخامس من أركان الإسلام في هذه العشر: حيث يتم الإحرام بالحج لدى غالبية الحجاج في اليوم الثامن من العشر الذي هو يوم التروية. ومعلوم مكانة الحج والعمرة في دين الإسلام وأن التقرب إلى الله بهما من أفضل الأعمال.
وبالجملة فقد امتازت عشر ذي الحجة بما لا يوجد في غيرها من الأيام باجتماع أمهات العبادة فيها من الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها، وإن المقصود من بيان فضل العشر هو الدعوة إلى الاجتهاد فيها بطاعة الله والتقرب إليه بأنواع العبادات من القيام بالواجبات، والتحلل من المظالم، وأداء الحقوق، والحرص على النوافل والمستحبات.

وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*المصلح الاجتماعي*

إنسان رفيع القدر عند الله، وشخص عظيم المكانة في دين الإسلام، وأي وقت أو جهد يبذله للإصلاح بين المتنازعين، وإعادة التواصل بين المتقاطعين من الأقارب والجيران وغيرهم، أي جهد في ذلك هو من أعظم العبادات وأفضل الطاعات، وهو خير من نوافل الصلاة والصيام، وسبب لاستجلاب رحمة الله، وقد قال تعالى: *{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* [الحجرات: 10]،

وأخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟»*، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: *«صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ»*، وروى البزار بسند حسن عَنْ أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لأَبِي أَيُّوبَ رضي الله عنه: *أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى تِجَارَةٍ؟* قَالَ: بَلَى، قَالَ: *«صِلْ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا، وَقَرِّبْ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا»*.

فهنيئاً لكل من يعمل في هذه التجارة، ويستخدم جاهه ومكانته وتأثيره في التقرب إلى الله بهذه العبادة.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ ما هو ثواب إنظار المعسر؟*

ج/ إنظار المعسر واجب قال تعالى: *{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}* [البقرة: 280]،

وهنالك ثواب عظيم لمن ينظر المعسر، والأعظم من ذلك التجاوز عنه فهو طريق لاستجلاب الخير الكثير وسبب لتجاوز الله عن العبد والاستظلال بظل الله، والنجاة من كرب يوم القيامة ودخول الجنة فقد روى أحمد بسند صحيح عن بريدة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ»*، قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: *«مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ»*، قُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ: *«مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ»*، ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ: *«مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ»*، قَالَ لَهُ: *«بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ»*،

وفي صحيح مسلم عن أبي اليسر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ»*.

وفي صحيح مسلم عن أبي قَتَادَةَ رضي الله عنه أنه طَلَبَ غَرِيمًا لَهُ، فَتَوَارَى عَنْهُ ثُمَّ وَجَدَهُ، فَقَالَ: إِنِّي مُعْسِرٌ، فَقَالَ: آللَّهِ؟ قَالَ: آللَّهِ؟ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: *«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ، أَوْ يَضَعْ عَنْهُ»*.

وفي المتفق عليه عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: *" كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ"*.

كل هذا يدعو الحريص على الأجر إلى التجاوز عن المعسرين وأجره عظيم، أما إنظارهم فهو أقل ما يكون وهو واجب عليه، أما من كان موسراً وهو إنما يماطل في أداء ما عليه مع حلول وقته ووجوده لديه فإثمه عند الله عظيم.

عافاني الله وإياكم.

🖋د. بندر الخضر.

___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*
د. بندر الخضر.

اليوم السادس: يوم الأحد 20/ ذو القعدة.
الدرس السادس: *العشر والقرآن*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: أعظم كرامة أكرمنا الله بها هي القرآن الكريم، وينبغي أن نكرم أنفسنا بالإقبال على القرآن والقيام بحقه في مختلف الأوقات والأزمان، ونزداد إقبالاً عليه في مواسم الخير، وفي مقدّمتها هذه العشر، فلتكن لنا أوقاتاً في هذه الأيام الفاضلة لتلاوة كتاب الله فهو من أعظم العبادات وأجلّ الطاعات.

*ثانياً*: إذا كان يستحب للإنسان الإكثار من الذكر فمن باب أولى القرآن الكريم الذي هو خير الكلام وهو يتضمن جميع الأذكار الفاضلة من تكبير وتهليل وتحميد وتسبيح؛ مما يستلزم الحرص على تلاوة القرآن عموماً، وفي مواسم الخير خصوصاً ومنها هذه العشر.

*ثالثاً*: جاء الترغيب الكثير في تلاوة القرآن فقال تعالى: *{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}* [فاطر: 29، 30]، وقال تعالى: *{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ}* [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: *{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}* [الكهف: 27]، وقال تعالى: *{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ}* [النمل: 91، 92]. وفي صحيح ابن حبان بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: *«أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ الْأَمْرِ كُلِّهِ»* قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الْأَرْضِ، وَذُخْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ»*.

*رابعاً*: إن تلاوة القرآن من أعظم أبواب كسب الحسنات؛ فإن في تلاوة كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها فقد روى الترمذي بسند صحيح عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لاَ أقول: ألم حَرفٌ، وَلكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»* إنها أرباح عظيمة، ورفعة عند الله تعالى ففي صحيح مسلم عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: *«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ»*، وأخرج أبو داود والنسائي بسند حسن صحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا»*.

*خامساً*: ينبغي التنافس في تلاوة القرآن ففي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»*.
فاجعل لك ورداً من كتاب الله في كل يوم من أيام العشر، وتكون هذه التلاوة بتدبر وحضور قلب حتى تحدث الأثر والثمرة وقد قال تعالى: *{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}* [ص: 29].

وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
2025/06/28 12:40:09
Back to Top
HTML Embed Code: