Telegram Web Link
*س/ ما هي عقوبة من يتولى مسؤولية ولا يقوم بحقها؟*

ج/ إثمه عظيم وعقوبته كبيرة والوعيد الوارد في ذلك شديد، وهو يتحمّل إثم الضرر الذي يأتي على الناس من جهة إهماله وتقصيره وعدم قيامه بالأمانة،

فالمنصب والقيادة والإدارة أمانة ومسؤولية وقد قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}* [الأنفال: 27]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ في أمانة المسؤولية والقيادة: *«.. وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا»*، وفي صحيح مسلم عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: *«مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ، إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ»*،

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ»*،

فليحذر كل صاحب مسؤولية من عدم المبالاة بمعاناة الناس وآلامهم، أو الوقوع في أي فساد أو تقصير أو تلاعب بالمال العام، وليقم بواجبه تجاه المنصب الذي تولاه.

سائلاً الله أن يولي على البلاد الأخيار ويصرف عنها الأشرار.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم السابع: يوم الإثنين 21/ ذو القعدة.
الدرس السابع: *التكبير في أيام العشر (1)*، إن مما شُرِع للمسلم في هذه الأيام المباركة الإكثار من التكبير، وأحب بيان ما يتعلق بذلك فيما يلي:

*أولاً*: التكبير مشروع في أيام العشر بالنص وفعل الصحابة رضي الله عنهم والإجماع.

*ثانياً*: التكبير في هذه الأيام داخل في عموم الذكر المأمور به في قول الله تعالى: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]، وفي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»*. والتهليل: هو قول: لا إله إلا الله. والتكبير: الله أكبر. والتحميد: الحمد لله.

*ثالثاً*: التكبير في العشر داخل في عموم العمل الصالح المرغّب فيه في هذه الأيام ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*.

*رابعاً*: كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على التكبير في العشر فقد قال البخاري في صحيحه بصيغة التعليق مجزوماً به ووصله غيره: *«كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا، وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِد"*، وفي المتفق عليه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ الثَّقَفِىِّ أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُمَا غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: *كَانَ يُلَبِّي الْمُلبِّي لاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ فَلاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ*. وفي صحيح البخاري عن أم عطية رضي الله عنها قالت: *«كنا نُؤمَرُ أن نخرُجَ يوم العيد، حتى نُخْرِجَ البِكْرَ من خِدْرِهَا، حتى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيكبِّرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركةَ ذلك اليوم وطُهْرَتَهُ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: *كُنَّا نُؤْمَرُ بِالْخُرُوجِ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْمُخَبَّأَةُ وَالْبِكْرُ، قَالَتِ: الْحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ*.

*خامساً*: وقت التكبير. إن التكبير في هذه الأيام على نوعين مطلق ومقيد، كما أن الناس فيها على صنفين حجاج وغير حجاج.

*سادساً*: التكبير المطلق لغير الحجاج يبدأ من أول شهر ذي الحجة إلى نهاية اليوم الثالث عشر، ودليله ما سبق من أدلة في الترغيب فيه ومطلق التكبير داخل في عموم العمل الصالح المرغب فيه في هذه الأيام.

*سابعاً*: التكبير المقيد لغير الحاج من صبح يوم عرفة وحتى آخر أيام التشريق ودليل ذلك فعل الصحابة رضي الله عنهم فقد ثبت من فعل عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم.

*ثامناً*: بالنسبة للحاج تكبيره المطلق كغيره حتى يحرم فيشتغل بالتلبية حتى يقطعها يوم العيد عند رمي جمرة العقبة ثم يكون كغيره مشتغلاً بالتكبير إلى آخر أيام التشريق. وتكبيره المقيد يكون بعد قطعه التلبية فتكون أول صلاة هي صلاة الظهر يوم النحر وآخرها صلاة العصر من آخر أيام التشريق. يتبع ...

وفق الله الجميع.
---------
قناة الواتس

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

قناة التليجرام

https://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم السابع: يوم الإثنين 21/ ذو القعدة.
الدرس السابع: *التكبير في أيام العشر (2)*.

*تاسعاً*: صيغة التكبير. لم ترد صيغة معينة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في التكبير، وإنما وردت بعض الصيغ عن بعض الصحابة والأئمة والعلماء رحمهم الله جميعاً.

*عاشراً*: من صيغ التكبير أن يكبر مرتين: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد". أو أن يكبر ثلاث مرات: "اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إله إلا الله، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ولله الحمد".
ومنها: "اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا". ومنها: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا". ومنها: "الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "الله أكبر إله أكبر الله أكبر كبيراً".

*الحادي عشر*: تعدد الصيغ يدل على التوسعة في الأمر قال الإمام الشافعي رحمه الله: "وَالتَّكْبِيرُ كما كَبَّرَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الصَّلَاةِ: اللَّهُ أَكْبَرُ فَيَبْدَأُ الْإِمَامُ، فيقول: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ حتى يَقُولَهَا ثَلَاثًا، وَإِنْ زَادَ تَكْبِيرًا فَحَسَنٌ، وَإِنْ زَادَ فقال: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ فَحَسَنٌ، وما زَادَ مع هذا من ذِكْرِ اللَّهِ أَحْبَبْتُهُ غير أَنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْدَأَ بِثَلَاثِ تَكْبِيرَاتٍ نَسْقًا، وَإِنْ اقْتَصَرَ على وَاحِدَةٍ أَجْزَأَتْهُ". الأم للشافعي (1/241).

*الثاني عشر*: السنة رفع الصوت بالتكبير للرجال: فهو الثابت من فعل الصحابة رضي الله عنهم، وفيه إظهار لشعائر الإسلام وتذكير للآخرين، وهو مجمع عليه، قال الإمام النووي رحمه الله: "يستحب رفع الصوت بالتكبير بلا خلاف". المجموع شرح المهذب، للنووي (5/39).

*الثالث عشر*: التكبير كلمة عظيمة في لفظها ومدلولها هي لفظة الدخول في الصلاة وشعار الانتقال بين أركانها، وبها ترتفع أصوات المؤذنين للإعلام بدخول وقت الصلاة، ويجب أن يستشعر الإنسان معناها العظيم فتضفي على روح صاحبها استشعار كبرياء الله وعظمته والخضوع له والتذلل قال تعالى: *{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}* [الحج: 62]، فاجعلوا الله هو الأكبر في كل أحوالكم، أقسموا به إذا حلفتم، واستشفوا بكتابه إذا اعتللتم، واستسقوه إذا أجدبتم، واحتكموا إلى شرعه إذا اختلفتم كما قال تعالى: *{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}* [الشورى: 10]، وقال تعالى: *{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}* [النساء: 65].

وفق الله الجميع.

___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ.*
د. بندر الخضر.
اليوم الثامن: يوم الثلاثاء 22/ ذو القعدة.
الدرس الثامن: *العشر والذّكر والدعاء*. ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: ينبغي الإكثار فيها من التكبير والتحميد والتهليل فقد روى أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ؛ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»*.

*ثانياً*: ينبغي الإكثار في العشر من قول: لا إله إلا الله، وهي خير القول وأفضل الذكر وأعظم كلمة في الوجود؛ فيكثر الإنسان منها ففي سنن الترمذي وابن ماجه بسند حسن عن جَابِر رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ»*، وفي مسند أبي يعلى بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا»*.

*ثالثاً*: ينبغي الإكثار في العشر من قول: الحمد لله، وفضلها عظيم ومكانتها كبيرة وأجرها جليل ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...»*.

*رابعاً*: ينبغي الإكثار في العشر من سائر الذِّكر فإن الله قد قال: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ؟ قَالَ: *«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»*، وفي الذكر مغفرة الذنوب وتحصيل الأجور وكسب الفلاح قال تعالى: *{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}* [الأنفال: 45].

*خامساً*: من أعظم العبادات التي يحسن التذكير بها في هذه الأيام الفاضلة عبادة الدعاء، فالدعاء من أجَلّ العبادات وأعظم الطاعات، وقد سماه الله ديناً فقال تعالى: *{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}* [غافر: 65]، وأخرج الترمذي وابن ماجه بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الدُّعَاءِ»*، وأخرج أحمد والترمذي بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ بِمِثْلِهَا»*، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: *«اللَّهُ أَكْثَرُ»*.

*سادساً*: احرص أخي المسلم على الدعاء لنفسك ووالديك وإخوانك المسلمين بخيري الدنيا والآخرة؛ فإنه من أعظم العجز أن تتكاسل عن الدعاء مع يسر القيام به وعظيم أثره وثمرته فقد أخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ»*.

فلنكثر من الدعاء في هذه الأيام وبخاصة يوم عرفة ففي سنن الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»*.

*سابعاً*: من كان صائماً في أيام العشر فإنه يجمع مع فضيلة الدعاء في العشر فضيلة الدعاء حال الصيام ووقت الإفطار، فدعوة الصائم مستجابة كما وردت بذلك الأحاديث وخاصة عند الإفطار.

وفق الله الجميع.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم التاسع: يوم الأربعاء 23/ ذو القعدة.
الدرس التاسع: *صوم أيام العشر والاجتهاد في العبادة*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: إن مما ينبغي في هذه العشر الحرص على النوافل والتي منها الصوم فصيام تسع ذي الحجة مستحب استحباباً شديداً؛ فصيام النبي صلى الله عليه وسلم لتسع ذي الحجة ثابت فقد روى أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: *«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»*، وهذا الإثبات لصيامه لها مقدّم على النفي الوارد في بعض الأحاديث.

*ثانياً*: جاء الترغيب في هذه الأيام في العمل الصالح وأنه أحب ما يكون إلى الله، والصيام من أفضل الأعمال الصالحة؛ فيكون مستحباً في هذه الأيام ففي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،..»*.

*ثالثاً*: الصيام له فضائل كثيرة فهو حصن من الشهوات وخصه الله بباب من أبواب الجنة، والصيام وقاية من النار ففي المتفق عليه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»*، وأخرج النسائي بسند صحيح عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ»*، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ»*، الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة حين يكون الإنسان في أشد الحاجة إلى الشفاعة؛ فيحرص الشخص على جعل الصيام من عبادات هذه العشر.

*رابعاً*: إذا ظهر استحباب صيام الأيام التسعة عموماً فإنه يتأكد صوم يوم عرفة ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ قال: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*. فاغتنم يا عبدالله هذا اليوم وتعرَّض لنفحات رحمة الله، وأكثر من دعائه والتضرع إليه.

*خامساً*: ينبغي الحرص مع دخول العشر على تحصيل أنواع الأجور بالاجتهاد في أنواع العبادات؛ فهي أيام وتمضي وهذا هو حال السلف عليهم رحمة الله ففي سنن الدارمي بسند صحيح أن سَعِيدَ بْن جُبَيْرٍ رحمه الله (وهو راوي حديث العشر عن ابن عباس رضي الله عنهما) كان إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ"، فلا نقصّر في فريضة أو نتهاون في واجب، ولنحرص على النوافل والمستحبات من السنن الرواتب وصلاة الوتر والضحى، والجلوس في المسجد للشروق وغير ذلك من أنواع العبادات.

*سادساً*: هذه العشر هي أيام معدودات فينبغي أن نجتهد فيها حق الاجتهاد، والواحد منا لا يعلم هل تعود عليه هذه الأيام وهو من أهل الوجود أو من أهل اللحود وقد قال تعالى: وقال تعالى: *{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}* [البقرة: 148]، وقال تعالى: *{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}* [الحديد: 21].

وفق الله الجميع.

___
قناة الواتس

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
هل تتصور إلى أين توصل هذه المصاحبة؟.
👇
https://youtu.be/078L-rZ2MTM?si=FClnhZh8mNAO0NYJ
*الكلمة الأحسن*

إذا اختلفت أو تحاورت مع أهل، أو قريب أو جار، أو صاحب وزميل، أو غيرهم ووجدت كلمة حسنى وأحسن فاختر الأحسن فالله تعالى يقول: *{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}* [الإسراء: 53]،

أما الكلام السيء والجارح فلا يحق حقاً ولا يبطل باطلاً، وإنما يشاحن ويباعد، غير ما يجلب من إثم الإساءة للآخرين والجناية عليهم وقد جاء في المتفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»*.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم العاشر: يوم الخميس 24/ ذو القعدة.

الدرس العاشر: *العشر ونفع الآخرين*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: من أعظم العبادات والتي يحسن التذكير بها في هذه الأيام الفاضلة السعي في نفع الناس وقضاء حوائجهم فقد أخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: *«أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً، ولأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا، ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه ملأ اللهُ قلبَه رِضًا يومَ القيامةِ، ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ»*.

*ثانياً*: إن العمل على رفع المعاناة عن الناس في أي مجال من مجالات حياتهم من أعظم ما يقرِّب إلى الله ويجلب الأجر والمثوبة، فلقد غفر الله لشخص استخدم قوته في رفع الأذى عن طريق المسلمين ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ»*. كما غفر الله لشخص استفاد من قوته المالية بالتجاوز عن المعسرين ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَز عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُ»*.

*ثالثاً*: لقد جعل الإسلام سعيكم في إعانة بعضكم استجلاباً لإعانة الله لكم ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِى عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِى عَوْنِ أَخِيهِ، ...»*.

*رابعاً*: ينبغي الحرص على إعانة الآخرين ومن ذلك الحرص على الصدقة في كل يوم من أيام العشر؛ فإن الصدقة من أعظم دوافع البلاء والعذاب وقد قال تعالى: *{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}* [البقرة: 261]، وفي المتفق عليه عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ ثُمَّ قَالَ: *«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»*.

*خامساً*: وإن مما يحسن الإشارة إليه في هذا المقام عبادة يسيرة على من يسَّر الله عليه وأجرها عظيم وهي تفطير الصائمين فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»*. فلا يبخل أحدنا بأي جهد في نفع الآخرين.

وفق الله الجميع.

___
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*من مساوئ الأخلاق*

إن من مساوئ الأخلاق: الفحش في القول، وهو معصية لله، وضعف في الإيمان، ووقوع في الفسوق والإثم، وإنه لمن المؤسف استهانة كثير من الأبناء والشباب بذلك، فلا يبالون بما يصدر منهم من ألفاظ البذاءة والفحش والقبح ومعيب الألفاظ، مما يخجل الإنسان من سماعه فضلاً عن التلفظ به، متغافلين عما ورد في ذلك من وعيد شديد ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ، وَالجَفَاءُ فِي النَّارِ»*، والبذاء هو الفحش في القول، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيءَ»*.

فلنحذر على أنفسنا وأبنائنا وشبابنا من انحدار الأخلاق، وسفاهة التخاطب، ونقوم بواجبنا تجاههم.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ هل صح الحديث أن شخصاً جلد في قبره حتى اشتعل عليه ناراً بسبب أنه مر بمظلوم فلم ينصره؟*

ج/ الحديث في ذلك رواه المنذري والطحاوي وغيرهما بسند حسنه غير واحد من المحدثين عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أُمِرَ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ أَنْ يُضْرَبَ فِي قَبْرِهِ مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُ وَيَدْعُو، حَتَّى صَارَتْ جَلْدَةً وَاحِدَةً، فَجُلِدَ جَلْدَةً وَاحِدَةً فَامْتَلَأَ قَبْرُهُ عَلَيْهِ نَارًا، فَلَمَّا ارْتَفَعَ عَنْهُ قَالَ: عَلَامَ جَلَدْتُمُونِي؟ قَالُوا: إِنَّكَ صَلَّيْتَ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَمَرَرْتَ عَلَى مَظْلُومٍ فَلَمْ تَنْصُرْهُ»*، 

إن خذلان المظلوم ممن يقدر على نصرته معصية عظيمة تستجلب العقوبة في الدنيا والإثم في الآخرة؛ مما يوجب الحذر وقد جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ: لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ»*،

وأخرج أبو داود بسند حسن عن جابر وأبي طلحة بن سهل رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امرأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ؛ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ»*.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الحادي عشر: يوم الجمعة 25/ ذو القعدة.
الدرس الحادي عشر: *أحكام يوم عرفة (1)*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: العشر هي أفضل أيام الدنيا وأواخر هذه العشر هي خير من أولها في الفضل والمكانة مع ما فضّل الله به هذه الأيام من فضائل عظيمة فإن اليومين الأخيرين هي أعظم ما يكون.

*ثانياً*: يوم التاسع يوم شرّفه الله وعظّمه بشرف عام كسائر أيام العشر وبشرف خاص يمتاز على ما سبقه من أيام وأودع الله فيه من كنوز الخيرات وعظيم الأجور والحسنات الشيء العظيم.

*ثالثاً*: يوم عرفة له ما لفضل أيام الأشهر الحرم التي قال الله فيها: *{فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36].

*رابعاً*: يوم عرفة هو أحد أيام أشهر الحج بل الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم فقد روى الترمذي والنسائي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«الحَجُّ عَرَفَةُ»*، وهو أعظم اجتماع للمسلمين على العبادة على اختلاف لغاتهم والألوان وأجناسهم والبلدان.

*خامساً*: يوم عرفة هو من الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه وعظّم شأن ذكره فيها فقال: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28].

*سادساً*: يوم عرفة داخل في القسم بالعشر في قوله تعالى: *{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 1، 2]، وفي القسم الخاص في قوله تعالى: *{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}* [البروج: 3]، فقد أخرج الترمذي بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ»*.

*سابعاً*: يوم عرفة هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة وفيه نزل قول الله تعالى: *{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}* [المائدة: 3]. فلنحمد الله على نعمة هذا الدين ونستمسك به فإنه مصدر سعادتنا وعزتنا في الدنيا والآخرة، ولنحذر من الوقوع في أي جاهلية أو عنصرية ففي هذا اليوم ألغى النبي صلى الله عليه وسلم مآثر الجاهلية ومعاملاتها المخالفة للشرع ووضعها تحت قدميه.

*ثامناً*: يوم عرفة هو اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ* - يَعْنِي عَرَفَةَ - *فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا» قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}* [الأعراف: 173].
فما أعظمه من يوم وما أعظمه من ميثاق، فلتجدد العهد مع الله بالتوبة له والإذعان.

*تاسعاً*: يوم عرفة هو أعظم أيام صيام التطوع فصومه يكفر ذنوب سنتين فاحصل على هذا الخير بصيامه وبدعوة غيرك وتفطير الصائمين ليتضاعف الأجر ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.

*عاشراً*: يوم عرفة هو يوم ابتداء التكبير المقيد والذي يبدأ من صبحه فاحرص على هذه السنة التي هجرها الكثير مع الإكثار من التكبير المطلق وهكذا بقية الذكر والإكثار من كلمة التوحيد فإنها أصل دين الإسلام الذي أكمله الله في هذا اليوم فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»*.
يتبع ....

وفق الله الجميع.
------------
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام

https://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1446هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الحادي عشر: يوم الجمعة 25/ ذو القعدة.
الدرس الحادي عشر: *أحكام يوم عرفة (2)*، ويشتمل على ما يلي:

*الحادي عشر*: يوم عرفة هو من أعظم أوقات الإجابة فعلينا الإكثار من دعاء الله وسؤاله والتضرع إليه وطلب رضوانه ومغفرته وجنته، فقد أخرج الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»*. فاطلب ربك ما تشاء من خيري الدنيا والآخرة لنفسك ولغيرك من الأحياء والميتين.

*الثاني عشر*: يوم عرفة هو يوم النفحات الإلهية والرحمات الربانية ومغفرة للذنوب وعتق الرقاب من النار ففي صحيح مسلم عن عَائِشَة رضي الله عنها قالت: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ»*. فلنتذلل لله وننطرح بين يديه ونلح في طلبه والاستغاثة به وإظهار فقرنا وحاجتنا إليه.

*الثالث عشر*: يوم عرفة هو يوم مباهاة الله بأهل عرفة أهلَ السماء فقد روى أحمد بسند حسن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: *" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا"*.

*الرابع عشر*: يوم عرفة يحصل فيه الذل والصغار العظيم للشيطان للرجيم فمن مراسيل طَلْحَة بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ، مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ. وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ»*. قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: *«أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ»* رواه مالك وغيره.

*الخامس عشر*: ختاماً علينا أن نعظّم هذا اليوم في نفوسنا، وأن نحمد ربنا أن بلغنا إياه، وأن نملأه بعبادة الله وطاعته واستثمار لحظاته في كل خير وبر ومعروف وإحسان ومواساة لفقير وإعانة لمحتاج وغير ذلك من وجوه البر.

---------
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
2025/06/28 06:48:10
Back to Top
HTML Embed Code: