Telegram Web Link
‏من أسباب الحفظ من الشيطان وعمله أن يقول المسلم إذا دخل المسجد : أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم . فإذا قال هذا الدعاء قال الشيطان : حفظ مني سائر اليوم .
‏يروى عن عمر بن عبد العزيز أنه قال لمؤدبه: كيف كانت طاعتي إياك وأنت تؤدبني ؟
‏فقال : أحسن طاعة.
‏قال: فأطعني الآن كما أطيعك إذ ذاك ؛ خذ من شاربك حتى تبدو شفتاك، ومن ثوبك حت تبدو عقباك.
‏قال تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
‏إن قيل : أي رحمة حصلت لمن كفر به ؟
‏والجواب ماقال ابن عباس رضي الله عنهما : من تبعه كان له رحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يتبعه عوفي مما كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف .
قال بعض السلف: ما احتاج تقي قط، لقوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}؛ فقد ضمن الله للمتقين أن يجعل لهم مخرجا مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، فإذا لم يحصل ذلك دل على أن في التقوى خللا، فليستغفر الله وليتب إليه .


شرح الطحاوية ، ص ٢٦٩
‏قال بعض السلف : عجبت لمن ابتغى الغنى بغير النكاح ، والله تعالى يقول :( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) .

‏تفسير البغوي ٣ / ٣٤٢
قال تعالى : ( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ) ؛ فالسموم الريح الحارة ، والحميم الماء الحار ، واليحموم الدخان الذي اشتد سواده ، قال ابن رجب : هذه الآية تضمنت ذكر ما يتبرد به في الدنيا من الكرب والحر ، وهو ثلاثة ؛ الماء والهواء والظل ؛ فهواء جهنم السموم ، وهو الريح الحارة الشديدة الحر، وماؤها الحميم الذي قد اشتد حره ، وظلها اليحموم ، وهو قطع دخانها، أجارنا الله من ذلك كله بكرمه ومنه .
‏قال الحسن البصري : إن لأهل التقوى علامات، يعرفون بها ؛ صدق الحديث، ووفاء بالعهد، وصلة الرحم، ورحمة الضعفاء، وقلة الفخر والخيلاء، وبذل المعروف، وقلة المباهاة للناس، وحسن الخلق، وسَعَة الخَلْق فيما يقرب إلى الله .
‏قال علي بن خشرم: ما رأيت بيد وكيع كتابا قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدوية الحفظ، فقال: إن علمتك الدواء استعملته؟ قلت: إي والله. قال: ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ.
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فضيق الناس المنازل ، وقطعوا الطريق ، فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - مناديا ينادي في الناس : ( أن من ضيق منزلا ، أو قطع طريقا فلا جهاد له ) ؛ وهكذا الشأن فيمن يضيق على الناس طرقهم في صلاة الجمعة أو الجماعة يخشى أن يكون لاصلاة له ؛ لأن الشريعة لاتفرق بين المتماثلات ،
قال تعالى :( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ) ؛ قال عمر - رضي الله عنه - : جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها، ليست بسلفع من النساء دلاجة ولاجة خراجة .
رواه ابن أبي حاتم بإسناد صحيح.

والسلفع المرأة الجريئة
‏عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان في السوق ، فأقيمت الصلاة ، فقام الناس وأغلقوا حوانيتهم فدخلوا المسجد ؛ فقال ابن عمر : فيهم نزلت: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة} .

‏تفسير البغوي
‏ ٣ / ٣٤٨
‏قال تعالى : ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) ؛ أي من الفزع والرعب ؛ قال ابن كثير : أمر موسى - عليه السلام - إذا خاف من شيء أن يضم إليه جناحه من الرهب ، وهو يده، فإذا فعل ذلك ذهب عنه ما يجده من الخوف، وربما إذا استعمل أحد ذلك على سبيل الاقتداء ، فوضع يده على فؤاده فإنه يزول عنه ما يجده أو يخف إن شاء الله تعالى وبه الثقة.
الصفات الكبرى التي يدور عليها الإيمان بالقدر ثلاث ؛ العلم والقدرة والحكمة ، وضلال القدرية النفاة والغلاة ناشئ عن ضلالهم في تحقيق هذه الصفات ؛ فالقدرية الأولى أنكروا عموم العلم ، والقدرية الثانية أنكروا عموم القدرة ، والقدرية الغلاة أو الجبرية أنكروا صفة الحكمة ، وجوزوا على الله فعل كل ممكن .
‏قال تعالى :( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا) ؛ قال شقيق: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : فاتتني الصلاة الليلة ؟ فقال: أدرك ما فاتك من ليلتك في نهارك ؛ فإن الله عز وجل جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر .
قال الحسن البصري : كل غريم يفارق غريمه إلا جهنم ؛ قال تعالى :( إن عذابها كان غراما ) ؛ أي لازم لايفارق أهل النار الذين هم أهلها .
ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن أن الأشاعرة خالفوا الحق في ثلاثة أصول :-
أحدها : تأويل الصفات ؛ وهو صرفها عن حقيقتها التي تليق بالله تعالى .
الثاني : متابعة ابن كلاب في صفة الكلام ؛ ولهذا قالوا : إن كلام الله مجرد المعنى دون اللفظ .
الثالث : في تحديد التوحيد المنجي وتفسير الشهادة ؛ فزعموا أنه توحيد الربوبية لا الألوهية ؛ وأن الشهادة إنما تدل مطابقة على إفراد الله بالخلق ؛ لأن الإله بمعنى القادر على الاختراع .
‏قال الحسن بن عبد العزيز الجروي : من لم يردعه القرآن والموت لو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع .
‏قال الراغب الأصفهاني : الزعم حكاية قول يكون مظنة للكذب ؛ ولهذا جاء في القرآن في كل موضع ذم القائلون به، نحو : ( زعم الذين كفروا - بل زعمتم - كنتم تزعمون - زعمتم من دونه ) .
‏قال الراغب الأصفهاني : تزكية الإنسان نفسه ضربان:
‏أحدهما: بالفعل، وهو محمود وإليه قصد بقوله: ( قد أفلح من زكاها ) ، وقوله: (قد أفلح من تزكى ).
‏والثاني: بالقول، كتزكية العدل غيره، وذلك مذموم أن يفعل الإنسان بنفسه، وقد نهى الله تعالى عنه فقال: ( فلا تزكوا أنفسكم ) ، ونهيه عن ذلك تأديب ؛ لقبح مدح الإنسان نفسه عقلا وشرعا، ولهذا قيل لحكيم: ما الذي لا يحسن وإن كان حقا ؟ فقال: مدح الرجل نفسه.
‏قال ابن حجر : علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير، وتأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية، ولكن إنما ينجع بأمرين ؛ أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل .
2025/10/21 13:00:48
Back to Top
HTML Embed Code: