Telegram Web Link
قال الشعبي: إذا أحبّ الله عبداً لم يضره ذنب.

وتفسير هذا الكلام أنّ الله عزّوجل له عناية بمن يحبه من عباده، فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له أسباب التوبة، وينبهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار، ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.

[مجموع الرسائل (69/3) لابن رجب]
تقدم بعض التابعين ليصلي بالناس إمامًا، فالتفت إلى المأمومين يعدّل الصفوف وقال: استووا؛ فغُشي عليه فسئل عن سبب ذلك فقال: لما قلت لهم استقيموا فكرت في نفسي فقلت لها: فأنت هل استقمت مع الله طرفة عين؟

[لطائف المعارف (ص/18) لابن رجب]
إنّما يُعرف قدر البلاء إذا كشف الغطاء يوم القيامة، كما في الترمذي عن جابر عن النبي ﷺ قال: (يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أنّ جلودهم قُرِضَت بالمقاريض في الدُّنيا).

[مجموع الرسائل (213/1) لابن رجب]
داوم على التَّوبة واهجر الإصرار

بوّب البخاري: "باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وما يحذر من الإصرار عل النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى: {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}"

قال ابن رجب الحنبلي:
مراده أن الإصرار على المعاصي وشعب النفاق من غير توبة، يخشى منها أن يعاقب صاحبها بسلب الإيمان بالكلية، وبالوصول إلى النفاق الخالص، وإلى سوء الخاتمة، نعوذ بالله من ذلك، كما يقال: إن المعاصي بريد الكفر.

[فتح الباري (197/1) لابن رجب]
كثيراً ما يغلب على من يعتني بالقيامِ بحقوق الله، والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته إهمالُ حقوق العباد بالكُلِّيَّة أو التقصير فيها، والجمعُ بَيْنَ القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيزٌ جداً لا يَقوى عليه إلاَّ الكُمَّلُ مِنَ الأنبياءِ والصديقين.


[لطائف المعارف (ص/427) لابن رجب]
قالَ ابنُ رجَب:

وَقَدْ سَافَرَ الشَّيْخُ -ابن تيمية- مَرَّةً عَلَى البَريْدِ إِلَى الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ يَسْتَنْفِرُ السُّلْطَانَ عِنْدَ مَجِيْءِ التَّتَرِ سَنَةً مِنَ السِّنِيْنِ، وَتَلَا عَلَيْهِمْ آيَاتُ الجِهَادِ، وَقَالَ: إِنْ تَخَلَّيْتُمْ عَنِ "الشَّامِ" وَنُصْرَةِ أَهْلِهِ، وَالذَّبِّ عَنْهُمْ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يُقِيْمُ لَهُمُ مَنْ يَنْصُرُهُمْ غَيْرَكُمْ، وَيَسْتَبْدِلُ بِكُم سِوَاكُمْ، وَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا}.
وَبَلَغَ ذلِكَ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بنَ دَقِيْقَ العِيْدِ -وَكَانَ هُوَ القَاضِي حِيْنَئِذٍ- فَاسْتَحْسَنَ ذلِكَ، وَأَعْجَبَهُ هَذَا الاسْتِنْبَاطَ، وَتَعَجَّبَ مِنْ مُوَاجَهَةِ الشَّيْخِ للسُّلْطَانِ بِمِثْلِ هَذَا الكَلَامِ.

[ذيل طبقات الحنابلة (510/4) لابن رجب]
قد وصف اللَّه تعالى في كتابه أن المُحبِّين له يُجاهدون في سبيله ولا يخافون لومة لائم.

وفى ذلك يقولُ بعضُهم:

أَجِدُ الْمَلَامَةَ فِي هَوَاك لَذِيذَةً ... حُبًّا لِذِكرِك فَلْيَلُمْنِي اللُّوَّمُ

[مجموع الرسائل (78/1) لابن رجب]
واعلمْ أَن النَّفسَ تُحبُّ الرِّفَعَةَ والعُلوَّ عَلَى أَبناءِ جنسِهَا، وَمن هُنا نشأَ الكِبرُ والحسدُ، ولكن العاقلَ يُنافسُ في العُلوِّ الدائم الباقي الَّذِي فيهِ رضوانُ اللَّه وقُربُهُ وجِوارُهُ، ويَرغَبُ عن العُلوِّ الفاني الزَّائلِ، الَّذِي يعقُبُهُ غَضبُ اللَّه وَسخطُه، وانحطاطُ العبدِ وسُفُولُه وبعدُهُ عَن الله وطردُهُ عنه، فهذا العُلوّ الفاني الَّذِي يُذَمًّ، وهو العتُوُّ والتكبرُ في الأرض بغيرِ الحَقِّ. وأما العُلوُّ الأوَّلُ والحرصُ عليهِ فهو محمودٌ.

[مجموع الرسائل (89/1) لابن رجب]
انتظار الفرج بالصبر عبادة، فإن البلاء لا يدوم:

اصبر لكل مصيبة وتجلد ... واعلم بأن الضر غير مؤبد

واصبر كما صبر الكرام فإنها ... نُوَبٌ تنوب اليوم تكشف في غد

[مجموع الرسائل (155/3) لابن رجب]
فإنَّ معنى (لا إله إلا الله): أنَّه لا يؤلَّه غيرُه حباً، ورجاءً، وخوفاً، وطاعةً، فإذا تحقَّق القلبُ بالتَّوحيد التَّامِّ، لم يبق فيه محبةٌ لغير ما يُحبُّه الله، ولا كراهة لغير ما يكرهه الله، ومن كان كذلك، لم تنبعثْ جوارحُهُ إلاّ بطاعة الله، وإنَّما تنشأ الذُّنوب من محبَّة ما يكرهه الله، أو كراهة ما يُحبه الله، وذلك ينشأ من تقديم هوى النَّفس على محبَّة الله وخشيته، وذلك يقدحُ في كمال التَّوحيد الواجبِ، فيقعُ العبدُ بسببِ ذلك في التَّفريط في بعض الواجبات، أو ارتكابِ بعضِ المحظوراتِ، فأمَّا من تحقَّق قلبُه بتوحيدِ الله، فلا يبقى له همٌّ إلا في الله وفيما يُرضيه به.

[جامع العلوم والحِكَم (ص/785) لابن رجب]
وكل ما يؤلم النفوس ويشقّ عليها فإنَّه كفارة للذنوب.

[مجموع الرسائل (17/4) لابن رجب]
الحمد لله على نعمة صدوره حمداً كثيراً

‏⁧ #مجموع_رسائل_العلامة_ابن_رجب_الحنبلي
‏⁧ #مجير_الخطيب
‏⁧ #دار_اللباب
وقد يكُون الأجنبيُّ أنفع للميّت من أهله، كما قال بعض الصالحين: وأين مثل الأخ الصالح؟! أهلك يقتسمون ميراثك، وهو قد تفرّد بحزنك، يدعو لك، وأنت بين أطباق الأرض.

[مجموع الرسائل (423/2) لابن رجب]
كان السلف يجتهدون في أعمال الخير ويَعدُّون أنفسهم من المُقصِّرين المُفرِّطين المُذنبين، ونحن مع إساءتنا نعد أنفسنا من المُحسنين!

كان مالك بن دينار يقول: (إذا ذكر الصالحون: أف لي وتف)، وقال أيوب: (إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل)، وقال يونس بن عبيد: (أعد مائة خصلة من خصال الخير ليس فيَّ منها واحدة)، وقال محمد بن واسع: لو أن للذنوب رائحة لم يستطع أحد أن يجلس إلي).

[مجموع الرسائل (254/1) لابن رجب]
كان أئمّة الهُدى ينهون عن حمدِهم علَى أعمالهم وما يصدُرُ منهم من الإحسان إلى الخلق، ويأمرون بإضافة الحمد على ذلك إلى الله وحدهُ لا شريكَ لهُ، فإنَّ النِّعم كُلَّها منهُ.

[مجموع الرسائل (76/1) لابن رجب]
أيّها المؤمن، إنّ لله بين جنبيك بيتا لو طهّرته لأشرق ذلك البيت بنور ربّه وانشرح وانفسح.

[لطائف المعارف (ص/440) لابن رجب]
قد أمر النّبيّ ﷺ بكثرة ذكر الموت، فقال: «أكثروا ذكر هاذم اللّذّات، الموت»..

وفي الإكثار من ذكر الموت فوائد؛ منها:
أنّه يحثّ على الاستعداد له قبل نزوله،
ويقصّر الأمل،
ويرضي بالقليل من الرّزق،
ويزهّد في الدّنيا،
ويرغّب في الآخرة،
ويهوّن مصائب الدّنيا،
ويمنع من الأشر والبطر
والتّوسّع في لذّات الدّنيا.

[لطائف المعارف (ص/179) لابن رجب]
المُحبُّ اسمُ محبوبهِ لا يغيبُ عن قلبهِ ، فلو كُلِّفَ أن ينسى ذكرهُ لما قَدرَ ، ولو كلفَ أن يكُفَّ عن ذكرهِ بلسانِه لما صبرَ :

كيف ينسى المُحبُّ ذكرَ حبيبٍ = اسمهُ في فؤاده مكتوبُ

كان بلالٌ كلما عذَّبه المشركونَ في الرَّمضاءِ على التوحيد ، يقول : أحدٌ ، أحدٌ ، فإذا قالوا له : قُل : اللاَّت والعُزَّى ، قال : لا أُحسِنُهُ :

يُرادُ من القلب نِسيانكُم = وتأبى الطِّباعُ على النَّاقِلِ

كُلّما قويت المعرفةُ ، صار الذِّكرُ يجري على لسانِ الذَّاكِرِ من غير كُلفةٍ ، حتى كان بعضُهم يَجْري على لسانِه في منامِهِ : الله الله .
ولهذا يُلهم أهل الجنّة التسبيح ، كما يُلهمون النَّفس ، وتصير «لا إله إلا الله» لهم ، كالماء البارد لأهل الدُّنيا.

‏[جامع العلوم والحكم (ص/659) لابن رجب]
المُحبّ لا يملُّ من التقرُّب بالنوافل إلى مَولاه، ولا يأمل إلا قربه ورضاه.

[لطائف المعارف (ص/393) لابن رجب]
2025/07/09 11:30:04
Back to Top
HTML Embed Code: