لا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلاّ من زيّن ظاهره وباطنه، وطهّرهما خصوصا لملك الملوك الذي يعلم السّرّ وأخفى، وهو لا ينظر إلى صوركم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، فمن وقف بين يديه فليزيّن له ظاهره باللباس، وباطنه بلباس التّقوى.
[لطائف المعارف (ص/337) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/337) لابن رجب]
يستحبّ في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظّف والتزيّن، والتطيب بالغسل والطّيب واللباس الحسن، كما يشرع ذلك في الجمع والأعياد، وكذلك يشرع أخذ الزّينة بالثياب في سائر الصّلوات، كما قال تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١].
[لطائف المعارف (ص/337) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/337) لابن رجب]
وقد اختلف الناس في ليلة القدر اختلافا كثيرا..
قال الجمهور: هي منحصرة في العشر الأواخر، واختلفوا في أي ليالي العشر أرجى؛ فحكي عن الحسن ومالك أنّها تطلب في جميع ليالي العشر؛ أشفاعه وأوتاره، ورجّحه بعض أصحابنا..
قال الأكثرون: بل بعض لياليه أرجى من بعض، وقالوا: الأوتار أرجى في الجملة. ثم اختلفوا: أيّ أوتاره أرجى..
[لطائف المعارف (ص/348) لابن رجب]
قال الجمهور: هي منحصرة في العشر الأواخر، واختلفوا في أي ليالي العشر أرجى؛ فحكي عن الحسن ومالك أنّها تطلب في جميع ليالي العشر؛ أشفاعه وأوتاره، ورجّحه بعض أصحابنا..
قال الأكثرون: بل بعض لياليه أرجى من بعض، وقالوا: الأوتار أرجى في الجملة. ثم اختلفوا: أيّ أوتاره أرجى..
[لطائف المعارف (ص/348) لابن رجب]
في ليلة القدر تنتشر الملائكة في الأرض، فيبطل سلطان الشّياطين، كما قال الله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: ٤ - ٥].
وفي المسند عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: «الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى».
وفي «صحيح ابن حبّان»، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال في ليلة القدر: «لا يخرج شيطانها حتّى يخرج فجرها»..
وكلّ هذا يدلّ على كفّ الشّياطين فيها عن انتشارهم في الأرض، ومنعهم من استراق السّمع فيها من السّماء.
[لطائف المعارف (ص/325) لابن رجب]
وفي المسند عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: «الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى».
وفي «صحيح ابن حبّان»، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال في ليلة القدر: «لا يخرج شيطانها حتّى يخرج فجرها»..
وكلّ هذا يدلّ على كفّ الشّياطين فيها عن انتشارهم في الأرض، ومنعهم من استراق السّمع فيها من السّماء.
[لطائف المعارف (ص/325) لابن رجب]
قد استنبط طائفة من المتأخرين من القرآن أنّها ليلة سبع وعشرين من موضعين:
أحدهما: أنّ الله تعالى ذكر ليلة القدر في سورة القدر في ثلاثة مواضع منها، وليلة القدر حروفها تسع حروف، والتسع إذا ضربت في ثلاثة فهي سبع وعشرون.
والثاني: أنّه قال: «سلام هي» فكلمة «هي» هي الكلمة السابعة والعشرون من السورة؛ فإنّ كلماتها كلّها ثلاثون كلمة.
قال ابن عطية: هذا من ملح التفسير لا من متين العلم، وهو كما قال.
[لطائف المعارف (ص/357) لابن رجب]
أحدهما: أنّ الله تعالى ذكر ليلة القدر في سورة القدر في ثلاثة مواضع منها، وليلة القدر حروفها تسع حروف، والتسع إذا ضربت في ثلاثة فهي سبع وعشرون.
والثاني: أنّه قال: «سلام هي» فكلمة «هي» هي الكلمة السابعة والعشرون من السورة؛ فإنّ كلماتها كلّها ثلاثون كلمة.
قال ابن عطية: هذا من ملح التفسير لا من متين العلم، وهو كما قال.
[لطائف المعارف (ص/357) لابن رجب]
قال جويبر: قلت للضحاك: أرأيت النفساء والحائض والمسافر والنائم لهم في ليلة القدر نصيب؟ قال: نعم كل من تقبل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر.
[لطائف المعارف (ص/192) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/192) لابن رجب]
يا ليلة القدر للعابدين اشهدي،
يا أقدام القانتين اركعي لربك واسجدي،
يا ألسنة السائلين جدي في المسألة واجتهدي.
يا رجال الليل جدوا
رُبِّ داعٍ لا يُرَدُّ
ما يقوم الليل إلاّ
من لهُ عزمٌ وجِدُّ
[لطائف المعارف (ص/191) لابن رجب]
يا أقدام القانتين اركعي لربك واسجدي،
يا ألسنة السائلين جدي في المسألة واجتهدي.
يا رجال الليل جدوا
رُبِّ داعٍ لا يُرَدُّ
ما يقوم الليل إلاّ
من لهُ عزمٌ وجِدُّ
[لطائف المعارف (ص/191) لابن رجب]
ينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار، وهي متيسرة في هذا الشهر.
وكان أبو قلابة يعتق في آخر الشهر جارية حسناء مزينة يرجو بعتقها العتق من النار.
[لطائف المعارف (ص/213) لابن رجب]
وكان أبو قلابة يعتق في آخر الشهر جارية حسناء مزينة يرجو بعتقها العتق من النار.
[لطائف المعارف (ص/213) لابن رجب]
الاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها فتختم به الصلاة والحج وقيام الليل، ويختم به المجالس...
فكذلك ينبغي أن يُختم صيام رمضان بالاستغفار.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر فإن صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.
والاستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث.
[لطائف المعارف (ص/377) لابن رجب]
فكذلك ينبغي أن يُختم صيام رمضان بالاستغفار.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر فإن صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.
والاستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث.
[لطائف المعارف (ص/377) لابن رجب]
[عيد الفطر]
من صوم رمضان، وهو مترتب على إكمال صيام رمضان، وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ومبانيه، فإذا استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم، واستوجبوا من الله المغفرة والعتق من النار، فإن صيامه يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، وآخره عتق من النار يعتق فيه من النار من استحقها بذنوبه،
فشرع الله تعالى لهم عقب إكمالهم لصيامهم عيدا يجتمعون فيه على:
١- شكر الله وذكره وتكبيره على ما هداهم له،
٢-وشرع لهم في ذلك العيد الصلاة والصدقة.
وهو يوم الجوائز يستوفي الصائمون فيه أجر صيامهم ويرجعون من عيدهم بالمغفرة.
[لطائف المعارف (ص/276) لابن رجب]
من صوم رمضان، وهو مترتب على إكمال صيام رمضان، وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ومبانيه، فإذا استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم، واستوجبوا من الله المغفرة والعتق من النار، فإن صيامه يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، وآخره عتق من النار يعتق فيه من النار من استحقها بذنوبه،
فشرع الله تعالى لهم عقب إكمالهم لصيامهم عيدا يجتمعون فيه على:
١- شكر الله وذكره وتكبيره على ما هداهم له،
٢-وشرع لهم في ذلك العيد الصلاة والصدقة.
وهو يوم الجوائز يستوفي الصائمون فيه أجر صيامهم ويرجعون من عيدهم بالمغفرة.
[لطائف المعارف (ص/276) لابن رجب]
والعيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم، إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته، كما قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58] قال بعض العارفين: ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله؛ فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.
[لطائف المعارف (ص/479) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/479) لابن رجب]
قال الحسن: كُلُّ يومٍ لا يُعصى الله فيه فهو عيد، كُلُّ يومٍ يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد.
[لطائف المعارف (ص/485) لابن رجب]
[لطائف المعارف (ص/485) لابن رجب]
يا شبّان التّوبة، لا ترجعوا إلى ارتضاع ثدي الهوى من بعد الفطام، فالرّضاع إنّما يصلح للأطفال لا للرجال.
ولكن لا بدّ من الصّبر على مرارة الفطام؛ فإن صبرتم تعوّضتم عن لذّة الهوى بحلاوة الإيمان في القلوب.
[لطائف المعارف (ص/394) لابن رجب]
ولكن لا بدّ من الصّبر على مرارة الفطام؛ فإن صبرتم تعوّضتم عن لذّة الهوى بحلاوة الإيمان في القلوب.
[لطائف المعارف (ص/394) لابن رجب]
١- إذا اعترف العبدُ بذنبه
٢- وطلب المغفرة من ربِّه،
٣- وأقرّ له أنّه لا يغفر الذنوب غيره =
كان جديراً أنْ يُغفر له.
ولهذا قال في الحديث: (فاغفرلي إنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت)،
وكذلك في دعاء سيد الاستغفار،
وكذلك في الدعاء الذي علّمه الصديق أن يقوله في صلاته.
وإلى هذا الإشارة في القرآن: {ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله}.
[مجموع الرسائل (147/1) لابن رجب]
٢- وطلب المغفرة من ربِّه،
٣- وأقرّ له أنّه لا يغفر الذنوب غيره =
كان جديراً أنْ يُغفر له.
ولهذا قال في الحديث: (فاغفرلي إنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت)،
وكذلك في دعاء سيد الاستغفار،
وكذلك في الدعاء الذي علّمه الصديق أن يقوله في صلاته.
وإلى هذا الإشارة في القرآن: {ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله}.
[مجموع الرسائل (147/1) لابن رجب]
وبكل حال، فلا يقوى العبدُ على نفسه إلاَّ بتوفيق الله إيّاه وتولّيه له، فمن عصمه الله= حفظه وتولاّه، ووقاه شح نفسه وشرّها، وقوّاه على مُجاهدتها ومُعاداتها.
ومن وكله إلى نفسه= غلبته وقهرته، وأسرته وجرّته إلى ما هُو عين هلاكه..
[مجموع الرسائل(144/1)لابن رجب]
ومن وكله إلى نفسه= غلبته وقهرته، وأسرته وجرّته إلى ما هُو عين هلاكه..
[مجموع الرسائل(144/1)لابن رجب]
Forwarded from لطائف الجَيلاني
من ترجمة الحافظ ابن رجب للإمام عبدالقادر الجيلاني:
"عبد القادر بن أبي صالح بن عبدالله بن جكني دوست بن أبي عبدالله بن عبد الله الجيلي ثم البغدادي ت ٥٦١هـ، شيخ الطريقة، وإمام الحنابلة في وقته، قدوة العارفين، وسلطان المشايخ، صاحب المقامات والكرامات والعلوم والمعارف، والأحوال المشهورة.
حصل له القبول التام من الناس، واعتقدوا ديانته وصلاحه وانتفعوا به وبكلامه ووعظه وانتصر أهل السنة بظهوره، واشتهرت أحواله وأقواله وكراماته ومكاشفاته، وهابه للملوك فمن دونهم..
قال الشيخ موفق الدين صاحب المغني: لم أسمع عن أحد يحكى عنه من الكرامات أكثر مما يحكى عن الشيخ عبدالقادر، ولا رأيت أحداً يُعظم من أجل الدين أكثر منه.
وذكر الشيخ عز الدين بن عبد السلام شيخ الشافعية: أنه لم تتواتر كرامات أحد من المشايخ إلا الشيخ عبدالقادر، فإن كراماته نقلت بالتواتر.
وللشيخ عبد القادر -رحمه الله تعالى- كلام حسن في التوحيد والصفات، والقدر، وفي علوم المعرفة موافق للسُّنَّةِ، وله كتاب (الغنية لطالبي طريق الحق).. وله كتاب (فتوح الغيب) وجمع أصحابه من مجالسه في الوعظ كثيراً، وكان متمسكاً في مسائل الصفات والقدر ونحوهما بالسُّنَّةِ مُبالغاً في الرد على من خالفها.
[ذيل طبقات الحنابلة (187/2) لابن رجب]
"عبد القادر بن أبي صالح بن عبدالله بن جكني دوست بن أبي عبدالله بن عبد الله الجيلي ثم البغدادي ت ٥٦١هـ، شيخ الطريقة، وإمام الحنابلة في وقته، قدوة العارفين، وسلطان المشايخ، صاحب المقامات والكرامات والعلوم والمعارف، والأحوال المشهورة.
حصل له القبول التام من الناس، واعتقدوا ديانته وصلاحه وانتفعوا به وبكلامه ووعظه وانتصر أهل السنة بظهوره، واشتهرت أحواله وأقواله وكراماته ومكاشفاته، وهابه للملوك فمن دونهم..
قال الشيخ موفق الدين صاحب المغني: لم أسمع عن أحد يحكى عنه من الكرامات أكثر مما يحكى عن الشيخ عبدالقادر، ولا رأيت أحداً يُعظم من أجل الدين أكثر منه.
وذكر الشيخ عز الدين بن عبد السلام شيخ الشافعية: أنه لم تتواتر كرامات أحد من المشايخ إلا الشيخ عبدالقادر، فإن كراماته نقلت بالتواتر.
وللشيخ عبد القادر -رحمه الله تعالى- كلام حسن في التوحيد والصفات، والقدر، وفي علوم المعرفة موافق للسُّنَّةِ، وله كتاب (الغنية لطالبي طريق الحق).. وله كتاب (فتوح الغيب) وجمع أصحابه من مجالسه في الوعظ كثيراً، وكان متمسكاً في مسائل الصفات والقدر ونحوهما بالسُّنَّةِ مُبالغاً في الرد على من خالفها.
[ذيل طبقات الحنابلة (187/2) لابن رجب]
Forwarded from لطائف الجَيلاني
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قناةٌ تُعنى بلطائف الإمام عبدالقادر الجَيلاني رَحِمَهُ اللهُ ورضيَ عنهُ
https://www.tg-me.com/aljaylani561
هذه قناةٌ تُعنى بلطائف الإمام عبدالقادر الجَيلاني رَحِمَهُ اللهُ ورضيَ عنهُ
https://www.tg-me.com/aljaylani561
Telegram
لطائف الجَيلاني
قناةٌ تُعنى بجني اللَّطائف .. من كُتُبِ الإمام عبدالقادر الجَيلاني رَحِمَهُ اللهُ ورضيَ عنهُ
«واعلم أنَّ في الصَّبر على ما تكره خيراً كثيراً»
يعني: أنَّ ما أصاب العبدَ مِنَ المصائب المؤلمةِ المكتوبة عليه إذا صبر عليها، كان له في الصبر خيرٌ كثير..
والتقدير الماضي يُعين العبد على أنْ ترضى نفسُه بما أصابه، فمن استطاع أنْ يعمل في اليقين بالقضاء والقدر على الرضا بالمقدور فليفعل، فإنْ لم يستطع الرِّضا، فإنَّ في الصَّبر على المكروه خيراً كثيراً.
فهاتان درجتان للمؤمن بالقضاء والقدر في المصائب:
إحداهما: أنْ يرضى بذلك، وهذه درجةٌ عاليةٌ رفيعة جداً، قال الله عز وجل: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}.
قال علقمة: هي المصيبة تصيبُ الرَّجلَ، فيعلم أنَّها من عند الله، فيسلِّمُ لها ويرضى..
وأهل الرضا تارةً يلاحظون حكمة المبتلي وخيرته لعبده في البلاء، وأنَّه غير متَّهم في قضائه، وتارةً يُلاحظون ثوابَ الرِّضا بالقضاء، فيُنسيهم ألم المقتضي به، وتارةً يُلاحظون عظمةَ المبتلي وجلالَه وكمالَه، فيستغرقون في مشاهدة ذلك، حتى لا يشعرون بالألم، وهذا يصلُ إليه خواصُّ أهل المعرفة والمحبَّةِ..
والدرجة الثانية: أنْ يصبرَ على البلاء، وهذه لمن لم يستطع الرِّضا بالقضاء فالرِّضا فضلٌ مندوبٌ إليه مستحب، والصبرُ واجبٌ على المؤمن حتمٌ، وفي الصَّبر خيرٌ كثيرٌ، فإنَّ الله أمرَ به، ووعدَ عليه جزيلَ الأجر. قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، وقال: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}..
والفرق بين الرضا والصبر:
أنَّ الصَّبر: كفُّ النَّفس وحبسُها عن التسخط مع وجود الألم، وتمنِّي زوال ذلك، وكفُّ الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع.
والرضا: انشراح الصدر وسعته بالقضاء، وترك تمنِّي زوال ذلك المؤلم، وإنْ وجدَ الإحساسُ بالألم، لكن الرضا يخفِّفُه لما يباشر القلبَ من رَوح اليقين والمعرفة، وإذا قوي الرِّضا، فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية.
[جامع العلوم والحِكَم (ص/454) لابن رجب]
يعني: أنَّ ما أصاب العبدَ مِنَ المصائب المؤلمةِ المكتوبة عليه إذا صبر عليها، كان له في الصبر خيرٌ كثير..
والتقدير الماضي يُعين العبد على أنْ ترضى نفسُه بما أصابه، فمن استطاع أنْ يعمل في اليقين بالقضاء والقدر على الرضا بالمقدور فليفعل، فإنْ لم يستطع الرِّضا، فإنَّ في الصَّبر على المكروه خيراً كثيراً.
فهاتان درجتان للمؤمن بالقضاء والقدر في المصائب:
إحداهما: أنْ يرضى بذلك، وهذه درجةٌ عاليةٌ رفيعة جداً، قال الله عز وجل: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}.
قال علقمة: هي المصيبة تصيبُ الرَّجلَ، فيعلم أنَّها من عند الله، فيسلِّمُ لها ويرضى..
وأهل الرضا تارةً يلاحظون حكمة المبتلي وخيرته لعبده في البلاء، وأنَّه غير متَّهم في قضائه، وتارةً يُلاحظون ثوابَ الرِّضا بالقضاء، فيُنسيهم ألم المقتضي به، وتارةً يُلاحظون عظمةَ المبتلي وجلالَه وكمالَه، فيستغرقون في مشاهدة ذلك، حتى لا يشعرون بالألم، وهذا يصلُ إليه خواصُّ أهل المعرفة والمحبَّةِ..
والدرجة الثانية: أنْ يصبرَ على البلاء، وهذه لمن لم يستطع الرِّضا بالقضاء فالرِّضا فضلٌ مندوبٌ إليه مستحب، والصبرُ واجبٌ على المؤمن حتمٌ، وفي الصَّبر خيرٌ كثيرٌ، فإنَّ الله أمرَ به، ووعدَ عليه جزيلَ الأجر. قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، وقال: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}..
والفرق بين الرضا والصبر:
أنَّ الصَّبر: كفُّ النَّفس وحبسُها عن التسخط مع وجود الألم، وتمنِّي زوال ذلك، وكفُّ الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع.
والرضا: انشراح الصدر وسعته بالقضاء، وترك تمنِّي زوال ذلك المؤلم، وإنْ وجدَ الإحساسُ بالألم، لكن الرضا يخفِّفُه لما يباشر القلبَ من رَوح اليقين والمعرفة، وإذا قوي الرِّضا، فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية.
[جامع العلوم والحِكَم (ص/454) لابن رجب]
قالَ ابنُ رجَب:
وَقَدْ سَافَرَ الشَّيْخُ -ابن تيمية- مَرَّةً عَلَى البَريْدِ إِلَى الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ يَسْتَنْفِرُ السُّلْطَانَ عِنْدَ مَجِيْءِ التَّتَرِ سَنَةً مِنَ السِّنِيْنِ، وَتَلَا عَلَيْهِمْ آيَاتُ الجِهَادِ، وَقَالَ: إِنْ تَخَلَّيْتُمْ عَنِ "الشَّامِ" وَنُصْرَةِ أَهْلِهِ، وَالذَّبِّ عَنْهُمْ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يُقِيْمُ لَهُمُ مَنْ يَنْصُرُهُمْ غَيْرَكُمْ، وَيَسْتَبْدِلُ بِكُم سِوَاكُمْ، وَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا}.
وَبَلَغَ ذلِكَ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بنَ دَقِيْقَ العِيْدِ -وَكَانَ هُوَ القَاضِي حِيْنَئِذٍ- فَاسْتَحْسَنَ ذلِكَ، وَأَعْجَبَهُ هَذَا الاسْتِنْبَاطَ، وَتَعَجَّبَ مِنْ مُوَاجَهَةِ الشَّيْخِ للسُّلْطَانِ بِمِثْلِ هَذَا الكَلَامِ.
[ذيل طبقات الحنابلة (510/4) لابن رجب]
وَقَدْ سَافَرَ الشَّيْخُ -ابن تيمية- مَرَّةً عَلَى البَريْدِ إِلَى الدِّيَارِ المِصْرِيَّةِ يَسْتَنْفِرُ السُّلْطَانَ عِنْدَ مَجِيْءِ التَّتَرِ سَنَةً مِنَ السِّنِيْنِ، وَتَلَا عَلَيْهِمْ آيَاتُ الجِهَادِ، وَقَالَ: إِنْ تَخَلَّيْتُمْ عَنِ "الشَّامِ" وَنُصْرَةِ أَهْلِهِ، وَالذَّبِّ عَنْهُمْ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يُقِيْمُ لَهُمُ مَنْ يَنْصُرُهُمْ غَيْرَكُمْ، وَيَسْتَبْدِلُ بِكُم سِوَاكُمْ، وَتَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا}.
وَبَلَغَ ذلِكَ الشَّيْخَ تَقِيَّ الدِّيْنِ بنَ دَقِيْقَ العِيْدِ -وَكَانَ هُوَ القَاضِي حِيْنَئِذٍ- فَاسْتَحْسَنَ ذلِكَ، وَأَعْجَبَهُ هَذَا الاسْتِنْبَاطَ، وَتَعَجَّبَ مِنْ مُوَاجَهَةِ الشَّيْخِ للسُّلْطَانِ بِمِثْلِ هَذَا الكَلَامِ.
[ذيل طبقات الحنابلة (510/4) لابن رجب]