Telegram Web Link
الغسل للعيدين..قد نص أحمد على استحبابه.
وحكى ابن عبد البر الإجماع عليهِ.
وكان ابن عمر يفعله، كذا رواه نافع عنه.

[فتح الباري (415/8) لابن رجب]
إظهار السرور في العيد من شعار الدين.

[فتح الباري (433/8) لابن رجب]
﴿وَمِنهُم مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [البقرة: ٢٠١]

قد استحب كثير من السلف كثرة الدعاء بهذا في أيام التشريق.
قال عكرمة: كان يستحب أن يقال في أيام التشريق: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}..

وهذا الدعاء من أجمع الأدعية للخير وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر منه وروي: أنه كان أكثر دعائه. وكان إذا دعا بدعاء جعله معه؛ فإنه يجمع خيري الدنيا والآخرة.

[لطائف المعارف (ص/505) لابن رجب]
أيام التشريق :

قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ]

وذكر الله عز وجل المأمور به في أيام التشريق أنواع متعددة:

1️⃣ منها: ذكر الله عز وجل عقب الصلوات المكتوبات بالتكبير في أدبارها وهو مشروع إلى آخر أيام التشريق عند جمهور العلماء. وقد روي عن عمر وعلي وابن عباس. وفيه حديث مرفوع في إسناده ضعف.

2️⃣ ومنها: ذكره بالتسمية والتكبير عند ذبح النسك؛ فإن وقت ذبح الهدايا والأضاحي يمتد إلى آخر أيام التشريق عند جماعة من العلماء وهو قول الشافعي ورواية عن الإمام أحمد وفيه حديث مرفوع: "كل أيام منى ذبح" وفي إسناده مقال. وأكثر الصحابة على أن الذبح يختص بيومين من أيام التشريق مع يوم النحر وهو المشهور عن أحمد وقول مالك وأبي حنيفة والأكثرين.

3️⃣ ومنها: ذكر الله عز وجل على الأكل والشرب فإن المشروع في الأكل والشرب أن يسمي الله في أوله ويحمده في آخره وفي الحديث عن النبي الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها"..

4️⃣ ومنها: ذكره بالتكبير عند رمي الجمار في أيام التشريق وهذا يختص به أهل الموسم.

5️⃣ ومنها: ذكر الله تعالى المطلق؛ فإنه يستحب الإكثار منه في أيام التشريق، وقد كان عمر يكبر بمنى في قبته فيسمعه الناس فيكبرون فترتج منى تكبيرا.

[لطائف المعارف (ص/504) لابن رجب]
كُلَّما جَنَّ الغَاسِقْ حَنَّ العَاشِقْ

لَوَ انَّكَ أَبْصَرْتَ أَهْلَ الْهَوَى = إِذَا غَارَتِ الأَنْجُمُ الطُّلَّعُ

فَهَذَا يَنُوحُ عَلَى ذَنْبِهِ = وَهَذَا يُصَلِّي وَذَا يَرْكَعُ

[اختيار الأولى (ص/89) لابن رَجب]
أيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة.
وكلما أحدثوا شكرا على النعمة كان شكرهم نعمةً أخرى، فيحتاج إلى شكر آخر، ولا ينتهي الشكر أبدا.

إذا كان شكري نعمةَ الله نعمةً ... علي له في مثلها يجب الشكر

فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الأيام واتصل العمر

[لطائف المعارف (ص/507) لابن رجب]
{فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}

في الأمر بالذكر عند انقضاء النسك معنى، وهو أنّ سائر العبادات تنقضي ويفرغ منها، وذكر الله باق لا ينقضي ولا يُفرغ منه، بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا والآخرة.

[لطائف المعارف (ص/506) لابن رجب]
فإنما يراد من صحبة الأخيار= صلاح الأعمال والأحوال والاقتداء بهم في ذلك، والانتقال من الغفلة إِلَى اليقظة، ومن البطالة إِلَى العمل، ومن التخليط إِلَى التكسب، والقول والفعل إِلَى الورع، ومعرفة عيوب النفس وآفاتها واحتقارها، فأما من صحبهم وافتخر بصحبتهم وادعى بذلك الدعاوى العريضة وهو مصر عَلَى غفلته وكسله وبطالته، فهو منقطع عن الله من حيث ظن الوصول إِلَيْهِ، كذلك المبالغة في تعظيمِ الشيوخ وتنزيلهم منزلة الأنبياء هو مما نهي عنه.

[مجموع الرسائل (252/1) لابن رجب]
من لم يكن له مثل تقواهم، لم يدر ما الذِي أبكاهم، ومن لم يشاهد جمال يوسف، لم يدر ما الذي آلم قلب يعقوب.

[اختيار الأولى (ص/89) لابن رَجب]
قاله الإمام ابن رجب رحمه الله في كتابه العظيم: فضل علم السلف
احذرُوا هذا العدوَّ الذي أخرج أباكم من الجنة؛ فإنَّه ساعٍ في منعكم من العود إليها بكل سبيلٍ، والعداوةُ بينَكم وبينَهُ قديمة؛ فإنه ما أُخرجَ مِن الجنة وطُرِدَ عن الخِدمَةِ إلا بسبب تكبُّرِه على أبيكم وامتناعِهِ من السجود له لمَّا أُمِرَ به. وقد أُبلِسَ من الرَّحمة وأيِسَ من العَوْدِ إلى الجنةِ، وتحقَّقَ خلودهُ في النارِ، فهو يجتهِدُ على أن يُخلِّدَ معه في النار بني آدمَ؛ بتحسينِ الشركِ؛ فإن عجِزَ قنعَ بما دونَه مِن الفُسُوقِ والعصيانِ، وقد حذَّرَكم مولاكم منه، وقد أُعذرَ مَن أنذر، فخذوا حِذرَكم {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ}.

[لطائف المعارف (ص/119) لابن رجب]
المؤمن في الدنيا كالغريب المجتاز ببلدة غير مستوطن فيها، فهو يشتاق إلى بلده وهمه الرجوع إليه والتزود بما يوصله في طريقه إلى وطنه، ولا يُنافس أهل ذلك البلد المستوطنين فيه في عزهم، ولا يجزع مما أصابه عندهم من الذل… لأن أباه لما كان في دار البقاء ثم خرج منها فهمّه الرجوع إلى مسكنه الأول، فهو أبدا يحن إلى وطنه الذي أُخرج منه كما يقال: "حب الوطن من الإيمان"

وكما قيل:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل

ولبعض شيوخنا في هذا المعنى:
فحي على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى وفيهم المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطت به أوطانه فهو مغرم
فأي اغتراب فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكم

[كشف الكُربة (ص/ ) لابن رجب]
اعلم أن العبد في حق دينه على ثلاث درجات: 

‏إما سالم.. وهو المقتصر على أداء الفرائض وترك المعاصي.

‏أو رابح.. وهو المتطوع بالقربات والنوافل.

‏أو خاسر.. وهو المقصر عن اللوازم.

‏فإن لم تقدر أن تكون رابحاً، فاجتهد تكون سالماً، وإياك ثم إياك أن تكون خاسراً.

‏[بداية الهداية (ص/114) لأَبي حامِد الغَزّالي]
فإن الغربة عند أهل الطريقة غربتان: ظاهرة وباطنة.

فالظاهرة: غُربة أهل الصلاح بين الفساق، وغربة الصادقين بين أهل الرياء والنفاق، وغربة العلماء بين أهل الجهل وسوء الأخلاق، وغربة علماء الآخرة بين علماء الدنيا الذين سُلبوا الخشية والإشفاق، وغربة الزاهدين بين الراغبين فيما ينفد وليس بباق.

وأما الغربة الباطنة: فغربة الهمة، وهي غربة العارفين بين الخلق كلهم حتى العلماء والعباد والزهاد، فإن أولئك واقفون مع علمهم وعبادتهم وزهدهم، وهؤلاء واقفون مع معبودهم لا يعرجون بقلوبهم عنه.
فكان أبو سليمان الداراني يقول في صفتهم: وهمتهم غير همة الناس وإرادتهم الآخرة غير إرادة الناس، ودعاؤهم غير دعاء الناس.

[كشف الكُربة (ص/ ) لابن رجب]
العارفين

(لغربتهم من الناس ربما نُسب بعضهم إلى الجنون لبعد حاله من أحوال الناس كما كان أويس يُقال ذلك عنه. وكان أبو مسلم الخولاني كثير اللهج بالذكر لا يفتر لسانه فقال رجل لجلسائه: أمجنون صاحبكم؟ وقال: أبو مسلم: يا ابن أخي! لكن هذا دواء الجنون).

[كشف الكُربة (ص/ ) لابن رجب]
[ أحوال صيام عاشوراء ]

وكان للنبي صلى الله عليه وسلم في صيامه أربع حالات:

1️⃣ الحالة الأولى: أنه كان يصومه بمكة ولا يأمر الناس بالصوم..

2️⃣ الحالة الثانية: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له، وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به، صامه، وأمر الناس بصيامه، وأكد الأمر بصيامه، والحث عليه، حتى كانوا يصومونه أطفالهم..

3️⃣ الحالة الثالثة: أنه لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده فيه...
وخرج الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه من حديث قيس بن سعد قال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا) وفي رواية: (ونحن نفعله).
فهذه الأحاديث كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجدد أمر الناس بصيامه بعد فرض صيام شهر رمضان بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهي عن صيامه.
فإن كان أمره صلى الله عليه وسلم بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان للوجوب فإنه ينبني على أن الوجوب إذا نسخ فهل يبقى الاستحباب أم لا، وفيه اختلاف مشهور بين العلماء رضي الله عنهم. وإن كان أمره للاستحباب المؤكد فقد قيل: إنه زال التوكيد وبقي أصل الإستحباب ولهذا قال قيس بن سعد: ونحن نفعله..
وممن روي عنه صيامه من الصحابة عمر، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو موسى، وقيس بن سعد، وابن عباس، وغيرهم.
ويدل على بقاء استحبابه قول ابن عباس رضي الله عنهما: (لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوما يتحرى فضله على الأيام إلا يوم عاشوراء وشهر رمضان) وابن عباس إنما صحب النبي صلى الله عليه وسلم بآخره، وإنما عقل منه صلى الله عليه وسلم ما كان من آخر أمره.
وفي صحيح مسلم عن أبي قتادة: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء؟ فقال: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".

4️⃣ الحالة الرابعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم في آخر عمره على أن لا يصومه مفردا بل يضم إليه يوما آخر، مخالفة لأهل الكتاب في صيامه، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع" قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وقد صح هذا عن ابن عباس من قوله من رواية ابن جريج قال: أخبرنا عطاء أنه سمع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء: خالفوا اليهود صوموا التاسع والعاشر. قال الإمام أحمد: أنا أذهب إليه.

[لطائف المعارف (ص/48-51) لابن رجب]
ويتعين افتتاح العام بتوبة نصوح تمحو ما سلف من الذنوب السالفة في الأيام الخالية.

قطعت شهور العام لهوا وغفلة
ولم تحترم فيما أتيت المحرما

فلا رجبا وافيت فيه بحقه
ولا صمت شهر الصوم صوما متمما

ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي
مضى كنت قواما ولا كنت محرما

فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة
وتبكي عليها حسرة وتندما

وتستقبل العام الجديد بتوبة
لعلك أن تمحو بها ما تقدما

[لطائف المعارف (ص/36) لابن رجب]
"أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم"

هذا الحديث صريح في أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المحرم..

شهر الحرام مبارك ميمون ... والصوم فيه مضاعف مسنون

وثواب صائمه لوجه إلهه ... في الخلد عند مليكه مخزون

[لطائف المعارف (ص/33) لابن رجب]
قد سمى النبي ﷺ المحرم شهر الله.
وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمدا وإبرهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته.

[لطائف المعارف (ص/36) لابن رجب]
يا معشر التّائبين، أنتم تقاتلون جنود الهوى بجنود التّقوى، فاصبروا وصابروا ورابطوا، لا تقولوا جنود الهوى لا طاقة لنا بها، ولكن اصبروا إنّ الله مع الصّابرین.

[مجموع الرسائل (341/1) لابن رجب]
2025/07/14 00:17:50
Back to Top
HTML Embed Code: