الليل قد أسدل ستاره، والقلوب استسلمت للنوم، إلا قلوبًا ما وجدت راحتها إلا في مناجاة ربها.

في ظلمة الليل… هناك عبدٌ قام، توضأ، ووقف بين يدي الله يناجيه، يسكب دمعه في السجود، يشكو بثّه وحزنه إلى من لا يردّ سائلاً.

قال الله تعالى: { كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}


قيام الليل ليس عبادة فقط، بل هو نورٌ في القلب، وطمأنينة في النفس، ورفعة في المقام.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ


وفي الثلث الأخير، ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا، فيقول:
"هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ هل من سائلٍ فأعطيه؟"

أيّ فضل أعظم من أن يناديك الرحمن وأنت قائم بين يديه؟!

قيام الليل سرّ الصالحين، وعادة العابدين، وراحة المحزونين.
هو الوقت الذي تتنزل فيه الرحمات، وتُرفع فيه الدعوات، وتُغسل فيه القلوب.


يقول ابن القيم :
"قيام الليل من أعظم أسباب تحصيل محبة الله، ودليل على صدق العبد في طلبه، إذ إن قيام الليل خلوة بين العبد وربه تُطهّر القلب، وتُزكي النفس، وتقرب العبد إلى الله".

قال تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} .


فهلّا كنت منهم؟

ابدأ بركعتين، وإن قلّتا، فهما عند الله كثير.
تذكّر أن الليل يمضي، والأجل يقترب، والسعيد من استثمر دمعه وسجوده في زمن الغفلة.

فـ قيام الليل مفتاح القرب، وطريق النور، وبوابة الجنة.
قال الله تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}.

وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ | سورة لقمان

الشيخ المنشاوي

تأمل  وتدبر في معاني الآيات :

﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾

الله سبحانه يلفت أنظار عباده إلى مشاهد من رحمة ربهم وقدرته. فمن هو الذي يجيب المضطر؟
ذلك الإنسان المكسور، الموجوع، الذي أُغلقت في وجهه الأبواب، ولم يجد إلا باب الله مشرعًا له.
المضطر الذي تخلّى عنه كل شيء، ولم يبق له إلا أن يرفع يديه ويقول: "يا رب…".

"وَيَكْشِفُ السُّوءَ":
من ذا الذي يُذهب عنك الحزن، المرض، الكرب، الضيق… غير الله؟
كم مرة دعوت الله في لحظة يأس، ففرّج عنك فجأة؟
هذا هو السميع المجيب، الذي لا يرد دعاءً، ولا يخيب من رجاه.

"وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ":
هو الذي جعلكم خلفاء فيها، تتصرفون وتبنون وتعمّرون، وسخّر لكم ما فيها.
أفلا يستحق وحده أن يُعبد ويُسأل ويُرجى؟

"أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ؟"
سؤال استنكاري يهز القلب والعقل: هل يستحق أحدٌ غيره أن يُشرك معه في العبادة؟
الجواب فطري: لا والله، لا إله إلا هو.

"قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ"
أي: قلّ من الناس من يتأمل ويتفكر ويوقن بهذه الحقائق رغم وضوحها.

الآية الثانية :

﴿ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾

تأمل لطف الله بك…
من هو الذي يهديك في ظلمات البر والبحر؟
حين تضيع الاتجاهات، وتنطفئ الأنوار، ويختفي الطريق… من يُريك السبيل؟
هو الله الذي جعل للنجوم والرياح دلالة، وجعل في قلبك فطرة تبحث عنه وتهتدي بهديه.

"وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ"
الرياح التي تهب برفق، تحمل معها بشائر الغيث، تبشر القلوب العطشى بأن المطر قادم.
هي رحمة، وليست مجرد ظاهرة طبيعية.
وراءها لطف إلهي، يحيي الأرض وينعش القلوب.

"أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّهِ؟"
مرة أخرى يتكرر السؤال ليوقظ الغافلين.

"تَعَالَى اللَّهُ" أي تنزّه وتجلى وارتفع في عظمته وكماله وجلاله.

"عَمَّا يُشْرِكُونَ" أي: عن أن يكون له شريك في الملك أو في التصرف، أو في السمع والإجابة، أو في الهداية والرحمة.

فكل ما يُعبد من دونه باطل، وكل من يُرجى غيره وهم، لأنه سبحانه المجيب، الكاشف، الهادي، الراحم، ولا شريك له في ذلك.

فيا من تسمع هذه الآيات… اجعل قلبك معلقًا بمن لا يغيب، ولا يخذل، ولا يعجز.

السلام عليكم ورحمه الله

قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء لحد أذان الفجر، فـ أي صلاة تصليها في الوقت ده تُعتبر "قيام ليل" وتُكتب لك أجرها إن شاء الله.
لكن أفضل وقت لقيام الليل هو في الثلث الأخير من الليل، وده اللي ورد فيه الحديث الصحيح:
"ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟..."

يعني إيه ثلث الليل الأخير؟
لو الفجر مثلًا الساعة 4، والعشاء كانت الساعة 9
الوقت بين العشاء والفجر = 7 ساعات
ثلث الليل الأخير = آخر تلت من الوقت ده = من حوالي الساعة 1:40 إلى الفجر تقريبًا


يبقى كده عشان نحدد وقت الثلث الأخير:
نحسب الوقت من صلاة العشاء إلى أذان الفجر.
نقسم هذا الوقت على ثلاثة.


فـ لو صليت الساعة 12 أو 12 ونص، تاخد أجر القيام بإذن الله
ولو أخّرت الصلاة شوية وخلّيتها قبل الفجر، يكون أعظم في الأجر .

قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام أول الليل، ويقوم آخره، فيصلي."

المعنى:
النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام بعد العشاء
ثم يستيقظ في الثلث الأخير.

لكن الأهم: إنك ما تحرمش نفسك من الخير بسبب .

والله أعلم.

السلام عليكم ورحمة الله

الشيطان ممكن يدخل لنا من باب الخوف ده، ويخلينا نشك في كرم ربنا ورحمته، وإحنا مش واخدين بالنا.

ربنا سبحانه وتعالى قال:
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"
يعني وعد صريح، ووعد ربنا حق

الاستجابة ليها أكتر من صورة:
– ممكن ربنا يدينا اللي بندعي بيه.
– أو يدفع عننا بلاء او شيء مش كويس كان هيحصلنا .
– أو يدخره لينا في الآخرة، والآخرة خير وأبقى.

وحتى لو حسيتي إن الإجابة اتأخرت، فده مش دليل إن ربنا ماستجبش ، ده ممكن يكون إختبار لصبرك، أو بيختارلك وقت أفضل، أو شيء أحسن من اللي بتتمنيه.


الدعاء عبادة، وربنا بيحب العبد اللي يدعيه وهو ضعيف، متعلق بيه، حتى وهو مش شايف علامات الإستجابة ، وربنا سبحانه وتعالى عارف ضعفك، وعارف إنك بتدعي وإنتي متعلقة بيه.


بس المهم ما نخليش الخوف يتحول لسوء ظن بربنا ، ربنا سبحانه وتعالى أكرم من إنه يرد عبد رفع يديه وسأله.

اثبتي، وادعي، وتوكلي، وسيبي الباقي عليه ووالله ما خاب من دعاه بيقين.

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ - سورة البقرة

الشيخ عبد الباسط

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ | سورة الذاريات

الشيخ الحصري

السلام عليكم ورحمة الله

في زمن كثرت فيه الفتن، وزادت فيه مغريات النفس يبقى الثبات على طاعة الله نعمة كبيرة ، والخوف من مقام الله علامة صدق بين العبد وربه.

قال تعالى:
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ

آية عظيمة تختصر طريق النجاة :

استشعار لعظمة الله، وهيبة الوقوف بين يديه، وإدراك قيمة الطاعة وعظمة الأجر و أن الإنسان مسؤول عن أفعاله، حتى في خلوته مع نفسه وفي الخفاء .

وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ :
يعني قاوم رغبة، كبح شهوة، أقام نفسه على طاعة، وكل ده في السر، بينه وبين ربنا سبحانه وتعالى.

والجزاء؟
الجنة … لكن مش أي جنة "هي المأوى"
مش لحظة راحة ، دي خلود في نعيم لا وجع فيه ولا فُقد ولا خوف.

في كل لحظة بتغلب فيها نفسك، وبتختار ترضي ربنا، حتى لو النفس بتميل لغير كده فأبشر من الله بجزاء ونعمة تسعدك.

ثبتنا الله وإياكم، وجعلنا ممن خاف مقامه ونهى النفس عن هواها .

--
لو عندكم اقتراحات ، أو أفكار لإضافات جديدة، أو حتى رسائل تشجيعية، ممكن تبعتوها على رابط صراحة :
https://a10m4.sarhne.com

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ

سورة لقمان - الشيخ المنشاوي

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ



﴿ لا تقنطوا من رحمة الله ﴾
مهما أسرفت… مهما ضعفت… مهما بعدت…
فباب الله لا يُغلق في وجه من عاد إليه.

ذنوبك وإن عظُمت، فرحمة الله أعظم.
فلا تيأس، ولا تجعل ذنبًا يحرمك من ربٍ يقول:
﴿ إن الله يغفر الذنوب جميعًا ﴾

توبة صادقة، ودمعة نادمة، ونية راجعة…
هي كل ما تحتاجه لتبدأ من جديد.

فالسعادة كل السعادة في القرب منه، والراحة الحقيقية في الرجوع إليه.
فعد إليه… فلن تجد أحنّ من الله.

من سورة الزمر - الشيخ البنا .

فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ


سورة الذاريات | القارئ ناصر االقطامي

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ

سورة الفتح | الشيخ الحصري

صباح الخير

أحيانًا تضيق الدنيا في عيوننا، ونشعر إن كل الأبواب مغلقة…
لكنّ الله بلطفه يفتح لنا أبواب بفضل رحمته بنا من حيث لا نحتسب، فقط إذا إتقيناه وأطعناه .

﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾
ما أجملها من بشارة… فالمخرج لا يصنعه الجهد فقط، بل تصنعه التقوى.

﴿ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾
رزقٌ يأتينا من أبواب لا نعلمها، لأن الرزّاق هو الله.

﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾
حين تُسلم أمرك لله، يكفيك… يُدبّر، ويختار، ويمنحك فوق ما تتمنى.

فلا تعلق قلبك بالأسباب… بل علّقه بمن يُجري الأسباب.
يكفيك أن تثق وتتقي وتُحسن التوكل… والباقي على الله، وهو لا يُخيب من رجاه.


من سورة الطلاق  | الشيخ البنا

الإباحية مصيبة
لكن المصيبة الأكبر .. أنَّ قلبك لم يَعُد يراها كذلك!

أخطر ما في الإباحية؟
أنَّها تشبع غرائزك بالحرام بما يجعلك تنسى الحلال، تبهت نفسك، وتسرق شيئًا من حيائك، وتنغص عليك حياتك دون أن تشعر.

بل تأخذ منك إيمانك
يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهو مُؤْمِنٌ» [أخرجه البخاري]

فإيمانك لا يُنتزع مرة واحدة، بل على جرعات، من نظرةٍ محرَّمةٍ أو معصية متكرِّرة، حتى تصبح فارغًا.

تبدأ برفضها،
تم تقبلها،
تم تبرِّر لنفسك مشاهدتها،
ثم لا ترى أنها حرام أو خطأ!

مشاهدة الإباحية .. ليست إثمًا فحسب؛ بل هي اختبار لصدق إيمانك، وخوفك من الله.
اختبار يظهر إيمانك الحقيقي عندما تغفل عنك عيون الخلق، وتتوارى تحت جنح الخلوات.

{أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ} [العلق: 14]
هي آية واحدة، لكنَّها كافية ….
كافية ليرتجفَ قلبك، إذا أغلقت الأبواب، وظننت أن لا أحد يراك …

تمعَّن في قول سيدنا رسول الله ﷺ: «العَيْنُ زِناها النَّظَرُ» [متفق عليه]

وقل:
يا رب!
أنا لا أزعم النقاء أو الطهارة، ولا أدَّعي القوة، ولكن قلبي يخافك ويحبك ويخشاك، فاللهم بغِّض إليَّ هذا الإثم، واقطع عني سُبُله، وسدَّ عني أبوابه، وأبدلني خيرًا منه.


وهذا بعض ما يُعينك:

1- إن لم تشغل نفسَك بالحق شغلتك بالباطل.
املأ وقتك بشيء نافع تُحبُّه.
فوقت تسلل المعصية إليك .. هو وقت فراغك.

2- احذف التطبيقات، واقطع الطرق المؤدية، قبل أن تقع في الهاوية.

3- آنس وحدتك.
الجلوس الطويل دون أنيس صالح كصديق أو كتاب .. باب واسع للزَّلَل، فلا تترك نفسَك في مهبِّ الشهوة.

4- غيِّر مكانك إذا شعرت بالضعف،
وانتقل لنشاط ذهني أو بدني، فأحيانًا النجاة في مجرد حركة.

قال ﷺ: "احِفظِ الله يحفظْكَ..."
وأنت… لا تحفظ نظرَك، ولا وقتَك، ولا حياءَك، ولا خلواتك.
ثم تسأل: لماذا لست محفوظًا من القلق، والفراغ، والضياع؟

قال تعالى:
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} [النساء: 108]
غريبٌ هو الإنسان!
إذا كنت تستحيي من مخلوق لا يراك!
فكيف لا تستحيي من خالقٍ لا تغيب عنه طرفة عين؟!

اللهم هب شباب المسلمين حياءً لا يبهت، وخشية تقف بينهم وبين المعصية،
وارزقهم قلوبًا إذا اختلت .. خافت.
وإذا اجترأت .. ثابت.
وإذا ضَعُفت .. آبت.
وإذا أذنبت .. تابت وعادَت.

اللهم يسِّر لهم سُبُل العفاف والزواج، واكفهم بحلالِكَ عن حرامك، وأغنهم بفضلك عمَّا سواك.

﴿ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾

قد تمضي الأمور في طريقٍ لا يُرضيك،
وتُغلق الأبواب في وجهك، ويضيق صدرك من شيء تمنّيته بشدة…
لكن خلف كل منع حكمة، وخلف كل حرمان لطف لا تدركه الآن.

ربنا يعلم وأنت لا تعلم
يعلم ما يصلح قلبك، وما يُبعِد عنك الأذى، وما يُقرّبك إليه ولو كرهت.

فاطمئن
إذا اختارك الله لغير ما أردت، فثق أنه سيمنحك ما هو خير مما أردت.

من سورة البقرة | الشيخ عبد الباسط

﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾
رجاء الصادقين، وخضوع التائبين، ونداء من عرفوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه.

فيردّ الغفور الرحيم:
﴿ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾
تذكير صريح: أن العذاب حق، لكن الرحمة أوسع…
وأن الله شديد العقاب، لكنه أرحم الراحمين.
فرحمة الله لا يُغلق دونها باب، ولا يبعد عنها عبد رجع إليه بصدق.

أيّ بابٍ أعظم من هذا؟ وأي رجاءٍ أوسع من وعدٍ كهذا؟


لكنها ليست رحمة تُنال بالتمني، بل قال بعدها:
﴿ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾
هي رحمةٌ تُهدى و تُكتب لمن صدق مع الله، واتقاه، وسعى إليه بقلب سليم وتطهّر قلبه وفعله.


-----


لو عندكم اقتراحات ، أو أفكار لإضافات جديدة، أو حتى رسائل تشجيعية، ممكن تبعتوها على رابط صراحة :
https://a10m4.sarhne.com