عندما وضعت كتاب -يحكي سيرة مُعاوية بن أبي سُفيان- بين يديَّ، أحسست بمشاعر ناعِمة عندما وجدت مكتوب على الغلاف، تأليف: باقِر شريف القرشي.. تحقيق: مَهدي باقِر القرشي، الأبن و أبيه، مؤِّلف و مُحقِّق!، فالغلاف وحده يضُمّ دَلالَة صلاح التربية على نهجٍ قويم و على عقيدة جعلت للمؤّلف ولدًا بهذا الوزن في مجال الكُتُب التأريخيّة. قواسمٌ مُشتركةٌ في الاهتمامات، و توجّه عقائدي ينم عن صفاء لا تشوبه كدرت الانشقاق. و لم يتوقّف ذهولي عند الغلاف فحسب، بل ما حَوَته الصفحة الأولى و هي كَلِمَة المُحقِّق -أي ابن المؤِّلف- قال: (فَقد قامَ سَماحَة العلاَّمة والِدَنا الكريم بهذه الدِراسة الوافيَة، و هو في حالة صحيّة غير مُستَقِّرة، و نحن في سفرنا للهند للعلاج، و هو على سَرير المرض و يُعاني مِنْ شِدَّة المرض، و أنا و أخي الفاضِل الدكتور عبّاس في صُحبَتِه، نُقدِّم له الكتاب تارة و الدفتر تارةً أُخرى، و بين حين إلى آخر، و هو يبحث و يكتُب، فإنّي أرفع يديّ بالدُعاء له بالعافيَة و الصِحّة، و أن يمدّ في عُمرِه الشريف، الّذي هو جِهاد و عطاء، فَشَكَر الله مساعيه).توقفّت كثيرًا عند هذه السطور، ذاهلة مما اقرأ بل قبل أن أتوغّل بين طيّات الكتاب، صبر الأب على المرض و صبر الأبن على مرض الأب، إنّ الإنسان ليضجَر مِن نفسه حين يطول رِقاده على فِراش العلّه، فكيف بهذا البِر.. بِر الأبن لأبيه!، إنّ الزُكام وحده ما يجعل المَرء يكره شَربة الماء، فكيف بتأليف كتاب لا يُسطّر به حرفًا دون مَرجِع و مصدر، و في بِلادٍ غريبةٍ، حَملَتهُ الدروب إليها لا رفاهيَّة بل بإكراه المرض. أي توفيق وَهبَه الله لهذا العَبد و ابنه في أن يكون اهتمامه -بمثل هذه المِحنَه و هو يُجابِه المرض العضال- نَصرة مُحمّد و آله "صلوات الله عليهم أجمعين" و بيان الحقائق. صدق المحبّة و شدّة التمسّك بالعقيدة لا تفرّق بين عِلّةٍ و صحَّة!.

-هالة الجبوري

التعلُّق المَرَضي: يعني أن يُدير المرء ظهره عن ألف نعمة مُتعلِّقًا بما يُعذِّبه!.

-هالة الجبوري

القُدرة علىٰ الصوم ليست إجتهاديًّا شخصيًّا من الإنسان، بل هي مِنَّة الله وفضله بقوّة الجسد وعافِيتِه. هذه المقدرة قد لا تدوم كُلّ سنة فتصبح أُمنية وحسرة في القلب، و من عظيم نِعمته -سُبحانه و تعالىٰ- أن تُكتب لك هذه الفُرصة عامًا بعد عام مُنضمًّا إلىٰ قائِمة الصائمين!.

-هالة الجبوري

كُلّ سنة يحِلُّ فيها شهر رَمَضان، نقول فيها عن الّذين لا زالوا يستمعون للغناء، أو اللواتي لم يصلحنَ حجابهن، أو مَن لا يُصلّون- بأنّكُم لستم مُنافقين حين تكفّوا عن هذه الأمور احترامًا لهذا الشهر. و لكِن تخيّل أن ينطبق هذا القول على نفس الشاب/ الشابّة، عامٌ بعدَ عام!، تخيّل أن يجري هذا القول مُجدّدًا على أشخاص لازالوا لا يملكوا نيّة التغيير.

أقول إنّ النفس لا تدري بأي ساعة و أرض تموت، فإن ظلّ المرء بهذه الخطوات البطيئة، و الأعوام تتسرّب كالماء تحت قدميه، و قد سَبِقهُ الآخرين لِمراتب أعلى في الإلتزام و الطاعة، فمتى تحين الساعة الّتي يخرُج فيها مِن هذه الدائرة، و يصبح الشخص الّذي لا ينتظر شهر محرّم أو شهر رَمَضان حتّى يُطفِئ مُسجّل الأغاني، أو يُرتدى فيه الحجاب مُراعاةً لشهرٍ واحِدٍ فقط!.

العمر الّذي يجري سريعًا، لا مجالَ فيه للمُجاملات. الزَمن لا ينتظر، لا يرحم، و لا يقف على عتبة أحد. لا يُماطِل، لا ينتظر قناعتك البطيئة، لا يُبالي لأيّ مصير تؤول. فإنّك -و الحق يقُال- بحاجة للعزم، لإعادة التفكير بكُلّ خطوة خطوتها في سالف و أوان عُمرك.

إن كُنت ذات الشخص الّذي يُكرَّر عليه القول؛ حين لا تُصلِّي إلاّ في هذه المُناسبات، أو لا تُطيع الله بفرائضه الواضحة، فأنتَ في أزمة، سِل الله أن يُخرِجكَ منها. و ابحث عمّن ينقذوك و لا تبحث عمّن يجاملوك!.

-هالة الجبوري

أقرأ دُعاء كُميل لأنَّني لا أعرف ماذا أقول لله، كَمن يُريد أن يسرد لربّه كلّ شيء و لا يعرِف مِن أين يبدأ.

-هالة الجبوري

وحدة من مشاكلك بالعبادة ؛ أنّك مستعجل، تريد تخلّص بسرعة، حتّىٰ ما تنتظر تستشعر و لا تنطق الكلمات صح، إشْوَراك؟

أحّد الأسباب إلّي تضعّف ارتباطك بالله، هي استعجالك.. تفقد الروحيّة لأن ما منطي مجال للشعور، طابعَة بداخلك فكرة "لازم تكمّل صلاتك بسرعة". الهروب متجذّر بأعماقك، ما تلّحگ تستذكر أنت بين يدي الله، و لا يبدي شعور الخشوع يتكوّن عندك. من تتمهّل بأي عمل عبادي رح تحقّق مشاعر هواي ما چنت تحس بيها.. من بينها كَلِمة (الله)!.

شگدما طوّلت و بطّئت بصلاتك فمستحيل تعبر النصف ساعة، شگدما قرأت كلمات الدعاء ببطء و فِهم ما رح يستغرق منّك وقت چبير. مسألة السرعة هي الإيد إلّي تدفعك حتّى بس تسوي اسقاط فرض هذا فعل شيطاني، لازم تبدي من جديد تتدرّب يوم عن يوم تتمهّل و أنت تصلّي، ما دامك مستعجل هواي مشاعر تفوتك، هواي لحظات خشوع تخسرها..

دائمًا ذكّر نفسك إذا قلّلت سرعتي رح ابني أوّل ساف من المشاعر إلّي تزيد عمق ارتباطي و حبّي للطاعات، يوم بعد يوم، لحدما يكمل عندك شعور الإرتباط، و تكون تخلّصت من أحّد المشاكل إلّي مضيعه عليك شعورك بلّذة إداء الواجبات.

" أنا الصغير الّذي ربيّته" اتهجّأ الكَلِمات، حتّى الحافظها عن ظهر قلب سوّي نفسك ما حافظها.

عن الشيخ شاه آبادي: قولوا الأذكار و كأنّما تعلّمون طفل كَلِمة، حتّىٰ بالتدريج يتكلّم القلب!.

-هالة الجبوري

يوم المرأة العالمي..
كُلّ المقاييس و الميزات في كفَّة، و مقياس العفاف يملأ الكفَّتين.

المُنبِّه يَحِد مِن حُريَّتِك بعددِ ساعات النوم، و لكِنّه و بالتأكيد لن يجعلكَ تفوّت مواعيدك الهامَّة!.

ألا زِلتَ تُسمّي بعض حدود الله؛ قيود؟.

-هالة الجبوري

أحبّ أن أذكُر شيء سريعًا..

أحيانًا اتصفّح و أرىٰ منشور يحتوي علىٰ نص من نصوصي بدون اسمي تحت النص المنشور، و أنتبه في التعليقات شخص يكتُب : لماذا هذا النص بدون اسم الكاتب، و يذكر اسمي. تكرّر هذا الموقف الرائع عدّة مرّات..

حقيقة أدعي لصاحب هذا الفِعل بالتوفيق، و أفرح لا لأجل نفسي لأن هذا الأمر يخصّني، لكن أفرح أنّ هذا الشخص أمين و يحبّ الحقّ، و يرفض تغييب حقوق الآخرين، و لم ينس دوره بالتنبيه و رفضه بتغييب هويّتي، أفرح لأن هنالك أشخاصًا لا زالوا يلتفتون لهذه التفاصيل و يدافعون عن الآخرين بغيابهم.

أُتابع التعليقات بصمت لكن لساني يلهج بالدعاء لأصحاب هذه المواقف الصغيرة اللطيفة. أدامكم الله، تصرّف بسيط يعكس صفاء أرواحكم.

شكرًا 🌹.

عِوضًا عن كلّ هذه الضجَّة.. ارتدينَ العباءة بصمت و ستنوب عَنكُنَّ بالكلام. لا تحملنَ علىٰ عاتِقكنّ (مبدأ التأثير بالأُخريات) فتقعنَ ضحايا العرض المُفرط للخصوصيّات. التأثير بالأُخريات -في المواقع- لا يتم عن طريق الصورة بل الكَلِمَة. قولي: ما أروع العباءة.. لا تُرينا إيّاها".

-هالة الجبوري

بصمت غير مفهوم نكتفي بإرسال قصيدة. القصائد الحُسينيَّة لُغتنا الخاصَّة؛ حين يكتسحنا الصمت أحيانًا.

-هالة الجبوري

هكذا؛ تلمحُ عين العاشِق الساعة الثالثة و الثلاث عشرة دَقيقة، عيون المُحِب -دونما إرادةً- تُلاحِق آثار محبوبها.

-هالة الجبوري