فيه مشهد هيظل عالقا في ذهني أمدا طويلا..
مشهد الأسير المحرر اللي إيده كانت بتترعش في قهر وعجز وخوف بعد ما عرف إن زوجته وأولاده استـ.ـشهدوا كلهم في الحرب.
شوف تضارب الشعور هنا، بعدما حُرر بفضل الله عليه، طبيعي يكون مشتاقا لأهله وذويه وأحبابه، لأن معنى الحرية بيكون أعظم أثرا لما تشارك من تحبه حريتك.
فَتكون الصاعقة عليه بسماعه الخبر المفجع ده!
طيب هل يفرح بالحرية؟ طيب هيشاركها مع مين؟ طب فاضله مين؟
لك ولنا رب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أنا مش قادر أتخيل كم الفقد والخذلان والوجع في قلبه والله، وكل اللي على لساني: ربنا يصبرك، ربنا يلطف بك، ربنا يرحمهم ويرحمك برحمته الواسعة.
الناس دي لاقت الكثير وعانت الكثير، بل لفظ الكثير في حقهم لا شيء أبدا والله.
اللهم الطف بعبادك يا رب وهون عليهم مصابهم هذا.

شايف المنظر البشع اللي مالهوش ملامح ده!
المفروض دول قطتين في أجسام بشرية، لكن قط منهم نصه سمكة.
القطة هنا بتقطع فيه - المفروض زوجها يعني - بالشكل ده وبعدين تبيع الجزء اللي قطعته لتاجر يديها قارورة سحرية علشان تشتري مركب وتنزل البحر وحاجة كده مالهاش طعم ولا مفهومية ولا أي زفت نهائي.
الريلز بالشكل ده بدأت تكثر ومالهاش معنى، إلا معنى العنف، وفيها أفكار تجيب شلل للكبير؛ فما بالك بطفل صغير هينجذب فورا للحاجات دي لأنها غريبة وواخدة طابع الكارتون.
أنا اتفرجت على الريل كامل، والله العظيم دماغي صدعت وقرفت من كثرة المشاهد المربكة والأصوات الصاخبة اللي فيه.
لو طفل تُرِك للريلز الشبيهة، في ظني إن دماغه دي هتتلف تماما في خلال كم شهر وهينسى أي حاجة حقيقية هو اتعلمها.
خلوا بالكم من أطفالكم، صونوهم وميغيبوش عن عينيكم، متتساهلوش في إنكم تدوهم الموبايل علشان تريحوا دماغكم.
وعلى فكرة؛ الريلز دي بتظهر حتى لو إنت عامل خمسين فلتر، لأنها مدرجة ضمن فئة الأطفال بداية.

هون عليك!
لست في سباق مع أحد، الأعين لا تلاحقك.
لست مطالبا بالإبهار طيلة الوقت.
الناس كل في واديه، فكن أنت في وادي نفسك وراعها حق الرعاية.
لا بأس من التعب، ولا بأس من أن تبدو منهكا جراء الركض. في الدنيا.
المهم أن تصبح نسختك الجيدة دون عناء إضافي من وجهة نظر غيرك فيك.

زيادة ٢ جنيه مرة واحدة في السولار دي قاتلة..
الله يسترها على الناس وعلى الأجرة.

اسمع قصص الذين صلوا على النبي وزادوا ووصلوا بفضل الله عليهم؛ صدقها وتمعن فيها وتأثر بها.
ثم صل على النبي مثلهم وزيادة، رفعة لدرجتك وإزاحة لهمك وانفراجة في صدرك وغفران ذنبك وتحقق رجائك؛ بفضل الله وكرمه عليك.

الإنسان يدفن نفسه بالحياة أكرم له من الذل ده والله..
حسبنا الله ونعم الوكيل.

أحيانا لا يكون لدي رغبة في الكلام أو الوجود؛ أكون معدما من الشعور لا آبه لشيء.
وأحيانا أكون مقبلا على الحياة كأنني طفل يشدو الحديث العابر والضحك الغامر والأحاديث الكثيرة.
أصمت كأن حجرا على صدري.
وأبوح بلا كلل أو تعب.
أتقلب بين الشعور ونقيضه في اليوم عدة مرات!
وروضت قلبي ألا يغتر بأحدهما؛ فلا يستكين لحزن يميته ولا لفرحةٍ غامرة تنسيه حدوده.
فأخرج من بين ذلك كله بمظهر (العادي) الذي أصبح من ضمن روتين الناس في يومهم.
لا يعلمون عنه شيئا، لكن الله يعلم ويرى.

مفيش مرة صليت على النبي إلا وذهب عني شيء ثقيل في نفسي.
مش شرط تنقضي حاجتي في ساعتها وإلا لما خلق الله الصبر والأجر.
ولكن لما تتفكر فيها؛،إن الصلاة على النبي مرة يصلي الله عليك بها عشرا!
يعني ربنا ينزل عليك رحمته عشرة مرات، ده بيخليك تستزيد من الصلاة على النبي.
وبالاستزادة هنا والتفكر في رحمة ربك، تجد الهم اللي داخلك بدأ ينقضي شيئا فشيئا..
حتى الوقت الثقيل يمر عليك خفيفا.
الصلاة على النبي تجارة رابحة مع الله سبحانه وتعالى.
لا تخرج منها خاسرا أبدا.

الزيوت المهدرجة والأكل غير الصحي بقى يظهر أثره على أوجه الناس وبشرتهم المنهكة وأدائهم اليومي بشكل عام وكسلهم غير المعتاد.
والله بقى من دعائي الدائم إن ربنا يوسع على عباده علشان يعرفوا معنى الأكل الصحي شوية على أبدانهم وياكلوا كمان ما يشتهون بدون إفراط أو تبذير.

الانهيار في هذا الزمان رفاهية لا نملكها.
ازرع فسيلتك وامسح دمعك وتوكل على الله وادعه أن ينجيك من وساوس نفسك ومن نائبات الدهر.

لمن لا يعلم..
فإخواتنا في الفاشر بيتعدموا بدم بارد بالرصاص ويتدفنوا في مقابر جماعية من قوات الدعم السريع.
طب إيه التهمة؟
التهمة إنهم بيحاولو يدخلوا أكل أو أي زاد للمدينة للناس الجائعة اللي قربت على الموت بسبب قلة الطعام من فترة.
ده غير التعذيب المرير.
الفاشر وصلت لمرحلة أقصى من غزة في الجوع والتعذيب والتنكيل..
ونحن هنا لا نقيس ألما بألم بل أضع الصورة أمامكم علشان بس تعرفوا حجم الكارثة.
اللهم انتقم من أعدائك يا رب.
أعينكم على إخوانكم؛ لا تغفلوا عنهم.

أسرف في حق نفسه، وكلما لاحت له التوبة يهاجمه التسويف بغدٍ.
يقول غدا أتوب، ويأتي الغد ويرى الشباب يتقطفها الموت.
ذنبه يقيده دون أن يدري، وكأن توبته ستحرمه من متعة مستقاة من آلامه وعذابه وكدّه في الدنيا.
كأن توبته ستوقف استنشاقه الراحة من ذنبه الذي يذنبه!
هكذا كان تسويفه يكبله، وغدا يأتي ويموت صاحبنا مثل غيره، غدا يأتي ويكون تحت التراب وحده، مصيره الأبدي أصبح واضحا جليا أمام عينيه.

إن سألتني ما هو أفضل شعور محبب إليك؟!
أقول لك أن أنظر في عيني إنسان قد وجد ضالته.
ضالته في الهدى بعد الضلال، ضالته في الأمن بعد الخوف، في الود بعد الجفاء!
ليس على الأرض أكثر رحابة من صدر إنسان هكذا.
يا رب يا واسع، اهدنا!

دلوقتي!!
حسبنا الله ونعم الوكيل..
لا تنسوا إخوانكم في غزة وفي الفاشر

الصور اللي شوفتها لما يحدث في الفاشر، أقسم بالله تقشعر لها الأبدان..
ودي مش قصص، لا صور وفيديوهات موثقة تبين فُحش وإيغال الإنسان في الكفر والسواد والإجرام!
إخوانكم في الفاشر ينكل بهم ويجوعون ويغتصبون ويخرجون من ديارهم بأفظع الطرق وأكثرها إجراما..
ادعوا لإخوانكم.. ادعوا بقلوب محترقة

" ولكن آلام الأمة سحقتني ".

ما حدث في فلسطين قديما يعاد بالحرف في الفاشر حديثا..
تخيل كده فاجعة الأم وهي محتضنة ابنها موجها لهم سلاح منتظرين الموت في صمت.
حسبنا الله ونعم الوكيل في الدعم السريع ومن عاونهم.
لا تغفلوا عن إخوانكم.

بعض الحنين يذل صاحبه.

التوقيت الشتوي هيبدأ العمل به من النهاردة الخميس.
الساعة هتتأخر، يعني الساعة ١٢ مساء هتتغير وتبقى ١١ مساء.
وهنا لو فيه مَنْقَبة واحدة في التوقيت ده، إن الليل هيبقى طويل جدا.
العشاء هتأذن ٦ ونصف تقريبا، ما بين العشاء والساعة ١٢ حوالي ٦ ساعات كمان!
الناس اللي بتذاكر لشغلها أو بتشتغل بالليل تاني عندها وقت طويل تعمل ده بكل أريحية.
مش هتحس بمحرقة الوقت زي الصيف اللي كانت العشاء فيه بتأذن متأخر جدا وتحس خلاص إن اليوم اتفرم.
وقت طويل تمكث فيه مع عائلتك وتصلي قيام ليلك وتذاكر وتجهز لأشغال بكرة.
الشتاء غنيمة المؤمن؛ استغلوه.

مهما كان انشغالك ومهما كان يومك، مش هيبقى واحد على ألف مما يعانيه إخوانك.
ولو قست أدنى يوم أنعم الله عليك به، مش هييجي شيء في اللي بيشوفوه ويعانوه!
وأنا هنا كمان لا أتحدث عن سلامة الصدر واليقين بالله، لأن فيهم من هم أعلى إيمانا وتوحيدا ويقينا مننا جميعا، والكلام ده نوثق صوت وصورة.
فإنت إزاي تفتر عن أخيك بالشكل ده، إنت تتقرب إلى الله بالدعاء لنصرته بكل ما تملك!
ولو بدمعة حرقت فؤادك!
اوع تفتر من الدعاء واوع تعتاد المشهد، إياك!
شعرة فاصلة دقيقة بين إنك تكون واحد معدوم الحس والشعور وبين إنك تكون العكس تماما.
لو اخترت الأولى فوالله وبالله لن تنجو في حياتك ولن يطيب لك شعور، لأن الذي لا يشعر بإخوانه ولا يرق فؤاده لهم ولا يدعو لهم، فهو في غيرها أكثر برودا وإجحافا!
لا تغفلوا عن إخوانكم، ادعوا لهم بقلب محترق وجوف مثقل بالهم والكمد لأجلهم.
اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين.