🔴ذهبت هذه الدماء لتغسل عار الأمة العربية، ولعل عارهم لا يغسله شيء...

🔴وقفة مع السيد ضياء الخباز:
شمل قناة الدفاع عن الحوزة العلمية بعدة اتهامات:

ـ تفريق الناس عن علمائهم.
ـ تشكيك الناس بعقائدهم.
ـ تبث السموم الفكرية.

ولعل من ضمن السموم هو انتقاد العلامة الجليل السيد ضياء الخباز نفسه في بعض المواضيع مثل:

ـ أنّ الروايات المسموعة والتي لا وجود لها في أي مصدر من صمن التراث الحسيني لأنها منقولة بالصدور لا بالسطور كما في الرابط الآتي:
https://www.tg-me.com/fadak946/5422

ـ دعواه أنّ بعض العلماء حين ينقل رواية تاريخية لا يحق لأحد مناقشته فيها مع أنّ العلماء أنفسهم يناقشون ذلك ونقلت نصًا للسيد شبيري الزنجاني في رد دعواه في الرابط الآتي:
https://www.tg-me.com/fadak946/5438

ومن يراجع القناة يجد فيها الكثير من الدفاع عن العلماء وعن العقيدة ورد الشبهات المتداولة حتى أنّ بعض الإخوة المشايخ جمع جزئين من المواضيع التي كتبتها في القناة في الرد على الشبهات في الرابط أدناه:
https://www.tg-me.com/fadak946/6140

فهل من الإنصاف والدين والتقوى أن تمارس البهتان على أشرف مكان وأطهره وهو منبر الإمام الحسين (عليه السلام) وتصادر جهد الآخرين لمجرد أنّه وجه لك بعض الانتقادات؟!

وتصديت في القناة نفسها لعدة ملفات:

ـ بيان زيف وكذب الخطيب محمد شرارة إلى أن أخرج من العراق والسلسلة في الرابط الآتي:
https://www.tg-me.com/fadak946/2019

ـ التصدي لدعاة العرفان من المنحرفين وتم تأليف كتاب كامل بعنوان: (دعاوى العرفان على ضوء كلام السيد السيستاني) في ٣٨٣ صفحة في الرابط الآتي:
https://www.tg-me.com/fadak946/4748

ـ التصدي لبعض الجهلاء الذين يتصدون باسم التشيع للمحاورات المذهبية كعلاء المهدوي، وسلسلة الرد عليه في الرابط الآتي:
https://www.tg-me.com/fadak946/7019

ـ تصديت للمدعو فاضل البديري وبينت خطره وانحرافه عبر سلسلة من المقالات في الرابط الآتي:
https://www.tg-me.com/fadak946/5877

ـ التصدي لملف الإلحاد في عام ٢٠١٧ م حين انتشاره وتم تأليف كتاب كامل عن شبهات الملحدين بعنوان: (الإلحاد برؤية السيد محمد الصدر) منشور في القناة بالرابط الآتي:
https://www.tg-me.com/fadak946/5031

ـ واجهت موجهة الغلو في سلسلة مقالات في القناة بعنوان: #كلمات_حول_الغلاة كما في الرابط الآتي:
https://www.tg-me.com/fadak946/3329


ولم أدع في هذه القناة إلى نفسي قط، ويعلم الذين يشاركون منشوراتي حين يطلبوا مني أن ينشروا في صفحاتهم ما أكتب وأقول لهم بالحرف الواحد: لا يحتاج أن تكتب اسمي أو اسم قناتي فالمهم رد الشبهة المثارة فقط.

ولكن أن يصف هذه القناة بتلك الأوصاف وبهذا البهتان وجعلها قناة مسمومة تشكك الناس في عقائدها وأنّها عدو داخلي مسموم لمجرد أنني تعرضت لنقد بعض كلماته فهذا نفسه يكشف أنّ السم ليس من جهتي، بل من جهته.

ولقد صدق الشيخ المبارك محمد جواد مغنية حين قال في وصف أمثال هؤلاء حين نقل الموقف الأخلاقي للشيخ يوسف البحراني الذي صحح الصلاة خلف من ينتقده وينقد مقالاته فقال:

(وليس من شك أنّ هذا المنطق غريب على الأكثرية الغالبية من شيوخ هذا العصر؛ لأنّ كل شيخ من هذه الأكثرية أو الكثرة يرى الدين مجسمًا في شخصه بالذات، فعدم الثقة به معناه عدم الثقة بالدين، وهذا هو حد الكفر أو الفسق على الأقل) [مع علماء النجف الأشرف ص ٨٦].

وختامًا أقول:
بَلْ سَوَّلَت لكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبرٌ جَمِيلٌ وَاللَّـهُ الْمُسْتَعانُ عَلى‏ ما تَصِفُونَ..

🔴نصيحة أخلاقية:
بمجرد أن ترى شخصًا يشتم ويسب بهذه الطريقة تشمأز نفسك منه وترى أنّه عديم الأخلاق الأمر الذي يرجع إلى تدينه وتقواه إذ الخلق الحسن من أبرز معالم الإيمان، وعلى هذا فليس من الصحيح النزول إلى مستوى هؤلاء والرد عليهم بالمثل.

حتّى بعض الإخوة الذين يؤيدون كلامي فيردون على بعض من شتمني أو رد عليّ بالسباب فأنّا شخصيًا أمام الله تعالى لا أقبل بهذا الأسلوب في الرد كونه منافيًا لأخلاق أهل البيت (عليهم السلام).

ويكفي لتصوير بشاعة الرد بالمثل: أنك ترى شخصًا يأكل القاذورات ويشرب الماء الآسن وأنت تقلده في فعله البشع هذا؛ لأن هذا يشبع نفسه الأمارة بالسوء بهذه الخبائث وأنت تفرغ غيظك عليه بالخبائث نفسها.

وقد ورد عن إمامنا الصادق (عليه السلام) أنّه قال في هذا الصدد: (من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي بما أتى إليه حيث احتذى مثاله) [الكافي ج ٢ ص ٣٢٢].

وروي أنّ قنبرًا رام أن يشتم شاتمه فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : (مهلا يا قنبر! دع شاتمك مهانًا ترض الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه) [الأمالي للمفيد ص ١١٨].

فالتخلق بالخلق الحسن وعدم مقابلة المقابل بأسلوبه بالسب والشتم أكثر عقابًا وتأديبًا له من أن تناله بالسباب والشتم، ويكفي أن تصف أعماله بأنّها مخالفة لأهل العصمة والطهارة ومخالفة للحقيقة ومخالفة للإيمان والتقوى من دون شتم.

كما هي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لجنده يوم صفين: (إني أكره لكم أن تكونوا #سبابين، ولكنكم لو #وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر) [نهج البلاغة ج ٢ ص ١٨٥].

وقد ذكر السيد محمد الصدر في فقه الأخلاق أنّ من ضمن الناهين عن المنكر هم أهل المنكر أنفسهم؛ لأنك حين ترى أفعالهم ومنكرهم وتدرك قباحتهم ترتدع عن أفعالهم المشينة ولا تفكر أن تكون بمثل موقفهم.

لأن العمل الصالح محبوب بالفطرة كما أنّ العمل القبيح ممجوج بالفطرة التي فطر الله الناس عليها، كما قال تعالى: {وَلكِنَّ الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} (الحجرات: ٧).

إذ قال عن أهل المنكر: (قد يكونون سببًا من حيث لا يعلمون للهداية والتفات الفرد إلى بعض الأفكار المهمّة التي لم يكن ملتفتًا إليها، أو سببًا لرسوخ العقيدة بعد أن كانت ضعيفة وهكذا.

ونستطيع القول هنا إنّ الأمر هنا ضمنيّ وليس مطابقًا؛ لأنّ نياتهم لا يمكن أن تُحمَل على الصحّة) [فقه الأخلاق ج ٢ ص ١٩٥]، فينبغي أخذ العبرة من الأفعال القبيحة وندرك قبحها لكي لا نقع في مثلها.

🔴من الموضوعات القديمة التي نشرتها في القناة وذكرت فيها السيد ضياء الخباز هو المنشور الآتي ولعله من ضمن المنشورات التي أثارت حفيظته وأوقعته بحرج عند محور البهتان:

دراسة السطوح الحوزوية:
من ضمن الأمور التي يتخذها بعض محور المباهتة سوطًا في الطعن فيمن لا يرضون عنه هو التشكيك في مسيرته الدراسية، وأنّه لم يدرس إلا قليلاً.

ولكن لو جئت بشواهد عديدة من الأشباه والنظائر حول مسيرة بعض العلماء العلمية وتجاوزهم لمرحلة السطوح بمدة يسيرة لقالوا لك: كيف تسمح لنفسك أن تقيس فلانًا بفلان؟! وكأنّ الله تعالى وهب لمن رضوا عنه عقلاً لم يهبه لغيره!

قرأت قبل قليل كلام لأحد أعضاء محور البهتان وهو يقول: إن المكاسب لا بدّ أن تقرأ في الحوزة مرتين مرة في السطوح وأخرى حين يدرسها ولا يدرسها إلا أن يدرس بحث خارج.

ولو اطلعت على مسيرة بعض أبناء الأسر العلمية تجدهم لا يدرسون من الكتب المنهجية إلا بعض الأبواب والأبواب الأخرى يطالعونها عند الحاجة إليها وهذا الأمر من الوضوح بمكان ولكن بما أن الغالب الانكار واللجاج نستشهد ببعض الكلمات الواردة في الكتب.

فقد وجه السؤال التالي للسيد ضياء الخباز: (لقد وجدت أبناء بعض الأسر العلمية في #النجف يدرسون بعض المتون فلا يكملونها، بل يكتفون ويذهبون لما بعده، فمثلاً أبواب من الشرائع وأبواب من اللمعة ويدرسون اللغة دون المغني، ومع ذلك فهم محصلون!).

وأجاب عن هذا السؤال دون أن ينكر عليهم، بل قال: (لكل قاعدة شواذ، فخذ بالقاعدة ودع عنك الشاذ النادر، فإنّ الأشخاص يتفاوتون في القابليات والخصوصيات.

ولا يصح لمثلي ممن له قابلية عادية أن يقيس نفسه على مثل سيدي الأستاذ الروحاني الذي درس اللمعة بطريقة التقرير على المدرس، لتميزه بذهنية حادة وقابلية فريدة) [إضاءات حوزوية ص ١١٢].

فلم يستطع إنكار هذه الظاهرة لشدة وضوحها ولكن التبرير لظاهرة دراسة بعض أبناء الأسر العلمية جاهز وهو أنهم يتمتعون #بعقليات فريدة #وذكاء خارق ووو أما غيرهم ـ وإن كان من أسرة علمية ولكن من غير خطهم ـ فيتصورون أنه مثلهم بلداء الفهم ويحتاج أحدهم إلى أن يدرس كل كتاب عشرة مرات حتّى يفهم!

• رابط المنشور:
https://www.tg-me.com/fadak946/6633

🔴السفارات والقانون الجعفري:
المتكلمة بالفيديو هي (قمر السامرائي) المعروفة بمواقفها المتطرفة ضد قانون الأحوال الشخصية الجعفري وهي تتحدث بصراحة عن أنّ السفارات تدعم هكذا نوع من الشخصيات وتدعمهم!

ولكن السؤال المهم هو: ماذا يزعج هذه السفارات إن كانت أحواله الشخصية: (الزواج، الطلاق، الميراث...) على وفق الأحكام الشرعية الإسلامية والمذهب الجعفري؟ في مقام الجواب هناك عدة أمور لرفضهم القانون:

#الأمر_الأوّل: أنّه استبدال لشريعتهم الوضعية بشريعة الله تعالى، إذ القوانين الوضعية بالغالب هي صنيعة العقلية الغربية مع بعض التعديلات البسيطة.

ومن هنا تأخذهم الغيرة على شريعتهم العلمانية ويريدون أن يحكومنا من خلالها بينما يرتقبون منا أن لا نغير على ديننا وإسلامنا وأن نتحاكم وفق فقهنا ومذهبنا.

#الأمر_الثاني: من مبدأ قرآني مؤمن بجميع تفاصيل القرآن الكريم فقد ذكر الله تعالى أنّ (الحسد) من هؤلاء يدفعهم إلى تمني زوال الإيمان بالإسلام بكل تفاصيله بما فيه الأحكام الشرعية.

قال تعالى في كتابه الكريم: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّارًا #حسدًا مِنْ عِندِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (البقرة: ١٠٩).

#الأمر_الثالث: الخوف من تطور الأمر من (الأحوال الشخصية) إلى أن يحكم الفقه الإسلامي الجعفري كل النظام العراقي، وهو خوف مبرر؛ لأنّ الإسلام والقرآن الكريم لا يرى للغرب ولاية على المسلمين.

وقد أكد القرآن الكريم بشكل مكرر وصريح أنّ لا يتخذ المؤمن الكافر وليًا له، بمعنى عدم سيطرته وتحديده لمصير المسلم والمؤمن بأن يكون ولي أمره والمتصرف بشأنه كما هو حال دول الاستكبار العالمي اليوم، ومن تلك الآيات المباركات:

ـ {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْ‏ءٍ} (آل عمران: ٢٨).

ـ {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ... وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} (النساء: ٨٩).

ـ {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى‏ أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} (المائدة: ٥١).

ومن الطبيعي أن يخاف الكافر الذي يطمح للسيطرة على بلاد المسلمين سياسيًا واقتصاديًا من أن يلتفت المسلم إلى أحكام دينه ويدخلها في حيز التطبيق وشيئًا فشيئًا يقطع حلم الاستعمار الغربي!

وفي الختام اذكر كلمة للسيد محمد صادق الروحاني وهو يشير إلى ذلك قائلاً: (إن أحكام الإسلام لا تنحصر بالعبادات، بل منها أحكام اجتماعية وسياسية وقضائية وجزائية، ولا يمكن حفظ تلك الأحكام، وكون الفقيه حصنًا يدافع عنها، إلا من قبل حكومة قوية صالحة.

ولذلك نرى أنّ #المستعمر_الأوربي علم من أوّل وهلة أن استعماره لا يتم ما دام #القرآن هو الكتاب السماوي الذي يتبعه المسلمون، #ويجرون_أحكامه_وقوانينه، ويتبعون إرشاداته وتعاليمه.

وبهذا صرح (جولاد ستون) رئيس وزراء بريطانيا، ومن ذلك الوقت اتجه المستعمر وجهة أخرى، فأخذ يسعى بشتى الطرق والوسائل لتضعيف الإسلام، وكان من جملة مصائده وحبائله نغمة التفكيك بين الدين والسياسة!

حتى صارت هذه النغمة من أخطر الشبهات والمفاهيم الخاطئة التي صارت سببًا لما نراه الآن من حال الإسلام والمسلمين في البلاد الإسلامية) [فقه الصادق ج ٢٤ ص ٣٥].

#الاعتراض_على_القانون_الجعفري (٥)
#أحوالنا_جعفرية

🔴هل يمكن أن ينتقد المرجع؟
يذكر السيد ضياء الخباز أنّ هناك أصولاً لانتقاد المرجع قد تشمل كل مؤمن بما هو مؤمن وإن لم يكن مرجعًا وهذه الأصول هي:

#الأصل_الأوّل: تفعيل أصالة الصحة
فإن لها معنيان أحدهما أصالة الصحة في المعاملات الشرعية، والأخرى في سلوكيات المؤمنين في غير ما يرتبط بالمعاملات الشرعية.

فلو فعل مؤمن من المؤمنين عملاً يحتمل فيه الصحة أو الفساد فهنا لا بدّ من حمله على الصحة وضرب لذلك مثالاً: (لو تكلم أحد الإخوة المؤمنين بكلام، وشك في أن كلامه كان من باب #التظلم فيكون مباحًا أو من باب #الغيبة فيكون حرامًا فإنّه ينبغي حمل فعله على محمل الصحة) [المرجعية الدينية مشروع السماء ص ٢٠٣].

أقول: ولكن بعض الأحيان يضطر بعضهم إلى سلب عنوان #الإيمان من الشخص لكي لا تجري فيه أصالة الصحة فيستحل غيبته وهتكه وتسقيطه والبهتان عليه.. ليس لأمر علمي أو رأي معرفي، بل لشخصه وذاته!

ويكمل السيد ضياء الخباز قائلاً: (إن الإنسان الذي لا يعيش أصالة الصحة في واقعه دائمًا ما يركز على النقاط السوداء المظلمة القاتمة، فإذا كان لا يرى إلا الظلام كان ذلك باعثًا على #الاتهام، فلا يحاول أن يبحث عن وجه صحيح لتصرف الآخر، سواء كان هذا الآخر مؤمنًا عاديًا أم كان عالمًا ومرجعًا دينيًا) [المصدر السابق ص ٢٠٤].

أقول: هل أصالة الصحة أيها السيد العزيز خاصة بكم دون سواكم؟! أو يصح من أي مؤمن آخر أن يطبقها على المؤمنين الذين يعرفهم سواء كانوا مراجع أو أشخاص عاديين؟!

#الأصل_الثاني: أن يكون النقد على أساس شرعي ويكون نقدًا موضوعيًا ليس ناشئًا عن استحسان أو قناعات شخصية... وهذا ليس لنا كلام فيه إذ الشرع منطلق لكل حركة أو سكون.

#الأصل_الثالث: أن يكون النقد على أداء الفقيه وليس على الفتوى؛ لأن الفتوى أمر مقدس لا يناقشها إلا المتخصصون، أمّا الأداء الوظيفي للمرجع فيمكن أن ينتقد.

قال ما نصه: (أن ينصب النقد على #الأداء دون الفتاوى، والمقصود من ذلك: أنّ يكون النقد منصبًا على أداء الفقيه في مواقفه التي يتخذها أو كلماته التي يطلقها، مما ليس له علاقة بالحلال والحرام) [المصدر السابق ص ٢٠٦].

أقول: فإذا كان نقد أداء أي مرجع من المراجع وليس فتواه مما لا يخرج المؤمن عن دائرة الإيمان والصحة فلماذا يفسق ويضلل الكثير من الناس المغرر بهم أي انتقاد لأداء بعض الفقهاء؟!

نعم، لك أن تقول: إن انتقاده للأداء ليس صحيحًا لكذا سبب وكذا سبب... ولكن هل يحق لك بهتانه وتسقيطه وإخراجه من زمرة المؤمنين؟! لماذا لا تجري بحقه أصالة الصحة وتعتبر نقده من حسن نية وتكتفي بالرد العلمي فقط؟!

🔴فضل النبي الأعظم وآله:
روي عن الإمام العسكري (عليه السلام) قال: لو لا محمد (صلى الله عليه وآله) والأوصياء من ولده لكنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضًا من الفرائض وهل تدخل مدينة إلا من بابها.

• المصدر
تحف العقول ص ٣٩٢

🔴تحرير محل النزاع:
نذكر في هذا المقال إنموذجًا من بعض الروايات التي يذكرها السيد ضياء الخباز على المنبر، وكان أصل وأوّل الإشكال عليه هو مسألة (الروايات المنقولة شفويًا).

وكان منطلق النقد من وصايا العلماء بما فيهم السيد السيستاني في تحري الدقة في النقل: (تحري الدقة في ذكر الآيات القرآنية أو نقل الروايات الشريفة من الكتب المعتبرة أو حكاية القصص التاريخية الثابتة حيث أن عدم التدقيق في مصادر الروايات أو القصص المطروحة #يفقد_الثقة بمكانة المنبر الحسيني في أذهان المستمعين).

ومن العجيب أيضًا أن السيد ضياء الخباز في بعض كتاباته يعترف بوجود الدس والتحريف في أحداث كربلاء ويدرك قيمة عدم التدقيق فيها وترك الأمر على عواهنه إذ قال:

(وعليه فإذا كانت يد #التحريف قد طالت واقعة الطف، ونالت من ملامح العظمة والشموخ فيها، لزم أن يكون هنالك علماء نقاد يميزون #الأحداث_الصحيحة عن #المحرفة، حتى تبقى #نقية_عن_التحريف؛ لئلا تفقد فاعليتها وقيمتها كما تقدم.

ويمكن تقريب الفكرة بالقرآن الكريم، فإنه يمتلك أسمى مكانة عند جميع المسلمين في العالم، ولكنه لو تعرض للتحريف #بالنقيصة أو #الزيادة، لفقد مكانته السامية، كما فقدت الكتب السماوية الأخرى مكانتها بسبب ما طالها من التحريف والتشويه) [وجهًا لوجه بين الأصالة والتجديد ج ٢ ص ١٦٧].

ثم إنّه لما خالف هذا المبدأ وتعرض لكون الروايات المنقولة حتى (شفويًا) والتي لا وجود لها في أي كتاب أصلاً، وإنما يتناقلها الخطباء بعضهم عن بعض دون هدى أو كتاب منير نقدت دفاعه عن ذلك!

لأن بعض الروايات التي في الكتب، بل وحتى في بعض المصادر المعتبرة كالكافي قد تتعرض للنقد، فكيف بغير الموجودة أصلاً، بل حتى الموجودة في كتب لمؤلفين معاصرين متأخرين!

وكإنموذج لهذه الروايات ما ذكره السيد ضياء الخباز حول عجز الملك عزرائيل من قبض روح الإمام الحسين (عليه السلام) فهذه الرواية:

#أولاً: أنّها واردة في كتاب (تذكرة الشهداء) وهو من الكتب غير المعتبرة لواقعة كربلاء، وهذا الكتاب غير المعتبر نفسه عبر عن هذه الرواية أنّها من: (الأحاديث الضعيفة) [تذكرة الشهداء ص ٤١٣].

وهذا الكتاب نفسه ذكر الشيخ الريشهري أنّه: (نقل في هذا الكتاب من مختلف المصادر قويّها وضعيفها، ورغم رفض المؤلف لبعض الأخبار الضعيفة فقد بقي في الكتاب عدد منها، وليس لهذه الأخبار سند تاريخي ولا توجد قرائن أخرى إلى جانبها) [موسوعة الإمام الحسين ج ١ ص ١٠٢].

#ثانيًا: تحتوي على عدة أحداث قصصية درامية تنافي الثابت من النصوص الدينية والواقع وهي:

١ـ أن تردد عزرائيل (عليه السلام) في أخذ روح الإمام الحسين (عليه السلام) مع أنّه في القرآن الكريم موصوف بصفتين:

#الأولى: عدم عصيانه للأمر الإلهي.
#الثانية: قدرته عليه وفعله.

قال تعالى في وصف ملائكته: {#لا_يَعْصُونَ الله ما أَمَرَهُمْ #وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ} (التحريم: ٦)، فذكرت عدم معصيتهم، بالإضافة إلى فعلهم لما يأمرون وقدرتهم عليه.

٢ـ ما علاقة سحب الروح بجروح الأعضاء، هذه الفقرة تدل على سطحية الواضع لهذا الخبر؛ لأنّه لو فرض أن شخصًا قتل بانفجار وتمزق كل ممزق فهذا يبقى حيًا؛ لأن أعضاءه كلها غير سليمة أو متناثرة!

وقد ذكرت أن ما يكرره السيد ضياء الخباز عن الأخبار الضعيفة بأنّ ناقل هذا الخبر هو (فقيه مجتهد عالم) هو كلام خطابي لا قيمة له؛ لأنّ الحديث المتأخر لا يصح الاستناد إليه، وقد بينت في موضوع مستقل كيف تؤثر العاطفة أو بداية التحصيل على نقل مثل هذه الأخبار تجد الموضوع كاملاً في التعليقات.

#محل_الشاهد: أنت وجملة من المراجع يؤكدون على أنّ نقل مثل هذه الروايات يمكن أن تزعزع ثقة الناس في المنبر الحسيني والخطاب الديني بصورة عامة! ولكن حين يوجد شخص يعمل بتكليفه لردع مثل هذه الأمور تتحولون إلى #سدنة_خرافة.

مواضيع مرتبطة:
١ـ نقد الروايات المسموعة دون مصدر.
٢ـ العلماء العاطفيون ونقل الروايات.
٣ـ أيضًا عن نقد الروايات المسموعة.

🔴التحريم بالرضاعة و #القانون_الجعفري:
ينشر بعضهم هذه المسألة كمثلبة على القانون الجعفري لمجرد التهريج من دون بيان أهم النقاط المرتبطة بهذه المسألة، ويمكن بيان عدة نقاط في هذا الصدد:

#النقطة_الأولى: إن جعل هذه الفتوى قانون في نظام الأحوال الشخصية يثقف الناس بهذه المسألة أكثر وإن كانت ليست في تلك الابتلاء العام.

#النقطة_الثانية: إن المكلف ملزم بهذه الفتوى سواء كانت في قانون الأحوال الشخصية أو مجرد الرسالة العملية؛ لأنّه من الملتزمين والمؤمنين بفقه أهل البيت (عليهم السلام).

وقد رد الشيخ محمد اليعقوبي مثل هذه الاعتراضات عام ٢٠١٤ م إذ قال: (إنّ القانون لم يُكتب لهذه الحفنة من المعترضات والمعترضين حتى يُبدوا رأيهم فيه، وإنما #للمتديّنين الذين يريدون أن ينظّموا أحوالهم الشخصية على طبق العقيدة التي #يؤمنون_بها، وكلّ مواطن مخيّر بالرجوع إلى القانون الذي يريد.

فما دامت هي #أحوال_شخصية فمن حق كلّ أحد أن يعمل وفق القانون الذي يعتقد بشرعيته وليس هو قانون عقوبات أو قانون مدني ونحو ذلك من القوانين التي تنظّم الشؤون العامة للناس.

ولذلك فإنّ الدول المتحضرة سواء في المنطقة أو العالم تعطي المجال للأقليات الدينية والطائفية أن تنظم أحوالها الشخصية وفق معتقداتها فلماذا يحرم شيعة العراق وهم أغلبية من هذا الحق؟!) [خطاب المرحلة ج ٨ ص ٤٧٤].

#النقطة_الثالثة: ليس مجرد الرضاعة من أم البنت ينشر الحرمة، بل هناك شروط تقلل الابتلاء بهذه المسألة، من أهمها بلوغ مقدار الرضاعات الموجب للتحريم إلى درجة إنبات اللحم وشدّ العظم.

ومع الشكّ في أن رضعات الجدة بلغت إلى حد تنبت لحم الرضيع أو تشد عظمه يكتفى بأحد تقديرين:

#الأول: استمرار الرضاع ليوم وليلة يكون فيها لبن الجدة غذاءه الوحيد.

#الثاني: خمس عشرة رضعة كاملةٍ متوالية؛ بأن يرضع جائعًا حتى يرتوي وتكون الرضعات #متتابعة بلا رضاعٍ من امرأة أخرى.

أما أن تصور للناس أن مجرد الرضاع ينشر الحرمة بين الزوجين ويفسخ عقد الزواج بينهما فهو من ضمن الأساليب التسقيطية والشيطنة المفتعلة للقانون.

#الاعتراض_على_القانون_الجعفري (٧)
#أحوالنا_جعفرية

🔴مفارقة موجزة:
يَدّعي تقليدَ السيد السيستاني، ثم يُخالف توجيهَه الواضح بعدم إثارة النعرات الطائفية:

(التجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة ولا يبدو سبيل الى حلّها بما يكون مرضيًّا ومقبولاً لدى الجميع.

فلا ينبغي اذًا إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولا سيما أنها لا تمسّ أصول الدين وأركان العقيدة، فإن الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) وبالمعاد...) [موقع مكتب السيد السيستاني دام ظله].

بيان المفارقة: من يقلِّد السيد مُلزَمٌ قبل غيره بالانضباط بتوجيهاته. أمّا أن يخالفها هو، ثم يزايد على مَن لا يقلِّده إذا خالف السيد في مسائلٍ أخرى فهي ازدواجيةٌ لا تُبرَّر.

لا ترفع شعار المرجعية لتطعن به عند أول امتحان؛ التزم بوصايا مرجعك أوّلاً، ثم حاسب الناس.

ومفارقة أخرى: ينتقد ولاية الفقيه التي ترى أن حكم ولي الفقيه سار على غير مقلديه... وهو يعمل على هذا الأساس ويرى أحكام السيد السيستاني تجري على غير مقلديه وإن كان السيد السيستاني لا يرى ولاية الفقيه!

🔴تاريخ وفاة عمر بن الخطاب:
للسيد جعفر مرتضى العاملي قولان في مقتل عمر بن الخطاب أحدهما يناقض الآخر:

#القول_الأوّل: أنّه في ٢٦ ذي الحجة إذ قال عن دعوى مقتله في ٩ ربيع الأوّل: (وليس صحيحًا ما يُدَّعى من أن عمر بن الخطاب، قد قُتل في مثل هذا اليوم على يد أبي لؤلؤة، الذي بقر بطنه بسيفه؛ لأن قتل عمر إنما كان في شهر ذي الحجة، في السادس والعشرين منه، لا في شهر ربيع الأول.

قال ابن إدريس في السرائر: من زعم أن عمر بن الخطاب قتل في اليوم التاسع من ربيع الأول فقد أخطأ، بإجماع أهل السير والتواريخ.. ومراجعة كتب التاريخ تدل على ذلك) [مختصر مفيد ج ٦ ص ٢٤١].

#القول_الثاني: يوافق الرواية الشعبية المشهورة عند بعض الشيعة من كونه قتل في ٩ ربيع الأوّل، ولما كان هذا القول ضعيف فقد أجرى عمليات حسابية من عدة تواريخ ليوافق ٩ ربيع.

فقال: (إن عمر بن الخطاب قد تولى الخلافة لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ١٣ للهجرة، وقد صرح اليعقوبي بأن مدة ولاية عمر كانت عشر سنين وثمانية أشهر.

وهذا يدل على أن وفاة عمر قد تأخرت عن شهر ذي الحجة حوالي شهرين، الأمر الذي يشير إلى صحة قولهم: إنه توفي أوائل شهر ربيع الأوّل، خصوصًا إذا لاحظنا أنهم يسقطون الزيادات اليسيرة في مثل هذه الموارد) [مختصر مفيد ج ١١ ص ١٤٤].

فاستدلاله على القول الأخير يتوقف على:
#أولاً: قول المؤرخين في عدة تواريخ مختلفة كتاريخ شهادة النبي الأعظم وتاريخ خلافة أبي بكر وتاريخ خلافة عمر.

#ثانيًا: يتوقف على كون المؤرخين يسقطون الزيادات اليسيرة من حساب التاريخ، وبناءً على كونهم يسقطون الزيادات يناسب التاريخ من ذي الحجة إلى ربيع الأول!

#يلاحظ_على_الاستدلال_عدة_أمور:
#الأمر_الأوّل: كيف تقبل قول المؤرخين في عدة تواريخ كـ (تاريخ شهادة النبي، تاريخ مدة خلافة أبي بكر، تاريخ مدة خلافة عمر) ومن ثم تشكك في قبول قولهم في تاريخ واحد ذكروه بالتفصيل كتاريخ مقتل عمر!

#الأمر_الثاني: أن الأقوال في مدد خلافة أبي بكر وعمر مختلفة بين المؤرخين كما صرح السيد العاملي نفسه، ويوجد عدة دواعٍ لهذا الاختلاف منها صعوبة حساب كل تلك الأيام بالسنة والشهر مضبوطًا، أمّا يوم الطعن والدفن والمقتل فمن السهل ضبطه لكونه حادثًا تاريخيًا مثيرًا.

#الأمر_الثالث: ما الذي يدعو المؤرخين الذين يجمعون على أن قتل عمر بن الخطاب كان في ٢٦ ذي الحجة على إخفاء كونه في ربيع مثلاً؟! مع أنهم ذكروا بالتفصيل يوم طعنه بالسنة والشهر واليوم وهو الأربعاء والدفن وهو الأحد!

ولكن يبدو أن السيد المحقّق جعفر مرتضى العاملي تراجع عن قوله الأول لا لأسباب علمية، بل مجاراة ومراعاة لبعض العامة الذين تثيرهم مثل هذه الحقائق التي يعتقدون أنها تشككهم في عقائدهم وتتعارض مع بعض طقوسهم في هذا اليوم!

🔴المرأة في الغرب وقبل الإسلام:
أوّل قضية تواجه الفرد المسلم حين بحثه عن المرأة هي مسألة (كرامة المرأة من وجهة نظر الإسلام) وذلك لما أشاعه الغرب والمستعمرون من أنّ الإسلام يحط من قدرها وكرامتها.

مع أنّه ـ ووفق العديد من الشواهد ـ هو الذي أعاد للمرأة كرامتها وعزتها بعد أن كانت مهدورة ليس في شبه الجزيرة العربية وحسب، بل في جميع أنحاء العالم لما يحملون وتصورون عنها من مفاهيم مغلوطة لا تمت إلى الوقعي بشيء.

ولأجل بيان ذلك سنتعرض بعض الشواهد التي ذكرها الدكتور أحمد شلبي في كتابه مقارنة الأديان:

١ـ المرأة في الحضارة الرومانية: قضت الحضارة الرومانية أن تكون المرأة رقيقاً تابعاً للرجل، لها حقوق القاصر أو لا حقوق لها على الإطلاق، وقد اجتمع في روما مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة فقرر أنها: (كائن لا نفس له)، وأنها لهذا لن ترث الحياة الأخروية، وأنها رجس، يجب ألا تأكل اللحم، وألا تضحك، وعليها أن تمضي وقتها في الصلاة والعبادة والخدمة، وليس لها الحق في أن تتكلم، ولمنعها من الكلام وضعوا على فمها قفلاً من الحديد، فكانت المرأة من أعلى الأسر تروح وتغدو في الطريق أو في دارها وعلى فمها قفل.

هذا غير العقوبات البدنية التي كانت توقع عليها باعتبار أنها أداة الإغواء، يستخدمها الشيطان لإفساد القلوب[انظر: روح الدين، عفيف طيارة: ص ٢٨١].

٢ـ المرأة في أثينا: كانت المرأة في أثينا تعتبر من سقط المتاع، فكانت تباع وتشترى وكانت تعد رجسًا من عمل الشيطان.

٣ـ المرأة في شرائع الهند القديمة: وقضت شرائع الهند القديمة أن الوباء والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار خير من المرأة، وكان حقها في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها الذي هو سيدها ومالكها، فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها في نيرانه، وإلا حاقت عليها اللعنة الأبدية.

وجاء في شرائع منو دهر ما ساسترا عن المرأة ما يلي: (تعيش المرأة وليس لها خيار، سواء كانت بنتا صغيرة، أو شابة، أو عجوزاً، فالبنت في خيار أبيها، والمتزوجة في خيار بعلها، والأرملة في خيار أبنائها، إن عاشت بعد وفاته، ولا تتزوج بعد وفاة زوجها أبداً، بل تهجر ما تشتهيه من الأكل واللبس والزينة حتى تموت، ولا تملك الزوجة شيئاً، وكل ما تحرزه يذهب توا لزوجها) [مقارنة الأديان أحمد شلبي ج ٤ ص ٧٢].

٤ـ المرأة في العهد القديم (التواراة) : قد وضحه سفر الجامعة في الكلمات الآتية:

(درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً، ولأعرف الشر أنه جهالة، والحماقة أنها جنون، فوجدت أمر من الموت المرأة التي هي شباك، وقلبها أشراك، ويداها قيود) [الإصحاح السابع الفقرتان ٢٥ ـ ٢٦].

٥ـ المرأة في الكنيسة الكاثوليكية: إن الكاتب الدانمركي Wieth Kondsen يشرح اتجاهها نحو المرأة بقوله:

(خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدودة جداً تبعاً لاتجاه المذهب الكاثوليكي الذي كان يعد المرأة مخلوقاً في المرتبة الثانية).

٦ـ المرأة في الجزيرة العربية: فقد كانت الحياة كفاحاً للحصول على العيش، وقد اضطرب المرأة أن تدخل هذا الخضم عاملة كادحة، ولكن كدحها لم يكن ينتج ما يعادل كدح الرجل، كما أن نصيبها في الحروب كان ضئيلاً، ولذلك غلب أن يتجه لها سخط المجتمع العربي.

ذلك السخط الذي عبر عنه القرآن بقوله: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، ألا ساء ما يحكمون} (النحل: ٥٨ ـ ٥٩)، بل دسه بعضهم في التراب فعلا، حتى هتف بهم القرآن الكريم: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم، وإن قتلهم كان خطئا كبيرا} (الإسراء: ٣١).

فإذا نجت الوليدة العربية من الوأد وجدت غالبًا في انتظارها حياة ظالمة، ليس لها فيها نصيب من الميراث، وقد تكره فيها على البغاء، أو تعضل عن الزواج.

وقد لخص المرحوم الأستاذ قاسم أمين حالة المرأة في العصور القديمة بقوله: (ترتب على دخول المرأة في العائلة حرمانها من استقلالها، لذلك كان رئيس العائلة عند الرومان واليونان والجرمانيين والهنود والصينيين والعرب مالكاً لزوجته.

وكان يملكها كما يملك الرقيق بطريق البيع والشراء، بمعنى أن عقد الزواج كان يحصل على صورة بيع وشراء، وكان الرجل يشتري زوجته من أبيها، فتنقل إليه جميع حقوق الأب، ويجوز للزوج أن يتصرف فيها بالبيع لشخص آخر) [المرأة الجديدة: ص ١٨].

٧ـ في فرنسا: عقد اجتماع سنة ٥٨٦ م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنسانًا أو لا تعد إنسانًا، وبعد النقاش قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل.

وهكذا أثبت الفرنسيون في هذا التاريخ فقط إنسانية المرأة، تلك الإنسانية التي كانت مشكوكًا فيها من قبل، وحتى عندما أثبتوها لم يثبتوها كاملة، وإنما جعلوا المرأة تابعًا وخادمًا للرجل، ومن أجل هذا مر الزمن حتى عصرنا الحديث والمرأة الفرنسية محرومة من أبسط الحقوق التي منحتها المرأة المسلمة منذ مئات السنين.

🔴عصر مدينة النبي!
هذه الإساءة من هذا السفيه لعصر النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وحكومته المباركة لا ينبغي أن تمرر دون رد يكشف زيف هؤلاء وافترائهم على الإسلام.

وفي الموضوع أعلاه بيان مفصل حول نظر الغرب بعد الإسلام والعرب قبل الإسلام إلى المرأة نظرة دونية لم ترتفع إلا حين جاء النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وكرم وأعزها المرأة بالإسلام.

وهذه الشطحات من هؤلاء تكشف بكل جلاء بأن العدوان ليس على #القانون_الجعفري، بل على الإسلام والقرآن الكريم ودين النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله).

#الاعتراض_على_القانون_الجعفري (٨)
#أحوالنا_جعفرية

🔴زواج القاصرات والقانون الجعفري:
من ضمن كلام المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في عام ٢٠١٤ م عن المعترضين على قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي طالب فيه قال:

لقد ركّزوا في ضجيجهم على مسألة تزويج البنت بعمر صغير واعتراضهم يكشف عن جهلهم أيضاً بالقوانين الوضعية المعمول بها في العراق، فإنّ قانون الأحوال الشخصية النافذ المرقّم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩ م المعدّل وإن اشترط إكمال الثامنة عشرة لإجراء عقد الزواج (الفقرة/١ من المادة السابعة)

إلاّ أنّه أجازه لمن أكمل الخامسة عشرة بموافقة وليّه وإذن القاضي في التعديل رقم ٢١ لسنة ١٩٧٨ م مراعيًا (الأوضاع الاجتماعية حيث يكثر الزواج في سنّ مبكرة ومتوخّياً تقليل حالات الزواج التي تقع خارج المحكمة).

ثم أجاز قرار ما كان يُعرف بمجلس قيادة الثورة المرقّم ٦٩٧ لسنة ١٩٧٨ م قبل الخامسة عشر إذا ظهرت علامات البلوغ لمصالح ذكرها ككونها يتيمة لا عائل لها، أو أنها تعرّضت للإغتصاب ليطلب عقد زواجها على مغتصبها وفق أحكام المادة ٣٩٨ من قانون العقوبات متذرّعين بمنع وقوع الاعتداء على البنت أو الفاعل.

مع أنّ الفقه الجعفري لا يبيح الزواج (بمعنى ممارسة الجنس) إلاّ بعد البلوغ الذي له علاماته السيكولوجية والفسيولوجية ويختلف في الإناث بحسب ظروف عديدة ذاتية وبيئية.

ولكن الشرع المقدّس حكم بأنّه لا بلوغ قبل إكمال التاسعة فشرط التزويج هو البلوغ أمّا العمر الذي تبلغ به الأنثى فهو بعد إكمال التاسعة حتمًا لكنّه غير محدّد وقد يستمر إلى الثالثة عشرة.

مضافًا إلى اشتراط إذن ولي أمرها بالتزويج وهو أولى من يراعي مصلحتها، فما هو وجه اعتراضهم إلاّ سوء الفهم إذا أردنا أن نحملهم على الصحة.

• المصدر
خطاب المرحلة ج ٨ ص ٤٧٢
#الاعتراض_على_القانون_الجعفري (٩)
#أحوالنا_جعفرية