قال الله تبارك وتعالى:
{ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ قُرۡءَ ٰ⁠ نًا عَرَبِیࣰّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ }
[سُورَةُ يُوسُفَ: ٢].

قال العلامة المفسر ابن كثير رحمه الله:

" وَذَلِكَ لِأَنَّ لُغَةَ الْعَرَبِ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ وَأَبْيَنُهَا وَأَوْسَعُهَا، وَأَكْثَرُهَا تَأْدِيَةً لِلْمَعَانِي الَّتِي تَقُومُ بِالنُّفُوسِ؛ فَلِهَذَا أنزلَ أَشْرَفُ الْكُتُبِ بِأَشْرَفِ اللُّغَاتِ، عَلَى أَشْرَفِ الرُّسُلِ، بِسِفَارَةِ أَشْرَفِ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَشْرَفِ بِقَاعِ الْأَرْضِ، وَابْتَدَئَ إِنْزَالُهُ فِي أَشْرَفِ شُهُورِ السَّنَةِ وَهُوَ رَمَضَانُ، فَكَمُلَ مِنْ كُلِّ الْوُجُوهِ ".

📚تفسير ابن كثير ( ٤ / ٣٦٥ ).
"إن تدبر كتاب الله مفتاح ٌ
للعلوم والمعارف"

📚تفسير السعدي
‌‏{وننزِّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}

‏ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ)
ﺗﻔﺮﻳﺞ اﻟﻜﺮﻭﺏ ﻭﺗﻄﻬﻴﺮ اﻟﻌﻴﻮﺏ
ﻭﺗﻜﻔﻴﺮ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﻔﻀﻞ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺜﻮاﺏ ﻓﻲ ﺗﻼﻭﺗﻪ، ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻯ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:" ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺣﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻓﻠﻪ ﺑﻪ ﺣﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ اﻟﻢ ﺣﺮﻑ ﺑﻞ ﺃﻟﻒ ﺣﺮﻑ ﻭﻻﻡ ﺣﺮﻑ ﻭﻣﻴﻢ ﺣﺮﻑ". ﻗﺎﻝ: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ.

📚‏[ تفسير القرطبي ١٠ / ٣٢٠]
﴿فَاصبِر كَما صَبَرَ أُولُو العَزمِ مِنَ الرُّسُل﴾ [الأحقاف: ٣٥]

قال السعدي -رحمه الله-: «حصول الفتور وفلتات التقصير منافٍ لكمال العزم؛ ولهذا لم يكن كمال هذا الوصف إلا لمن بلغوا الدرجة العالية في الفضائل..

والنقص إنما يصيب العبد من أحد أمرين:
إما من عدم عزمه على الرشد الذي هو الخير..
وإما من عدم ثباته واستمراره على عزمه..

ولهذا كان دعاء النبي ﷺ: "اللهم إنّي أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد" من أنفع الأدعية وأجمعها للخيرات، فمن أعانه الله على نية الرشد والعزيمة عليها، والثبات والاستمرار فقد حصل له أكبر أسباب السعادة»..


[المواهب الربانية، السعدي (99-100)]
ٰ
{ قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِیعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَایَ فَلَا یَضِلُّ وَلَا یَشۡقَىٰ }
[سُورَةُ طه: ١٢٣]

ﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺧﺎﻟﺪ اﻷﺣﻤﺮ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ:
" ﺿﻤﻦ اﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﺗﺒﻊ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻀﻞ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﺸﻘﻰ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ ﺛﻢ ﺗﻼ (ﻓﻤﻦ اﺗﺒﻊ ﻫﺪاﻱ ﻓﻼ ﻳﻀﻞ ﻭﻻ ﻳﺸﻘﻰ) " .
(اﻟﻤﺼﻨﻒ 13/371 ﺣ 1663) .
ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮاﺯﻱ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣ 84، ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻭﺣﺴﻨﻪ اﻟﻤﺤﻘﻖ).
ﻭﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻨﺤﻮﻩ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭﻭاﻓﻘﻪ اﻟﺬﻫﺒﻲ (اﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ 2/381) .
[ تقوى الله تعالى سبب لمعرفة الحق من الباطل ]

{ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَتَّقُوا۟ اللهَ یَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانࣰا } [سُورَةُ الأَنفَالِ: ٢٩]

قال ابن القيم رحمه الله:
" ﻭﻣﻦ اﻟﻔﺮﻗﺎﻥ اﻟﻨﻮﺭ اﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻪ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻖ ﻭاﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻗﺎﻧﻪ ﺃﺗﻢ، ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ " .

📚إعلام الموقعين لابن القيم(٤ / ١٩٩ ).
🔴 قال الله تعالى : ﴿ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ﴾

🌾 قال القرطبي - رحمه الله - :

🌾 اعلم وفقك الله تعالى أن التوبيخ في الآية بسبب ترك فعل البر لا بسبب الأمر بالبر.
----------•
📚 ( الجامع لأحكام القرآن : ١ / ٣٦٦ ) 📚
[ موعظة وعبرة ]

﴿ أَلَمْ يَرَوْا۟ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا ٱلْأَنْهَٰرَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَٰهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنۢ بَعْدِهِمْ قَرْنًا ءَاخَرِينَ ﴾ [ سورة الأنعام آية:﴿٦﴾ ] .

فاحذروا أيها المخاطبون أن يصيبكم مثل ما أصابهم؛ فما أنتم بأعز على الله منهم، والرسول الذي كذبتموه أكرم على الله من رسولهم، فأنتم أولى بالعذاب، ومعاجلة العقوبة منهم؛ لولا لطفه وإحسانه.

📚تفسير ابن كثير:2/117.
كتب على نفسه الرحمة ! .

ﻗﻮﻟﻪ تعالى : {ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺮﺣﻤﺔ} [ الأنعام: ١٢] .
ﺃﻱ: اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﻠﻮﻱ ﻭاﻟﺴﻔﻠﻲ ﺗﺤﺖ ﻣﻠﻜﻪ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮﻩ، ﻭﻫﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺑﺴﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﺇﺣﺴﺎﻧﻪ، ﻭﺗﻐﻤﺪﻫﻢ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻭاﻣﺘﻨﺎﻧﻪ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺃﻥ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺗﻐﻠﺐ ﻏﻀﺒﻪ، ﻭﺃﻥ اﻟﻌﻄﺎء ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻊ، ﻭﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺮﺣﻤﺔ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻐﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺑﻮاﺑﻬﺎ ﺑﺬﻧﻮﺑﻬﻢ، ﻭﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻣﻌﺎﺻﻴﻬﻢ ﻭﻋﻴﻮﺑﻬﻢ .

📚انظر ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي ص ٢٥١).
قال تعالى :{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (139)}

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - : وفي هذه الآية الترهيب العظيم من موالاة الكافرين وترك موالاة المؤمنين ، وأنّ ذلك من صفات المنافقين ، وأنّ الإيمان يقتضي محبة المؤمنين موالاتهم وبغض الكافرين وعداوتهم ..

|[ تفسير السعدي (١/٣٧٢) ]|
قال ابن القيم رحمه الله:( وكثيرا ما كنت اسمع شيخ الإسلام قدس الله روحه يقول إيَّاك نعبد تدفع الرياء وايَّاك نستعين تدفع الكبرياء )
📚التفسير القيم ص51
*الحاجة إلى الهدى أعظم من أي شيء*

قال الله تبارك وتعالى : { اهدنا الصراط المستقيم } [ الفاتحة : ٦ ] .
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله:
اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻬﺪﻯ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺼﺮ ﻭاﻟﺮﺯﻕ؛ ﺑﻞ ﻻ ﻧﺴﺒﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﺇﺫا ﻫﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ {ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻖ اﻟﻠﻪ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻣﺨﺮﺟﺎ * ﻭﻳﺮﺯﻗﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺤﺘﺴﺐ} .
📚 مجموع الفتاوى لابن تيمية( ١٤ / ٣٩ ) .
{ وَٱلَّذِی جَاۤءَ بِٱلصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِۦۤ أُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ } [سُورَةُ الزُّمَرِ: ٣٣] .

قال العلامة السعدي رحمه الله:
فإن جميع خصال التقوى ترجع إلى الصدق بالحق والتصديق به.
📚تفسير السعدي
قال الله تعالى : { حُورࣱ مَّقۡصُورَ ٰ⁠تࣱ فِی ٱلۡخِیَامِ }[سُورَةُ الرَّحۡمَٰن: ٧٢] .

الحور جمع حوراء والمقصورات المحجوبات، لأن النساء يمدحن بملازمة البيوت ويذممن بكثرة الخروج .
📚التسهيل لعلوم التنزيل لابن جُزَي ( ٢ / ٣٣٢ ) .
[ فائدة في تفسير آيات الأحكام ]

ﻗﺎﻝ الإمام ابن تيمية - رحمه الله-:
" ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﺃﺟﻤﻊ ﺳﻮﺭﺓ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻔﺮﻭﻉ اﻟﺸﺮاﺋﻊ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭاﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻭاﻷﻣﺮ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ".

📚مجموع الفتاوى لابن تيمية( ١ / ٤٤٨ )
[ الكِبَرُ يمنع صاحبه العلم النافع وفهم الحق ]

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى:

يقول ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺳﺄﺻﺮﻑ ﻋﻦ ءاﻳﺎﺗﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﺤﻖ} [الأعراف: ١٤٦]
ﺃﻱ: ﺳﺄﻣﻨﻊ ﻓﻬﻢ اﻟﺤﺠﺞ ﻭاﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺘﻲ ﻭﺷﺮﻳﻌﺘﻲ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻲ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻤﺘﻜﺒﺮﻳﻦ ﻋﻦ ﻃﺎﻋﺘﻲ، ﻭﻳﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ، ﺃﻱ: ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻜﺒﺮﻭا ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ﺃﺫﻟﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻧﻘﻠﺐ ﺃﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﻭﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮا ﺑﻪ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ} [ اﻷﻧﻌﺎﻡ:110]

ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻓﻠﻤﺎ ﺯاﻏﻮا ﺃﺯاﻍ اﻟﻠﻪ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ }[ اﻟﺼﻒ:5]

ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ: ﻻ ﻳﻨﺎﻝ اﻟﻌﻠﻢ ﺣﻴﻲ ﻭﻻ ﻣﺴﺘﻜﺒﺮ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮ: ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻝ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﺳﺎﻋﺔ، ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺫﻝ اﻟﺠﻬﻞ ﺃﺑﺪا.
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺳﺄﺻﺮﻑ ﻋﻦ ءاﻳﺎﺗﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻜﺒﺮﻭﻥ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﺤﻖ}
ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺰﻉ ﻋﻦﻫﻢ ﻓﻬﻢ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺃﺻﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ءاﻳﺎﺗﻲ.

📚تفسير ابن كثير( ٣ / ٤٧٤ - ٤٧٥ ) .
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٣]

ﺃﻱ: اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪﻗﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﻢ، ﻣﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ اﻵﺧﺮﺓ ﻭاﻟﻘﺪﺭ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ: ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﻛﺘﺒﻪ، ﻭﺭﺳﻠﻪ، ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ، ﻭﺟﻨﺘﻪ ﻭﻧﺎﺭﻩ، ﻭﻟﻘﺎﺋﻪ، ﻭﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ اﻟﻤﻮﺕ ﻭﺑﺎﻟﺒﻌﺚ، ﻓﻬﺬا ﻏﻴﺐ ﻛﻠﻪ.

ﻭﻋﻦ أَبي جُمُعَةَ قَالَ : تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ : فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله، هَلْ أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا ؟ أَسْلَمْنَا مَعَكَ، وَجَاهَدْنَا مَعَكَ. قَالَ : " نَعَمْ، قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُؤْمِنُونَ بِي، وَلَمْ يَرَوْنِي " (1).
📕انظر : " توفيق الرحمن في دروس القرآن " فيصل آل مبارك ( ١ / ٩٨) .

وقال القرطبي رحمه الله:
ﻭﻗﻴﻞ: اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﺣﻆ اﻟﻘﻠﺐ. ﻭﺇﻗﺎﻡ اﻟﺼﻼﺓ ﺣﻆ اﻟﺒﺪﻥ. ﻭﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻫﻢ ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﺣﻆ اﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻫﺬا ﻇﺎﻫﺮ.

  📕 اﻟﺠﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ اﻟﻘﺮﺁﻥ = ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ( ١ / ١٧٩ ) .

....................................
(1) رواه أحمد والدارمي وغيرهما وصحح إسناده الحاكم في ( المستدرك 85/4 ) وحسنه ابن حجر في ( فتح الباري 7 / 6 ) ، وقال الألباني: ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺤﺎﻛﻢ:
"ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎﺩ" ﻭﻭاﻓﻘﻪ اﻟﺬﻫﺒﻲ، ﻭﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻻ.
(السلسلة الصحيحة 7 / 907) .

قال الألباني رحمه الله بعد ذكر روايات الحديث :
(ﺗﻨﺒﻴﻪ) : اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺭﻭاﻳﺎﺕ اﻟﺤﺪﻳﺚ- ﻛﻤﺎ ﻣﺮ- ﻓﻲ ﺳﺆاﻝ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ؛ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﻠﻔﻆ:
"ﺃﻋﻈﻢ ﺃﺟﺮا"؛ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻦ
ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ؟
ﺃﻡ ﺑﻠﻔﻆ:
"ﺧﻴﺮ ﻣﻨﺎ"؛ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﺃﺳﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻣﺮﺯﻭﻕ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ ﺻﺎﻟﺢ؛
ﻓﺬﻛﺮ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻓﻲ "اﻟﻔﺘﺢ " (7/7) ﺃﻥ اﻟﻠﻔﻆ اﻷﻭﻝ ﺃﻗﻮﻯ، ﻭاﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ المعنى، ﻭﺇﻻ؛ ﻓﺎﻟﻠﻔﻆ اﻵﺧﺮ ﻫﻮ اﻷﻗﻮﻯ؛ ﻻﺗﻔﺎﻕ اﺛﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﻳﺆﻳﺪﻩ ﻗﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭسلم -:
"ﻣﺜﻞ ﺃﻣﺘﻲ ﻛﺎلمطر، ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺃﻭﻟﻪ ﺧﻴﺮ ﺃﻡ ﺁﺧﺮﻩ؟ ".
ﻭﻫﻮ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻣﻔﺼﻼ ﺑﺮﻗﻢ (2286) . 📚السلسلة الصحيحة (7 / 908-909)



قناة فوائد من علوم القرآن الكريم
https://www.tg-me.com/fawaed1443
[ الحذر من خطر الذنوب ]

قال الله تبارك وتعالى : { أَوَلَمۡ یَهۡدِ لِلَّذِینَ یَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَاۤ أَن لَّوۡ نَشَاۤءُ أَصَبۡنَـٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ١٠٠]

ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺒﻬﺎ ﻟﻷﻣﻢ اﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﻼﻙ اﻷﻣﻢ اﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ (1) {ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻬﺪ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﺮﺛﻮﻥ اﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﻟﻮ ﻧﺸﺎء ﺃﺻﺒﻨﺎﻫﻢ ﺑﺬﻧﻮﺑﻬﻢ}
ﺃﻱ: ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻟﻷﻣﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻭﺭﺛﻮا اﻷﺭﺽ، ﺑﻌﺪ ﺇﻫﻼﻙ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺑﺬﻧﻮﺑﻬﻢ، ﺛﻢ ﻋﻤﻠﻮا ﻛﺄﻋﻤﺎﻝ ﺃﻭﻟﺌﻚ اﻟﻤﻬﻠﻜﻴﻦ؟.
ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﺪﻭا ﺃﻥ اﻟﻠﻪ، ﻟﻮ ﺷﺎء ﻷﺻﺎﺑﻬﻢ ﺑﺬﻧﻮﺑﻬﻢ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺳﻨﺘﻪ ﻓﻲ اﻷﻭﻟﻴﻦ ﻭاﻵﺧﺮﻳﻦ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻧﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ}
ﺃﻱ: ﺇﺫا ﻧﺒﻬﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮا، ﻭﺫﻛﺮﻫﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭا، ﻭﻫﺪاﻫﻢ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﻭاﻟﻌﺒﺮ ﻓﻠﻢ ﻳﻬﺘﺪﻭا، ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﻢ ﻭﻳﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻓﻴﻌﻠﻮﻫﺎ اﻟﺮاﻥ ﻭاﻟﺪﻧﺲ، ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺘﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻼ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﺣﻖ، ﻭﻻ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮ، ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻣﺎ ﺑﻪ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ.

__
(1) ﻓﻲ ﻫﺎﻣﺶ ﺑ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ اﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: اﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ: اﻟﺒﺎﻗﻴﻦ، اﻟﻐﺎﺑﺮﻳﻦ: اﻟﻤﺎﺿﻴﻦ.

📚تفسير السعدي ( ٢٩٨) .
[ التفسير أجل العلوم ]

*" اعلم أن علم التفسير أجلّ العلوم على الإطلاق، وأفضلها ،وأوجبها، وأحبها إلى الله ؛*
لأن الله أمر بتدبّر كتابه، والتفكر في معانيه، والاهتداء بآياته، وأثنى على القائمين بذلك، وجعلهم في أعلى المراتب، ووعدهم أسنى المواهب ، فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن لم يكن ذلك كثيراً في جنب ما هو أفضل المطالب، وأعظم المقاصد، وأصل الأصول كلها ، وقاعدة أساسات الدين، وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة، وكانت حياة العبد زاهرة بالهدى والخير والرحمة، وطيب الحياة ، والباقيات الصالحات "

✍🏾العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
📖التعليق على القواعد الحسان صـ١١
*[فضل تدبر القرآن الكريم]*

" {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص : 29]

وكلما تدبّر الإنسان هذا القرآن العظيم، وتذكر بما فيه، فإنه تحصل له بركته عليه في عمره وفي عمله، وفي يقينه وفي جميع أحواله.
وإذا أردت أن تأخذ شاهداً على هذا ، فانظر إلى أعمار من سبقنا من سلف في هذه الأمة، كيف يحصلون على الخير الكثير العظيم؟!
ونتعجب كيف يكتبون هذا الشيء وكيف يعملون هذا الشيء، فضلاً عن الإعداد له وما يسبقه من تهيئة أبدانهم وقلوبهم وأفكارهم، كل هذا ببركة هذا القرآن العظيم، فعليك أن تشدّ يديك به ، وأن تعض عليه بالنواجذ، وأن تعلم أنك متى عملت به في ما وجهه الله عز وجل من تدبر آياته وتذكره، فإنك ستنال السعادة في الدنيا والآخرة "

✍🏾العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
📖التعليق على القواعد الحسان صـ١٦
2024/05/16 14:49:17
Back to Top
HTML Embed Code: