Telegram Web Link
- حَقائِب زُهير مراد!

«هذه الرسومات والرموز لها دلالات كفرية من سحر القَبالا اليهودي
‏وهو ما يسمى (بالسحر الأسود)
‏كما أنها تدل على التكهنات الفلكية
‏ولهذا لا يجوز التهاون بها لا اقتناءً ولا استعمالاً، ولا ترويجًا لها بين المسلمين
».

📎د. هيَا بِنت سَلمان الصُّباح وفَّقها الله.
📚 *جديد الفتاوى / رقم: ١٤١٧* 📚

📗 *في معيارِ اختيارِ الرَّجلِ أهلَ صُحْبتِه ومَودَّتِه*

✒️ *لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله*-

https://www.ferkous.app/home/?q=fatwa-1417
الفتوى رقم: ١٤١٧

الصنف: فتاوى متنوِّعة

في معيارِ اختيارِ الرَّجلِ أهلَ صُحْبتِه ومَودَّتِه
السُّؤال:

شيخَنا ـ بارك الله فيكم ـ ما هي الصِّفاتُ الَّتي ينبغي توفُّرُها في الَّذي يجعلُه السَّلفيُّ مِنْ أهلِ وُدِّه؟ وكيفَ نَعرفُ أنَّه مُتحَلٍّ بها؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فالصِّفاتُ الحسنةُ الَّتي ينبغي أَنْ يتحلَّى بها مَنْ يختارُه المرءُ لصُحبتِه ومودَّتِه، قد لا تتوفَّرُ مُجتمِعةً في شخصٍ واحدٍ، وقد قِيلَ قديمًا:

ومَنْ ذا الَّذي تُرضَى سجاياهُ كُلُّها … كفى المرءَ نُبلًا أَنْ تُعَدَّ مَعايِبُه

لكِنْ لا بُدَّ أَنْ لا تنفكَّ عنه ثلاثةُ عناصرَ أساسيَّةٍ:

ـ أوَّلًا: أَنْ يكونَ مِنْ أهلِ التَّوحيدِ والإيمانِ بالله والتَّوكُّلِ عليه تعالى والثِّقةِ به سبحانه، وتلك سجِيَّةُ المؤمِنِ، فلا يكون مشركًا ولا منحرِفًا غاويًا ولا ضالًّا.

ـ ثانيًا: أَنْ يكونَ مِنْ أهلِ السُّنَّة، يتَّصِفُ بالاستجابةِ لله عزَّ وجلَّ وللرَّسول إذا دَعَاهُ لِمَا يُحيِيه، وإقامةِ الصَّلاةِ، والإنفاقِ، والمحافظةِ على الشَّعائرِ الدِّينيَّة، مُجتنِبًا لِمَا نهى اللهُ ورسولُه عنه مِنْ إتيانِ كبائرِ الإثمِ والفواحشِ ونحوِها، بمعنَى أَنْ لا يكون مِنْ أهلِ البِدعَةِ والفُرقَةِ، ولا مِنْ أهلِ المعصيَةِ والغِواية.

ـ ثالثًا: أَنْ يكونَ ـ في العمومِ ـ ممَّنْ يُعرَفُ بالأخلاقِ الفاضِلةِ، يتميَّزُ بحُسنِ السِّيرةِ والسُّلوكِ، بمعنَى أَنْ يكون مِنْ أهلِ الإخلاصِ والصِّدقِ والحِلم والأناةِ والشَّجاعةِ في الحقِّ، والتَّواضُعِ لإخوانِه وعدمِ التَّعالي والتَّعالُمِ عليهم والكِبرِ بالبَطَرِ على الحقِّ وغَمْطِ الخَلْق، وأَنْ يكون مُتَّصِفًا بالأمانةِ والمُناصحةِ وحُبِّ الخير للغير والحرصِ عليه وعدمِ الخيانةِ لهم وكراهةِ عنَتِهم، فكما لا يألو أخاه نصحًا فلا ينصَحُه ولا يشيرُ عليه إلَّا بِما فيه طاعةٌ لله ورسولِه، وفيه صلاحٌ له في أُخراهُ أو دُنياهُ، أو فيه صلاحٌ لأمَّتِهِ، وأَنْ يتَّصِفَ ـ أيضًا ـ بِحُبِّه الخيرَ للمسلمينَ كما يُحِبُّه لنفسِه، والرَّحمةِ بهم والحياءِ والرِّفقِ في الأمرِ كُلِّه، وأَنْ يَنصرَ إخوانَه في حَضرتِهم وغِيابِهم ويَذُبَّ عن أعراضِهم، وأَنْ يتحلَّى بالصَّبر والتَّسامحِ والعفوِ والعدلِ والاعتدال، وغيرِها مِنَ الأخلاقِ الفاضلةِ الَّتي نوَّهَ بها القرآنُ الكريم، الَّتي وصَفَ اللهُ تعالى بها نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كقولِه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ٤﴾ [القلم]، وقولِه تعالى: ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ ١٢٨﴾ [التَّوبة].

ويمكنُ أَنْ أسوقَ بعضَ النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ الدَّالَّةِ ـ في جُملتِها ـ على هذه العناصرِ السَّابقةِ، مثلَ قولِه تعالى: ﴿فَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيۡءٖ فَمَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٣٦ وَٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمۡ يَغۡفِرُونَ ٣٧ وَٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣٨ وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡيُ هُمۡ يَنتَصِرُونَ ٣٩﴾ [الشُّورى]، وقولِه تعالى: ﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ ١٥٩﴾ [آل عِمران]، وقولِه تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٢٧﴾ [الأنفال]، وقولِه تعالى في صفة المُتَّقِين وجزائهم: ﴿وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ ١٣٣ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٣٤ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ١٣٥﴾ [آل عِمران]، وغيرِها مِنَ الآياتِ القرآنيَّةِ؛ أمَّا الأحاديثُ النَّبويَّةُ فكثيرةٌ ـ أيضًا ـ مثل قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا
تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ»(١)، ويُرشِدُ الحديثُ إلى أنَّ المُصاحبَةَ والمُؤاكَلةَ تتقيَّدُ بالإيمانِ المُتضمِّنِ للتَّقوى بالتَّحلِّي بالطَّاعات والخُلُقِ الحَسَنِ والتَّخلِّي عن المَعاصي والرَّذائل، بمعنَى أَنْ يكونَ صاحِبَ دِينٍ قويمٍ ويتَّصِف بتقوَى الله المُستلزِمةِ للخوفِ منه وتعظيمِه، ويتحلَّى بخُلقٍ حسَنٍ، وعَقلٍ سلِيمٍ يَعقِله عن الانحرافِ والانجرافِ وراءَ الهوى والشَّهواتِ والشُّبُهات: فلا يُصاحِبُ أهلَ البِدَعِ والمَعاصي ولا ضُعفاءَ العقلِ والشَّخصيَّةِ، فإنَّ الدِّينَ والتُّقى والخُلُقَ هي أساسُ كُلِّ صلاحٍ وعِمادُ كُلِّ فلاحٍ ومفتاحُ كُلِّ نجاحٍ؛ ولهذا قال صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في شأنِ المرأةِ الَّتي ينبغي على الرَّجلِ أَنْ يختارها صاحبةً له في حياتِه ـ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ... فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»(٢)، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في مُقابِلِ ذلك ـ لأولياء المرأةِ: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ..»(٣).

هذا، وممَّا يُلازِمُ الإيمانَ والصِّدقَ والأخلاقَ الفاضلَةَ: صفةُ الأمانةِ الَّتي هي مِحْوَرُ الدِّينِ وامتحانُ ربِّ العالَمِين، وهي إحدى الصِّفاتِ الواجبِ توافُرُها في المؤمنِ؛ قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ﴾ [المؤمنون: ٨؛ المَعارِج: ٣٢]؛ وهي مِنْ أهمِّ الصِّفاتِ الَّتي يَبني عليها علاقتَهُ الأخوِيَّةَ وصُحْبتَهُ ومودَّتَه، ولا تَقتَصِرُ الأمانةُ في أضيَقِ معانيها وهو حِفظُ الودائعِ المعهودةِ عند النَّاسِ وأداؤُها إلى أصحابها، بل إنَّ حقيقَتَها في دِينِ الله أعظمُ وأثقلُ، فيدخل فيها كُلُّ ما استُحفِظَ عليه العبدُ مِنْ حقوق الله أو حقوقِ العِباد، فهي الفريضَةُ الَّتي يتواصَى المسلمونَ برِعايَتِها ويستَعينونَ بالله على حِفظِها، وجاءَ في حديثِ أنسٍ رضي الله عنه ما يؤَكِّدُ ذلك حيثُ قالَ: «قَلَّمَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ»(٤)؛ وفي مَعرِضِ شرحِ الآيَةِ السَّابقَةِ عن الأمانةِ والعهدِ، قالَ السِّعديُّ ـ رحمه الله ـ ما نصُّه: «أيْ: مُراعون لها، ضابِطون، حافِظون، حَريصونَ على القيامِ بها وتنفيذِها، وهذا عامٌّ في جميعِ الأماناتِ الَّتي هي حقٌّ لله، والَّتي هي حقٌّ للعبادِ؛ قالَ تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُ﴾ [الأحزاب: ٧٢]؛ فجميعُ ما أَوجبَهُ الله على عبدِه أمانةٌ، على العبدِ حِفظُها بالقيامِ التَّامِّ بها، وكذلك يدخُلُ في ذلك أماناتُ الآدميِّينَ، كأماناتِ الأموالِ والأسرارِ ونحوِهما، فعلى العبدِ مُراعاةُ الأمرَيْنِ وأداءُ الأمانَتَيْنِ؛ ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا﴾ [النِّساء: ٥٨]؛ وكذلكَ العهدُ يَشمَلُ العهدَ الَّذي بينَهم وبين ربِّهم والَّذي بينهُم وبَيْن العبادِ، وهي الالتِزاماتُ والعُقودُ الَّتي يعقِدُها العبدُ، فعليهِ مُراعاتُها والوفاءُ بها، ويحرُمُ عليهِ التَّفريطُ فيها وإهمالُها»(٥).

وقَد يَرِدُ إخلالٌ بالأمانةِ على وجهِ الخيانةِ في الفَتوى والنُّصحِ والمشورَةِ كما جاءَ في قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «وَمَنْ أَشَارَ عَلَى أَخِيهِ بِأَمْرٍ يَعْلَمُ أَنَّ الرُّشْدَ فِي غَيْرِه فَقَدْ خَانَهُ»(٦)، ولأنَّ «المُستَشارَ مُؤتَمَنٌ»(٧) كمَا أَخبرَ عنه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأَخبرَ ـ أيضًا ـ عن رفعِ الأمانةِ مِنَ القُلوبِ على مَا جاءَ في الحديثِ المشهورِ بقولِه: «خَيْرَكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ـ قَالَ عِمْرَانُ: فَلَا أَدْرِي أَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قَرْنِهِ مَرَّتَيْنِ أو ثلاثةً ـ ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يُوفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ»(٨)، ولقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا يَبْقَى مِنْهُ الصَّلَاةُ»(٩)، والكلامُ عن الصِّفاتِ الحسنةِ وما يُضادُّها قد يطولُ ولا يكفي المَقامُ لتَعدادِ بعضِها فضلًا عن إحصائها وبسطِها.
هذا، وباختصارٍ يُعرَفُ الصَّاحبُ المختارُ بمِعيارٍ دقيقٍ ذكَرَه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في تحديدِ شخصيَّةِ المرءِ بمَعرفةِ جَليسِه في قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»(١٠)، لأنَّ الصَّاحبَ ساحبٌ، والمرءَ مؤثِّرٌ ومتأثِّرٌ، ويدلُّ على تأثيرِ الجليسِ على جليسِه قولُه تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ٢٧ يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا ٢٨ لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا ٢٩﴾ [الفرقان]؛ وفي مَعرِضِ شرحِ الحديثِ السَّابقِ قال الخطَّابيُّ ـ رحمه الله ـ: «مَعْناهُ: لَا تُخَالِلْ إلَّا مَنْ رَضِيتَ دِينَه وأمانتَه؛ فإنَّك إذا خالَلْتَه قَادَك إلى دِينِه ومَذْهَبِه، ولا تُغرِّرْ بِدِينِك ولا تُخَاطِرْ بنَفْسِك فتُخَالِلَ مَنْ ليس مَرْضِيًّا في دِينِه ومَذْهَبِه؛ قال سُفيانُ بنُ عُيَيْنةَ: وقَدْ رُوِيَ في هذا الحديثِ: انْظُرُوا إلى فِرْعَوْنَ: معهُ هامانُ؛ انْظُرُوا إلى الحَجَّاج: معه يَزِيدُ بنُ أبي مُسلِمٍ: شَرٌّ منه؛ انْظُرُوا إلى سُلَيْمانَ بنِ عبدِ المَلِكِ: صَحِبَهُ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ فقَوَّمَهُ وسَدَّدَه؛ ويُقالُ: إِنَّ الخُلَّةَ(١١) مأخوذَةٌ مِنْ تَخلُّلِ المَوَدَّةِ القَلْبَ وَتَمكُّنِها منه، وهي أعلَى دَرَجِ الإِخاءِ؛ وذلك أنَّ النَّاسَ ـ في الأصلِ ـ أجانبُ، فإذا تَعارَفُوا ائْتَلَفُوا فهُمْ أَوِدَّاءُ، وإذا تَشاكَلُوا فهُمْ أَحِبَّاءُ، فإذا تَأكَّدَتِ المَحَبَّةُ صَارَتْ خُلَّةً»(١٢).

ويُضافُ ـ إلى هذه النَّصيحةِ النَّبويَّةِ والإرشادِ الوجيهِ في اختيارِ الأصحابِ والجُلَساءِ ـ ما ضرَبَه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مثالًا للجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ، حيثُ قال: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ؛ فَحَامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً؛ وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً»(١٣).

ويُعرَفُ الصَّاحبُ الصَّالحُ المختارُ بالاختبارِ بما سَبَقَ ذِكرُه، مِنْ خلالِ سِيرَتِه وسُلوكِه ومواقِفِه، فالمواقفُ تعكِسُ الرَّجلَ على حقيقتِه وتُفصِحُ عن باطنِه، ذلك لأنَّ الصَّاحبَ قد يكون ـ في وقتِ الرَّخاءِ والسُّكونِ ـ مثاليًّا يُقتدَى به في دِينِه وأخلاقِه فلا يظهرُ على حقيقتِه، لكِنْ قد يَنقلِبُ عن حالتِه الأولى ويتغيَّر إلى أسوإِ صورةٍ في وقتِ الشِّدَّة أو بسببِ غضبٍ دنيويٍّ أو إذا ما تعرَّضت مصالحُه للضَّياعِ والتَّفويتِ، وكذلك إذا جاءته المُغرِيَاتُ الَّتي لا صَبْرَ له عن فِتنَتِها فتُؤثِّرُ على مواقفِه وتحرفها بل تجرفها، فيستطيعُ السَّلفيُّ أَنْ يميِّزَ بين مَنْ له ثباتٌ في الدِّينِ وحِفظِ السُّنَّةِ وصلابةٌ قويَّةٌ في المنهجِ في مواطنِ البلاءِ ومزالقِ الأقدام، فيتَّخذُ الموقفَ السَّليمَ ويَثبُتُ عليه، أم أنَّهُ يتذرَّعُ بالظُّنونِ والتَّخمينِ والإرجافِ والتَّخويفِ والنُّكولِ وغيرِها مِنَ الذَّرائِعِ، لئلَّا ينكشِفَ وتظهَرَ مِنهُ بوادِرُ التَّمييعِ والرَّخاوةِ والانبطاحِ والذَّوبان، لذلك يتلَوَّنُ في المواقفِ أو يُنافِقُ بحسَبِ حالِه ومصالحِه ومعارِفه، فقد يكبُر الصَّاحبُ في عينَيِ السَّلفيِّ حالَ الرَّخاءِ والسُّكونِ، لكِنْ يصغُر في عينَيْهِ حالَ الشِّدَّةِ والغضبِ والمواقفِ الحرِجَةِ، وهو مُشاهَدٌ معلومٌ في السَّاحةِ الدَّعويَّةِ وغيرها؛ نسأل اللهَ الثَّباتَ على دِينِه والاستقامةَ عليه، وأَنْ يَرحَمَنا ويَعصِمَنا بتوفيقه مِنَ الوقوع في ذلك.

ويُعرَفُ ـ أيضًا ـ الصَّاحِبُ الصَّالحُ مِنْ غيرِه مِنْ خِلالِ هذا الطَّرحِ والتَّساؤُل: فهل يحفظُ ما افترَضَهُ اللهُ عليه مِنْ عبادةٍ؟ وهل يحفَظُ النَّفسَ والأموالَ والأعراضَ؟ وهل يؤدِّي الحقوقَ إلى أهلِها ومُستحِقِّيها ويُسنِدُ الأعمالَ والأمورَ إلى أهلها وأَكْفائها مِنْ أهل القُوَّةِ والأمانة، وهل يُلقي الدُّروسَ ويُعطي العُلومَ والمَعارِفَ ويُؤدِّيها بعلمٍ نافعٍ وبإخلاصٍ وصِدقٍ على أكمَلِ وجهٍ دونَ تحريفٍ أو تغييرٍ أو ابتغاءِ مَنزلةٍ أو شُهرةٍ ونحوِ ذلك؟ وهل هو أمينٌ مأمونٌ على الأمانات عمومًا وعلى الأسرارِ خصوصًا بجميعِ أشْكالها وأنواعِها دعويَّةً أو عائليَّةً أو زوجِيَّةً أو مِهَنيَّةً أو غيرها، يحفظُها ولا يُفْشيها، أم أنَّه غيرُ مأمونٍ؟ وهل يحفظُ حواسَّهُ وجوارحَه وأفعالَها مِنْ: سمعٍ وبصرٍ ولمسٍ وكلامٍ وبطشٍ ومشيٍ ونحوِها عن محارمِ الله ومعصِيَتِه أم يتسمَّع الحرامَ ويستَرِقُ السَّمعَ، وينظُرُ ويستَرِقُ النَّظرَ إلى ما لا يجوزُ النَّظرُ إليه،
ويكذِبُ بِلسانِه ويخونُ ويُفحِشُ ويفتَري؟ وهل يُقدِّم مصالِحَه ودُنياهُ على آخِرتِه؟.

وقد يعرِفُه بالجوار وبمُرافَقتِه في السَّفَر وبالمعاملةِ بالدِّينار والدِّرهم وبالائتِمانِ، فقد «شَهِدَ رجلٌ عند عُمَرَ بنِ الخطَّاب رضي الله عنه بشهادةٍ فقال: «ائْتِني بمَنْ يعرفك»، فأتاه رجلٌ فأثنى عليه خيرًا، فقال له عمرُ رضي الله عنه: «أنت جارُه الأدنى الَّذِي تعرف مُدخَلَه ومُخرَجَه؟» قال: «لا»، قال: «فكُنتَ رفيقَه في السَّفر الَّذي يُستدَلُّ به على مَكارِمِ الأخلاق؟» قال: «لا» قال: «فعامَلْتَه بالدِّينارِ والدِّرهمِ الَّذي يتبيَّن به ورعُ الرَّجل؟» قال: «لا»، قال: «أظنُّك رأَيْتَه قائمًا في المسجد يصلِّي يخفض رأسَه طورًا ويرفعه، له زمرةٌ بالقرآن؟» قال: «نعم»، قال: «اذْهَبْ فلستَ تعرفه»، فقال مرَّةً: «أنت القائلُ ما لا تعلم»، ثمَّ قال للرَّجل: «اذهَبْ فائْتِني بمَنْ يعرفك»»(١٤).

هذا، وقد تكونُ الصُّحبَةُ مبنيَّةً على رأيٍ عنتريٍّ مفروضٍ مِنْ طالبِ علمٍ غيرِ مشفوعٍ بحجَّةٍ شرعيَّةٍ ولا عقليَّةٍ، يريدُ أَنْ يجعلكَ صاحبًا، فتراهُ يُسدِي إليك معروفًا، ويُلزِمُك ـ بنرجِسيَّتِه ـ بطريقَتِه أو أحكامِه ونموذَجِه المُرسَلِ العاري عن دليلٍ، وغرضُهُ ـ في كُلِّ ذلكَ ـ ليسَ لله وإنَّما للزَّعامَةِ والسَّيطرَةِ على إخوانِه لتكثيرِ سوادِه بهم والاستحواذِ عليهم، فهذه الصُّحبَةُ لا صلاحَ فيها ولا فلاحَ، لأنَّ لهذا الصَّاحِبِ نزعةً تسلُّطيَّةً واستيلائيَّةً تهدِفُ إلى فرضِ رأيهِ وموقفِه والسَّيطرةِ على النَّاس بحقٍّ أو باطلٍ.

وقد تكونُ الصُّحبةُ مَبنيَّةً على مصلَحةٍ دُنيويَّةٍ، لا علاقةَ للصَّاحبِ فيها بأمورِ الدِّين والدَّعوةِ إلَّا في الظَّاهرِ، وإنَّما غرضُه ـ في ذلك ـ هو أَنْ يتَّخِذَك مطيَّةً مُسخَّرةً للتَّعرُّفِ على معارفِك، أو سُلَّمًا للوصولِ إلى تحقيقِ مآربِه منك وتحصيلِ مصالحِهِ وحاجياتِه، ولا يخفى أنَّ صُحبةَ المصالحِ آنيَّةٌ غيرُ دائمةٍ، ومنافعَها أُحاديَّةُ الجانبِ غالبًا، إذ لو نَفِدَتْ مصالحُه منك وزالَت ترَكَك، وانتقل إلى أهلِ بُغيتِه ومصلحتِه ولو كان مِنَ الطَّرَفِ المُعادي لأهل الحقِّ، إذ لا قَصْدَ له في نُصرةِ الحقِّ والدِّينِ والسُّنَّةِ إلَّا اتِّباعُ الهوى والمصلحةُ والمناصبُ ونحوُها، فنُصرَتُه للحقِّ ـ ظاهرًا ـ ليست للحقِّ، بل هي لهوَى نفسِه الدُّنيويِّ وغَرَضِهِ الفاسدِ، يدخلُ في بابِ قولِه تعالى: ﴿إِنۡ أُوتِيتُمۡ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُواْ﴾ [المائدة: ٤١]، وفي بابِ قولِه تعالى: ﴿فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ ٥٨﴾ [التَّوبة].

فهذه جملةٌ مِنْ معاييرَ يُعرَفُ ـ مِنْ خلالها ـ الصَّادقُ في صُحبتِه ويَتميَّزُ عمَّنْ يتظاهرُ بالصِّفات الحسنةِ السَّالفِ ذِكرُها أو العاري منها أو مِنْ بعضِها، أو مَنْ يسعى ـ فقط ـ لتَحقيقِ مصالحِه الشَّخصيَّةِ الخاصَّةِ، وصيانةِ حياتِه وحِفظِها.

والقولُ في صفةِ الصَّاحبِ المُختارِ هو نفسُ المعيارِ في اختيارِ الدُّعاةِ وتمييزِهم في مجال التَّعليمِ والدَّعوةِ إلى اللهِ، بل هذا أَوْلى وأحرى.

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١٤ مِنْ ذي القعدة ١٤٤٦ﻫ
المـوافق ﻟ: ١٢ مـايـو ٢٠٢٥م.


(١) أخرجه أبو داود في «الأدب» (٤٨٣٢) بابُ مَنْ يُؤمَرُ أَنْ يجالس، والتِّرمذيُّ في «الزُّهد» (٢٣٩٥) بابُ ما جاء في صحبةِ المؤمن، وأحمد في «مسنده» (١١٣٣٧)، مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه. وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧٣٤١).

(٢) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «النِّكاح» ‌‌باب الأَكْفاء في الدِّين (٥٠٩٠)، ومسلمٌ في «الرَّضاع» (١٤٦٦)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(٣) أخرجه التِّرمذيُّ في «النِّكاح» ‌‌بابُ ما جاء: إذا جاءكم مَنْ ترضَوْن دِينَه فزوِّجوه (١٠٨٤)، وابنُ ماجه في «النِّكاح» باب الأَكْفاء (١٩٦٧)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه؛ وأخرجه التِّرمذيُّ (١٠٨٥) مِنْ حديثِ أبي حاتمٍ المُزَنيِّ رضي الله عنه؛ وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٧٠).

(٤) أخرجه أحمد (١٢٣٨٣، ١٢٥٦٧، ١٣١٩٩، ١٣٦٣٧). وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٧١٧٩).

(٥) «تفسير السِّعدي» (٥٤٧).

(٦) أخرجه أبو داود في «العلم» ‌‌باب التَّوقِّي في الفُتيا (٣٦٥٧) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٦٠٦٨).

(٧) أخرجه ابنُ ماجه في «الأدب» (٣٧٤٥) مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه؛ وأخرجه ابنُ ماجه (٣٧٤٦)، وأحمد (٢٢٣٦٠) مِنْ حديثِ أبي مسعودٍ عُقبةَ بنِ عَمْرٍو الأنصاريِّ البدريِّ رضي الله عنه؛ وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٦٧٠٠).
(٨) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الأيمان والنُّذور» ‌‌بابُ إثمِ مَنْ لا يَفي بالنَّذر (٦٦٩٥)، ومسلمٌ في «فضائل الصَّحابة» (٢٥٣٥)، مِنْ حديثِ عِمرانَ بنِ الحُصين الخُزاعيِّ رضي الله عنهما.

(٩) أخرجه بهذا التَّمامِ الطَّبرانيُّ في «الكبير» (٨٦٩٩، ٨٧٠٠، ٩٥٦٢، ٩٧٥٤) مِنْ قولِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه؛ وذكَرَه الألبانيُّ مبعَّضًا مرفوعًا، وذكَرَ في «سلسلة الأحاديث الصَّحيحة» (٤/ ٣١٩) رقم: (١٧٣٩) أنَّ له طُرُقًا وشواهدَ أحال في تفصيلها على «الرَّوض النَّضير» (٧٢٦) كلاهما للألباني.

(١٠) أخرجه أحمد (٨٤١٧)، وأبو داود في «الأدب» ‌‌بابُ مَنْ يُؤمَرُ أَنْ يجالس (٤٨٣٣)، والتِّرمذيُّ في «الزُّهد» (٢٣٧٨)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه؛ وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٣٥٤٥).

(١١) هنا بضمِّ الخاء؛ قال تعالى: ﴿أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞ﴾ [البقرة: ٢٥٤]؛ قال الرَّازيُّ في «مختار الصِّحاح» (٩٦): «الخَلَّة بالفتح الخصلة، وهي ـ أيضًا ـ الحاجةُ والفقر؛ والخُلَّةُ بالضَّمِّ: الخَليلُ؛ يستوي فيه المُذكَّرُ والمؤنَّثُ لأنَّه ـ في الأصل ـ مصدرُ قولِك: خليلٌ بيِّنُ الخُلَّة والخُلُولة؛ وجمعُه خِلالٌ كقُلَّةٍ وقِلالٍ؛ والخِلُّ: الوِدُّ والصَّديقُ».

(١٢) «العُزلة» للخطَّابي (٤٦).

(١٣) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الذَّبائح والصَّيد» ‌‌باب المِسك (٥٥٣٤)، ومسلمٌ في «البِرِّ والصِّلة والآداب» (٢٦٢٨)، مِنْ حديثِ أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه.

(١٤) «قوت القلوب» لأبي طالبٍ المكِّي (٢/ ٤٤٧)، وانظر: «الحاوي» للماوَرْدي (١٦/ ١٨٠)، «المهذَّب» للشِّيرازي (٣/ ٣٨٦)، «نهاية المطلب» للجُوَيْني (١٨/ ٤٨٤).
قال ابن الجوزي عليه رحمة الله :-

( فإذا راهَقَ الصبي ؛ فينبغي لأبيهِ أن يزوّجه ..
والعَجَبُ مِن الوالد ؛ كيف لا يذكر حاله عند المراهقة؟! وما لقي وما عانى بعد البلوغ؟! أو كان قد وقع في زلة؟! فليَعلم أن ولده مثله..)

[ تنبيه النائم الغمر: ٤٣

ويقول الشيخ العثيمين رحمه الله:
سمعت أن بعض الآباء الذين نسوا حالهم حال الشباب، إذا طلب ابنه منه الزواج قال له : تزوج من عرق جبينك .

وهذا غير جائز وحرام عليه إذا كان قادراً على تزويجه ، وسوف يخاصمه ابنه يوم القيامة إذا لم يزوجه مع قدرته على تزويجه

فتاوى أركان الإسلام : (440-441)
-🕯🥥°°

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

" ‏مهمـا عملت من اﻷعمَـال الصالحة لا تُعجب بعملك.

‏فعملك قليل بالنسبَـة لحـقِ الله عليك ".

📜 : [شرح رياض الصالحين 1/575]
_
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
توفي قبل قليل سماحة المفتي العام للمملكة
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
رحمه الله وغفر له وأخلف الأمة كل خير
🍒 سُنة مهجورة : قول 👈 " أحسنت "
▫️من السُنة أن يقول المعلم لتلميذه 👈 ( أحسنت )
إذا أتقن ما علَّمه إياه ، قال ابن مسعود رضي الله عنه :
( قرَأتُ على رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فقال أحسَنتَ ).

[📗 صحيح البخاري ( ٥٠٠١) ].
••●◆❁ #القيِّم ❁◆●••

" قال العلامة ابن القيِّم "
" رحمـہ #اللـہ تعالـﮯ "

" والمُبارك من النّاسِ
أيْنَما كان؛ هو الذي
يُنتفع بِهِ حيثُ حَلَّ " ٠

••●◆❁◆●••

[📚زاد المعاد (١٢٦/٤)]

••●◆❁◆●••

#اللهمَّ أجعلنَا مُبارِكين
أينَ ما حلَّت خُطانَا ٠

••●◆❁ #القيِّم ❁◆●••
2025/10/25 18:55:59
Back to Top
HTML Embed Code: