Telegram Web Link
‏"اللطف والصرامة يجب أن يكونا وجهين لذاتك، ففي الناس دناءة تدفهم إلى استغلال الليّن، وإيذاء الحييّ، واستغباء المتغافل، واستضعاف من يدفع بالتي هي أحسن؛ لذا يجب أن تفرق معهم بين موجبات لطفك، وضرورات حزمك الرصين منزوع الفظاظة، القادر على وضع الأمور في نصابها دون فقدان احترامك المعهود".
‏"ليس لك حول ولا قوة إلا بالله، وكل ما أنت فيه بتوفيقه، وما الأسباب إلا وسيلة لتزيدك يقينًا بأنه وحده المُسبب، فإن تعجبت من إنسان لا يملك قدراتك ولا شهاداتك ولا حتى سعيك وإصرارك، ومع ذلك بلغ ما لم تبلغه؛ فذلك بُرهانك على ألا تغتر بنفسك، لأنك لن تبلغ شأنك إلا بفضله سبحانه".
"مسرّات الآخرين وانفراج كرباتهم، نافذة أمل سماوية يستبشرُ المرء منها خيرًا، تهمسُ في قلبه: ألّا تبتئس، وأن الله قادرٌ على أن يُبدّل حالك في طرفةِ عين، تُطمئنه أن الدور آتيه، لأن دوام حال الشدة من المحال".
«الضمير المرتاح غالبًا ما يكون دليلًا على ضعف الذاكرة!».
‏”لست مضطراً للشرح دائماً، بعض الفهم لا يأتي من التفسير، بل من المحبة والتقدير، فإن غابا صار شرحك هباء".
"قد لا يظهر تعبك النفسي على شكلك أو كلامك، لكنه يَبِين في قراراتك، فتجدك ترفض فرصاً، وتعزل نفسك،وهو بما يسمى علمياً بالاستجابة الانسحابية: وهي آلية دفاع يختارها الدماغ إذا شعر بالاستنزاف، وقد لا تشعر أنت بذلك!".
في علاقاتك: اخلق مسافة تحول دون الملال، فرياح الوجد ورغبة الإياب تهب في تلك المساحة الفاصلة بينكما.
‏ما أكثر ما يعزم المرء على الشيء وتتوجّه همّته إليه، ثم يجد نفسه منصرفة عنه بلا سبب ظاهر له!
‏وإنما صرفه الله عنه وحال بينه وبينه، لحكمة يعلمها سبحانه، كما قال تعالى: ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾.
‏ولذلك لمّا قيل لبعضهم: بم عرفت الله؟ قال: ‌بنقض ‌العزائم!

د.عبدالرحمن قائد
‏”كما أن الحسنة تمحو السيئة، فالسيئة قد تمحو الحسنة؛ لقوله تعالى: {أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} ولقوله: {ولا تبطلوا صدقاتكم} ولحديث عائشة في قولها لأم زيد بن أرقم حينما تبايع بالعينة: «أخبريه أنه أبطل جهاده مع رسول الله ﷺ إن لم يتب» وهذا أمر يغفل عنه كثير من الصالحين فضلاً عن العامة، فيفعل الحسنة ويقع في الحرام وهو مطمئن، ويظن أن الطاعات باقية”.
إذا كانت الراحة التامة وعدم بذل أي مجهود أحد أسباب السآمة والملل، فما هي السعادة إذاً؟
تبصّر بكل خطيئة وشر وفساد، ستجد أن الأنانية هي حجر الأساس لذلك الفعل!

فهي من جعلت قابيل يقتل أخاه ‏﴿وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ابنَي آدَمَ بِالحَقِّ إِذ قَرَّبا قُربانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِما وَلَم يُتَقَبَّل مِنَ الآخَرِ قالَ لَأَقتُلَنَّكََ﴾، وهي من منعت إبليس من السجود لآدم فاستكبر وطرد (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )، وهي من جعلت إخوة يوسف يكيدون له ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾، وهو سبب تعنت الملأ من بني إسرائيل حين أخبرهم نبيهم ﴿إِنَّ اللَّهَ قَد بَعَثَ لَكُم طالوتَ مَلِكًا قالوا أَنّى يَكونُ لَهُ المُلكُ عَلَينا وَنَحنُ أَحَقُّ بِالمُلكِ مِنهُ وَلَم يُؤتَ سَعَةً مِنَ المال﴾.
"يرفل المرء بين النعم الحاصلة والنعم المنتظرة والنعم التي لم يشعر بها!".
"متى يَعلمُ الإنسان أن جرحه قد ابترد وأضيف إلى رصيد حكمته؟

إذا مرّ به عابر أو وكزه طيف تذكر ولم يتألم .. حينها يعلم".
الندمُ عتاب النفس؛ وكما أن كثرة العتب تدمر صلتك بالناس فكذلك يصنع الندم وكثرته مع نفسك.
‏“لو كان حسن اختيار الزوج بصفاء النية وطهرية قلب المرأة لما تزوجت آسيا من فرعون.

‏ولو كان اختيار الزوجة الصالحة بحكمة الرجل وعقله لما تزوج نوح ولوط عليهما السلام من خائنتين للحق.

‏ولو كان صلاح الابن أو فساده بسبب الأب لما أنجب آزر خليل الرحمن ولا غرق ابن نبي من أولي العزم مع الكَافِرين.

‏ولكنها ابتلاءات آخذ بعضها برقاب بعض، "وبشر الصابرين"، "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
‏⁧ ابن تيمية⁩ -رحمه الله- معدود في أذكياء العالم، وحذاق الدنيا، وبلغت مصنفاته نحو ٥٠٠ مجلد، كما يقول الذهبي.
‏كيف بلغ هذه المرتبة؟ وكيف كان حاله مع الذكر والدعاء؟
‏١-يقول عن نفسه: "لا أترك الذكر إلا بنيّة إجمام نفسي وإراحتها، لأستعد بتلك الراحة لذكرٍ آخر".
‏ويقول عن ورده بعد صلاة الفجر: "هذه غدوتي، ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي".
‏٢- وكان كثير الدعاء، ويلهج كثيرا بـ "اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني".

د.عبدالعزيز الشايع
‏"لا ينفك الإنسان يسعى وراء أمورٍ وأهدافٍ وغاياتٍ، يظنُّ أنَّ سعادته فيها، وأنَّ بلوغَه إياها إشارةٌ إلى بهجة لا تنتهي، وما إن يُحقِّق ما يريد، حتى يشعُر بالمللِ، ويبحث عن هدف جديد!

‏هذا ما جعل برنارد شو يقول: ”هناك مأساتان في الحياة: الأولى في عدم الحُصول على ما نتوقُ إليه، والأُخرى، في الحُصولِ عليه!“.
أوجد الله في خلقه شعور النفور من الإلحاح بين بعضهم؛ ليختص به نفسه، ولا يفتقر عباده إلا إليه.
موعد وفاتك محدّد مسبقًا، ومنذ وقت بعيد جدًا. المال الذي سيودع في حسابك في الأسبوع الثالث القادم. الفكرة الحلوة التي ستسحرك بجمالها بعد أيام، ولا تعرف مصدرها. الصديق الذي لم يودعك ولم يرجع. المكتب الجميل التي اشتراه لك والدك بعد تفوقك في الصف الخامس، والذي يشبه هديتك أنت لولدك بعد بضع سنين. الكتاب الذي سيبهرك بعد أن تعثر عليه في مكتبة نائية وبسعر زهيد. التعب الذي سيلاحقك بضعة أشهر بعد سنتين ونصف. الاسم الحلو لحفيدك الثاني. ملامح الرجل الخلوق الذي سينتقل لاحقًا للسكن في المنزل المجاور. ترددك الطويل والمرهق في القبول بفرصة عمل. طموحاتك التي ستتأخر كثيرًا ، ثم لن تحدث. كل ذلك محدد مسبقًا بأدقّ التفاصيل التي لن تخطر ببالك، حتى هذه الكلمات التي تطالعها الآن -ربما وأنت تهرول لتلحق بموعد سيفوتك حتمًا- قد قدّر لك قبل أن تتعلم القراءة أصلًا. وهكذا .. فلا مفرّ من اليقين والتسليم المستكين بأنه «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ»، لأن «الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ». لا أعرف عزاءً دائمًا ولا مواساةً كاملةً أعظم من ذلك!
2025/10/22 16:25:05
Back to Top
HTML Embed Code: