لو يرى الميت أحوال معارفه وأحبابه في الصدقة عنه، مابين ممسكٍ ومستكثر وغافل، وغير واجد، لتمنى أن يُعاد ويتصدق عن نفسه بنفسه، ويكرمها عن تذكُّر الناسي، وقتر الشحيح، ومنة الوارث.

ليلة وترية مرجوة فجد على نفسك.

‏"يضيق صدر الإنسان حين يُسلب منه شيء، فينشغل بفقده حتى يُخيَّل إليه أن الحياة ضاقت كلها معه، ويبقى يراقب أيامه من نافذة الفقد، مترقبًا أن يأتيه العوض على صورة ما ذهب، غافلًا عن أن الله إذا أراد أن يُعطي، أعطى من حيث لا يتوقع، وبما هو أنفع وأبقى".

تقبل الله طيباتكم، وأذاقكم نعيم دعواتكم، وجعل عيدكم مباركاً هانئاً.

أما قول السائل: ما السبب في أن الفَرَج يأتي عند انقطاع الرجاء عن الخلق؟
‏فيقال: سبب هذا تحقيق التوحيد، توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية.

‏ابن تيمية

‏"ما ظُلِّلت الأشياء بالجمال بمثل ما تهبه لها المسافة .. المسافة رادمة للمعايب، ومكمِّلة لما غاب بالجلال".

‏"الآخرون ليسوا مسؤولين عن عتمة مزاجك، ولا فوضى مشاعرك، ولا عن احتواء غضبك، ليسوا أوعية مهيأة لامتصاص ما تفيض به من انفعالات، فإن سقيتهم مرارة نفسك فلا تندهش إن أذاقوك منها؛ كن سيد مشاعرك، رتّب فوضاك، طهر نواياك، قبل أن تُقبل على التعامل معهم، أو ابتعد إلى أن تستعيد رشدك".

‏لم كان المؤمن يُدْرِك بحسن خلقه ‌درجة ‌الصائم القائم، كما في الحديث؟
‏‌‌ذكر بعض أهل العلم أن الصائم والقائم يجاهدان نفسيهما في مخالفة الهوى، وأما من يحسن خلقه مع الناس مع تباين طبائعهم وأخلاقهم فكأنه يجاهد أنفسًا كثيرة، فأدرك ما أدركه الصائم القائم، فاستويا في الدرجة، وربما زاد.

د.عبدالرحمن قائد

الإنسان إما أن يتجاوز أو يسلى.

‏السلوان .. يأتي مع مرور الوقت
‏التجاوز .. يأتي مع حضور الوعي

‏ومن طرائق التجاوز :
‏هجر العوائد و قطع العوالق ووضع العوائق و طرق البدائل.

بمعنى أن :
‏- تهجر عاداتك معه
‏- تقطع ما يذكرك به
‏- تضع حواجز بينك وبينه
‏- توجد بدائل من الأعمال والأشخاص فتنشغل بما تحب مع من تحب.

ياسر الحزيمي.

‏ ﴿وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾.

غاية الطمأنينة!

مايقض مضجع الكثير في هذا العصر ليس الخوف من الفشل، بل الخوف من الفوات، أن يفوته ماحصل عليه الآخرون، ألا يملك ما يملكون، ألا يكون مثلهم!

هذا اللهث سلب الطمأنينة والرضا والقناعة!

قد يبتليك الله بوضع الرغبة فيك تجاه شيء معين، ثم يمنعه عنك أو ينزعه منك، أو كره شيء معين ثم يقربه إليك، وهذه الرغبة والكراهة هما المحك لاختبار قلب العبد في الصبر والرضا، ولك في قصة أصحاب السبت المثل!

‏البخيل قد يبرر بخله بالزهد، والمسرف قد يبرر إسرافه بالكرم، والحاقد قد يدّعي أنه ناقد، والجبان قد يزعم أنه حكيم، تستطيع أن تخادع الآخرين وتبرر كل صفاتك السلبية، لكن تذكّر أن المعيار عند الله ليس ما تتعذر به، بل ما تخفيه في ضميرك {بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره}.

د.نايف بن نهار

هل السعادة تأتي عن طريق الشعور وطريقة التفكير، أم عن طريق المحسوس والملموس؟

لماذا نتخفف من الأصدقاء كلما كبرنا؟

نتخفف من الأصدقاء مع مرور الأيام لأن هذا مصداق النضج، ومن حنّكته التجارب قاس ما حضر على ما فات.
ونتخفف لأننا نصير في هذا العمر أقل طاقة على المجاملات والمداراة؛ فلا نحفل كثيرًا بما فات من العلاقات.
ونتخفف لأننا نبيت أكثر تركيزًا على استثمار العمر مع تآكله وتناقص بقاياه، ولهذا ننصرف عن القيل والقال ومجالسها.
ونتخفف لأن المرء في بواكير عمره له أفكار خيالية عن الناس وطيبتهم ووفائهم، هذه الأساطير تتحطم على صخور المواقف في كل مرة.
ونتخفف لأن الآدمي في هذا السنّ قد حدد مساره، فالتيه الشبابي عامٌ يشمل التعلم والتعلق، والآن ضاق وقت التجربة من جديد.
ونتخفف لأننا نصبح أكثر تحسسًا ولو أنكرنا، تضعف أجسادنا فتضعف أرواحنًا تبعًا لها، فلا قدرة لنا على المشقّات المادية والمعنوية.
ونتخفف لأن نصيبنا من الوفاء يتفرق في أمّةٍ وقت الشباب، ونحصّله تامًا مجموعًا في بضعة أفراد إذا جاوزنا تلك المرحلة؛ فبمثل هؤلاء نستغني، ولمثل هؤلاء نعيش.

‏"ومن تمام حسن الظن بالله، أن يستقر في قلبك أنه لا خير لك في شيءٍ مُنِعتَ عنه، وأن رحمة الله بالحرمان لا تقل عن رحمته بالعطاء".

المؤمن بالقدر يتقلب في بحبوحة الرضا ويتوسد الطمأنينة، لا تفزعه النوائب، ولا تضطرب منها نفسه، ولا يقلق من انقباض الرزق ولا يأسف على فواته؛ ليقينه بأن كل شيء بقدر! وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.

قد يمتلئ البعض بالاستقرار النفسي لا لوجود بيئة داعمة ولا علاقات صحية، بل لحكمته ومعرفته بنفسه وأين ومتى يضعها، فينجو بذلك من كثير من المواقف والخيبات.

‏تولد الثقة مع الجهل أكثر مما تولد مع المعرفة.
‏- تشارلز داروين

‏"فالأشخاص الذين يفتقرون إلى المعرفة أو الفهم العميق غالبًا ما يكونون أكثر ثقة في آرائهم وأحكامهم، بينما الأشخاص الذين يمتلكون معرفة أوسع يدركون مدى تعقيد الأمور، ويشعرون بالحذر والشك.

‏وهذا المفهوم أصبح يُعرف لاحقًا بـ تأثير دانينغ-كروجر، وهو انحياز معرفي يجعل الأشخاص ذوي الكفاءة المنخفضة يبالغون في تقدير قدراتهم، بينما يقلل الأشخاص الأكثر كفاءة من تقدير قدراتهم لأنهم يدركون ما لا يعرفونه.”

‏فالجهل يمنح صاحبه الراحة زائفة والشعور باليقين، بينما المعرفة تفتح الباب للشك والتفكير العميق"

‏"أستشعر الإجلال تجاه الذين لا يخشون من أن يوضعوا موضع إهمال، لأنّ كثيرًا من البشر لا يقوى على العيش من دون عنايةٍ ورعايةٍ، فإذا وُضِعوا موضع إهمال اهتزَّ أمانهم، وتعطَّلت أعمالهم، وتكدَّر صفاؤهم، وكأنّ قيمتهم مقترنة بمَن يعتني بهم".