تَراهم يقولون إنّ أبا الشّباب ليس منهم، ويُروّجون لذلك في الاتّجاه المُحاذي.
حسنًا، بهيٌّ هذا، ولكن هل ترجون (في وهدة أنفسكم) لغزّة أن تعتقله وتُقاضيه بهذه التُّهمة ؟
بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.

ومالي أرى مساجِدنا في محنة ورزيئة ؟
بلى، محنة دعويّة محضة؛ فإنّ المساجد، في هذه الحال العصيّة والشّكسة، لا تُمضي الحافَة الأصغر من خطابها الدّينيّ وذمّتها الشّرعيّة، ولا يتلطّط بذلك إلّا ساهٍ أو جهولٌ أو أو مَعِكٌ أو منتفِع، ولا يوجد فكّ لهذه الجائحة إلّا بَوساطة الرّؤى الحصيفة، والفكر الألمعيّ، والشّباب المبصِر والمُعمل عقله، في حين أنّ المشيوخاء والدّعاة والوعّاظ والخطباء تحصّلوا على مأذونيّتهم السّانحة وفرصتهم المديدة فأخفقوا، ويا للأسف، فيها إخفاقًا لاذعًا. بلى، إنّ بعضهم أفلح (بارك اللّه عليه) في ذلك، وامتَحَطَ مسجده من المأزق والحرج، لكنّ الأمثولة البليغة والحكمة العارمة في العموم وحده، وإنّما هو المكيال الّذي يكيل به النّحارير أمرًا رشدًا، فليُوسّعوا لغيرهم وسّع اللّه لهم سبيلًا إلى الهدى والجنان، واللّه المستعان.

لطالما ظننتُ قديمًا أوّل طلبي للعلم وفاتحته أنّ أولئك الّذين يتبدّى عليهم الالتزام الظّاهريّ هم أكثر النّاس احتواءً لعورة المسلم وذنبه، وهم أكثر الإنس دماثةً ورقّةً وحكمةً ونهى في التّعامل مع غيرهم حتّى وصلت إلى زمنٍ تهكّمت فيه من نفسي تهكّمًا شديدًا، ورأيت جهلي استطار منّي حتّى اثبأجّ، فإنّ كثيرًا من هؤلاء هم أكثر النّاس فجورًا في الخصومة، وأكثر النّاس تعييبًا وتقريعًا للمسلم وقتما يقع في المعصية دون السّتر عليه، بل إنّك لتجدهم يتربّصون له لفضحه، وإنّ الدّين من أخلاقهم السّافلة هذه براء، وأمّا الملتزمون بحقّ، فإنّك لتجد الواحد منهم أشدّ النّاس حرصًا على السّتر على أخيه المسلم وعورته حتّى في البغضاء والعداوة، وأكثرهم رقيًّا ودماثةً ولينًا وإحسانًا، حتّى إذا وصل إلى الخصومة ظلّ لسانه مهذّبًا لا يعرف للازدراء والشّتم والغلظة والتّطاول دليلًا، بل جاء بالذّلاقة مبيّنًا الخطأ، وإنّكم إن وجدتموني يومًا على ذلك مبتدئًا فيه فابصقوا عليّ غير معتذرين من ذلك، وهذا صكّ غفران لكم تحتجّون به عليّ يوم التّناد، واللّه المستعان.
الأستاذ نور الدين \ 10 كانون الأول 2019

كمُحاربٍ يسْتجيرُ (بفنطاس) الذِّكْريات ليستعيذ منْ شُواظٍ منْ اللَّهب، لكنّني، يا لِلأسف، دون (ذخيرةٍ) غير كبدِي والقَلم، هما مطيَّتي الّتي تطوف سباسِب هذا الكون، وزَوْرَقي الّذي يفلقُ لجج البحار، لكنّ خلْفي قراصنةٌ وزَّابُون يقبِصُونَ كلَّ سفينةٍ بغيًا، وأنا وابن جنبيْ (التَّعِس!) لا نصوم عن الرَّجا والآمال !
كمنافحٍ صنديدٍ يأوي إلى الذِّكريات؛ ليظلَّ على خطِّ الرُّؤى، ولا ينصاعُ للهلاك. كمُكافحٍ مِصدَامٍ لا يقتني غير لُبِّهِ والقِرطاس، فهلّا ارتَضَيتُم بهما، من فضْلِكُم، حِباءً من طيبِ خاطرٍ لا يُباع ؟
شيخ الكتابة نور الدين / 2020

إنّ سلوك السّلف الّذي يستقيم للحِجاج ما يتوالى على سلوكه الفقهاء دون جحيد منهم، ويروح متسلسلًا من خلال القرون، وإنّ ملمَح قرينته أنّه يمكن استجداء إتباع إليه في بعض هيئات الإجماع المبلم، لكن أن تمشي التّخطّيات الّتي في إرثنا الإسلاميّ من سلوكات السّلف، وهي الّتي كانت على الدّيمومة في الحواشي سبيلًا شُموليًّا نترجّل عليه، مع أنّها ما كانت سبيلًا شُموليًّا لهم، ولا كانت لمرتكبها عينه منهم، ثمّ تُوظّف توظيف السّرد الّذي يُبت به في مستقرّ الاحتجاج، فإنّما هي رزيئة كبرى واقعيّة !!!
ثمّ تنزيل مثل ذلك الارتكاب على أنّه سلوك مستتبٌّ من سلوكات السّلف عطبٌ فقهيٌّ ومسلكيّ واستقرائيّ وتقعيديّ وحجاجيّ أثيم جدًّا، فإنّه يُخلّي الغلطات صحًّا، والكبوات مناقب وفضائل، وإنّما في هذا تبديدٌ للشّرع طرًّا !!!
الأستاذ نور الدين / 2020

لذلك الّذي ضحّى قربانًا بلمّة من الخنازير وقطيعٍ من العير والسّهالب فتُقبّل منه قربانه، أتضرّع إلى اللّه أن يُبارك في يمينك، وأن يزكّيها.

(إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخوَيكم)

(ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوقِ الأرض ما لها من قرار)

إنّ من أشدّ البلاهات وأنكاها، وأكبر الفريات وأعتاها هي أن يقول أحدهم إنّ كلّ أحدٍ يمكن تعويضه !!!
ثمّ يأتي نفر من الأنانسيّ يبتغون رتق هذا البَله والعُته فيقول إنّ المجرّة يمكنها أن تتعطّل عند إنسيٍّ بعينه، وإنّ كلاهما في التّمثيل جلْعد !!!!
الأستاذ نور الدين 2019

You will always be sweet and innocent in my eyes, no one is like you.
Feldspar cannot rust.

أُحِبّ أن تمنعني المروءة لا الخوف.
- أحمد حساني.

إنّ أكثر شيءٍ يسير عند من لا يعرف هو الحديث عن العلم، وإنّ أعسره الحديث في العلم.
في حين أنّ من يعرف فإنّ أخفّ ما في الشّيء عنده القول في العلم، لكنّ القول عن العلم فلا يكاد ينزل في يَمّه إلّا وهو يلتمس منافِحه.
وعلى سيّ ذلك الأجزاء والعموم دائمًا، فإنّ الحديث في العلم جزئيّ والحديث عنه شموليّ، وإنّ المنابت والأرومات إجماليّة والأغصان والقضايا بعضيّة، لكن أين من يعرف ؟
الأستاذ نور الدين 2019

إنّ من مقوّضات الاكترابات والأشجان، وفرة الصّلاة على أحسن الأنام.

إنّ الفقه والمعرفة كسرة الوعي، وإنّ التّيمّن كسرة الوجدان، فألّبوا بين الكسرتين.

إنّني راجعٌ من يوم زاخرٍ بالإرشادات الخاوية، متمرّغٌ بالثّرى كأنّما أخرجني (الونش) من تحت أنقاض الحياة.
ضنيٌّ كأنّي أفرّ من قطّاع ومقصلة، فألوّح لأختي، فتحضر إليّ وفي يدها المجلوّة قليلًا من المُهدّئات، واحدة للألم الرّاسخ، وثانية لرفو أوتاري المتشنّجة، وثالثة... وعاشرةٌ لنزفٍ في موطنٍ لم تستطع كلّ التّرياقات تعطيله، فيهجع في آخر الطّيسل ساغبًا على الكدر والرّجاءات.
الأستاذ نور الدين / 2020

وفاة إمام المداخلة ربيع المدخلي.

محمّد بن شمس الدّين يتباكى على ربيع المدخليّ ويترحّم عليه (ولا حرج في ذلك شرعًا ولا عقبولة)، وهو الّذي كان يُهاجمه سابقًا ويُشنّر، وما زالت مقاطعه محفوظة، ثمّ يقول، الآن، إنّه عالم من علماء المسلمين، وله جهودٌ جسيمة في نصرة هذا الدّين، في حين أنّه عندما أهرقت دماء هنيّة السُنّي -وهو حافظ لكتاب اللّه يعلّم النّاس العقيدة ويعلّم ابن شمس عقيدة الجهاد- والّذي أفنى حياته في سجون قتلة الأنبياء وسبّابي محمّد بن عبد اللّه والجهاد في سبيله، ونحن لا نزكّي على اللّه أحدًا، لم تقبل نفسه التّرحّم عليه، وكان يراه ضالًّا لكنّه لم يكفّره !!!
هل قبلت نفسك التّرحم على من بدّد الأمّة وأسرف في تقديس السّلطان والطّعن على سيّد قطب، في حين أنّها أنفت من التّرحّم على هنيّة ؟