إِلٰهي، إِلهَ الكون يا جَلالَ الملكوت المتوَّج بالعِزّ الأزلي، يا قُدّوس السماوات والأرضين، ويا عَظمة سرمديّة!
أزِف إليك عِتاق الأقوال وشوامخ التوسّل، مستطلِعًا بها فَيض رحمتك الجَزيل، متشفّعًا بأجلّ أسمائك وأكمل صفاتك، وبالمقام الأسنى لنبيّك، أن تُنزِل سحائب الشفاء على عبدك الحليم، شامخ اللسان محتجًّا بضاد كتابك، وبصيرةً نافذة في أدقّ فُصول شريعتك.
إنّه صَرح بيان ممهد، وقطب إيمان مستقر من أرض الزيتون الطاهرة، فَحل اللغة وعِلم الدين الذي استبانت به السُبل.
استشرى فيه الداء اعتِياءً واختبارًا، وتمكّن منه البلاء، واعتصره الضنى عصرًا شديدًا.
إِلٰهي، إنّه حُجّة الضاد التي لا تعرف لغوًا، وسيفًا في يد ضادِ كتابك المشرف ودينك الإسلام العظيم.
فيا ربّ الأرباب، يا واسع العطاء، يا مَن تستفيض مزابيب رحمته على المضطرّين:
ارفَع عنه وطأة المرض رفعًا مُبرمًا، وأسرِج في عروقه سَنا العافية الطهور، الذي يَنسِف كل علّة نسفًا، ويُزيل كل وجع زوالًا كاملًا.
ألبِسه إلهي ثوب الصحة الذي لا يَبلَى، واجعل كل ألم يجابده درجة يُعتَق بها، وكفّارة يُنقّى بها من الخطأ، وأعِده إلى صحته سالمًا منعمًا بالعافية والصحة.
إنّك أنت الغوث، وأنت الشافي المنزل للخير، لا شفاء إلا شفاؤك الذي لا يُبقي بعده سقمًا، ولا يُدانيه علّة.
آمين، يا مُجيب الداعين، يا مليكَ يوم الدين.

"نورُ الدّين "🥺🥺😔
" لَا أَ ".

السّلام عليكم.
لقد تحسّنت تحسّنًا قليلًا بعدما عشتُ أيّامًا ثقيلات أيّما ثقل هدهدتني وشجّت جسدي، وما زلتُ أنتظر نتيجة العيّنة الّتي استُؤصلت منّي، وتحتاج إلى عشرة أيّام، وإنّني أشكر لكل من دعا لي من خالص قلبه، ولكلّ من وقف معي في لأوائي، ولكلّ من تعاطف معي، وإنّني أسأل المولى سبحانه أن يكون لكم من هذا المرض الّذي اكتسح أوصال جسدي جزءًا كبيرًا من الأجر، وأن يثقل فيه موازينكم، واللّه المستعان.

أيْ أُخَي، ألا أنبئك بأشدّ النّصائح الّتي تمنحها لأحد رداءة ؟
أن تجتَبي لإنسان ما ينبغي عليه أن يجتبيه هو، وإنّك بذلك تُناوله عطيّة سيوكلوجيّة ثمينة ونفيسة وهي المطيّة الّتي سيضع عليها إخفاق اختياره وكبوته لاحقًا.
الأخ نور الدين / 2020

إنّ تجارة التّعامل مع العاقل الكيّس النّحرير مُسْتَرْسلة ومذعنة ومبينة لها سُبُل معروفة ومعيّنة، في حين أنّ العاطفيّ الحسّاس فإنّما هو مخلوقٌ عنيف الاضطراب والشّوشرة والالتجاج، ولربّما يتفرقع في وجهك في أيّ حينٍ دون سبب منطقيّ يحتجُّ به، وهو بعَوَزٍ إلى هيئةٍ من التّربيتة والمداراة الّتي تتخطّى مُكنات العاقلين وإن تخلّوا عندئذٍ عن كثيرٍ من الحزم الكيّس.
وإنّ العاطفة في أصلها، وإنْ كانت عاليةً علوًّا شاهقًا وباذخةً، ليست شيئًا إدًا ولا مُستَفظعًا ولا دميمًا بل محمودًا وطاهرًا وترق له قلوب الّذين على أمرٍ من الورع والمرحمة حتّى تتفوّق على العقلانيّة وتبطحها بطحًا فلا تكاد تعرف لها همسًا، فإنّها تصير على سُبّة وعوار، بيدَ أنّها تزجر الإنصاف قطعًا، ومتى فقد الإنسان إنصافه راح في قعر الدّنيّة، وإنّ العاقل جدًّا نزير العاطفة أو المخلوع منها ليس ما قصدته ابتداءً، واللّه المستعان.
الأخ نور الدين \2021

لا جرم أنّه مهما تلألأت النّصوص الماهرة وأنافَت وبلغت قنّة الذّلاقة تبقى في عَوَزٍ جِدِّيٍّ إلى ناقد حاذق يهب الحروف جُنْجُورًا ينطق، ومِقْولًا يلهج بالإبداع، ولبًّا شغوفًا يغازل الحبكة حتّى تمخِّض حياة.
الأخ نور الدين \2020

لو أنّ الإنسان الأريب يعرف معنى أن يُلزق صفة (الغبيّ) بأحدهم وهو منها براء، لطمر رأسه في التُّراب مواراةً لسوءته الّتي اجترَحها ومخزاة عقله، ولقلب الصّفة -من حيث لا يدري- على نفسه، وكان قاب قوسين أو أدنى من الجنون، بيد أنّ النّاس اليوم يتسابَقون على فضح عقولهم وتعرية خورها وتهتارها، فأنّى به إذا قالها لشخصٍ كان يمتدح من قبلُ عقله وحجاه، وكان يحبّه أو يعزّه ؟
***
هِنَّاك بَونٌ فسيحٌ بين أن يُخطِئ وبين أن يكون غبيًّا، وثمّ بعدٌ رحيبٌ بين أن يكون فيه من الغباء زَبلةً وأن يكون غبيًّا، ومتى فقد الإنسان الفرق هذا آضَ (أشدّ!) كِياسةً وألمعيّة ونهى، واللّه المستعان.
****
لقد ابتُلينا اليوم بجماعةٍ من ناكري الإحسان والعشرة، وخائني الودّ، فيا ربِّ اجعل بيننا وبينهم حجابًا، وللّه من بعد المشتكى.

He hugged him tightly.

تقول له إنّ هذا الفعل لا ينبغي أو لا يصح أو هو حرامٌ أو سقمٌ نفسيّ، فيردّ عليك بأنّ هذا الّذي تقوله ليس دقيقًا ولا قويمًا، وإنّ القرينة على ذلك أنّني أجترحه.
حسنًا، أنّى لك أن تخاطب هذه الجماعة من البشر ؟
إنّي اشتهيت أن أعرف كيف تعمل هذه العقول، فلم أجد جوابًا.

الأخ نور الدين / 2019

إنّني أشاهد ذهول بعضٍ من أبناء آدم من تولّي الأناسيّ عن الحقّ وارعوائهم عنه وهو الّذي يكون جليًّا منقشعًا لا يتلطّط به إلّا مختال وزاهٍ ومعاند، وإنّ الحقّ أنّ الذّهول من ذهولهم أحقّ وأجدر؛ ذلكم أنّ هذه هي أُرومة الأناسيّ ومحتدهم إلّا من ظلّ منهم على سليقته الأولى وجُبْلته.
وإنّ هذه الزّواجر هي:
- البَله الإدراكيّ بالصّواب استهلالًا والجهل فيه، إنْ كلّه وإنْ جزءًا منه، فيدري منه ما لا ينتعش أن يُقوّمه في عقله.
- الحسد والدّمنة لمن يستقلّ هذا الحقّ، فيجعله حسده هذا يطرد ما أتى به.
- الصّلف والخُيلاء والشّمم، فإنّه يأنَف أن يعرف الصّواب ممّن هم أقل منّه وأدنى.
- غُلمة القيادة، فإنّها إذا تجرّدت من الصّلف والشّمرخة والحسد والوحر ردعته غُلمته عن الرّضا بحقّ يجعله يخسرها.
- لذّة الدّراهم والدّولارات، فإنّ من الحقّ ما يصدّك عن لذّة حَشْد الدّراهم وبأشها، فيصطفي لنفسه تكديس الدّولارات على مشايعة الحقّ ولحاقه.
- مصافاة الأهل والحزب والجماعة والأصحاب والقبيلة والبطانة والدّيار، فيشاهد اليقين مبدّدهم عنه، فيُآثرهم عليه.
- الإخلاص العاطفيّ غير المنصف للآباء، فيتضاعف على القلب إظاهر غيّهم وشططهم وجنوحهم وإعزائهم إلى البغي والهراء والضّلال، فيأنف من الحقّ صونًا لوجوههم ولشأوهم.
- الشّناءة على مُستقلّ الحقّ ورافعه أو أنصاره ومقته عليهم وغيلته، فيمقت أيّ شيء له اقتران بهم، فيقلأ الحقّ إلحاقًا.
- مؤانسة الّذي كان عليه واعتياده، فيلجُمه اعصيصاب اللّيّ عنها وهي الّتي أضحت ديدنًا، وإنّ هذا الأخير هو أوهنها مع أنّه الأشدّ استِشراءً وتفشيًّا.

اكتب، لأنّ نثرك يُرجع إلى الغبراء جذلها التّائه، ويرجع إلى الإنسيّ ملمَحه المنسيّ، فيجعله أشدّ نقاءً ومُكنة على المنى.

ينبغي لك أن تكتسب الجراءَة المُكتَنزة والتّوغّن للتّدبّر في كلّ شيء، وتنزيل كلّ فكرة (مهما كانت عندك من المسلّمات) على منضدة التّنقيب والتّحليل والتّأمّل والمعاينة والتّحصيص، فإنّك إذا بلغت فيها اليقين فهي، إذن، مستوصبة لن تقدر المِرية والدّهمة ولا الشّكوك أن تنازل يقينك، فضلًا عن أن تطبحه، وإنّها إذا كانت غير ذلك فإنّك استحوذت من الجراءة على ما يحرّشك أن تنبش عن الحقّ من غير الاكتِنات ولا القنوع بنصفِ تفكيكٍ أو إجابة (وميراجٍ) الرّاسخ المطلق.
الأخ نور الدين \ 2022

لقد كان مفتي السّعوديّة في معترك السّعوديّة مع اليمن ينشد بالمقاطعة والدّعاء، ولقد شارك في هذا المعترك بكلماته أيّما مشاركة، لكنّه في حرب غزّة ظلّ صامتًا لم يتحدّث بكلمة واحدة ألبتّة، بل كان ينادي بطاعة ابن سلمان، وهو من المداخلة.
أليست دماء المسلمين في سائر أصقاع البسيطة تتكافأ دونما محاباة أو تزلّف ؟
إنّني أطلب ممّن يرى أحدًا لا يريد التّرحّم عليه دون تكفيره ألّا يكتسحه، فإنّه حقّه، ولا يحرم الإنسان منه، وإنّ اللّه أمرنا أن نحكم على الظّاهر، في حين أنّ الباطن له هو سبحانه، واللّه المستعان.

(ألم ترَ إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجِبت والطّاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلاء أهدى من الّذين آمنوا سبيلًا)


قال ابن القيّم إنّ من حكم بغير ما أنزل اللّه هو من الطّاغوت.

إنّ من سيماءات شدّة الإيمان في القلب عدم مَكِنة القلب على حبّ النّصرانيّ وإنْ كان غير معادٍ للإسلام، فإنّه كذّب بما أنزل على محمّد، وثمّ بُون فسيحٌ بين الحبّ والإحسان، وثمّ فرق واسعٌ بين عدم الحبّ والإنصاف، ومتى فقد الإنسان البعد بينهما لن يفهم المقصد، فكيف بالّذي يجعل النّصرانيّ نتاج خلقه الحسن أفضل من مسلمٍ بكلّه لا بجزءٍ منه ؟
فجعل الإنسانيّة هي الفيصل، وأمّا الكفر فهو لا يستحقّ حتّى مخالفة مروريّة، وللّه من بعد المشتكى.

يأتي الرّد بعد دقائق إن شاء اللّه.

نتضرّع إلى اللّه أن يهدي الشّيخ عثمان الخميس ممّا هو فيه من باطل، وأن يعدل عنه جهرًا، فإنّ اللّه من بعد ذلك رؤوف رحيم.
***
لا تشمتوه، بل ادعو له بالهداية يكن أصلح عملًا وخير مستقرًّا، واللّه المستعان.

الدّعاء الدّعاء يا أصدقاء لأولئك الألى أينما رأوا جماعة جذلانة ومبتهجة أو منزّلةً للدّعابات والفكاهات ومحبورة كان أقصى همّهم وعقبى لذّتهم التّكدير عليهم والتّنكيد والتّشويش واختلاق الموعظة والأبّهة والاتّزان.
الأخ نور الدين 2020

لقد اعترفت بريطانيا بدولة فلسطين، لكنّها ما انفكّت تموّل السّلاح لبقرتها الحلوب، وهي كانت سببًا رئيسًا في سفك هذه الدّماء المسلمة كلّها، فكيف ينسى كثيرٌ من الفلسطينيين والعرب ولا سيّما المعتزين إلى فتح ذلك ويمتَدحونها ؟

لقد خُلّدت خطوات زوجة إبراهيم أمّنا هاجر بين جبلين وهي تنبش عن قليل من الماء تروي به ظمأ ابنها إسماعيل وأواره، فآضت شعيرة السّعي في الحجّ حتّى يوم التّناد باقية، فهل يجعل المولى سبحانه أقدام المشرّدين على وجوههم في غزّة هاشم تحت نِير الاحتلال الزّنيم والمسغبة والمخمصة منذ عامين عجافين دون أن يجعل آيةً كونيّة ترسّخ هذه الآثار ملحمتها وشكيمتها ؟