Telegram Web Link
ولا يُرضي النّاس كلّهم إلّا مُخاتلٌ مجبولٌ على المخاتلة والمراءاة والنّفاق ذو ثلاثة وسبعين وجهًا، ولا يُستَغوى كلّ النّاس في كلّ حين ألبتّة.
من ذا المنبوذ الّذي أعطَب على هذا الجيل مفهوماتٍ كثيرات حتّى آضَ مستشريًا ومستطيرًا أنّه إذا وجد التّفضيل يعني التّحقير والتّخبيس أو الاضطهاد ؟
هِنَّاكَ أشياء عديدات ناوأتني أيّما مناوأةٍ وكلّما عزمتُ أن أستهدِفها شاهدتُ أمرًا متاخمًا يُخلِّي كلامي فيها يتبدّى أنّه ردٌّ على فلانٍ من النّاس وعلّان، وإنّما هذه أشياء لا أحبُّها أُرومةً، ولا أحسبها تستحقّ أن أُدخل الضّير إلى أحدٍ من إخواني مع أنّني أحسب أنّها مهمّة لشدّة تفاقمها وتضاعف مآلاتها أو تقعيدها الخطأ وليس في ذاتها ونفسها ألبتّة…
راحَ أبو يحيى البصريّ في جماعةٍ من المسلمين خطيبًا فنزّل عليهم العظة العصاميّة والعبرة السّنيّة، فاستعبرت الجماعة كلّها وولولت وناحت، فلّما فرغ من صلاته نظر إلى قرآنه فلم يلقه، فقال: أراكم كلّكم تستدمعون وتندبون، فمن ذا الّذي نهبَ الفرقان ؟

وإنّ النّاس كلّهم اليوم يتبرّم من هذا المشهد العلميّ والأخلاقيّ السّلوكيّ والتّربويّ البئيس الّذي نحن فيه، فمن ذا الّذي عمّره ويُعمّره ؟
إنّ المتزمّتين والمتعصّبين والمغالين والمتشطّطين والمتعنّتين والعاطفيين والمتطرّفين والمُتصلّبين الّذين لا يدركون القسط من أنفسهم، هم الآخرون أبدًا !!
إنّني أحاول أن أتحايل على هذا المَرض، فيضحك منّي ويستهزِئ بي، ويعطيني سبعةً من أعراضه ويقهقه من شدقيه…
يا إلهي، أمَا من مناصٍ منه ؟
😢1
إنّما علمكَ يتزايد ويُنيف فيُنيف معه إنصافك وقسطك تماشيًا، وإنّه ينقص فيتصاعد معه جَوَرك وضيمك وتزمُّتُك وتعنّتك وتسلّطك وظلمك مؤكّدًا.
ولا تأتِ إليّ متحذلقًا مقرِّعًا ورافضًا واضعًا مطيّة أنّ فلانًا فقيهٌ طالحٌ ومتزمّت من قبل أن ترى أنّى كانت حاله وهو جاهل، فإنّك إذا لقيت علمه لم يبدّل فيه زَبَلَةً، فإنّ قصدك أصاب، وأمّا ما دون ذلك فإنّ رفضك باطلٌ لا أرومة له ولا قرينة.
ومثلك كمثل من يجحد بأنّ عقّارًا معيّنًا ينزّل الحرارة نتاج أنّ أحدًا تعاطاه ولمّا قسنا حرارته وجدنا أنّها تسعة وثلاثون، في حين أنّ الحقيقة أنّه من قبل هذا العقّار كانت حرارته أعلى بدرجتين.
هل وصلت ؟ وللّه من بعد المشتكى.
لقد نعتني أحد الحدّاديّة (تكرّمًا!) قبالة جمهوره بأنّني (مفلسٌ!) من اللُّغة أيّما إفلاس ومُعدم، وقال إنّ هذا الأرعن لا يعرف الكتابة الصّحيحة، "فضلًا عن" أن يعرف النّحو أو (منه!) خصاصة، فكيف له، إذن، أن (يُفسِّر) القرآن ؟
طيّب، بربّكم، إنّ هذا الّذي منعته (دِمْنته!) وغيلته ووحَرُه أن ينصفني ولو (مقلًّا!) أو على مضضٍ بأيّ أداةٍ أو عتادٍ سأحاجّه ؟ بل هل يُحاجّ ابتداءً "فضلًا عن" (يعرف!) المحاجّة ؟
لماذا يصرّ بعضهم -هداهم اللّه وغفر لهم- على (تعريةِ!) عقولهم وتجرِيدها من لَبُوس التّؤدة والقسط والكِياسة، ويصرّون على أن ينزّلوا أنفسهم في ميدانٍ (يسخر!) منهم ويقهقه ملء شدقيه من تَهتارهم وإلْهادهم وافتئاتهم واهتماطهم ؟
(ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ على ألّا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى...)

****
فردّ عليه أحد الحدّاديّة ممّن يستقلُّ عقلًا وحلمًا بتسع كلمات بليغاتٍ وذلقات فحسب، وقال: إني أحبك في الله لكن امحُ المنشور ولا تفضحنا !!!
ربّ يسّر وأعن.
يُعيّرون (أهلَ الحديث) بأنّهم مجسّمة أو حشويّة، وأنّهم قيليلو أدبٍ حينما يصفون اللّه، ويقّرعونهم ويبكّتونهم تبكيتًا مغلّظًا ساخرًا، في حين أنّهم يثنون على ابن تيميّة ويحبّونه ويستشهدون بأقواله، ويقولون إنّه شيخ الإسلام.
هو ابن تيميّة مُش من أهل الحديث ولا إيه يَعَم ؟ فأين نصيبه من التّعذيل والجلد ؟
ربِّ يسّر وأعن.
***
ملحوظة: إنّ تجسيم اللّه ردّة، وإنّ الزّعم أنّ أهل الحديث مجسّمة زعمٌ باطل، بل يثبتون للّه ما أثبته لنفسه، فإن كنت تفتري عليهم وتريد أن تقوّلهم أنّهم جعلوا اللّه، والعياذ باللّه، كما البشر، فهذا أمرك أنت وليس أمرهم.
1
إنِّني -وعلى طريقة قل لي من تتابع بشغفٍ أقل لكَ من أنتَ- أظنّني (وإنّني لستُ مشعوذًا ولا متكهّنًا ولا عرّافًا ولا منجّمًا) أستطيع تعريف ثقافة فُلان، وحجم وعيه وحصافته وعلمه اللُّغويّ وكينونة فكره من معرفة هُوْيَّة كاتبه المُفضَّل.
#اجتبي، يا صديقي، هُويَّة كاتبك المُفضَّل بعنايةٍ مركَّزة؛ فإنّه دليل النّاس إليك.
الأخ نور الدين 2020
ما رأيك بصاحب الأغاني وابن أبي الحديد ؟

إنّ صاحب الأغاني، أبا الفرج، يقصد الافتئات والتّزوير والبهيتة ليُحقّر كبار عترة السّنة ويزدري منهم، ويحرّف تاريخهم ويُؤالس به، وهو مكتظٌّ بالخزعبِلات والهرطقات والضّلالات، وهو من فرق أهل الشّيعة، وأظنّه من العلاهيّة، ولا أنصحُ لمن ليس عندهم باع من العلم أن يقرؤوا له بتّةً، فسيُدخل عليهم المِريات والفالعات، ولن يستقيم حال عقلهم.
وأما الآخر فإنّه يبخّس من بعض الصّحابة ويلمز بهم ويعرّض، وزعم بعضهم أنّه من الرّافضة، ولكنّه معتزليٌّ شافعيّ، وهو يمتلك قريحة عظيمة، وهو عالمٌ مُتقِن، وفيه بلاغةٌ مسموكة ورزينة يعرف كيف يحبِك، وإنّني امتدحت، من قبلُ، بلاغة المعتزلة وفصاحتهم ومُكنتهم على المُحاجّة والمناظرة، ولكنّهم ليسوا على عقيدة سليمة، بل إنّ فيها غيًّا وفيها من التخفّج والجنوح ما تقشعر منه قلوب المتّقين، ولربّما أنّ بعضهم حكمه أنّه مرتدّ عن ملّة محمّد العاقب صلوات ربّي عليه كما حكم بعض من المداخلة، ولا أنصح لغير العارف بالعقيدة المُعتزليّة القراءة له ألبتّة، واستنكف عن ذلك وتورّع يكن خيرًا لك وأهدى سبيلًا.
2
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ملحوظة: لستُ على بعضٍ من نهج السّعيدان، لكنّني أنقل ما جانب الصّواب فيه، فبورك له.
****
#الجاميّة.
#المدخليّة.
#الحدّاديّة.
❤‍🔥1
إنّما رأس مالك في العلم وقتك وحياتك، وإنّ النّقود تعوّض، في حين أنّ هذا فلا يرجع.
صفوة القول: إنّك إذا كنتَ جاهلًا في العربيّة، فإنّك، عندئذ، جاهلٌ لِزامًا (ومهما وضعت من المطايا، والذّرائع، والعلل، والمآتي، والمُسوّغات) بالشّريعة، وإنّك، يا صاحبي، تجهل دين اللّه قطعًا دونما مِرية ولا دهمةٍ ولا اتّهام، وللّه من بعد المشتكى.
#بدهيّات صارت غير ذلك.
1
انظر يا صديقي، خذ شهيقًا عميقًا، ثمّ مجّ زفيرًا مجًّا عنيفًا، ثمّ صلِّي على خير الورى كلّهم، ثمّ زد صلاةً وحوْلِق وتضرّع وكن من المُهلّلين، ثمّ استيقن أنّك في كامل عقلك وزينته وبُهرجه، ثمّ أقفل عينيك بإحكامٍ وتأمّل واستغرق، ثمّ تخيّل أنّك تصفني بهذا الكلام قُبالة النّحارير بالحلم والنّهى كاشفًا هُويّتك دونما إضمارٍ ولا تورية، فإنّك إذا ظللتَ مقتنعًا بما وصفتني به، فدع عنكَ هذا الكلام كلّه وذَره وإنّي لكَ من النّاصرين والمعاضدين، وإنّك إذا رأيت أنّكَ اهتمطتَ واجترحتَ تهتارًا وسقمًا أو صرت في مَربَع السُّخريّة والطّنز والتّشنير، فاستغفر اللّه يكن خيرًا لك وأهدى سبيلًا، وللّه من بعد المشتكى.
(قال ربّ ‍بما ‍أنعمت ‍عليّ فلن أكون ظهيرًا للمجرمين)

إنّ من أفضل ما شكرت به لعطيّة المولى، سبحانه، عليك من العِلم والفقه والإيمان والورع ألّا تكون متّكأً للظّالمين ولا مددًا وعضدًا وظهيرًا، وألّا تكون ممّن بهرج باطلهم وجنوحهم وزَبرَجه وحبّبه، وللّه من بعد المشتكى.
يظهر أنّ حماس في غزَّة وصلت إلى شَفير الهلاك، وإذا هلكت حماس في الدّاخل، يعني أنّ الجِهاد انتهى، وبدأت مرحلة الخنوع والامتثال والتّطبيع، ولكن من ذا المسؤول عن القضاء عليها ؟
ربّما أنّكم ستظنّون أنّني سأعلّق الجناية ابتداءً على الكِيان البربريّ الزّنيم أو زعماء العرب والإسلام الأراذل منهم والفاسقين والخونة والضّالّين أو المتخاذلين، ولكنّ هذا، قطعًا، ليس صحيحًا، وأدعوك أن تتفكَّر قليلًا وأعدك أنّك إذا كنت من أصحاب الكِياسة والحلم والحجا والنّبوغ والاستقراء ستعرف الإجابة بنفسك.
ربِّ يسّر وأعن.
1
يُحاورك، الآن، في فهم التّراث من وهن عن قراءته وخرّ، ثمّ يُسمّي ما يلفظ به رأيًا، وردّك عليه صلَفًا وخُيلاءً وزهوًا وشمخرة وشممًا.
واهًا لهذا الزّمن، فلقد آضَ فَكِهًا وظريفًا، وإنّنا بعَوَزٍ فيه إلى نزيرٍ من الحياء، نزير منه فحسب.
1
I am filled with longing, but I am tied down.
ربّما أنّني لا أجدُ أشدَّ (فدامةً!) وسخافةً ونزقًا عقليًّا من امرأةٍ (تُماري!) الرّجال وتناجزهم في شيءٍ من جُبْلَتهم وتطرد عنهم (وتنفي!) ديدنًا أو طبيعةً وجُبُلَّةً كأنّما هي منهم وتعرف ما لا يعرفه النّساء فيهم، أو رجلًا يُجادل النّساء (ويماتِنهنّ!) ويُقادحهنّ في جِبِلَّتهنّ البشريّة ويُقصي عنهنّ عريكتهنّ وجَبْلَتهنّ كأنّما هو منهنّ ويفقه ما لا يفقهه الرّجال فيهنّ، وحال النّوعين أنّهما في وحل التّهتار غارقان، وللّه من بعد المُشتَكى.
1
2025/10/01 07:08:32
Back to Top
HTML Embed Code: