لأن تلقى الله بسبعين ذنباً فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد.

- شيخ الإسلام سفيان الثّوري.

إنّك على قدر ما ستصعد بالعلم سيتبدّى لكَ أنّ معظم الخلاف إنّما هو لفظيٌّ في غيمة العلوم، وأنّ أكثر ما تُشاهده من جَوَرٍ وإلهادٍ وتعسّف وتطاول وقذعٍ وبذاءةٍ وتغلغلٍ في مهالك قاتلات إنّما هو شقاقٌ في العبارة، رفع فيه خنجر الهجران والتّبديع والتّفسيق والتّزنيق والتّكفير والتّشديد والتّزمّت، وعمّر له (كرنفال) الولاء والبراء صرفًا غير ملوّث.

(وقرن في بيوتكن)
الجزء الثّالث.
*
لقد أخذني التّفسير وسلوت وقلت غير منتبهٍ: ونساء المسلمين، لكنّها نساء المؤمنين.

أيْ عثمان الخميس، إنّني أسألك بربّ الكون كلّه أن تكفّ عن التّسويغ وتنزيل الذّرائع ونصب المطايا لعدم إعلان الجهاد، وأنّه ينبغي لنا الدّعاء والصّدقة، فبذلك، بزعمك، ننصرهم، فما نطقت إلّا وَاجتلَبتَ فضيحةً جديدة بخّسَت منك من غير أن تعلم، فاصمت يا رعاك اللّه، واستنكف؛ فإنّ الصّمت ها هنا خِصّيصَى إذا كان لعدم اجتراح (شطحات وهبدات) ليس بذلك السّوء والشّناءَة لو تدري، والصّمت لاجتناب تعرية العقل وفضحه حكمة.
يا عثمان، إنّي أعيذك ألّا تكون مطيّة لأفخاي.
#رُبّ امرئٍ (احترم) عقله فصمت.

ثمّ فُؤمٌ من النّاس لا ينضجون نتاج مضيّ الأيّام، بل نتاج مرور الزّنمى والوضيعين وأصحاب القلوب "المُخمّجة" والمذرة والسّقيمة !

يسأل: هل يصح الحلف بالقرآن، أم إنّ هذا يدخل في الحلف بغير اللّه ؟

الجواب: إنّ الحلف بغير اللّه (ابتداءً) إنّما هو شركٌ أصغر، ولا وجود لحلفٍ إلّا البغية فيه التّعظيم، وإذا ابتغى التّعظيم كمثل تعظيم اللّه أو زيادة فإنّما هو مخرجٌ من الملّة، أمّا إذا كان التّعظيم ما دون ذلك فإنّما هو شركٌ أصغر، وهو من كبائر الذّنوب.
أمّا الحلف بكتاب اللّه، فلا ضير فيه، فإنّ الحلف بصفاته سبحانه مُجوَّز، وإنّ النّور الفرقان إنّما هو كلام اللّه جلّ في علاه.
أمّا أن تقول: والنّبي، والكعبة، وشرف أمّي، وشرف مرتي، وشرف خالتي فوزيّة، وشرف عمتي حسنية، وعرض أختي، فإنّما هو شركٌ أصغر نستعيذ باللّه منه، هذا واللّه أعلم.
ولتعلم، يا صديقي، أنّ الأصل في المؤمن ألّا يُقسم على اللّه في كلّ شاردة وواردة، بيد أنّ ذلك من جادّة الورع لا من جادّة التّحريم، واللّه المستعان.

"إذا اللّه بسامح مين أنا من أجل ما أسامح ؟"

تشقّ السّياسة طريقها في مستهلّها بإقصاء ثمّ تحقير مكرُمة الإيثار، وتختم بنبذ واستهجان شميلة الصّدق والنّزاهة حتّى لا يظلّ فيها إلّا بلخٌ صِرف وعهرٌ بحت دون بَذْرَةٍ من بركة.

إنّ الأذان هو إخطار بدخول وقت الصّلاة، فيصحّ لك أن تصلّي وهو يؤذّن، ولكنّ الأقوم في صلاة الفجر ألّا تفعل ذلك، بل أن تنتظر ربع ساعة من بعد الأذان ثمّ تصلِّي تحرّزًا حتّى ترى شعاع الفجر؛ فإنّني أظنّ أنّ الأذان اليوم في بلادنا يتبع التّقويم وليس الرّؤية.

منذ سنوات، قبل اختراع الفيسبوك والتّيلجرام، كانت هناك مخلوقات غير حصيفةٍ ولا تُرقّش حكمًا ومواعظ، وليست محنّكةً ولا أريبةً ولا مميّزة.
كانت هناك، منذ سنين طويلات، مخلوقات لا تقتبس من رواياتٍ أو كتبٍ لم تقرأها.. مخلوقات لا تُرقّش رواياتٍ وهي تعرف بأنّها لا تمتلك مَكِنَةً على ذلك ولا تظفر بالموهبة.
كانت هناك مخلوقات تدرك أنّها لا تدرك السّياسة، وتفهم أنّها لا تفهم الفقه، وتعلم أنّها لا تعلم من غير أن تتكلّف أنّها تعلم، ولم تكن هناك لذّة كاوِية ولافحة لتضع عقلها على (صحن) للنّاس فتُعرّي عورته ومثلبته للكيّسين والنّحارير على رصيف شار(عٍ اسفلتيّ) أزرق مكتظٍّ بالوجوه.

إنّ الحقيقة والصّحة ليست لزَامًا أن تكون موجودةً في رأي المعظم، بل إنّ الحقّ أنّ أكثر النّاس للحقّ شانئون.
إنّ السّياسيّ في الدّمية الدّيمقراطيّة لا يستطيع أن يفلح إلّا بتجرير المعظم !!!

هب أنّ امرأةً رفعت صوتها على زوجها لوعةً وتبرّمًا من غيرتها عليه، فسيقول كثير من أتباع تلك الجماعة الّتي على الحقّ الّذي لا حقّ أكثر وضوحًا منه إنّ هذه قليلة أدبٍ وحياء، في حين أنّ هؤلاء الدّراويش ناقصي العلم والعقل لا يعرفون أنّ أمّنا عائشة رضي اللّه عنها رفعت صوتها مرّة على النّبي وكسّرت الصّحن للسّبب عينه، فسمع أبوها ذلك، فابتغى أن يضربها تأدّبًا لأنّها رفعت صوتها على النّبي، فإنّ غضبه كان بسبب أنّه نبيّ وليس زوجها، فقال صلّى اللّه عليه وسلّم: ما شأنك يا أبا بكرٍ بيني وبين زوجتي وهي أحبّ إليّ منك ؟
ثمّ اختبأت وراء النّبي خشيةً من أبيها.
ولقد ذاد عنها صلوات ربّي عليه، ولم يقل إنّها قليلة أدب ولم يطعن في حيائها، فإنّ مثل هذه العوارِض قد تحصل بين الأزواج.
***
إنّ بعض ردّات الفعل لا نستطيع أن نحاسب الزّوجة عليها، واللّه المستعان.

صدّقني أنّك لن تصل الحكمة إلّا من بعد أن تحارب ميلك المصرّ في التّفتيش عن السّبل القصيرة أو اليسيرة في اجتياز تجرِبة الدّنيا.

لا وجود لعلم (مهما كان) إلّا وعلمك فيه أحسن من جهلك به، وإنّ الرّب المولى جلّ في علاه أبى أن يكون الجهل أفضل من العلم.

إنّ قُنَّة السُّخريّة وسَنام الطّنز أن تكون أنت عينك لستَ متأكّدًا من أنّك تمزح (وبتهزّر) أم لا !!!!

إنّني مختصٌّ بالرّد على شبهات الملحدين الزّنمى والنّجس ومِرياتهم، وإنّ أكثر من يعرف ذلك هم الّذين يتابعونني منذ سنوات، لكنّ الحقّ أنّني وجدتُ أنّ الرّد على جماعة الصّلّعسلّم، الفرقة الّتي على الحقّ الّذي لا حقّ أكثر جلاءً منه، حزب اللّه المختار الّذي اتّبع اللّه بالعقل لا بالوراثة، أسهل بكثيرٍ من الرّد على الملاحدة نتاج إفلاس عقولهم الّتي لا يُعمِلونها ألبتّة، فسبحان الّذي نزع من بين يديهم القرينة والآية !!

إنّ الإله الّذي تسأل فيه أنت هل فعل ما تشاء، وهل يبتغي ما يعجبك إنّما هو إلهٌ أنت تخلقه، في حين أنّ الرّب جلّ في علاه يفعل ما يشاء، وأنت تنبش عمّا يشاء وتسأل عنه لتوقّره وتعظّمه وتعبده متنسّكًا كما يشاء هو، وهذا، سبحانه، هو الّذي أنشأك.
#إنّما هذه واضحات مُسترابٌ فيها.

لقد قرّر وزير التّربية في سورية تقليص عدد ساعات التّربية الإسلاميّة والقرآن الكريم ووضع مكانهما مادّة الموسيقا، وللّه من بعد المشتكى.

My dear spoiled child, I still pretend I'm fine, but I swear I'm exhausted. I can't walk, and I can't whip myself anymore.

ولستُ إلّا بقايا نفسٍ ميّتة.