إنّ الإنسيّ إذا تعوّد الرّضا بالجور والتّعسّف والاهتماط، وواظَب في ازدرادِه والتقامه، فسيستأنِس به ويُعاقره وربّما يستمرئه، وسَيعتريه حين منتهى اللّصب أو الإمساك أو العيلة في المروءة والعزّة والاعتبار، وسيُصاب بخزيٍ معصَوصِب، وإنّ المرء إذا فقد عزّة نفسه آضَ ممتهنًا وصاغرًا.

رخاوة نفسيّة إضافةً إلى خور عقليّ وسُفُول خبرات وتجارِب ومدارك إضافةً إلى جهالة في الدّين أصولًا وفروعًا وتهتار مدقعٍ يساوي ملحد عربي.
وإنّني لستُ أعرف في من طالعت لهم من المشهورين أو في من شاهدتُ من الملاحدة العرب إلّا وكان إلحادة ردّة فعلٍ نفسيّة لا وشيجة لها بالدّراية والعلم، بل يكتَرص ذلك كلّه لحاقًا للتّسويغ والتّخمة وإقصاء الأرق فحسب، ولا يكون هو محتِد المعضلة وأرومتها ألبتّة.
ولا جَرّم أنّ هذا ليس له اقترانٌ لزِامًا بالإلحاد فحسب، بل بعديدٍ من اضطرابات النّاس وتقلّباتهم الفكريّة، فقد تكون معضلتهم الرّئيسة هذه، فإنّ التغيّرات الّتي تحصل بالوسائل العلميّة الثّقيلة والمستندة إلى تضاعف معرفيٍّ قويم هي بندرة من يفكّرون تفكيرًا نقديًّا، وهؤلاء نادرون فيمن يفكّرون، وهم متفرّدون فيمن يفقهون، وهم مميّزون فيمن ينقّبون، وهم عينهم نادرون فيمن يُطالعون.

استنكر قدرما تبتغي وعارض حالما يكون عندك فقهٌ يُعلِمك (متى)، وحجا يقول لك (كيف).

حسبنا اللّه الّذي يعرف طويّتنا وسريرَتنا ونجوانا، وللّه من بعد المشتكى.

إنّك كلّما حلّقت تحليقًا أعلى، ظهرتَ أقل حجمًا لمن ليس في مَكِنَتِه التّحليق.

اسمع يا صديقي الكيّس: إنّ بعض الأشخاص إذا حقّرت من عقولهم وأحجيتهم، وجعلتها فارغة ليست على شيء، واكتسَحت من خلقهم، لم تطعن إلّا على ذاتك، ولجعلت جموع النّحارير والعصاميين والمتّزنين نفسًا غير السّقيمين حتّى لو كانوا يمقتون هذا الّذي حقّرت من عقله يتهكّمون منك ويُنزّلون الطّنز على عقلك المُثقل بالحجا والقرينة والفطنة، فهلّا كنت كيّسًا زيادةً على كِياستك وفقهت ذلك من قبل أن تُحقِّر ؟
فلا شيء ستُعرّيه سوى عقلك، واللّه المُستعان.

ثمّ من النّاس من يُحمّل النّاس وزرَ أنّهم لا يفقهون الكلام كيفما يفهم النّاس ويأخذونه كيفما يريدون، ويفهمون ما يبتغون، ولا يأخذون الكلام على حقيقته ومراده وقصده، فأنتَ في لظًى ما داموا لا يفهمون ولا يعقلون، وأنت على جريرة منهم لأنّهم يريدون التّقعيد كيفما راموا والتّفسير كيفما اشتهوا، ولا يتوانون عن البتّ بذلك بتًّا جازمًا، وستظلّ في سعيرهم حتّى يصيروا كما النّاس، وإنّنا نستعيذ من قصور عقلهم بربّ النّاس، وللّه ربّ النّاس المُشتكى.

إنّني أستجير باللّه من غلاظ القلوب، وقبيحي اللّسان، وممّن سلخوا من أنفسهم الرّحمة والأناة والاتّزان، وممّن لا يعرفون ثقافة إحسان الظّنّ والإصغاء… وممّن إذا رأوا الطّرف الّذي اعتدوا عليه محسنًا معهم ومع تطاولهم وتشنيرهم يزيدون من الجرعة ويطعنوا في شخصه ليتلذّذوا في ذلك، وإنّ هذه أقرب قرينة على عفن قلوبهم ومذرها وسُبّتها وتجرّدها من الإحسان.
#اللّهم يا معين غيّب عنّا هؤلاء القوم وكلّ من سيحذو حذوهم، فإنّك تعلم ما في طويّتنا، وتعلم أنّ قلوبهم (مخمّجةٌ) لا تُشبه قلوب الصّالحين.

لمن يسأل عن حالتي الصّحية كيف صارت.
إنّني ما زلت على ما عليه من أعراض، ولم تنفع الأدوية كلّها الخمسة الّتي أخذتها، والرّاجح أنّني سأجري عمليّة المنظار قريبًا حتّى تستبين الحال وتنقشع؛ لأنّ الفحوصات المخبريّة لم تظهر شيئًا سوى الدّماء، ولم يظهر أيّ شيء من خلال التّصوير التّلفزيوني.
حتّى إنّني عُرضت قبل ثلاث ليالٍ في السّاعة الواحدة والنّصف ليلًا إلى ألمٍ شديدٍ قعّدني عن الحركة، فأسعفتني أختي الطّبيبة وكانوا سيذهبون بي إلى المشفى لولا تحسّنت حالي.
إنّ موعدي يوم السّبت القادم.
***
والرّاجح أنّ هذا آخر منشور سأنشره هنا يقترن بهذه القضيّة لأحوال شخصيّة.

I need your prayers, my body is in a severe struggle.

ليس ذنبه أنّك تحمل عقدًا نفسيّة.

تروقني تِيْكُمُ القضايا المُبَيِّنة والّتي تطبع علامة عازلة تُشخِّص جسد الأمّة غير الزّائف من الجماعات الّتي هي نموّات غير طبيعيّة وزوائد جلديّة في جسد الأمّة.
#بئس المميّعة.

إنّ بعض الأشخاص حينما تعاملتُ معهم قاصدًا النّيّة الحسنة غير متطاولٍ ولا معتدٍ، واللّه يشهد إنّني من المُصلحين، فهمت لماذا طُبع على قلوبهم وخرجوا من (الظُُّلمات إلى النّور الّذي لا نور أكثر جلاءً منه) وصاروا من الطّاعنين والمتهجّمين والمكتسحين والشّاتمين ولا يحسبون حسابًا للنّوع البشرّيّ الّذي يخاطبونه ولا لمكانته السّابقة عندهم، ولا يعرف معجمهم للقول المعروف والإحسان طريقًا.
يا ألله، ما أشدّ عدلك ! واللّه لا أعدل منك.
***
بئس الدّمعة الّتي نزلت حزنًا عليهم.

من كان يُحسِن الظَّنّ في النّاس ويمتلك ورعًا وتؤدة، ويصغي السّمع من قبل الحكم والبتّ بتّا حازمًا، لست بعَوَزٍ إلى أن تُقسِمَ له على اللّه قسمًا مغلَّظةً حتّى يُصدّقك ويحسن الظّن فيك وبقلبك، بل يكفي أن تنفي ذلك وتسرد القصّة، وسيُحسن الظّن فيك حتّى لو كنتَ في طويّتك غير صادق، ومن كان قلبهُ مذرًا وتالفًا ومُزكّرًا بالادلهام وسوء الظّنّ وعدم السّواء النّفسيّ وفيه عُنجهيّة مقيتة لا يحفظ الودّ ولا المعزّة سيراك كاذبًا ومُرجفًا حتّى لو حلفت على اللّه يمينًا مُغلَّظةً مليون مرّة، وسيظلّ يرمقك بعينين من كذبٍ وافتئات، وإنّ هذا ليس نتاج علّة فيك أنت، بل نتاج قلبه المعطوب الّذي لا يعرف للورع سبيلًا، فلا تتعب نفسك.
الأخ الفاضل نور الدين \ 2021

قال لي: ينبغي أن نكتفي بالقرآن فحسب، فما ليس موجودًا فيه لا يستوجب لنا أن نأخذ به.
قلتُ: اعطيني من النّور الفرقان حجّة دامغةً على هذا الاستغناء الّذي ذكرته، وإلّا فإنّ ما قلته لا يستوجب العمل به.
فرد: إنّك لم تستوعب بعدُ ما أقصده.
فقلت: لكنّك أنت، يا صديقي، عقلتَ ما أقصده وفهمته، فهلّا لبّيت طلبي ورددت ؟
فقال: لكنّ هذا ليس أداة حوار.
فقلت: عسى أنّني ما فتئت في عصر الأوائل، عصر فيه الحجاج صيدن القرينة، أمّا أنت فأخبرني: كيف حال طفلك ؟
عسى أن يكون، إن شاء اللّه، بعافية.

تظلُّ مُعضلة المُميّع معضلة تستطيع التّعامل معها إلى أن يكون متوحِّشًا متجرّدًا من حُسن خلقه وظنّه لا يمتلك قلبًا رحيمًا، وإنّني أظنّ أنّ المُعتزي إلى السّلفيّة المعاصرة، وإن كان فِجّ اللّسان وسيّئ الخلق، أقلّ ضررًا من المميّع المنسلخ من الخلق الحسن الّذي لا يجيد النّقاش إلّا بالشّتم والتّحقير والحط؛ فإنّ الآخر لم يفلح في عقيدته ولا في حسن خلقه، وإنّما هذه طارقة وأيّما طارقة، وللّه من بعد المشتكى.

إنّ من النّحارير المتبهرجين بالفهم من يحسبُ أنّ الشّخص إذا كان يصلّي ويصوم فإنّ ذلك من زواجِر تكفيره.
مسكينٌ هذا الأرِيب، فما أشدّ حاجته إلى الفهم الصّحيح، وما أشدّ كِياسته وحجاه !!!

حالة اخينا نور الصحيه تفاقمت
بطلت معدتو ترضى تستقبل اي نوع من الاكل
وفقد الشهيه المطلقه
وعدم القدره على ممارسه اي نشاط
حتى الماء لم تعد تستطيع استقباله
وأعراض اخرى شديده
لا حول ولا قوه الا بالله
ربما سيلجؤون لتحويله للعنايه المكثفه

عمليه منظار قولون عاجله سيجريها الأخ نور وهناك احتمال لمنظار المعده
حالته صعبه جدا

قال لي
لما لاحظ كل المرضى الذين ينتظرون عند دكتور المنظار حالته الصعبة ووجهه الشاحب قدموه عليهم من تلقاء نفسهم