💠🔹 خامسا- من موانع الإتباع (حب الدنيا ).
حب الدنيا بمافيها من زينة وشهوات الى درجة إتباعها وعبادتها هو رأس كل خطيئة كما وضح ذلك مولانا أمير المؤمنين "ع" وهذه الحضارة المادية مثال واضح على ذلك حيث أنعدمت في ظلها كل القيم والمبادئ السامية ، وعندما أصبح الناس يلهثون وراء المادة بصورة مفرطة وبدون الالتزام بقوانين الرب سبحانه كانت النتيجة إفساد في الأرض وإنتشار الجريمة بصورة مروعة
قال تعالى : .... وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَـمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ
من سورة هود- آية (116)
وكل من أراد العلو إعتمادا على الإمكانات فإن أعظم إنجازاته هو الفساد العريض في الارض ...
ألم يقل ربنا سبحانه : ( تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْـمُتَّقِينَ )
من سورة القصص- آية (83)
وهكذا فإن من نتائج عبادة الدنيا
إتباع الجبابرة والفاسدين وأهل الغفلة والحمقى وغيرهم من أهل الضلال
كما أن الوقوع في الفتنة وتقديس المال والثروة والمظاهر المادية والخضوع للسادة والكبراء والمترفين هو نتيجة طبيعة لحب الدنيا وعبادتها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸قناة مادة : من هدى القرآن :
https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🔸للتواصل عبر البوت التالي :
@abobagermohsen14bot
🔸مدرسة الامام الهادي "ع" الرسالية:
http://www.tg-me.com/Alamamalhadey
🔸مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية التمهيدية :
https://www.tg-me.com/AlamamalhadeIHPS

◈دروس من هدى القرآن : الدرس (73)

◈العنوان : (عواقب إتباع أهل الباطل )

◈الاستاذ : أبو باقر محسن اليماني
____
▪ رابط ارشيف مادة (من هدى القرآن )
https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🔹للتواصل مع إستاذ المادة على
البوت التالي:
@abobagermohsen14bot

ملخص درس من هدى القرآن (73)
العنوان : [عواقب أتباع أهل الباطل ]

قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ }
من سورة آل عمران- آية (149)

🔹تختلف نسبة الكفر عند أهل الباطل فمنهم من يكفر بالحق كله ومنهم من يؤمن ببعض ويكفر ببعض ولكنهم جميعا ينالون جزائهم وليس أقل من أن يخزيهم ربنا ويذلهم في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب ولا أعلم عاقبة أسوأ من هذه العاقبة وهذا ما يجعلنا ان نبذل كل جهدنا من أجل معرفة الحق والإعتصام به لأنه ليس بعد الحق الا الضلال ومن لم ينفعه الحق أضره الباطل .

🔹 ولا ننسى أن سنن الله في خلقه التي لا تتبدل تقتضي عقوبة المذنبين، لكن رحمته تحول دون ذلك ولكن ليس للابد وإنما بحسب حكمة الله وتدبيره .
وكل إنسان مسؤول عن إيمانه (عقائده) ألّا تعصف بها وساوس الشيطان، وعن سلوكه ألّا يتبع خطوات الشيطان ولا عذر لأي إنسان إذا ما فرط في الحق أو أطاع الشيطان .
وعلى الأنسان أن لا يتمرد على إرادة الله في إتباع الرسل والأولياء والتمسك بمنهجه وكلماته وإلا فإن جزاء من تمرد أن يذيقه الله أشد ألوان العذاب ومن ذلك تسلط الطغاة وفتنة الاختلاف وهذه من أعظم مصائب ومآسي البشر كما هو حاصل في زماننا ولامخرج من هذا الى الفرار الى الله والاعتصام بحبله .
وقبل أن يفكر الإنسان في إتباع أهل الباطل ( سواء كانو كفار أو منافقين أو اصحاب المذاهب الباطلة ممن تدعي الاسلام ) قبل ذلك الإتباع عليه أن يعلم أن العواقب وخيمة ومن هذه العواقب :

💠 أولا : محاربة المصلحين والفساد في الأرض :
وذلك أن الباطل لايصنع إلا طغاة ومن صفات الطغاة، أنهم يحاربون المصلحين، ويقومون بزجهم في السجون، ويتهمونهم بمختلف التهم وأبشعها، قبل أن يقوموا بتصفيتهم جسدياً ومع ذلك فإنهم أهل خداع ومكر وكذب إذ أنهم يرفعون شعارات براقة ومخادعة .
ويرفضون النصيحة تماما كما قال ربنا :
{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ♤ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْـمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ }

💠 ومن العواقب "الذلة والمسكنة ":
ربنا سبحانه منزه عن اللعب وكما أنه رحيم فهو كذلك شديد العذاب وشديد النقمة، إذا ما حصل الكفران بنعمه والتكذيب برسله ، وكما أن ربنا يمهل ولاكنه لا يهمل، ومهلته‏ التي يقدمها إلى خلقه لا تعني كونه ينسى فالدمار قد وقع على الأقوام الكافرة والمعاندة سواء قوم نوح أو آل فرعون أو غيرهم
وكل من أصبح فاسد العقيدة والفكر عليه أن لا يستبعد عذاب الرب سبحانه ، ومن ذلك حتلة الذلة والمسكنة حتى وإن تظاهروا بالعزة ، واستخدموا القوة والثروة، فهم مدمرون من حيث استحقار الشعوب لهم كما هو حال بني اسرائيل في بعض مراحل التاريخ والتي بينها القرآن .
و سنة الله هذه في خلقه لن تتغير ولن تتبدل، مهما كثرت الادعاءات وتلون المدعون.
وبالفعل؛ ها نحن نرى أوضاع المسلمين وكيف يتحكم بها أقوام الأمم الأخرى، بمن فيهم شذاذ الآفاق وقتلة الأنبياء؛ وذلك بهجرهم للقرآن وأئمة الهدى وخلفائهم العلماء الربانيين.

💠 العاقبة النهائية : " الخسران " :
إن إتباع المبطلين طريق مظلم لابد أن يخسر الإنسان بسببه كل شيء .
يخسر كل ماقام به من عمل
يخسر نفسه في خدمة الحكام الظلمة ويخسر أهله بسبب طاعته لغير الله وإتباعه للطغاة .
ولا ريب أن الخسارة العظمى هي تضييع فرصة القرب من الله، وهو الذي وعد من أطاعه أن يجعله جليسه في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأن يبلغ من الكرامة مقاما عليا..
وما أحسن أن يتأمل الإنسان ويتعظ بقول الله عز وجل : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ♤ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ♤ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا }

أما المؤمن الذي يتبع الحق وحملت الحق فإن هدفه الأسمى هو النجاة من النار، حيث نقرأ في دعاء مأثور عن الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة:
(اللهم حاجتي إليك التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، والتي إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسألك خلاص رقبتي من النار)
بلى؛ إن حياتك في الدنيا فرصتك في العتق من النار وشراء الجنة، وأية خسارة أعظم من خسارة هذه الفرصة.
وقد قال الشاعر الحكيم :
[أنفاس عمرك أثمان الجنان فهل‏
تشري بها لهبا في الحشر يشتعل‏]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸قناة مادة : من هدى القرآن :
https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🔸مدرسة الامام الهادي "ع" الرسالية:
http://www.tg-me.com/Alamamalhadey
🔸مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية التمهيدية :
https://www.tg-me.com/AlamamalhadeIHPS

◈دروس من هدى القرآن : الدرس (74)

◈العنوان : (لاتتبع هؤلاء )

◈الاستاذ : أبو باقر محسن اليماني
____
▪ رابط ارشيف مادة (من هدى القرآن )
https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🔹للتواصل مع إستاذ المادة على
البوت التالي:
@abobagermohsen14bot

ملخص درس من هدى القرآن
قال الله تعالى : { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ }
من سورة الأعراف- آية (3)

💠 لقد أنزل الله الكتاب نورا لكي لا يتبع الإنسان سوى القيم السماوية الربانية ، الى جانب الذين يجسدون تلك القيم.
لذلك ينهانا ربنا أن نترك إتباع القرآن بسبب إتباع الأولياء الغرباء عن جوهر الرسالة وحقائقها ..
ومن يتبع أولياء من دون الله فإنه هالك، ويأتيه عذاب الله على غفلة منه دون أن يستطيع له ردا .
فمن هم الأولياء من دون الله اللذي يجب الحذر من إتباعهم ؟؟
والجواب في النقاط التالية :

1⃣لا تتبع الكافرين والمنافقين :
هؤلاء يجب الحذر منهم فهم العدو ولأن الاستجابة لهم يعني الضلال لأن هدفهم هو القضاء على الأمة والرسالة الإسلامية وكل ما يريدونه أن يطفئو نور الله.
2⃣ - الحذر من إتباع الشياطين :
💠 كل متمرد على الأوامر الالهية هو شيطان يجب الحذر منه
ويجب عدم إتباعه من أول فكروة وكلمة وخطوة ِ لأن الشَّيْطَانُِ المتمرد لا يَأْمُرُ الا بِالْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ ٌ، وذلك عندما يضع أمام الانسان خطوات، كلما اتبع خطوة منها استدرجه إلى أسوأ منها تماما كما صنع ابليس مع أبينا آدم عليه السلام وزوجته .
فعلينا إذا أن نتسلح بالوعي لكي لا يغرنا الشيطان، بل يجب أن نتحداه منذ أول لحظة وعلينا دائما أن نفكر في العاقبة ، ونهاية طريق الشيطان النار، والعياذ بالله.
إن الشيطان يجري من أحدنا مجرى الدم، وأنه يرانا من حيث لا نراه، وأنه يأتينا من أطرافنا ويستخدم كل أساليب الخداع والمنكر، وأنه يثير ما في نفوسنا من ركائز الجهل وشهوات الدنيا، وأنه قد يتمثل في شياطين الإنس من طغاة القوة ومترفي الثروة وشعراء الغرور.
فلابد بد من بذل أقصى الجهد واتباع خريطة النجاة الربانية والتسلح بالحذر الشديد؟.
3⃣ أحذر من إتباع الغارقين في الشهوات :
🔹 الغاوون بسبب الشهوات يتبعون أهواءهم، ويسترسلون مع شهواتهم دون حكمة أو علم، ولا ينظرون إلى تجارب الأولين ليتخذوا منها العبرة والموعظة، فإنهم يريدون أن يفرط الإنسان تفريطاً ذات اليمين أو اليسار، ويذهب بعيداً في انحرافه عن جادة الحق المستقيمة
كما قال ربنا { وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }
نهاية أمرهم أنهم سوف يلقون "غيا" ذلك العذاب الذي استحقوه بما قدمت أيديهم ولذلك لابد من رفضهم وإلحذر منهم.
4⃣ لا تتبع المنشق عن القيادة الرسالية :
إنهم مجرمون يعارضون الرسول أوخليفته تلك القيادة الربانية وهم في الحقيقة يبحثون عن أمتيازات ومصالح فإذا وجدو أن القائد الرباني يأمرهم بالتقوى ويرفض ضغوطهم فإنهم قد يلجأون للمعارضة والإنشقاق، وهم بذلك يبارزون الله، وهذا الإختيار السيء سوف ينتهي بهم إلى الكفر بالمبادئ الايمانية وإلى جهنم.
وهذا ما يجعل المؤمن يفكر مرتين قبل أن يقدم على مقاومة القيادة بسبب تصلب القيادة في تطبيق الحق والقانون على الجميع ومثال سيء لهؤلاء هم الناكثين والقاسطين والمارقين اللذين خالفو أمير المؤمنين "ع" ...
5⃣ لا تتبع الأكثرية من الناس :
أكثر البشر يتبعون أهواءهم، ويجعلون هوى الذات وحب النفس والمصالح محوراً لتحركهم، فهم لا يهدفون أبداً الوصول إلى الحق حتى يبحثوا عن السبيل الذي يوصلهم اليه، وهو العلم وإنما يتراوحون بين الظن والخرص، لأنهم لا يملكون الهدى الرسالي، ولا يبلغه إلا من جاهد نفسه وزكاها .
أما من يقول كلام عن توهم وظن وتخمين بعيدا عن العلم لايعدو كونه من الخراصين الكاذبين .
وأيا يكن اسماء هاؤلاء وصفاتهم ومذاهبهم فحقيقتهم واحدة فاليهود والنصارى والشعراء ومن يتظاهر بالاسلام من وعاظ السلاطين واصحاب الاقلام المأجورة اللذين يتمحورون حول مصالحهم وأهوائهم ويحاربون الحقيقة وكلهم ينعقون بالباطل ..
فلا شرعية لإتباعهم وإنما النجاة بالإعراض عنهم وإجتنابهم .
6⃣ إعرض عن الجاهلين :
وذلك أن الجهل أرضية أكثر العقائد الفاسدة وجذر أكثر المعاصي
وعادة الجاهل لا يعرف تقصيره ولا يقبل النصيحة ولا يرتدع بالموعظة ميالا الى اللعب واللهو ينخدع بالمظاهر وحاله دائما بين الافراط والتفريط ..
وحتى إن ملك الاموال وحكم البلاد يبقى جاهلا فتستفزه الاطماع وتنطلي عليه الخدع ولن يأخذ بيد من أتبعه الا الى حيث النهاية المأساوية .
لذلك أوصى ربنا موسى وهارون بقوله :
{ فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَـمُونَ }
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸قناة مادة : من هدى القرآن :
https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🔸مدرسة الامام الهادي "ع" الرسالية:
http://www.tg-me.com/Alamamalhadey
🔸مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية التمهيدية :
https://www.tg-me.com/AlamamalhadeIHPS

◈دروس من هدى القرآن : الدرس (75)

◈عنوان البحث : (الرضا )
◈عنوان الدرس ( الرضا من صفات المؤمنين )

◈الاستاذ : أبو باقر محسن اليماني
____
▪ رابط ارشيف مادة (من هدى القرآن )
https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🔹للتواصل مع إستاذ المادة على
البوت التالي:
@abobagermohsen14bot

درس من هدى القرآن -
عنوان البحث : الرضا
عنوان الدرس : { الرضا من أهم صفات المؤمن }

قال الله تعالى : { إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
من سورة الأنفال- آية (2)

في درس اليوم سوف نتحدث عن ثلاث نقاط تتصل بمفهوم الرضا :

💠أولا : الرضا من أعظم صفات المؤمنين الأساسية :
هناك صفتان رئيسيتان للمؤمنين لو لم توجد في شخص فعليه أن يشك في إيمانه وهما الخشية والرضا :
🔹ألف: الخشية من الله :
إن معرفة المؤمن بربه تصل الى درجة الخوف منه سبحانه ، وكلما ذكر عنده لأنه يعرف عظمته وقدرته واحاطته به علماً وسمعاً وبصراً، فلماذا لا يخاف منه وقد استخدم القرآن الحكيم هنا كلمة الوجل ونسبها إلى القلب فقال: [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ].
فماذا يعني الوجل؟.
ربما معناه التحرك و الاهتزاز والتأثر فلا ريب أن المؤمن بين مخافتين بين ذنب مضى وبين مستقبل لا يعرف مالذي سيحصل فيه لذلك دائما هو يخاف مقام ربه ويخشاه ويتقيه ولا يأمن مكره .

🔹بــاء: الرضا والذي من أبعاده الايمان والتسليم واليقين والإطمئنان لأن قلوب المؤمنين تتأثر بذكر الله ولذلك فإنها تستوعب الآيات، فإذا ذكروا بآيات الله يزدادون ايماناً ويقين وتطمئن قلوبهم والسبب أن المؤمنين عندما يستمعون إلى الآيات فإن إستماعهم يتم من دون حجاب الكفر والجحود، أو حجاب الفجور والفسوق.

🔹وبالعكس حال المنافق الذي لايزيده إستماع الآيات إلا كفرا وجحودا لأنه يفسرها عكسيا، ويتحصن ضدها كلما تكررت عليه باعتباره معقد تجاهها، ومصمم سلفا على عدم قبولها.

ومن هنا فكلما زاد إيمان الفرد زاد اطمئنانه برحمة الله، وبحسن تدبيره، وبالتالي ازداد ثقة بأن ربه سبحانه لا يقطع به الحبل في منتصف الطريق، وإنه لو التزم بالمنهج السليم الذي أمر به الله فإن سنن الحياة وقوانين الطبيعة والتأييد الغيبي سوف تساعده في شؤونه ولذلك فهو يتوكل عليه .

ولا شك فإن الرضا واليقين والطمأنينة والسكينة .. أهداف كبيرة يجب أن يسعى الفرد من أجل تحقيقها في ذاته. وبإمكاننا أن نسعى من أجل الحصول على اليقين الذي هو ادنى درجات الرضا وذلك عن طريق تأمل آيات الله في الكون، والتدبر في آيات الله في القرآن ....

💠 ثانيا : ماذا يعني الرضا ؟
الرضا الذي هو من الصفات الاساسية للمسلم ماذا يعني ؟؟
الجواب : يمكن أن نوضحه في عدة نقاط :
1⃣ الرضا هو إيمان الإنسان بمحورية الحق في هذه الحياة وأن الحق هو الأساس في الدين والحياة.
🔹 مثال 1 : فاذا كان هناك إنسان أسود اللون في مجتمع يكون السواد فيه قيمة سلبية، فلا يجوز أن يموت قلقاً ويقول: لماذا خلقني الله هكذا؟.

🔹مثال 2 : وإذا كان هناك رجل قصير في مجتمع كل أبنائه طوال القامة، فليس له أن يقلق نفسه ويغتاظ وينظر إلى الحياة عبر نظارة سوداء لأنه قصير القامة.
2⃣ والرضا هو إعتراف الإنسان وتسليمه واقتناعه بدوره المحدد له في الحياة وبحالته المتميزه في المجتمع، ثم الشروع إبتداء من تلك النقطة للتحرك إلى الامام،.. فمن يقف في أعلى الجبل، فإن الرضا بالنسبة إليه هو إعترافه بأنّه فوق الجبل، وعليه أن يتحمل مسؤوليته كإنسان واقف فوق القمة.
🔹أمّا الذي لا يزال في السفح أو الذي يعيش في الوادي فيجب أن يرى نفسه حيث هو حتى يبدأ من تلك النقطة المنحدرة فيرتفع إلى الأعلى
هذا هو معنى الرضا ..

💠ثالثا : المجتمع المسلم هو مجتمع الرضا :
اليس كل فرد في المجتمع المسلم يؤمن بحجمه ودوره، وتكون نظرته إلى نفسه وإلى إمكاناته وإلى موقعه الاجتماعي وإلى واجباته في هذا الموقع نظرة سليمة، نظرة الحق، نظرة لا تتبع الهوى أو الأماني.

والقرآن الكريم يعيب على طائفة من أهل الكتاب كانوا لا يعرفون الكتاب إلّا أماني...
فقد كانوا يحملون آيات الكتاب على آرائهم الموافقة لأهوائهم، وبالذات فيما يرتبط بتبرير فسادهم وخداع أنفسهم بأن العذاب لا يشملهم لأنهم أبناء الله وأحباؤه، أو لأنهم من أولاد الأنبياء الكرام أو ما أشبه ، والواقع يعتبر هذا أوضح معاني الأمنية.

وبالعكس من ذلك تكون معرفة المؤمن التي لا تحيد عن الحق ولا تستبدل العلم بالهوى وإنما يجاهد أبدا من أجل الوصول الى حالة اليقين والإطمئنان والرضا ولا راحة للمؤمن من دون ذلك وقد جاء في الرواية :
عن الإمام الصادق (عليه السلام): الروح والراحة في الرضا واليقين، والهم والحزن في الشك والسخط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸قناة مادة : من هدى القرآن :
https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🔸مدرسة الامام الهادي "ع" الرسالية:
http://www.tg-me.com/Alamamalhadey
🔸مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية التمهيدية :
https://www.tg-me.com/AlamamalhadeIHPS

◈دروس من هدى القرآن : الدرس (76)

◈عنوان البحث : (الرضا )
◈عنوان الدرس ( حقيقة الرضا في القرآن )

◈الاستاذ : أبو باقر محسن اليماني
____
▪ رابط ارشيف مادة (من هدى القرآن )
https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🔹للتواصل مع إستاذ المادة على
البوت التالي:
@abobagermohsen14bot

🔹ملخص الدرس 76( الرضا في القرآن الكريم ‏)
____________________________
🔹قال الله تعالى { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }
صحيح أن الرضا غير موجود في الدنيا، ولكن الإنسان المؤمن هو الوحيد الذي يمكنه أن يرضى، لأن الله تعالى يمنحه الرضا وحالة الاطمئنان في نفسه، وهذا هو الأمل الذي يدفع المؤمن إلى التحرك المستمر، لأن النهاية هي الرضا، والرضا هو( قمة العطاء).

🔹 وكما تأكد لنا فإن صفة الرضا هي من أعظم صفات المؤمنين، ويعبِّر القرآن الحكيم عنها بعدة عبارات متقاربة المضمون، ومنها ما حاولنا إيجازه في النقاط التالية :
1⃣ ,بالرضا حيث قال ربنا : يَآ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي‏ )
🔹فالرضا هو إقتناع الانسان بالحق قناعة راسخة ويتجلى عند المؤمن في كل الاحوال لاسيما عندما يأتيه النداء الإلهي عند وفاته: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} حيث يكون في راحة وقد شملته البشرى، وعمه الفرح..
🔹هنالك يستطيب الموت وتكون نفسه راضية كل الرضا به لأنه عائد إلى ربه الرحيم الذي يستضيفه بالقول: { ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً }
🔹 لقد اطمأنت أنفسهم إلى بارئها، وتوكلوا على الله، وسلموا لقدره وقضائه، ولم يبطرهم الغنى، وما اعتبروه صك الغفران، ولم يهزمهم الفقر، وما اعتبروه لعنة إلهية.. لذلك فإن الله يرضيهم بنعيم الأبد، وينبئهم بأنهم مرضيون، وما أحلى ساعة اللقاء بحبيبهم وأنيسهم، وما أروع كلمات الرضا المتبادلة، بين العبد المؤمن وربه الكريم ..

2⃣ وقد يعبر عن الرضا باليقين كدرجة من درجاته كما قال ربنا :
{ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِايَاتِنَا يُوقِنُونَ‏ }
🔹فاليقين عبارة عن تطابق قناعة الانسان مع الحق الموجود بكل أبعاده وتجلياته ومن ثم إطمئنان الذات بحصيلة كشفها عن الحقيقة،
🔹 وإذا كان ربنا يصف أنبيائه وأوليائه بالموقنين فيعني ذلك أنهم وصولو إلى مستوى رفيع من الإيمان بالله، وبآياته وبالحق كله لا يمكن أن يصيبهم بعده الوهن ، كما أنهم لايمكن أن يرتابو في طريق الحق، سواء حالفهم النصر أو تعرضو لحالة مغايرة مرحليا لأن يقينهم بالحق لا يرتبط بنصر او هزيمة ظاهرية ومرحلية .

3⃣ وقد يعبر عن الرضا في القرآن بالصبر:
🔹كما نستوحي من قوله تعالى { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ‏ }
🔹الصبر والاستقامة أمام عواصف الشهوات ونزول‏ المصائب واشتداد المكاره دليل على قوة الإيمان ، فلا تتأثر إرادت المؤمن الصلبة بالضغوط المختلفة وإن عظمت وتصاعدت.
🔹وقد وضح أمير المؤمنين عليه السلام شعب الصبر ومماقال ( فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات .)
🔹ومن هنا كان الصبر قرين اليقين واليقين أدنى درجات الرضا وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فهو لباب التوحيد وجوهر الإخلاص، ودرع الاستقلال، وأجره عند الله لا يبلغه العادون فهو بلا حساب.
🔹 هكذا روى الإمام الصادق "ع" عن النبي "ص" : (إِذَا نُشِرَتِ الدَّوَاوِينُ وَنُصِبَتِ المَوَازِينُ لَمْ يُنْصَبْ لِأَهْلِ البَلَاءِ مِيزَانٌ وَلَمْ يُنْشَرْ لَهُمْ دِيوَانٌ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَة { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

4⃣وقد يعبر عن الرضا بالتسليم:
قال ربنا : { انَّ اللَّهَ وَمَلآَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الاحزَاب}
🔹فالرسول وسيلة المؤمن للتقرب الى الله ومن خلال التسليم للرسول والرضا به ولمن أمر الرسول باتباعه، ومن خلال حب الرسول وحب من أمر بحبهم يمكن للمسلم أن يصل الى رضا ربه .
🔹وقد يعبر عن الرضا بالإسلام، الذي هو تعبير عن التسليم وباعتبار أن هذه الحالة تسبب خضوع صاحبها ورضاه التام لمناهج الله فإنها تسمى بالإسلام أو التسليم.
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَن يُقْبَل منه َ }
6⃣وقد يعبّر عن الرضا بالاطمئنان:
🔹قال ربنا مخاطبا ابراهيم { قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي‏ }
ذلك إن الإيمان درجات ومن أعلاها: درجة اليقين والاطمئنان، الذي يطرد تماما شيطان الشك من النفس، ولا يعود الإنسان يرتاب أبدا فتسكن النفس (الطمأنينة) وتستقر.
🔹 فقد طلب عليه السلام الرؤية والمشاهدة عيانا لكيفيّة حصول البعث فهو لم يكن شاك في البعث نفسه. لذلك كان جوابه:" بَلَى‏ " فيقطع التوهم؛ بأن الخليل انتابه شك.
🔹وقد أرى الله الخليل عليه السلام (الكيف)، كما أنه أراه من ملكوت خلقه:
كما قال سبحانه { وَ كَذلِكَ نُري إِبْراهيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ اْلأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنين }

7⃣ وقد يعبر عن الرضا بالسكينة :
وذلك باعتبار إنعكاس هذه القناعة على النفس البشرية وإعطائها الهدوء، تسمى بالسكينة.
🔹قال تعالى : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْـمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ....}
🔹والسكينة من (السكون)، ومعناها اطمئنان النفس وما يزيل كل أنواع الشك والتردّد والقلق والخوف والحزن من الإنسان ويجعله ثابت القدم في الحوادث صلب الإيمان !
👈🏽 ولذا كان سبب إنزال السكينة على المؤمنين كما قال ربنا : { لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ}.
وهنا يعبّر القرآن الحكيم عن تلك الحالة النفسية التي يعيشها المؤمن وهي حالة السكينة والهدوء بأنها بسبب تأييد من قبل الله سبحانه وتعالى .
🔹🔹وهكذا فإن كل هذه التعابير صفة لحالة واحدة، هي قبول الواقع الحق، والابتداء من ذلك الحق للوصول للأهداف و التطلعات، الابتداء من حيث أنا ثم أتحرك إلى الامام من أجل الارتقاء إلى الأعلى ما أستطعت .
💠 نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الرضا واليقين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸قناة مادة : من هدى القرآن :
https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🔸مدرسة الامام الهادي "ع" الرسالية:
http://www.tg-me.com/Alamamalhadey
🔸مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية التمهيدية :
https://www.tg-me.com/AlamamalhadeIHPS

3⃣ وقد يعبر عن الرضا في القرآن بالصبر:
🔹كما نستوحي من قوله تعالى { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ‏ }
🔹الصبر والاستقامة أمام عواصف الشهوات ونزول‏ المصائب واشتداد المكاره دليل على قوة الإيمان ، فلا تتأثر إرادة المؤمن الصلبة بالضغوط المختلفة وإن عظمت وتصاعدت.
🔹وقد وضح أمير المؤمنين علي عليه السلام شعب الصبر ومماقال ( فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات .)
🔹ومن هنا كان الصبر قرين اليقين واليقين أدنى درجات الرضا....
____________________________
🔹من درس (الرضا في القرآن )
🔸قناة مادة : من هدى القرآن :
https://www.tg-me.com/hadaaalquran

◈دروس من هدى القرآن : الدرس (77)

◈عنوان البحث : (الرضا )
◈عنوان الدرس ( كيف نحصل على الرضا؟ )

◈الاستاذ : أبو باقر محسن اليماني
____
▪ رابط ارشيف مادة (من هدى القرآن )
https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🔹للتواصل مع إستاذ المادة على
البوت التالي:
@abobagermohsen14bot

كيف نحصل على الرضا ؟؟

قال الله تعالى : {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى }

لا شك أن من صفات المؤمن الاساسية هو الرضا وذلك يعني إيمان الإنسان بمحورية الحق في هذه الحياة و هو بالتالي إعتراف الإنسان وتسليمه واقتناعه بدوره المحدد له في الحياة وبحالته المتميزه في المجتمع، ثم الشروع إبتداء من تلك النقطة للتحرك وتحمل المسؤلية ، ومن أجل الحصول على صفة الرضا في أنفسنا يتوجب علينا القيام بالتالي :

1⃣التسليم لله و التمسك بحبل الله :
القرآن في آيات عديدة يؤكد بأن التسليم لله هو التمسك بحبله المتين، وبالعروة الوثقى والهدف من ذلك علاج عقدة مستعصية عند البشر هي عقدة الخوف من المخلوقات، هذا الخوف الذي يدفعه نحو الخضوع للمخلوقين والشرك بالله العظيم وهو مستنقع الظلم والشقاء ، بينما الرب يؤكد بأن من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وبالتالي لايخاف ولا يحزن ، وأنه لا أمان للإنسان إلا بالتوحيد الخالص ويتحقق في الواقع والحياة من خلال التسليم للقيادة الشرعية المتمثلة في النبي و أئمة الهدى، والرضا بولاية من أمر الله بولايتهم من خلفائهم .

2⃣ الصبر : عدم التأثر بكلام الكفار وأفكارهم السلبية وعدم مجاراتهم في كلامهم وكذلك الصبر على الطاعة والصبر على مكاره الدهر وذلك أن الإيمان صبر وشكر
جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عله واله: (الْإِيمَانُ نِصْفَانِ نِصْفٌ فِي الصَّبْرِ وَنِصْفٌ فِي الشُّكْرِ).
والواقع، أن الشكر و الصبر يشعان من مشكاة واحدة هي التسليم لله ولقضائه، والإيمان بأنه الواهب المتفضل المنان، فيتجلى الشكر عند النعمة، والصبر يتجلى عند النقمة .
ولعل أعظم ما في الصبر و الشكر هو تنمية روح الرضا في النفس بعيدا عن الغرور والفخر والكبرياء، والنفس الراضية تستدر ثواب الله، وتسعد في الدنيا وأعظم من الدنيا في الآخرة .

3⃣ ذكر الله على الدوام :
فمن أراد الرضا فعليه بإدامة الذكر والدليل في قول ربنا سبحانه :
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى }
ولأن الحياة بدون الذكر إنما هي عذاب و شقاء كما قال ربنا { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا }
فالمعيشة الضنك هي معيشة الإنسان التي تحبس نفسه بسببها في زنزانة السخط على الحياة بسبب إعراضه عن الذكر ، أما المعيشة الرحبة فهي معيشة الإنسان الذاكر المؤمن بالذكر وهو القرآن أو من يحمله من المذكرين به في كل زمان .
كذلك فإن الحمد والتسبيح وصلوات الليل والنهار تحكم الرابطة بين الإنسان وربّه إلى درجة لا يفكّر فيها بأي شيء سواه، فلا يخاف من الحوادث الصعبة، ولا يخشى عدوّاً باعتماده على هذا السند والعماد القوي، وبهذا سيملأ الهدوء والإطمئنان وجوده.

4⃣ بالتفكر والتدبر نزداد رضا:
إن الرضا واليقين والطمأنينة والسكينة .. أهداف كبيرة يجب أن يسعى الفرد من أجل تحقيقها في ذاته ولقد كان إبراهيم عليه السلام يتضرّع إلى الله سبحانه وتعالى لكي يريه كيف يحي الموتى لكي يطمئن قلبه.
ونحن بدورنا نسعى من أجل الحصول على اليقين عن طريق :
✅ تأمل آيات الله في الكون.

✅ والتدبر في آيات الله في القرآن. يقول القرآن الحكيم: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ‏ }فقلوب المؤمنين طاهرة تتأثر بذكر الله وبالتالي تستوعب الآيات، فإذا ذكروا بآيات الله يزدادون ايماناً، لأن استماعهم إلى الآيات يتم من دون حجاب الكفر والجحود، أو حجاب الفجور والفسوق.
5⃣ بتقوى الله حق تقاته :
أولياء الله هم المتقون وهم اللذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون وهم بالتالي يتجنبون كل ما يسبب العذاب والشقاء ، ومن هنا فإن زيادة التقوى تكون ثمرتها زيادة الرضا والإطمئنان وهذا ما يؤكده ربنا سبحانه في قوله:
{ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى }
ومن أبرز صفات: [الأَتْقَى]
🔹 العطاء : فالمتقي ينفق مما رزقه الله لكي يطهر قلبه من الشح والبخل وحب الدنيا ( الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى) ينفقون أموالهم لكي لاتكون عليهم حسرة، إنما يبحثون عن الزكاة، ونقاوة القلب
( وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى) لا يريدون جزاء ولا شكورا ..
إنما ينفق لوجه الله، وابتغاء مرضاته، وسعيا وراء الجنة التي وعد الله المنفقين (إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى) ووجه الله رضاه وما أمر به، ومما أمر به طاعة أوليائه.
ومن كانت هذه صفاته فإن ربنا سبحانه يؤكد ويبشر بأنه سوف يرضى .

💠 وأخيرا؛ يزرع الإسلام الرضا في قلب الإنسان، ليبقى مطمئنا آمنا بعيدا عن الأمراض النفسية والتوترات العصبية وما ينغص الحياة من مخاوف الموت والحرص والطمع والحسد وغيرها.

فالإسلام يعلم البشر: كل نفس ذائقة الموت‏، ويؤكد له ضرورة التوكل على الله تعالى وتفويض الأمر إليه، إضافة إلى أهمية اعتبار المؤمن الدنيا برمتها جسرا إلى عالم آخر له حساباته الخاصة تكون التقوى أعظم زاد يحمله المؤمن كي يتجاوز أهواله .
والمؤمن يمتاز بصفة الرضا، والرضا نصف السعادة. وهذا الرضا يفتح أمام عينيه أفقا راقيا.
لذا ينبغي علينا أن نطلب من الله تعالى أن يرزقنا من اليقين ما يهون علينا مصائب الدنيا ونرضى بما قسم لنا. وهذا الرضا جزء أساسي من السعادة؛ لأن السعادة قبل أن تكون في واقع الإنسان هي في قلبه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸قناة مادة : من هدى القرآن :
https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🔸مدرسة الامام الهادي "ع" الرسالية:
http://www.tg-me.com/Alamamalhadey
🔸مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية التمهيدية :
https://www.tg-me.com/AlamamalhadeIHPS

◈دروس من هدى القرآن : الدرس (78)

◈عنوان البحث : (الرضا )
◈عنوان الدرس : كيف نفوز برضوان الله ؟

◈الاستاذ : أبو باقر محسن اليماني
____
▪ رابط ارشيف مادة (من هدى القرآن )
https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🔹للتواصل مع إستاذ المادة على
البوت التالي:
@abobagermohsen14bot

ملخص الدرس ( كيف نفوز برضوان الله ؟)
لكي يفوز الانسان برضوان الله الذي هو أعظم من الجنة ومن كل عطاء لابد له من إلتزام المبادئ التالية :
1⃣ الطاعة للقيادة الربانية :
🔹 الإلتزامَ بالعهد مع الله ومع أولياؤه يستنزل رضوان الله وثوابه، فقد وسعت مرضات الله المؤمنين حين بايعوا رسول الله على القتال حتى الموت بين يديه، وذلك قبل أن يبرم ما سمي بصلح الحديبية ، فلما رأى المشركون عزم المؤمنين على الحرب والاستقامة قبلوا بالصلح.
🔹إن الله سبحانه قد يقبل بيعة المؤمنين، ويغفر ذنوبهم كلها. أليست الحسنات يذهبن السيئات؟ بلى..
🔹 إن الموقف البطولي يساوي عند الله الشيء الكثير، ويرجح في ميزان المؤمن على كل عمل، ولعله لذلك يغفر الله للشهيد كل ذنوبه.
🔹وكما كانت بيعة المؤمنين للرسول
سببا لرضى الله عنهم، وكذلك سببا لنصرهم فكذلك يرضى الله عن عباده الذين ينصرون ويطيعون أولياءه .

🔹ومن هذه الحادثة يجب أن نستفيد عبرة مهمة وهي ضرورة الطاعة للقيادة في السلم وفي الحرب، وعدم اتباع الآراء الشخصية والعواطف المثارة، لأن الطاعة للقيادة الرسالية هي الطريق إلى الهداية الحقيقية [وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً]. ومنها يمكن الوصول الى رضوان الله .

2⃣ البرائة من أعداء الرسالة :
من هنا كان التولي الصادق لحزب المؤمنين وقيادتهم أهم وأبرز مقياس للإيمان وللانتماء الحقيقي للمؤمنين ، أما أولئك الأدعياء الذين يَدَّعون الإيمان في الظاهر ولكنهم يحتفظون بعلاقات حميمة نفسية وسياسية مع حزب الشيطان (أعداء الرسالة من الكفار والمشركين والمنافقين) فإنهم كاذبون وإن حلفوا بالأيمان المغلظة، وعليهم أن ينتظروا عذاب الخزي لأن الله شاهد على واقعهم الذي ينطوي على الولاء لأعداء الله والرسالة، وأعداء المؤمنين والقيادة الرسالية..
🔹 إن هؤلاء المنافقين ذوي الشخصيات المزدوجة كانوا يبحثون عن المناصب والرفعة باعتبارهم الأكثر مالا، وأتباعا، ولما في نفوسهم من المرض فتراهم يوادون الاعداء دون حرج .
🔹أما المؤمنين الحقيقيين، الذين هم حزبه المفلحون، فإنهم يتبرؤن من أعداء الله ورسوله ورسالته، [وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ]، مما يدل على تجذر الإيمان في قلوبهم، وإخلاصهم للحق، وتأييد الله لهم بروح منه، إنهم يرون الحق متمثلا في الرسالة، والقيادة الإلهية المتجسدة في الرسول، والأئمة، والعلماء المخلصين من بعدهم [أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ] الذين يستحقون تأييده وجناته ورضوانه، وذلك هو الفلاح.

3⃣ أن نكون من الصادقين :
🔹 إن الصدق هو الابتعاد عن التبرير والنفاق والتهرب من المسؤولية بأسلوب أو آخر، إن هذا الصدق، هو أهم عمل صالح يقوم به الإنسان، إذ انه يدفعك إلى تحمل مسؤولياتك وأدائها أداء حسناً.
🔹ُإن الصادقين يسعون دائما من أجل تطبيق أعمالهم حسب أوامر الله والتزموا الصدق، ووافقت أفكارهم وأقوالهم الحق، فكان جزاؤهم من الله الرضا، فهو رضي عنهم وهم رضوا عنه.
🔹إن تبادل الرضا بين العبد وبين ربه، يأتي نتيجة انسجام العبد مع الحق، في ممارسته.. في تفكيره.. في كلامه، وفي علمه.
يقول القرآن الكريم : { قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
من سورة المائدة- آية (119)

4⃣ الإيمان والعمل الصالح :
🔹 (خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) هم اللذين آمنوا بأفضل نبي وهو محمد "ص"، واتبعوا أكمل منهج وهو القرآن ، واهتدوا بأبلج نور وهي القيادة الربانية ...
🔹 وقد روي عن جابر أنه َأَقْبَلَ عَلي عليه السلام الى النبي وحوله أصحابه فَقَالَ النبي صلى الله عليه واله: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ هَذَا وَ شِيعَتَهُ لَهُمُ الْفَائِزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَة وَنَزَلَتْ: [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ]، فَكَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله إِذْ أَقْبَلَ عَلِيٌّ قَالُوا قَدْ جَاءَ خَيْرُ الْبَرِيَّة"
🔹 وعن سبب نزول الاية السابقة ايضا قال إبن عباس : قال رسول الله " ص" لعلي: "هُوَ أَنْتَ وَشِيعَتُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَاضِينَ مَرْضِيِّينَ".
🔹 فما هو المقياس لخير البرية ؟؟ هل كثرة الأموال والأنصار؟ كلا..
بل لأنهم آمنوا فكانوا يخشون الله ويخافون مقامه ويعملون الصالحات مااستطاعوا فكان جَزَاؤُهُمْ رضوان الله والجنة ، أما الثروات والأولاد فإنها فتنة وابتلاء يقدرهما الله للناس جميعا فالمؤمن والكافر فيها سواء .

5⃣ أن نكون من السابقين أو التابعين لهم بإحسان :

🔹 وذلك أنالسابقين الأولين هم أفضل من غيرهم ...لماذا ؟؟
👈🏽 لأنهم بادروا إلى قبول الرسالة بإرادة صلبة تتحدى الصعاب، ولا تستسلم لضغوط الطغاة ولا للإعلام الفاسد المضلل.
🔹 كما أنهم يحملون الحب القلبي الصادق لمن يلحق بهم ، فلا يرون أنهم غرباء أو دخلاء، ولا يريدونهم أن يكونوا مجرد تابعين لهم، ولا أن يستثير وجودهم وتنافسهم ولا حتى اختلافهم معهم أي حقد وحسد، ولا أي لون من الحساسيات السلبية، لأن رابطتهم ببعضهم أكبر من كل ذلك. إنها رابطة الإيمان والجهاد.
🔹 إن هذا المستوى الرفيع من الأخلاق ناتج عن رسوخ الإيمان الذي تجاوزوا من خلاله شح أنفسهم من (الأهواء والشهوات، والمصالح) كما أنهم تحرروا عن أغلال الوطنية والقومية والعنصرية والطبقية والحزبية، وأصبحوا مثلما قال الإمام الصادق عليه السلام: "مَنْ أَحَبَّ لله وأَبْغَضَ لله وأَعْطَى لِلَّهِ فَهُوَ مِمَّنْ كَمَلَ إِيمَانُهُ" وبذلك كانو ممن رضي الله عنهم .

🔹 وأما الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ فقد شملهم رضوان الله لأن إتباعهم كان صادقا ولم يكن بنفاق أو من أجل مصلحة خاصة بل خالصا لله سبحانه ، ومن هنا كان هؤلاء في صف السابقين الأولين لأنهم محسنين أهل العطاء والتضحية والإنفاق من جهة ومن جهة ثانية معيارهم الأحسن في إتباعهم لمن سبقوهم بالإيمان فهم لايقدسون السلف بالمطلق وإنما يتحاشون أخطائهم و يقيِّمون السابقين بواقعية، ويعرضون أفكارهم ومواقفهم على موازين الشرع (القرآن والسنة والسيرة المعصومة) فما وافقها احترموه وتأسوا به، وما خالفها ضربوا به عرض الحائط

ومع كل ذلك فإنهم يحترمونهم ويسألون الله لهم المغفرة والرحمة كما نقرأ في قول الله عز وجل : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }.....من سورة الحشر- آية (10)

6⃣ العمل في سبيل الله :
🔹إسماعيل أحد الأنبياء اللذين رضي الله عنهم وقد خصه برضاه في سورة مريم آية( 55) وعندما نتدبر في سياق الايات التي تحدثت عن هذا النبي العظيم نجد أن القرآن ذكر له الصفات التالية :
👈🏽1- صادق الوعد :
إن هذا الصدق يعبر عن عظيم إخلاقه لقد كان يوفي بوعده حتى أنه تواعد مع شخص خلف جبل، فنسي الرجل موعده ولكن إسماعيل ظلَّ ينتظره عاماً.وحدث أن مر الشخص صدفة في نفس المكان فوجد إسماعيل ينتظره، فلذلك سمي بصادق الوعد كماقيل ، ومن هنا نفهم أن التحلي بمكارم الإخلاق ضرورة لمن أراد أن يكون مرضيا عند ربه العظيم .
👈🏽2- رسولا نبيا :
إن الرسالة كنز عظيم ومسؤلية كبيره وحملها بأمانة وإخلاص ونشرها بين الناس من أجل هدايتهم عمل عظيم وحتى لو لم يهتدي الا رجل واحد لكان ذلك خير للداعي الى الله مما طلعت عليه الشمس كما في الحديث ..
👈🏽3- كان يأمر أهله بالفرائض وعلى رأسها الصلاة والزكاة :
🔹وهذا يعني أنه كان مهتما بتربية أهله تربية إيمانية قبل إهتمامه بالآخرين وذلك عن طريق ربطهم بالله برابطة الإيمان من خلال الصلاة، وكذلك الزكاة بالمعنى الخاص او بمعنى مطلق العطاء والإنفاق، وهي بنوعيها تربي الاهل و الأبناء على الخروج من الذات إلى الاهتمام بالآخرين.
قال الله تعالى { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ○ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا }
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸قناة مادة : من هدى القرآن :
https://www.tg-me.com/hadaaalquran
🔸مدرسة الامام الهادي "ع" الرسالية:
http://www.tg-me.com/Alamamalhadey
🔸مدرسة الامام الهادي (ع) الرسالية التمهيدية :
https://www.tg-me.com/AlamamalhadeIHPS