Telegram Web Link
الملخص :"زينة الحياة الدنيا وسبل التعامل معها"

🔶 فلسفة زينة الدنيا وهدفها

⚡️الدرس يدور حول فهم فلسفة "زينة الدنيا" في ضوء الآيات الكريمة (الكهف: 7–8)، وهي أن الله جعل ما على الأرض زينة لغاية عليا وهي الابتلاء الذي يُميز فيه من يُحسن العمل لأجل الآخرة ومن يغتر بالدنيا ويجعلها غاية.
⚡️﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا﴾: أي أن كل ما على الأرض من جمال وزينة ومتاع هو جعل إلهي مقصود، لا عبث فيه.
⚡️الغاية: ﴿لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾، فالزينة ليست للتمتع المفرط، بل لاختبار الناس: هل يعلو إيمانهم ويُحسنون العمل؟ أم يسقطون في حب الدنيا؟
⚡️التمييز بين "أحسن" و"حسن": الله لا يطلب مجرد العمل الصالح، بل أحسنه، أي الأكمل نيةً، وإخلاصاً، واتباعاً للحق.
🔶 جاذبية الزينة وخطورتها

⚡️الزينة ليست مجرد مشهد خارجي، بل تمتد إلى القلب وتشده.
⚡️لأن الإنسان مخلوق من تراب الأرض، فهناك سنخية وجاذبية طبيعية بينه وبين ما على الأرض من زينة.
⚡️هذه الجاذبية تشكل خطراً، فلا ينجو منها إلا من زكّى نفسه وأخلص لله.
⚡️الابتلاء ليس في المصائب فقط، بل في النعم أيضاً. الغِنى، الجمال، الأولاد... كلها زينة لكنها تمثل امتحاناً.
🔶 رؤية أهل الإيمان للزينة

⚡️قال الإمام السجاد (ع): «إِنَّ ٱللَّهَ لَمْ يُحِبَّ زَهْرَةَ ٱلدُّنْيَا لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِهِ»، فالله لم يجعل الدنيا مغنماً لأوليائه بل جعل لهم الآخرة.
⚡️الزهد ليس ترك الدنيا، بل عدم التعلّق بها. أن تملكها ولا تملكك.
⚡️«ٱلدُّنْيَا مَزْرَعَةُ ٱلآخِرَةِ»: لا يصح أن تتخذ المزرعة سكناً، بل تعبر منها وتستثمرها لما بعد الموت.
⚡️قال الإمام علي (ع) لجابر الأنصاري: ذكّره أن كل لذائذ الدنيا في حقيقتها تافهة أو مستقذرة، رغم مظهرها الجذاب.

🔶 الصراع بين الزينة والروح

⚡️الابتلاء الحقيقي في التوازن: أن تستخدم الزينة وسيلة لطريق الآخرة، لا أن تغتر بها.
⚡️الإنسان الذي يجعل الدنيا قبلته، يضل. فالناس اليوم يتأوهون على الدنيا، وهمّهم الأكبر فيها، كأنها غاية الخلق!!
⚡️القرآن هو صمام الأمان لفهم حقيقة الدنيا والعمل لأجل الآخرة.
🔶 أمثلة عملية من أهل الزهد

⚡️سلمان المحمدي، عندما تولى على المدائن، دخلها بلا زينة ولا حاشية ولا حراس، وسكن غرفة صغيرة بجوار القصر ورفض القصور.
⚡️وفي فيضان المدائن، بينما الناس انشغلوا بأموالهم، كان هو أول من صعد الجبل حاملاً فقط متاعه القليل، قائلاً: «فَازَ ٱلْمُخَفَّفُونَ، فَازَ ٱلْمُخَفَّفُونَ».
🔶 موازنة رسالية ضرورية

⚡️الزهد لا يعني تحريم الزينة: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾، ولكن الزهد الحقيقي كما قال أمير المؤمنين (ع): «أَنْ لَا تَمْلِكُكَ ٱلدُّنْيَا وَإِنْ مَلَكْتَهَا».
⚡️المؤمن يجعل من زينة الدنيا وسيلة للقرب من الله من خلال اغتنامها في التوجه إلى الله وليس حجاباً عن الله.
⚡️التوازن القرآني: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾، هذه هي روح الزهد.
🔶 الرسالة التربوية

⚡️الدنيا ليست دار قرار بل دار اختبار، زينتها فتنة، فلا تتعلّق بها، بل استثمرها للآخرة.
⚡️كن من «أَحْسَنَ عَمَلًا»، لا فقط من "عمل حسناً".
⚡️قاوم الزينة بروح القرآن، وسيرة أولياء الله وكن من «ٱلْمُخَفَّفِينَ»، الذين تزودوا للآخرة وتركوا التعلّق بالزائل.
━━━━━━━━━━━━━━━
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امتحان الله للبشر بزينة الحياة الدنيا(20)
📖 تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (20)

🔹 الموضوع:
امتحان الله للبشرية بزينة الحياة الدنيا.


🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملخص درس: امتحانُ اللهِ للبشرِ بزينةِ الحياةِ الدنيا

🔶 تمهيد:

الحياةُ ليست عبثًا… بل هي امتحانٌ دقيق، وصيغةُ الوجودِ ليست ارتجالًا… بل سُنّةٌ مُحكمة.
قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا وَإِنَّا لَجَٰعِلُونَ مَا عَلَيۡهَا صَعِيدٗا جُرُزٗا ﴾ [الكهف: 7].
🔶 الدنيا… زينة لكنها مؤقتة:

💥اللهُ جعلَ ما على الأرضِ زينةً، لكنه لم يجعلْها غايةً، بل وسيلةً للتمحيصِ والتمييز.
💥المعيار: "أحسنُ عملًا"… ومن أصدقُ مصاديقِ "أحسنِهم عملًا"؟
هو أزهدُهم في الدنيا… من لم تغرَّه زخارفُها، ولم تستعبدْ قلبَه.
💥قال الإمامُ زينُ العابدين (عليه السلام): "أحسنُهم عملًا: مَن زهدَ فيها، ولم يغترَّ بها، وقنعَ منها بالكفاف."
🔶 الدنيا زائلة… فلمَ التعلّق بها؟

💥هذه الزينةُ ستتلاشى، هذه المدينةُ الجميلةُ التي نبنيها ستصيرُ صعيدًا جُرُزًا، لا خُضرةَ ولا ماء، لا بهجةَ ولا لون.
💥فلماذا نتشبّثُ بما مصيرُه الزوال؟ لماذا نخضعُ لزينةٍ خُلقتْ لنُخضعَها؟
هل نُسخّرُها في طاعةِ الله… أم نسخّرُ أنفسَنا في خدمتِها؟!
🔶 "الزهد الحقيقي… أن تَملِك الأشياءَ دون أن تَملِكَكَ"

💥قال الإمامُ الصادق (عليه السلام): "الزهدُ ليس أن لا تملكَ شيئًا، بل الزهدُ أن لا يملكَك شيءٌ."
💥تمتلكُ المال؟ لا بأس… لكن لا تجعلِ المالَ يملِكُك.
تسكنُ بيتًا جميلًا؟ رائع… لكن لا تضعْ قلبَك في نوافذِه.
🔶 الابتلاء… سُنّةُ اللهِ التي لا تتوقف:

💥قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَٰتٖ وَإِن كُنَّا لَمُبۡتَلِينَ ﴾ [المؤمنون: 30].
الابتلاءُ ليس حالةً استثنائيةً، بل قانونٌ كوني، سُنّةٌ جارية، قَدَرٌ لا يُرد.
💥كما لا يستطيعُ أحدٌ إنكارَ الشمس، لا يستطيعُ أحدٌ إنكارَ سُنّةِ الابتلاء.
🔶 كل شيءٍ فيك هو موضعُ اختبار:

💥ابتلاءٌ في الصحةِ والمرض، ابتلاءٌ في الغِنى والفقر، ابتلاءٌ في القولِ والصمت، في النظرِ والغضّ، في الحبّ والكُره، في الحركةِ والسكون.
💥قال الإمامُ الصادق (عليه السلام): "ما من قبضٍ ولا بسطٍ إلا وللهِ فيه المَنُّ والابتلاءُ."
🔶 حتى البلاء… رحمةٌ خفيّة:

💥مَرِضَ أميرُ المؤمنين (عليه السلام)، فقيل له: كيف أصبحتَ؟
فكان جوابُه: "أصبحتُ بشرًا."
💥نعم، نحنُ بشر، نَمرضُ، نَضعُف، نفقِد… لكنْ وراءَ كلّ بلاءٍ تنقيةٌ، تمحيصٌ، رفعٌ للدّرجات.
💥قال تعالى: ﴿ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗ ﴾ [الأنبياء: 35]،
الخيرُ بلاء، والشرُّ بلاء، لكنّ المؤمنَ يرى فيهما طريقًا إلى الله.
🔶 غايةُ الابتلاء: أن تعرفَ نفسَك…

💥اللهُ يعلمُ كلَّ شيءٍ أزلًا، فلا حاجةَ له بالامتحانِ ليعرِفَنا، لكن نحنُ نحتاجُه لنعرفَ أنفسَنا.
💥ليُظهرَ ما في صدورِنا، ليكشفَ لنا حقيقتَنا، ليُفهمَنا إنْ كنّا أهلَ الجنة… أم غيرَ ذلك.
💥قال تعالى: ﴿ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ ﴾ [محمد: 31].
﴿ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡ ﴾ [آل عمران: 154].
🔶 البلاء فرزٌ… وغربلة:
💥حين يُمحَّصُ الناس، يقلّ الديّانون، ويظهرُ مَن كان الدينُ على لسانِه لا في قلبِه.
💥قال الإمامُ الحسين (عليه السلام): "الناسُ عبيدُ الدنيا، والدينُ لَعْقٌ على ألسنتِهم، يَحوطونَه ما درّتْ معايشُهم، فإذا مُحِّصوا بالبلاءِ، قلَّ الديّانون."
🔶 آدم… وامتحانُ السجود:

💥خلقَ اللهُ آدمَ من طينٍ لا من نور… لماذا؟
لأنّه لو خُلقَ من نور، لكان السجودُ له بداهةً، بلا اختبار.
💥لكنّ الطينَ يُخفي جوهرَ النور، وجسدَ الترابِ يُخفي روحًا من أمرِ الله، وهنا يظهرُ المستكبرُ من المخلص، ويظهرُ إبليسُ المُتخفّي بين الملائكة.
🔶 العبادةُ تزكيةٌ حين تُثمرُ تربيةً وتُحدثُ تغييرا"

💥الصلاةُ، الصيامُ، الذكرُ… لا تُزكّيك إنْ لم تُربِّك.
💥العبادةُ هي تربيةُ النفس، سُمُوُّ الروح، درعٌ ضدَّ الشيطانِ والهوى.
💥العبادةُ التي لا تُغيّرُ صاحبَها… تصبحُ عادةً لا عبادة.
🔶 البلاء… يفتحُ أبوابَ الفضلِ والرحمة:

💥حتى الكعبةُ… أحجارٌ لا تسمعُ ولا تُبصر، لكنها صارتْ وسيلةً إلى الله، بابًا إلى فضلِه، وسببًا لعفوِه.
💥فمَن استكبرَ على التوسّلِ بأولياءِ الله… فليسألْ نفسَه: هل استكبرتَ على أمرِ الله؟
🔶 رفاهيةٌ في دولةِ الباطل؟ احذر… سيأتيك ابتلاء:

💥قال الإمامُ (عليه السلام): "ما من مؤمنٍ تُصيبه رفاهيةٌ في دولةِ الباطل، إلا ابتُلي قبل موتِه ببدنِه أو مالِه..."
ليأخذَ اللهُ منه نصيبَه من العناء… حتى لا يُحرَمَ من نصيبِه من الجنة.
تابع
🔶 المؤمنُ في خمسِ شدائد لا تنفكُّ عنه:

مؤمنٌ يحسدُه
منافقٌ يُبغضُه
كافرٌ يُقاتلُه
نفسٌ تُنازعُه
شيطانٌ يُضلُّه
💥وإذا بقيَ صامدًا، فهو خيرُ أهلِ الأرض… وهو أهلٌ للبلاءِ وأهلٌ للجزاء.
🔶 الخاتمة:

💥الابتلاءُ سُنّةُ اللهِ التي لن تتبدّل… فمَن أرادَ القُرب، فليثبُتْ في ساحةِ الامتحان.
💥ومَن أرادَ العافيةَ الدائمة… فليصبِرْ على الشدّةِ المؤقتة.
قال تعالى: ﴿ وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [محمد: 31].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف نتجاوز جاذبية المادة (21)
<unknown>
📖 تدبُّرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (21)

🔹 الموضوع:
كيف نتجاوز جاذبية المادة.


🎙️ مع سماحة العلّامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملخص درس: كيف نتجاوز جاذبية المادة
🔶 قانون الابتلاء في طريق الله:

💥الفتنة بالزينة والسلطة والجاه ليست استثناءً، بل هي قانون جارٍ في حياة كل من يريد أن يسلك طريق الله.
قال تعالى:
﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ﴾ [الكهف: 7]
💥ما على الأرض هو ميدان امتحانٍ دائم، وغايته غربلة النفوس: من يصدق ومن يتراجع، من يثبت ومن ينهار أمام لمعان السراب.
💥الفتية ما كانوا أنبياء، ولا أوصياء، بل بشرًا مثلنا. لكنهم أدركوا حقيقة الدنيا، فرأوا بعيون البصيرة أن القصور الفاخرة ليست سوى سجون ناعمة، وأن ما ينتظرهم في رحاب الله أوسع من كل مُلكٍ على وجه الأرض.
🔶 شجاعة القرار في زمن الاستضعاف:

💥في وسط قومٍ عبدوا غير الله، وفي جوٍّ يختنق بالمنكر والفساد، وقف هؤلاء الفتية في وجه التيار. لم يعلنوا حربًا بالسلاح، بل قالوا:
﴿رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَا مِن دُونِهِ إِلَهًا﴾ [الكهف: 14]
💥وهذا وحده كان كافيًا ليجلب عليهم نقمة الطاغوت.
روي عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
"كان الرجل يُؤخَذ، فيُحفَر له في الأرض، فيُجعَل فيها، ثم يُؤتى بالمنشار، فيُوضَع على رأسه، فيُجعل نصفين، ويُمشَط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يَصُدُّهُ ذلك عن دينه..."

💥هكذا كانت طريق السابقين: طريقٌ لا يُفرش بالورود، بل بالشوك والمناشير، ولكن فيها نور الله.
🔶 انسحاب لا هروب:

💥لم يفرّوا من الميدان خوفًا على أنفسهم، بل انسحبوا حينما ضاق الأفق، واحتقن الجو، واشتدّ البلاء، فكان الكهف هو المحطة التالية، لا لمجرد الاختباء، بل لصيانة الإيمان، وانتظار أمر الله.
قال تعالى:
﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ﴾ [الكهف: 16]
💥وفي الكهف، حيث الظلمة والبرد والوحدة، كان الأنس بالله، وكانت رحمته التي وسِعَت كلَّ شيء.
💥هذا الانسحاب الواعي، لا يشبه هروب الضعفاء، بل هو كخطوة النبي إلى الغار، خطوةٌ تحفظ النفس من أجل يومٍ آخر، من أجل معركةٍ أنضج، وانتصارٍ أعظم.
🔶 دعاءٌ من قلب الوعي:

💥قالوا:
﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾ [الكهف: 10]
💥ليس مجرد دعاء للخلاص، بل هو طلبٌ دقيق، يصدر عن روحٍ فاهمة، تريد الرحمة لا بمعناها العاطفي فقط، بل رحمةً تفتح أبواب الفرج، وتنسج خيوط الطريق، وترشد الخطى.
💥كل من يسير في درب الله، لا بد أن يجعل هذا الدعاء زادًا دائمًا له، لا يغادر قلبه.
🔶 فنّ الصبر في معركة الوعي:

💥الفتية صبروا في الكتمان، صبروا في العزلة، صبروا على التوحّد، صبروا على عدم رؤية الثمار، صبروا على النوم الطويل، ثم صبروا بعد البعث على مجهول المصير.
💥هذا الصبر لم يكن جمودًا، بل كان نضجًا، وعيًا، وثقةً في وعد الله.
💥كل مشروعٍ إلهي يحتاج إلى من يحمل هذا النوع من الصبر، الذي لا يستعجل، ولا يُحبط، ولا يغترّ بالنتائج السريعة.
🔶 البصائر الأربعة في التحرك الواعي:

💥تحرك الفتية لم يكن فوضويًّا، بل كان مبنيًّا على أربع بصائر عميقة:
بصيرة التوحيد:

﴿رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾… أصل الانطلاق هو رفض كل طاغوت، وإعلان العبودية الخالصة لله.
بصيرة الولاية:

التمسك بالله كربٍّ يعني التبرّؤ ممّن يدّعون الحكم بغير شرعية من الله، فلا ولاء للطاغوت.
بصيرة الرؤية المستقبلية:

﴿فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ﴾… انسحابٌ مؤقت لبناء القوة، وانتظارٌ لتوقيت الله لا توقيت النفس.
بصيرة الدعاء والبصيرة:

﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾… تحرّكٌ يبدأ من مناجاة، وطلبٍ للرشد لا للانتصار فقط.
💥هذه البصائر الأربع، هي التي جعلت تحرّكهم في عين الله، وضمن نوره، فصاروا آيةً لا تُنسى.
🔶 سلوكهم صاعد لا منحدِر:

💥كل خطوة في مسيرتهم كانت نحو العلو:
▪️من البلاط إلى الكهف
▪️من الزينة إلى الزهد
▪️من العزلة إلى المعجزة
▪️من الفتنة إلى الخلود
💥وفي كل هذا، كانت يد الله ترعاهم، وقلوبهم مفتوحة له، يطلبون الهداية، فيزيدهم.
قال تعالى:
﴿آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ [الكهف: 13]
💥وهذا هو السر: الإيمان لا يتوقف عند لحظة، بل هو مشروعٌ متصاعد، نورٌ يتضاعف، وهدًى يتعمّق.
🔶 ما بعد الكهف: شهادة وراية:

💥بعد أن قضوا أعوامًا في الكهف، أعادهم الله إلى الحياة لا ليأكلوا ويشربوا، بل ليكونوا آيةً وحُجّة، وشاهدًا من الله على أن الدين هو الباقي، وأن من يعيش له، فإن الله يُحييه، ويجعله نورًا.
💥فصاروا مَعلَمًا في المدينة، وبقي ذكرهم في القرآن، وعُلِّق عليهم البناء، وافتُتح لهم المسجد، لأنهم هم الذين ملأوا الزمان بالله، حتى صار الزمان يُذكّر بهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عجائب أهل الكهف(22)
📖 تَدَبُّرَاتٌ قُرْآنِيَّةٌ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ الْمُبَارَكَةِ (22)

🔹 الموضوع:
عَجَائِبُ أَهْلِ الْكَهْفِ


🎙️ مع سَمَاحَةِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ عَلِي قَائِدِ المُطَرِّي ﴿ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُلَخَّصُ مَوْضُوعِ | ﴿عَجَائِبُ أَهْلِ الْكَهْفِ﴾

🔸 المقدمة

⚡️في مطلع السورة، يستفتح الله تعالى بآية توقظ الغافلين:
﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾.
⚡️ليست آية مجردة، بل مدخل رسالي يعرض نموذجًا صنع فرقًا في معادلة الصراع بين الحق والباطل، عبر ثباته وهروبه إلى الله، ليُؤسّس مفهومًا جديدًا للهروب... الهروب الذي يصنع اللقاء مع الله.
⚡️القصة ليست حدثًا استثنائيًا، بل من سنن الله الجارية في حياة المستضعفين الرساليين، ونموذج من نصره لعباده المؤمنين.
⚡️إنها قصة فتية آمنوا بربهم في زمن طغى فيه الكفر والطغيان، ففرّوا بدينهم. لكن فرارهم لم يكن سلبيًا، بل تأسيس لنموذج رسالي ممتد في الزمان.
⚡️لم يكونوا دعاة مشهورين، بل شبابًا في عمر النشاط، بسيطين في أعين الناس، عظيمين عند الله:
﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾.
⚡️"آمنوا بربهم" فزادهم الله هدى، وهذا هو قانون الهداية المتصاعد.
١. فِتية... ولكنهم رجالُ الدعوة

⚡️التوصيف يبدأ بـ"فِتية"، مما يراه الناس تافهًا، لكنه يصعد بهم حيث لا تبلغه الأبصار: "آمنوا بربهم".
⚡️تحدَّوا ملكًا جبارًا ومجتمعًا كافرًا، لأنهم حملوا الإيمان لا ككلمات بل كحياة.

٢. الدعوة لا تحتاج إلى أدوات دنيوية، بل إلى نور ربّاني

⚡️الهداية لا تحتاج مالًا أو سلطة، بل قلبًا صادقًا، لذا:
﴿وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ﴾.
⚡️الله هو مانح الثبات عند الفتنة، والعُدّة الحقيقية في مواجهة الطغيان.

٣. إعلان الموقف الجريء... ثم الهجرة

⚡️إيمانهم لم يكن سريًا ولا حياديًا:
﴿إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
⚡️ثم قالوا:
﴿لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾
⚡️لا مساومة، لا حياد، لا تأجيل... هذا هو منطق الرساليين.

٤. فرارهم إلى الكهف كان فتحًا لا انسحابًا

⚡️﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ﴾
⚡️كان الكهف محطة ربانية، خرجوا من ضيق القصور إلى سعة الكهف، من عبودية الطاغوت إلى حرية الله.

٥. التحوّل من فِتية إلى آية من آيات الله الكبرى

⚡️﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ...﴾
⚡️الشمس تتحرك حولهم، لأنهم صاروا آية كونية خالدة يتناقلها الناس، ويخلدها القرآن.

رسائل تربوية من القصة:

الإيمان الصادق يُحرّك السماء والأرض لأجلك.
الفرار إلى الله بطولة متى كان في إطار المشروع الإلهي.
لا يُستهان بأحد في ميزان الله، فالفتى الصادق قد يُخلَّد كأمة.
الكهف رمز الخلوة مع الله، يمنحك البصيرة والثبات عند الصراع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوة الإيمان والمسؤولية(23)
📖 تَدَبُّرَاتٌ قُرْآنِيَّةٌ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ الْمُبَارَكَةِ (23)

🔹 الموضوع:
فتوة الإيمان والمسؤولية.


🎙️ مع سَمَاحَةِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ عَلِي قَائِدِ المُطَرِّي ﴿ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✦ ملخّص درس: فُتُوَّة الإيمان والمسؤولية
..

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾
الفتوّة ليست مجرّد عبارة قرآنية، بل مفتاحٌ لفهم العمق الرسالي في قصة أصحاب الكهف، ومفتاحٌ لبناء الإنسان الرسالي الحيّ الفاعل.
─── • ───
ما معنى أن يكون الإنسان فَتًى؟

الفتوّة ليست سِنًّا، بل حالةٌ إيمانية، عقلية، روحية، حركية.
هي اندفاعٌ حيويّ نابع من:
• يقظة الفطرة
• حيوية العقل
• طموح الروح
─── • ───
إنهم فِتية لأنهم:

1. آمنوا عن وعي، لا عن وراثة
لم يتديّنوا بدين الآباء تقليدًا، بل آمنوا بالله عبر:
• التفكّر
• التأمل
• مجاهدة النفس
• استعمال العقل
لم تُقيّدهم أجواء المجتمع ولا ضغوط العائلة، بل شقّوا طريقهم بنور العقل والوحي.
↵ فالإيمان الوراثي لا يصنع مواقف ولا رجالًا، أما الإيمان الواعي، فهو الذي يُفجِّر الثورة على الأصنام.
•••
2. كانوا فتيةً في القرار والموقف
لم ينتظروا قائدًا خارجيًّا، بل قادوا أنفسهم بقرار واعٍ.
حين رأى أحدهم الملك الجبّار يغتمّ ويجزع، أدرك أن هذا ليس إلهًا!
فبدأت الشرارة بالتفكّر... ثم جمّعوا أنفسهم وانطلقوا متحدّين الطغيان.
↵ البداية كانت سؤالًا بسيطًا في العقل، قادهم إلى مشروعٍ رساليٍّ عظيم.
•••
3. كانوا فتيةً في مشروعهم التغييري
لم يكتفوا بالرفض القلبي، بل قرّروا تغيير الواقع.
• تركوا القصور والترف
• خلعوا الملابس الملكية
• ومشوا على أقدامهم لله، لا للدنيا
↵ هذا هو التجرّد... هذا هو الفتاء الحقيقي.
─── • ───
الفتوّة هي:

الاستقلال في التفكير وكسر التقليد
الإرادة القوية وعدم التردد في المواقف
الحيوية في العمل الدعوي والحركة الرسالية
الاندفاع نحو الهدف الإلهي لا مطامع النفس
الطموح للهداية لا للدنيا الزائلة
الثقة بالنفس بما أودع الله فيها من قدرات
─── • ───
الدرس الكبير:

من يبني إيمانه بنفسه، ويتعب في تحصيله، ويجاهد ليبلغ الحقيقة، يكون دينه حيًّا وموقفه راسخًا وتأثيره دائمًا.
↵ أما من يرث الدين دون وعي، فسرعان ما يغفل عن جوهره، ويتمسّك بالقشور.
─── • ───
السؤال لنا جميعًا:

• هل نحن فتية في الإيمان؟
• هل نملك مشروعًا رساليًا، أم نحن أسرى التقليد؟
• هل وعينا الدين عن تدبّر؟
• هل ديننا حياة فينا، أم عادة؟
• هل إيماننا حيٌّ متّقد، أم موروثٌ خامد؟
✦ الفتوّة هي بداية السير إلى الله... فكن فتىً، وابدأ.
─── • ───
الخلاصة

:

✦ كُن فَتًى في إيمانك، لا وارثًا تابعًا بلا تحقق.
✦ حرّك عقلك، تأمّل في الآيات، اجتهد لتعرف ربك بنفسك.
✦ اجعل من إيمانك مشروعًا لتغيير نفسك ومجتمعك وأمّتك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دروس وآيات من قصة أصحاب الكهف24
📖 تَدَبُّرَاتٌ قُرْآنِيَّةٌ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ الْمُبَارَكَةِ (24)

🔹 الموضوع:
دروس وآيات من قصة أصحاب الكهف.


🎙️ مع سَمَاحَةِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ عَلِي قَائِدِ المُطَرِّي ﴿ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚ملخص موضوع : دروس وآيات من قصة أصحاب الكهف

قال الله تعالى : ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾ (الكهف: ٩)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸 المقدمة:

قصةُ أصحابِ الكهف مليئةٌ بالعجائب والآيات، والدروسِ العميقةِ التي يحتاجُ إليها كلُّ إنسانٍ يسعى للهدايةِ والصلاحِ والسعادةِ في الدنيا والآخرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 أولًا: انفتاحُ القلبِ شرطٌ للهداية

▪️ لا يهتدي بهذه الآيات العجيبة إلا مَن فَتَحَ قلبَه للهدايةِ في ذاتِه ونفسِه.
▪️ مَن يُغلق قلبَه ويرفض الهدايةَ عبر آياتِ الله في الكتابِ والخلقِ والنفسِ، فإنّه يَتيه ويَضلُّ الطريق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 ثانيًا: قصةُ الكهف آياتٌ متتابعةٌ في خدمةِ الهداية

▪️ سَخَّرَ اللهُ آياتِه لخدمةِ أصحابِ الكهف:
✦ الشمس تفقدتْهم لتحفظَ أجسادَهم من التلف.
✦ تقليبُ أجسادِهم ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمال، لحمايتِهم من أثرِ الكهف البيئي.
✦ الزمنُ سُخِّرَ لهم بطريقةٍ إعجازية.
✦ المالُ والجاهُ والسلطةُ سُخِّرَتْ لهم في بداياتِ تحرُّكِهم، لأنهم استخدموا زينةَ الدنيا لطريقِ الله والهدفِ الإلهي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 ثالثًا: الرحمةُ الإلهيةُ محورُ الحمايةِ والهداية

▪️ طلب أصحابُ الكهف الرحمةَ في أولِ مسيرتِهم:
قال تعالى : ﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾
▪️ الرحمةُ هنا تعني: الهداية، والرعاية، والتسديد الإلهي.
▪️ أعظمُ تجلياتِ الرحمة: الهدايةُ.
▪️ طلبوا الرحمة في موضعَين:
عند بداية تحركِهم.
في حالة الاضطرار داخلَ الكهف.
▪️ الرحمةُ أساسُ كلِّ هداية، وهي منحةٌ إلهيةٌ لا غِنى للمؤمنِ عنها.
▪️ كما قال تعالى عن الخَضِر:
﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا﴾
▪️ الهدايةُ بدونِ رحمةٍ قد تَضُرُّ الإنسان، والعِلمُ بدونِ رحمةٍ قد يُشقيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 رابعًا: الاعتمادُ على اللهِ ضرورةٌ في الرخاءِ والشدَّة

▪️ أصحابُ الكهف حينَ حوصِروا لم يعتمدوا على أنفسِهم أو جاهِهم أو قوتِهم، بل طلبوا الرحمةَ والرُّشد من الله.
▪️ يجب على المؤمن أن يكون دائمًا متعلقًا بالله في الرخاءِ أكثرَ من الشدَّة، حتى لا يسقطَ سقوطًا مدويًّا إذا ابتُلِي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 خامسًا: الرعايةُ الإلهيةُ العظمى لأصحابِ الكهف

▪️ اللهُ نشر الرعبَ في قلوبِ الأعداءِ الذين أرادوا اقتحامَ الكهف:
قال تعالى :﴿لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا﴾ (الكهف: ١٨)
▪️ الهدايةُ التي جَرَتْ ببركةِ أصحابِ الكهف وصلتْ إلى تحوُّلِ أُمَمٍ وشعوبٍ وهدايةِ الناسِ عبرَ القرون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 التزامُهم الفِطريُّ بالقِيَمِ والمروءةِ قادَهم إلى الإيمان

▪️ كانوا من أشرافِ قومِهم، أصحابَ مروءةٍ وشهامةٍ وفِطرةٍ نقية، فالمبادئُ الفطريةُ النبيلةُ جذبتْهم للإيمانِ بالله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 الجهادُ القلبيُّ والثباتُ أمامَ الترهيبِ والترغيب

▪️ في أجواءِ الحشدِ الإمبراطوريِّ يومَ الزينة، لم تَهزِمْهم المظاهر، ولم تُغرِهِم الحشودُ والسلطة.
▪️ قال الله تعالى:
﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (الكهف: ١٣)
▪️ فزادَهم اللهُ هدايةً، وربَطَ على قلوبِهم، فالقلبُ هو مركزُ الهدايةِ والتصميمِ والإرادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔹 معيارُ الحقِّ لا يُقاسُ بالكثرةِ أو المظاهر

▪️ الحقُّ لا يُقاسُ بالكثرةِ أو المالِ أو السلطةِ، بل بالصدقِ والإخلاص.
▪️ قال تعالى:
﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سبأ: ١٣)
وقال سبحانه : ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ (البقرة: ٢٤٣)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸 الخاتمة

▪️ الصحةُ والمالُ والعافيةُ ليست دائمًا علامةً على رضا الله.
▪️ النبيُّ الأكرمُ صلى الله عليه وآله، لما رأى أحدَهم يفتخرُ بالعافية، بيَّن أن البلاءَ قد يكون سببًا لرفعِ المقاماتِ وتصفيةِ الذنوب.
▪️ تخليدُ ذكرِهم في القرآن الكريم من مظاهرِ رعايةِ الله لهم.
▪️ وكان هذا التكريمُ ثمرةَ إخلاصِهم، وجهادِهم، وتضحيتِهم، واتقانِهم في التزامِهم الشديدِ بالتقيَّة، حتى حان وقتُ الظهور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطّلاع على أرشيف مادة (من هُدى القرآن):
🔗 www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
25
📖 تَدَبُّرَاتٌ قُرْآنِيَّةٌ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ الْمُبَارَكَةِ (25)

🔹 الموضوع:
قصة أصحاب الكهف ومعالم الفتوة الايمانية


🎙️ مع سَمَاحَةِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ عَلِي قَائِدِ المُطَرِّي ﴿ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📘 ملخص درس: قِصَّةُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَمَعالِمُ الفُتُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
🔹 تمهيد قرآني:

يُحَدِّثُنَا القرآن الكريم في قصة أصحاب الكهف عن معالم رئيسية على طريق السَّيْر الرسالي؛ معالم يحتاج إليها كلُّ مؤمنٍ سائرٍ على نهج الرسل، داعيًا إلى الله قولًا وعملًا.
وأبرز هذه المعالم: معْلَم الفُتُوَّة.
🔸 مَعْنَى الفُتُوَّةِ في ضَوْءِ القُرْآنِ وَالرِّوَايَاتِ:

الفتُوَّةُ ليست مجرَّد السنِّ والشباب، بل هي صفةٌ روحيةٌ إيمانية.
وبحسب تفسير أهل البيت (عليهم السلام): الفتُوَّةُ الحقيقية هي فتُوَّة الإيمان.
وهي مجموعةٌ من القيم الفطرية المتجذِّرة:
الشجاعة، الشهامة، الكرم، التضحية، المروءة، الوفاء، الفروسية.
قال الإمام الصادق (عليه السلام):
"يا سليمان، من آمنَ باللهِ واتَّقى فهو الفتى."
🔸 صِفَاتُ الفُتُوَّةِ الإِيمَانِيَّةِ:

الشجاعة: الثبات على الحق بلا خوف أمام النفس أو الشيطان أو الطاغوت أو المنافقين.
الشهامة والنبل: العِزَّةُ الداخليَّة والوفاء بالمبادئ.
التضحية والكرم: البذل والعطاء دون حساب.
الإيمان الفطري الصافي: إيمانٌ غيرُ ملوَّثٍ بالشرك أو الشك.
وهكذا كانوا أصحاب الكهف فِتْيَةً بإيمانهم وصفاتهم الرسالية.
🔸 فُتُوَّةُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (ص):

جَسَّد رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) أسمى مراتب الفُتُوَّة، حيث قال:
"أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى."
ابن الفتى: نسبة إلى إبراهيم الخليل (ع) الذي وصف بأنه فتى.
أخو الفتى: إشارة إلى أمير المؤمنين علي (ع) الذي قيل فيه:
"لا فتى إلا عليّ، ولا سيفَ إلا ذو الفقار."
🔸 تحذيرٌ تربويٌّ:

قال الإمام الصادق (عليه السلام):
"ليست الفُتُوَّةُ بالفسق والطيش كما يسميها الناس."
بل الفُتُوَّةُ الحقيقية هي:
❖ طعامٌ مبذول،
❖ نائلٌ مبذول،
❖ سَخَاءٌ وكَرَم،
❖ نَزَاهَةٌ ونُبْل.
وليس كما يُروَّج أن الفُتُوَّة تبدأ بالصَّبْو والفسق ثم التوبة لاحقًا!
🔸 الإيمَانُ وَالتَّسْلِيمُ أَسَاسُ الفُتُوَّةِ:

أصحاب الكهف أظهروا فتوتهم من خلال:
الإيمان الخالص بالله والتسليم الكامل له، فاستحقّوا أن يزيدهم الله هُدى:
﴿ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾
والتسليم هو جوهرُ الإيمان، ومنه يأتي انشراح الصدر، وهو شرطُ الثبات على الطريق الرسالي.
🔸 أَهَمِّيَّةُ انْشِرَاحِ الصَّدْرِ:

كلُّ داعيةٍ ومؤمنٍ يحتاج إلى شرح صدره بالتسليم ليثبت ويطمئن، كما طلب موسى (عليه السلام):
﴿ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ﴾
فـانشراح الصدر وليدُ الإيمان العميق، ويجعل الإنسان قادرًا على تحمل الرسالة بروحية راضية منشرحة.
🔸 طَلَبُ الزِّيَادَةِ الدَّائِمَةِ مِنَ الهِدَايَةِ:

لم يكتفِ أصحاب الكهف بالإيمان الأولي، بل كانوا في مسارٍ مستمرٍّ نحو الهداية.
﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾
وهذه الهداية هي هداية الحق، ولذلك نُكرِّر يوميًا:
﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾
🔸 خُلَاصَةٌ رِسَالِيَّةٌ:

❖ المؤمن الرسالي مدعوٌّ لتجسيد فُتُوَّةِ الإيمان:
شجاعة، كرم، شهامة، وتسليم كامل لله.
❖ الفُتُوَّةُ مقامٌ روحيٌّ لا مرحلةٌ عمرية.
❖ الهداية نورٌ يحتاج المؤمن أن يستزيده دائمًا.
❖ التسليم لله يُورِثُ انشراحَ الصدر والثبات.
قصة أصحاب الكهف مدرسةٌ حيَّةٌ في الإيمان، الفُتُوَّة، والهداية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطّلاع على أرشيف مادة (من هُدى القرآن):
🔗 www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Audio
📖 تَدَبُّرَاتٌ قُرْآنِيَّةٌ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ الْمُبَارَكَةِ (26)

🔹 الموضوع:
الرحمة والرشد: أساس النهضة الإيمانية"


🎙️ مع سَمَاحَةِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ عَلِي قَائِدِ المُطَرِّي ﴿ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
✦ ملخّص درس: "الرَّحْمَةُ وَالرُّشْدُ: أَسَاسُ النَّهْضَةِ الإِيمَانِيَّةِ"
╭── • ◆ • ──╮
🔸 ١. طَلَبُ الرَّحْمَةِ وَالرُّشْدِ: حَرَكَةٌ نَحْوَ الْكَمَالِ

╰── • ◆ • ──╯
أهلُ الكهفِ توجَّهوا إلى اللهِ بقلوبٍ متجرِّدة قائلين:
﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً﴾
وكأنَّ هذه الرَّحمةَ هي الكمالُ الإلهيُّ في الهدايةِ والتوفيقِ والنُّصرة، وتعني غلبةَ جانبِ الرُّوحِ على المادَّة، والإعراضَ عن زينةِ الدُّنيا.
لكنَّ الرحمةَ لا تكفي وحدَها، فلا بدَّ معها من الرُّشدِ، أي: البصيرةِ في التصرُّف بزينة الدنيا واستثمارِها في طاعة الله، بما يجعلُ الإنسانَ حكيمًا مستقيمًا.
╭── • ◆ • ──╮
🔸 ٢. الدَّعْوَةُ لَيْسَتْ حِكْرًا عَلَى أَهْلِ الِاخْتِصَاصِ

╰── • ◆ • ──╯
الدعوةُ ليستْ حكرًا على أهلِ العلمِ فقط، بل هي واجبٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ بحسب مستواهم وظروفهم، لأنَّ الإسلامَ لا يريدُ أتباعًا جُهَّالًا، بل عارفين مُزكِّين لأنفسهم، يعكسون الإسلامَ في سلوكهم وحركتهم وكلامهم ومواقفهم.
قال رسولُ اللهِ (ص):
"طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ."
╭── • ◆ • ──╮
🔸 ٣. التَّأْيِيدُ بِرُوحٍ مِنَ اللهِ: سِرُّ الثَّبَاتِ أَمَامَ الْعَوَاصِفِ

╰── • ◆ • ──╯
آمنَ أهلُ الكهفِ بالفِطرةِ لا بالتقليد، وكان إيمانُهم مصحوبًا بالاستعدادِ للتضحيةِ وتحملِ المسؤولية.
وهذا لا يكفي فيه الفطرةُ وحدَها، بل يحتاج إلى تأييدٍ من الله.
قال تعالى:
﴿وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا﴾
هذا الربطُ هو تسديدٌ روحيٌّ إلهيٌّ للداعيةِ في لحظاتِ المواجهةِ مع التزييفِ والإفكِ والضغوطِ.
قال أميرُ المؤمنين (ع):
"فلما رأى اللهُ صدقَ نيتِنا، أنزلَ علينا النصرَ."
╭── • ◆ • ──╮
🔸 ٤. الِانْفِرَازُ عَنِ الْمُجْتَمَعِ الْفَاسِدِ: شَرْطُ النُّمُوِّ الرِّسَالِيِّ

╰── • ◆ • ──╯
الرساليُّ يحتاجُ إلى نشأةٍ خالصةٍ من الشكِّ، والشركِ، والعاداتِ الموروثة.
والاعتزالُ المطلوبُ اعتزالٌ ثقافيٌّ وأخلاقيٌّ وفكريٌّ قبل أن يكونَ ماديًّا.
ولا يعني هذا الانسحابَ من المسؤولية، بل هو تطهيرٌ داخليٌّ استعدادًا للعودةِ إلى المجتمعِ لإصلاحِه.
╭── • ◆ • ──╮
🔸 ٥. اسْتِنْزَالُ الرَّحْمَةِ: ثَمَرَةُ الِاعْتِزَالِ وَالْبَصِيرَةِ

╰── • ◆ • ──╯
بعدَ الاعتزالِ والبصيرةِ، يأتي طلبُ الرَّحمةِ الشاملةِ من الله:
﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً﴾
رحمةٌ تمهّد للرُّشدِ والهدايةِ والتمكينِ والرؤيةِ الصائبة.
╭── • ◆ • ──╮
🔸 ٦. لَا تَتَحَسَّرْ عَلَى مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْإِيمَانِ

╰── • ◆ • ──╯
المؤمنُ الرساليُّ لا يُهزمُ نفسيًّا إذا رأى من يُعرضُ عن الهدى، فإنَّ الزينةَ الماديةَ تحجبُ كثيرًا من الناس.
قال تعالى:
﴿أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾
﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾
﴿لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾
╭── • ◆ • ──╮
🔸 ٧. الْآلِهَةُ الْمُزَيَّفَةُ: جُذُورُ الِانْحِرَافِ الْإِنْسَانِيِّ

╰── • ◆ • ──╯
مشكلةُ الإنسانِ ليستْ في عبادةِ صنمٍ ظاهر، بل في اتِّخاذِ آلهةٍ باطنةٍ كالهَوى والمالِ والشهرةِ والمنصبِ.
قال تعالى:
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ﴾
﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾
﴿يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ﴾
عبادةُ الذاتِ تظهرُ حين يُفضِّلُ الإنسانُ المالَ أو الجاهَ على القيمِ والحقِّ، ويُعجَب بالظالمِ رغمَ فسادهِ.
╭── • ◆ • ──╮
🔸 ٨. خِتَامًا: بَأْسُ اللهِ يَكْفِي

╰── • ◆ • ──╯
من عبدَ الآلهةَ المزيفةَ، فإنَّ بأسَ اللهِ ونكالَه في الدنيا والآخرةِ بانتظارِه.
﴿بَأْسُ ٱللَّهِ شَدِيدٌ﴾
وهو كافٍ لمن أعرضَ عن الحقِّ واتبعَ هواه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطّلاع على أرشيف مادة (من هُدى القرآن):
🔗 www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدبرات قرآنية في سورة الكهف المباركة(27)
📖 تَدَبُّرَاتٌ قُرْآنِيَّةٌ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ الْمُبَارَكَةِ (27)

🔹 الموضوع:
نومٌ بأمر الله، وبعثٌ بأمر الله: فتية الكهف وآية الانتظار الرسالي.

🎙️ مع سَمَاحَةِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ عَلِي قَائِدِ المُطَرِّي ﴿ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملخص الموضوع : نومٌ بأمر الله، وبعثٌ بأمر الله: فتية الكهف وآية الانتظار الرسالي

بسم الله الرحمن الرحيم
▫️الدعاء الصادق والاستجابة الإلهية السريعة:

عندما أوى الفتية إلى الكهف، رفعوا دعاءً صادقًا إلى الله:
﴿رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾
لم يطلبوا مجرد الخلاص، بل سألوا هدايةً وتخطيطًا رشيدًا من الله.
فجاء الجواب الإلهي المذهل:
﴿فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾
استجابةٌ إلهية ولكن بشكل غير متوقّع: نوم طويل بأمر الله!

▫️سُنّة إلهية تُفَعَّل: «النوم كقانون ربّاني»

لم يكن نومًا طبيعيًا، بل فعل ربّاني مباشر: ﴿فَضَرَبْنَا﴾، أي تسليط النوم قهريًا، وهو من القوانين الربانية القاهرة.
لا مقاومة تنفع مع هذا القانون، لا عقاقير ولا حِيَل، إنها سُننٌ لا فكاك منها.

▫️الإضراب الرباني: توقف الحركة بمشيئة الله

كلمة "ضربنا" تحمل معنى الإيقاف والتثبيت، كما في مصطلح "الإضراب عن العمل".
هكذا جاء الأمر الإلهي: توقّفوا، استريحوا، أُغلِق المشهد مؤقتًا.

▫️الحكمة الإلهية في الإضراب والانتظار

ظاهريًا قد يبدو نوم الفتية هروبًا، لكن في العمق، كان تمهيدًا رساليًا لزرع الفكرة في المستقبل.
إنه إيقاف مقصود لتُهيّأ الأرضية لعودة رسالتهم.
«قد يكون توقُّفك الظاهري، هو تمامُ الفعل الرساليّ في حكمة الله».

▫️الأعمال الصامتة قد تكون الأشد أثرًا

الناس تقيس بالنتائج السريعة، لكن الوحي يقول:
«كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو».
عملٌ بسيط قد يُثمر عظيمًا، وعمل ضخم قد لا يُثمر.
الحكمة بيد الله، لا بظنون البشر.

▫️تأخير النصر ليس فشلًا، بل تمحيصًا

قد يتأخر النصر لأن الله يريد:
﴿لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾
﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾
وكما ورد عن الإمام المهدي (عليه السلام) في دعاء الافتتاح:
«وَلَعَلَّ الَّذِي أَبْطَأَ عَنِّي هُوَ خَيْرٌ لِي لِعِلْمِكَ بِعَاقِبَةِ الْأُمُورِ»
▫️لم يموتوا... بل ناموا

القرآن لم يقل: "أمتناهم" أو "توفيناهم"، بل:
﴿فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ﴾
نومٌ حقيقي، لا موت. أجسادهم في الكهف، أرواحهم في عوالم النوم.
آية إلهية في تطويل الأعمار لا موتًا نهائيًا.
▫️طول العمر في خدمة الرسالة

الفتية لم يكونوا أنبياء، بل شبابًا مؤمنين، ومع ذلك أطال الله أعمارهم.
كما أطال في أعمار:
❖ الخَضِر (عليه السلام)
❖ إلياس واليسع
❖ عُزَير
❖ بل وحتى أعداء الله كـ إبليس والدجّال
فكيف يستكثر البعض طول عمر ولي الله الأعظم، الإمام المهدي (عليه السلام)؟!
طول العمر سنّة ربانية، إذا شاءها الله لحكمة.

▫️"سنين" لا "أعوام": سرّ الاختيار القرآني

قال تعالى:
﴿فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾
لم يقل: "أعوامًا".
الفرق القرآني:
السَّنة: في سياق الشدّة والعذاب:
﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ﴾
﴿فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾
﴿تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا﴾
العام: في سياق الرحمة والرخاء:
﴿ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ﴾
﴿فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ﴾ (عن عُزَير)
فاستعمال "سنين" يدل على صعوبة ظاهرية، لكنها كانت في صالح الرسالة في العمق.

▫️خلاصة رسالية:

هذا النوم الطويل لم يكن هروبًا ولا موتًا، بل تنفيذٌ لسُنّةٍ إلهيّةٍ عظيمةٍ تجري على الطلائع الرسالية.
جعل الله من فتية الكهف آيةً في:
الصبر
الانتظار
طول الأعمار
انقلاب الموازين
أمل لا تموت جذوته مهما طال الزمن
إنها رسالة لأهل الإيمان:
ليس النصر دومًا في الحركة، بل أحيانًا في الثبات، في السكون، في التأجيل الإلهي المدروس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطّلاع على أرشيف مادة (من هُدى القرآن):
🔗 www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28
<unknown>
📖 تَدَبُّرَاتٌ قُرْآنِيَّةٌ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ الْمُبَارَكَةِ (28)

🔹 الموضوع:
كهف الرسالة في زمن الغلبة: وعد الله لجنوده لا يُخلف.


🎙️ مع سَمَاحَةِ العَلَّامَةِ الشَّيْخِ عَلِي قَائِدِ المُطَرِّي ﴿ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطلاع على أرشيف مادة (من هدى القرآن):
🔗 https://www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 https://www.tg-me.com/Alamamalhadey
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📌 ملخص درس: كهفُ الرسالةِ في زمنِ الغلبة | وعدُ اللهِ لجنوده لا يُخلف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
🔹 السنينُ العَدَّة: مسيرةُ الابتلاءِ والمِحنةِ الرِّساليَّة

• قال تعالى: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾ [الكهف: ١١]، لا تشير إلى رقمٍ فقط، بل إلى مراحل الشدَّة والبلاء.
• سنينُ نومٍ على صخور الكهف وخشونة الأرض، لا على وسائد، وهي سنينُ مجاهدةٍ وحرمان.
• كلُّ سنةٍ علامةُ صبرٍ وتضحيةٍ، وقد أحصاها اللهُ بدقة، ليدلَّ على قيمةِ كلِّ لحظةٍ في حياة المجاهدين.
🔹 دقَّةُ الزمنِ الإلهي وتفاوُتُ الحسابات

• بعد ٣٠٩ سنواتٍ قمرية، جاءت دقَّةُ الحساب الإلهي لتتجاوز الحسابات البشرية.
• قال أميرُ المؤمنين (عليه السلام) لليهودي: "ذلك عندكم بالشمسية، وعندنا بالقمرية".
• السنةُ القمريةُ أقل بـ11 يومًا من الشمسية، فكل 100 شمسية = 103 قمرية.
• الزمنُ بيدِ الله، وهو يُديره بدقةٍ تفوقُ إدراكَ البشر.
🔹 البعثُ المفاجئ: رمزيةُ القيامة ويقظةُ الوعي

• قال تعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾ [الكهف: ١٢]
• بعثٌ فجائي، كالصَّعقة يومَ القيامة، لا كاستيقاظٍ بشريٍّ تدريجي.
• تجلٍّ للقدرة الإلهية: "كأنَّهم استيقظوا دفعةً واحدة".
• الناسُ تغيَّرت، الأجيالُ تبدَّلت، وهم بعثوا وكأن شيئًا لم يكن!
• الزمنُ عند الله ليس كإحساسنا به، بل هو في قبضته.
🔹 أهميَّةُ الزمن: أداةُ تكليفٍ لا مجرَّد مرور

• قال تعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ [الأعراف: ٥٤]، مع أنه قادرٌ على أن يقول: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس: ٨٢].
• لكي نعيَ الزمن كمسؤولية: أمانةٌ سيسألنا اللهُ عنها.
• وقال سبحانه: ﴿وَأَجْرَى الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا﴾ [الأنعام: ٩٦] – الزمن محسوب.
• وقال عزّ وجلّ: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ﴾ [الأنعام: ٢] – الزمن مرتبطٌ بالغاية.
🔹 البعث: إظهارُ القدرةِ الإلهيَّة وتثبيتُ العقيدة

• قال تعالى: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: ٧٩].
• المنكرون لا يُنكرونه بعقلٍ بل بهوى، هروبًا من المسؤولية.
• قال عزّ وجلّ: ﴿وَقَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ [يس: ٧٨] – والجواب: الذي خلقها أول مرة.
• البعث: تأكيدٌ للعقيدة، والعدالة، والجزاء.
🔹 البعث: فرحةٌ للمؤمنين ودليلُ نصر

• بعثهم اللهُ فرأوا انتصارَ الدين الذي ضحّوا من أجله.
• فرحتهم الأولى كانت في الدنيا، والثانية ستكون عند بعثهم مع الإمام الحجة (عج).
• والفرحة الثالثة في الآخرة حين يرون الجزاء العظيم.
🔹 لِنَعْلَمَ: (وَقَعَ العِلْمُ مِنْهُ عَلَى المَعْلُومِ) أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى

• قال تعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾ [الكهف: ١٢].
• ﴿لِنَعْلَمَ﴾ أي ليظهر العلم في الواقع ويُثبَّت كميزان.
• غايته: تمييزُ الأحقِّ، الأصدق، الأوفى.
• الصراع حتميٌّ بين الحق والباطل، ولا منطقة وسطى بينهما.
🔹 أصلُ الصراع: الآخرةُ أم الدنيا؟

• أصلُ الصراع في الغاية والمنهج:
 ◈ الرساليُّون يعملون للآخرة، ويفكرون بالخلود والجزاء.
 ◈ أهلُ الباطل غارقون في الدنيا، يهربون من المسؤولية، وينكرون البعث.
• إنكارُ البعث ليس قناعةً عقلية، بل هروبٌ من الواجب.
🔹 السُّنَنُ الإلهيَّة: انتصارُ الحقِّ حتميٌّ

• من غايات هذا المشهد: ترسيخُ سُنن الله في التاريخ:
 ◈ الحقُّ ينتصر ولو بعد حين.
 ◈ الباطلُ لا يدوم.
 ◈ تضحياتُ المؤمنين محفوظةٌ ومثمرة.
 ◈ الصراعُ مستمرٌّ بين حزب الله وحزب الشيطان إلى قيام الساعة.
🔹 خُلاصةٌ رِساليَّة تربويَّة

• قصةُ أصحاب الكهف ليست إعجازًا فحسب، بل مرآةٌ لكل فتى وفتاةٍ آمنوا وواجهوا الباطل.
• كلُّ لحظة صبرٍ في كهف الرسالة، هي لبنةٌ في بناء مستقبل الأمة.
• البعثُ ليس فقط يومَ القيامة، بل كلُّ لحظةٍ ينبعث فيها الحق من تحت ركام الظلم، ليُبعث رجالُ الله ومشروعُه من جديد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📚 للاطّلاع على أرشيف مادة (من هُدى القرآن):
🔗 www.tg-me.com/hadaaalquran

🏛️ للمتابعة عبر مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام) الرسالية الإلكترونية:
🔗 www.tg-me.com/Alamamalhadey
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2025/10/16 22:43:13
Back to Top
HTML Embed Code: