«العلمَ العلمَ أيُّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب، ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب، في المجامع صخَّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتننَّكم عنه مُنزوٍ في خنقه، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذَّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم».

[محمَّد البشير الإبراهيمي «عيون البصائر» (٣٥٠ ـ ٣٥١)]
«... وأيضًا فإنَّ المؤمن إذا استبطأ الفرجَ، وأَيِسَ منه بعد كثرة دعائه وتضرُّعه، ولم يظهر عليه أثرُ الإجابة يرجعُ إلى نفسه باللائمة، وقال لها: إنما أُتيتُ مِن قِبَلك، ولو كان فيكِ خيرٌ لَأُجِبْتِ، وهذا اللوم أحبُّ إلى الله من كثيرٍ من الطاعات، فإنه يوجب انكسارَ العبد لمولاه واعترافَه له بأنه أهلٌ لِما نزل به من البلاء، وأنه ليس بأهلٍ لإجابة الدعاء، فلذلك تسرع إليه حينئذٍ إجابةُ الدعاء وتفريجُ الكُرَب، فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبُهم من أجله».

[«جامع العلوم والحكم» لابن رجب (١/ ٤٩٤)]
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه ( صيد الخاطر ) ص541 :

تفكرت في نفسي يوماً تفكر محقق ، فحاسبتها قبل أن تحاسب ، ووزنتها قبل أن توزن ، فرأيت اللطف الرباني ، من بدأ الطفولة وإلى الآن أرى لطفاً بعد لطف ، وستراً على قبيح ، وعفواً عما يوجب عقوبة ، وما أرى لذلك شكراً إلا باللسان .
ولقد تفكرت في خطايا لو عوقبت ببعضها لهلكت سريعاً ، ولو كشف للناس بعضها لاستحييت .

ثم قال :
فوجدت أبا الوفاء بن عقيل قد ناح نحو ما نحت فأعجبتني نياحته فكتبتها ههنا .

قال لنفسه :
يا رعناء تقوّمين الألفاظ ليقال مناظر . وثمرة هذا أن يقال : يا مناظر ، كما يقال للمصارع الفاره .

ضيعت أعز الأشياء وأنفسها عند العقلاء ، وهي أيام العمر حتى شاع لك بين من يموت غداً اسم مناظر ، ثم ينسى الذاكر والمذكور إذا درست القلوب .
هذا إن تأخر الأمر إلى موتك ، بل ربما نشأ شاب أفره منك فموهوا له وصار الاسم له .
والعقلاء عن الله تشاغلوا بما - إذا انطووا - نشرهم وهو العمل بالعلم ، والنظر الخالص لنفوسهم .

أفٍ لنفسي وقد سطرت عدة مجلدات في فنون العلوم وما عبق بها فضيلة .
إن نوظرت شمخت ، وإن نوصحت تعجرفت ، وإن لاحت الدنيا طارت إليها طيران الرخم ، وسقطت عليها سقوط الغراب على الجيف .
فليتها أخذت أخذ المضطر من الميتة .
توفر في المخالطة عيوباً تبلى ولا تحتشم نظر الحق إليها .
وإن انكسرت لها غرض تضجرت ، فإن امتدت بالنعم اشتغلت عن المنعم .
أفٍ والله مني ؛ اليوم على وجه الأرض وغداً تحتها .

والله إن نتن جسدي بعد ثلاث تحت التراب أقل من نتن خلائقي وأنا بين الأصحاب .

والله إنني قد بهرني حلم هذا الكريم عني ؛ كيف سترني وأنا أتهتك ، ويجمعني وأنا أتشتت .

وغداً يقال : مات الحبر العالم الصالح ، ولو عرفوني حق معرفتي بنفسي ما دفنوني .

والله لأنادين على نفسي نداء المتكشفين معائب الأعداء .
ولأنوحن نوح الثاكلين ؛ إذ لا نائح لي ينوح علي لهذه المصائب المكتومة ، والخلال المغطاة التي قد سترها من خبرها ، وغطاها من علمها .

والله ما أجد لنفسي خلة استحسن أن أقول متوسلاً بها . اللهم اغفر لي كذا بكذا .

والله ما ألتفتُّ قط إلا وجدت منه سبحانه براً يكفيني ، ووقاية تحميني ؛ مع تسلط الأعداء .
ولا عرضت حاجة فممدت يدي إلا قضاها ، هذا فعله معي وهو رب غني عني .
فائدة جميلة ‏ذكرها  الخطيب الشربيني في"المغني"

(الفرق بين التحقيق والتدقيق: 

- إثبات المسألة بدليلها : "تحقيق".

- وإثباتها بدليل آخر "تدقيق".

- والتعبير عنها بفائق العبارة الحلوة "ترقيق".

- وبمراعاة علم المعاني والبديع في تركيبها
"تنميق".

- والسلامة فيها من اعتراض الشرع "توفيق")
قــال الإمــام الآجــري - رحمــه الله -

أغـرب الغربـاء فـي وقتنـا هـذا !!؟
*مـن أخذ بالسنن وصبر عليها ، وحذر البدع وصبر عنها ، واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين ، وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه ، وترك الخوض فيما لا يعنيه ، وعمل في إصلاح كسرته ، وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته ، وترك الفضل الذي يطغيه ، ودارى أهل زمانه ولم يداهنهم ، وصبر على ذلك ، فهــذا غريــب مــن يأنـس إليـه مـن العشيـرة والإخـوان قليـل ولا يضــره ذلك .

الغرباء للآجري ص ( ٧٩ )
الحكمة من وقوع بعض المخلصين في الأخطاء
«واعلَمْ أنَّ الله تعالى قد يُوقِعُ بعضَ المخلصين في شيءٍ من الخطإِ ابتلاءً لغيره: أيتَّبعون الحقَّ ويَدَعُونَ قولَه، أم يغترُّون بفضله وجلالته؟ وهو معذورٌ بلْ مأجورٌ لاجتهاده وقصْدِه الخيرَ وعدم تقصيره. ولكنَّ مَنِ اتَّبعه مغترًّا بعظمته بدون الْتفاتٍ إلى الحُجَجِ الحقيقية من كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم فلا يكون معذورًا، بل هو على خطرٍ عظيمٍ. ولَمَّا ذهبتْ أمُّ المؤمنين عائشةُ رضي الله عنها إلى البصرة قبل وقعة الجمل أَتْبَعَها أميرُ المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه ابْنَه الحَسَنَ وعمَّارَ بن ياسرٍ رضي الله عنهما لينصحا الناس، فكان مِن كلام عمَّارٍ لأهل البصرة أنْ قال: «وَاللهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلَكِنَّ اللهَ ابْتَلاكُمْ بهَا، لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ ؟». ومِن أعظم الأمثلة في هذا المعنى مطالبةُ فاطمةَ رضي الله عنها بميراثها مِنْ أبيها صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا ابتلاءٌ عظيمٌ للصدِّيق رضي الله عنه ثبَّته الله عزَّ وجلَّ فيه».
[«رفع الاشتباه عن معنى العبادة والإله» للمعلِّمي اليمني (١٥٢ ـ ١٥٣)]
ﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ :

ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻗﻞ ﻋﻠﻤﻪ، ﻭﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻣﻦ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺜﺮ ﻋﻠﻤﻪ.

ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ( 255 /9 )
في سنن أبي داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة الخشني قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال : بل ائتمروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك العوام ، فإن من ورائكم أيام الصبر ؛ الصبر فيهن مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله ، قلت : يا رسول الله أجر خمسين منهم ؟ قال : أجر خمسين منكم .

علّق الإمام ابن القيّم رحمه الله على هذا الحديث قائلاً:-

وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس ، والتمسك بالسنة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم .

فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه ، وفقها في سنة رسوله ، وفهما في كتابه ، وأراه ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضلالات وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه ، وطعنهم عليه ، وإزرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم منه ، كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعه وإمامه صلى الله عليه وسلم ، فأما إن دعاهم إلى ذلك ، وقدح فيما هم عليه : فهنالك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل وينصبون له الحبائل ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله .

فهو غريب في دينه لفساد أديانهم ، غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع ، غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم ، غريب في صلاته لسوء صلاتهم ، غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم ، غريب في نسبته لمخالفة نسبهم ، غريب في معاشرته لهم ؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم .

وبالجملة : فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا فهو عالم بين جهال ، صاحب سنة بين أهل بدع ، داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع ، آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف .إنتهى

باب الغربة من كتاب مدارج السالكين .
العلاّمةُ ابنُ القَيّم كأنّهُ يتَكلّمُ عن زَمَانِنا !!!

(( لَمّا أعرَضَ النّاسُ عن (( تحكيم الكتابِ والسّنّة )) والْمُحاكَمة إليهما واعتَقَدُوا عدمَ الاكْتِفَاء بهمَا وعدَلُوا إلَى الآرَاء والقِياسِ والاستِحسَانِ وأقْوالِ الشّيُوخِ ، عرَضَ لهم من ذلكَ فَسَادٌ فِي فِطَرِهِم وظُلْمَةٌ في قُلُوبهم وكَدَرٌ فِي أفهامهم ومَحْقٌ في عُقُولهم . وعَمَتْهُم هذه الأمورُ وغَلَبَت عَلَيْهِم ، حتّى رُبّيَ فيها الصّغيرُ وهرَمَ عليها الكبيرُ ، فَلَم يَرَوْهَا مُنْكَراً . فَجَاءَتْهُم دَولَةٌ أخرَى قَامتْ فيها البِدَعُ مقَامَ السُّننِ والنّفْسُ مقَامَ العقْلِ ، والهوى مقامَ الرّشْدِ ، والضّلالُ مقَامَ الْهُدَى ، وَالْمُنكَرُ مقَامَ المعرُوفِ ، والجهلُ مقامَ العِلم ، والرّياءُ مقَامَ الإخلاصِ ، والباطِلُ مقَامَ الحقّ ، والكَذِبُ مقَامَ الصّدقِ ، والمداهَنَةُ مقَامَ النّصِيحة ، والظّلمُ مقَامَ العدْل ، فَصَارَت الدّولَةُ والغَلَبَةُ لهَذِه الأمورِ ، وأهلُها هُمُ الْمُشَارُ إليهم ، وكانت قَبْلَ ذلِكَ لأضْدادِها ، وكانَ أهلُهَا همُ المُشارُ إليهم .
فإذا رأيتَ دولةَ هذِه الأمور قد أقبَلَتْ ورايَاتها قد نُصِبتْ وجُيُوشُها قد رَكِبَتْ ، (( فَبَطنُ الأرضِ واللهِ خيرٌ منْ ظَهْرِها ، وقُلَلُ الجِبالِ خيرٌ من السّهُولِ ، ومُخالَطَةُ الوَحْشِ أسلمُ من مخالطَة النّاسِ )) .
اقشَعَرّت الأرضُ وأظلَمتِ السّماءُ وظَهَرَ الفَسَادُ في البرّ والبحرِ منْ ظُلْمِ الْفَجَرَةِ ، وذَهبتِ البركات وقلّت الخيرات وهَزَلَتِ الوجُوهُ وتكدّرت الحياةُ من فِسْقِ الظّلَمة ، وبكى ضوءُ النّهار وظُلمةُ اللّيلِ من الأعمالِ الخبيثَة والأفعالِ الفَظِيعَةِ ، وشَكَا الكِرامُ الكَاتِبُونَ والمعقّبات إلى ربّهم من كثْرَةِ الفَواحِشِ وغَلَبة المنكرات والقبائِح . وهذا والله مُنذِرٌ بسيْلِ عذابٍ قد انعقَدَ غَمَامُه ، ومُؤْذِنٌ بِلَيْلِ بلاءٍ قد ادلهمّ ظَلامُه ، فاعزِلُوا عن طريقِ هذا السّبيلِ بتوبة نصُوح ما دامت التّوبَةُ مُمكِنةً وبابُها مفتوح ، وكأنّكم بالباب وقد أُغلِقَ وبالرّهنِ وقد غَلِقَ وبالجنَاح وقد علقَ { وَسَيَعْلَمُ الّذينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنقَلَبٍ يَنْقَلِبُون } .
اشْتَرِ نَفْسَكَ اليومَ ، فإنّ السُّوقَ قائِمةٌ والثّمنَ موجودٌ والبضَائِعَ رخِيصَةٌ ، وسَيأتِي على تلك السّوق والبضَائِع يومٌ لاَ تصلُ فيه إلَى قليل ولا كَثِير { وذَلكَ يومُ التّغَابُن } { يومَ يعضُّ المرءُ علَى يَدَيْه } .
إذا أنتَ لم ترحَلْ بزَادٍ من التّقَـى...وأبصَرتَ يومَ الحَشْرِ من قدْ تزوّدَا
نَدِمتَ على أن لا تَكُونَ كَمِـثْلِه... وأنّك لَمْ تُرْصِـدْ كمَا كَانَ أرصَدَا

[الفوائد ص 63 . 64 ]
مفتاح عودة مجد الإسلام

«تطبيق العلم النافع والقيام بالعمل الصالح وهو أمر جليل لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليه إلا بإعمال منهج التصفية والتربية وهما واجبان مهمان عظيمان وأردت بالأول منهما أمورا: الأول: تصفية العقيدة الإسلامية مما هو غريب عنها كالشرك وجحد الصفات الإلهية وتأويلها ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة ونحوها.
«تطبيق العلم النافع والقيام بالعمل الصالح وهو أمر جليل لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليه إلا بإعمال منهج التصفية والتربية وهما واجبان مهمان عظيمان وأردت بالأول منهما أمورا:
الأول: تصفية العقيدة الإسلامية مما هو غريب عنها كالشرك وجحد الصفات الإلهية وتأويلها ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة ونحوها.
الثاني: تصفية الفقه الإسلامي من الاجتهادات الخاطئة المخالفة للكتاب والسنة وتحرير العقول من آصار التقليد وظلمات التعصب.
الثالث: تصفية كتب التفسير والفقه والرقائق وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات والمنكرات. وأما الواجب الآخر: فأريد به تربية الجيل الناشئ على هذا الإسلام المصفى من كل ما ذكرنا تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره دون أي تأثر بالتربية الغربية الكافرة. ومما لا ريب فيه أن تحقيق هذين الواجبين يتطلب جهودا جبارة مخلصة بين المسلمين كافة: جماعات وأفرادا من الذين يهمهم حقا إقامة المجتمع الإسلامي المنشود كل في مجاله واختصاصه »

[الألباني «فقه الواقع» (19)]
«لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبَّته المدحَ والثناء والطمع فيما عند الناس إلَّا كما يجتمع الماء والنار، والضبُّ والحوت، فإذا حدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص فأَقْبِلْ على الطمع أوَّلًا فاذبحه بسكِّين اليأس، وأَقْبِلْ على المدح والثناء فازهد فيهما زُهْدَ عُشَّاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبحُ الطمع، والزهد في الثناء والمدح سَهُلَ عليك الإخلاص».

[«الفوائد» لابن القيِّم (١٩٥ ـ ١٩٧)]
أصول الخطايا...!

«أصول الخطايا كلُّها ثلاث: الكِبر وهو: الذي أصار إبليسَ إلى ما أصاره؛ والحرص وهو: الذي أخرج آدم من الجنَّة؛ والحسد وهو: الذي جرَّأ أحد ابني آدم على أخيه. فمن وُقِيَ شرَّ هذه الثلاث فقد وُقي الشرَّ، فالكفر من الكِبر، والمعاصي من الحرص، والبغي والظلم من الحسد».

[«الفوائد» لابن القيِّم (١/ ٥٨)]
قال ابراهيم بن أبي عبلة -رحمه الله-:
كنت جالساً مع أم الدرداء فأتاها آت فقال: يا أم الدرداء إن رجلاً نال منك عند عبد الملك بن مروان فقالت: إن نُؤْبَنْ -نذم ونعاب-بما ليس فينا ، فطالما زُكّينا بما ليس فينا.
روضة العقلاء (ص178) ، تاريخ دمشق (70/161)
قَالَ الحسنُ البصريّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - :

إنَّ لكَ من خَليلك نصيباً، فتَخَيَّرِ الإخوانَ والأصحاب، وجانبَ الأمرَ الَّذي يُعابُ.

آداب الحسن البصري صـ ٤٨ .
قَالَ الحسنُ البصريّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - :

هُجرانُ الأحمقِ قُربةٌ إلى اللهِ، ومواصَلَةُ العاقلِ إقامةٌ لدينِ اللَّهِ، وإكرام المؤمن خِدمَةٌ للهِ، ومُصارَمَةُ الفَاسقِ عونٌ من اللَّهِ.

آداب الحسن البصري صـ ٥٩ .
قَالَ الحسنُ البصريّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - :

المؤمن يلقاهُ الزَّمانُ بعد الزَّمانِ بأمرٍ واحدٍ، ووجهٍ واحدٍ، ونصيحةٍ واحدةٍ، وإنّما يتبدَّلُ المنافق؛ ليستأكلَ كلَّ قومٍ، ويسعى بكلِّ ربحٍ.

آداب الحسن البصري صـ ٦١ .
قارن بين الحديثين :

1-"ورجلٌ ذكر الله(خاليا)
ففاضت عيناه"

2-" ولكنهم قوم إذا (خلوا)
بمحارم الله انتهكوها"

فكم رفعت ( الخلوات )
أقواما ووضعت آخرين؟!
:
🌴🌴🌴🌴
ذكر ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ رحمه الله أن ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﻠﻴﺜﻲ ( ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻣﺎﻟﻚ) قال:
*ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺣﺪثني ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺣﻴﻦ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻟﻤﺎ ﺃلهمني ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻰ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﺟﻠﺴﺖ ﺇﻟﻴﻪ*
ﻗﺎﻝ لي : ﺍﺳﻤﻚ؟
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺃﻛﺮﻣﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻰ .
ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺣﺪﺙ ﺃﺻﺤﺎبي ﺳﻨﺎً .

*ﻓﻘﺎﻝ لي : ﻳﺎ ﻳﺤﻴﻰ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺠﺪ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ،*
ﻭﺳﺄﺣﺪﺛﻚ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻳﺮﻏﺒﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﺰﻫﺪﻙ ﻓﻰ ﻏﻴﺮﻩ .

*ﻗﺎﻝ : ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻏﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﺤﺪﺍﺛﺔ ﺳﻨﻚ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﺣﺘﻰ ﻧﺰﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﺜﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻧﺎ، ﻻ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻻ ﻋﺎﻟﻢ،*
*ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻳﺰﺩﺣﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﺸﻪ .*
*ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻣﺴﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺎﻝ : ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺘﻢ .*
*ﻓﻘﺪّﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ربيعة ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺮﻩ .*
*ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻓﺄﻟﺤﺪﻩ ﻓﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ، ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ، ﻭﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻭﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﺬﺭ،* *ﻭﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﺎﺯﻡ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻢ، ﻭﺑﻨﻰ ﺍﻟﻠِّﺒﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﺪﻩ* *ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻨﺎﻭﻟﻮﻩ ﺍﻟﻠﺒﻦ !*
*ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺩﻓﻨﻪ ﺭﺁﻩ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﺃﻫﻞ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻓﻰ ﺃﺣﺴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﻏﻼﻡ ﺃﻣﺮﺩ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺑﻴﺎﺽ، ﻣﺘﻌﻤﻢ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ ﺧﻀﺮﺍﺀ، ﻭﺗﺤﺘﻪ ﻓﺮﺱ ﺃﺷﻬﺐ ﻧﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ*
*ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻗﺎﺻﺪﺍً ﻭﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﺑﻠّﻐﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ .*
*ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﻠّﻐﻚ ﺇﻟﻴﻪ؟*
*ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻋﻄﺎﻧﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﺑﺎﺏ ﺗﻌﻠﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ، فلم ﺗﺒﻠﻎ ﺑﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ،*
*ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﺯﻳﺪﻭﺍ ﻭﺭﺛﺔ ﺃﻧﺒﻴﺎئي، ﻓﻘﺪ ﺿﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ نفسي ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ سنتي، ﺃﻭ ﺳﻨﺔ أﻧﺒﻴﺎئي، ﺃﻭ ﻃﺎﻟﺐ ﻟﺬﻟﻚ؛ ﺃﻥ ﺃﺟﻤﻌﻬﻢ ﻓﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .*
*ﻓﺄﻋﻄﺎﻧﻰ ﺭﺑي ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨي ﻭﺑﻴﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﺇﻻ ﺩﺭﺟﺘﺎﻥ، ﺩﺭﺟﺔ ﻫﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻭﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻴﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ، ﻭﺩﺭﺟﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ* *أﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺗﺒﻌﻮﻫﻢ، ﻭﺩﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ أﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻃﻠﺒﺘﻪ، ﻓﺴّﻴﺮني ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻮﺳﻄﺘﻬﻢ*
*ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ لي : ﻣﺮﺣﺒﺎ، ﻣﺮﺣﺒﺎ، ﺳﻮﻯ ﻣﺎ لي ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ .*
*ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ؟*
*ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﻋﺪني ﺃﻥ ﻳﺤﺸﺮ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻛﻠﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻓﻰ ﺯﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻫﺬﻩ جنتي ﻗﺪ ﺃﺑﺤﺘﻬﺎ ﻟﻜﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺿﻮﺍني ﻗﺪ ﺭﺿﻴﺖ ﻋﻨﻜﻢ، فلا ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻨﻮﺍ ﻭﺗﺸﻔﻌﻮﺍ، ﻓﺄﻋﻄﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ، ﻭﺃﺷﻔّﻌﻜﻢ ﻓﻴﻤﻦ ﺍﺳﺘﺸﻔﻌﺘﻢ ﻟﻪ،*
*ﻟﻴﺮﻯ ﻋﺒﺎﺩي ﻛﺮﺍﻣﺘﻜﻢ علي، ﻭﻣﻨﺰﻟﺘﻜﻢ ﻋﻨﺪي.*
*ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺣﺪﺙ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻧﺘﺸﺮ ﺧﺒﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.*
*ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﺑﺪﺅﻭﺍ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻰ ﻃﻠﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺛﻢ ﻛﻔﻮﺍ ﻋﻨﻪ، ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻠﻘﺪ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﺎﻟﺤﺰﻡ،*
*ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻠﺪﻧﺎ،*
*ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺟﺪ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ."*

ﺷﺮﺡ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ: (١ /١٣٥)
قال الخطيب البغدادي رحمه الله:

وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجاتِ العلى إلا:

بإخلاص المعتقد ..
والعمل الصالح ..
والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا؟؟

وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا:

بالتشمير في السعي ..
والرضى بالميسور ..
وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل والمحروم؟؟

وهل جامع كتب العلم إلا: كجامع الفضة والذهب؟؟

وهل المنهوم بها إلا: كالحريص على الجشع عليهما؟؟

وهل المغرم بحبها إلا: ككانزهما؟؟

وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها، كذلك لا تنفع العلوم إلا:

لمن عمل بها ..
وراعى واجباتها.

فلينظر امرؤ لنفسه، وليغتنم وقته ...

فإن الثّواءَ قليلٌ ..
والرحيلَ قريبٌ ..
والطريقَ مخوفٌ ..
والاغترارَ غالبٌ ..
والخطرَ عظيمٌ ..
والناقدَ بصيرٌ ..

واللهَ تعالى بالمرصاد، وإليه المرجعُ والمعادَ:

((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)).

اقتضاء العلم العمل صفحة 15- 16.
من أسباب الحرمان!

«خوف المخلوق ورجاؤه أحدُ أسباب الحرمان ونزولِ المكروه لمن يرجوه ويخافه، فإنه على قَدْر خوفك مِن غير الله يُسلَّط عليك، وعلى قَدْر رجائك لغيره يكون الحرمانُ»

[«الفوائد» لابن القيِّم (٩٣)]
2024/05/21 15:32:19
Back to Top
HTML Embed Code: