Forwarded from سُكّر مُر
‏"هناك راحة في حسمِ الأمور، بغض النظر عن نتائجها."
‏"أردت أن أقول لك أن وجهِك الهادئ الصادق مُكلل بتعبٍ جميل. وجهِك الذي يبحث عن الطريق لا يعرف إنه هو الطريق. أتظنين أن النور بعيد؟! لطالما كان النور في عينيك”.
‎One repays a teacher badly if one remains only a pupil.

‎— Carl Jung, quoting Nietzsche in a letter to Freud (1912)
‎يُسيء التلميذ إلىٰ أستاذه إن بقي تلميذًا -له- فقط.
يحدث أن يصبح شخصان
كانا يومًا قريبين جدًا
- بلا خطيئة
ولا خيانة عظمىٰ -
غريبين

وربما يكون هذا
أشد ما في العالم
حزنًا.


- وارسان شاير
‏أعتذر لأني لا أستطيع أن أُحدثك عن جَمال العالَم وبهجته، ولا أفقه كثيرًا في التفكير الإيجابي وقوة الإرادة وصناعة المستحيل والعلاقات المُحلقة في سماوات السرور؛ لكني أردتُ أن أُحدثك عن ملحمة الاستيقاظ صباحًا في مواقيت الألم، وعن شجاعة الانهزام، وعن مَواطن العجز، وعن خيبة الأمل، وعن الصمود بَعد نكبات الخذلان.

‏أردتُ أن أُحدثك عن خوفي وارتباكي وتلعثمي، وعن تلك السيناريوهات العديدة البائسة المتناسلة في ذهني قُبيل أي قرار، عن التردد والتوجس والتخبط والتعثر والتبعثر.

‏أردتُ أن أُحدثك عن المعاناة داخل العلاقات، وعن مجازفة البوح وجسارة الإفصاح وخوف القُرب وهلع الفقد، وعن الوحدة المرهِقة وفي الوقت ذاته: العزلةِ الأخف ألمًا من حيرة الرفقة!

‏أردتُ أن أُحدثك عن شعوري بالسخف، وتصوُّري لنفسي كعبء ثقيل على أحبَّتي، وعن تأويلات الرفض، وهجمات عدم الاستحقاق، وعن ضيقي بمواقع التواصل لِما تملؤني من مشاعر الدونية بالمقارنة، وضجيجِ ذهني الذي يتهمني بالتقصير والانهزام وتفويت الفرص!

‏أعتذر أني لا أستطيع أن أُحدثك عن التربية الإيجابية وفقه تعديل السلوك، ولا أملك صورًا لأطفال بعيون ملونة يتحدثون ثلاث لغات ويتقنون العزف على الكمان والسباحة ويحفظون الكتب المقدسة /والمكدسة، ولا أملك رصيدًا لأروي لك مواقفي التربوية المُلهِمة معهم..

‏أردتُ أن أُحدثك عن استنزافي طاقتي في كبت الغضب، والمحاولةِ القسرية للاستيعاب، وعن مشقة المشاركة بأزمنة نفاد القدرة، وعن ضيقي باللعب، وعن شروعٍ في تأفُّفٍ وعن انتهارٍ مَوءودٍ يُصارع دومًا لينصبَّ عليهم فأُجاهد في مواراته.

‏أردتُ أن أُحدثك عن الملل في العلاقات، وسقوطِ الانبهار وفتورِ الانفعال وصدوعِ سقف التوقعات، وعن معجزة النجاة، وعن الشجاعة الأليمة لمحاولات الاستنقاذ!

‏أردتُ أن أُحدثك عن سرقة الأحلام، وعن التنازل عن الشغف، وعن التماهي مع الواقع، وعن تأجيل الأمنيات لآجالٍ قد لا تَفي بعهودها. وأردتُ أن أُحدثك عن فقدان الإيمان، وعن تسرب اليقين، وعن التساؤل، وعن الشك والحيرة.

‏أردتُ أن أُحدثك عن اللهفة والحنين، وعن الغائبين، وعن (نقح) الندوب، وعن تهشُّمٍ مبكِّرٍ أضاع فرصَ السوية!

‏أردتُ أن أُحدثك عن الاغتراب والوحشة، والاحتياجات غير المسدَّدة، وعن الجوع الداخلي، وعن الضَّعف والهشاشة.. وعن ثقبٍ أسود آخَر يسكننا لم يستطع أحدٌ أن يَمنحنا صورتَه حتى اليوم!

‏أردتُ أن أُحدثك عني وعنك.. وعنهم.. لكنني لن أفعل.. وسأكتفي بالقول:
‏لستَ وحدك..
‏وإن المواصلة.. بطولة..
‏ربما بالفعل هذا العالم بائس وموحِش، ولا يُخفف وحشتَه سوى أن نجد مَن نُخبره أن هذا العالم بائس وموحش، فيفهم!
‏لن نستطيع أن نُصدق أن بآخِر هذا النفق نورًا إن لم نُصدق أنهم قد مروا من النفق نفسه..
‏فطوبى للمتماسكين!
‏"يَريبُني ما رابَها، ويُؤذيني ما آذاها". هكذا أستطيب أن أُعرّف محبتي: أن أضع نفسي في موضعك، وأصون ظنّك من أن يتيه وسط احتمالاتٍ شتّى، وأتحرّى بث اليقين حين تغزوك الشكوك. هذه أنا، وهذا ما أرجو أن يسكن إليه الخِلّان إذا حلّوا في رحابي.
‏تخيّلتُك بجانبي بينما كُنتُ جالسًا هُنا، وأهديتُك كُلَّ طُيور العالم.

‏غرناطة
«لو أنَّ لي دعوةً مجابة؛ لدعوتُ الله أن يغفر للعُشّاق! لأنّ حركاتهم اضطراريّة لا اختياريّة»

- الفضيل بن عياض.
2025/10/24 07:52:56
Back to Top
HTML Embed Code: