رميةٌ أخرى ونردُ
‏لم تفق يا قلبُ بعدُ
لعبة النسيانِ فخٌّ
‏كل ما في الروح يبدُ
وانتظار الوهم وهمٌ
‏ما مضى لا يُستردُّ

فقدْ يُشعبُ الإِلفانِ أدناهما الهوى
ويلتئمُ الضدَّانِ أقصاهما الحقدُ
على هذهِ تجري الليالي بحكمها
فآونةً قربٌ وآونةً بُعدُ

يا طلّة الأسحار قلبي ذاب في غمّازتين
و ثوى هنالك ناسكاً، ما حمّلَ المعبودَ دَين
يا حلوة العينين، إنكار الهوى زورٌ، و مَيْن
فتشجّعي و بقبلةٍ صغرى أبيعك قبلتين

و فيكِ من الجَمالِ دلالُ طفلٍ
وحيدٌ، بعد عُقمِ الوالدينِ
وفيكِ من الجلال مشيبُ شيخٍ
توضّأ بالدموعِ لركعتينِ
وفيكِ من السلاحِ سهامُ هدبٍ
ورمحُ القدّ، قوس الحاجبينِ
وفيكِ من السلام هدوءُ أمٍّ
لطفل نامَ بين الرضعتين ِ

‏ذكريات داعبت فكري وظني
‏لست ادري أيها أقرب مني

فوق هام السحب وإن كنتي ثرى
‏فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى
عزك لقدام وأمجادك ورا
‏وإن حكى فيك حسادك ترى
مادرينا بهرج حسادك أبد
‏أنتي مامثلك بهالدنيا بلد

أحيانًا
‏يصحو الليل بداخلي، عندها
‏لا أجد حيلة سوى أن أصبح القمر.

عين كعين الذئب محتالة
طافت أكاذيب الهوى حولها
قد سكن الجنون أحداقها
وأطفأت ثورتها عقلها
إن عانقتني كسرت أضلعي
وأفرغت على فمي غلها
يحبها حقدي ويا طالما
وددت إذ طوقتها قتلها

ما كنتُ أعلمُ قبلَ بادرَةِ النَّوى
أَنَّ الأُسودَ فرائِسُ الغزلانِ

لاتسَلني ياحبيبي كيف هذا الحبُّ جاءْ
لاتسلني أينَ كان البدءُ أينَ الإنتهاءْ
لستُ أدري كل ماأدريهِ أني لستُ أدري
لستُ أدري غيرَ أنّ اليومَ كانَ الأربعاء

وَمِنَ البَلاءِ وَلِلبَلاءِ عَلامَةٌ
أَن لا يُرى لَكَ عَن هَواكَ نُزوعُ
العَبدُ عَبدُ النَفسِ في شَهواتِها
وَالحُرُّ يَشبَعُ تارَةً وَيَجوعُ

تَنُودُ بنا العَواطِفُ راكباتٍ
طَريقاً لا تُقيمُ على هُداهُ
فنَهوَى مَن تراهٌ العينُ طَوراً
ونَهَوى تارةً مَن لا تَراهُ
هَوِيتُ النازلَينِ دِيارَ ارض
وقلبي قد أَحَلَّهما حِماهُ
هُما القَمَرانِ في أكنافِ أَرضٍ
يَغارُ النَجْمُ منها في سَماهُ

ولا تحسبنَّ الحزن يبقى فإنه
شهاب حريقٍ واقدٌ ثم خامدُ
ستألفُ فقدان الذي قد فقدته
كإلْفكَ وجْدان الذي أنت واجدُ

أُحُس برداً بقلبي ليس يدفئه
حرُ المواقد مهما شُبت النار

هذه الدُنيا هباء وزنها مثقالُ ذرة
‏لا تساوي حُزن قلبٍ أو بكاءٍ أو مضرة

مابين همسك يا هوايا وبين جفنك لى قدر
يمضى بنا فى رحلة الأشواق نشوان الوتر
فأذيب ايامى بكأسك يا رحيقى المنتظر
أهواك يا قدرى وأهوى أن يطول بنا السفر
وأعيش فى عينيك أيامي واستبق المنى
وتهيم اشواقي ولا أدري بقربك ... من أنا

كُنَّا صغاراً
لا نجيدُ قراءةَ الدُّنيا
نُعبِّرُ عَن فُصولِ الخَوفِ بالألوانِ
نصطادُ الفَرَاشَ
و كُلَّما مرَّتْ جموعُ العابرينَ تثاقَلَتْ أقدامُنا
ومَحَوتُ مِن كفَّيكِ آثارَ الجِراحْ
لَمْ نَدرِ أنَّ الشَّارعَ ازدادَ ازدحاماً صاخِباً
كُنّا نقولُ:
بإنَّ ضوءَ الصُّبحِ
سوفَ يَمُرُّ مِن عُنقِ الزُّجاجةِ للبَراحْ
لَم نَنتَبِهْ
حينَ التَقينا
في مَمَرَّاتِ الشَّتاتِ
كَما يمرُّ البَدرُ في جوفِ الصَّباحْ