كانت لحظة سعادة كبيرة، ولحظة حزن عميق، وقليلًا ما تجتمع السعادة مع الحزن في حياة الإنسان، سعادة بالحلم وحزن لأن الحلم تأخر بعض الوقت، فسافر من سافر وبقى من بقى لقد كان الزمان كريماً وبخيلاً فى وقتٍ واحد، كان كريماً حينما حقق الحلم، وكان بخيلاً حينما حرمنا سعادة أن نلقاه معاً، تذكرتك رُغم أن المسافات بيننا تبدو طويلة وبعيدة، وأن السدود التي فرقتنا أصبحت أكبر كثيراً من كل محاولات التذكار، وأن الثلوج التي تراكمت حولنا أعنف كثيراً من حرارة مشاعرنا، ولكنني عُدت أذكرك، في ساعة حُلم، حُلم حققته من غيرك فجاء حُلماً جريحاً، في وجهه حزن عميق، وفي عينيه بقايا دموع، وعلى شفتيه ابتسامة غاربة ..
يا للأسف لقد جاء الحُلم حزيناً جداً .
يا للأسف لقد جاء الحُلم حزيناً جداً .
من أعظم ما يعيشه إنسان، هو الثقة..
أن يضع رأسه المُثقل بالشكوك والترددات والمخاوف على كتف يعلم مُسبقاً بأنها لن تخذله ولن تكسر بداخله ثقته بها، أن يسير طريقاً اختاره بكامل إرادته ورغبته، وألا يُشكك دقيقة في صحة مساره، أن يهدأ إلى جانب شخص، بعدما أمضى حياته كاملة في صخبٍ دائم، وألا يتردد لحظة في هدوئه، و من أعظم ما يُمكن أن يُقدّم لأحدهم هو شعوره بأن هناك شخص ما موجود في حياته كوجهة، كإنتماء، كأمان، وكبوصلة، متى ما تاهت بهِ السُفن المحمّلة بالعثرات، سترسو بعدها على بر أمانه .
أن يضع رأسه المُثقل بالشكوك والترددات والمخاوف على كتف يعلم مُسبقاً بأنها لن تخذله ولن تكسر بداخله ثقته بها، أن يسير طريقاً اختاره بكامل إرادته ورغبته، وألا يُشكك دقيقة في صحة مساره، أن يهدأ إلى جانب شخص، بعدما أمضى حياته كاملة في صخبٍ دائم، وألا يتردد لحظة في هدوئه، و من أعظم ما يُمكن أن يُقدّم لأحدهم هو شعوره بأن هناك شخص ما موجود في حياته كوجهة، كإنتماء، كأمان، وكبوصلة، متى ما تاهت بهِ السُفن المحمّلة بالعثرات، سترسو بعدها على بر أمانه .
أُريد أن أكون الجانب الذي يخرج منه كل من عرفتهم أو مروا بي عن طريق الصدفة نحو الحياة الأخرى التي تنتظرهم، أُريد أن أحيا بعثورهم على الأمل في ساعة إنهيار، أن أُعانق قلوبهم المكسورة، أن يكتشفوا معي شيئًا ما يُحركهم، ويُعيد لهم الشغف المفقود في زحام هذهِ الحياة، و يكفيني هذا عن كل شيءٍ آخر .
في هذهِ الفترة، أحتاج عقلاً لا يُفكر، وقلباً لا يفزع، أحتاج لمرة واحدة أن أبقى في مكان دون أن يُصيبني خوف زواله .
مشاعر .
كثيرًا ما أودُّ أن أنفجر ولا أفعل، أتذكرني وأراني في عبارة كتبها أحدهم تقول: "أنا بُركان سُدّت فوّهته." تارةً أرغب بالإنفجار غضبًا، وتارةً أخرى أرغب بالإنفجار بُكاءً، وفي الحالين لا أفعل، بل لا أقدِر، لا أقدر على الإنفجار غضبًا لأن ما يسدُّ فوهة غضبي هو قلقي…
تعلمت كيف أكتم غضبي منذ مدة طويلة، أحببت الأمر في البداية، ردة الفعل الهادئة، الأعصاب الباردة، عدم التفكير في إصلاح الأمور التي أفسدها الغضب، كانت النتيجة رائعة، ثم بدأ التعب المُؤجل، والغضب المكتوم، يظهر شيئًا فشيئًا في الأوقات الخطأ والأماكن الخطأ، أردت استعادة غضبي القديم لكن خوفي من مواجهته منعني من ذلك، و ها أنا الآن أحيا بين الخوف من غضبي والتعب من الهدوء، أكتم ويفيض الأمر من ملامحي أريد أن أغضب لكني مُتعب على تقديم أي ردة فعل تجاه أي شيء، أريد أن أهدأ لكن الغضب المكتوم يأكلني من الداخل دون توقف أو رحمة، وتمضي الحياة بين غضبٍ مستعر وبرود لا يُطفئ، شيء، أتناسى مرة، وأأسى مرة، وأسخر مرة، مرةً أقول أنا سبب هذا الخطأ، كان هذا البركان ذات يوم جمرة صغيرة، ومرةً أقول كان مُقدرًا منذُ البداية أن أُولد في فوهة البركان، ومرةً أقول لنفسي دعه ينفجر، ما الشيء الرائع في حياتك لكي تخاف إحتراقه ؟
هويتك الحقيقية ليست موجودة في عالمك الداخلي ولا في عالمك الخارجي، إنك أنت من يُوجد الاثنين كليهما، فالمصدر الذي يولّد الأفكار، والمشاعر، والذكريات، والإنفعالات، وكل التجارب الخاصة بنا، هو نفسه الذي يولّد العالم المُجرّد من أيّة خصوصية، العالم الذي يُلائم حالتك الخاصة ويُماثلها، فإذا كنت لا تحب ما يجري حولك، فلا تُحاول تثبيته وجعله شيئاً أساسياً لأن ذلك سيشبه تلميع مرآة على أمل تغيير رؤية ما تعكسه .
مشاعري واضحة، لا أستطيع أن أتظاهر بعكسها، عندما أُحب، عندما أكره، عندما أغضب، و عندما أحن، كانت مشاعري وما زالت تتضح على وجهي، على تصرفاتي، وفي نبرتي، لا أستطيع أن أُظهر عكس ما أشعر به، تبديل الأقنعة هذا .. يُزعجني جداً .
أخاف المرة الثانية، أكثر من المرة الأولى، فالأولى يُسعفها نقص الخبرة وعدم الإعتياد، أما الثانية يهزمها العشم ونفاذ الأعذار .
أعي تماماً ما معنى أن ينظر المرء يخيبةٍ لذات الأمور التي حدّق فيها بأمل .
النجوم : مرايا الوجود في عتمة الكون، في عُمق السماء اللامتناهية، تتلألأ النجوم كعيون خفية تُراقبنا من مسافاتٍ سحيقة، تُقاس بوحدةٍ ما تُسمى بالسنة الضوئية، حاملة رسائل غير مكتوبة من عمق الزمن، ليست النجوم مُجرد زخارف ليلية في قبّة السماء، بل هي شظايا من الحقيقة، و مرايا تعكس هشاشة وجودنا في هذا الكون الواسع، حين نتأملها نُدرك أن الضوء الذي يصل إلينا قد انبعث منذ ملايين السنين، وربما يكون مصدره قد مات منذُ أمد بعيد، ومع ذلك يستمر وهجه في السفر مُتحديًا الموت والزمن، كأن النجوم تهمس لنا : حتى بعد الفناء وتقول هناك أثر يبقى ..
إن هذا الضوء العابر للأزمان يُوقظ فينا شعورًا مزدوجًا بالرهبة والعزاء، الرهبة من إدراك مدى صغرنا، فنحن مُجرد ذرات تائهة في بحر كوني لا حدود له و عزاء لأن في هذا العدم اللامتناهي تكمن حقيقة أن وجودنا مهما كان هشًا، ليس بلا معنى، نحنُ كائنات زمنية لكنها مشدودة إلى الأبدية تمامًا، كما أن النجوم رغم نهايتها الحتمية تستمر في بث نورها، شاهدة على أن ما يتركه الإنسان خلفه قد يتجاوز حدود عمره، النجوم ليست فقط دليلًا على مرور الزمن بل هي أيضًا رمز لقدر الإنسان وتوقه الدائم لفهم ما يتجاوز إدراكه، منذُ فجر الحضارات رفع الإنسان رأسه إلى السماء باحثًا عن أجوبة لأسئلته الوجودية، مُتسائلًا عن مكانه في هذا النسيج الكوني، كانت النجوم تُقرأ ككتابات إلهية، تُرشد وتُلهم، لكنها في الوقت ذاته تُذكره بحدود معرفته وعجزه أمام اتساع الكون، كل نجم هو بمثابة نقطة في مُخطط هائل لا نفهم تفاصيله ومع ذلك، نجد فيه انعكاسًا لرحلتنا البشرية، نسير في الظلام ونبحث عن نور يقودنا، وربما نكتشف أن النور كان في داخلنا طوال الوقت، النجوم ليست فقط أجرامًا بعيدة بل هي دعوة للتأمل في طبيعة وجودنا، هي تذكير بأن كل لحظة من حياتنا مهما بدت تافهة أو عابرة، تحمل في طيّاتها صدى الأبدية، وحين نرفع أعيننا إلى السماء لا نرى فقط بقايا انفجارات كونية، بل نرى قصة الإنسان، قصة مخلوق صغير في كون شاسع يُحدق في العتمة، ويجرؤ على أن يحلم بالنور، تلك النقاط المُضيئة في السماء ليست بعيدة كما نظن، إنها تسكننا، تعكس رحلتنا في البحث عن المعنى، وتمنحنا يقينًا بأن في قلب العتمة دائمًا ضوء، وفي قلب الفناء دائمًا أثر .
إن هذا الضوء العابر للأزمان يُوقظ فينا شعورًا مزدوجًا بالرهبة والعزاء، الرهبة من إدراك مدى صغرنا، فنحن مُجرد ذرات تائهة في بحر كوني لا حدود له و عزاء لأن في هذا العدم اللامتناهي تكمن حقيقة أن وجودنا مهما كان هشًا، ليس بلا معنى، نحنُ كائنات زمنية لكنها مشدودة إلى الأبدية تمامًا، كما أن النجوم رغم نهايتها الحتمية تستمر في بث نورها، شاهدة على أن ما يتركه الإنسان خلفه قد يتجاوز حدود عمره، النجوم ليست فقط دليلًا على مرور الزمن بل هي أيضًا رمز لقدر الإنسان وتوقه الدائم لفهم ما يتجاوز إدراكه، منذُ فجر الحضارات رفع الإنسان رأسه إلى السماء باحثًا عن أجوبة لأسئلته الوجودية، مُتسائلًا عن مكانه في هذا النسيج الكوني، كانت النجوم تُقرأ ككتابات إلهية، تُرشد وتُلهم، لكنها في الوقت ذاته تُذكره بحدود معرفته وعجزه أمام اتساع الكون، كل نجم هو بمثابة نقطة في مُخطط هائل لا نفهم تفاصيله ومع ذلك، نجد فيه انعكاسًا لرحلتنا البشرية، نسير في الظلام ونبحث عن نور يقودنا، وربما نكتشف أن النور كان في داخلنا طوال الوقت، النجوم ليست فقط أجرامًا بعيدة بل هي دعوة للتأمل في طبيعة وجودنا، هي تذكير بأن كل لحظة من حياتنا مهما بدت تافهة أو عابرة، تحمل في طيّاتها صدى الأبدية، وحين نرفع أعيننا إلى السماء لا نرى فقط بقايا انفجارات كونية، بل نرى قصة الإنسان، قصة مخلوق صغير في كون شاسع يُحدق في العتمة، ويجرؤ على أن يحلم بالنور، تلك النقاط المُضيئة في السماء ليست بعيدة كما نظن، إنها تسكننا، تعكس رحلتنا في البحث عن المعنى، وتمنحنا يقينًا بأن في قلب العتمة دائمًا ضوء، وفي قلب الفناء دائمًا أثر .
1
ولكن ماذا بقي لي من هذا كله لا شيء إلا تعب يُشبه التعب الذي يعقب معركة مع شبح أو ذكرى مشوشة تفيض بالحسرات، لقد أفنيت في ذلك الصراع العقيم، حرارة الروح وثبات الإرادة، وكلاهما ضروري جداً لحياة الفعل والنشاط، وحين دخلت هذهِ الحياة التي سبق أن عشتها بالفكر، شعرت بالضجر، وشعرت بما يُشعر به من إشمئزاز شخص يقرأ تقليداً سيئاً لكتاب يعرفه منذ مدة طويلة .
فزع إلى أوهامه وخيالاته يخترع أزمنة غير هذهِ الأزمنة، أمكنة غير هذهِ الأمكنة، بشراً غير هؤلاء البشر، وقواعد غير التي نحيا بها، وفي نهاية الأمر عاد إلى واقعه ونام وهو يلتحف الأمل .
لم يعد الناس مُكرهين غالباً على أداء شيء مجاناً، اكتشفوا أن ملذات الإحسان لا تهب غير متعة الزهو، و لأن الزهو مجرد وهم، فهم ينشدون الآن حواساً ماديّة أكثر .