Telegram Web Link
مشاعر .
من المؤسف أن الأشخاص الذين كان من المفترض بقائهم بجانبك هم أول الراحلين .
من المُؤسف أن تُخلق بقلبٍ لين،
بينما الأشياء من حولك حادة و جارحة .
لو أحد عرض عليك صندوق فيه كل شيء بحياتك ..
وش أول شيء بتدور عليه ؟
كان عليّ أن أُؤجلك، مراراً كان عليّ أن أختار بين مهامي العاجلة والمهمة، كان عليّ أن أمشي وفق التعليمات التي لم يكتبوها لنا، كيف نعيش؟ ومن نرافق؟ وكيف نصنع خطط الحياة، وقوائم التسوق، كان علي أن أؤجلك، لأنتهي من الكثيرين في طابور حياتي الصباحي، واحداً تلو الآخر، دعني أنتهي من كل هذا العبث، دعني أبدأ عملاً جديداً، أُؤثث غرفة مُهملة، أصنع رفاً ثانياً لكتب الخيال، أشرب شاياً بلا طعم مع صديق لا يعرفني، ألتقي بمعارف يُثيرون أفظع أنواع الضجر في رأسي، أشتري حذاء لا يصلح للمشي، كان عليّ مراراً أن أمسح ضباب الأسئلة من مرآتي، أن أُصلح موضع القلق في عيني، أن أُرتب ارتباكي قبل أن أترك المنزل إلى مكانٍ لا يوجد بهِ مرايا، أن أنظر إلى هذا الوجه الذي أعرفه حد الملل، وأسأله بكل جديّة، من أنا في هذا العالم، وأين مكاني، كان عليّ أن أستلقي بعد يومٍ طويل، وأنتَ موجود هناك، مثلي تؤجلني، كنا نؤجلنا، لأننا مهمون للغاية، لكننا لا نرقى لمصاف المهام العاجلة، المهام العاجلة لا تنتظر يا عزيزي .
منذُ مدة طويلة لم أتحدث بالشكل الحقيقي بما أشعر به، وبما يمر بي، كل شيء يعيش بداخلي ومن الصعب إخراجه، أدركت كيف بإمكاني التعامل مع هذا الكم الهائل من المشاعر والفوضى والأفكار، و أن أتعافى وأكافح لإنقاذي في كل مرة أسقط فيها، وهذا أنبل شيء فعلته لنفسي، أن لا أتقاسم ضعفي مع أحد .
أنت شخص وحيد، وحيد بالمعنى الكامل للكلمة، لا أحد يستمع للأغاني التي تعشقها، لا أحد قد قرأ ما قرأت من كتب، لا أحد يضحك على النكات التي تجدها أنت ظريفة، لديك ذكريات، لكنها كعملة أهل الكهف لا قيمة لها اليوم، ولا أحد يُريد سماعها برغم أنك تجدها ثمينة جداً .
ما عرفته قبل يومين وما تعرفه اليوم ليس واحداً، الحياة تسيل، تجري، تسابق البشر، وهي كل يوم تغيرك، تأكل منك، تقضم من حواشيك، توسّع رقعة الخدر في قلبك، وكل يوم تُضيف إليك، وتضخمّك، وتدق في قلبك مسامير المتعة والألم، ولكنك قد تغيرت للأبد، طفولتك تُرافقك، ولكنها ما عادت جزءاً منك .
في هذهِ الحياة التي تُشبه الحلم،
كل شيء يأتي فجأة ويختفي إلى الأبد .
فتش عن البراءة :

ان العجز عن فهم سلوك الآخرين يُعد بالنسبة للكثيرين أكثر جوانب الحياة التي تبعث على الإحباط، فنحن ننظر اليهم على انهم مذنبون لا على انهم أبرياء، فنحن ننجذب الى التركيز على سلوك الآخرين الذي يبدو لا عقلانياً في تعليقاتهم او تصرفاتهم أو سلوكهم الأناني، ويؤدي ذلك الى اصابتنا بالإحباط الشديد فلو ركزنا على الإحباط بدرجة مفرطة فقد يبدو الأمر وكأن الآخرين يسببون لنا التعاسة، ومن الواضح أن ذلك أمر سخيف، صحيح ان البعض تصدر عنه افعال غريبة (وهل هناك من لا يفعل ذلك ؟ ) إلا اننا نحن من يُصاب بالإحباط، ولذا فنحن الذين نحتاج الى التغيير ولا اتحدث هنا عن القبول او التجاهل او الدعوة الى العنف او اي سلوك منحرف انني اتحدث فقط عن مجرد ان نتعلم الانزعاج بدرجة اقل نتيجة لسلوك الآخرين، ان استراتيجية البحث عن البراءة تعتبر أداة فعّالة للتحول وهذا يعني انه عندما يتصرف شخص ما بطريقة لا تروق لنا فإن افضل طريقة للتعامل معها هي ان ننأى بأنفسنا عنها، أي أن نفتش عما وراء التصرف وذلك بفرض ان نتمكن من أن نرى البراءة من حيث يأتي التصرف، وفي الأغلب يضعنا هذا التغيير الطفيف في تفكيرنا في حالة من العطف على الغير، و القدرة على تجاوز الأمر .
يتحوّل الصبر إلى صبر سلبي واتكالية مقيتة، الصبر ليس أن تُخدّر حواسك تجاه الواقع، بل أن تقف لتغير الواقع بصبر وثبات حتى تصل إلى غاياتك، فالصبر سلاحك خلال سيرك، وليس شعورك حين تتلقى الصدمات، أن تتلقى الصدمات بصبرٍ يعني أن تُقاوم فتقوم فتغير، لا أن تجلس مكانك مُتلقيًا صفعات الحياة ببلاهة الرضا وعجز الكسل عن التغيير تحت مسمى مخدر الصبر .
لم يخلقنا الله لنكون مُتلقين فقط .
إن النمو عملية ترابطية مُتكررة لا نهاية لها، نحنُ لا ننتقل من خطأ إلى صواب عندما نتعلم شيئًا جديدًا، بل إننا ننتقل من خطأ إلى خطأ، لكنهُ خطأ أقل بمقدار طفيف، وعندما نتعلم شيئًا إضافيًا بعد ذلك، فإننا ننتقل من خطأ أقل بقدر بسيط إلى خطأ أقل بقدر بسيط إضافي، ثم ننتقل إلى خطأ أقل بقدر بسيط من ذلك الخطأ، وهكذا دواليك .. نحنُ في عملية اقتراب دائمة من الحقيقة ومن الكمال من غير أن نصل أبداً إلى تلك الحقيقة أو إلى ذلك الكمال .
تناقض مُحير، مثل أن يقول لك أحدهم وداعاً، ثم يركض نحوك .
لا تُمارس عُمق وعيك مع شخصية سطحية .
مُعلقون نحنُ بين الوجود والغياب،
على حافة الجبل،
بين أن نسقط وبين أن نبقى،
نتمسك بآخر الشيء وكأنه كله ..
ابقى!
لا ترحل!
نحتاجك!
وننتظر القبول ..
نبحث عن عمق الشيء ونحنُ على الهاوية .

ولكن لماذا لا نكون في منطقة الآمان؟
بلا أوهام
وبلا هوس
كأن نكون في منتصف جبل ليس به جرف،
إما أن نتمسك بالشيء كاملاً أو نتركه يرحل كاملاً ..
لا حاجة لنا بنصف الشيء وآخره وبإمكاننا أن نحتفظ بالشيء كله من الأساس !
لازلت أعتقد بأن الإنسان يفقد قدرته على اللجوء العفوي لأي شخص بعد مدة معينة من البُعد، حتى وإن ظلوا خياراً متاحاً فالحواجز تُبنى، والمشاعر تبهت، وكل الأمور تُشير إلى أن الطرف الآخر لم يعد نفس الشخص الذي عرفته، لم يعد بئر أسرارك و ملاذك الآمن، لم يعد بيتك الدافئ الذي اعتدت اللجوء إليه، مهما حاولت لن تعود الأمور كما كانت .
2025/07/08 23:29:05
Back to Top
HTML Embed Code: