Telegram Web Link
ستقابل صورك القديمة، ملابسك القديمة، وكلامك القديم، فابتسم لهم، وقدّم التحيّة للشخص الذي كنت عليه، هو لم يكن ساذجاً بل كان صادقاً بقدر خبرته البسيطة، لا تتعالى عليه اليوم، فما أنت سوى هو مضافاً إليه بعض التجارب .
لا أحد يُدرك ولا الأمر قابلاً للشرح، إنها مأساة الذي يركض بكامل لهفته، وشغفه، اتجاه الأشياء ثم يعود منها بخيبته .
لاشيء يوازي الألم، كل التعازي رخيصة .
كل مبدع هو عظيم القيمة، لأنه يخفّفُ من قسوة عالم البشر ويُثري قلوبهم، نعم، إن بوسع قصيدة أو لوحة أن تطرد كل ضجر من هذا العالم، حيث يصعب العيش فيه، فهي تعرض أمام عينيك عالماً من الجمال، وكذا تفعل الموسيقى والنّحت، وعلى وجه الدقة، لا حاجة إلى تقديم هذا العالم من خلال الفنّ إذ يكفي أن تتأمله مباشرة كي تعثر على قصيدة حيّة، ونبع من غناء، لا حاجة إلى أن تخط أفكارك على الورق، فصوت البلور يرنّ أصلاً في القلب، ولا حاجة إلى أن تسكب ألوانك على قماش اللوحة، فأطياف العالم وألوانه الكثيرة تلمع أصلاً في عينك الباطنية، يكفي أن نكون قادرين على تأمل المكان الذي نحيا فيه، وعلى أن نلتقط بكاميرا القلب المُرهف صور البراءة والصفاء في عالمنا الملوث هذا، وعليه، فإنّ شاعرًا مجهولاً لم يكتب بيتاً واحدًا، أو رساما غامضًا لم يرسم لوحة واحدة، لأَسْعَدُ من صاحب ملايين أو أمير، بل ومن مشاهير العالم المُبتذل كافة، ذلك لأنهما قادران على رؤية الحياة الإنسانية بعين الفنان ولأن بوسعهما التحرر من كل انشغال والدخول في عالم النقاء، وتشييد عالم فريد، والتخلّص من قيود الأنانية .
بعد فترة طويلة عشتها في هذا العالم، أدركتُ أنّ الحياة فيه تستحق العناء، و بان لي أن النور والعتمة وجهان لحقيقة واحدة وأنه حيثُ يُولد الضوء لا بد من أن يحلّ الظلام، واليوم هذا كل ما يخطر لي و بتُّ أعرفه جيداً .
فمثلي لا يحتاج جهداً للفت انتباهك، ليس لأنك بالسهل، لكن ما أرق أن يعرف المرء حجم نفسه، أن يعرف كونه أشبه بالشمس المُشعة على حياة المرء بمُجرد أن يمر أمامها، فكيف إن عبر من خلالها، لذا لا حاجة لألوح بيدي أو لأقف بين الناس، أعرف يقيناً بأنك ستراني مُضيئاً، حتى في أكثر أماكنك ظلمة .
ذلك الإنبهار الذي نشعر به عند قراءة نصٍ ما، قد يحدث أحيانًا لأننا رأينا أنفسنا، رأينا أفكارنا المُهملة تلك التي قابلناها بالإنتقاص والإبتذال رأيناها وقد أخذها أحدهم على محمل الجد وأظهرها بهذا الجمال .
أيام أشبه بالمنافي،
وكل الذين كنا نعدهم أوطاناً، تغرّبنا في أسمائهم .
الروح لا تنمو بالإضافة، بل بالطرح ..
نحنُ نجد أنفسنا بفقدان ما لسنا عليه .
يتطلّب قيامك بإختيار قيمة ما لنفسك أن ترفض قيمًا أخرى لا تُشبهك، هذهِ كلها قرارات صحيّة، لكنها تستلزم ممارسة الرفض عند كل مُنعطف، الفكرة كامنة هُنا علينا كلنا أن نهتم بشيء ما حتى نستطيع أن نرى فيه قيمة، وحتى نرى في أمر من الأمور قيمة، علينا أن نرفض ما هو ليس في ذلك الأمر، لا بد لي من رفض كل ما هو ليس «س» إذا أردت أن أجعل «س» قيمة لي .
وهذا الرفض جزء ضروري لا يتجزأ من محافظتنا على قيمنا، أي على هويتنا، ونحن نتحدد بما نختار أن نرفضه، أما إذا لم نرفض شيئًا (و قد يكون هذا نتيجة خوفنا من أن نُرفض)، فهذا يعني أنه ليست لنا هوية على الإطلاق .
عندما تفقد عزيزاً ويستوطن السواد روحك، تعجب كيف أن حزنك لا يصبغ الكون، كيف أن الشمس تُشرق في موعدها، والحركة دائبة في الشوارع، والمذياع يبُث كالعادة أغاني الفرح الخفيفة، ونشرة الأخبار على شاشة التليفزيون تنقل لك كل كوارث العالم سوى كارثتك العظمى، ثم تبدأ وتيرة الوقت في غفلةٍ منك، في امتصاص ما يخنقك شيئاً فشيئاً، ويبدأ الفرح بالحياة، أو ما يشبه ذلك، يطفو على سطح ذاتك، وتعجب كيف عدت للإبتسام من جديد رُغم أن روحك حزينة، فدوام الحال من المُحال، ومهما قاسيت من حزن، لابد من بزوغ شمس الفرح عليك، عاجلاً كان ذلك أم آجلاً .
ربحتُ مُجدداً، ربحتُ، ولكن كم من الربح سيُعوضني عن خساراتي الفادحة؟
قالها وهو يُلوّح بيده في تحية مهزومة لا تليق بشخصٍ ربح للتو، إنهُ لشيء حزين أن يُهزم المرء بإنتصاره .
لم أكن أشعر بالفراغ، لكنّي كنتُ أتعجّب من عدم قدرتي على التمييز بين يوم أمس ويوم غد، لا لشيء إلا لأنني كنت مأخوذ بإيقاع حياتي، مُنغمس فيها حتى النخاع، ولأن الريح تفسخ آثار أقدامي حتى قبل أن أتمكن من رؤيتها، قررت الضياع فيها بلا خطة بديلة أو طريق عودة .
الناس جميعاً، يستديرون إلى جهة واحدة ..
يا لقلبي الذي يتأمل ذلك من الطرف الآخر .
‏لكل شيء بديل في هذهِ الحياة إلا ....
‏ما الذي لا بديل له في حياتكم ؟
2025/07/08 03:12:52
Back to Top
HTML Embed Code: