Telegram Web Link
لن يُطمئنك شيء بقدرِ هذهِ القاعدة: "كُل ما شَقَّ على النفوس مُكَفِّر للسيئات" فكُن على يقين بأن كل ألمٍ مررت به مُكفر للسيئات، كل صغيرة وكبيرة، كلّ غصةٍ لم يشعر بها غيرك، كل فكرة أرّقتك ولم تستطع أن تشكو بها لأحدٍ ،حتى ذلك السلامُ الذي قابله البعضُ ببرودٍ تام، والمشاعر التي أعطيتها بصدق ولم تُقدر، كل التفاته عنك آلمتكَ، كل همزٍ ولمز قيل من ورائك، كلّ ألم ألمَّ بكَ، مهما ظننتهُ تافهاً، وقِس على ذلك ما شئت، كل ذلك كان لك بمثابة رفع لدرجاتك وتكفير لسيئاتك، فاطلب من الله دائماً العون، وأن يرزقك الصبر في كل أمورك، ولا تقنط من رحمة الله فإنهُ أرحم بك من نفسك .
سوف يُساء فهمك أكثر مما يجب، وسوف يُقال عنك ما لا يُرضيك ولا يُشبهك، وسوف يُخبرك الناسُ مرارًا بأنهم يعرفونك وهم لا يعرفونك، وسوف يُملي عليك البعض ما يجب عليك فعله في حياتك وهم ضائعون تمامًا في حياتهم، وقد يحكم عليك أشخاص منعت نفسك عن الحكم عليهم رُغم سوئهم، سوف تجد نفسك مرارًا مُدانًا في مواقف تستدعي التبرير أو الرد أو التوضيح حتى لو كنت على صواب، صدقني لن تتمكن دائمًا من شرح جانبك من القصة أو وجهة نظرك للأمور ..
تريد أن تنجو من كل هذا ؟ انشغل بك .
أفتقد شعور الدخول في نقاش عميق، أو تبادل محادثة عميقة مع شخص يشبهني روحيًا، أفتقد الرسائل ذات القيمة أو النقاشات التي تليق بي، أحن لمحادثة أتبادل بها قصائدي الخجولة، كلماتي الخائفة، أشرح بها ذاتي المفقودة، محادثة لا أرغب بأن تكون لها نهاية، ذات أحاديث عشوائية، مُتتالية.. لا تبهت أبداً .
لزمنٍ طويل حاولتُ أن لا أتذكّر أيّ شيء، حاجزاً أفكاري في الحاضر، كنتُ قادراً بشكلٍ أفضل على التدبّر، وقادراً بشكلٍ أفضل على تحاشي العبوس، إن الذاكرة هي الفخ الأعظم، أتفهّم ذلك وقد بذلتُ قصارى جهدي لأمسك نفسي، لأُبعدها، لأتأكد من عدم تسلل أفكاري إلى الأيام الغابرة .
تجد نفسك مجهولاً، في الوجهة الوحيدة التي اخترت فيها الوضوح .
تقرأ وجوه الناس كباطن يدك، تعرف ما يضمرونه، ترى ارتعاشاتهم قبل أن يُدركوها، تعرف من قصصهم القصيرة من هم وما الذي يُحركهم وما الذي يجعلهم ما هم عليه، يُتعبك أنك تعلم كل هذا و يُثقلك السكوت، تخترق حقيقتهم وأدق أفكارهم، لا تفعل ذلك عن قصد ولا عن فضول، إنما حقائقهم ماثلة أمامك ككتابٍ مفتوح سهل القراءة و مُعد للإطلاع، حتى إنك تُبصرهم يُخطئون، تستشعر المرات التي كذبوا فيها، وتعلم أنهم يستهينون بوجودك، أنت الذي تری کل رفّة جفن، كل تنهيدة، كل ارتجافة شعور، وتغفر لهم هذا الإهمال الفظيع للتفاصيل التي تولّيها أهمية كبرى، ولذلك تتركهم في نهاية الأمر، تتركهم لأنك عرفت الكثير، ولأن معرفة كل هذا تجعل الإبتسامة في وجوه هؤلاء عملاً ثقيلاً جداً .
إن قبولك بأن أفكارك ليست إلا جزءًا صغيرًا من الكل، وبأن انكبابك على القيام بالفعل هو الأمر المهم، يجعلانك تبدأ ببطء إدراك كم كنت بعيداً عن الواقع، الحقيقة أن هذا الأسلوب يُشبه أسلوبًا يستخدمه الأطباء النفسيون في معالجة مرضاهم، وهذا لأنهُ أسلوب ناجح، عندما نتحدّى أفكارنا من خلال الإقدام على الفعل، ونضع أنفسنا مكشوفين أمام الحالات التي نتجنبها ونقاومها، فإننا نُدرب عقولنا على رؤية العالم على حقيقته، أي على نحوٍ أكثر إدراكًا، ثم نُصبح بعد ذلك أكثر اعتيادًا على عيش الحياة "كما هي" بدلاً من عيش الحياة "كما نظنّها" .
أشعر بإضطراب عميق في ذهني، أفكاري تتلاحق مع بعضها وتتبعثر بغير تسلسل ينظمها، وبغير رابطة تصل بعضها ببعض، أخشى تجميع أفكاري المُشتته، وإستخلاص أي نتيجة من المشاعر المُتناقضة التي تُعذبني وأعاني منها، إن نوعاً من القلق يستبد بقلبي ويوشك أن يكون يأساً، وأنا لستُ مُعتاداً على ذلك .
أتكوّر على نفسي، كما الأشياء المنسيّة أبداً، التافهة أبداً، كما الأصفار أبديّة الإستدارة، تدور حول نفسها، تبحث عن قيمة! كما الكرة الأرضية صفر عملاق بلا عقل يُلاحق نفسه، أنطفئ بأعينٍ تلتقطُ الوجوه و تُلقي بها في الذاكرة جزافاً، في محاولة لتنشيط إحساسي الذي لبث طويلاً في سباته المُخيف .
أستيقظ من الحلم و أشعر بالحزن فجأة،
يا لنومي، لم يعد وديعاً كما كان قديماً .
مشاعر .
شاركوني عشوائيات رمضان (٢) :
شاركوني عشوائيات رمضان (٣) :
مشاعر .
شاركوني عشوائيات رمضان (٣) :
عشوائيات من تصويركم ..
كُن ممتناً لِكُل المرات التي تخطيت فيها نوبة الفزع وحدك، واستطعت تنظيم أنفاسك وطرد كُل الأفكار التي تخنق قصَبَتك الهوائية وحدك، دُونَ صوتٍ مألوف يُهدهد خوفك، لكُل المرات التي رأيت فيها أقوى أحلامك الخاصة تنهار أمامك واستطعت التماسك والتعافي وإعادة المحاولة وحدك، كُن مُمتناً لكُل المرات التي احتجت فيها رفقةً أو رأيًا أو مُساندة لكنك استطعت التغلّب على ذلك الشعور والإستمرار وحدك، كُن مُمتناً لكُل الخيارات الكبيرة والصغيرة التي اتخذتها وحدك، وكل الطرق التي خطوتها بِغيرِ ونيس مُمتناً أنَّكَ تعلّمتَ أخيرًا كيف تستقبل الصدمات وتُقاوم السقوط، وتتوقف عن البكاء، وتستعيد التوازن وحدك بدون أي مساعدة خارجية .
ولكن هل هو الكلام الذي يُحدث التفاهم بين الأرواح المُتحابة؟ هل هي الأصوات والمقاطع الخارجة من الشفاه والألسنة التي تُقرّب بين القلوب والعقول ؟ أفلا يوجد شيء أسمى مما تلده الأفواه وأطهر مما تهتز به أوتار الحناجر ؟ أليست هي السكينة التي تحمل شعاع النفس إلى النفس، وتنقل همس القلب إلى القلب؟ أليست هي السكينة التي تفصلنا عن ذواتنا فنسبح في فضاء الروح الشاسع، مُقتربين من معنى ارواحنا، شاعرين بأن أجسادنا لا تفوق السجون الضيقة، وهذا العالم ليس سوى منفى بعيد يجرفنا معه .
أُريد الكثير من الصمت، أكثر من هذا (اللاصوت) الذي يُحاصر المكان، أُريد ثورةً من الصمت، أُريد أن أرى العالم ينكمش ويعود طفلاً، حيث الأشياء مفهومة وقابلة للقراءة، رُبما كل ما أردته لحظتها هو أن أُعيد الزمن إلى الوراء و أعود معه .
لم تلتفت لي الحياة، ولكنّها كانت مُنشغلة بترتيب أدوار أخرى، لناس آخرین ..
كل شيء كان مُرتباً كما في بدء الخليقة: الخسارات الأنيقة، الخوف المُبطّن، الليل والعزلة والشك في يقين الحياة نفسها .
2025/07/07 18:51:02
Back to Top
HTML Embed Code: