"كل ساقطٍ له لاقط "
مثل يحمل في طياته من الحكمة ما يكشف عن طبائع البشر وحقيقة ما يجري في الحياة، ف في الحياة، تجد لكل شيء، مهما بدا في أعين البعض بأنه بلا قيمة، تجد من يرغب فيه ويطلبه، كأن النفوس تسير وفق ما يوافقها من العقول والطبائع، فتنجذب كل ذات إلى شبيهها، ويقع كل ناقص في يد من يُجاريه في النقص، أو يُكمل عجزه بما يشبهه، فالناس في معادنهم كالذهب والحصى، ولكل معدن طالبه، فلا عجب أن ترى من يُعجب بالبالي ويزهد في النفيس، إذ لكل عقلٍ منطقه، ولكل خُلقِ شبيهه، فلا شيء مهجورٌ في هذه الدنيا إلا وكان له من يراه كنزًا، ولا ساقطَ إلا وجد من يلتقطه، لا عن جهلٍ أحيانًا، بل لأن النفوس تتآلف على أشكالها، إنما الحكمة هُنا أن نُدرك أن القيمة ليست بما ترغبه الأنفس فحسب، بل بما يزنه العقل وينقّيه من هوى النفس، فليس كل مطلوبٍ مُستحقًا، ولا كل مهجورٍ منكورًا، فاحرص على أن تكون ممّن يلتقط القيم والمبادئ، لا ممّن ينحني لالتقاط ما أسقطته النفوس التافهة .
مثل يحمل في طياته من الحكمة ما يكشف عن طبائع البشر وحقيقة ما يجري في الحياة، ف في الحياة، تجد لكل شيء، مهما بدا في أعين البعض بأنه بلا قيمة، تجد من يرغب فيه ويطلبه، كأن النفوس تسير وفق ما يوافقها من العقول والطبائع، فتنجذب كل ذات إلى شبيهها، ويقع كل ناقص في يد من يُجاريه في النقص، أو يُكمل عجزه بما يشبهه، فالناس في معادنهم كالذهب والحصى، ولكل معدن طالبه، فلا عجب أن ترى من يُعجب بالبالي ويزهد في النفيس، إذ لكل عقلٍ منطقه، ولكل خُلقِ شبيهه، فلا شيء مهجورٌ في هذه الدنيا إلا وكان له من يراه كنزًا، ولا ساقطَ إلا وجد من يلتقطه، لا عن جهلٍ أحيانًا، بل لأن النفوس تتآلف على أشكالها، إنما الحكمة هُنا أن نُدرك أن القيمة ليست بما ترغبه الأنفس فحسب، بل بما يزنه العقل وينقّيه من هوى النفس، فليس كل مطلوبٍ مُستحقًا، ولا كل مهجورٍ منكورًا، فاحرص على أن تكون ممّن يلتقط القيم والمبادئ، لا ممّن ينحني لالتقاط ما أسقطته النفوس التافهة .
ما يُؤلمني أنني كلما كبرت ضاقت الهدايا، كلما كبرت اتسع القلق وانكمشت الأحلام، الكبر يعني أن أقول ما يجب أن يُقال وليس ما أرغب قوله، أن أفعل ما يجب أن يُفعل وليس ما أرغب أن أفعله، كلما كبرت يعني أن يدخل الآخرون حياتي شيئاً فشيئاً، ويقضمون فردانيتها شيئاً فشيئاً .
على أُرجُوحَة الأرض المنفيّة، يتمايل الإنسان الوحيد بِخوفٍ، للحُصول على واقعٍ حَقيقي فَلا يُمسِك غير العَدم .
وقد يغفر المرء، لا عن محبّة ورضا، بل عن زهد العارف بما سينتهي إليه كل هذا .
تَكح بداخلي هِمّة قديمة، تُصدر صخبًا يائس، وتدغدغ بوحشية . . الخيبة في صدري .
البُعدُ عن الأشياءِ يدفعكُ إلى أن تراها من حيثُ أنت، كم تبدو صغيرةً تلكَ الأشياءُ العملاقة- أو هكذا تراءت لَك-، الأمرُ لَم يتعلق يومًا بها، إنّهُ أنتَ دومًا وأينَ تقِفُ منها حين تبتعد، تُدرك أنّك ياللدهشة تستطيعُ العيشَ بدونها، تفقِدُ الأشياءُ تأثيرَها بالتعلّقٍ عليك، تبدو كما هي مجردةً من كلٍ بريقٍ ألبستُه نفسكَ إياها، وأحيانًا قد تبدو باهتةً و مملة تِلكَ الأمورُ التي كنتَ تقفزُ لأجلها، ابتعدتُ كثيرًا عن أمورٍ شتى، ومع كُل عودةٍ تتضائلُ الأشياءُ في نفسي، هناك براحُ ما في البُعد، فسحةَ يعبرُ منها الهواء، ثِقَلّ يخِفُّ من على القلب، مركزُ ما من مراكزِ الدماغِ يتوقفُ عن العمل، فتهدأُ الأفكارُ قليلاً في رأسك، فلا تعودُ تعبأُ أو تهتم، كمنطادٍ يَقطعُ حبالهُ شيئًا فشيئًا ويبتعدُ عن الأرض، فيسهُلُ على الهواءِ حمله، يُريدُ الطيران، لكن في داخلِهِ خوفُ ما من تسليم نفسه للرياح، تُرى إلى أين ستحملُه، هل سيكون وحيدًا أم ستؤنسهُ الطيور، وان كان يا تُرى يودُّ الهبوط هل ستقبلهُ أرض؟ أم أنّهُ في حقيقةِ الأمرِ لم يقُمْ إلاّ بنفي نفسِه !
1
لا يستطيع العقل المُفكّر أن يفهم "الحضور" وبالتالي يُحاول دائماً أن يسيء تفسيره، يقول لك إنك غير مُبال، وبعيد، ولا عاطفة لديك، ولا تتواصل، والحقيقة هي أنك تتواصل لكن على مستوى أعمق من الفكر والعاطفة، في الحقيقة عند هذا المستوى هناك تواصل فعلي، تضامن حقيقي، يتجاوز التواصل المألوف، في سكون "الحضور" يُمكنك أن تحسّ بالجوهر مُنعدم الشكل في ذاتك، وفي الطرف الآخر، على أنهُ واحد، معرفة الوحدة في ذاتك وفي الآخر هي حبّ حقيقي، واهتمام حقيقي، وتعاطف حقيقي لا يفهمه أكثر الناس .
إذا أردت أن تلتقط صورة لنفسك، فلتتصوّر وحدك، ولا تتصوّر في مكانٍ لك فيه حكاية، فكل صورة تجمع اثنين تنطوي على مصيدة مؤجلة للحنين، كل صورة يُمكنها أن تكون صيغةً موحشةً للعالم .
يسعى المرء بشكل جنوني إلى شيءٍ ما، ثم يتخلى عنه فجأة وسط الطريق دون أن يعرف لماذا، أو كيف .
تخيّل أنّك عرفت كل شيء في حياتك منذ البداية، المدن التي ستزورها، الأصدقاء الذين سيشاركونك وقتك، وسلسلة الوظائف التي ستلتحق بها، تخيّل أنّك عرفت اللحظات المفصليّة التي ستمّر بها، ورأيت بنفسك المواقف التي ستغيّر معتقداتك الشخصيّة للأبد، تخيّل أنّك شاهدت سيناريو حياتك بالكامل، وتعرّفت على حبّك الأول، موهبتك الخاصة، بطولاتك، لحظات بكاءك، عيوبك، ونقاط قوتك وضعفك، تخيّل أنّك تعرف كل شيء عنك، ما الذي ستعيش من أجله؟ وما الذي ستبحث عنه حينها؟ كيف ستتباهى بصمودك؟ وكيف للصدفة أن تُدهشك؟ ستفقد الصدفة قيمتها، والمعاناة أهميتها، والحب شعوره، والليل وقته، والأيام بهجتها، ولأنّ كل شيء أصبح معروف بالنسبة لك، ستتوقف عن البحث عمّا تريد، عن التساؤل المُستمر عمّا يدور حولك، عن الشعور بالدهشة، وعن اكتشاف الحياة، لذا كان المجهول نعمة، والصبر ضرورة، والحُب صدفة، والفقد مُخيف، والصداقة توافَق، والوعي مراحل، والحياة احتمالات، والفرصة سريعة، والمعاناة درس مُكثف، والنجاح بالتدريج .
من أقسَى ما قرأت في العِتاب:
يقول أحدهم: مره زعلت شخص وتركته مدة ليهدأ، فسألني بطريقة عتاب : "هنت عليك تتركني زعلان؟ رديت عليه : كنت قاصد أتركك لحين تهدأ ونقدر نتفاهم، رد عليا بجملة لن أنساها أبداً : "لو خايف عالبيت من النار تاكله لازم تطفيها وهي مولعة، لو النار هديت لوحدها بتكون خلاص أكلت كل حاجة، في اشياء البُعد يخليها تبرد، لاتفتكروا لو سبتوا أحبابكم لحالهم تحت مبدأ خليه فترة وبيهدأ ممكن انهم يرجعوا، لا، عمرهم مابيرجعوا مثل قبل .
"قد تعود المياه لمجاريها لكنها لا تعود صالحه للشرب" .
يقول أحدهم: مره زعلت شخص وتركته مدة ليهدأ، فسألني بطريقة عتاب : "هنت عليك تتركني زعلان؟ رديت عليه : كنت قاصد أتركك لحين تهدأ ونقدر نتفاهم، رد عليا بجملة لن أنساها أبداً : "لو خايف عالبيت من النار تاكله لازم تطفيها وهي مولعة، لو النار هديت لوحدها بتكون خلاص أكلت كل حاجة، في اشياء البُعد يخليها تبرد، لاتفتكروا لو سبتوا أحبابكم لحالهم تحت مبدأ خليه فترة وبيهدأ ممكن انهم يرجعوا، لا، عمرهم مابيرجعوا مثل قبل .
"قد تعود المياه لمجاريها لكنها لا تعود صالحه للشرب" .
أعتقد أن شقاء الإنسان ينبع من مجالسته لمن لا يفهمه، بل ويسيء فهمه بإستمرار! إن شقاء الإنسان لا ينبع من كونه لا يجد صحبة، بل من كونه لا يجد الصحبة المناسبة! ولذا، فإن وجود شخص تستطيع أن تخبره بما يجول في داخلك بدون أن يسيء فهمك، هو أعظم نعمة ممكن أن تحصل عليها .
القلق يُشبه دفع دينٍ لا تدين به أصلاً، إنه استنزاف لطاقة اليوم بسبب مخاوف الغد، وغالبًا لا يأتي الغد بما كنت تخشاه، وفّر طاقتك لما يحدث فعلاً، لا لما تتخيله .
لحظة صمت :
هذهِ الأغنية تجعلني أشعر بحزنٍ جارف، لا أعرف، يتراءى لي أنني أتجوّل في غابة عميقة لوحدي في ظلمةٍ باردة، و لا أحد يأتي لإنقاذي، تجرفني أوتار الموسيقى الحزينة إلى الضياع الأبدي في عمق هذهِ الغابة .
هذهِ الأغنية تجعلني أشعر بحزنٍ جارف، لا أعرف، يتراءى لي أنني أتجوّل في غابة عميقة لوحدي في ظلمةٍ باردة، و لا أحد يأتي لإنقاذي، تجرفني أوتار الموسيقى الحزينة إلى الضياع الأبدي في عمق هذهِ الغابة .