❁ فائدة علنية المرافعة وغايتها:
«والمقصود من ذلك -أي: عَلَنيَّة المرافعة- تحقيقُ العدل، وحملُ القاضي على الحرص في إجراءاته، وتحريه لما تقتضيه المسالكُ الشرعيةُ، وقد أشار الشوكانيُّ (ت١٢٥٠) إلى هذا الغرض حينما تحدَّث عن حضور العلماء لدى القاضي عند الخصومة فقال: (هذا الاستحضار قد يتسبَّب عنه تحفُّظ الحاكم وتحرِّيه لما تقتضيه المسالك الشرعية)...على أنني قبل أن أضع القلمَ في الحديث عن علنية المحاكمة ومظاهرها في فقه الشريعة فإنني أذكر أنَّ الشريعةَ جعلت أعظم ضمانةٍ لقيام القاضي بالعدل تقوى الله عز وجل ومراقبتُه في السرِّ والعلن مما يحمله على التثبت وإقامة العدل حين الانفراد بالخصوم مثلما يفعله مع حضور غيرهم معهم، وهي صفة أكَّد الفقهاءُ على وجوب توفُّرها في القاضي، واشترطوا فيه العدالةَ، وهي مما يحقق ذلك، ولا يعارضه الاحتياط للحق وتقرير علانية الجلسات»
— معالي الشيخ عبدالله ابن خنين ¦¦ سير الدعوى القضائية
قلتُ: وقد نص على ذلك المنظم السعودي في المادة (٦٤) من نظام المرافعات الشرعية.
ثم إن هنا معنى قلَّ من يفطن له؛ فإنَّ أكثر من تكلموا في علنية المرافعة جعلوا فائدتها تأكيد نزاهة القضاء في نفوس الخصوم والعامة، وهو كما ترى معنى يقوم في نفوسهم لا في نفس القاضي ونحوه.
أما الشوكاني (ت١٢٥٠) رحمه الله فربط العلنية بحمل القاضي على التحقق من سلامة إجراءاته وتحريه، وهو معنى يقوم في نفس القاضي، فجعل العلنية طريقًا لتحرِّي الحق، وهو مسلك جيد.
وأما ابن خنين حفظه الله فربط ذلك بأمرٍ أعلى وأنفس وأبعد، فجعل التقوى ومراقبة الله تعالى طريقًا لتحري الحق، وهو بلا شك مسلك أحسن وأعلى وأرسخ، فإن الرقيبَ على القاضي في عين القاضي هو الله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولم يجعل الرقيبَ على القاضي في عين القاضي هم الخصوم وعامة الناس من الحاضرين، ومن استحضر اطلاعَ الله عليه في كل أوقاته وعلمَه بسره وعلنه وظاهره وباطنه؛ استوى في عينه حضورُ الناس وغيابُهم؛ لأن الله تعالى مطلع عليه كل وقت لا يشغله شيء ولا يغفله، ومن المعلوم أن لأحكام أهل التقوى وأعمالهم نورًا كاشفًا مجلِّيًا لا يبقي ظُلمًا ولا ظلامًا، تسكن إليه النفوس وتطمئن.
وتأمل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية (ت٧٢٨) رحمه الله في هذا المنشور، فإنه وصَل الأمانة في الولاية بخشية الله تعالى، وأصلهما واحد.
والله تعالى أعلم.
#مدارج_السالكين #تبصرة_الحكام
«والمقصود من ذلك -أي: عَلَنيَّة المرافعة- تحقيقُ العدل، وحملُ القاضي على الحرص في إجراءاته، وتحريه لما تقتضيه المسالكُ الشرعيةُ، وقد أشار الشوكانيُّ (ت١٢٥٠) إلى هذا الغرض حينما تحدَّث عن حضور العلماء لدى القاضي عند الخصومة فقال: (هذا الاستحضار قد يتسبَّب عنه تحفُّظ الحاكم وتحرِّيه لما تقتضيه المسالك الشرعية)...على أنني قبل أن أضع القلمَ في الحديث عن علنية المحاكمة ومظاهرها في فقه الشريعة فإنني أذكر أنَّ الشريعةَ جعلت أعظم ضمانةٍ لقيام القاضي بالعدل تقوى الله عز وجل ومراقبتُه في السرِّ والعلن مما يحمله على التثبت وإقامة العدل حين الانفراد بالخصوم مثلما يفعله مع حضور غيرهم معهم، وهي صفة أكَّد الفقهاءُ على وجوب توفُّرها في القاضي، واشترطوا فيه العدالةَ، وهي مما يحقق ذلك، ولا يعارضه الاحتياط للحق وتقرير علانية الجلسات»
— معالي الشيخ عبدالله ابن خنين ¦¦ سير الدعوى القضائية
قلتُ: وقد نص على ذلك المنظم السعودي في المادة (٦٤) من نظام المرافعات الشرعية.
ثم إن هنا معنى قلَّ من يفطن له؛ فإنَّ أكثر من تكلموا في علنية المرافعة جعلوا فائدتها تأكيد نزاهة القضاء في نفوس الخصوم والعامة، وهو كما ترى معنى يقوم في نفوسهم لا في نفس القاضي ونحوه.
أما الشوكاني (ت١٢٥٠) رحمه الله فربط العلنية بحمل القاضي على التحقق من سلامة إجراءاته وتحريه، وهو معنى يقوم في نفس القاضي، فجعل العلنية طريقًا لتحرِّي الحق، وهو مسلك جيد.
وأما ابن خنين حفظه الله فربط ذلك بأمرٍ أعلى وأنفس وأبعد، فجعل التقوى ومراقبة الله تعالى طريقًا لتحري الحق، وهو بلا شك مسلك أحسن وأعلى وأرسخ، فإن الرقيبَ على القاضي في عين القاضي هو الله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولم يجعل الرقيبَ على القاضي في عين القاضي هم الخصوم وعامة الناس من الحاضرين، ومن استحضر اطلاعَ الله عليه في كل أوقاته وعلمَه بسره وعلنه وظاهره وباطنه؛ استوى في عينه حضورُ الناس وغيابُهم؛ لأن الله تعالى مطلع عليه كل وقت لا يشغله شيء ولا يغفله، ومن المعلوم أن لأحكام أهل التقوى وأعمالهم نورًا كاشفًا مجلِّيًا لا يبقي ظُلمًا ولا ظلامًا، تسكن إليه النفوس وتطمئن.
وتأمل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية (ت٧٢٨) رحمه الله في هذا المنشور، فإنه وصَل الأمانة في الولاية بخشية الله تعالى، وأصلهما واحد.
والله تعالى أعلم.
#مدارج_السالكين #تبصرة_الحكام
❤1
فصلٌ_في_فائدة_الاحتراز_في_التعريفات.pdf
305.6 KB
❁ فائدة ذكر المحترزات في التعريفات وأثرها في إقامة التصورات:
— نجم الدين الطوفي (ت٧١٦) ¦¦ شرح مختصر الروضة
#المعقولات #منتقى_الفصول #لسان_العرب
— نجم الدين الطوفي (ت٧١٦) ¦¦ شرح مختصر الروضة
#المعقولات #منتقى_الفصول #لسان_العرب
❁ علامة السياسة والملك إكرام أهل الفضائل:
«واعلم أنَّ مِن خِلال الكمال الذي تتنافس فيه القبائلُ أولو العصبية وتكون شاهدةً لهم بالمُلك إكرامَ العلماء والصالحين والأشراف وأهل الأحساب وأصناف التجَّار والغرباء، وإنزالَ الناس منازلَهم؛ وذلك أنَّ إكرامَ القبائل وأهل العصبيات والعشائر لمن يناهضهم في الشرف ويجاذبهم حبلَ العشير والعصبية ويشاركهم في اتساع الجاه؛ أمرٌ طبيعي يَحمِل عليه في الأكثر الرغبةُ في الجاه، أو المخافةُ من قوم المُكرَم، أو التماسُ مثلها منه، وأما أمثال هؤلاء ممن ليس له عصبيةٌ تُتقى ولا جاهٌ يُرتجى فيندفع الشكُّ في شأن كرامتهم ويتمحَّض القصدُ فيهم أنه للمجدِ، وانتحالِ الكمال في الخلال، والإقبالِ على السياسة بالكليَّة؛ لأن إكرامَ أقتاله وأمثاله ضروريٌّ في السياسة الخاصة بين قبيله ونظرائه، وإكرامَ الطارئين من أهل الفضائل والخصوصيات كمالٌ في السياسة العامة؛ فالصالحون للدين، والعلماءُ للحاجة إليهم في إقامة مراسم الشريعة، والتجارُ للترغيب حتى تعمَّ المنفعةُ بهم، والغرباءُ من مكارم الأخلاق ومن الترغيب ببعض الوجوه، وإنزالُ الناس منازلهم من الإنصاف وهو من العدل، فيُعلَم بوجود ذلك من أهل عصبيته انتماؤهم للسياسة العامة وهي المُلك، وأن الله قد تأذَّن بوجودها فيهم لوجود علامتها، ولهذا فإنَّ أول ما يذهب من القبيل أهلِ المُلك إذا تأذَّن الله بسلب ملكهم وسلطانهم؛ إكرامُ هذا الصنف من الخلق، فإذا رأيته قد ذهب من أمة من الأمم فاعلم أن الفضائلَ قد أخذت في الذهاب عنهم، وارتقب زوالَ الملك عنهم ﴿وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَومٍ سوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ﴾»
— ولي الدين ابن خلدون (ت٨٠٨) ¦¦ المقدمة
#السياسة_الشرعية #التاريخ
«واعلم أنَّ مِن خِلال الكمال الذي تتنافس فيه القبائلُ أولو العصبية وتكون شاهدةً لهم بالمُلك إكرامَ العلماء والصالحين والأشراف وأهل الأحساب وأصناف التجَّار والغرباء، وإنزالَ الناس منازلَهم؛ وذلك أنَّ إكرامَ القبائل وأهل العصبيات والعشائر لمن يناهضهم في الشرف ويجاذبهم حبلَ العشير والعصبية ويشاركهم في اتساع الجاه؛ أمرٌ طبيعي يَحمِل عليه في الأكثر الرغبةُ في الجاه، أو المخافةُ من قوم المُكرَم، أو التماسُ مثلها منه، وأما أمثال هؤلاء ممن ليس له عصبيةٌ تُتقى ولا جاهٌ يُرتجى فيندفع الشكُّ في شأن كرامتهم ويتمحَّض القصدُ فيهم أنه للمجدِ، وانتحالِ الكمال في الخلال، والإقبالِ على السياسة بالكليَّة؛ لأن إكرامَ أقتاله وأمثاله ضروريٌّ في السياسة الخاصة بين قبيله ونظرائه، وإكرامَ الطارئين من أهل الفضائل والخصوصيات كمالٌ في السياسة العامة؛ فالصالحون للدين، والعلماءُ للحاجة إليهم في إقامة مراسم الشريعة، والتجارُ للترغيب حتى تعمَّ المنفعةُ بهم، والغرباءُ من مكارم الأخلاق ومن الترغيب ببعض الوجوه، وإنزالُ الناس منازلهم من الإنصاف وهو من العدل، فيُعلَم بوجود ذلك من أهل عصبيته انتماؤهم للسياسة العامة وهي المُلك، وأن الله قد تأذَّن بوجودها فيهم لوجود علامتها، ولهذا فإنَّ أول ما يذهب من القبيل أهلِ المُلك إذا تأذَّن الله بسلب ملكهم وسلطانهم؛ إكرامُ هذا الصنف من الخلق، فإذا رأيته قد ذهب من أمة من الأمم فاعلم أن الفضائلَ قد أخذت في الذهاب عنهم، وارتقب زوالَ الملك عنهم ﴿وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَومٍ سوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ﴾»
— ولي الدين ابن خلدون (ت٨٠٨) ¦¦ المقدمة
#السياسة_الشرعية #التاريخ
❁ طرق إيراد الاعتراضات وأجوبتها:
«وهذه طريقة المتأخرين، يوردون الأسئلة ثم يوردون أجوبتها مرتبة عليها، وطريقةُ المتقدمين يذكرون جوابَ كلِّ سؤال عقيبه، وهذه أيسر على الفهم، وفي كلا الطريقين حكمة، وأنا سلكتُ في هذا المختصر غالبًا الطريقةَ الأولى؛ لأنها أعون على التحقيق والاختصار»
— نجم الدين الطوفي (ت٧١٦) ¦¦ شرح مختصر الروضة
#أصول_الفقه #المعقولات
«وهذه طريقة المتأخرين، يوردون الأسئلة ثم يوردون أجوبتها مرتبة عليها، وطريقةُ المتقدمين يذكرون جوابَ كلِّ سؤال عقيبه، وهذه أيسر على الفهم، وفي كلا الطريقين حكمة، وأنا سلكتُ في هذا المختصر غالبًا الطريقةَ الأولى؛ لأنها أعون على التحقيق والاختصار»
— نجم الدين الطوفي (ت٧١٦) ¦¦ شرح مختصر الروضة
#أصول_الفقه #المعقولات
❁ الحديث الضعيف يُروى بصيغ التمريض ولا يُروى بصيغ الجزم:
«و (رُوِيَ) تُستعمَل في الضعيف كما هو الصواب هنا، واستعمالُها في الصحيح والحسن حَيدٌ عن الصواب، كاستعمال كثيرين (قال) و (فعَل) و (أمَر) و (نهى) و (روى عنه فلانٌ) و (ذكَر) و (أخبر) وهو ضعيف؛ فإنه لا ينبغي أن يطلق نحو هذا إلا فيما صحَّ، وإلا كان في معنى الكاذب عليه ﷺ»
— ابن قاسم النجدي (ت١٣٩٢) ¦¦ حاشية الروض المربع
#الحديث
«و (رُوِيَ) تُستعمَل في الضعيف كما هو الصواب هنا، واستعمالُها في الصحيح والحسن حَيدٌ عن الصواب، كاستعمال كثيرين (قال) و (فعَل) و (أمَر) و (نهى) و (روى عنه فلانٌ) و (ذكَر) و (أخبر) وهو ضعيف؛ فإنه لا ينبغي أن يطلق نحو هذا إلا فيما صحَّ، وإلا كان في معنى الكاذب عليه ﷺ»
— ابن قاسم النجدي (ت١٣٩٢) ¦¦ حاشية الروض المربع
#الحديث
«وينبغي للعبد أن يستعيذ بالله أن يكون عند نفسه عظيمًا وهو عند الله حقير»
— ابن القيم (ت٧٥١) ¦¦ جلاء الأفهام
#مدارج_السالكين #عقل_النفس
— ابن القيم (ت٧٥١) ¦¦ جلاء الأفهام
#مدارج_السالكين #عقل_النفس
❁ الإنسان مفطورٌ على إثبات الكمال لله وتنزيهه عن النقائص:
جاء عند أحمد وابن ماجه من حديث أبي رزين لقيط بن عامر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: [ضَحِك ربُّنا من قنوط عباده وقُرْبِ غِيَرِه]، قال: قلتُ: يا رسول الله أَوَيضحك الربُّ عز وجل؟ قال: [نعم]، قال: لن نَعدَم من ربٍّ يضحك خيرًا.
وفي لفظٍ: أن النبيَّ ﷺ قال: [فيظلُّ يضحك، قد عَلِم أنَّ غِيَرَكم إلى قُربٍ] فقال لقيط: لن نعدَم من ربٍّ يضحك خيرًا.
وفي لفظٍ: أن النبيَّ ﷺ وافق آخرَ كلامِ لقيطٍ فقال ﷺ: [نعم، لن نعدم من ربٍّ يضحك خيرًا].
قال ابن القيم (ت٧٥١) رحمه الله في (زاد المعاد): «هذا حديثٌ كبيرٌ جليلٌ، تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت٧٢٨) رحمه الله في (مجموع الفتاوى): «فجعل الأعرابيُّ العاقلُ بصحَّةِ فطرته ضحكَه دليلًا على إحسانه وإنعامه، فدلَّ على أنَّ هذا الوصفَ مقرونٌ بالإحسان المحمود، وأنه من صفات الكمال، والشخص العبوس الذي لا يضحك قط هو مذمومٌ بذلك، وقد قيل في اليوم الشديد العذاب إنه ﴿يَومًا عَبوسًا قَمطَريرًا﴾».
#العقيدة
جاء عند أحمد وابن ماجه من حديث أبي رزين لقيط بن عامر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ: [ضَحِك ربُّنا من قنوط عباده وقُرْبِ غِيَرِه]، قال: قلتُ: يا رسول الله أَوَيضحك الربُّ عز وجل؟ قال: [نعم]، قال: لن نَعدَم من ربٍّ يضحك خيرًا.
وفي لفظٍ: أن النبيَّ ﷺ قال: [فيظلُّ يضحك، قد عَلِم أنَّ غِيَرَكم إلى قُربٍ] فقال لقيط: لن نعدَم من ربٍّ يضحك خيرًا.
وفي لفظٍ: أن النبيَّ ﷺ وافق آخرَ كلامِ لقيطٍ فقال ﷺ: [نعم، لن نعدم من ربٍّ يضحك خيرًا].
قال ابن القيم (ت٧٥١) رحمه الله في (زاد المعاد): «هذا حديثٌ كبيرٌ جليلٌ، تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت٧٢٨) رحمه الله في (مجموع الفتاوى): «فجعل الأعرابيُّ العاقلُ بصحَّةِ فطرته ضحكَه دليلًا على إحسانه وإنعامه، فدلَّ على أنَّ هذا الوصفَ مقرونٌ بالإحسان المحمود، وأنه من صفات الكمال، والشخص العبوس الذي لا يضحك قط هو مذمومٌ بذلك، وقد قيل في اليوم الشديد العذاب إنه ﴿يَومًا عَبوسًا قَمطَريرًا﴾».
#العقيدة
جاء عند ابن ماجه من حديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: [لأَعلَمَنَّ أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامة بِيضًا فيجعلها الله هباءً منثورًا] قال ثوبان: يا رسول الله صِفْهم لنا جلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: [أمَا إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها]
قلتُ: فيه فضيلة عبادة الليل وثقلها في الميزان؛ لأنه ﷺ أخبر بحسنات هؤلاء ثم ذكر عملهم -وهو عبادة الليل- ولم يذكر غيره، وفيه خطر ذنوب الخلوات وإن دقَّت وقلَّت وأثرها على العمل الصالح وإن جلَّ وكثر.
#مدارج_السالكين #الحديث
قلتُ: فيه فضيلة عبادة الليل وثقلها في الميزان؛ لأنه ﷺ أخبر بحسنات هؤلاء ثم ذكر عملهم -وهو عبادة الليل- ولم يذكر غيره، وفيه خطر ذنوب الخلوات وإن دقَّت وقلَّت وأثرها على العمل الصالح وإن جلَّ وكثر.
#مدارج_السالكين #الحديث
ومَن يَعْصِ أطرافَ الزِّجاجِ فإنَّهُ
مُطيعُ العوالي رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ
ومَن يُوفِ لا يُذْمَم ومَن يُفْضِ قلبُهُ
إلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يتَجَمْجَمِ
ومَن هابَ أسبابَ المنايا ينَلْنَهُ
ولو رامَ أسبابَ السماءِ بسُلَّمِ
ومَن يَكُ ذا فضلٍ فيبخَلْ بفضلِهِ
على قومِهِ يُستَغْنَ عنه ويُذمَمِ
ومَن لا يَزَلْ يستَرْحِلُ النَّاسَ نفسَهُ
ولا يُعْفِها يومًا مِن الذُّلِّ يَندَمِ
ومَن يغترِبْ يحسِبْ عدوًّا صديقَهُ
ومَن لا يُكرِّمْ نفسَهُ لا يُكرَّمِ
ومَن لا يَذُدْ عن حوضِهِ بسلاحِهِ
يُهدَّمْ ومَن لا يَظلِمِ النَّاسَ يُظلَمِ
ومَن لا يُصانِعْ في أمورٍ كثيرةٍ
يُضرَّسْ بأنيابٍ ويُوطأْ بمَنسِمِ
ومَن يَجعَلِ المعروفَ مِن دونِ عِرْضِهِ
يَفِرْهُ ومَن لا يَتَّقِ الشتمَ يُشتَمِ
— زهير بن أبي سُلمى (ت١٤ ق.هـ)
#أشعار_العرب
مُطيعُ العوالي رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ
ومَن يُوفِ لا يُذْمَم ومَن يُفْضِ قلبُهُ
إلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يتَجَمْجَمِ
ومَن هابَ أسبابَ المنايا ينَلْنَهُ
ولو رامَ أسبابَ السماءِ بسُلَّمِ
ومَن يَكُ ذا فضلٍ فيبخَلْ بفضلِهِ
على قومِهِ يُستَغْنَ عنه ويُذمَمِ
ومَن لا يَزَلْ يستَرْحِلُ النَّاسَ نفسَهُ
ولا يُعْفِها يومًا مِن الذُّلِّ يَندَمِ
ومَن يغترِبْ يحسِبْ عدوًّا صديقَهُ
ومَن لا يُكرِّمْ نفسَهُ لا يُكرَّمِ
ومَن لا يَذُدْ عن حوضِهِ بسلاحِهِ
يُهدَّمْ ومَن لا يَظلِمِ النَّاسَ يُظلَمِ
ومَن لا يُصانِعْ في أمورٍ كثيرةٍ
يُضرَّسْ بأنيابٍ ويُوطأْ بمَنسِمِ
ومَن يَجعَلِ المعروفَ مِن دونِ عِرْضِهِ
يَفِرْهُ ومَن لا يَتَّقِ الشتمَ يُشتَمِ
— زهير بن أبي سُلمى (ت١٤ ق.هـ)
#أشعار_العرب
جاء عند مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: [لمَّا صوَّر اللهُ آدمَ في الجنة ترَكَه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليسُ يُطيفُ به ينظرُ ما هو، فلمَّا رآه أجوَفَ عرَف أنه خُلِقَ خلقًا لا يتمالك]
قال الإمام النووي (ت٦٧٦) رحمه الله في (المنهاج): «قوله ﷺ [يطيف به] قال أهل اللغة: طاف بالشيء يطوف طوفًا وطوافًا، وأطاف يطيف، إذا استدار حواليه.
قوله ﷺ: [فلما رآه أجوف علم أنه خُلِقَ خلقًا لا يتمالك] الأجوف: صاحب الجوف، وقيل: هو الذي داخله خال. ومعنى [لا يتمالك]: لا يملك نفسَه ويحبسُها عن الشهوات، وقيل: لا يملك دفعَ الوسواس عنه، وقيل: لا يملك نفسه عند الغضب، والمراد جنس بني آدم»
#الحديث #العقيدة
قال الإمام النووي (ت٦٧٦) رحمه الله في (المنهاج): «قوله ﷺ [يطيف به] قال أهل اللغة: طاف بالشيء يطوف طوفًا وطوافًا، وأطاف يطيف، إذا استدار حواليه.
قوله ﷺ: [فلما رآه أجوف علم أنه خُلِقَ خلقًا لا يتمالك] الأجوف: صاحب الجوف، وقيل: هو الذي داخله خال. ومعنى [لا يتمالك]: لا يملك نفسَه ويحبسُها عن الشهوات، وقيل: لا يملك دفعَ الوسواس عنه، وقيل: لا يملك نفسه عند الغضب، والمراد جنس بني آدم»
#الحديث #العقيدة
❁ الاعتبار بمنهج الاستدلال وطريقته لا بمصدره فقط، وأهل البدع لا ينضبط لهم في استدلالهم منهجٌ:
«ومن نظر إلى طرق أهل البدع في الاستدلال عرف أنها لا تنضبط؛ لأنها سيَّالةٌ لا تقف عند حدٍّ، وعلى وجهٍ يصح لكل زائغٍ وكافرٍ أن يستدلَّ على زيغه وكفره؛ حتى ينسبَ النِّحلةَ التي التزمها إلى الشريعة، فقد رأينا وسمعنا عن بعض الكفار أنه استدلَّ على كفره بآيات القرآن، كما استدل بعضُ النصارى على تشريك عيسى مع الله في الربوبية بقوله تعالى: ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلقاها إِلى مَريَمَ وَروحٌ مِنهُ﴾، واستدل على كونهم من أهل الجنة بإطلاق قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ﴾ الآية، واستدل بعض اليهود على تفضيلهم علينا بقوله سبحانه: ﴿اذكُروا نِعمَتِيَ الَّتي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَنّي فَضَّلتُكُم عَلَى العالَمينَ﴾، وبعضُ الحلولية استدلَّ على قوله بقول الله تعالى: ﴿وَنَفَختُ فيهِ مِن روحِي﴾، والتناسخيُّ استدلَّ بقوله: ﴿في أَيِّ صورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ﴾، وكذلك يمكن كل من اتبع المتشابهاتِ أو حرَفَ المناطاتِ أو حمل الآياتِ مالا تحتمله عند السلف الصالح أو تمسَّك بالواهية من الأحاديث أو أخَذَ الأدلةَ ببادي الرأي؛ أن يستدل على كلِّ فعلٍ أو قولٍ أو اعتقادٍ وافَقَ غرضَه بآيةٍ أو حديثٍ لا يعوز ذلك أصلًا، والدليلُ عليه استدلالُ كلِّ فرقةٍ شهرت بالبدعة على بدعتها بآية أو حديث من غير توقف حسبما تقدم ذكره، وسيأتي له نظائر أيضًا إن شاء الله، فمن طلب خلاصَ نفسِه تثبَّت حتى يتضحَ له الطريقُ، ومن تساهَلَ رَمَتْه أيدي الهوى في معاطب لا مخلص له منها إلا ما شاء الله»
— أبو إسحاق الشاطبي (ت٧٩٠) ¦¦ الاعتصام
#العقيدة #أصول_الفقه #الملل_والنحل
«ومن نظر إلى طرق أهل البدع في الاستدلال عرف أنها لا تنضبط؛ لأنها سيَّالةٌ لا تقف عند حدٍّ، وعلى وجهٍ يصح لكل زائغٍ وكافرٍ أن يستدلَّ على زيغه وكفره؛ حتى ينسبَ النِّحلةَ التي التزمها إلى الشريعة، فقد رأينا وسمعنا عن بعض الكفار أنه استدلَّ على كفره بآيات القرآن، كما استدل بعضُ النصارى على تشريك عيسى مع الله في الربوبية بقوله تعالى: ﴿وَكَلِمَتُهُ أَلقاها إِلى مَريَمَ وَروحٌ مِنهُ﴾، واستدل على كونهم من أهل الجنة بإطلاق قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَالَّذينَ هادوا وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ مَن آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ﴾ الآية، واستدل بعض اليهود على تفضيلهم علينا بقوله سبحانه: ﴿اذكُروا نِعمَتِيَ الَّتي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَنّي فَضَّلتُكُم عَلَى العالَمينَ﴾، وبعضُ الحلولية استدلَّ على قوله بقول الله تعالى: ﴿وَنَفَختُ فيهِ مِن روحِي﴾، والتناسخيُّ استدلَّ بقوله: ﴿في أَيِّ صورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ﴾، وكذلك يمكن كل من اتبع المتشابهاتِ أو حرَفَ المناطاتِ أو حمل الآياتِ مالا تحتمله عند السلف الصالح أو تمسَّك بالواهية من الأحاديث أو أخَذَ الأدلةَ ببادي الرأي؛ أن يستدل على كلِّ فعلٍ أو قولٍ أو اعتقادٍ وافَقَ غرضَه بآيةٍ أو حديثٍ لا يعوز ذلك أصلًا، والدليلُ عليه استدلالُ كلِّ فرقةٍ شهرت بالبدعة على بدعتها بآية أو حديث من غير توقف حسبما تقدم ذكره، وسيأتي له نظائر أيضًا إن شاء الله، فمن طلب خلاصَ نفسِه تثبَّت حتى يتضحَ له الطريقُ، ومن تساهَلَ رَمَتْه أيدي الهوى في معاطب لا مخلص له منها إلا ما شاء الله»
— أبو إسحاق الشاطبي (ت٧٩٠) ¦¦ الاعتصام
#العقيدة #أصول_الفقه #الملل_والنحل
❁ المقارفة طريق المفارقة:
«وإنما فارقوا أهلَ السنة في مسألة صاحب الكبيرة ثم قلَّدوا غيرَهم في عقائد أخرى...ولعلَّ مفارقتهم لأهل السنة في مسألةٍ حملتهم أن يأخذوا من غيرِهم غيرَها، فتدرجوا في الضلالة، وهكذا الضلالة تبدأ بصاحبها بقولٍ ورأيٍ ثم يكون سببًا في مفارقته لأهل الحقِّ في مسائلَ كثيرةٍ، وهذا من دوافع النفوس وأهوائها الكامنة»
— عبدالعزيز الطريفي ¦¦ الخراسانية
#العقيدة #الملل_والنحل #عقل_النفس #مدارج_السالكين
«وإنما فارقوا أهلَ السنة في مسألة صاحب الكبيرة ثم قلَّدوا غيرَهم في عقائد أخرى...ولعلَّ مفارقتهم لأهل السنة في مسألةٍ حملتهم أن يأخذوا من غيرِهم غيرَها، فتدرجوا في الضلالة، وهكذا الضلالة تبدأ بصاحبها بقولٍ ورأيٍ ثم يكون سببًا في مفارقته لأهل الحقِّ في مسائلَ كثيرةٍ، وهذا من دوافع النفوس وأهوائها الكامنة»
— عبدالعزيز الطريفي ¦¦ الخراسانية
#العقيدة #الملل_والنحل #عقل_النفس #مدارج_السالكين
منتهى الإرادات
❁ أزمة الجيل الثالث: «ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إنما تنقض عُرى الإسلام عروةً عروةً، إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية)، وهذا لأنه إذا لم يعرف الجاهليةَ والشركَ وما عابه القرآنُ وذمَّه وقع فيه وأقرَّه، ودعا إليه، وصوَّبه وحسَّنه،…
❁ الجيل الثالث في بيوت العلم:
«وقلَّما يتعدَّى العلمُ على نفس الجادّة في بيوت العلم عن جيلَين، وإن تعدَّاه إلى الثالث فغالبًا ما يتغير لدوافع النفوس إلى التجديد ومداخل الأهواء والنفس، فإن كان أصله معتدلًا انحرف، وإن كان منحرفًا انحرف إلى جهة أخرى أو اعتدل إلى الحق أو كان تركًا وزهدًا في الموروث وفي خصومه جميعًا»
— عبدالعزيز الطريفي ¦¦ الخراسانية
وهذا المنشور له تعلق بهذا المنشور.
#مقدمات_العلوم #التاريخ #عقل_النفس
«وقلَّما يتعدَّى العلمُ على نفس الجادّة في بيوت العلم عن جيلَين، وإن تعدَّاه إلى الثالث فغالبًا ما يتغير لدوافع النفوس إلى التجديد ومداخل الأهواء والنفس، فإن كان أصله معتدلًا انحرف، وإن كان منحرفًا انحرف إلى جهة أخرى أو اعتدل إلى الحق أو كان تركًا وزهدًا في الموروث وفي خصومه جميعًا»
— عبدالعزيز الطريفي ¦¦ الخراسانية
وهذا المنشور له تعلق بهذا المنشور.
#مقدمات_العلوم #التاريخ #عقل_النفس
❁ ليس من لازم الإنكار زوال المنكر:
«والأمر والنهي وإن لم يُزِل البدعةَ والمنكرَ فإنَّه يُهِيبُ من الانقياد لها عند الأتباع ويحول بين فاعلها وتشريعه لها، وكثيرًا ما يترك الناسُ الإنكارَ لأنَّ عين البدعة لا يزول، فيَرَون أنهم معذورون، وهذا غلط؛ فإِنَّ من مقاصد الإصلاح إضعافَ البدعة عن الانقياد لها، ومنعَ تشريعها وتسويغها ولو بَقِيَ أهلُها عليها، فإنَّ المعاصي والبدعَ لو تُرِكَتْ بحجَّة عدم زوالها لانتشرت، فكان فاعلُها الأَولُ واحدًا وأتباعُه عليها ألوفًا، ولكن بإنكارها تبقى محصورةً على صاحبها، أو يتبعه عليها قلة، فالإنكار يقلِّلُ الأَتْبَاع وإن بَقِيَ الاتِّباع، ولهذا يغضب رؤوسُ الفسق والبدعة من الإنكار عليهم مع قدرتهم على البقاء على بدعتهم وضلالهم؛ لأنَّ الإنكار يحول بينهم وبين الأتباع، فإمَّا فَصَلَ الأتْباع عنهم، أو قللهم عليهم»
— عبدالعزيز الطريفي ¦¦ الخراسانية
#الفقه #العقيدة #قواعد_الشريعة #مقاصد_الشريعة
«والأمر والنهي وإن لم يُزِل البدعةَ والمنكرَ فإنَّه يُهِيبُ من الانقياد لها عند الأتباع ويحول بين فاعلها وتشريعه لها، وكثيرًا ما يترك الناسُ الإنكارَ لأنَّ عين البدعة لا يزول، فيَرَون أنهم معذورون، وهذا غلط؛ فإِنَّ من مقاصد الإصلاح إضعافَ البدعة عن الانقياد لها، ومنعَ تشريعها وتسويغها ولو بَقِيَ أهلُها عليها، فإنَّ المعاصي والبدعَ لو تُرِكَتْ بحجَّة عدم زوالها لانتشرت، فكان فاعلُها الأَولُ واحدًا وأتباعُه عليها ألوفًا، ولكن بإنكارها تبقى محصورةً على صاحبها، أو يتبعه عليها قلة، فالإنكار يقلِّلُ الأَتْبَاع وإن بَقِيَ الاتِّباع، ولهذا يغضب رؤوسُ الفسق والبدعة من الإنكار عليهم مع قدرتهم على البقاء على بدعتهم وضلالهم؛ لأنَّ الإنكار يحول بينهم وبين الأتباع، فإمَّا فَصَلَ الأتْباع عنهم، أو قللهم عليهم»
— عبدالعزيز الطريفي ¦¦ الخراسانية
#الفقه #العقيدة #قواعد_الشريعة #مقاصد_الشريعة
❁ قد يضيع علم العالم بسبب بعض ورثته:
مما ذكره ابنُ قاضي شُهبة (ت٨٥١) رحمه الله في (طبقات الشافعية) في ترجمته لعماد الدين أبي الفداء إسماعيل الحُسباني (ت٧٧٨) رحمه الله قولَه: «وقد شرح (المنهاجَ -يعني منهاج الطالبين للنووي-) في عشرة أجزاء وفيه نقولٌ كثيرةٌ وأبحاثٌ نفيسةٌ، ولم يشتهر؛ لأنَّ ولدَه لم يمكِّن أحدًا من كتابته فاحترق غالبه في الفتنة».
#المذهب_الشافعي #تراجم_الأئمة #الكتب #الفقه
مما ذكره ابنُ قاضي شُهبة (ت٨٥١) رحمه الله في (طبقات الشافعية) في ترجمته لعماد الدين أبي الفداء إسماعيل الحُسباني (ت٧٧٨) رحمه الله قولَه: «وقد شرح (المنهاجَ -يعني منهاج الطالبين للنووي-) في عشرة أجزاء وفيه نقولٌ كثيرةٌ وأبحاثٌ نفيسةٌ، ولم يشتهر؛ لأنَّ ولدَه لم يمكِّن أحدًا من كتابته فاحترق غالبه في الفتنة».
#المذهب_الشافعي #تراجم_الأئمة #الكتب #الفقه
أعدى عدوِّك أدنى مَن وثقتَ بهِ
فحاذِرِ الناسَ واصحبهم على دخَلِ
فإنما رجلُ الدنيا وواحدُها
من لا يعوِّلُ في الدنيا على رجلِ
وحُسنُ ظنِّك بالأيامِ مَعجَزَةٌ
فظنَّ شرًّا وكن منها على وجَلِ
غاض الوفاءُ وفاض الغدرُ وانفرجَت
مسافةُ الخُلف بين القولِ والعملِ
— أبو إسماعيل الطغرائي (ت٥١٣) رحمه الله
#أشعار_العرب
فحاذِرِ الناسَ واصحبهم على دخَلِ
فإنما رجلُ الدنيا وواحدُها
من لا يعوِّلُ في الدنيا على رجلِ
وحُسنُ ظنِّك بالأيامِ مَعجَزَةٌ
فظنَّ شرًّا وكن منها على وجَلِ
غاض الوفاءُ وفاض الغدرُ وانفرجَت
مسافةُ الخُلف بين القولِ والعملِ
— أبو إسماعيل الطغرائي (ت٥١٣) رحمه الله
#أشعار_العرب
👍1
❁ طاعة الله سلوى المهموم:
«وقوله تعالى: ﴿وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ﴾ آيةُ تأنيسٍ للنبي ﷺ وتسليةٍ عن أقوال المشركين وإن كانت مما يُقلق، وضيقُ الصدر يكون من امتلائه غيظًا بما يكره الإنسانُ، ثم أمَرَه تعالى بملازمة الطاعة، وأن تكون مسلاته عند الهموم، وقوله: ﴿من الساجدين﴾ يريد: من المصلين، فذكر من الصلاة حالةَ القرب من الله تعالى وهي السجود، وهي أكرم حالات الصلاة وأقمنها بنيل الرحمة، وفي الحديث: (كان رسول الله ﷺ إذا حزَبَه أمرٌ فزع إلى الصلاة) فهذا منه عليه الصلاة والسلام أخذٌ بهذه الآية، و ﴿اليقين﴾: الموت، بذلك فسَّره هنا ابنُ عمر ومجاهدٌ والحسنُ وابنُ زيدٍ، ومنه قولُ النبي ﷺ عند موت عثمان بن مظعون: [أما هو فقد رأى اليقين] ويروى: [فقد جاءه اليقين]»
— ابن عطية (ت٥٤٢) ¦¦ المحرر الوجيز
#القرآن #الفقه #الذكر_والدعاء #عقل_النفس
«وقوله تعالى: ﴿وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ﴾ آيةُ تأنيسٍ للنبي ﷺ وتسليةٍ عن أقوال المشركين وإن كانت مما يُقلق، وضيقُ الصدر يكون من امتلائه غيظًا بما يكره الإنسانُ، ثم أمَرَه تعالى بملازمة الطاعة، وأن تكون مسلاته عند الهموم، وقوله: ﴿من الساجدين﴾ يريد: من المصلين، فذكر من الصلاة حالةَ القرب من الله تعالى وهي السجود، وهي أكرم حالات الصلاة وأقمنها بنيل الرحمة، وفي الحديث: (كان رسول الله ﷺ إذا حزَبَه أمرٌ فزع إلى الصلاة) فهذا منه عليه الصلاة والسلام أخذٌ بهذه الآية، و ﴿اليقين﴾: الموت، بذلك فسَّره هنا ابنُ عمر ومجاهدٌ والحسنُ وابنُ زيدٍ، ومنه قولُ النبي ﷺ عند موت عثمان بن مظعون: [أما هو فقد رأى اليقين] ويروى: [فقد جاءه اليقين]»
— ابن عطية (ت٥٤٢) ¦¦ المحرر الوجيز
#القرآن #الفقه #الذكر_والدعاء #عقل_النفس
5❤1
