Telegram Web Link
*الذكاء الاصطناعي يُنتج نهايات "تقنية" تُرضي المنطق السردي، لكنها تفتقر للرعشة الإنسانية. يمكنه أن يحدد أن القصة تحتاج لنهاية مفتوحة أو مغلقة، حادة أو ناعمة، لكنه لا يشعر بالحاجة الروحية للوصول لتلك النهاية.*

هذا لا يعني أن نهايات الذكاء الاصطناعي سيئة، بل إنها تأتي من مكان مختلف. إنها نهايات حسابية، مبنية على احتمالات وأنماط، بينما النهايات الإنسانية تأتي من مكان أعمق، من الخوف والأمل والحاجة للمعنى.

*المثير أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد البشر في اكتشاف نهايات لم يفكروا بها، لكنه لن يستطيع أن يحل محل الحدس الإنساني في معرفة متى تكون النهاية "صحيحة" على المستوى الروحي والعاطفي.*

*كيف يرى الراوي الكلاسيكي نفسه في عالم الذكاء الاصطناعي؟*
ذاك الراوي يواجه أزمة هوية حقيقية وتحديا وجوديا. هو يملك عمق التجربة الإنسانية، والحدس المُكتسب من سنوات العيش والملاحظة، والقدرة على التقاط الفروقات الدقيقة في المشاعر والمواقف. لكنه يفتقر لسرعة الإنتاج والقدرة على التكيف مع الأشكال الجديدة.

قد يرى نفسه كحارس للذاكرة في مواجهة آلة النسيان، أو كحرفي ماهر في عالم الإنتاج المُصنّع. هناك شعور بالفخر والقلق في آن واحد، فخر بامتلاك شيء لا يمكن تكراره آليا، وقلق من أن هذا الشيء قد يفقد قيمته في السوق.

*بعض الرواة الكلاسيكيين يتبنون موقفا دفاعيا، مؤكدين على تفوق الإبداع الإنساني، بينما آخرون يسعون للتعاون مع الذكاء الاصطناعي كأداة تساعدهم. هناك أيضا من يرى في هذا التحدي فرصة لإعادة تعريف دور الراوي، من مُنتج للمحتوى إلى مُرشد ومُفسر ومُعطي معنى.*

التحدي الأكبر أن الراوي الكلاسيكي يجب أن يُبرر وجوده بطرق جديدة، أن يُظهر قيمة مضافة لا يمكن للآلة توفيرها. هذا يدفعه للتعمق أكثر في الجوانب الإنسانية للحكاية، وربما يجعله راويا أفضل.


*ما الذي بدأ في الاندثار في زمن التوليد؟*
على مستوى القصص الإخبارية التلفزيونية القصيرة التي كنت أقدمها، كنت أعيش مع كل واحدة تجربة إنسانية لذيذة، أفكر كيف يمكن أن أحكي الحكاية، ومن أين أبدأ، وأين أنتهي، إلى آخر شروط الحكاية، لذلك فإن المدهش الآن هو أن ما يندثر ليس الإبداع نفسه، بل الطقوس والظروف التي تُولد الإبداع. نحن نفقد الصمت الذي يسبق الكلام، والفراغ الذي يُولد الحكاية، والألم الذي يُعطي للسرد معناه وضرورته.

*البطء يندثر، ذلك البطء الضروري للتأمل والهضم والتخمير. الحاجة للحكي تتراجع لأن الحكاية صارت متاحة بلا جهد، وبذلك نفقد قدسية الحكاية ووظيفتها العلاجية والتطهيرية.*

الخطأ والمحاولة يندثران أيضا، فالذكاء الاصطناعي يُنتج نصوصا "صحيحة" من المحاولة الأولى، بينما الإبداع الإنساني يحتاج للتجريب والفشل والتعلم. هذا يعني أننا نفقد المسار، والمسار جزء من القيمة.

*الصدفة والمفاجأة* تتراجعان أيضا، فالخوارزميات تعتمد على الأنماط والتوقعات، بينما الإبداع الحقيقي يأتي من اللامتوقع. نحن نفقد "الحوادث السعيدة" في الكتابة، تلك اللحظات التي تأتي فيها الفكرة من مكان لم نتوقعه.

*نحن نفقد الحاجة للمعنى، فالإنتاج الغزير للمحتوى يخلق وهما بأن كل شيء قد قيل، وأن لا حاجة للبحث عن معانٍ جديدة. الكثرة تقتل الندرة، والندرة جزء من قيمة الحكاية.*

في النهاية، فإن الحكاية لا تموت، لكنها تتبدل وجوهها، قد تكتبها الخوارزميات، وتختصرها المنصات، وتجمّلها الفلاتر، لكنها تظل بحاجة إلى إنسان يسأل: لماذا نحكي أصلا؟

*فربما لا تُنقذ الحكاية العالم، لكنها- كما قال والتر بنيامين- تجعل العالم قابلا لأن يُروى، وهذه وحدها بداية النجاة.*

المصدر: الجزيرة

#مقالات_سياسية
#أسئلة_الحكاية
#أسعد_طه

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*زئيف أفني.. جاسوس سوفياتي تسلل إلى الموساد*

18/10/2025

*تاريخ النشر 22 / 10 /2025م*

*عميل مزدوج ولد عام 1921 وتوفي عام 2007. عُرف في البداية باسم "وولف غولدشتاين" في لاتفيا، وهو من أصول يهودية، عاش سنوات حياته الأولى في سويسرا بعدما انتقلت عائلته للعيش هناك. التحق بعدها بصفوف الجيش السويسري إبان الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945)، في تلك الفترة لفت انتباه الاستخبارات العسكرية الروسية بفضل إجادته لغات أوروبية عدة، فقررت تجنيده.*

وبعد إعلان قيام إسرائيل عام 1948 أرسله الاتحاد السوفياتي للعمل جاسوسا في مؤسساتها الحكومية، إلى أن تسلل إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد).

*تدرج في المناصب الدبلوماسية، وعمل منذ 1952 ملحقا تجاريا في سفارات إسرائيل في كل من بلغراد وأثينا وبروكسل.*

وبعدما كشفت السلطات الإسرائيلية أمره عام 1956 اعتقلته وحكم عليه بالسجن 14 عاما، وبعدها أفرج عنه بعفو رئاسي بعد 10 سنوات.

*عقب ذلك، قرر خدمة إسرائيل، وكان من رواد تأسيس منظومة الصحة في الجيش الإسرائيلي، بعدما درس علم النفس في فترة سجنه.*

*المولد والنشأة*
ولد زئيف أفني، واسمه الحقيقي وولف غولدشتاين، عام 1921 في مدينة ريغا بلاتفيا التابعة للإمبراطورية الروسية آنذاك، لعائلة يهودية ذات ميول اشتراكية.

•------••✦📚✿••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦📚✿••✦------•

هاجر والده من روسيا للعمل في ألمانيا ثم انتقل إلى سويسرا عام 1933، وهناك نشأ زئيف في بيئة مثقفة، ساعدته على اكتساب مهارات لغوية هائلة.

*وفي حين انجذب كثير من يهود تلك الحقبة إلى الحركة الصهيونية، فإن أفني سلك منذ سن الـ15 طريقا مغايرا وتبنى الفكر الشيوعي، ولم يكن يؤمن بالقومية ولا الرأسمالية.*

كما تأثر بشقيقه الأكبر أليكس، الذي كان ناشطا شيوعيا معروفا في سويسرا آنذاك.

*الدراسة والتكوين العلمي*
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس ألمانيا، ثم أكمل تعليمه الثانوي بإحدى المدارس السويسرية الثانوية وتخرج فيها عام 1940.

*التجنيد*
في أثناء الحرب العالمية الثانية وبين عامي 1940 و1945، خدم جنديا ضمن فوج زيوريخ للمشاة في الجيش السويسري.

وفي تلك الفترة كان ضابط الاستخبارات الروسية غروغليكوف يقود خلية سويسرية، فقرر تجنيد أفني للعمل ضمنها، لأنه كان يجيد لغات أوروبية عدة بمختلف لهجاتها.

*كما لفت أنظار الجهاز الاستخباراتي الخاص بالجيش الأحمر السوفياتي "جي آر يو"، فاستدعاه لتلقي تدريب مكثف داخل وحداته.*

وهناك تعلم أفني مهارات العمل الاستخباراتي، مثل جمع المعلومات والتواصل المشفر واستخدام الهويات الوهمية.

*ومع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الأنظار تتجه إلى الشرق الأوسط، الذي اعتبر ساحة جديدة للصراع والنفوذ، خاصة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الـ20.*

*جاسوس مزدوج*
بعدما تأسست إسرائيل عام 1948، اختارت موسكو تكليفه بمهمة جريئة وطويلة الأمد، وهي أن يكون عميلا للاتحاد السوفياتي داخل إسرائيل.

*وكانت الخطة أن يعيش حياة طبيعية ظاهريا، ويتسلق السلم الوظيفي داخل المؤسسات الإسرائيلية، حتى يتمكن من الوصول إلى ملفاتها السرية ويسربها للاتحاد السوفياتي في الوقت المناسب.*

وفعلا سافر غولدشتاين إلى إسرائيل وأخذ معه زوجته وابنه الصغير، ومن أجل تنفيذ الخطة بإحكام غير هويته واختار اسما عبريا وهو زئيف أفني، وزئيف بالعبرية تعني الذئب. استقر مع عائلته في كيبوتس هزوريعا في تل أبيب، واندمج شيئا فشيئا في الحياة العامة، وتقلد وظائف حكومية وبنى حياة مستقرة في إسرائيل.

*كانت الحياة هناك قائمة على مبدأ المشاركة، إذ كان السكان يعيشون معا ويتقاسمون الدخل والممتلكات ويتعاونون على تربية الأطفال معا.*

رأى أفني أن تلك البيئة مناسبة لإخفاء نشاطه السري، وكان يملك طموحا أكبر ممن حوله، فانضم إلى حزب مابام اليساري الذي كانت تربطه علاقة قوية ومباشرة مع الاتحاد السوفياتي.

*وفي عام 1952، انضم إلى وزارة الخارجية وعين ملحقا تجاريا لدى السفارة الإسرائيلية في العاصمة البلجيكية بروكسل، كما أصبح مسؤولا عن الأمن هناك.*

وقد منحته هذه المناصب فرصة الوصول إلى وثائق شديدة السرية، مثل صفقات الأسلحة وشفرات الاتصال، وسربها لاحقا للاتحاد السوفياتي.

*التحاقه بالموساد*
ولم يكتف بذلك، بل وصل وتسلل إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد). وبحلول عام 1953، نُقل إلى بلغراد عاصمة صربيا، وعُين ملحقا تجاريا بسفارة إسرائيل لدى يوغوسلافيا واليونان.

*ساعد في كشف عملاء* "الموساد" في دول أوروبية عدة، مثل اليونان وفرنسا وإيطاليا وسويسرا، كما سلم نماذج من شفرات الاتصال الخاصة بالموساد، مما ألحق ضررا بالغا بإسرائيل.
*وفي منتصف خمسينيات القرن الـ20، خططت إسرائيل لاختطاف واغتيال العلماء الألمان الذين عملوا لصالح الرئيس المصري جمال عبد الناصر، في محاولة لإحباط برنامج التسلح وتطوير صواريخ باليستية.*

وقد دعا الموساد أفني للمشاركة في تنسيق العملية في أوروبا، لكن ولاءه للسوفيات كان أكبر، وبما أن مصر كانت حليفة لهم، وكانت العملية تمس مصلحة موسكو في المنطقة، أحبط أفني العملية وأخرها أشهرا عدة.

*الاعتقال والسجن*
سقوط العميل المزدوج لم يأت عبر تجسس مضاد أو بلاغات خارجية، بل من "حدس استثنائي"، ففي عام 1956 وبعد عودته من بروكسل إلى إسرائيل في زيارة بدت عادية، اجتمع مع رئيس الموساد آنذاك إيسر هارئيل.

*وعندما سأله عن سبب الزيارة، قال أفنى إنه اشتاق لابنته، وجاء لكي يراها، لكن رئيس الموساد لم يقتنع بجوابه، وشعر أن هنالك شيئا ما وراء تلك الزيارة، وأن إجابته كانت محاولة لتبرير وجوده هناك.*

فبدأت تراوده الشكوك وقرر اختبار أفني، فدعاه إلى لقاء غير رسمي، ثم عصب عينيه واقتاده إلى منطقة نائية خارج تل أبيب وأخذ معه مجموعة من رجال الأمن، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية إسرائيلية.

*في تلك اللحظات لجأ هارئيل إلى خدعة نفسية، فقد أوهم أفني بأن الموساد الإسرائيلي كشف تعاونه مع الاستخبارات السوفياتية، وأنه على علم بأسماء الضباط الذين تعاون معهم، وبالرسائل التي بعث بها وحتى مواعيد اجتماعاته السرية.*

فأوقع بأفني واعترف بأن الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) جندته منذ سنوات لتنفيذ مهمة تجسس طويلة الأمد. وفي أبريل/نيسان 1956، اعتقلته السلطات الإسرائيلية وفرضت تعتيما على قضيته.

*وبعد محاكمة سرية أدين بتهمة التجسس المزدوج والعمل لصالح الاتحاد السوفياتي، وحكم عليه بالسجن 14 عاما، ورغم ذلك رفض التعاون مع الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية أو تقديم أي معلومات عن شبكات التجسس السوفياتية التي كان يعمل لديها.*

وتمسك بأفكاره الشيوعية وبموقفه الأيديولوجي الرافض للخيانة المزدوجة، واعتبر أن ولاءه السابق للاتحاد السوفياتي نابع من قناعته الشخصية لا من مصالح آنية.

*التحول الفكري*
ظل أفني وفيا لمعتقداته الشيوعية التي آمن بها منذ شبابه إلى أن ألقى نيكيتا خروتشوف خطابه الشهير في 25 فبراير/شباط 1956، وعندها تعرض أفني لصدمة فكرية هائلة، وترك الخطاب أثرا بالغا في نفسه. فقد كشف خروتشوف -عقب توليه السلطة بعد وفاة جوزيف ستالين عام 1953- الفظائع التي حصلت في أثناء حكم هذا الأخير من قمع سياسي وجرائم قتل الشيوعيين، وقال إن نظامه انحرف عن المبادئ الاشتراكية.

*ومع مرور الوقت واطلاع أفني على وقائع سياسية أخرى، خاصة في مرحلة "الانفراج السياسي" في عهد خروتشوف، أعاد تقييم ولائه الأيديولوجي للاتحاد السوفياتي.*

تأسيس المنظومة الصحية
في أثناء وجوده في السجن، درس أفني علمي النفس والاجتماع، وحصل على شهادة جامعية، ثم قضى نحو 10 سنوات قبل أن يفرج عنه بعفو رئاسي بين عامي 1965 و 1966.

*شارك بعد خروجه من السجن في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973 وتطوع للعمل في الخطوط الأمامية في سيناء كونه اختصاصيا نفسيا، وعالج الجنود الإسرائيليين الذين عانوا من صدمات نفسية.*

وأسهم لاحقا في تأسيس قسم الصحة النفسية في صفوف الجيش، كما طور آليات الدعم النفسي للجنود، في وقت كان الجيش الإسرائيلي يفتقر فيه إلى منظومة صحية حقيقية تجيد التعامل مع مثل تلك الحالات.

*وقال في مقابلات صحفية إن عمله كان "تكفيرا عن ذنبه" -في إشارة إلى ماضيه مع التجسس- وأضاف " كنت أرغب في رد الجميل لبلد منحني كل شيء رغم أنني خنته"، وفق تعبيره.*

المؤلفات والإصدارات
في 1993 سمح له بنشر مذكراته بعنوان "علم زائف: القصة الداخلية للجاسوس الذي عمل لموسكو وإسرائيل"، وقد شاركه في كتابتها محققه يهودا براغ.

*وكشفت المذكرات عن عقلية الجاسوس الأيديولوجي الذي تحول لاحقا إلى وطني.*

*الوفاة*
عاش أفني حياة هادئة في إسرائيل حتى وفاته في الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني 2007 عن عمر ناهز 86 عاما.

*وقد بقي إرثه موضع جدل، فالبعض يراه خائنا ولا تمكن مسامحته، في حين يرى آخرون أنه رجل خضع لتحول فكري عميق وقدم للبلد أكثر مما سلب منه.*

ورغم أن تفاصيل تجسسه بقيت سرية جزئيا، فقد اعتبرت قصته الأكثر تعقيدا في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية.

المصدر: مواقع إلكترونية

#زئيف_أفني_جاسوس_سوفياتي_تسلل_إلى_الموساد
#مقالات_سياسية

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*
*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•

*أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية مع النازية*

بلال المازني
26/9/2025

*تاريخ النشر 22/ 10 /2025م*

*يقول المفكر الأميركي نعوم تشومسكي في أحد حواراته في كتاب البروباغندا والعقل العام (Propaganda and the Public Mind) "الشركات مؤسسات شمولية، ستبيع أي شيء لأي أحد، غازا ساما، أدوات قتل جماعي، أي شيء، طالما هناك ربح في ذلك".*

لطالما وُجهت أصابع الاتهام إلى كبريات الشركات الرأسمالية التي تستربح من "الدولار القذر"، في إشارة إلى الربح غير الأخلاقي والصفقات التي تُعقد يدا بيد مع الشيطان. الأمثلة على ذلك لا تُعدّ ولا تُحصى، فمثلما تواصل شركات عالمية تمويل آلة القتل الصهيونية اليوم، كانت شركات أخرى قبل عقود تموّل آلة قتل مشابهة: النازية.

*ورغم العداء الظاهر حينها بين شركات تدّعي انتماءها إلى العالم الحرّ وبين النازية والفكر الفاشي، كانت هناك صفقات تُعقد تحت الطاولة، صفقات تحكمها قوانين الجشع والميكافيلية، ولو كان الثمن هو الوطن الأم نفسه.*

•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

في منتصف عشرينيات القرن الماضي، كانت ألمانيا تجرّ أثقال هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وكانت رياح القومية المتطرفة تهب فيها بوضوح، لكن لم يثن ذلك الوضع أصحاب شركات أميركية كبرى عن تركيز فروع لها في ألمانيا والعمل طوال عقد على الأقل، في ظل الحكم الفاشي ومعاضدة المشروع الحربي النازي.

*فمن كان ليتخيّل أن سيارة كاديلاك الفاخرة أو سيارة شيفروليه تجران وراءهما تاريخا أسودَ وخفيّا بعلاقتهما مع هتلر والنازية. الأمر بسيط هو أن شركتَي فورد وجنرال موتورز وشركات عالمية أخرى أغواها طموح التوسع وقطف الثمار المسمومة التي لا يهم في أي أرض زرعت.*

*سيارات جنرال موتورز..* فوهة الابن في وجه الوطن الأم
كانت شركة جنرال موتورز الأميركية من أبرز الشركات التي اضطلعت بدور مهم في دعم الاقتصاد الألماني خلال فترة ما بين الحربين وبداية الحرب العالمية الثانية.

ففي عام 1925، أسست الشركة فرعها في ألمانيا وكانت في البداية تقوم بتجميع سيارات شيفروليه هناك، ولكن فلسفة جنرال موتورز الأم لم تكن التوسع في أراضي الضفة الأخرى فحسب، بل قامت بالاستحواذ والاندماج مع الشركات المحلية لتهيمن على سوق السيارات، وهو ما سيعطيها هامشا كبيرا للعمل تحت سلطة حزب العمال القومي الاشتراكي المعروف بالحزب النازي.

*في المقابل، كانت شركة آدم أوبل الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات، الشركة الأكثر تصنيعا للمركبات في ألمانيا، لكن إنتاجها لم يكن بحجم جنرال موتورز، لذلك وضعتها الشركة الأميركية في مصيدتها واستحوذت عليها، ليتغلغل عملاق الصناعة الأميركية في الاقتصاد والتصنيع النازي تحت مرأى ومسمع سلطة القرار الأميركية.*

الباحث يوجي نيشيمورا في دراسة بعنوان "الاقتصاد النازي والشركات الأميركية الكبرى: حالة شركة جنرال موتورز" يقول "رأت جنرال موتورز في أوبل فرصة كبيرة للاستثمار، خاصة أنها تمتلك الإمكانيات المالية والخبرة الصناعية والتسويقية، وبالتالي، قررت شراء الشركة في مارس/آذار 1929. خلال عامي 1930 و1931، تصاعدت انتقادات جمعية صناعة السيارات الألمانية لسياسة الحكومة الألمانية بسبب عدم فرضها رسوما جمركية كافية لحماية السوق المحلي من السيارات المستوردة، وكانت شركة دايملر بنز هي التي وجّهت تلك الانتقادات، لكن شركة جنرال موتورز رفضت تلك الانتقادات وقدمت للحكومة الألمانية اقتراحا بديلا ينصّ على أن تطوير شبكة النقل كلها هو المفتاح لتنمية صناعة السيارات، وليس الحماية الجمركية وحدها".

*استفادت شركة جنرال موتورز بعد الاستحواذ على شركة أوبل من سياسة ألمانيا المشجعة للرأسمال الأجنبي، وهي تفاحة ألمانيا بعد خروجها مهزومة من الحرب العالمية الأولى لإغواء الشركات الأجنبية للاستثمار، بل أيضا لضمان بقاء جزء كبير من المعاملات المالية لتلك الشركات التي تمثل نسبة كبيرة من إجمالي المخزون البنكي داخل دائرة الاقتصاد الألماني.*

في أواخر يناير/كانون الثاني من عام 1933، دخلت صناعة السيارات في ألمانيا في منعرج كبير بعد سيطرة فكرة القومية الهتلرية، حيث منع النازيون خروج الأموال من ألمانيا بما في ذلك أرباح فروع الشركات الأجنبية، ورغم ذلك، دخلت جنرال موتورز بقوة في مجال تصنيع الشاحنات في ألمانيا.

وبحلول عام 1935 وسّعت مصانعها في روسلسهايم التي وصلت لإنتاج سنوي يقدر بمئة ألف وحدة، وهو ما رفعها على رأس قائمة أكبر مصانع السيارات في أوروبا، وحققت شركة أوبل أرباحا طائلة واستحوذت على قرابة نصف سوق السيارات هناك، غير أن شركة جنرال موتورز الأم واجهت مشكلة في تحويل أرباحها التي جنتها من فرعها الألماني إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولم يكن هناك سوى البحث عن حل واحد وهو وضع يدها في يد الفوهرر أدولف
هتلر.

*تقول دراسة "الاقتصاد النازي والشركات الأميركية الكبرى: حالة شركة جنرال موتورز": "في عام 1936، رتبت شركة جنرال موتورز لقاء بين جيمس دي موني، نائب رئيس شركة جنرال موتورز لشؤون العمليات الخارجية، وأدولف هتلر. خلال هذا اللقاء، تم التوصل إلى اتفاق على نقطتين أساسيتين:*

*الأولى* هي استثمار 10 ملايين دولار من أرباح أوبل فرع جنرال موتورز في ألمانيا، وذلك في توسيع مصنع الشاحنات في براندنبورغ، على أن يُدار المصنع بالكامل بواسطة كوادر ألمانية.

*أما النقطة الثانية* فهي حصول جنرال موتورز على عمولة تصدير إضافية لكل سيارة أوبل تباع خارج ألمانيا".

في الواقع لم يضطلع جيمس دي موني بمسؤولية إدارية في صلب الشركة فحسب، بل كانت له مهمة أخرى تحت الطاولة، فحسب الباحث يوجي نيشيمورا، ذهب موني في فبراير/شباط سنة 1940 في مهمة سرية من أجل التحضير للقاء مسؤولين كبار في الحكومة النازية، وبدا أن ذلك اللقاء قد أثمر قرارا بتحويل جزء من إنتاج مصنع أوبل في روسلسهايم، إلى صناعة قطع غيار الطائرات ودعم المجهود الحربي.

*وكان أهم ما أنتجه المصنع أجزاء محركات طائرات يونكرز، ومحركات طائرات نفاثة ومعدات هبوط الطائرات، في حين احتل مصنع الشركة في براندنبورغ مركزا متقدما في إنتاج شاحنات أوبل بليتز التي تزن ثلاثة أطنان، وهي شاحنات مثلت قرابة 40 بالمئة من إجمالي الشاحنات العسكرية الألمانية في تلك الفترة.*

بعد أيام قليلة من ذلك اللقاء، في مارس/آذار 1940، رتب موني لقاء سريا مع أدولف هتلر بصفته مبعوثا غير رسمي لروزفلت، وبلّغ هتلر أن الحرب الشاملة ستدمر الحضارة الأوروبية وأن القوة الاقتصادية الأميركية يمكن أن تكون مفتاح سلام.

بحلول عام 1941، كانت رحى الحرب العالمية الثانية تسحق كل من يسقط فيها بعيدا عن الولايات المتحدة الأميركية، ورغم ذلك كانت أعين القنصلية الأميركية في زيوريخ على ممثل جنرال موتورز في باريس وعلى جيمس دي موني بسبب علاقتهما مع النازيين، وقد فتح مكتب التحقيقات الفدرالي تحقيقا في ذلك، خاصة أن التأثير النازي وصل إلى داخل الولايات المتحدة مع تصاعد قوة الرابطة الألمانية الأميركية، وأصبحت حينها سلطة القرار تتوجس خيفة رغم اعتمادها سياسة الحياد قبل ذلك فيما يتعلق بالحرب.

*بنهاية عام 1941، ومع حادثة بيرل هاربور، انفجر العداء الأميركي اتجاه هتلر، ولم يكن هذا العداء يعني سوى شيء واحد بالنسبة لشركة جنرال موتورز وهو التحايل لمواصلة الإنتاج في فرعها الألماني آدم أوبل ومواجهة قرار الحكومة النازية في نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1942 التي وضعت شركة أوبل تحت إشرافها، وكانت الخدعة المعتمدة هي خروج جميع المديرين الأميركيين في الفرع الألماني من مناصبهم وتعيين مسؤولين جدد، جميعهم ألمان.*

ينقل الباحث يوجي نيشيمورا جزءا مما جاء في التقرير المالي السنوي لشركة جنرال موتورز الصادر عام 1940، أي قبل عامين من قرار الحكومة النازية الإشراف على شركة أوبل، حيث جاء في هذا التقرير "نظرا لأن منشآت شركة آدم أوبل إيه جي في روسلسهايم ستُستخدم لتصنيع مواد جديدة للدولة، يفترض أن ترحب السلطات الألمانية بإلغاء المشاركة المباشرة للموظفين الأميركيين في إدارة الشركة. ولهذا السبب، نرى أنه من المستحسن أن يستقيل مسؤولون أميركيون من الإدارة ويبقون فحسب في تمثيلية مجلس إدارة الفرع الألماني للشركة".

كان قرار جنرال موتورز العمل في الظل سابقا لقرار الحكومة النازية التي أشرفت على شركة آدم أوبل، وبحلول عام 1942، أصبح كل المسؤولين الأميركيين في الفرع الألماني لشركة جنرال موتورز يعملون في الخفاء ولكنهم يقدمون المشورة للمسؤولين الألمان الجدد في الشركة.

*في أوج الحرب العالمية الثانية، عملت شركة جنرال موتورز على ضفّتين متضادتين بإستراتيجية الحرباء، وكان أكبر مسؤوليها جيمس دي موني مهندس تلك السياسة المزدوجة، إذ تقول دراسة "الاقتصاد النازي والشركات الأميركية الكبرى..": "كان جيمس دي موني، نائب رئيس شركة جنرال موتورز المسؤول عن قسم ما وراء البحار، مديرًا للعديد من الشركات التابعة لجنرال موتورز في الخارج، بما في ذلك شركة فوكس هول موتورز المحدودة في بريطانيا وشركة آدم أوبل إيه جي في ألمانيا. في الفترة من 1939 إلى 1940، شارك في عملية تطوير الشركات الأوروبية التابعة لشركة جنرال موتورز، وخاصةً شركة آدم أوبل إيه جي في ألمانيا، من إنتاج السيارات في زمن السلم إلى إنتاج الأسلحة في زمن الحرب. وبعد ذلك مباشرةً، عُيّن مساعدًا لرئيس جنرال موتورز المسؤول عن أعمال الاتصال الدفاعي في الولايات المتحدة، وبدأ في المشاركة في عملية تطوير شركة جنرال موتورز في الولايات المتحدة. وهكذا، ساهم نفس الشخص في عملية تحويل جنرال موتورز في كلا جانبي المحيط الأطلسي".*
*عزيزي هتلر.. شركة فورد في خدمتكم*
تجمع المصادر التاريخية على أن أدولف هتلر كان يكن إعجابا كبيرا لهنري فورد صاحب شركة السيارات التي تحمل اسم عائلته، ويذكر الباحث نايل بلدوين في كتابه "هنري فورد واليهود" أن هتلر تأثر بشدة حين تلقى كتابا جديدا ذا غلاف من القماش الرمادي، ولم يكن ذلك الكتاب سوى مؤلّف لهنري فورد بعنوان "حياتي وعملي"، ويذكر بلدفين أن الفوهرر احتفظ بالكتاب ضمن مقتنياته لفترة طويلة، "وبعد واحد وعشرين عاما، وخلال الاحتلال الأميركي لميونيخ في مايو/أيار 1945، عُثر عليه ضمن مجموعة صغيرة من كتب هتلر في مكتبه".

وليس من المعلوم صراحة الأسباب الكامنة أيضا وراء إعجاب فورد بالنازية، ولكن يذكر الكاتب نايل بلدوين في كتابه "هنري فورد واليهود" أن "فورد كان نموذجا لأدولف هتلر، وذلك منذ إقامته في ميونيخ أوائل العشرينيات من القرن الماضي". والأكيد في الأمر أن طموح فورد بغزو سوق السيارات في ألمانيا قاده مثلما قاد أصحاب شركات أميركية أخرى، للتمركز في بلاد تتأرجح بين صفيح نار القومية الراديكالية وحرب عالمية أخرى تلوح من بعيد.



في عام 1924، أرسل فرع شركة فورد في الدنمارك أربعة موظفين إلى ألمانيا من أجل البحث عن وكلاء للشركة، وفي كانون الثاني/يناير من عام 1925، تأسّس فرع لشركة فورد في ألمانيا في مكتب يضم عشرة موظفين وعشرين وكيلا، وكان عمل الفرع الألماني للشركة الأميركية يعمل على شحن قطع الغيار من الدنمارك ثم تجميعها في ألمانيا.

*يقول الباحث دانيال وارش في كتاب "الشريك الصامت: كيف أصبحت شركة فورد للسيارات ترسانة للنازية؟" إنه "في أوائل عام 1926، تم استئجار مستودع في بلوتزنسي، إحدى ضواحي برلين، وأصبح هذا الموقع مصنع التجميع الرئيسي، إضافة إلى المقر الرئيسي لشركة فورد موتور. بدأ تجميع الشاحنات في أبريل/نيسان 1926، وتبعتها سيارات موديل تي في يونيو/حزيران من نفس العام".*

في عام 1927، بعد قرار فرض الحكومة الألمانية زيادة ضخمة في الرسوم الجمركية على الشركات الأجنبية المقيمة في ألمانيا، قرّر مسؤولو شركة فورد في الولايات المتحدة إنشاء شركة فعلية كاملة في ألمانيا وكان ذلك سنة 1928، ولم يمر عامان على تأسيس شركة فعلية في ألمانيا تابعة لفورد الأم، حتى أصبح الفرع الألماني ثاني أكبر شركة مصنعة للسيارات في البلاد، حيث غزت سيارات فورد الطرقات الألمانية ومثلت ما يقارب عشرين في المئة من السيارات التي يستعملها الألمان في تلك الفترة.

بعدما اجتاح النازيون السلطة، حملوا معهم خططا لإدارة البلاد ضمن أيديولوجيا قومية خالصة، بما في ذلك ضرورة أن تخدم الشركات احتياجات الدولة وخاصة الجيش. يقول الباحث دانيال وارش "إن ترسيخ سلطة هتلر وسيطرة النازيين على ألمانيا يمثلان بالتأكيد فرصة أخيرة كي تتخذ فيها فورد قرار الانسحاب كليا من ألمانيا، ليس هناك شك في أن المديرين التنفيذيين على جانبي المحيط الأطلسي كانوا يعلمون أنه في السنوات الأولى لوصول النازيين للحكم، كان الفرع الألماني يتخبط ويكلف الشركة الأم آلاف الدولارات من تكاليف التشغيل.

*لم تفقد فورد مكانتها الواعدة في السوق فحسب، بل فقدت أيضا المزايا ذاتها التي دفعتها إلى قمة سوق السيارات في أواخر عشرينيات القرن الماضي. وبينما مثل الكساد مأزقا للجميع، أصبح بالنسبة لفورد مسألة سياسية. انتهى الأمر بفورد إلى البقاء في ألمانيا لأن الإدارة كانت تأمل أن يعتاد النازيون على وجودها. إضافة إلى ذلك، مع استثمار أكثر من أربعة ملايين دولار في كولونيا، فإن احتمال الانسحاب الكامل يعني خسارة هذا الاستثمار الأولي".*

انتهجت شركة فورد في ألمانيا إستراتيجية مشابهة لإستراتيجية جنرال موتورز، حيث اعتمدت من أجل ضمان بقائها في ألمانيا بعد وصول النازيين إلى الحكم، على أن تظهر بصورة شركة ألمانية محضة. ويقول كتاب الشريك الصامت: "عقب الانتخابات، أكّد تقرير لمسؤول في شركة فورد أن الظهور بمظهر ألماني بالكامل أصبح من أهم أولويات الفرع الألماني للشركة، وجاء في جزء من التقرير: أسفرت الانتخابات العامة للبوندستاغ في 5 مارس/آذار عن أغلبية واضحة للأحزاب القومية، لذلك من الضروري استخدام المواد المحلية بأكبر قدر ممكن في مصنع كولونيا، من أجل التغلب على العقبات الناشئة عن الشعور القومي".

حاولت شركة فورد الأم وفرعها الألماني التملّص من ضغوط النازيين من أجل إنتاج معدات حربية، لكن مع تصاعد التنافس التجاري في قطاع صناعة السيارات في ألمانيا، خضع مسؤولو الشركتين في ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية لمطالب النازيين بالتصنيع العسكري المتمثل في صناعة الشاحنات، حيث طالب الجيش شركة فورد الألمانية بتصنيع ناقلة جنود مزودة بمحرك "فورد في 8" الشهير الذي عرف بقوته العالية.

*بذلك، واصلت شركة فورد عملها تحت ظلّ هتلر، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد اتُّهمت الشركة بتوفير معدات حربية لألمانيا النازية.*
وفي هذا، يقول الباحث تشارلز هيغام في دراسة بعنوان "التجارة مع العدو: كشف مؤامرة المال النازية الأميركية 1933-1949": "شركة ستاندرد أويل الأميركية المملوكة لرجل الأعمال روكفيلر، تنقل وقودا للعدو عبر سويسرا لقوات الاحتلال النازي في فرنسا، وشاحنات فورد تنقل القوات الألمانية، ورئيس شركة آي تي تي يساعد في تطوير القنابل التي اجتاحت معظم لندن، وهي الشركة ذاتها التي صنعت طائرات فوك وولف التي ألقت تلك القنابل. هناك قائمة طويلة وصادمة من الدبلوماسيين ورجال الأعمال على حد السواء الذين كانت لهم طرقهم الخاصة في الاستفادة من الحرب".

يذكر تشارلز هيغام أن هنري فورد وابنه رفضا عقب اجتماعهما في مقر الشركة الأم في الولايات المتحدة الأميركية سنة 1940، تصنيع محركات طائرات لإنجلترا، وبدلا من ذلك، قدما للنازيين إمدادات الشاحنات العسكرية التي يبلغ وزنها خمسة أطنان، والتي كانت تُشكّل العمود الفقري للنقل في الجيش الألماني، كما رتّبا شحن الإطارات إلى ألمانيا رغم نقص عددها، حيث وُجّهت 30% من الشحنات إلى الأراضي التي يسيطر عليها النازيون في الخارج. بذلك أصبح هنري فورد أميركيا بجلدة نازية واضحة.

*شركة لوريال لمواد التجميل.. اشتر صبغة شعر تحصل على قنبلتين في عام 1909، أسس رجل الأعمال الفرنسي يوجين شويلر شركة لوريال لمواد التجميل، وتخصصت في البداية في صنع مواد صبغ الشعر قبل أن تستحوذ على شركة "مون صافون" عام 1928، لتتوسع الإمبراطورية وتصبح لها مجلة خاصة بعنوان "Votre Beauté".*

في تلك الفترة، لم يكن لأحد أن يتخيّل أن مؤسس شركة تروّج لمواد التجميل قد يضع يده في يد النازيين. يذكر مقال مطول لتيري ميسان بعنوان "التاريخ السري لشركة لوريال" أنه في أوج سيطرة النازيين على فرنسا، نشط يوجين شويلر بشدة مع الألمان، وتحالف مع أصدقاء له تربطهم علاقة وطيدة بالحزب النازي.

*يقول ميسان "في سبتمبر/أيلول من عام 1940، أسس يوجين شويلر صحبة صديقه يوجين دولونكل، وهو أكثر الشخصيات الفرنسية تطرفا في ذلك الوقت، حركة جديدة تُدعى الحركة الاجتماعية الثورية، وذلك بدعم من سفير الرايخ في باريس أوتو أبيتز، وبموافقة شخصية من زعيم الغستابو، راينهارد هايدريش. وكانت اجتماعات قيادة الحركة تُعقد في مقر شركة لوريال، الكائن في 14 شارع رويال، باريس".*

موّل يوجين شويلر الحركة الجديدة التي يقوم برنامجها السياسي على نقاط عديدة منها التعاون مع ألمانيا النازية ومع "كل الدول الأوروبية الأخرى التي تحررت من الرأسمالية الليبرالية واليهودية والبلشفية". ولم تكتف الحركة بالعمل السياسي فحسب، بل قامت في ليلة 2 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1941 بتفجيرات استهدفت سبعة معابد يهودية في باريس، وكان دولونكل مشرفا على تلك العمليات.

*كان من ضمن دائرة معارف يوجين شويلر صاحب شركة لوريال، أندريه بيتنكور الذي سيصبح مسؤولا في شركة لوريال سنة 1950 وصهر شويلر فيما بعد. قبل ذلك، وخلال الاحتلال النازي لفرنسا، ومع تركيز حكومة فيشي الفرنسية الموالية لألمانيا النازية، ظهر بيتنكور بصفته أعلى أصوات الدعاية لحكومة فيشي.*

وذكر مقال "التاريخ السري لشركة لوريال" أن بيتنكور "أصبح راعيا للدعاية الفاشية الفرنسية. لقد كان تحت الوصاية الثلاثية لوزير الدعاية جوزيف غوبلز والفيرماخت والغستابو، وكانت له اليد العليا على جميع المنشورات الفرنسية التي تضم متعاونين أو نازيين. تولى بنفسه تحرير مجلة الأرض الفرنسية، وهي مجلة نازية صريحة جمهورها من الأسر الريفية، وكان بيتنكور يعرض بانتظام على شويلر كتابة أعمدة في صحيفته".

لم يتول يوجين شويلر تمويل ودعم الحركة الفاشية في فرنسا فحسب، بل كان رمزا بالنسبة لقادة تلك الحركة، فقد أصبح شويلر شخصية اقتصادية بارزة بالنسبة لمنظري النازية في فرنسا، ويُعتبر كتابه "ثورة الاقتصاد" أحد أهم الأعمال الفاشية الفرنسية وأهم مراجعها.

*ملاحقة الشركات الأميركية المتورطة مع النازية*

في عام 1974، بدأت الاتهامات الموجهة لشركتي جنرال موتورز وفورد الأميركيتين، تطفو بشكل رسمي بشأن تعاونهما مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

وذكر مقال بعنوان "دعاوى قضائية تزعم أن فورد وجنرال موتورز ساعدتا المجهود الحربي النازي" للصحفي مايكل دوبس نشر في صحيفة واشنطن بوست في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1998، أنه خلال جلسة استماع في الكونغرس سنة 1974، رفضت الشركتان طلبات الوصول إلى أرشيفهما الحربي، وحسب الصحيفة "دافع جون سبيليتش، المتحدث باسم فورد، عن قرار الشركة بالحفاظ على علاقاتها التجارية مع ألمانيا النازية، بحجة أن الحكومة الأميركية استمرت في إقامة علاقات دبلوماسية مع برلين حتى حادثة بيرل هاربور في ديسمبر/كانون الأول 1941.

وصرح جون إف مولر، المتحدث باسم جنرال موتورز، بأن جنرال موتورز فقدت السيطرة اليومية على مصانعها الألمانية في سبتمبر/أيلول 1939، وأنها لم تساعد النازيين بأي شكل من الأشكال خلال الحرب العالمية الثانية".
*هل ساهمت الولايات المتحدة في صعود هتلر؟*

لم تدفع شركتا فورد وجنرال موتورز عنهما تهمة التعاون مع النازيين فحسب، بل أنكرتا تهمة التشغيل القسري في فرعيهما في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

في منتصف التسعينيات، فتح مؤرخون ومحامون ملفات الشركتين من أجل تقديم دعاوى قضائية جماعية نيابة عن أسر ضحايا الحرب السابقين، وذلك من أجل جمع الأدلة لإثبات تعاون شركات السيارات الأميركية مع النازيين.

*يقول الصحفي مايكل دوبس نقلا عن رادفورد سنيل، الذي أمضى عقدين من الزمن في البحث في تاريخ جنرال موتورز "كانت جنرال موتورز أكثر أهمية لآلة الحرب النازية من سويسرا، لقد كانت سويسرا مجرد مستودع للأموال المنهوبة. كانت جنرال موتورز جزءًا لا يتجزّأ من المجهود الحربي الألماني. وإذا كان بإمكان النازيين غزو بولندا وروسيا دون سويسرا، فإنه لم يكن بإمكانهم فعل ذلك دون جنرال موتورز".*

في أواخر تسعينيات القرن الماضي، بدأ تحرك أميركي من أجل مقاضاة شركتي فورد وجنرال موتورز، وبدا أن الشركتين آمنتا بأن إنكار ارتباطهما بالنازيين هو معركة خاسرة.

ففي 14 ديسمبر/كانون الأول من عام 1999، كتب الصحفي مايكل إسكينازي مقالا بعنوان "جنرال موتورز تُقدّم غصن الزيتون لضحايا النازية" نشر في صحيفة التايم، ويذكر أن الشركات الأميركية تستعد للانضمام إلى حملة التعويضات لضحايا النازية، بعد إعلان شركة جنرال موتورز أن شركتها الفرعية آدم أوبل قد تساهم في صندوق تعويض العمال الذي اشتغلوا قسرا في المصانع خلال فترة حكم النازيين، وتقدر قيمة الصندوق بـ2.6 مليار دولار.

*يقول الصحفي مايكل إسكينازي "يحاول نائب وزير الخزانة الأميركي، ستيوارت آيزنشتات، التفاوض على مبلغ إجمالي لأكثر من 200 شركة أميركية، بما في ذلك فورد وجنرال موتورز، ارتبطت بألمانيا في أربعينيات القرن الماضي، وقد تجبر جنرال موتورز على حسم هذه المسألة، وقد تخضع فورد، على وجه الخصوص، لنفس الضغوط التي دفعت الشركات الألمانية إلى التسوية، أي أن تدفع بدلا من المخاطرة بمعركة قانونية تُعتبر فيها معارضة لقضية ضحايا النازية".*

المصدر: الجزيرة

#أعداء_الظاهر_وشركاء_الخفاء_حكاية_تحالفات_الشركات_العالمية_مع_النازية
#بلال_المازني

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
https://iqrahadefa.blogspot.com


اقـرأ 📚 الاقتباسات📚

تقدم...


🌟 باقة من "اقتباسات" كتب شهر أغسطس 2025 ( القراءة الجماعية)🌟


📕▪️الطوفان-الحرب على فلسطين في غزة
(للمؤلف: عزمي بشارة)

https://iqrahadefa.blogspot.com/2025/10/theflood23.html


📗▪️رسائل من التابعين
( المؤلف: أدهم الشرقاوي)

https://iqrahadefa.blogspot.com/2025/10/Lettersaltaabiein4.html


📘▪️سلطة الثقافة الغالبة
( المؤلف : إبراهيم السكران )

https://iqrahadefa.blogspot.com/2025/10/dominantauthority33.html



📙▪️ربيع الأندلس
( المؤلف: محمود ماهر )

https://iqrahadefa.blogspot.com/2025/10/andalusianpring66.html


📓▪️معجزة الصباح
(المؤلف: لهال إلرود )

https://iqrahadefa.blogspot.com/2025/10/miraclemorning5.html




تجدونها وغيرها من المقالات والكتب المنتقاه والخواطر الملهمة على مدونة اقـرأ الإلكترونية
https://iqrahadefa.blogspot.com


#مع تحيات فريق الاقتباسات
-كريمة البعداني
-سلوان كريم
-فاطمة محمد
*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*

•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•
_مقالات اليوم_

- *اليــــوم:الــخمــــيس*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- *الــــــتــــاريــخ:*
*1-جمادى الأول-1447هـ*

*23-أكتـــوبـــــــر-2025م*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في 27 سبتمبر/أيلول 2025، ظهر مقطعٌ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاءٍ مع مؤثرين في نيويورك يقول فيه إن منصّات التواصل هي "السلاح" الأهم لتأمين القاعدة المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.*

🖋️نهــــــــاد ذكــــــــــي
من مقــــــــال:*ما قصة الملياردير الغامض الذي يبتلع تيك توك من أجل إسرائيل؟ ج①*

سيُنشــــــر اليـــــــوم
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•

📰 *كيف تستثمر في عالم مضطــــــــرب*
المصدر: الجزيرة + بلومبيرغ

📰 *ما قصة الملياردير الغامض الذي يبتلع تيك توك من أجل إسرائيل؟ ج①*
🖋️نهــــــــاد ذكـــــــي

📰 *مقتل طفل وطرد التجار المسلمين.. ماذا يحدث في الهند؟*
🖋️ إسماعيل صلاح الدين
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈• 
*للاطلاع على جميع مقالات اقـرأ 📚 للقراءة الهادفة:*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•  https://www.tg-me.com/iqraaread
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*كيف تستثمر في عالم مضطرب؟*

19/10/2025

*تاريخ النشر 23 / 10 /2025م*

*قالت وكالة بلومبيرغ إنّ الأسواق المالية اليوم تعكس مشاعر متناقضة، فالاقتصاد مضطرب سياسيًا وتجاريًا، لكن مؤشرات الأسهم الأميركية تحلّق في قممٍ تاريخية.*

فرغم الحروب الجمركية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب وتصاعد التوترات التكنولوجية مع الصين، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 90% خلال 3 سنوات، لتبدو الأسواق وكأنها في حالة "تفاؤل قَلِق".

*وتقول المجلة إنّ "الأرقام تصرخ بالتفاؤل، لكن الناس يشعرون بالقلق" مشيرةً إلى أنّ العالم يعيش فقاعة مشاعر قبل أن يعيش فقاعة أسعار.*

تقييمات الأسهم.. ما الذي يعنيه مضاعف الأرباح؟
وتعتمد بلومبيرغ على مقياس اقتصادي شهير هو نسبة السعر إلى متوسط الأرباح لـ10 سنوات (مضاعف شيلر) الذي يقيس مدى غلاء الأسهم مقارنة بأرباحها الفعلية، وقد وصل هذا المؤشر حاليًا إلى 40 ضعفًا، وهو مستوى لم يُسجَّل منذ فقاعة الإنترنت عام 1999.

*وبعبارة أبسط فإن كل دولار من أرباح الشركات يُباع بـ40 دولارًا من القيمة السوقية، مما يعني أنّ المستثمرين يدفعون "سعر المستقبل" لا "قيمة الحاضر" وهذه هي الإشارة الكلاسيكية للفقاعة.*

•------••✦📚✿••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦📚✿••✦------•

ولكن بلومبيرغ تذكّر أنّ التقييم العالي لا يعني انهيارًا وشيكًا، بل بيئة تتطلب انضباطًا استثماريًا، أي التركيز على الأهداف طويلة الأمد، لا التوقيت القصير للمضاربة.

*وتقول المجلة "لسنا في فقاعة مالية بقدر ما نحن في فقاعة إحساس بأننا على حافة حدث كبير، سواء كان معجزة إنتاجية بفعل الذكاء الاصطناعي أو أزمة ديون قادمة.*

"الذكاء الاصطناعي بين الطفرة والمخاطرة
ويصف التقرير "الذكاء الاصطناعي" بأنه المحرّك الجديد للاقتصاد الأميركي، لكنه أيضًا "الخطر غير المقاس".

فالاستثمارات الهائلة في مراكز البيانات ومعالجات "الذكاء الفائق" أصبحت رافعة أساسية للنمو.

*لكن "بن إنكر" رئيس إدارة الأصول في شركة "جي إم أو" للاستثمار يحذّر ويقول "إذا توقّف الإنفاق على مراكز الذكاء الاصطناعي، فسيكون ذلك أمرًا مخيفًا لأن السوق يعتمد بشدة على هذه الشركات العملاقة".*

ويوضّح هذا التحليل فكرة الاعتماد القطاعي، حين يتركز نمو السوق في قطاع واحد (مثل التكنولوجيا أو الطاقة) ويترجم أي اضطراب في هذا القطاع فورًا إلى اهتزاز في المؤشر العام.

*ولذلك تنصح بلومبيرغ بتوزيع المحفظة بين قطاعات متباينة (صناعة، رعاية صحية، طاقة متجددة، بنوك) لأن التنويع هو "الدرع الواقعي ضد الدورات المفاجئة".*

استقلال البنوك المركزية.. لماذا يهمك كمستثمر؟
ويشير التقرير إلى الصدام بين الرئيس ترامب وعضوة الاحتياطي الفدرالي ليزا كوك كمثال على هشاشة العلاقة بين السياسة والمال.

*فقد حاول ترامب إقالتها على خلفية مزاعم مرتبطة بملفات الرهن العقاري، لكن المحكمة العليا منعت التنفيذ.*

ويقول إنكر "مصداقية الاحتياطي الفدرالي لا تقل أهمية عن الدولار نفسه، وإذا تزعزعت فالثقة بالسوق كلها ستنهار".

*وهنا يتضح الدرس للمستثمر العربي أيضًا، حين تضع أموالك في عملة أو سوق، راقب استقلال السياسة النقدية لتلك الدولة، لأنها المؤشر الأصدق على استقرار الأسعار والعوائد الحقيقية.*

*الاستثنائية الأميركية تتراجع*
وتوضح ليزا شالت، كبيرة مستشاري الاستثمار في مورغان ستانلي، أنّ السوق الأميركية لم تعد وحدها مركز الجاذبية المالية في العالم.

*وتقول "نحن أمام مرحلة جديدة: عوائد الأسهم الأميركية المستقبلية لن تتجاوز 5-6% سنويًا، بعد أن اعتدنا 15%".*

وهم النمو الخفي
وتحذّر بلومبيرغ من أنّ ارتفاع الأسهم خلف "ثروة نفسية" أكثر منها مالية، فالأسر الأميركية الأعلى دخلًا -أي أعلى 10% من السكان- مسؤولة اليوم عن نصف الإنفاق الاستهلاكي في البلاد.

*ويقول "دوغ رامزي" من لوثولد غروب "حين يعتمد الاقتصاد على إنفاق الأغنياء، يصبح هشًّا أمام أي هبوط في الأسعار، لأن استهلاكهم يتراجع فورًا".*

وبذلك لا تبنِ خططك المالية على "نشوة السوق" بل تدفق الدخل الحقيقي، سواء من عملك أو أصول ذات عائد ثابت، الربح الورقي ليس ثروة ما لم يكن مدعومًا بتدفق نقدي مستمر.

*تنويع ذكي وتحوط نقدي
وتوصي بلومبيرغ، نقلاً عن شركة فانغارد، بأنّ العوائد المستقبلية للأسهم الأميركية ستكون بين 3.3% و5.3% سنويًا خلال العقد القادم، وهو ما يجعل "التحوّط" واجبًا لا خيارًا.*

*وتقترح ما يلي:*

لمن تجاوز الخمسين عامًا: تخصيص 30% إلى 40% من المحفظة لأدوات الدخل الثابت (سندات، شهادات ادخار، حسابات نقدية).
لمن هم دون الأربعين: زيادة التعرض للأسواق الدولية الناشئة، التي ما زالت تملك تقييمات جذابة.
للجميع: الاحتفاظ باحتياطي نقدي للطوارئ يغطي 6 إلى 12 شهرًا من النفقات.
ويشير التقرير إلى أنّ الصناديق الأوروبية، مثل "صندوق فانغارد للأسهم الأوروبية" حققت أداءً مستقرًا هذا العام بفضل خفض الفائدة المبكر في الاتحاد الأوروبي.

*الذهب والبنية التحتية كملاذات واقعية*
وترى بلومبيرغ أنّ الذهب استعاد مكانته كـ"عملة عالمية بديلة" زمن الأزمات، بعدما ارتفع بأكثر من 60% هذا العام، لكنها تحذر من الاستثمار العاطفي فـ"الذهب أداة تحوط، لا وسيلة ثراء سريعة".

*كما يوصي التقرير بالنظر في الاستثمار بالبنية التحتية العالمية -كشبكات الطاقة والموانئ والسكك الحديدية- لأنها ترتبط بالطلب الفعلي وتستفيد من طفرة الذكاء الاصطناعي التي تتطلب توسعًا في قدرات النقل والطاقة.*

وتلخّص بلومبيرغ رسالتها في سؤالين اثنين: هل ادّخرت ما يكفي؟ وهل أنت مرتاح للمخاطر التي تتحملها؟.

*وتضيف "الإجابتان هما ممارساتك في عالم يبدو أغرب من أي وقت مضى".*

ونهاية المطاف، لا أحد يمكنه التنبؤ بالسوق، لكن يمكن لكل فرد أن يتعلم كيف يحمي نفسه من فوضى الاقتصاد الحديث بالمعرفة والانضباط والواقعية.

المصدر: الجزيرة + بلومبيرغ

#كيف_تستثمر_في_عالم_مضطرب؟
#اقتصاد

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*ما قصة الملياردير الغامض الذي يبتلع تيك توك من أجل إسرائيل؟*

نهاد ذكي
9/10/2025

*تاريخ النشر 23 / 10 /2025م*

*في 27 سبتمبر/أيلول 2025، ظهر مقطعٌ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقاءٍ مع مؤثرين في نيويورك يقول فيه إن منصّات التواصل هي "السلاح" الأهم لتأمين القاعدة المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.*

وصف نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب- صفقة "تيك توك" بأنها "أهم عملية شراء" جارية الآن، وأشار أيضًا في حديثه إلى منصة إكس، مضيفًا: "علينا أن نتحدث إلى إيلون. إنه صديق، لا عدو".

*جاء ذلك بينما كانت إدارة واشنطن تمهّد لصفقة تفصل عمليات "تيك توك" الأميركية عن الشركة الأم في الصين، وتفتح الباب أمام تحالف مستثمرين تقوده أوراكل، الشركة التي أسسها لاري إليسون، أحد أبرز الداعمين لإسرائيل في وادي السيليكون.*

دلالة كلام نتنياهو لا تخفى على أحد، فمن يملك مفاتيح المنصّة الأكثر تأثيرًا في وعي الشبان الأميركيين يملك، جزئيًّا، القدرة على التحكم في السردية التي تنقلب على إسرائيل.

*قبل ذلك بيوم واحد (في 25 سبتمبر/أيلول)، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًّا يدعم ترتيبًا لبيع "تيك توك" الأميركية لمجموعة استثمار أميركية، بعد مسارٍ تشريعي وقضائي انتهى بحكم للمحكمة العليا في 17 يناير/كانون الثاني 2025 يؤيد قرار ترامب: إما البيع أو الحظر.*

وفق التصريحات الرسمية، ستبقى حصة الشركة الصينية الأم "بايت دانس" دون 20%، بينما يتولى المستثمرون الأميركيون، ومنهم أوراكل وأباطرة أعمال مثل لاري إليسون وروبرت مردوخ ومايكل دِل، السيطرة على الإدارة والملكية، مع تمتعهم بالإشراف على الخوارزمية والبيانات.

•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

قُدّرت قيمة تيكتوك بنحو 14 مليار دولار، على أن تُستكمل التفاصيل قبل يناير/كانون الثاني المقبل.

*كان ذلك ما يريده ترامب منذ البداية لأسباب تختلف عن أسباب نتنياهو. فبعد عودته إلى البيت الأبيض، دعا الرئيس الأميركي اثنين من أباطرة التكنولوجيا لمناقشة صفقة تتعلق بشراء منصة التواصل الاجتماعي "تيك توك" في إطار تسوية تُمنح بموجبها الحكومة الأميركية حصة تصل إلى 50% من ملكيتها.*

وبعد أيام، حين سُئل ترامب عن هوية الشخص الذي يفضّل أن يقود هذه الصفقة، أجاب بلا تردّد: "أتمنى أن يشتريها لاري"، في إشارة إلى لاري إليسون، الذي يُصنَّف اليوم ثاني أغنى رجل في العالم بعد إيلون ماسك، بثروة تتجاوز 350 مليار دولار.

*ومع ذلك، لم يكن اسم إليسون يتردّد في الإعلام بنفس القدر الذي حظي به نجوم التكنولوجيا الكبار مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس وستيف جوبز ومارك زوكربيرغ، رغم أن ثروته تخطّت ثرواتهم في أكثر من محطة. لهذا وصفه البعض بأنه "الملياردير الغامض الذي يعيش في الظل"، وعزوا ذلك إلى ابتعاده عن منصات التواصل الاجتماعي وتجنّبه الأضواء الإعلامية المباشرة.*

لكن هذه الصورة لم تكن دقيقة تماما. فقد تصدّر إليسون العناوين عام 2012 حين اشترى جزيرة في هاواي كاملة تقريبًا، وحوّلها إلى منتجع فاخر يستقطب الأثرياء والمشاهير وأصحاب النفوذ. آنذاك، ركّزت الصحافة على جوانب حياته الباذخة: أسطول من اليخوت الفارهة، طائرات خاصة، إمبراطورية عقارية بمليارات الدولارات، وزواجات متكررة.

*غير أن الوجه الأكثر تأثيرًا في مسيرته ظل بعيدًا عن الأعين: الرجل الذي عرف كيف يحوّل البرمجيات وقواعد البيانات إلى مفاتيح سيطرة على المعلومات في العالم.*

وفي أغسطس/آب الماضي، بدأت معاملات إليسون التجارية في تصدر النقاش العام مثيرةً قلق الليبراليين الأميركيين، بعدما عقد صفقات مليارية لشراء شركات إنتاج سينمائي ضخمة وشبكات تلفزيونية، وقد تزامن ذلك مع حركة تحولات غير مسبوقة في المشهد الإعلامي الأميركي، ارتبطت بتصاعد نفوذ اليمين السياسي في الولايات المتحدة، وهو ما جعل البعض يتكهن بأن الملياردير البالغ من العمر 81 عامًا، يسعى لتكوين إمبراطورية إعلامية يعمل من خلالها لإحكام قبضته على منافذ الإعلام التقليدية، بما يخدم مصالح صديقه المقرب دونالد ترامب.

*لكن الملياردير حافظ طوال العقود الخمسة الماضية على وجوده بين السياسيين وأصحاب السلطة والنفوذ، بما يتخطى حدود الولايات المتحدة الأميركية، فكان مقربا من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وتجمعه علاقة صداقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يحرص على قضاء عطلاته الخاصة في جزيرة إليسون في هاواي، كما تشير تقارير متكررة إلى علاقاته اللصيقة بأجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية.*
كل هذه الخلفيات تدفع إلى التساؤل: من هو الرجل المرشح لأن يصبح أحد أقطاب الإعلام في العالم؟ وكيف تمكن في غضون عقود قليلة من جمع ثروة ونفوذ يوازيان دولًا بأكملها؟ والأهم: ما هي أيديولوجيته وتوجهاته السياسية، التي جعلت من شركته "أوراكل" أحد أبرز الداعمين لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وأدخلت اسمه إلى صميم النقاش حول مستقبل "تيك توك" وصناعة الرأي العام عالميًّا؟

*الرجل الذي يسيطر على بيانات الجميع*

في عالم اليوم لم تعد شركات التكنولوجيا أدوات فحسب، بل صارت بنًى تحتية تتحكّم في إيقاع الحياة المعاصرة. الاقتصادي والسياسي اليوناني يانيس فاروفاكيس وصف هذا التحوّل بـ"الإقطاع الرقمي"، قائلًا إن عصر الرأسمالية التقليدية ينسحب لصالح “الإقطاع التكنولوجي” حيث يحتكر قلّة التدفقَ والمعلومة والواجهة.

*وفي قلب هذه الخريطة يوضع اسم لاري إليسون باعتباره الرجل الذي يشرف على طبقات البيانات العميقة التي نضيف إليها ولا نراها ونحن نستخدم هاتفًا أو بطاقة ائتمان، أو حتى حينما تذهب لأحد المستشفيات فيتم إدخال وتسجيل بياناتك الصحية في أنظمتهم الداخلية.*

يحكم أباطرة التكنولوجيا قبضتهم على كل منحى من مناحي الحياة تقريبًا، من تعاملاتنا الرقمية إلى منصات التواصل الاجتماعي التي نستخدمها بشكلٍ يومي. وفي قلب هذا العالم، يعرف لاري إليسون باعتباره الرجل الذي يسيطر على بيانات الجميع، هذا ما صرح به جاري بلوم، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "أوراكل"، في وثائقي عن حياة إليسون من إنتاج بلومبيرغ.

*لا يهم أين يقع مكانك على خريطة العالم، فطالما أن لديك هاتفا نقالا أو جهاز حاسوب، فأنت حتما تستخدم برمجيات أوراكل*.

ولعلك تفكر الآن في ماهية هذه الشركة، متسائلًا عن المنتج الذي تقدمه لنا، لكن لكي نفهم ذلك بشكلٍ أعمق، علينا أن نعود بالزمن إلى الوراء، ونتناول قصة الشاب الطموح إليسون منذ البداية.

ولد لاري إليسون في 17 أغسطس/آب عام 1944، لأم عزباء تدعى فلورنس سبيلمان، أرسلته في عُمر التاسعة إلى قريبَيْها ليليان ولويس إليسون، ليتوليا تربيته، وبالفعل تبنته عائلة إليسون، ولم يعرف لاري أنه ابنٌ بالتبني إلا بعدما بلغ طور الشباب، إذ أخبره بذلك لويس ذات مرة على العشاء.

التحق إليسون بجامعة إلينوي، وبعد وفاة والدته بالتبني، انقطع عن الدراسة، وعلى الرغم من أنه التحق في العام التالي بجامعة شيكاغو، فإنه غادرها أيضًا قبل انقضاء العام، مقررا عدم استكمال تعليمه الجامعي. وفي محاولة للبدء من جديد، حزم لاري أمتعته متجهًا إلى ولاية كاليفورنيا، ليعيش بعد ذلك متنقلا في الوظائف بين شركات التكنولوجيا.

ربما يكون النصف الأول من حياة عملاق التكنولوجيا قاسيًا، لكن يبدو أن تلك البداية البائسة ساهمت في تكوين شخصيته الراغبة في الفوز بشتى الطرق، فكانت الغاية بالنسبة إليه تبرر الوسيلة.

وفي سبعينيات القرن الماضي، عمل إليسون مبرمجًا صغيرا في شركة تكنولوجية ناشئة تسمى أمدال (Amdahl)، وهي الشركة التي أسسها عالم الحاسوب الأميركي جين أمدال عام 1970، بعدما استقال من شركة "آي بي إم" التكنولوجية الشهيرة.

استطاع الشاب الطموح من خلال عمله أن يكتسب خبرة في البرمجة ومهارات الحاسوب الأساسية، حينها كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) تبحث عن مبرمجين موهوبين بإمكانهم تصميم أنظمة معلوماتية قادرة على إدارة قواعد البيانات الضخمة، حيث كانت الوكالة بحاجة إلى نظام معلوماتي بإمكانه تخزين كميات هائلة من البيانات، وفي الوقت ذاته إتاحة القدرة على ربط وتحليل هذه البيانات بسرعة وفعالية، وهي الصفقة التي مثلت نقطة الانطلاق الحقيقة لإليسون، ومن صفقة لا تتجاوز 50 ألف دولار، بنى إمبراطورتيه في عالم التكنولوجيا.

عام 1975، اتخذ برنامج السي آي إيه اسمًا رمزيًّا، هو "المشروع أوراكل"، ومن أجل العمل عليه كان إليسون بحاجة إلى عقلٍ هندسي يساعده، ولهذا قرر الاستعانة باثنين من زملائه في العمل، هما عبقريا البرمجة والتكنولوجيا بوب ماينر وإدوارد أوتس، وفي 1977 سيعقد الثلاثة شراكة لتأسيس مختبرات لتطوير البرمجيات.

لم يكن إليسون عبقريًّا في البرمجة، بل كان أقرب إلى الوجه الإعلامي للشركة، وامتاز بقدراته التسويقية الفذة، فيقول عنه من عاصروه إنه كان شخصًا قادرًا على إقناع أي شخص بشراء أي شيء، وفي ذلك الوقت كان إليسون بحاجة إلى فكرة تمكنه من بناء قواعد البيانات الضخمة التي يحلم بها.

وقد وجد ضالته في ورقة بحثية نشرها عالم الحاسوب البريطاني إدغار فرانك كود عام 1970، تحت اسم "نموذج علائقي للبيانات من أجل بنوك بيانات ضخمة مشتركة"، وهي الدراسة التي وضعت حجر الأساس لقواعد البيانات العلائقية التي نعرفها اليوم، والتي تعد بمثابة أنظمة تخزين -لم يكن لها مثيل في ذلك الوقت- قادرة على تنظيم البيانات في جداول مترابطة.
بحلول الثمانينيات، كانت شركة إليسون جاهزة للطرح العام، ولأنه لم يكن لديها أفضل من منتجها الأنجح "أوراكل" لتقدمه إلى الأسواق، سيطلق لاري على الشركة الاسم الذي كان في السابق مشروعا لوكالة الاستخبارات المركزية، وفي غضون عشر سنوات ستصبح أوراكل شركة رائدة في مجال إدارة قواعد البيانات.

لا تبيع أوراكل منتجاتها بشكلٍ مباشر للعملاء، بل تبيع قواعد البيانات الضخمة وأنظمة إدارة البيانات وخدمات الحوسبة السحابية، وهو ما يجعلها على الرغم من انتشارها متخفية وراء قائمة طويلة من العملاء، لكنه في الوقت ذاته يمنحها سيطرة كاملة على بيانات مليارات المستخدمين.

فمن خلال بنوك البيانات العملاقة، أصبح أباطرة التكنولوجيا وعلى رأسهم لاري إليسون، قادرين ليس فقط على التنبؤ بسلوك المستخدمين، بل وعلى دراية كاملة بطرق التأثير فيهم، وهو ما منحهم نفوذا هائلا على المستويين الاقتصادي والسياسي، يفوق سلطة الدول في بعض الأحيان.

ليس هذا فحسب، ففي عام 2022، استحوذت شركة أوراكل المملوكة لإليسون على 69% من شركة سيرنر (Cerner) الرائدة في الأنظمة التقنية الطبية بمبلغ 28 مليار دولار. وهذه الشركة هي المشغلة لكثير من الأنظمة الصحية في الوطن العربي، وبذلك يكون إليسون قد فتح لنفسه سوقا جديدا من المال، والبيانات باستحواذه على سيرنر.

بمثل هذا النفوذ كان من المفترض أن تكون شركة أوراكل مثالا على الشفافية والنزاهة، لكنها اتهمت عام 2024، بانتهاك قوانين الخصوصية وحماية المستهلكين وبيع البيانات الشخصية لمليارات المستخدمين لأطراف أخرى دون موافقة منهم.

وقد شملت هذه البيانات مفاتيح البحث على الإنترنت، وأنماط شراء المستهلكين وكيف استخدموا بطاقات الائتمان الخاصة بهم، نتيجة لذلك رفعت ضدها مجموعة دعاوى قضائية جماعية، ولجأت الشركة حينها لدفع 115 مليون دولار من أجل تسوية هذا الدعاوى خارج ساحات المحاكم.

يتبع....

#ما_قصة_الملياردير_الغامض_الذي_يبتلع_تيك_توك_من_اجل_إسرائيل؟
#نهاد_ذكي
#الجزء_الأول
#مقالات_سياسية
*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*مقتل طفل وطرد التجار المسلمين: ماذا يحدث في الهند؟*

إسماعيل صلاح الدين
19/10/2025

*تاريخ النشر 23 / 10 /2025م*

*كل صباح في الهند اليوم يبدأ بدورتين خبريتين متوازيتين. الأولى تُبث عبر شاشات التلفاز، وتخضع لإخراج محكم: مناظرات حول باكستان، وكبرياء الهندوس، ومسرحيات لا تنتهي عن "الهند الجديدة". أما الدورة الثانية، غير المتلفزة لكنها أكثر واقعية، فهي الروتين اليومي الذي يشهد اعتداء على المسلمين بالضرب حتى الموت، ومضايقتهم، وزجّهم في السجون، وتجريدهم من إنسانيتهم.*

وبين هذين الخطين، تصل الرسالة بوضوح مرعب: معاناة المسلمين هي إمّا أن يتم إخفاؤهها من الوجود، أو أن تُحوَّل إلى عرض جماهيري يُستهلك كوسيلة ترفيهية مسائية للأغلبية، في حين يُرغَم المسلمون على العيش كما لو كانوا مجرمين دائمين، موضع اتهام مستمر، لا يُسمع صوتهم قط.

•------••✦📚✿••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦📚✿••✦------•

خذ على سبيل المثال مقتل طفل مسلم يبلغ من العمر سبع سنوات في أزامغره في سبتمبر/أيلول الماضي. وُجد جسده محشوا في حقيبة، واكتشفه الجيران بلا أدنى انفعال، قبل أن يُلقى القبض عليهم لاحقا.

*لبرهة، تداولت الصحف المحلية الخبر، ثم سرعان ما اختفى من نشرات الأخبار في أوقات الذروة، ليحلّ محله صخب الجدل حول "جهاد الحب"، أو التوترات على الحدود، أو مباراة الكريكيت بين الهند وباكستان.*

موت طفل مسلم لم يكن ملائما لنص الغضب القومي. بل صار مجرد رقم آخر في أرشيف العنف المُطبّع. كتب عالم الاجتماع ستانلي كوهين ذات مرة عن "حالات الإنكار": مجتمعات لا تُخفي الفظائع، بل تمتصها حتى تفقد قدرتها على إثارة الصدمة. هذه هي الهند اليوم: تُرتكب جرائم قتل المسلمين في وضح النهار، فيما تراها الأغلبية مجرد ضوضاء في الخلفية.

*لكن الكراهية في الهند لم تَعُد مجرد صمت، بل غدت عرضا مُعدا. حين رفع المسلمون في كانبور لافتات كتبوا عليها "أحبّ محمدا"، لم ترد الشرطة بالحماية، بل سجّلت بلاغات جنائية ضد 1300 مسلم، وأطلقت حملة اعتقالات جماعية.*

لقد جُرّم فعل الحبّ ذاته. أما حين تتجمّع حشود هندوتفا (الحركة القومية الهندوسية) في مهاراشترا أو ماديا براديش، وتهتف جهارا بالدعوة إلى الإبادة الجماعية، فإن كاميرات القنوات الإخبارية إمّا تُروّج لهم، أو تصرف بصرها في خجل. صار العنف ضد المسلمين مسرحا يُؤدى على خشبة عامة، المسلم فيه هو المتهم الأبدي، أما قوى الهندوتفا فتؤدي دور "حماة الحضارة".

*هذا الظهور الانتقائي ليس عرضيا، بل مدروسا بعناية. صعود ما يُسمى بـ"الأسواق الخالية من الجهاد" في مدينة إندور، حيث طُرد التجار المسلمون بين عشية وضحاها، يمثل شكلا من الإعدام الاقتصادي.*

عائلات بأكملها فقدت مصدر رزقها، أُجبر الأطفال على ترك المدارس، واضطُرّت النساء لطلب الطعام من الجيران. ومع ذلك، صوّرت وسائل الإعلام الوطنية الأمر بوصفه "تسوية إدارية" لا أكثر، دون أن تعير خسائر البشر أدنى اهتمام.

*وعلى وسائل التواصل، احتفلت جماعات الهندوتفا، محوّلة تهجير المسلمين إلى مادة للترفيه الجماهيري. ما كان يجب أن يكون فضيحة وطنية، جرى تسويقه كـ"توتر محلي اعتيادي".*

رئيس حكومة ولاية أوتار براديش، يوغي أديتياناث، يُجسّد هذه الثقافة الاستعراضية. من على منصته الرسمية، يطلق خطابا مسموما ضد المسلمين، واصفا إياهم بـ"المتسللين" و"المتعاطفين مع الإرهاب".

*هذه ليست أصواتا هامشية؛ بل هي نخبة الحكم. ومع ذلك، لا ترد أحزاب المعارضة على هذا الخطاب بالغضب، بل تحاول منافسته بنسخ مخففة من خطاب الهندوتفا، تسعى من خلالها لإثبات من منهم "أكثر هندية". لقد بات واضحا أن المسلمين لم يعودوا فاعلين سياسيين في الهند، بل مجرد أدوات في مشهد سياسي.*

والنتيجة ليست مادية فحسب، بل نفسية ووجودية أيضا. أن تكون مسلما في الهند اليوم، يعني أن تُعامل كمشتبه به دائم: تُراقَب في المسجد، وتُحاكم في السوق، وتُشكَّك في الفصل الدراسي. حتى صلاة الجمعة تبدو مخاطرة. وحتى أذان الصلاة، الذي يُعد نبض المجتمع، يُعتبر استفزازا لدى البعض.

*تساءل الشاعر الأردوي ساحر لودهيا نوي ذات مرة: "أين أولئك الذين كانوا يفتخرون بالهند؟" السؤال لا يزال يتردّد: إن كان هذا هو مجد الهند، فلماذا يحتاج إلى إذلال المسلمين يوميا ليثبت وجوده؟*

المفكر المسلم المولود في أوغندا، محمود ممداني، يقدم إطارا لفهم هذه الحالة. في عمله الشهير "المسلم الجيد والمسلم السيئ"، يشرح كيف تُقسِّم الدول والمجتمعات المسلمين إلى فئتين: المسلم "المقبول" الذي يستسلم بصمت، والمسلم "الخطير" الذي يقاوم أو يطالب بالكرامة.
*في الهند، يُستَخدَم هذا التقسيم سلاحا يوميا. المسلم الذي يُخفي دينه، ويذوب في محيطه، يُتسامح معه. لكن المسلم الذي يُجاهر بهويته- مَن يعلن حبه لمحمد، أو يطالب بحقوق متساوية، أو يرفض الإلغاء- يُوصَم فورا بـ"مجرم". يُذكّرنا ممداني بأن القضية ليست دينية، بل تتعلق بالسلطة: من يملك حق تعريف الشرعية، ومن يُجبر على العيش في دائرة الشبهة.*

لهذا تنتشر مقاطع الإعدام الجماعي عبر واتساب كما تنتشر النكات، ولهذا يبتسم المذيعون ساخرين وهم ينشرون نظريات المؤامرة حول "انفجار السكان المسلمين"، ولهذا يضحك الغوغاء بعد إحراق المتاجر.

الكراهية لم تَعُد مجرد سياسة، بل صارت ترفيها جماعيا. وحين تتحول القسوة إلى كوميديا، والمهانة إلى مادة درامية على القنوات، تنهار الحدود بين الديمقراطية والفاشية.

*التاريخ يحذّرنا: المجتمعات التي تحوّل معاناة الأقليات إلى ترفيه لا تظلّ محصّنة من السقوط. صمت الليبراليين الألمان خلال مسيرات النازيين، ولا مبالاة الأميركيين أثناء عمليات إعدام السود شنقا، وهتاف الجماهير الإسرائيلية أثناء قصف غزة- كلها شواهد على أن الكراهية حين تُحوَّل إلى ترفيه، تلتهم في النهاية المجتمع ذاته. الهند ليست استثناء.*

لذا أعود إلى السؤال: أنحن مسلمون أم مجرمون؟ لماذا نعيش تحت المحاكمة كل يوم، بينما القتلة أحرار طلقاء؟ لماذا يتم التعتيم على موت أطفالنا، بينما تحتفل الدولة بـ"عصر الرخاء"؟ الجواب ليس بيد المسلمين وحدهم؛ بل بيد الأغلبية في الهند: هل سيواصلون مشاهدة الكراهية كأنها مسلسلهم المفضل؟ أم إنهم سيطفئون الشاشة أخيرا؟

*لأنه في اليوم الذي تصبح فيه الكراهية الشكل الوحيد للترفيه الوطني، لن تُكتب أسماء الممثلين على جثث المسلمين فقط، بل ستُكتب على شهادة وفاة الجمهورية ذاتها. والتاريخ، حينها، لن يسأل: هل كنت هندوسيا أم مسلما، يمينيا أم ليبراليا؟ سيسأل فقط: لماذا اختار مجتمع تفاخر بالحضارة، أن يُحوّل القسوة إلى كوميديا، والصمت إلى قبول؟ سؤال الأغلبية اليوم ليس عن التسامح أو العلمانية، بل: هل لا يزالون قادرين على رؤية الإنسان في جارهم؟*

لأنه إذا صفّقت اليوم حين يُحاكم المسلم كمجرم، فستستيقظ غدا لتجد أن الوطن الذي هلّلت له قد أصبح سجنك، وحينها، لن يبقى في هذه الجمهورية سوى صوت ضحك الكراهية.

الجزيرة نت

#مقتل_طفل_وطرد_التجار_المسلمين_ماذا_يحدث_في_الهند؟
#إسماعيل_صلاح_الدين
#سياسة

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2025/10/24 10:31:08
Back to Top
HTML Embed Code: