Telegram Web Link
#غزة_تموت_جوعاً
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*تومي روبنسون وصعود الإسلاموفوبيا في بريطانيا*

ألطاف موتي
24/9/2025

*تاريخ النشر 6 / 10 /2025م*

*مثلت مسيرة "توحيد المملكة"، التي نُظمت في لندن في سبتمبر/أيلول 2025، واحدة من أبرز تجليات حشد اليمين المتطرف في المملكة المتحدة خلال السنوات الأخيرة.*

واستقطب هذا التجمع، الذي قاده ستيفن ياكسلي لينون، المعروف على نطاق واسع باسم تومي روبنسون، عشرات الآلاف من المؤيدين، بما في ذلك شبكات من نشطاء اليمين المتطرف من مختلف أنحاء أوروبا.

*وقد تجسدت رسالته المحورية في هتافات: "أعيدوهم إلى ديارهم"، وهو شعار موجه ضد المهاجرين وطالبي اللجوء، مع استهداف واضح للمسلمين بوصفهم "الآخر" الرمزي.*

لم تُسلط المسيرة الضوء على استمرارية نشاط اليمين المتطرف فحسب، بل كشفت أيضا عن التطبيع المتزايد للخطابات المعادية للإسلام (الإسلاموفوبيا) في الساحة السياسية البريطانية.

*البرنامج السياسي لتومي روبنسون*
لطالما كان روبنسون شخصية رمزية لليمين المتطرف البريطاني. تقوم صورته العامة على استهداف المسلمين وتصويرهم كتهديد جماعي للأمن القومي والثقافة والتماسك الاجتماعي.

•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

وعلى مر السنين، بنى حملاته على روايات انتقائية عن الجرائم وعصابات التجنيد والإرهاب. فمن خلال تضخيم حوادث معزولة وصياغتها باعتبارها تعبيرا عن الهوية المسلمة، نجح روبنسون في صناعة خطاب يضع الإسلام نفسه في موقع يتعارض مع القيم البريطانية.

*وقد عززت مسيرة لندن هذه الرسالة؛ إذ لم تركز اللافتات والخطب والهتافات على الشواغل الاقتصادية أو السياساتية، بل تمحورت حول العداء الثقافي وتصوير الهجرة والإسلام كأخطار وجودية. وهو ما يكشف أن الأجندة الحقيقية لليمين المتطرف لا تتعلق بإدارة الحدود بقدر ما تتعلق بسياسات الهوية المبنية على الخوف من المسلمين.*

لماذا لاقت المسيرة صدى؟
هيأت الظروف الاجتماعية والسياسية لعام 2025 أرضية خصبة لهذا الحشد. فقد أدت مستويات الهجرة القياسية، والضغط الشديد على الخدمات العامة، وفشل الحكومة في التعامل مع ملفات اللجوء، إلى خلق حالة من القلق في المجتمع.

*غير أن قادة اليمين المتطرف أعادوا توجيه هذا القلق نحو المسلمين. فبدلا من تحليل القضايا الهيكلية كأزمة السكن، أو انعدام الأمن الوظيفي أو ضعف الكفاءة الحكومية، قدم روبنسون وحلفاؤه كبش فداء بسيطا: المسلمين والمهاجرين من الأقليات.*

إن اختيار المسلمين هدفا رمزيا لم يكن اعتباطيا؛ إذ أصبحت الإسلاموفوبيا من أكثر أشكال التحيز قبولا اجتماعيا في بريطانيا، وغالبا ما تعززها التغطية الإعلامية المثيرة.

*ومن خلال تقديم المسلمين كغرباء، يحول اليمين المتطرف المخاوف الاقتصادية المشروعة إلى عداء ثقافي، فيبدو العداء ضد المسلمين وكأنه دفاع عن الهوية الوطنية، لا شكلا من أشكال التحامل.*

*دور شبكات اليمين المتطرف العابرة للحدود*
لم تكن مظاهرة لندن شأنا محليا بحتا. فقد شارك فيها وأيدها متطرفون من أوروبا وأميركا الشمالية، مما يسلط الضوء على وجود شبكة تتجاوز الحدود الوطنية. ويعكس ذلك اتجاها أوسع أصبحت فيه المشاعر المعادية للمسلمين أيديولوجيا موحِدة للحركات اليمينية المتطرفة حول العالم.

*هذا البعد العابر للحدود يبين أن مسيرة لندن لم تكن احتجاجا محليا معزولا، بل جزءا من جهد دولي منسق لتصوير المسلمين على أنهم غير منسجمين مع المجتمعات الغربية. وهو ما يعزز حركات اليمين المتطرف، وفي الوقت نفسه يعزل الأقليات المسلمة ويهددها.*

*التبعات على الجاليات المسلمة*

تجلت التبعات المباشرة للمسيرة في الشوارع: اشتباكات مع الشرطة، ومواجهات مع المتظاهرين المناهضين، وحوادث ترهيب للمحلات التجارية المملوكة للمسلمين والمساجد في المناطق المجاورة.

*لكن الأعمق من ذلك كان البعد الاجتماعي والنفسي؛ إذ تعزز أحداث بهذا الحجم مناخا من الخوف لدى المسلمين، الذين يشعرون وكأنهم غرباء دائمون في وطنهم.*

وبالنسبة للمسلمين البريطانيين -الذين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين وهم مندمجون بعمق في المجتمع- فإن هذه الرسالة تولد شعورا بالغربة والإقصاء.

فبعيدا عن تصويرهم كمصدر انقسام، يساهم المسلمون في الحياة العامة البريطانية: من هيئة الخدمات الصحية الوطنية والجامعات إلى قطاعات الأعمال والسياسة والصناعات الثقافية.

ومع ذلك، فإن خطاب روبنسون يمحو هذه الحقائق ويختزل المسلمين في "تهديد ديمغرافي"، ما يخلف آثارا طويلة الأمد على صورة المسلمين في التفاعلات اليومية.
الإسلاموفوبيا كأداة سياسية
توضح المسيرة كيف تُستَخدم الإسلاموفوبيا كأداة سياسية. فمن خلال استحضار شبح "الأسلمة"، يضع قادة اليمين المتطرف أنفسهم في موقع "المدافعين عن الأمة"، وهو ما يمنحهم القدرة على جذب الانتباه، وحشد المؤيدين، والضغط على الأحزاب الرئيسية لتبني مواقف أكثر تشددا إزاء الهجرة.

وفي كثير من الأحيان، يردد سياسيون من التيارات الرئيسية أجزاء من هذا الخطاب، مما يضفي مزيدا من الشرعية على فكرة أن المسلمين يشكلون إشكالية.

وتكمن قوة هذه الإستراتيجية في بساطتها؛ إذ تختزل التحديات السياسية المعقدة – من أزمة الإسكان إلى الركود الاقتصادي – في سردية صراع ثقافي.

ومن خلال تصوير المسلمين كوجه مرئي لهذه المشاكل، يقدم اليمين المتطرف تفسيرا عاطفيا مؤثرا يتردد صداه لدى شرائح واسعة من الجمهور.

التضخيم الإعلامي والتصور العام
يلعب الإعلام دورا محوريا في هذه العملية. فكثيرا ما يتم تضخيم الجرائم التي يتورط فيها مسلمون أو طالبو لجوء، بينما لا تحظى قصص الاندماج الإيجابية بالقدر نفسه من الاهتمام.

كما تسهم منصات التواصل الاجتماعي في تكبير الروايات المثيرة، مما يمكن جماعات مثل روبنسون من تجاوز "حراس البوابة" التقليديين والوصول مباشرة إلى جماهير واسعة.

لقد أظهرت مسيرة لندن كيف تعمل هذه الديناميكيات عمليا؛ إذ وُلد الزخم من أسابيع من الحملات عبر الإنترنت ومقاطع الفيديو سريعة الانتشار والمزاعم المبالغ فيها حول "التهديد" الذي يشكله المهاجرون، لينتهي بحشد جماهيري واسع.

وهكذا طُمست الحدود بين التضليل الرقمي والتعبئة الميدانية، وكان المسلمون أكثر من دفع ثمن هذا العداء.

تداعيات أوسع على المجتمع البريطاني
مع أن المسيرة استهدفت المسلمين، فإن تداعياتها طالت المجتمع بأسره. فمن خلال تصوير دين كامل كتهديد، تقوض حركات اليمين المتطرف مبادئ المساواة والتعددية التي يقوم عليها النظام الديمقراطي في بريطانيا.

ويغذي هذا النوع من الحشد الانقسام، ليس فقط بين المسلمين وغير المسلمين، بل بين مناطق وطبقات وفئات سياسية مختلفة.

وتكون العواقب وخيمة بشكل خاص على التماسك الاجتماعي؛ إذ إن المسلمين الذين يشعرون بالتهميش والشيطنة يكونون أقل ميلا للثقة في مؤسسات الدولة، في حين يزداد شك أو عداء غير المسلمين تجاه جيرانهم المسلمين. وهكذا تُسهم المسيرة في حلقة من عدم الثقة تُضعف نسيج المجتمع.

الحقيقة وراء الشعارات
يلخص الشعار الرئيسي للمسيرة: "أعيدوهم إلى ديارهم"، بساطة وقسوة سياسات اليمين المتطرف في آنٍ واحد. فهو يفترض أن المسلمين، بغض النظر عن جنسيتهم أو تاريخهم أو مساهماتهم، أجانب لا ينتمون إلى هنا.

غير أن الواقع مختلف تماما؛ فالمسلمون البريطانيون مواطنون، كثير منهم وُلدوا ونشؤوا في المملكة المتحدة، ولهم جذور عميقة في مجتمعاتهم. "ديارهم" هي بريطانيا.

وبذلك، تكشف المطالبة بـ"إعادتهم إلى ديارهم" عن المنطق الإقصائي الكامن وراء فكر اليمين المتطرف: استبعاد المسلمين ليس بسبب سياسات أو أرقام المهاجرين، بل بسبب هويتهم ذاتها. إنه ليس نقاشا حول إدارة الحدود، بل محاولة لإعادة تعريف من يُعتبر بريطانيًا.

الجزيرة نت

#تومي_روبنسون_وصعود_الإسلاموفوفبيا_في_بريطانيا
#ألطاف_موتي

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*غزة والعالم ..هل تغيرت ألمانيا بعد عامين من الإبادة؟*

ناصر جبارة
4/10/2025

الجزء الأول
*تاريخ النشر 6 / 10 /2025م*

*جرّب أن تأتي على سيرة إسرائيل أو اليهود أمام أي إنسان ألماني عادي. لا تنتظر منه كلاما أو موقفا واضحا. اكتفِ بمراقبة إيماءاته وتعابير وجهه في الثواني الأولى من مجرد قولك إن إسرائيل تقع في الشرق الأوسط.*

ردّه سيختلف بحسب طبيعة العلاقة ومنسوب الثقة بينك وبينه. ولكنه في البداية سيصمت مهما كانت طبيعة هذه العلاقة. ليس لأن الصمت والدقة في اختيار الكلمات والامتثال للقوانين كلها أمور تعد من أهم سمات شخصية الناس في وسط أوروبا، بل لأنه غالبا سيخاف.

*ربما لأنه سيشعر بعقدة الذنب اتجاه ملايين البشر الذين قتلهم نازيون ألمان وغير ألمان باسمه أو لأنه سيخاف من فقدان شيء ما ـوظيفته مثلاـ أو لأنه يكره اليهود ويخاف من الجهر بذلك أو لأنه متضامن مع الفلسطينيين ويتوجس من وصمه بالتهمة الجاهزة العداء للسامية.*

كل ذلك أسباب مقنعة للشعور بالخوف ولكن في الحالة الألمانية، يتحول هذا الشعور الإنساني الطبيعي إلى حالة اجتماعية ومرض مزمن تتناوب على علاجه كتب ودراسات ونظريات فلسفية وتهمة يُصطلح عليها في ألمانيا وفي ثقافة المنطقة الناطقة بالإنجليزية بتعبير "German Angst" (الخوف الألماني).

*الطريقة التي تعاطت بها ألمانيا مع حرب الإبادة في قطاع غزة لا تخرج عن إطار هذه الحالة ولا تختلف كثيرا عن طريقة تعاطيها مع أزمات الأعوام الماضية، سواء تعلق الأمر بوباء كورونا أو بالحرب الأوكرانية أو بمخاوف من تقويض أسس أنموذج الرخاء الاقتصادي السائد في ألمانيا منذ نهاية الحرب.*


•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

ويُعرّف كتاب "آثار الحرب. المرض الألماني German Angst" للكاتبة سابين بودي على أنه ليس "خوفا فرديا يصيب بعض أفراد المجتمع دون غيرهم، بل شعور جمعي يشمل المجتمع بأكمله ويتجذر كلما اتسمت سياسة الحكومة وخطاب الإعلام بالتردد والخوف"، وهذا يعني أننا نتحدث عن مصطلح سياسي بحت وليس عن ظاهرة سيكولوجية.

*في حالة العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل تواجه الألمان مشكلة مركبة. فالمسألة لا تتعلق بالحالة المرضية المشار إليها فحسب، بل أيضا بإشاعة أجواء من التخويف الممنهج لاسيما في أوساط الصحفيين بوصفهم صناعا للرأي العام والشخصيات العامة والنخب.*

تخويف وحملات تحريض
من أبرز الصحفيين الذين يراقبون منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أداء الإعلام الألماني ويرصدون تغطيته لأحداث حرب الإبادة في غزة، فابيان غولدمان.

*يقول غولدمان المختص في نقد الإعلام في حديث مع الجزيرة نت إن العنوان الأبرز للمضايقات التي يتعرض لها الصحافيون في ألمانيا هو الخوف.*

وأشار غولدمان إلى حملات التحريض الممنهجة التي يتعرض لها الصحفيون من مسؤوليهم في إدارات التحرير وفي الوقت ذاته من جهات سياسية على سبيل المثال من السفارة الإسرائيلية التي لا تتردد في الاتصال بصحفهم وفي مطالبة هذه الصحف بتغيير طريقتها في تغطيتها للأحداث في غزة.

*ووفق غولدمان فإن عدم الإذعان لمطالب السفارة الإسرائيلية يعني في بعض الأحيان تعرض الصحفيين المعنيين لحملات من التحريض أو لتهم العداء للسامية الأمر يشكل قلقا كبيرا للصحفيين ويجبرهم في بعض الأحيان على تغيير اقتناعاتهم أو على الصمت وفي بعض الأحيان على ترك مهنة الصحافة كليّا.*

*انتقاء مصادر الأخبار*
ولأن الخبر يعد قلب مهنة الصحافة ويعتمد الصحفي في كتابته على معايير وحقائق موضوعية ومعلومات موثوق بها وليس على رأيه أو على توصيف حالة ما، اعتمد غولدمان في تقييمه لأداء الإعلام الألماني على 4853 خبرا نشرت في أبرز الوسائل الإعلامية الألمانية بعد السابع أكتوبر 2023. وحدد غولدمان أربع وسائل هي تاغِسشاو أكبر وسيلة إعلامية ألمانية على الإطلاق وصحيفة بيلد أكبر صحيفة يومية في ألمانيا ودي تسايت أكبر صحيفة أسبوعية ودير شبيغل أكبر مجلة أسبوعية.

*ووفق نتائج التقييم، اعتمدت الوسائل الإعلامية المذكورة على مصادر فلسطينية في كتابة 244 خبرا فقط (5 بالمئة) وعلى مصادر لبنانية وإيرانية ويمنية وسورية في كتابة 293 خبرا (6 بالمئة) وعلى مصادر من 45 دولة عربية وإسلامية في صياغة 593 خبرا بينما اعتمدت على مصادر إسرائيلية في كتابة 2100 خبر (43,3 بالمئة) وعلى مصادر من حلفاء إسرائيل لاسيما من الولايات المتحدة في كتابة 580 خبرا (12 بالمئة).*

أما نصيب المصادر الدولية لاسيما الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي والأونروا من الأخبار فقد بلغ 8 بالمئة فقط بواقع 389 خبرا من بين 4853 خبرا.
1
يقول غولدمان إن اعتماد الوسائل الإعلامية الأربع في اختيار مصدر المعلومة على "جنسية" هذا المصدر يخالف بشكل واضح المعايير المعمول بها في الأوساط الصحفية وهي الأهمية والآنية وهل المعلومات متاحة وهل تحظى بالصدقية اللازمة مضيفا "لأن الحرب تدور منذ السابع من أكتوبر في غزة، فإنه من الطبيعي والمفروض أن تكون غالبية مصادر الأخبار فلسطينية مثل شهود العيان وفرق الإنقاذ والمنظمات الدولية والمراسلين على الأرض وليس الحكومات".

*ولكن نتائج الدراسة كما يقول غولمدمان تبين بوضوح عكس ذلك، إذ إن 3517 خبرا (72,5 بالمئة) من بين 4853 خبرا تم نقلها عن مصادر حكومية أو أجهزة مخابرات أو الجيش علما بأن "أخذ مسافة" من الجهات الرسمية يعد معيارا مهما لأي صحفي عندما ينقل الخبر، إذ إن البروباغندا والمعلومات المضللة تعد من أهم ترسانات الأطراف المتحاربة.*

هنا يبدو التساؤل عن ادعاء وسائل الإعلام الألمانية بأنها موضوعية في نقل أخبار الحرب على غزة محقا. إذ يؤكد غولدمان أن الوسائل الأربع اعتمدت بنسبة 35,5 بالمئة على الحكومة والجيش الإسرائيليين في حين اعتمدت بنسبة 4 بالمئة فقط على مصادر حكومية فلسطينية.

*وما يزيد الطين بلة هو لجوء الإعلام الألماني لمصادر حكومية فلسطينية فقط عندما يتعلق الموضوع بانتقاد حركة حماس مثل "عباس يتنصل من أفعال حماس" (تاغِسشاو 16 أكتوبر 2023) أو "حماس تتبنى اعتداء القدس" (دي تسايت 1 ديسمبر 2023) أو "حماس ترفض هدنة قصيرة" (دير شبيغل 25 ديسمبر 2023).*


*أعباء غير عادية ومناخ من الخوف*
التقرير الأخير الذي أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود" لا يختلف في نتائجه كثيرا عن مراقبات غولدمان. تقول المنظمة إن الصحفيين الذين يختصون في نقل أخبار الحرب الإسرائيلية على غزة يُطلعونها باستمرار على الأعباء "غير العادية" التي يتعرضون لها من داخل وخارج إدارات التحرير في صحفهم ومجلاتهم ويُفاجَؤون في بعض الأحيان برفض اقتراحات لكتابة تقارير عن الحرب الدائرة ومعاناة الفلسطينيين في القطاع وبالمضايقات التي يتعرضون لها بمجرد التضامن مع الضحايا على الطرف الفلسطيني.

*وينتقد التقرير ممارسات إدارات التحرير بحق هؤلاء الصحفيين بالقول إنهم يعملون في مناخ معاد ويتعرضون لحملات من الكراهية والتحريض ولضغوطات من رؤساء التحرير الأمر يعرضهم لمنغصات نفسية.*

كما أطْلع الصحفيون -بحسب التقرير- المنظمة على مناخ الخوف الذي يعملون فيه، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى أن يراقب هؤلاء الصحفيون أنفسهم بأنفسهم.

*وبحسب التقرير فإن صحفيين كثيرين مختصين في شؤون الشرق الأوسط لم تكشف المنظمة عن هوياتهم توجهوا إلى "مراسلون بلاد حدود" واشتكوا من رفض رؤساء التحرير انتقاد الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ومن إجراء تعديلات على نصوصهم بما يتماشى مع الدعاية الإسرائيلية.*

وتشير استقصاءات المنظمة إلى قيام بعض الصحف والمجلات بالاستغناء عن الصحفيين "غير المريحين" أو باستبدال عقودهم الدائمة بأخرى مؤقتة.

*وخص التقرير صحفيين من أصول مهاجرة وخاصة صحفيين من أميركا اللاتينية والشرق الأوسط بالقول إن هؤلاء الصحفيين يخافون قبل كل شيء من فقدان وظائفهم ومن تعرضهم لحملات تحريض أو من وصمهم بتهمة العداء للسامية فور انتقادهم ممارسات الجيش الإسرائيلي في القطاع أو محاولتهم الإضاءة على معاناة الفلسطينيين.*

في الواقع، قلما ينسجم الإعلام الألماني المؤثر مع مواقف الحكومة. فقد سبق لصحف ومجلات ألمانية أن أسقطت رئيسا (كريستيان فولف في عام 2012) ووزير دفاع وحكومة (حكومة كونراد آدِناور ووزير دفاعه فرانس يوزف شتراوس 1962 ـ 1963) والأمثلة على صدام مجلة دير شبيغل وصحيفة بيلد مع السلطات الألمانية كثيرة، إلا في الحالة الإسرائيلية. فمنذ السابع من أكتوبر، كان الانسجام بين الطرفين واضحا ولم يبدأ الإعلام الألماني (باستثناء صحيفة بيلد وجميع الصحف الصادرة عن دار نشر أكسل شبرِنغر) تسمية الإبادة إبادة إلا بعد إعلان حكومة فريدريش ميرتس وقفا جزئيا لصادرات الأسلحة إلى إسرائيل، الأمر الذي وُصف بأنه "تحول مهم" في موقف الحكومة اتجاه الحرب.

*"ألمانيا في ورطة ..."*
في بداية أغسطس/آب الماضي كتب السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا (2001 لغاية 2007) شيمون شتاين مقال ضيف مشترك مع البروفسور الإسرائيلي موشي تسوكرمان في الصحيفة الألمانية النخبوية دي تسايت.

*في هذا المقال الذي حمل عنوان "جاءت ساعة الحقيقة" يضع الكاتبان -وكلاهما يعرف ألمانيا جيدا- حكومة المستشار فريدريش ميرتس أمام حقيقة مجردة. يقولان: "على ألمانيا أن تقرر كيف توفق بين وفائها للأسس الراسخة في دستورها من جهة والتزامها غير القابل للمساس بأمن إسرائيل وحقها في الوجود من جهة أخرى (...) ألمانيا وقعت في ورطة على الأقل منذ تشكيل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة في ديسمبر من عام 2022. ولكن السياسيين الألمان لا يريدون تقبل هذه الحقيقة".*
👍1
من يراقب سياسة الحكومة الألمانية اتجاه إسرائيل منذ بدء الحرب، سيقرأ مقال شتاين وتسوكرمان باهتمام كبير لأنه سيربط بين "الكرم" الألماني في دعم إسرائيل وحالة الصدام مع الأسس التي قامت عليها ألمانيا بعد الحرب نتيجة هذا "الكرم". فالحكومة الألمانية ملتزمة منذ السابع من أكتوبر بخط واضح لم يحِد عن مساره:

*تضامن غير مشروط يصل أحيانا إلى حد التملق، ودعم لا يتوقف بالأسلحة، واستعداد لخوض معارك دبلوماسية حتى آخر رمق في المحاكم والمؤسسات الدولية، مما يجعل ألمانيا التي تعد من أكبر الداعمين لهذه المؤسسات في حالة صدام مع هذه المؤسسات، بل حتى مع نفسها.*

هذه المواقف تبقى أيضا منسجمة مع السياسة التقليدية للمحافظين الألمان (حزب المستشار الحالي فريدريش ميرتس المسيحي الديمقراطي) بشأن إسرائيل واليهود. فالمستشار الذي وقع في عام 1952 اتفاقية لوكسمبورغ للمصالحة بين "المجرمين" و"الضحايا" كان المحافظ كونراد آدنوار والمستشار الذي دشن في عام 1965 العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل كان المحافظ لودفيغ إيرهارد والمستشارة التي نقلت العلاقة في عام 2008 أمام الكنيست إلى مرحلة "أمن إسرائيل مصلحة وطنية ألمانية" كانت المحافظة أنجيلا ميركل.

*المحافظان ميرتس ووزير خارجيته يوهان فاديفول بدآ عهدهما بعد سقوط حكومة الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس بتصريحات خارجة عن المألوف في علاقة ألمانيا بإسرائيل قبل أن يتجرأ المستشار في بداية أغسطس/آب الماضي على اتخاذ قرار بوقف جزئي لصادرات الأسلحة إلى إسرائيل.*

علاوة على ذلك، فمن المحافظين الألمان شق "بافاري" نسبة إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الذي يشكل مع حزب ميرتس المسيحي الديمقراطي الاتحاد المسيحي الديمقراطي ويعد أمتن قلاع إسرائيل في ألمانيا.

*دموع ميرتس*
هذا التصريح لماركوس زودر جاء بعد إعلان ميرتس وقفا جزئيا لصادرات الأسلحة لإسرائيل ولكن قبل واقعة "دموع ميرتس" التي ذرفها في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي أثناء خطاب ألقاه بمناسبة إعادة افتتاح كنيس يهودي في ميونخ عاصمة ولاية بافاريا.

*فعندما وصل ميرتس في هذا الخطاب إلى جزئية ملاحقة اليهود في ألمانيا النازية، انكسر صوته وحاول حبس دموعه ولكنه فشل وأجهش بالبكاء.*

ولأن البكاء أمر غير مألوف بالنسبة لرؤساء الدول والحكومات ولأنه يأتي في وقت يشهد فيه العالم إبادة جماعية جديدة، استهجن البعض دموع ميرتس واعتبروها كما يقول الصحفي هانو هاونشتاين "سياسة انتقائية".

*ففي اليوم الذي انهمرت فيه دموع ميرتس حزنا على الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود في أوروبا، "بالتحديد في هذا اليوم -يقول هاونشتاين في حديث مع الجزيرة- أعلنت الأمم المتحدة أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية وهذا الإعلان يأتي بعد قول منظمة العفو الدولية وعدد كبير من الباحثين والمرجعيات المهمة المختصة في مجال الإبادة الجماعية إن غزة تشهد إبادة جماعية الأمر الذي يشملني أنا أيضا، تحديدا في هذا اليوم يقف مستشار ألمانيا ويعجز عن تسمية الأشياء بأسمائها وفي الوقت ذاته يحاول إخفاء دعم بلاده لإسرائيل بالأسلحة وبالتالي تتحمل ألمانيا جزءا من مسؤولية ما يحدث في غزة هذا كله يدفعني إلى القول إن ذلك يندرج في إطار ما وصفته بالسياسة الانتقائية".*

*ولكن لماذا يحمل هاونشتاين ألمانيا جزءا من هذه الإبادة الجماعية؟*

الصحفي يقول إن ألمانيا أوقفت صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بشكل جزئي فقط وهذا يعني أن العقود الموقعة ما زالت مستمرة وما زال الجيش الإسرائيلي لغاية اليوم يحصل من ألمانيا على عدة أنواع من الأسلحة أهمها محركات دبابة ميركافا ومقذوف ماتادور.

*ويعد ماتادور أو "RGW 90" الذي تنتجه شركة صناعة الأسلحة الألمانية دينامايت نوبل ديفنس أخف مقذوف في العالم وحصلت إسرائيل على 3 آلاف قطعة منه بحسب المؤسسة البحثية فورنسِس (Forensis).*

ولكن هل يعتبر هذا الوقف الجزئي لصادرات السلاح إلى إسرائيل بالفعل "تحولا مهما" في سياسة ألمانيا حيال حرب الإبادة كما تسوق بعض الصحف الألمانية؟

*"تغير طفيف" يرد* هاونشتاين ويضيف أن هذا الإعلان الجزئي لا يعني أن شركة "RENK" مثلا توقفت عن إرسال محركات لدبابة ميركافا لأن ميرتس لم يقل سنوقف صادرات الأسلحة لإسرائيل فورا وهو يستطيع القيام بذلك، بل اكتفى بالقول إن حكومته لن تمنح للشركات تراخيص تسلح جديدة.

يتبع....

#غزة_والعالم_هل_تغيرت /_ألمانيا_بعد_عامين_من_الإبادة؟
#الجزء_الأول
#ناصر_جبارة

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*
*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
اقــرأ📚 لعلوم القرآن الكريم 🌿

إحدى قنوات اقــرأ للقراءة الهادفة
قناة متخصِّصة في نشر علوم القرآن الكريم،
وتغطية أخبار مجموعات اقرأ لتحفيظ القرآن الكريم عبر واتس آب.

🔹 تجدون بين جنباتها:

▪️ أسئلة تجويدية تثري معلوماتكن وتعمّق فهمكم لأحكام التلاوة.

▪️ أسئلة في متشابهات القرآن الكريم لتثبيت الحفظ وربط الآيات ببعضها.

▪️ توضيح غريب كلمات القرآن الكريم بأسلوب يسير وماتع.



انضموا إلينا في رحاب القرآن الكريم عبر الرابط:
🔗 اضغط هنا للانضمام
https://www.tg-me.com/+ZjJSMXRDEW9mMDhk
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
731 يوم

1. الشهداء: 67,160

2. إجمالي الشهداء والمفقودين: 76,639 (منهم 9,500 مفقود)

3. الجرحى: 169,583

4. حالات البتر: 4,800

5. بحاجة لإعادة تأهيل: 19,000

6. النازحون: نحو 2,000,000

7. المصدر: المكتب الإعلامي الحكومي – غزة (تحديث حتى 6 أكتوبر 2025)
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•
_مقالات اليوم_

- *اليــــوم:الثلاثــــــاء*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- *الــــــتــــاريــخ:*
*15-ربيع الثاني-1447هـ*

*7-أكتـــوبـــــــر-2025م*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في عام 2024، ضج الوسط الأكاديمي على إثر استقالة الفيلسوف آراش أبي زادة، الأستاذ بجامعة ماكغيل الكندية، من رئاسة تحرير مجلة فلسفية رفيعة المستوى وهي مجلة "الفلسفة والشؤون العامة"، إذ لم تكن هذه الاستقالة مبنية على رغبة شخصية منه بالانتقال إلى فرصة عمل أخرى، بل كان سببها الرئيسي هو ما وصفه آراش بالممارسات الاستغلالية التي ينتهجها الناشرون الأكاديميون الكبار.*

🖋️د. حمود سالم العليمات
من مقــــــال:*" مؤشرات للبيع".. كيف وقعت الجامعات في فخ المجلات العلمية؟ج①*

سيُنشــــــر اليـــــــوم
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•

📰 *محــــــاور التغييـــــر*
🖋️د. عبدالكريم البكـــــار

📰 *" مؤشرات للبيع.. " كيف وقعت الجامعات في فخ المجلات العلمية؟ج①*
🖋️د. حمود سالم العليمات

📰 *غزة والعالم.. هل تغيرت ألمانيا بعد عامين من الإبادة؟ ج② والأخير*
🖋️ناصر جبارة
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈• 
*للاطلاع على جميع مقالات اقـرأ 📚 للقراءة الهادفة:*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•  https://www.tg-me.com/iqraaread
#غزة_تموت_جوعاً
731 يوم
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*محاور التغيير*
د. عبدالكريم بكار

*تاريخ النشر 7 / 10 /2025م*

*من التجارب التي تراكمت لدي عبر العقود، ومن خلال تأملاتي في أحوال الناس، رأيت أن كثيراً من الذين يريدون التغيير والتحول في حياتهم يشتّتون أنفسهم في تفاصيل كثيرة، ويهملون الجذور الأساسية للنمو الشخصي.*

ومن خلال ملاحظتي وقراءتي وتجربتي، تبين لي أن هناك أربعة محاور، إذا اعتنى بها الإنسان بقدر معقول من الجدية والانتظام، فإنها قادرة بإذن الله على أن تُحدث في حياته تغييراً جذرياً، وهادئاً، وعميقاً.

*وليس المقصود هنا أن تتحول حياتك إلى مشروع مثالي بعيد المنال، بل أن تتبنى خطة واقعية، متدرجة، وتجعلها جزءاً من روتينك اليومي، لا تفرّط فيه كما لا تفرّط في طعامك ونومك.*

*وهذه المحاور هي:*

أولاً: الروح

إن الروح إذا ازدادت صفاءً وطمأنينةً، أضاءت ما حولها، وانعكست آثارها على الجسد والعقل والسلوك.
ومن أعظم ما يحيي الروح ويجعلها قوية حاضرة، أن يخصص الإنسان جزءاً من يومه لما يلي:

•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

أداء الصلوات الخمس بخشوع، وفي أول وقتها قدر المستطاع.

*المداومة على السنن الرواتب، فقد كانت من أخصّ ما حافظ عليه النبي ﷺ.*

ورد من القرآن، يُقرأ لا على عجل، بل بتأنٍّ وتدبّر.

أذكار الصباح والمساء، فإنها من أعظم ما يُحفظ به العبد في دنياه وآخرته.

*دعاء يومي عفوي، يشعر فيه الإنسان بقربه من ربه، ويتحدث إليه بما في قلبه.*

قيام الليل، ولو بركعتين، يغرس في النفس سكينة لا توصف.

*وإنني على يقين أن من جعل هذا السلوك اليومي عادة لا يتركها، فإن روحه ستنمو بهدوء، وتنتصر على ضغوط الحياة وتقلباتها.*

*ثانياً: الجسد*

الصحة لا تُعوّض، والجسد إذا اختلّ، اختلّت معه طاقة الإنسان، ومزاجه، وقدرته على الإنتاج والتفكير.
ومن المهم أن ندرك أن الاعتناء بالجسد ليس ترفاً، بل مسؤولية شرعية وعقلية.

*التغذية المتوازنة التي تقوم على التقليل لا الامتناع*.

الحركة اليومية، ولو من خلال المشي البسيط أو التمارين الخفيفة.

النوم في وقت منتظم، والابتعاد عن السهر الطويل الذي يضعف الجسد ويشوّش الذهن.

*تجنّب العادات التي تضر بالجسد، مثل الإفراط في الطعام، وقلة النوم، والجلوس الطويل.*

فإذا التزم الإنسان بهذه العناية، فإن جسده سيعينه على الطاعات، وعلى العمل، وعلى التعامل مع الآخرين براحة واتزان.

*ثالثاً: العقل*

العقل هو أعظم نعم الله على الإنسان، وهو ما به نفهم الحياة، وندرك أولوياتنا، ونتعامل مع تعقيدات الواقع.
لكن العقل لا ينمو بالتلقي العشوائي، ولا بالتصفح المستمر للمحتوى السريع، وإنما بالنظر المركز، والقراءة العميقة.

*حدّد لنفسك مجالاً فكرياً أو تخصصياً تحبه أو تحتاج إليه، واجعل لك فيه ورداً يومياً.*

اقرأ بوعي، واكتب ما تفكر فيه، وأعد ترتيب أفكارك بين حين وآخر.

*حاول أن تتعلم مهارة جديدة على مدار العام: إدارية، أو لغوية، أو حياتية.*

ابتعد عن كل ما يضعف التركيز ويشتّت الانتباه، وقلل من استهلاك المحتوى المتكرر.

*ومن جعل هذا النهج العقلي عادة يومية، فإن مداركه ستتسع، وقراراته تنضج، ونظرته للحياة تصبح أكثر توازناً.*

*رابعاً: العلاقات*

لا يستطيع الإنسان أن ينمو وحده، ولا أن يستغني عن مجتمع صغير يشبهه، ويعينه على الخير، ويذكّره إذا نسي.

*صِل رحمك، ولو برسالة أو مكالمة قصيرة، فإن البر لا يكون بكثرة المال فقط.*

اختر مجموعة من الأصدقاء الصالحين، واجعل بينهم تواصلاً منتظماً.

*شاركهم أفكارك، واطلب منهم الدعاء والمشورة، وكن لهم عوناً كما تحب أن يكونوا لك.*

تجنّب العلاقات التي ترهقك، وتضعف طاقتك، وتقلب مزاجك.

*ولعل من أصدق مؤشرات النجاح الداخلي أن تُحاط بأناس يشبهونك في القيم والطموحات.*

*في الختام*

هذه المحاور الأربعة ليست برنامجاً موسمياً، ولا تحدياً مؤقتاً…

*بل هي منهج حياة، وطريق تربية ذاتية متوازنة،*
تعيد الإنسان إلى نفسه، وإلى ربه، وإلى رسالته في الحياة.

*ومن جعلها روتيناً يومياً لا يفرّط فيه، فسيكتشف بعد عام واحد أنه قد قطع شوطاً عظيماً في بناء ذاته،*
وسينظر إلى ماضيه القريب ويقول:
“ما أجمل أني بدأت في ذلك اليوم.”

والله ولي التوفيق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

الصفحة الشخصية للكاتب

#محاور_التغيير
#عبد_الكريم_بكار


*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•

*تابعونا على وسائل التواصل:*

*مدونة اقــرأ📚:*
https://iqrahadefa.blogspot.com/?m=1

*صفحة اقــرأ📚 على الفيسبوك:*
https://m.facebook.com/iqraa.hadefa/posts/?ref=page_internal&mt_nav=0

*قناة اقــرأ📚 على اليوتيوب:*
https://youtube.com/channel/UCw3wjGaYQtLOwwtCVztmWDw

*قناة اقــرأ📚 على التليجرام:*
https://www.tg-me.com/iqraaread
👍1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#غزة_تموت_جوعاً
731 يوم
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•

*"مؤشرات للبيع".. كيف وقعت الجامعات في فخ المجلات العلمية؟*

د. حمود سالم العليمات
26/9/2025

الجزء الأول

*تاريخ النشر 7 / 10 /2025م*

*في عام 2024، ضج الوسط الأكاديمي على إثر استقالة الفيلسوف آراش أبي زادة، الأستاذ بجامعة ماكغيل الكندية، من رئاسة تحرير مجلة فلسفية رفيعة المستوى وهي مجلة "الفلسفة والشؤون العامة"، إذ لم تكن هذه الاستقالة مبنية على رغبة شخصية منه بالانتقال إلى فرصة عمل أخرى، بل كان سببها الرئيسي هو ما وصفه آراش بالممارسات الاستغلالية التي ينتهجها الناشرون الأكاديميون الكبار.*

آراش لم يكن وحده، بل غادر صحبة مجموعة من المحررين للأسباب ذاتها. وعقب استقالته، نشر آراش في صحيفة الغارديان نقدا لاذعا لصناعة النشر الأكاديمي التجاري، متهما إياها باستغلال الباحثين واستنزاف الأموال العامة مع تقييد الوصول الحر إلى المعرفة.

•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

حيث يحقق الناشرون الأكاديميون الرئيسيون إيرادات بالمليارات مع هوامش ربح تقترب من 40%، ويقوم الباحثون بالجزء الأكبر من العمل -إجراء البحث والكتابة ومراجعة الأقران والتحرير- دون مقابل. ثم يبيع الناشرون إمكانية وصول الجامعات إلى تلك الأبحاث بأسعار باهظة في الغالب.

*وأشار الرجل إلى أن هيمنة الناشرين التجاريين ضارة ببيئة النظام الفكري العلمي، خاصة في ظل الاهتمام بالكم على حساب الجودة، مما يؤدي إلى طوفان من الأبحاث منخفضة الجودة أو حتى المزيفة.*

وعوضا أن تكون صناعة النشر الأكاديمي ميدانا لنشر المعرفة والبحث العلمي وخدمة المجتمعات العلمية والإنسانية، فقد أصبحت ميدانا للاستغلال والربحية المفرطة.

*وحتى تتضح الفكرة للقارئ، فإن هذه المجلات وضعت محددات تزن بها معيار الجودة العلمية، مثل قدرة البحث على إحداث تأثير في المحيط العلمي، ووضعت لهذه مؤشرات، منها تكرار الاقتباس من الأبحاث المنشورة في المجلة، حيث تتبارى المجلات لإثبات أنها الأكثر صدى من خلال كثافة نقل أفكارها ونصوصها داخل المجتمع الأكاديمي.*

وقد فرضت هذه المؤشرات سيطرتها على السياسات الجامعية وأنظمة التعيين والترقية والتثبيت، مما أدى إلى تشويه أولويات البحث، وانتهاج ممارسات لا أخلاقية في بعض الأحيان. فلم يعد ينظر للبحث بناء على خدمته للمجتمعات الإنسانية، بل بمدى تمكنه من التسلل إلى المجلات المصنفة لدى دور النشر الكبرى، بغض النظر عن حقيقة نزاهتها أو جودتها.

تكشف هذه المقالة البحثية كيف تحول مؤشر بسيط إلى أداة تستخدم لإقصاء الباحثين، وتشكيل النظام الأكاديمي، وفق معايير رأسمالية استغلالية بحتة.

*وتزيح هذه المقالة النقاب عن ممارسات تضليلية وفضائح علمية، اُستغل فيها المؤشر (وأمثاله)، لتلميع صور مؤسسات أو أفراد، مقابل تغييب الاعتبارات العلمية الحقيقية الأصلية.*

وتسعى المقالة إلى المشاركة في جهود اليقظة العلمية والإصلاح الأكاديمي والمعرفي، من خلال تبيان خلفيات وآليات الاستغلال والتضليل، وإبراز الدعوات الواعية لإحياء بدائل علمية وأخلاقية تعيد للبحث العلمي روحه وتألقه، ودوره التنويري في المجتمعات الإنسانية، وتعزيز العدالة المعرفية ونشرها، في مواجهة قوى احتكار المعرفة وتسليعها، لمصالح رأسمالية ناعمة التوحش.

*كيف بدأ معامل تأثير المجلات؟*

معامل التأثير هذا في مسيرته وسيرته يشبه مقاييس الذكاء التي استخدمت ابتداء لمساعدة الجنود المتعثرين والرفع من سويتهم، وليس بوصفه أداةَ تنميط للبشر واستخدامه مقياسا تحيزيا إقصائيا كما حصل لاحقا.

وقد ظهرت فكرة القياس تاريخيا عبر المحاولات العلمية لتفسير وفهم الظواهر المختلفة في المجتمع والإنسان، حيث اعتمد العديد من العلماء والمفكرين على الأساليب العلمية والأعداد لقياس الصفات والخصائص، بهدف الوصول إلى قوانين عامة أو مبادئ تعبر عن الواقع بشكل دقيق.

*وفي بداية ما يسمى غربيا بـ "عصر العقلانية" (حصلت فيها عدة حروب كبرى من العالميتين الأولى والثانية) ساد اعتقاد أن القياس الموضوعي باستخدام الأدوات الإحصائية والأرقام يضمن فهما علميا وموثوقا، وأن الحقائق يمكن ترتيبها وتفسيرها من خلال عمليات قياس دقيقة.*

وقد أدى هذا الاهتمام إلى تطور الممارسات العلمية التي ترى أن الكم والمعادلات الإحصائية تعبر عن منهجية علمية حقيقية، وأن المجتمع العلمي يتجه نحو تبني معايير كمية لبيان السلوك والظواهر، مما يعكس اعتقادا راسخا بأن كل شيء يمكن قياسه وتفسيره بواسطة أدوات كمية موثوقة.
1
*تاريخيا، تم استحداث معامل تأثير المجلات للتمييز بينها لغاية الاشتراكات في المكتبات الجامعية وخاصة في الأميركية منها. حيث تكاثرت المجلات، فبرزت فكرة أنه لا بد من الاختيار وفقا لمعايير محددة. فكان استحداث هذا المقياس باعتبار أن المجلة الأكثر استشهادا بما ينشر فيها، هي أكثر شهرة أو أهمية، ولذلك يسمي البعض معامل التأثير بمعامل الشهرة أو الشعبوية.*

ويقول يوجين غارفيلد، مخترع هذا المقياس، "أول مرة ذكرت فيها فكرة معامل تأثير المجلات كانت سنة 1955، حيث أنشأنا، أنا وإرفنغ، معامل تأثير المجلات، وذلك للمساعدة في اختيار المزيد من المجلات المصدرية".

من ناحية أخلاقية وبخصوص تضارب المصالح، فإن غارفيلد يصرح أنه يمتلك أسهما في شركة ثومسون-رويتر (حاليا كلاريفيت)، صاحبة المعامل، وأنه أحيانا يتقاضى مكافآت على خدمات يقدمها لهم". ومن ناحية أخرى يشير بنزمان، في دراسته سنة 2006، إلى أن غارفيلد أنشأ هذا المقياس وغيره من المقاييس من خلال شركته.

*وللعلم فقد كان غارفيلد شخصية رئيسية في تأسيس علوم المعلومات الحديثة، حيث اخترع فهرسة الاقتباس وابتكر عامل التأثير. وأدت مساهماته إلى تطوير فهرس الاقتباس العلمي ومؤشر الاستشهاد بالعلوم الاجتماعية من خلال شركته المساهمة: معهد المعلومات العلمية. وبحلول الوقت الذي ألقى فيه محاضرته في عام 2005، والتي نشرت في عام 2006، كان يشغل منصب الرئيس الفخري للشركة التي استحوذت عليها كلاريفيت قبل بضع سنوات.*

وتشير المصادر التي تتحدث عن تاريخ هذا المعامل، إلى أن الغاية الأساسية لاستحداثه هي مساعدة المكتبات الجامعية في عملية اختيار المجلات نظرا لتكاثرها ومحدودية الميزانيات، وهذا ما أشار إليه مؤسس المعامل.

إذ يقول غارفيلد إن "عامل التأثير ليس أداة مثالية لقياس جودة المقالات، ولكن لا يوجد ما هو أفضل منه، وبالتالي فهو أسلوب جيد للتقييم العلمي. لقد أظهرت التجربة أنه وفي كل تخصص، فإن أفضل المجلات هي تلك التي يصعب فيها قبول المقالات، وهذه هي المجلات التي لديها عامل تأثير مرتفع. وكانت معظم هذه المجلات موجودة قبل فترة طويلة من ابتكار عامل التأثير. إن استخدام عامل التأثير كمقياس للجودة واسع الانتشار لأنه يتناسب بشكل جيد مع رأينا في كل مجال من مجالات أفضل المجلات في تخصصنا".

*والمعادلة البسيطة لحساب المعامل هي في قسمة جميع الاستشهادات للمقالات المنشورة في مجلة ما (لآخر سنتين) على عدد المقالات المنشورة فيها. حيث يشير هذا إلى الأهمية الحالية للمجلة المحددة.*

ومع الزمن تبينت أهمية المعامل (ولكن في غير ما أوجد له)، وتبين أيضا أنه يمكن أن يكون مصدرا للثروة، وذلك بتعظيم المعامل للمجلات التي تتبع للناشرين الكبار.

*وتبين أيضا أنه يمكن التلاعب به ("إن الإنسان ليطغى…")، وذلك لبساطة المعادلة، حيث يمكن التلاعب بالبسط أو المقام. في المقام الأمر بسيط، وعلى عكس عبارة الترحيب التقليدية (يكبر مقامك)، هنا "يخفض المقام"، وببساطة يحدد ناشرو المجلات عدد المقالات المنشورة، فينخفض المقام. ومن ناحية أخرى التلاعب في المدخلات (البسط)، بنوع المقالات، والاستشهاد الذاتي، واشتراط المجلات الإشارة إليها وإلى مقالاتها، وما يعزز من موقفها!*

وقد أصبح هذا المعامل وحشا كاسرا من جهة، ومعين ثروة (لا تنضب لغايته مع كرم الجامعات) من جهة ثانية، وكثر ناقدوه ومستغلوه في الوقت نفسه، لذلك جرت محاولات (ترويض الوحش)، كما قال البعض، ولكن "هيهات"، فالوحش أصبح له مربوه ورواده والمنتفعون منه وبه.


*وغارفيلد نفسه يحذر من سوء الاستخدام، وذلك من أن "استخدام معامل تأثيرات المجلات في تقييم الأفراد له مخاطره الكامنة. في عالم مثالي، سيقرأ المقيمون كل مقال ويصدرون أحكاما شخصية..".*

ورغم هذا التحذير وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، أصبح معامل تأثير المجلة مقياسا حاسما في النشر العلمي، مما أثر بشكل كبير على الباحثين وأمناء المكتبات والمؤسسات الأكاديمية. ومنذ عام 1995، أثار التركيز المتزايد على المعامل مخاوف أخلاقية، حيث يقوم الباحثون بتعديل إستراتيجيات النشر الخاصة بهم لتعزيز المعامل الخاص بهم.

*وقد يتلاعب المحررون بالتصنيفات، وبالتالي تقويض النزاهة العلمية كما أوضح ذلك، حيث قدم تلخيصا لأهم مجالات النقد والنقض، وهي على النحو التالي مع بعض التصرف:*

تحول في الغايات وانحراف عن الأهداف: حيث كان الهدف الأصلي هو مساعدة أمناء المكتبات الأميركيين في اختيار المجلات، وليس لتقييم جودة الأبحاث أو الأداء الفردي للباحثين. لذلك فقد جاء تصميمه متمحورا حول الولايات المتحدة ومكتباتها ولغتها وغير مناسب للتقييم الدولي أو متعدد التخصصات.

*إساءة الاستخدام في تقييم البحوث: ونتيجة لما سبق، فقد أسيء تطبيق المقياس واُستخدم لتقييم الباحثين الفرديين وعملهم، مما يؤدي إلى قرارات التوظيف والترقية والتمويل غير المناسبة بناء على سمعة المجلة بدلا من الجدارة العلمية الفعلية للبحث.*
1
التلاعب بالاستشهاد الذاتي: أصبح دور الاستشهادات الذاتية في المجلات إشكالية. إذ يشجع المحررون المؤلفين على الاستشهاد بالمجلة نفسها، مما يعزز قيمة المعامل بشكل مصطنع ويشوه سلوك الاقتباس. وفي مرات عديدة من تجاربنا الشخصية طلبت المجلات وضع اسمها في الكلمات المفتاحية، كما أنه ينصح باستخدام مقالات منشورة في تلك المجلات.
البسط والمقام، عدم التناسق: تتضمن صيغة معامل التأثير اقتباسات لجميع العناصر (البسط) ولكنها تحسب فقط "العناصر القابلة للاستشهاد بها" (عادة المقالات والمراجعات) في المقام. ويسمح عدم التناسق هذا بالتلاعب بالمقياس من خلال نشر المزيد من المحتوى التحريري الذي يجذب الاستشهادات ولكن لا يتم احتسابه في المقام.
*مدخل للاقتباس التعسفي: لا تعكس نافذة الاقتباس القياسية لمدة عامين أنماط الاقتباس الفعلية للعديد من التخصصات، لا سيما في العلوم الإنسانية والاجتماعية. ويمكن للمحررين استغلال هذه النافذة القصيرة والتأثير بشكل غير متناسب على المجلات في الحقول البطيئة. وبعد محاولة ترويض هذا الوحش، وجدت السياسة التحريرية أنه بإمكانها التلاعب بالمعامل، ومن ذلك نشر نسبة أكبر من مقالات المراجعة، واستخدام سياسة النشر "عن طريق الدعوة فقط"، وغيرها من الأساليب.*

*كارتيل النشر: أباطرة الاستغلال والتحكم*

ربما أكثر فئات البشر عرضة للاستغلال هم المنتجون، سواء المنتجون الزراعيون، والصناعيون (إلى حد ما)، أو منتجو الأفكار (الباحثون والمؤلفون)، وعموم المستهلكين، وعلى نحو عام أصحاب الموارد بما في ذلك البلدان التي فيها موارد طبيعية (بترول، ذهب، معادن، مياه..)، إلى أن درج القول في أدبيات التنمية "لعنة الموارد".

الموارد تكون نقمة على أصحابها، إن لم يكونوا قادرين على الاستفادة منها وحمايتها. هؤلاء هم الذين ينتجون مختلف المنتجات ولكنهم الأقل استفادة منها، وربما كانت استفادتهم طفيفة مقارنة مع الوسطاء والمطورين والموزعين.. وغيرهم، إذ إن الفئات المستغلة في الغالبة منظمة بشكل كبير على شكل اتحادات أو غرف، أو منظمات أو كارتيلات. ولكن الأكثر عرضة للاستغلال (على نحو عام) هم منتجو الأفكار، والباحثون والمؤلفون والكتاب والأدباء.. وغيرهم.

*يستحوذ الناشرون الستة الكبار، على ما يقارب 70%-80% من سوق النشر الأكاديمي، ولديهم ثروات تتجاوز عدة مليارات من الدولارات سنويا. وهم يلعبون دورا مستحكما في تحديد (تقييد) إمكانية الوصول إلى البحث لكل من المجتمع الأكاديمي والجمهور.*

وفي مجال النشر العلمي فإن الأكاديميين والباحثين (بمختلف مستوياتهم وتخصصاتهم وطبيعة إنتاجهم)، هم فئة شبه مستضعفة ومستغلة إلى حد كبير. والمستغل الأكبر هم دور النشر الكبرى (والصغرى)، وأي مؤلف أو باحث له تجربة مع الاستغلال من دور النشر، حتى تلك التي يفترض أن لها توجهات أخلاقية.

*لننظر في سلسة إنتاج الفكر والبحث العلمي (سلسلة الإنتاج والتوريد والتوزيع..)، مثلا صندوق دعم البحث العلمي أو أي هيئة مماثلة، وفي أي بلد أو جامعة، يمولون بحثا ما، ويشترط النشر العلمي، والباحث يعد مقالا أو أكثر ويرسلها لمجلة علمية محكمة (يشترط في مجلات مصنفة في قواعد بيانات محددة "سكوبس" أو معهد المعلومات العلمية).*

قاعدة البيانات الشهيرة، المشهورة سكوبس، والتعبير في الأصل إغريقي ثم يوناني فإنجليزي، تعني في جذرها الاستشراف، أو النظر الفوقي، ومن هنا جاء اسم جبل المشارف في القدس (ماونتين سكوبس)، وهو الجبل الذي أسست عليه الجامعة العبرية، وافتتحت في الأول من أبريل/نيسان 1925، بمبادرة من أينشتاين ووايزمان وآخرين، وبتخطيط يعود للقرن الـ19.

*وقبل الإرسال هناك عملية إعداد المقال للنشر وهذا يتطلب التحرير والترجمة والتدقيق (دور النشر تقدم هذه الخدمة باعتبارها خدمة مدفوعة ومكلفة)، ثم إذا كان المقال سعيد الحظ يرسل للتحكيم، وبعد التحكيم تعديلات، وغيرها، وهذه مكلفة أيضا.*

وإذا قُبل المقال للنشر، توجد رسوم للنشر، لا مشكلة. وبعد النشر، ربما يعطي المؤلف نسخة أو يتاح له الوصول إليها. ولكن على المكتبات الجامعية والباحثين والمهتمين شراء المقال إذا رغبوا في ذلك، فهو قد أصبح ملكية للناشر، وليس للباحث، أي أنك كباحث أو كمؤسسة ممولة للأبحاث، تقوم بشراء إنتاجك العلمي من الناشر، وهو الإنتاج المكلف ماديا ومعنويا ويكلف وقتا.. وغيرها، والأكاديميون في ضنك وضغط من مؤسساتهم التعليمية التي وقعت في فخ أوهام العالمية، بما لا يحتمل ومما أدى بهم إلى سلوك سبل ملتوية للنشر، نشير إليها لاحقا بمشيئة الله تعالى.

*هل يوجد استغلال أكبر من هذا الاستغلال؟ لذلك لا عجب أن يكون شعار "إلسفير"، شخص يقطف ثمار شجرة، وهم يدّعون أن هذا هو رمز للعلاقة بين الباحث والناشر. ولكن الحقيقة هي استغلال ثمار عمل الآخرين والمتاجرة بها. ولا غرابة في ذلك فإن دور النشر وكبرى الشركات تعمل على الاستحواذ على أي منافس وخاصة أولئك الذين يمكن أن يعارضوا رأسماليتهم المتوحشة!*
1
وقد اشتهرت إلسفير بتقييد تدفق المعلومات العلمية بحيث يمكنها بيع الأوراق البحثية مقابل ما يصل إلى 50 دولارا لكل منها، مما يولد هوامش ربح تبلغ 36%، ويحقق للشركة مليارات الدولارات من الإيرادات سنويا.

حاربت الشركة التشريعات المصممة لإتاحة النشر العلمي والبحث للعموم، وعرضت على العلماء أموالا لتقديم مراجعات إيجابية لصالحها، ورفعت دعوى قضائية ضد المكتبات لمشاركتها أكثر من اللازم، كما أنها عارضت أن يضع العلماء منشوراتهم على مواقع خاصة بهم أو بجامعاتهم.

*ففي عام 2013 ، استحوذت إلسفير على شركة "ميندلي"، وهي شركة بريطانية، تصنع برامج لإدارة الأوراق البحثية ومشاركتها، وقد تأسست في أواخر عام 2008، من قِبل 3 من العلماء البارعين في مجال التكنولوجيا، وأصبحت ميندلي نوعا من أيقونة العلماء المتمردين لإنتاج المعرفة ونشرها، ولكن كانت إلسفير لها بالمرصاد، حيث أغلقت فضاء للمشاركة المفتوحة وضمت هذه الشركة إلى منظومتها، بل يشير "دوبس" في دراسته سنة 2013، إلى عملية الاستحواذ بما معناه أن شركة إلسفير "التهمت"، شركة ميندلي، ويشير إلى أن العديد من مستخدمي ميندلي شعروا كما لو أن "إمبراطورية المجرة احتوت تحالف المتمردين" (ضدها)، وهو نص مقتبس من حرب النجوم إشارة إلى أن الخطب جسيم!*

*وقد كسبت إلسفير من عملية الاستحواذ هذه على غنيمتين: الحصول على بيانات مستخدمي ميندلي، والأهم كما يُذكر هو تدمير أيقونة العلم المفتوح التي تهدد نموذج أعمالها." ولمزيد من التحكم أيضا يشير أبي زادة، في مقاله في مجلة الغارديان 2024، إلى أن دور النشر الكبرى عملت على الاستحواذ على المجلات رفيعة المستوى التي تصدرها الجامعات، مما أحكم حلقة الاستغلال بمنظومة رأسمالية لا مثيل لها.*

يتبع....

#مؤشرات_للبيع
#كيف_وقعت_الجامعات_في_فخ_المجلات_العلمية؟

#حمود_سالم_العليمات


*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
1
#غزة_تموت_جوعاً
731 يوم
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*غزة والعالم ..هل تغيرت ألمانيا بعد عامين من الإبادة؟*

ناصر جبارة
الجزء الثاني والأخير
*تاريخ النشر 7 / 10 /2025م*

*لماذا الآن؟*

*هذا "التغير الطفيف" في موقف حكومة ميرتس يطرح سؤالا عن الأسباب في هذا الوقت بالذات. هاونشتاين يتوقع أن ذلك يأتي بسبب تغيير "الرياح اتجاهها في الاتحاد الأوروبي وفي العالم" ولكن أيضا بسبب "الضغوطات" التي يمارسها الرأي العام الألماني على الحكومة لأن نتائج استطلاعات الرأي واضحة وتظهر أن أكثر من 80 بالمئة من المواطنين يستنكرون ما يحدث في غزة ويطالبون بوقف الحرب الأمر الذي تراه الحكومة الألمانية ولا تستطيع تجاهله.*

علاوة على ذلك -يضيف- "هناك الجانب القانوني وأقصد هنا الشكوى القضائية المرفوعة منذ مارس 2024 ضد ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، واستمرار إسرائيل في ارتكاب الجرائم في قطاع غزة يزيد موقف ألمانيا صعوبة (...) هذا كله إضافة لمجموعة من الشكاوى المرفوعة ضد الحكومة أمام المحاكم الألمانية".

*ووفق هاونشتاين فإن الجهات التي رفعت الشكوى تحاول الوصول إلى المحكمة الدستورية العليا، وإذا وصلت هذه القضايا بالفعل إلى هذا المستوى فإن المسألة ستدخل بالنسبة للحكومة الألمانية إلى "مرحلة الجد".*

*هل تغير الإعلام؟*

بعد أيام من إعلان المستشار الألماني الوقف الجزئي لتصدير السلاح لإسرائيل، تولد انطباع لدى المراقبين بأن الإعلام الألماني المؤثر بدأ يتحرر لدرجة أن المجلة المحسوبة على اليسار الليبرالي دير شبيغل عنونت مقالا لأحد أبرز صحافييها وهو ماتيو فون رور بـ"حرب تجويع بمساعدة ألمانية".

*فابيان غولدمان لا يعتبر ظهور بعض المقالات التي تنصف الفلسطينيين دليلا على تغيير الإعلام الألماني لهجته حيال حرب الإبادة في غزة ويقول "ظهور مقالات جيدة بين الحين والآخر في مجلة دير شبيغل أو في موقع القناة التلفزيونية الأولى "ARD" (تاغِسشاو) لا يعني أبدا أن المجلة أو القناة غيرت نهجها في نقل أخبار غزة أو عالجت فشلها. فالفضل في ذلك يعود لجهود فردية من بعض الصحفيين المهنيين الذين تمكنوا رغم الضغوطات الهائلة من تمرير مثل هذه المقالات".*

ويضيف أنه لا يلاحظ تغيرا جوهريا في نقل أخبار الحرب علما بأن الصحفيين في ألمانيا بشكل عام يتمنون ذلك وينتظرونه ويناقشون ما إذا كانت "الرياح قد غيرت مجراها" أو "بدأت مرحلة جديدة" بعد الوقف الجزئي لتصدير السلاح لإسرائيل و"لكنني أسمع ذلك منذ بدء الحرب. بعد أسبوع من السابع من أكتوبر كان البعض يتوقع حدوث تغيير ولكنه لم يحدث وكذلك بعد قرار محكمة الجنايات الدولية أو تقرير الإبادة لمنظمة العفو الدولية والآن قرار الحكومة الألمانية بوقف جزئي لصادرات السلاح إلى إسرائيل. دائما كنا نعتقد أن ذلك سيكون سببا في وصول الإعلام الألماني إلى نقطة تحول، ولكن دائما كانت المياه بعد أسابيع قليلة تعود إلى مجاريها، الأمر الذي يدفعني إلى القول إن بعض التغييرات تحدث ولكن نحو الأسوأ".

*وجزم غولدمان بأن الإعلام الألماني لم يكتف بخيانة معاييره وتقديم صحافة سيئة للجمهور وعدم القيام بواجبه المتمثل في إطلاع الرأي العام على حقيقة ما يحدث ومراقبة السلطة، بل تخطى ذلك وشارك في تحمل جزء من المسؤولية وذلك من خلال تبني البروباغندا الإسرائيلية التي تعتبر جزءا من الحرب لأن تدمير القطاع الصحي في غزة على سبيل المثال لم يبدأ بعملية التدمير في حد ذاتها، بل ببيانات الجيش الإسرائيلي التي كانت تتهم حركة حماس بتحويل المستشفيات في القطاع إلى مقرات لها ومن خلال تبني الإعلام الألماني رواية الجيش الإسرائيلي، تتحول المستشفيات إلى هدف مشروع ولهذا يمكن تحميل الإعلام الألماني أيضا جزءا من مسؤولية الجرائم في غزة.*

•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

المجمل، تشمل انتقادات غولدمان للإعلام الألماني جميع الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية المؤثرة (Mainstream) ولكنه يخص صحافة الناشر أكسل شبرينغر وتحديدا الصحيفة الصفراء بيلد التي تعد أكبر صحيفة يومية في ألمانيا على الإطلاق.

*وتختص الصحيفة منذ بدء العدوان في تسويق رؤية وبيانات الجيش الإسرائيلي ولكنها وصلت إلى الذروة بعد اغتيال صحفيي الجزيرة في العاشر من أغسطس/آب أنس الشريف وزملائه ومحمد قريقع وإبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة ومحمد نوفل.*

وفور اتهام الجيش الإسرائيلي الصحفي بأنه "إرهابي تنكر في زي صحفي" تبنت هذه الصحيفة رواية جيش الاحتلال وعنونت "قتل صحفي في غزة متنكر في زي صحفي" و"إسرائيل تقتل صحفيا في غزة.. صحفي أم إرهابي؟".

تغطية أخبار غزة
*ولعل أوفى الدراسات التي أجابت عن سؤال حول ثقة الرأي العام الألماني في الإعلام عندما يتعلق الموضوع بنقل أخبار الحرب على غزة كانت دراسة لبرنامج "ZAPP" للقناة التلفزيونية الأولى (ARD).*

ووفق نتائج هذه الدراسة، فإن 48 بالمئة من المواطنين في ألمانيا لا يثقون بتاتا أو لا يثقون إلا قليلا في تغطية الإعلام الألماني أخبار غزة، الأمر الذي علق عليه رئيس التحرير في القناة أوليفر كور بالقول إن هذه النتائج "مرعبة".

*وتقول الدراسة إن 5 بالمئة فقط يعتبرون التغطية متحيزة للفلسطينيين في حين يقول 31 بالمئة إنها متحيزة لإسرائيل و38 بالمئة يعتبرون التغطية متوازنة*.

ورغم "رعب" هذه الأرقام يعثر المراقب في بعض الأحيان على مقالات لصحافيين "مهنيين" على رأي المختص في نقد الإعلام فابيان غولدمان ينصفون الضحايا في الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين ويقرون بتأخر الحكومة الألمانية في اتخاذ حظر تصدير السلاح إلى إسرائيل مثل مقال الرأي الذي نشرته مجلة دير شبيغل مؤخرا للكاتبة دنيا رمضان بعنون "أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي قط".

المصدر: الجزيرة

#غزة_والعالم_هل_تغيرت_ألمانيا_بعد_عامين_من_الإبادة؟
#ناصر_جبارة

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
2
2025/10/23 13:50:45
Back to Top
HTML Embed Code: