Telegram Web Link
كأنّي أدورُ على غيرِ مقصدٍ
وكلُّ الجهاتِ توجّهتْ دونَ منّي

رأيتُ الليالي، لم تكن غيرَ سَهوَةٍ
تُراوغُ عمري بينَ شكٍ ويقـيـنِ

سئمتُ اتّساقَ الحلمِ... حتى تمنّتْ
خطايَ الضياعَ على دروبِ التمنّي

فما عاد في القلبِ اشتعالٌ لمعنى
ولا في يدِ الصبحِ اتّساعٌ لفنّـي

وإن ساءَ حظّي، فالحياةُ بكاملٍ
مُراوغةٌ... تَهوى الخديعةَ والـمَـنّ
ركبتُ الليالي على ضوءِ وهمٍ شقيٍّ
فما استوثقَ الدربُ، لا ظلٌ ولا حبَلا

أمدُّ يدي نحوَ فجرِ التمنّي، فتأبى
وتبصقُ في كفّـيَ الأيامُ مُشتَعِلا

إذا ضحكتْ لي الليالي، فذاكَ مكرٌ
يُلبّسُ وجهَ السرابِ ارتواءً خَـلا

تغنّيكَ يومًا، وتَبكيكَ دهرًا
كأنَّ المُنى فخٌّ... وكَونُ الهَوى حِيَلا
مَاذَا عَلَى الأَيَّامِ لَو سَمَحَت لَنَا
بِثِوَاءِ أَيَّامٍ لَدَيكِ قَلَائِلِ؟

فَأَوَيْتِ لِلقَلبِ المُعَنَّى المُبتَلَى
بِهَوَاكِ وَالبَدَنِ الضَئِيلِ النَّاحِلِ
تَمضي اللَيالي وَالشُهورُ وَحُبُّنا
باقٍ عَلى قِدَمِ الزَمانِ الفاني

قَمَرٌ مِنَ الأَقمارِ وَسطَ دُجُنَّةٍ
يَمشي بِهِ غُصنٌ مِنَ الأَغصانِ

رُمتُ التَسَلّي عَن هَواهُ فَلَم يَكُن
لِيَ بِالتَسَلّي عَن هَواهُ يَدانِ

وَأَرَدتُ هِجرانَ الحَبيبِ فَلَم أَجِد
كَبِداً تُشَيِّعُني عَلى الهِجرانِ

- البحتري
أَتُراهُ يَظُنُّني أَو يَراني
ناسِياً عَهدَهُ الَّذي إِستَرعاني

لا وَمَن مَدَّ غايَتي في هَواهُ
وَبلاني مِنهُ بِما قَد بَلاني

سَكَنٌ يَسكُنُ الفُؤادَ عَلى ما
فيهِ مِن طاعَةٍ وَمِن عِصيانِ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏بَليَتْ عِظامُكَ والأَسَى يَتَجَدَّدُ
‏والصَّبرُ يَنْفَدُ والبُكا لا يَنْفَدُ

‏يا غَائِبًا لا يُرْتَجَى لإِيابِهِ
‏وَلِقَائِهِ حَتَّى القِيَامَةِ مَوْعِدُ

‏بِاليَأسِ أَسْلو عَنْكَ لا بِتَجلُّدِي
‏هَيْهاتَ أَيْنَ مِنَ الحَزين تَجَلُّدُ
سَتَبقى لَها في مُضمَر القَلبِ والحَشا
سَريرَةُ ودٍّ يَومَ تُبلى السَرائِرُ

وَكُلُّ خَليطٍ لا مَحالَةَ أنَّهُ
إِلى فُرقَةٍ يَوماً مِنَ الدَهرِ صائِرُ

وَمَن يَحذَرِ الأَمرَ الَّذي هوَ واقِعٌ
يُصِبهُ وَإِن لَم يَهوَهُ ما يُحاذِرُ
و ما الـهَمُّ إلا فِـكْرَةٌ إنْ عَـقَلْتَهـا
جَعلتَ هُمُومَ النَّفسِ بِالعَقلِ مَكْسَبا

و ذُو العقلِ يَسمُوْ بِالشَّقاءِ و رُبَّما
يَـصيـرُ لَهُ فَرطُ الشَّـقاءِ مُـحَـبَّـبـا

و ذُو الجَهلِ يَهوي بالشَّقاءِ و يَبتغي
لَهُ إنْ عَرَتْـهُ نَـفحَـةٌ مِنهُ مَـهْرَبــا

لَـحـى اللهُ أصحـابَ الجَهـالةِ إنَّهُمْ
يَـلُومُـونَ كَـهلاً فَـيلَسُـوفـاً مُـجَرِّبـا
اكو طرگاعتين بهاي الدنيا

الاولى جابر الكاظمي وباسم الكربلائي
والثانية حافظ الشيرازي ومحمد رضا
2025/10/15 20:16:12
Back to Top
HTML Embed Code: