غزة صمود شعبي ومقاومة تكسر إرادة الاحتلال.
2025/1/20
محمد صالح حاتم
تظل غزة رمزا عالميا للصمود والكرامة، تلك الأرض الصغيرة التي استطاعت بصمودها وإرادتها أن تكتب فصولًا جديدة في تاريخ المقاومة والنضال، يأتي إعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مقروناً بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ليضيف إنجازاً آخر إلى سجل النضال الفلسطيني.
إعلان الاحتلال الإسرائيلي وقف إطلاق النار لم يكن مجرد استجابة لضغوط دولية أو خطوة تكتيكية، بل كان اعترافًا غير مباشر بعجزه أمام صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة، لقد أثبتت غزة أن القوة ليست في الترسانة العسكرية وحدها، بل في الإرادة الصلبة، والإيمان بالحق، والتمسك بالقضية العادلة، مهما كانت التضحيات.
بعد أكثر من 15 شهرًا من العدوان والحصار الإسرائيلي، تقف غزة اليوم شامخة رغم الدمار والدماء، لقد قدمت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح كانوا نجومًا لهذا اليوم التاريخي الذي شهد رضوخ الاحتلال لشروط المقاومة الفلسطينية.
هذا الانتصار يحمل رسائل عميقة متعددة الأطراف، يثبت للمجتمع الدولي أن المقاومة ليست إرهابًا كما يحاول الاحتلال تصويرها، بل هي حق مشروع لشعب يطالب بحريته وكرامته،و يوجه رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي بأن سياسة العدوان والحصار لن تكسر إرادة الفلسطينيين، بل ستزيدهم قوة وتماسكًا.
غزة اليوم لم تعد مجرد مدينة صغيرة، بل أصبحت أيقونة للنضال العالمي، تذكّر الشعوب المستضعفة بأن الحقوق تنتزع ولا تُمنح، وأن المقاومة، مهما بلغت الصعوبات، قادرة على تحقيق الإنجازات العظيمة.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: من الذي انتصر في هذه المعركة العسكرية، إسرائيل أم المقاومة الفلسطينية؟
المنطق يؤكد أن معايير النصر لا تقاس بعدد القتلى والجرحى أو حجم الدمار الذي تخلفه الحرب، بل بتحقيق الأهداف المعلنة. لقد أعلنت إسرائيل أن أهدافها من الحرب على غزة تشمل: القضاء على حماس، تدمير الأنفاق، تحرير الأسرى، وتهجير الفلسطينيين.
اليوم، وبعد كل هذا العدوان، لم يتحقق شيء من هذه الأهداف.
رغم اغتيال قادة بارزين مثل الشهيد إسماعيل هنية ويحيى السنوار، بقيت حماس صامدة، واستمرت في القتال بمرونة وتخطيط استراتيجي.
كما عجزت إسرائيل عن تدمير شبكة الأنفاق بالكامل، وظلت هذه الأنفاق جزءًا من القوة الدفاعية للمقاومة، لم تحرر إسرائيل أسرى جنودها، بل رضخت للتفاوض وفق شروط المقاومة، فشلت إسرائيل في تحقيق هدفها بتهجير السكان، واستمر الفلسطينيون في التشبث بأرضهم.
المقاومة الفلسطينية حققت انتصارًا نفسيًا وسياسيًا،وعسكريا حيث استطاعت إرباك الاحتلال، وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي. كما حصلت على تضامن عالمي متزايد مع الفلسطينيين واعترافات دولية جديدة بحقوقهم.، وكبدت العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في الارواح والعتاد.
في المقابل، أظهرت الحرب هشاشة الجيش الإسرائيلي وضعف قدراته الدفاعية، خاصة في التصدي للصواريخ والمسيرات اليمنية، كما تكبد الاحتلال خسائر مادية وبشرية كبيرة أثرت في موقفه الداخلي والدولي
هذا الانتصار محطة هامة، لكنه ليس النهاية. المعركة مع الاحتلال طويلة، والهدف الأسمى يبقى تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، يبقى الأمل معقودا على وحدة الصف الفلسطيني وتعزيز التضامن العربي لدعم القضية الفلسطينية حتى تحقيق هذا الهدف.
غزة اليوم تعلم العالم درسا خالدا في الكرامة والصمود، وتؤكد أن الشعوب التي ترفض الانكسار قادرة على صنع الانتصارات، مهما كانت الظروف.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
2025/1/20
محمد صالح حاتم
تظل غزة رمزا عالميا للصمود والكرامة، تلك الأرض الصغيرة التي استطاعت بصمودها وإرادتها أن تكتب فصولًا جديدة في تاريخ المقاومة والنضال، يأتي إعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، مقروناً بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ليضيف إنجازاً آخر إلى سجل النضال الفلسطيني.
إعلان الاحتلال الإسرائيلي وقف إطلاق النار لم يكن مجرد استجابة لضغوط دولية أو خطوة تكتيكية، بل كان اعترافًا غير مباشر بعجزه أمام صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة، لقد أثبتت غزة أن القوة ليست في الترسانة العسكرية وحدها، بل في الإرادة الصلبة، والإيمان بالحق، والتمسك بالقضية العادلة، مهما كانت التضحيات.
بعد أكثر من 15 شهرًا من العدوان والحصار الإسرائيلي، تقف غزة اليوم شامخة رغم الدمار والدماء، لقد قدمت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح كانوا نجومًا لهذا اليوم التاريخي الذي شهد رضوخ الاحتلال لشروط المقاومة الفلسطينية.
هذا الانتصار يحمل رسائل عميقة متعددة الأطراف، يثبت للمجتمع الدولي أن المقاومة ليست إرهابًا كما يحاول الاحتلال تصويرها، بل هي حق مشروع لشعب يطالب بحريته وكرامته،و يوجه رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي بأن سياسة العدوان والحصار لن تكسر إرادة الفلسطينيين، بل ستزيدهم قوة وتماسكًا.
غزة اليوم لم تعد مجرد مدينة صغيرة، بل أصبحت أيقونة للنضال العالمي، تذكّر الشعوب المستضعفة بأن الحقوق تنتزع ولا تُمنح، وأن المقاومة، مهما بلغت الصعوبات، قادرة على تحقيق الإنجازات العظيمة.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: من الذي انتصر في هذه المعركة العسكرية، إسرائيل أم المقاومة الفلسطينية؟
المنطق يؤكد أن معايير النصر لا تقاس بعدد القتلى والجرحى أو حجم الدمار الذي تخلفه الحرب، بل بتحقيق الأهداف المعلنة. لقد أعلنت إسرائيل أن أهدافها من الحرب على غزة تشمل: القضاء على حماس، تدمير الأنفاق، تحرير الأسرى، وتهجير الفلسطينيين.
اليوم، وبعد كل هذا العدوان، لم يتحقق شيء من هذه الأهداف.
رغم اغتيال قادة بارزين مثل الشهيد إسماعيل هنية ويحيى السنوار، بقيت حماس صامدة، واستمرت في القتال بمرونة وتخطيط استراتيجي.
كما عجزت إسرائيل عن تدمير شبكة الأنفاق بالكامل، وظلت هذه الأنفاق جزءًا من القوة الدفاعية للمقاومة، لم تحرر إسرائيل أسرى جنودها، بل رضخت للتفاوض وفق شروط المقاومة، فشلت إسرائيل في تحقيق هدفها بتهجير السكان، واستمر الفلسطينيون في التشبث بأرضهم.
المقاومة الفلسطينية حققت انتصارًا نفسيًا وسياسيًا،وعسكريا حيث استطاعت إرباك الاحتلال، وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي. كما حصلت على تضامن عالمي متزايد مع الفلسطينيين واعترافات دولية جديدة بحقوقهم.، وكبدت العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في الارواح والعتاد.
في المقابل، أظهرت الحرب هشاشة الجيش الإسرائيلي وضعف قدراته الدفاعية، خاصة في التصدي للصواريخ والمسيرات اليمنية، كما تكبد الاحتلال خسائر مادية وبشرية كبيرة أثرت في موقفه الداخلي والدولي
هذا الانتصار محطة هامة، لكنه ليس النهاية. المعركة مع الاحتلال طويلة، والهدف الأسمى يبقى تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، يبقى الأمل معقودا على وحدة الصف الفلسطيني وتعزيز التضامن العربي لدعم القضية الفلسطينية حتى تحقيق هذا الهدف.
غزة اليوم تعلم العالم درسا خالدا في الكرامة والصمود، وتؤكد أن الشعوب التي ترفض الانكسار قادرة على صنع الانتصارات، مهما كانت الظروف.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
الاقتصاد الأخضر.. الطريق نحو الاكتفاء الذاتي2025/1/27
محمد صالح حاتم
اليمن بلد يتمتع بتنوع بيئي فريد ومقومات طبيعية هائلة، تمتد الأراضي الزراعية الخصبة عبر الأودية والسهول، وتتميز اليمن بتنوع محاصيلها الزراعية على مدار العام، حيث تنتج أجود أنواع الحبوب، والفواكه، والخضروات. كما تمتلك موارد مائية من الأمطار الموسمية، إضافة إلى موقع استراتيجي يتيح استغلال الطاقة الشمسية والرياح.
ولكن على الرغم من هذه الإمكانات، لا يزال اليمن يعاني من تدهور القطاع الزراعي نتيجة السياسات السابقة، وقلةالاستثمارات، وسوء إدارة الموارد، إضافة إلى الاعتماد المتزايد على استيراد الغذاء. هذه التحديات تشكل دعوة ملحة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر كبديل مستدام يعيد بناء القطاع الزراعي ويحمي البيئة.
الاقتصاد الأخضر هو نموذج تنموي يعتمد على الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وتقليل الأضرار البيئية، مع تحقيق النمو الاقتصادي. بالنسبة لليمن، يمكن أن يكون هذا النموذج حلاً عملياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وحماية البيئة، واستغلال الموارد الطبيعية على نحو أمثل.
إن العودة إلى الزراعة والاهتمام بها يمثلان جزءاً من هذا النموذج، حيث يمكن تشجيع المزارعين على استخدام تقنيات صديقة للبيئة مثل الزراعة العضوية والري بالتنقيط، مما يساهم في تقليل استنزاف التربة والمياه. كما يمكن استخدام الطاقة الشمسية والرياح لتشغيل أنظمة الري والحد من الاستنزاف الجائر للمياه، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويخفض تكاليف الإنتاج.
علاوة على ذلك، يجب تعزيز الزراعة المنزلية، حيث يمكن للأسر زراعة محاصيلها الغذائية في المساحات الصغيرة، سواء في أسطح المنازل أو الشرفات أو الحدائق المنزلية، مما يسهم في تحقيق اكتفاء ذاتي للأسرة، خصوصاً في المناطق الحضرية
العالم اليوم يواجه تحديات مناخية خطيرة نتيجة الانبعاثات الغازية، ما تسبب في كوارث بيئية مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة والحرائق. استجابة لهذه التحديات، يسعى العالم للتوسع في الغطاء النباتي من خلال زراعة مليارات الأشجار في الصحاري والجبال.
ومع ذلك، فإن اليمن للأسف يسير في الاتجاه المعاكس، حيث تعاني البلاد من ظاهرة الاحتطاب الجائر للأشجار، التي تحدث على مرأى الجميع دون إجراءات جادة للحد منها. لذلك، يعد إحياء الغطاء النباتي وزراعة الأشجار والمحاصيل المتنوعة جزءاً أساسياً من الاقتصاد الأخضر، كما أن ذلك يسهم في استعادة التوازن البيئي.
الاقتصاد الأخضر يمثل فرصة كبيرة لليمن لتوفير آلاف الوظائف في مجالات الزراعة المستدامة، والطاقة المتجددة، وإدارة الموارد البيئية. كما يمكنه تحسين معيشة المواطنين وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
لذلك، يجب نشر الوعي حول أهمية الاقتصاد الأخضر ودوره في تحقيق التنمية المستدامة، مع التوسع في استخدام الطاقة الشمسية والرياح، ودعم الدراسات والأبحاث التي تركز على تحسين الإنتاج الزراعي. إضافة إلى ذلك، يجب وضع سياسات وقوانين تحمي الموارد الطبيعية وتقلل من الممارسات الضارة.
اليمن السعيد: العودة إلى إرث حضاري مستدام
لطالما كانت اليمن تُعرف بـاليمن السعيد و التي اشتهرت بالزراعة والبيئة الخضراء. وقد اعتمدت الحضارات اليمنية القديمة على الزراعة كأساس لازدهارها.
اليوم، يجب أن نستعيد هذا الإرث الحضاري والاقتصادي من خلال تبني نموذج الاقتصاد الأخضر وجعله محوراً رئيسياً للتنمية في اليمن. كما أن قيادتنا الثورية التي تولي الزراعة اهتماماً بالغاً تُعد نعمة يجب استثمارها في تحقيق هذه الرؤية.
الاقتصاد الأخضر هو البداية الحقيقية لمرحلة جديدة تقوم على الزراعة المستدامة، وحماية البيئة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي. بالعمل الجاد والتخطيط السليم، يمكن لليمن أن تستعيد مكانتها كواحة خضراء، وتصبح نموذجاً يحتذى به في التنمية المستدامة.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم
اليمن بلد يتمتع بتنوع بيئي فريد ومقومات طبيعية هائلة، تمتد الأراضي الزراعية الخصبة عبر الأودية والسهول، وتتميز اليمن بتنوع محاصيلها الزراعية على مدار العام، حيث تنتج أجود أنواع الحبوب، والفواكه، والخضروات. كما تمتلك موارد مائية من الأمطار الموسمية، إضافة إلى موقع استراتيجي يتيح استغلال الطاقة الشمسية والرياح.
ولكن على الرغم من هذه الإمكانات، لا يزال اليمن يعاني من تدهور القطاع الزراعي نتيجة السياسات السابقة، وقلةالاستثمارات، وسوء إدارة الموارد، إضافة إلى الاعتماد المتزايد على استيراد الغذاء. هذه التحديات تشكل دعوة ملحة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر كبديل مستدام يعيد بناء القطاع الزراعي ويحمي البيئة.
الاقتصاد الأخضر هو نموذج تنموي يعتمد على الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وتقليل الأضرار البيئية، مع تحقيق النمو الاقتصادي. بالنسبة لليمن، يمكن أن يكون هذا النموذج حلاً عملياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وحماية البيئة، واستغلال الموارد الطبيعية على نحو أمثل.
إن العودة إلى الزراعة والاهتمام بها يمثلان جزءاً من هذا النموذج، حيث يمكن تشجيع المزارعين على استخدام تقنيات صديقة للبيئة مثل الزراعة العضوية والري بالتنقيط، مما يساهم في تقليل استنزاف التربة والمياه. كما يمكن استخدام الطاقة الشمسية والرياح لتشغيل أنظمة الري والحد من الاستنزاف الجائر للمياه، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويخفض تكاليف الإنتاج.
علاوة على ذلك، يجب تعزيز الزراعة المنزلية، حيث يمكن للأسر زراعة محاصيلها الغذائية في المساحات الصغيرة، سواء في أسطح المنازل أو الشرفات أو الحدائق المنزلية، مما يسهم في تحقيق اكتفاء ذاتي للأسرة، خصوصاً في المناطق الحضرية
العالم اليوم يواجه تحديات مناخية خطيرة نتيجة الانبعاثات الغازية، ما تسبب في كوارث بيئية مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة والحرائق. استجابة لهذه التحديات، يسعى العالم للتوسع في الغطاء النباتي من خلال زراعة مليارات الأشجار في الصحاري والجبال.
ومع ذلك، فإن اليمن للأسف يسير في الاتجاه المعاكس، حيث تعاني البلاد من ظاهرة الاحتطاب الجائر للأشجار، التي تحدث على مرأى الجميع دون إجراءات جادة للحد منها. لذلك، يعد إحياء الغطاء النباتي وزراعة الأشجار والمحاصيل المتنوعة جزءاً أساسياً من الاقتصاد الأخضر، كما أن ذلك يسهم في استعادة التوازن البيئي.
الاقتصاد الأخضر يمثل فرصة كبيرة لليمن لتوفير آلاف الوظائف في مجالات الزراعة المستدامة، والطاقة المتجددة، وإدارة الموارد البيئية. كما يمكنه تحسين معيشة المواطنين وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
لذلك، يجب نشر الوعي حول أهمية الاقتصاد الأخضر ودوره في تحقيق التنمية المستدامة، مع التوسع في استخدام الطاقة الشمسية والرياح، ودعم الدراسات والأبحاث التي تركز على تحسين الإنتاج الزراعي. إضافة إلى ذلك، يجب وضع سياسات وقوانين تحمي الموارد الطبيعية وتقلل من الممارسات الضارة.
اليمن السعيد: العودة إلى إرث حضاري مستدام
لطالما كانت اليمن تُعرف بـاليمن السعيد و التي اشتهرت بالزراعة والبيئة الخضراء. وقد اعتمدت الحضارات اليمنية القديمة على الزراعة كأساس لازدهارها.
اليوم، يجب أن نستعيد هذا الإرث الحضاري والاقتصادي من خلال تبني نموذج الاقتصاد الأخضر وجعله محوراً رئيسياً للتنمية في اليمن. كما أن قيادتنا الثورية التي تولي الزراعة اهتماماً بالغاً تُعد نعمة يجب استثمارها في تحقيق هذه الرؤية.
الاقتصاد الأخضر هو البداية الحقيقية لمرحلة جديدة تقوم على الزراعة المستدامة، وحماية البيئة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي. بالعمل الجاد والتخطيط السليم، يمكن لليمن أن تستعيد مكانتها كواحة خضراء، وتصبح نموذجاً يحتذى به في التنمية المستدامة.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
التنمية في مشروع الشهيد الصماد
محمد صالح حاتم2025/2/6
يُعدّ الشهيد صالح الصماد أحد القادة القلائل الذين تركوا بصمة خالدة في مسيرة اليمن الحديث، ليس فقط من خلال دوره السياسي والعسكري والوطني، بل من خلال مشروعه التنموي الطموح الذي تبنّاه تحت شعار: "يدٌ تحمي ويدٌ تبني". لقد كان هذا الشعار أكثر من مجرد كلمات؛ بل رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى بناء دولة يمنية قوية، مستقلة، وقادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي بعيدًا عن الوصاية الخارجية وأشكال الاستعمار الاقتصادي والغذائي.
كان الشهيد صالح الصماد ابن الريف، الذي نشأ في بيئة زراعية ويُدرك أهمية الزراعة ودورها في توفير لقمة العيش والقوت الضروري لحياة الإنسان واستمراره. جاء من عمق الشعب اليمني، ولم يكن نتاجًا لدهاليز السفارات الأجنبية، سواء السعودية أو الأمريكية أو البريطانية، ولم يتلقَّ تعليمه في الجامعات التي تصنع القادة المرتبطين بأجندات خارجية؛ بل تخرّج من مدرسة القرآن الكريم، وكان الإيمان سلاحه، والقرآن دستوره الذي سار على نهجه.
منذ توليه رئاسة المجلس السياسي الأعلى في اليمن، كان الشهيد الصماد يؤمن بأن التنمية الحقيقية هي تلك القائمة على هدى الله، والمستمدة من تعاليم القرآن الكريم، بعيدًا عن نظريات وأبحاث ودراسات المنظمات الدولية التي تخدم مصالح المانحين أكثر مما تخدم الشعوب. لقد أدرك أن التنمية لا تنفصل عن الاستقلال الوطني والسيادة، ولهذا ركّز على مشروع "يدٌ تحمي ويدٌ تبني" كنهج وطني متكامل يجمع بين الدفاع عن الوطن في وجه العدوان، والعمل الدؤوب على بناء مؤسسات الدولة وتعزيز التنمية في مختلف المجالات.
لقد أدرك الصماد أن معركة اليمن ليست فقط عسكرية، بل هي معركة بناء وتغيير وتنمية في المقام الأول. فقد سعى لإحداث نهضة تنموية شاملة تهدف إلى:
تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والكساء،و التحرر من التبعية الاقتصادية والهيمنة الخارجية،و تفعيل مؤسسات الدولة وتعزيز دورها في خدمة المواطن.و إرساء نظام العدل كأساس للتنمية المستدامة.
كان الشهيد الصماد يؤمن بأن الاستقلال السياسي لا يكتمل دون تحقيق الاستقلال الاقتصادي. ولهذا دعا إلى تنمية القطاع الزراعي باعتباره حجر الزاوية لتحقيق الأمن الغذائي، وشجّع على زراعة الأراضي وتطوير الإنتاج الزراعي والحيواني، وتقوية الروابط بين المزارعين والمؤسسات الحكومية، وتفعيل دور الجمعيات التعاونية بهدف تخفيض فاتورة الاستيراد وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية.
لم يكن الشهيد الصماد سياسيا أو قائدا عسكريا فحسب، بل كان رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. سعى إلى بناء دولة قائمة على العدل والمساواة، حيث يكون القانون هو المرجعية العليا. عمل على تفعيل أجهزة الدولة، ومحاربة الفساد، وتعزيز الشفافية في إدارة الشؤون العامة.
لقد آمن الصماد بأن التنمية لا يمكن أن تزدهر في ظل غياب العدالة، ولهذا ركّز على إرساء قواعد الحكم الرشيد وضمان الحقوق. كان يؤمن بأن المواطن هو شريك أساسي في عملية البناء، وليس مجرد متلقٍ للخدمات.
ورغم استشهاده في عام 2018 نتيجة استهدافه من قبل طيران العدوان الأمريكي، ظل مشروع الشهيد الصماد حيّا في قلوب اليمنيين. فقد تحوّل إلى رمز للصمود والتنمية، وأصبحت رؤيته نبراسا يُسترشد به في مختلف المشاريع التنموية.
لقد كان الشهيد الصماد يؤمن بأن "يدًا تحمي" الوطن من العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي، وقد تحقق هذا المشروع بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل القيادة الثورية التي ترجمت هذا الشعار إلى واقع عملي؛ فأصبحت صواريخ اليمن تصل إلى الأراضي العربية المحتلة وتدكّ أوكار العدو الإسرائيلي. أما الشق الثاني من مشروعه، وهو "يدٌ تبني"، فهو الأساس الذي يؤسس لدولة قوية ومستقلة.
وإن علينا جميعا أن نُحوّل هذا الشق الثاني من المشروع إلى حقيقة ملموسة يشعر بها المواطن في حياته اليومية. يتطلب ذلك تعاون الجميع، وجعل توجيهات السيد القائد أساسا وخارطة طريق نسير عليها. وقبل كل شيء، يجب استشعار المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد، واستثمار موارد ومقومات اليمن الزراعية والسمكية والاقتصادية، وإدارتها بحكمة ورُشد حتى يتحقق حلم الصماد في "يدٍ تبني"، ونصل إلى الاكتفاء الذاتي الذي كان يسعى لتحقيقه.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم2025/2/6
يُعدّ الشهيد صالح الصماد أحد القادة القلائل الذين تركوا بصمة خالدة في مسيرة اليمن الحديث، ليس فقط من خلال دوره السياسي والعسكري والوطني، بل من خلال مشروعه التنموي الطموح الذي تبنّاه تحت شعار: "يدٌ تحمي ويدٌ تبني". لقد كان هذا الشعار أكثر من مجرد كلمات؛ بل رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى بناء دولة يمنية قوية، مستقلة، وقادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي بعيدًا عن الوصاية الخارجية وأشكال الاستعمار الاقتصادي والغذائي.
كان الشهيد صالح الصماد ابن الريف، الذي نشأ في بيئة زراعية ويُدرك أهمية الزراعة ودورها في توفير لقمة العيش والقوت الضروري لحياة الإنسان واستمراره. جاء من عمق الشعب اليمني، ولم يكن نتاجًا لدهاليز السفارات الأجنبية، سواء السعودية أو الأمريكية أو البريطانية، ولم يتلقَّ تعليمه في الجامعات التي تصنع القادة المرتبطين بأجندات خارجية؛ بل تخرّج من مدرسة القرآن الكريم، وكان الإيمان سلاحه، والقرآن دستوره الذي سار على نهجه.
منذ توليه رئاسة المجلس السياسي الأعلى في اليمن، كان الشهيد الصماد يؤمن بأن التنمية الحقيقية هي تلك القائمة على هدى الله، والمستمدة من تعاليم القرآن الكريم، بعيدًا عن نظريات وأبحاث ودراسات المنظمات الدولية التي تخدم مصالح المانحين أكثر مما تخدم الشعوب. لقد أدرك أن التنمية لا تنفصل عن الاستقلال الوطني والسيادة، ولهذا ركّز على مشروع "يدٌ تحمي ويدٌ تبني" كنهج وطني متكامل يجمع بين الدفاع عن الوطن في وجه العدوان، والعمل الدؤوب على بناء مؤسسات الدولة وتعزيز التنمية في مختلف المجالات.
لقد أدرك الصماد أن معركة اليمن ليست فقط عسكرية، بل هي معركة بناء وتغيير وتنمية في المقام الأول. فقد سعى لإحداث نهضة تنموية شاملة تهدف إلى:
تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء والكساء،و التحرر من التبعية الاقتصادية والهيمنة الخارجية،و تفعيل مؤسسات الدولة وتعزيز دورها في خدمة المواطن.و إرساء نظام العدل كأساس للتنمية المستدامة.
كان الشهيد الصماد يؤمن بأن الاستقلال السياسي لا يكتمل دون تحقيق الاستقلال الاقتصادي. ولهذا دعا إلى تنمية القطاع الزراعي باعتباره حجر الزاوية لتحقيق الأمن الغذائي، وشجّع على زراعة الأراضي وتطوير الإنتاج الزراعي والحيواني، وتقوية الروابط بين المزارعين والمؤسسات الحكومية، وتفعيل دور الجمعيات التعاونية بهدف تخفيض فاتورة الاستيراد وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية.
لم يكن الشهيد الصماد سياسيا أو قائدا عسكريا فحسب، بل كان رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. سعى إلى بناء دولة قائمة على العدل والمساواة، حيث يكون القانون هو المرجعية العليا. عمل على تفعيل أجهزة الدولة، ومحاربة الفساد، وتعزيز الشفافية في إدارة الشؤون العامة.
لقد آمن الصماد بأن التنمية لا يمكن أن تزدهر في ظل غياب العدالة، ولهذا ركّز على إرساء قواعد الحكم الرشيد وضمان الحقوق. كان يؤمن بأن المواطن هو شريك أساسي في عملية البناء، وليس مجرد متلقٍ للخدمات.
ورغم استشهاده في عام 2018 نتيجة استهدافه من قبل طيران العدوان الأمريكي، ظل مشروع الشهيد الصماد حيّا في قلوب اليمنيين. فقد تحوّل إلى رمز للصمود والتنمية، وأصبحت رؤيته نبراسا يُسترشد به في مختلف المشاريع التنموية.
لقد كان الشهيد الصماد يؤمن بأن "يدًا تحمي" الوطن من العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي، وقد تحقق هذا المشروع بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل القيادة الثورية التي ترجمت هذا الشعار إلى واقع عملي؛ فأصبحت صواريخ اليمن تصل إلى الأراضي العربية المحتلة وتدكّ أوكار العدو الإسرائيلي. أما الشق الثاني من مشروعه، وهو "يدٌ تبني"، فهو الأساس الذي يؤسس لدولة قوية ومستقلة.
وإن علينا جميعا أن نُحوّل هذا الشق الثاني من المشروع إلى حقيقة ملموسة يشعر بها المواطن في حياته اليومية. يتطلب ذلك تعاون الجميع، وجعل توجيهات السيد القائد أساسا وخارطة طريق نسير عليها. وقبل كل شيء، يجب استشعار المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد، واستثمار موارد ومقومات اليمن الزراعية والسمكية والاقتصادية، وإدارتها بحكمة ورُشد حتى يتحقق حلم الصماد في "يدٍ تبني"، ونصل إلى الاكتفاء الذاتي الذي كان يسعى لتحقيقه.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
دموع البن.. حين تكتب الروح قبل القلم
محمد صالح حاتم. 2025/2/19
حين أمسك بقلمي لأكتب عن البن اليمني، أشعر أنني لا أكتب، بل أنزف دماً، لا أسطّر كلمات، بل أبعثر روحي على الورق. كل حرف أخطه ليس مجرد حبر، بل هو نبض يتدفق من قلبي مباشرة، وكأنني أحيي تاريخا لم يمت، وأعيد إلى الحياة مجدا سُلب، وأبكي وطنا اختُصر في شجرة، لكنها ليست شجرة عادية، إنها شجرة البن.. شجرة اليمن.. شجرة الهوية والانتماء.
لقد كتبت كثيرا عن الزراعة، عن القمح الذي يطعم البطون الجائعه، وعن الذرة التي تعطي الحياة، وعن الفواكه والخضروات التي تزين الموائد،وتمدنا بالعناصر الغذائية لكن حين أكتب عن البن، أشعر وكأنني أكتب عن نفسي، عن أجدادي الذين كانوا يقطفون حباته كمن يقطف نجوم السماء،أشعر أنني أسمع صوت المزارعين الذين غرسوا هذه الشجرة منذ مئات السنين،أسمع دعواتهم وهم يسقونها بماء عرقهم،أرى تجاعيد وجوههم وقد حفرها الزمن،لكنها تشع بالرضا وهم يجمعون حبات البن كما يجمعون أكفهم المتعبة ، أكتب عن ذلك الفلاح الذي يحدّق بشجرته وكأنها ابنه الذي ربّاه وسقاه عرقه ودمه.
راودتني هذه المشاعر عندما قررت زيارة وديان البن العديني في محافظة إب، حيث كنت متشوقا لرؤية المروج الخضراء الممتدة، والمدرجات التي طالما سمعت عنها كإحدى أروع بقاع اليمن الزراعية. كانت رحلتي إلى وادي الدور، ووادي عنه، ووادي مناح مليئة بالحماس، وكأنني على موعد مع كنزٍ دفين، كنزٍ من الأشجار الوارفة التي تحمل تاريخ اليمن ورائحته في حباتها. كنت أتخيل عبق أزهار البن، وصوت المزارعين المتفانين في العناية بشجرتهم، لكن لم أكن أعلم أن ما ينتظرني هناك ليس سوى صدمة ووجع.
عندما وصلت، كانت المفاجأة التي لم أكن أتوقعها. لم أجد الحقول المورقة التي حلمت بها، لم أجد مدرجات البن التي كنت أمني النفس برؤيتها في أبهى صورها. بدلاً من ذلك، وقفت أمام أطلال شجرة البن، بقايا حقول تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأراض خالية إلا من بعض الأشجار المتناثرة هنا وهناك. كانت آثار الإهمال والجفاف واضحة، وكأن الزمن قد ألقى بثقله على هذه المزارع، فأحالها إلى ذكريات باهتة لما كانت عليه يوما ما. كانت صدمة موجعة، وكأنني أرى تاريخا يُقتلع أمام عيني، وكأنني أشهد على جريمة صامتة تُرتكب بحق أحد أعظم كنوز اليمن.
في تلك اللحظة، لم تكن الكلمات قادرة على التعبير عن إحساسي، فكانت الدموع هي اللغة الوحيدة التي عبرت عن الخيبة التي شعرت بها. كيف لهذا الإرث الزراعي العظيم أن يندثر بهذه الطريقة؟ كيف تحولت هذه الوديان التي كانت يوما مصدر فخر واعتزاز إلى مساحات خاوية إلا من الحنين؟ كان المشهد مؤلما ، لكنه زادني إصرارا على البحث عن الأسباب وراء هذا التراجع، وعن السبل الممكنة لإعادة الحياة إلى شجرة البن التي لطالما ارتبط اسمها بهذه الأرض الطيبة.
حين أدرك أن هذه الشجرة العظيمة تعرضت للنسيان، وأن أرض البن صارت أرضا لشيء آخر، لشيء لم يكن يوما جزءا من هوية اليمن، أشعر وكأنني أختنق، وكأن البن نفسه يبكي معي. أكتب عنه وأجد دموعي تنهمر غصبا عني، كما لو أن روحي تصرخ من أجل شجرة لم تخذلنا يوما لكننا خذلناها.
أي قلب لا ينكسر وهو يرى شجرة البن تُقتلع ليُزرع مكانها ما لا يشبهها؟ أي ضمير لا يئن حين يرى اليمني الذي علّم العالم كيف يشرب القهوة، يبحث عنها اليوم كالغريب؟
إنني حين أكتب عن البن، لا أكتب ككاتب، بل أبكي كطفل فقد شيئا عزيزا عليه، أبكي كمن يرى وطنه يتلاشى أمامه، ولا يملك إلا الكلمات ليقاوم بها النسيان. وكم أخشى أن يأتي يومٌ أكتب فيه عن البن كذكرى، لا كحقيقة نابضة بالحياة.
أيها البن، يا سليل الأرض، يا هوية اليمن، يا مجدا لا يموت، سامحنا، فإننا لم نكن أوفياء كما كنتَ لنا..http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم. 2025/2/19
حين أمسك بقلمي لأكتب عن البن اليمني، أشعر أنني لا أكتب، بل أنزف دماً، لا أسطّر كلمات، بل أبعثر روحي على الورق. كل حرف أخطه ليس مجرد حبر، بل هو نبض يتدفق من قلبي مباشرة، وكأنني أحيي تاريخا لم يمت، وأعيد إلى الحياة مجدا سُلب، وأبكي وطنا اختُصر في شجرة، لكنها ليست شجرة عادية، إنها شجرة البن.. شجرة اليمن.. شجرة الهوية والانتماء.
لقد كتبت كثيرا عن الزراعة، عن القمح الذي يطعم البطون الجائعه، وعن الذرة التي تعطي الحياة، وعن الفواكه والخضروات التي تزين الموائد،وتمدنا بالعناصر الغذائية لكن حين أكتب عن البن، أشعر وكأنني أكتب عن نفسي، عن أجدادي الذين كانوا يقطفون حباته كمن يقطف نجوم السماء،أشعر أنني أسمع صوت المزارعين الذين غرسوا هذه الشجرة منذ مئات السنين،أسمع دعواتهم وهم يسقونها بماء عرقهم،أرى تجاعيد وجوههم وقد حفرها الزمن،لكنها تشع بالرضا وهم يجمعون حبات البن كما يجمعون أكفهم المتعبة ، أكتب عن ذلك الفلاح الذي يحدّق بشجرته وكأنها ابنه الذي ربّاه وسقاه عرقه ودمه.
راودتني هذه المشاعر عندما قررت زيارة وديان البن العديني في محافظة إب، حيث كنت متشوقا لرؤية المروج الخضراء الممتدة، والمدرجات التي طالما سمعت عنها كإحدى أروع بقاع اليمن الزراعية. كانت رحلتي إلى وادي الدور، ووادي عنه، ووادي مناح مليئة بالحماس، وكأنني على موعد مع كنزٍ دفين، كنزٍ من الأشجار الوارفة التي تحمل تاريخ اليمن ورائحته في حباتها. كنت أتخيل عبق أزهار البن، وصوت المزارعين المتفانين في العناية بشجرتهم، لكن لم أكن أعلم أن ما ينتظرني هناك ليس سوى صدمة ووجع.
عندما وصلت، كانت المفاجأة التي لم أكن أتوقعها. لم أجد الحقول المورقة التي حلمت بها، لم أجد مدرجات البن التي كنت أمني النفس برؤيتها في أبهى صورها. بدلاً من ذلك، وقفت أمام أطلال شجرة البن، بقايا حقول تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأراض خالية إلا من بعض الأشجار المتناثرة هنا وهناك. كانت آثار الإهمال والجفاف واضحة، وكأن الزمن قد ألقى بثقله على هذه المزارع، فأحالها إلى ذكريات باهتة لما كانت عليه يوما ما. كانت صدمة موجعة، وكأنني أرى تاريخا يُقتلع أمام عيني، وكأنني أشهد على جريمة صامتة تُرتكب بحق أحد أعظم كنوز اليمن.
في تلك اللحظة، لم تكن الكلمات قادرة على التعبير عن إحساسي، فكانت الدموع هي اللغة الوحيدة التي عبرت عن الخيبة التي شعرت بها. كيف لهذا الإرث الزراعي العظيم أن يندثر بهذه الطريقة؟ كيف تحولت هذه الوديان التي كانت يوما مصدر فخر واعتزاز إلى مساحات خاوية إلا من الحنين؟ كان المشهد مؤلما ، لكنه زادني إصرارا على البحث عن الأسباب وراء هذا التراجع، وعن السبل الممكنة لإعادة الحياة إلى شجرة البن التي لطالما ارتبط اسمها بهذه الأرض الطيبة.
حين أدرك أن هذه الشجرة العظيمة تعرضت للنسيان، وأن أرض البن صارت أرضا لشيء آخر، لشيء لم يكن يوما جزءا من هوية اليمن، أشعر وكأنني أختنق، وكأن البن نفسه يبكي معي. أكتب عنه وأجد دموعي تنهمر غصبا عني، كما لو أن روحي تصرخ من أجل شجرة لم تخذلنا يوما لكننا خذلناها.
أي قلب لا ينكسر وهو يرى شجرة البن تُقتلع ليُزرع مكانها ما لا يشبهها؟ أي ضمير لا يئن حين يرى اليمني الذي علّم العالم كيف يشرب القهوة، يبحث عنها اليوم كالغريب؟
إنني حين أكتب عن البن، لا أكتب ككاتب، بل أبكي كطفل فقد شيئا عزيزا عليه، أبكي كمن يرى وطنه يتلاشى أمامه، ولا يملك إلا الكلمات ليقاوم بها النسيان. وكم أخشى أن يأتي يومٌ أكتب فيه عن البن كذكرى، لا كحقيقة نابضة بالحياة.
أيها البن، يا سليل الأرض، يا هوية اليمن، يا مجدا لا يموت، سامحنا، فإننا لم نكن أوفياء كما كنتَ لنا..http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
رمضان فرصة للتغيير
2025/2/26
محمد صالح حاتم
تفصلنا أيام قليلة عن قدوم شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبر والإحسان، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو من أعظم الشهور في الإسلام لما فيه من فضل كبير وأجر عظيم. ففي هذا الشهر المبارك أنزل الله القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ولذلك يعد رمضان فرصة عظيمة للتقرب من الله من خلال الصيام والقيام وتلاوة القرآن والصدقة، وهو مدرسة إيمانية تهذب النفوس وتطهر القلوب وتغرس القيم النبيلة في المجتمع.
إن استقبال رمضان يجب أن يكون بروح الاستعداد للتغيير، فهو ليس مجرد شهر صيام عن الطعام والشراب، بل صيام عن كل المعاصي والسيئات، وفرصة لمراجعة النفس وتصحيح المسار، والعودة إلى الله بقلوب صادقة. فمن المهم أن نتهيأ لهذا الشهر الكريم ونعزم على استغلال أيامه ولياليه في الطاعة والعبادة، واغتنام كل لحظة فيه للتقرب إلى الله بالصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن.
يحثنا هذا الشهر الفضيل على الإحسان والعطاء، فهو موسم لتفقد الفقراء والمحتاجين، ومساعدة الأرامل وأسر الشهداء والجرحى، ومد يد العون لكل من هم في حاجة، فالبذل والكرم في رمضان مضاعف الأجر، والصدقة فيه تطهر النفس وتنمي المال وتفتح أبواب الرحمة. كما أن رمضان يعلمنا الصبر والتسامح، ويزرع فينا روح المحبة والتعاون، ويحثنا على صلة الأرحام والتقرب من الأهل والأحباب، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويزيد من الألفة بين الناس.
من الأخطاء التي يقع فيها البعض جعل رمضان موسما للترفيه ومتابعة المسلسلات والبرامج الترفيهية التي تسرق الوقت، وتصرف الإنسان عن روحانية الشهر، بينما المفترض أن يكون رمضان موسما للعبادة والعمل الصالح. كما يجب الحذر من الإسراف والتبذير، فرمضان ليس شهرا لتكديس الطعام والإفراط في الأكل، بل هو شهر الزهد والاعتدال، حيث ينبغي أن يكون الطعام وسيلة تعين على العبادة لا غاية في حد ذاته.
إن رمضان فرصة ذهبية للتغيير والإصلاح، فهو شهر التوبة والاستغفار، وشهر تربية النفس على الطاعة والانضباط، لذا علينا أن نستغله في تهذيب أنفسنا والسمو بأخلاقنا، والابتعاد عن كل ما يضعف الإيمان وينقص من أجر الصيام. فبقدر ما نستثمر رمضان في الطاعات، بقدر ما نخرج منه بأرواح نقية، وقلوب عامرة بالإيمان، ونفوس أكثر طهرا وصفاءً. فهو ليس مجرد شهر عابر، بل محطة نعيد فيها ترتيب أولوياتنا، ونقترب أكثر من الله، لنعيش بعده بحياة أكثر بركة ونقاء.
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
2025/2/26
محمد صالح حاتم
تفصلنا أيام قليلة عن قدوم شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبر والإحسان، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو من أعظم الشهور في الإسلام لما فيه من فضل كبير وأجر عظيم. ففي هذا الشهر المبارك أنزل الله القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ولذلك يعد رمضان فرصة عظيمة للتقرب من الله من خلال الصيام والقيام وتلاوة القرآن والصدقة، وهو مدرسة إيمانية تهذب النفوس وتطهر القلوب وتغرس القيم النبيلة في المجتمع.
إن استقبال رمضان يجب أن يكون بروح الاستعداد للتغيير، فهو ليس مجرد شهر صيام عن الطعام والشراب، بل صيام عن كل المعاصي والسيئات، وفرصة لمراجعة النفس وتصحيح المسار، والعودة إلى الله بقلوب صادقة. فمن المهم أن نتهيأ لهذا الشهر الكريم ونعزم على استغلال أيامه ولياليه في الطاعة والعبادة، واغتنام كل لحظة فيه للتقرب إلى الله بالصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن.
يحثنا هذا الشهر الفضيل على الإحسان والعطاء، فهو موسم لتفقد الفقراء والمحتاجين، ومساعدة الأرامل وأسر الشهداء والجرحى، ومد يد العون لكل من هم في حاجة، فالبذل والكرم في رمضان مضاعف الأجر، والصدقة فيه تطهر النفس وتنمي المال وتفتح أبواب الرحمة. كما أن رمضان يعلمنا الصبر والتسامح، ويزرع فينا روح المحبة والتعاون، ويحثنا على صلة الأرحام والتقرب من الأهل والأحباب، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويزيد من الألفة بين الناس.
من الأخطاء التي يقع فيها البعض جعل رمضان موسما للترفيه ومتابعة المسلسلات والبرامج الترفيهية التي تسرق الوقت، وتصرف الإنسان عن روحانية الشهر، بينما المفترض أن يكون رمضان موسما للعبادة والعمل الصالح. كما يجب الحذر من الإسراف والتبذير، فرمضان ليس شهرا لتكديس الطعام والإفراط في الأكل، بل هو شهر الزهد والاعتدال، حيث ينبغي أن يكون الطعام وسيلة تعين على العبادة لا غاية في حد ذاته.
إن رمضان فرصة ذهبية للتغيير والإصلاح، فهو شهر التوبة والاستغفار، وشهر تربية النفس على الطاعة والانضباط، لذا علينا أن نستغله في تهذيب أنفسنا والسمو بأخلاقنا، والابتعاد عن كل ما يضعف الإيمان وينقص من أجر الصيام. فبقدر ما نستثمر رمضان في الطاعات، بقدر ما نخرج منه بأرواح نقية، وقلوب عامرة بالإيمان، ونفوس أكثر طهرا وصفاءً. فهو ليس مجرد شهر عابر، بل محطة نعيد فيها ترتيب أولوياتنا، ونقترب أكثر من الله، لنعيش بعده بحياة أكثر بركة ونقاء.
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
رمضان زمان
2025/3/3
محمد صالح حاتم
رمضان في الماضي كان مختلفا تماما عما نعيشه اليوم، كان شهرا للعبادة والصفاء الروحي، شهرا للتراحم والتعاون، حيث كانت القلوب صافية والنفوس مطمئنة، وكان الجميع ينتظرونه بشوق حقيقي، لا لمتابعة المسلسلات أو انتظار المسابقات، بل لأنه شهر الخير والبركة.
عندما كان يقترب رمضان، لم يكن الناس يقلقون بشأن مصاريفه، فلم تكن هناك أسواق مكتظة بالمتسوقين، ولا عروض مغرية تُشتت انتباههم، لأنهم ببساطة كانوا يأكلون مما تزرع أيديهم، ويشربون مما تنتجه ماشيتهم. أتذكر كيف كانت الأسر تأكل البر البلدي والذرة والشعير و السمن والعسل واللبن البلدي، فلا حاجة للمواد المستوردة، ولا وجود للمشروبات الغازية والمأكولات الدخيلة التي ملأت موائد اليوم.
كانت المساجد في رمضان تمتلئ بالمصلين، كبارا وصغارا، وكان الإفطار يجمع الجميع، في ساحات المساجد، حيث كان كل شخص يأتي بما لديه، ونتقاسم الطعام بمحبة وإخاء، فلا فرق بين غني وفقير.
ما زلت أتذكر مشهد آبائنا بعد صلاة الظهر، وهم يخرجون من المساجد، يبحثون عن مزارع لديه كبش أو تيس ليشتروه، فيذبحونه ويتقاسمونه فيما بينهم، كلٌ حسب عدد أفراد أسرته، كانت الثروة الحيوانية متوفرة، والأرض معطاء، وكانت القناعة والبركة تحل في كل بيت.
رغم الصيام، كان الفلاحون يخرجون بعد الفجر إلى حقولهم، يحرثون ويسقون مزروعاتهم، ثم يعودون مع اقتراب الظهر للصلاة والراحة. وبعد العصر، يعودون مجددا لري أراضيهم، قبل أن يعودوا إلى منازلهم استعدادا للإفطار، لم يكن الصيام يعيقهم، بل كانوا يرون في العمل عبادة أخرى تقربهم إلى الله.
وكذلك كان التجار واصحاب الدكاكين في المدن يفتحون ابواب محالهم وكانت الابتسامة تملىء وجوههم، وكانت ايديهم مبسوطه للفقراء والمساكين والمحتاجين
وبعد صلاة العشاء ، كان السمر يبدأ، حيث تجتمع الأسر والجيران، يتبادلون الأحاديث والنكت، ويتناقشون في قضاياهم، لم تكن هناك حزبية ولا طائفية، كانت المحبة والتسامح هي السائدة، وكان كل بيت مفتوحا للجميع، وكان صوت الشيخ محمد حسين عامر، والقريطي والعزي محبوب يملأ الأجواء روحانية، وكانت الفتاوى الدينية تُنتظر باهتمام.
اليوم تغيرت الأحوال، وأصبحت المظاهر تطغى على الجوهر، وصار رمضان عند البعض موسما للأكل والتسلية بدلًا من العبادة، لكن مهما تغير الزمن، سيبقى رمضان شهر الرحمة والمغفرة، ويبقى علينا أن نعيد إليه بريقه، ونحيي القيم التي جعلته أجمل أيام السنة.
فهل يمكن أن نعيد له بريقه في أيامنا هذه؟http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
2025/3/3
محمد صالح حاتم
رمضان في الماضي كان مختلفا تماما عما نعيشه اليوم، كان شهرا للعبادة والصفاء الروحي، شهرا للتراحم والتعاون، حيث كانت القلوب صافية والنفوس مطمئنة، وكان الجميع ينتظرونه بشوق حقيقي، لا لمتابعة المسلسلات أو انتظار المسابقات، بل لأنه شهر الخير والبركة.
عندما كان يقترب رمضان، لم يكن الناس يقلقون بشأن مصاريفه، فلم تكن هناك أسواق مكتظة بالمتسوقين، ولا عروض مغرية تُشتت انتباههم، لأنهم ببساطة كانوا يأكلون مما تزرع أيديهم، ويشربون مما تنتجه ماشيتهم. أتذكر كيف كانت الأسر تأكل البر البلدي والذرة والشعير و السمن والعسل واللبن البلدي، فلا حاجة للمواد المستوردة، ولا وجود للمشروبات الغازية والمأكولات الدخيلة التي ملأت موائد اليوم.
كانت المساجد في رمضان تمتلئ بالمصلين، كبارا وصغارا، وكان الإفطار يجمع الجميع، في ساحات المساجد، حيث كان كل شخص يأتي بما لديه، ونتقاسم الطعام بمحبة وإخاء، فلا فرق بين غني وفقير.
ما زلت أتذكر مشهد آبائنا بعد صلاة الظهر، وهم يخرجون من المساجد، يبحثون عن مزارع لديه كبش أو تيس ليشتروه، فيذبحونه ويتقاسمونه فيما بينهم، كلٌ حسب عدد أفراد أسرته، كانت الثروة الحيوانية متوفرة، والأرض معطاء، وكانت القناعة والبركة تحل في كل بيت.
رغم الصيام، كان الفلاحون يخرجون بعد الفجر إلى حقولهم، يحرثون ويسقون مزروعاتهم، ثم يعودون مع اقتراب الظهر للصلاة والراحة. وبعد العصر، يعودون مجددا لري أراضيهم، قبل أن يعودوا إلى منازلهم استعدادا للإفطار، لم يكن الصيام يعيقهم، بل كانوا يرون في العمل عبادة أخرى تقربهم إلى الله.
وكذلك كان التجار واصحاب الدكاكين في المدن يفتحون ابواب محالهم وكانت الابتسامة تملىء وجوههم، وكانت ايديهم مبسوطه للفقراء والمساكين والمحتاجين
وبعد صلاة العشاء ، كان السمر يبدأ، حيث تجتمع الأسر والجيران، يتبادلون الأحاديث والنكت، ويتناقشون في قضاياهم، لم تكن هناك حزبية ولا طائفية، كانت المحبة والتسامح هي السائدة، وكان كل بيت مفتوحا للجميع، وكان صوت الشيخ محمد حسين عامر، والقريطي والعزي محبوب يملأ الأجواء روحانية، وكانت الفتاوى الدينية تُنتظر باهتمام.
اليوم تغيرت الأحوال، وأصبحت المظاهر تطغى على الجوهر، وصار رمضان عند البعض موسما للأكل والتسلية بدلًا من العبادة، لكن مهما تغير الزمن، سيبقى رمضان شهر الرحمة والمغفرة، ويبقى علينا أن نعيد إليه بريقه، ونحيي القيم التي جعلته أجمل أيام السنة.
فهل يمكن أن نعيد له بريقه في أيامنا هذه؟http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
الإرهاب وفق المعيار الأمريكي
محمد صالح حاتم.
2025/3/11
عندما صنّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «أنصار الله» ويعني بها الشعب اليمني كمنظمة إرهابية، لم يكن ذلك بسبب تهديدات مزعومة للأمن والسلام، أو ممارستها للقتل الجماعي والذبح والسحل للمواطنين؛ بل لأن الشعب اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي، وقفت بوجه الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وساندت الشعب الفلسطيني في محنته، ووجهت صفعة قوية لمشروع الشرق الأوسط الجديد عبر إغلاق باب المندب وتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة، ولأن الشعب اليمني رفض الخضوع والخنوع والاستسلام لامريكا واسرائيل
في المقابل، إسرائيل، ترتكب ابشع المجازر والجرائم بحق ابناء الشعب الفلسطيني منذ سبعون عاما، وهي تحتل الأرض وتقتل وتدمر، والتي كان آخرها حرب الإبادة الجماعية بحق ابناء غزة والتي قتلت قرابة 90 الف شهيد معظمهم نساء واطفال، وتاريخها الطويل في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، ككيان إرهابي. بل على العكس، تتلقى الدعم اللامحدود من واشنطن، حتى وهي تواصل انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي، وتضرب بعرض الحائط قرارات الأمم المتحدة. فإسرائيل، التي تحتل أرضًا ليست أرضها، وتهدم المنازل، وتقتل الأطفال والنساء، وتفرض حصارًا خانقًا على غزة، تُعتبر في المنظور الأمريكي "دولة تدافع عن نفسها"، بينما أي قوة تقاوم الاحتلال وتدافع عن حقها في الحياة، تصبح "إرهابية".
لم يكن تصنيف أنصار الله منفصلًا عن موقف اليمن من الحرب على غزة، إذ أن انخراط اليمن في مواجهة الكيان الصهيوني، وإغلاق باب المندب أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل، أزعج الولايات المتحدة وحلفاءها. فبالنسبة لواشنطن، أي دولة أو جماعة ترفض الخضوع لإملاءاتها تصبح هدفًا للحصار والعقوبات والتصنيفات الإرهابية. من يريد أن يكون حرًا، مستقلًا، صاحب قرار، فهو "إرهابي" في القاموس الأمريكي.
بينما تتحدث أمريكا عن مكافحة الإرهاب، فإنها تمارس الإرهاب بأبشع صوره، وتفرض سطوتها على العالم. فمن أعطى الولايات المتحدة الحق في إقامة قواعد عسكرية في مختلف الدول؟ من منحها حق تحريك أساطيلها في البحار والمحيطات دون رادع؟ ولماذا تُمنع الدول الأخرى من الدفاع عن سيادتها بينما تُترك أمريكا تعبث بمقدرات الشعوب؟
إذا كان الإرهاب هو الاستيلاء بالقوة والهيمنة على الآخرين، فماذا عن ترامب الذي حاول ضم كندا كولاية أمريكية؟ أو سعى للسيطرة على جزيرة غرينلاند؟ و طالب السعودية بدفع 600 مليار دولار مقابل "حمايتها"؟ أو أراد التحكم في قناة بنما والاستيلاء على المعادن الأوكرانية؟ أليس هذا هو الإرهاب بعينه؟
الإرهاب، وفق المعيار الأمريكي، ليس ذبح الأبرياء وقصف المدن واحتلال الدول، بل هو الوقوف في وجه الإمبراطورية الأمريكية ومقاومة مشاريعها الاستعمارية. ولذلك، فتصنيف أنصار الله لم يكن سوى شهادة على أنهم قوة حقيقية تقف ضد الظلم والطغيان، تمامًا كما تفعل المقاومة الفلسطينية، وكما فعلت كل الشعوب التي رفضت أن تكون أداة بيد واشنطن.
إن ازدواجية المعايير الأمريكية لم تعد خافية على أحد، فالعالم اليوم يرى الحقيقة جلية، من يحتل الأرض بالقوة، ويمارس القتل والتدمير، هو حليف استراتيجي لواشنطن، بينما من يدافع عن نفسه وعن شعبه، يصبح إرهابيا. لكن مهما حاولت أمريكا فرض واقعها، فإن إرادة الشعوب لا تُقهر، وستظل المقاومة حقا مشروعا لا تقرره واشنطن، بل تصنعه تضحيات الأحرار، وإن غطرسة وهيمنة امريكا واسرائيل قد سقطت، وإن نهايتهم قربة، ومشارويعهم ومخططاتهم فشلت، وإن الحق سينتصر ويعود الحق لاصحابهhttp://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم.
2025/3/11
عندما صنّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «أنصار الله» ويعني بها الشعب اليمني كمنظمة إرهابية، لم يكن ذلك بسبب تهديدات مزعومة للأمن والسلام، أو ممارستها للقتل الجماعي والذبح والسحل للمواطنين؛ بل لأن الشعب اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي، وقفت بوجه الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وساندت الشعب الفلسطيني في محنته، ووجهت صفعة قوية لمشروع الشرق الأوسط الجديد عبر إغلاق باب المندب وتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة، ولأن الشعب اليمني رفض الخضوع والخنوع والاستسلام لامريكا واسرائيل
في المقابل، إسرائيل، ترتكب ابشع المجازر والجرائم بحق ابناء الشعب الفلسطيني منذ سبعون عاما، وهي تحتل الأرض وتقتل وتدمر، والتي كان آخرها حرب الإبادة الجماعية بحق ابناء غزة والتي قتلت قرابة 90 الف شهيد معظمهم نساء واطفال، وتاريخها الطويل في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، ككيان إرهابي. بل على العكس، تتلقى الدعم اللامحدود من واشنطن، حتى وهي تواصل انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي، وتضرب بعرض الحائط قرارات الأمم المتحدة. فإسرائيل، التي تحتل أرضًا ليست أرضها، وتهدم المنازل، وتقتل الأطفال والنساء، وتفرض حصارًا خانقًا على غزة، تُعتبر في المنظور الأمريكي "دولة تدافع عن نفسها"، بينما أي قوة تقاوم الاحتلال وتدافع عن حقها في الحياة، تصبح "إرهابية".
لم يكن تصنيف أنصار الله منفصلًا عن موقف اليمن من الحرب على غزة، إذ أن انخراط اليمن في مواجهة الكيان الصهيوني، وإغلاق باب المندب أمام السفن المتجهة إلى إسرائيل، أزعج الولايات المتحدة وحلفاءها. فبالنسبة لواشنطن، أي دولة أو جماعة ترفض الخضوع لإملاءاتها تصبح هدفًا للحصار والعقوبات والتصنيفات الإرهابية. من يريد أن يكون حرًا، مستقلًا، صاحب قرار، فهو "إرهابي" في القاموس الأمريكي.
بينما تتحدث أمريكا عن مكافحة الإرهاب، فإنها تمارس الإرهاب بأبشع صوره، وتفرض سطوتها على العالم. فمن أعطى الولايات المتحدة الحق في إقامة قواعد عسكرية في مختلف الدول؟ من منحها حق تحريك أساطيلها في البحار والمحيطات دون رادع؟ ولماذا تُمنع الدول الأخرى من الدفاع عن سيادتها بينما تُترك أمريكا تعبث بمقدرات الشعوب؟
إذا كان الإرهاب هو الاستيلاء بالقوة والهيمنة على الآخرين، فماذا عن ترامب الذي حاول ضم كندا كولاية أمريكية؟ أو سعى للسيطرة على جزيرة غرينلاند؟ و طالب السعودية بدفع 600 مليار دولار مقابل "حمايتها"؟ أو أراد التحكم في قناة بنما والاستيلاء على المعادن الأوكرانية؟ أليس هذا هو الإرهاب بعينه؟
الإرهاب، وفق المعيار الأمريكي، ليس ذبح الأبرياء وقصف المدن واحتلال الدول، بل هو الوقوف في وجه الإمبراطورية الأمريكية ومقاومة مشاريعها الاستعمارية. ولذلك، فتصنيف أنصار الله لم يكن سوى شهادة على أنهم قوة حقيقية تقف ضد الظلم والطغيان، تمامًا كما تفعل المقاومة الفلسطينية، وكما فعلت كل الشعوب التي رفضت أن تكون أداة بيد واشنطن.
إن ازدواجية المعايير الأمريكية لم تعد خافية على أحد، فالعالم اليوم يرى الحقيقة جلية، من يحتل الأرض بالقوة، ويمارس القتل والتدمير، هو حليف استراتيجي لواشنطن، بينما من يدافع عن نفسه وعن شعبه، يصبح إرهابيا. لكن مهما حاولت أمريكا فرض واقعها، فإن إرادة الشعوب لا تُقهر، وستظل المقاومة حقا مشروعا لا تقرره واشنطن، بل تصنعه تضحيات الأحرار، وإن غطرسة وهيمنة امريكا واسرائيل قد سقطت، وإن نهايتهم قربة، ومشارويعهم ومخططاتهم فشلت، وإن الحق سينتصر ويعود الحق لاصحابهhttp://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
العدوان الأمريكي على اليمن: من مارس 2015 إلى 2025 استمرار الحرب والأهداف ذاتها
محمد صالح حاتم 2025/3/16
تفصلنا أيام قليلة عن اكتمال عشر سنوات من العدوان الغاشم على اليمن، الذي بدأ في مارس 2015م بقيادة أمريكية عبر أدواتها في المنطقة، السعودية والإمارات. خلال هذه السنوات، شهد اليمن حربًا همجية استهدفت سيادته واستقلاله، وفرض عليه حصار اقتصادي خانق، مما تسبب في أزمة إنسانية حادة. كما شنت السعودية والإمارات، بدعم أمريكي وإسرائيلي، حملة عسكرية مكثفة طالت البنية التحتية والمنشآت المدنية، وأسفرت عن سقوط آلاف الضحايا بين شهيد وجريح.
وبعد مرور عقد من الحرب، تعود أمريكا اليوم لتكرار المشهد نفسه في مارس 2025م، عبر شن غارات عسكرية مباشرة على صنعاء وصعدة وعدة محافظات يمنية. هذا التصعيد يأتي بعد أن أعلن الشعب اليمني موقفه الواضح من العدوان على غزة، واتخذ خطوات عملية في البحر الأحمر لمنع السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني من المرور. هذا التحرك لم يكن مقبولًا لدى واشنطن، التي ردّت بتدخل عسكري مباشر مستهدفة نفس المواقع التي قصفها التحالف السعودي الإماراتي سابقًا، في تأكيد جديد على أنها كانت دائمًا المحرك الرئيسي للعدوان على اليمن.
منذ 2015م وحتى 2025م، تغيرت الأدوات، لكن الهدف ظل ثابتًا: إخضاع اليمن وإجباره على الرضوخ للهيمنة الأمريكية والصهيونية. ففي 2015م، كان العدوان يتم بأيدٍ سعودية وإماراتية بغطاء أمريكي، أما اليوم، فقد أصبح العدوان أمريكيًا إسرائيليًا مباشرًا، بعدما فشلت أدواته الإقليمية في تحقيق أهداف واشنطن.
ما قصفه الطيران السعودي والإماراتي خلال سنوات الحرب، تعيد الطائرات الأمريكية قصفه اليوم، مستهدفة المناطق السكنية في الجراف بصنعاء وقحزة بصعدةوعدة محافظات والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، والمرافق الحيوية مثل مستشفى الأورام السرطانية قيد الإنشاء في صعدة، المجمع الحكومي بالجوف، محطة كهرباء صعدة، وميناء الحديدة،ومحلج القطن إضافة إلى منشآت اقتصادية خاصة مثل مصنع الحبشي للحديد، وهي أهداف مدنية بحتة لا علاقة لها بما تزعمه واشنطن عن استهداف منصات صواريخ أو رادارات.
لقد كان اليمن حاضرا في معادلة الصراع منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023م، حينما أعلن موقفه الداعم لفلسطين، وبدأ بتنفيذ عمليات بحرية لمنع السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، كما قصف مواقع استراتيجية في يافا، أم الرشراش، وحيفا بصواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة، وهو ما شكل تهديدًا للمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة. ولهذا، تسعى واشنطن اليوم إلى فرض سيطرتها على البحر الأحمر، والقضاء على القدرات العسكرية اليمنية التي أصبحت قوة ردع إقليمية.
فشل التحالف السعودي الإماراتي طوال عشر سنوات في تحقيق أي مكاسب عسكرية، بل أصبح اليمن اليوم أقوى مما كان عليه في بداية العدوان. ولهذا، تدخلت أمريكا بنفسها لإضعافه. لكن اليمن الذي صمد في وجه العدوان وهو لا يملك رصاصة، لن يستسلم اليوم وهو يمتلك صواريخ وطائرات تقصف حاملات الطائرات الأمريكية، وتصل إلى تل أبيب.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم 2025/3/16
تفصلنا أيام قليلة عن اكتمال عشر سنوات من العدوان الغاشم على اليمن، الذي بدأ في مارس 2015م بقيادة أمريكية عبر أدواتها في المنطقة، السعودية والإمارات. خلال هذه السنوات، شهد اليمن حربًا همجية استهدفت سيادته واستقلاله، وفرض عليه حصار اقتصادي خانق، مما تسبب في أزمة إنسانية حادة. كما شنت السعودية والإمارات، بدعم أمريكي وإسرائيلي، حملة عسكرية مكثفة طالت البنية التحتية والمنشآت المدنية، وأسفرت عن سقوط آلاف الضحايا بين شهيد وجريح.
وبعد مرور عقد من الحرب، تعود أمريكا اليوم لتكرار المشهد نفسه في مارس 2025م، عبر شن غارات عسكرية مباشرة على صنعاء وصعدة وعدة محافظات يمنية. هذا التصعيد يأتي بعد أن أعلن الشعب اليمني موقفه الواضح من العدوان على غزة، واتخذ خطوات عملية في البحر الأحمر لمنع السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني من المرور. هذا التحرك لم يكن مقبولًا لدى واشنطن، التي ردّت بتدخل عسكري مباشر مستهدفة نفس المواقع التي قصفها التحالف السعودي الإماراتي سابقًا، في تأكيد جديد على أنها كانت دائمًا المحرك الرئيسي للعدوان على اليمن.
منذ 2015م وحتى 2025م، تغيرت الأدوات، لكن الهدف ظل ثابتًا: إخضاع اليمن وإجباره على الرضوخ للهيمنة الأمريكية والصهيونية. ففي 2015م، كان العدوان يتم بأيدٍ سعودية وإماراتية بغطاء أمريكي، أما اليوم، فقد أصبح العدوان أمريكيًا إسرائيليًا مباشرًا، بعدما فشلت أدواته الإقليمية في تحقيق أهداف واشنطن.
ما قصفه الطيران السعودي والإماراتي خلال سنوات الحرب، تعيد الطائرات الأمريكية قصفه اليوم، مستهدفة المناطق السكنية في الجراف بصنعاء وقحزة بصعدةوعدة محافظات والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، والمرافق الحيوية مثل مستشفى الأورام السرطانية قيد الإنشاء في صعدة، المجمع الحكومي بالجوف، محطة كهرباء صعدة، وميناء الحديدة،ومحلج القطن إضافة إلى منشآت اقتصادية خاصة مثل مصنع الحبشي للحديد، وهي أهداف مدنية بحتة لا علاقة لها بما تزعمه واشنطن عن استهداف منصات صواريخ أو رادارات.
لقد كان اليمن حاضرا في معادلة الصراع منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023م، حينما أعلن موقفه الداعم لفلسطين، وبدأ بتنفيذ عمليات بحرية لمنع السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، كما قصف مواقع استراتيجية في يافا، أم الرشراش، وحيفا بصواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة، وهو ما شكل تهديدًا للمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة. ولهذا، تسعى واشنطن اليوم إلى فرض سيطرتها على البحر الأحمر، والقضاء على القدرات العسكرية اليمنية التي أصبحت قوة ردع إقليمية.
فشل التحالف السعودي الإماراتي طوال عشر سنوات في تحقيق أي مكاسب عسكرية، بل أصبح اليمن اليوم أقوى مما كان عليه في بداية العدوان. ولهذا، تدخلت أمريكا بنفسها لإضعافه. لكن اليمن الذي صمد في وجه العدوان وهو لا يملك رصاصة، لن يستسلم اليوم وهو يمتلك صواريخ وطائرات تقصف حاملات الطائرات الأمريكية، وتصل إلى تل أبيب.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
عشر سنوات من العدوان والصمود.
محمد صالح حاتم2025/3/25
عشرة أعوام من العدوان والحصار الاقتصادي السعودي الإماراتي، برعاية ودعم ومشاركة أمريكية صهيونية، تُطوى بأيامها المثقلة بالآلام والمآسي، مخلفةً وراءها دمارا هائلا وخسائر بشرية ومادية لا تُحصى. فمنذ 26 مارس 2015، واليمن يواجه عدوانا عسكريا إرهابيا جوّيا وبرّيا، حربا لم تُبقِ ولم تذر، استهدفت البشر والحجر والشجر، طالت البنية التحتية، والمنازل، والمستشفيات، والمدارس، والجامعات، والمصانع، والموانئ، والمطارات، والمنشآت الزراعية، والمساجد، والطرقات، وكافة المشاريع الخدمية، في محاولة لتركيع الشعب اليمني وكسر إرادته. لكن اليمن لم ينكسر، بل صمد، وقلب المعادلة، وبات اليوم قوة لا يمكن تجاهلها.
لقد أدى العدوان والحصار إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث انهار الاقتصاد، وتراجعت قيمة العملة المحلية، وحُرم الموظفون من مرتباتهم، وارتفعت معدلات البطالة والفقر، فيما يواجه الملايين شبح المجاعة. كان الهدف من الحصار هو تركيع الشعب اليمني عبر سياسة التجويع، وفرض الأجندات السياسية بالقوة، وهي ورقة لا يزال العدو يراهن عليها حتى اليوم، لكن الشعب اليمني أثبت أنه على قدر التحدي، إذ واجه العدوان بصبر وثبات، ورفض الخضوع رغم شدة المعاناة.
على مدى السنوات العشر، أثبت اليمنيون أنهم ليسوا فقط قادرين على الصمود، بل على قلب الموازين. فقد تطورت القدرات العسكرية اليمنية بشكل مذهل، بدءا من تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وانتهاء بمنظومات الدفاع الجوي والسلاح البحري، لتتحول اليمن من بلد مستهدف إلى قوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب. اليوم، تمتلك اليمن قدرة ردع حقيقية، جعلت قوى العدوان تدرك أن استمرار الحرب لم يعد في صالحها، وأن الزمن الذي كانت فيه السعودية والإمارات تفرضان شروطهما قد ولّى.
لم تعد اليمن مجرد ساحة للصراع، بل أصبحت رقما صعبا في المعادلة الإقليمية. فبفضل التطور العسكري والصمود السياسي، تحولت صنعاء إلى قوة مؤثرة تفرض واقعا جديدا، سواء في معادلات الأمن البحري، أو في موازين القوى في المنطقة. لقد راهن تحالف العدوان على إسقاط اليمن في أسابيع، لكنه اليوم يبحث عن مخرج، بعد أن اصبحت مقوماته الاقتصادية تحت رحمة صواريخه وطيرانه المسير،وفشل دفاعاته الجوية في التصدي لها،بالإضافة إلى استهداف المصالح الاستراتيجية لدول الاستكبار العالمي، وباتت اليوم تحكم قبضتها على باب المندب والبحر الاحمر، وحطمت اسطورة البوارج وحاملات الطائرات الامريكية.
عشر سنوات من الحرب أثبتت أن القوة العسكرية وحدها لا تصنع النصر، وأن إرادة الشعوب وعدالة القضية، أقوى من الطائرات والصواريخ. لقد حان الوقت لتحالف العدوان وأمريكا أن يستوعبوا الدرس، ويدركوا أن السلام في اليمن لم يعد خيارا، بل ضرورة لاستقرار المنطقة بأكملها. فاليمن اليوم لم يعد ذلك البلد الذي يمكن استهدافه دون رد، ولم يعد ذلك البلد الذي يمكن فرض الإملاءات عليه بالقوة.
إن أمن اليمن من أمن المنطقة، ولن يتحقق الاستقرار في الجزيرة العربية والخليج إلا بوقف العدوان، ورفع الحصار، واحترام سيادة اليمن ووحدته. فمن يريد السلام، عليه أن يخطو نحوه بصدق، أما من لا يزال يراهن على كسر اليمن، فهو يراهن على وهم، لأن هذا الشعب أثبت أن المستحيل بالنسبة له مجرد كلمة.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم2025/3/25
عشرة أعوام من العدوان والحصار الاقتصادي السعودي الإماراتي، برعاية ودعم ومشاركة أمريكية صهيونية، تُطوى بأيامها المثقلة بالآلام والمآسي، مخلفةً وراءها دمارا هائلا وخسائر بشرية ومادية لا تُحصى. فمنذ 26 مارس 2015، واليمن يواجه عدوانا عسكريا إرهابيا جوّيا وبرّيا، حربا لم تُبقِ ولم تذر، استهدفت البشر والحجر والشجر، طالت البنية التحتية، والمنازل، والمستشفيات، والمدارس، والجامعات، والمصانع، والموانئ، والمطارات، والمنشآت الزراعية، والمساجد، والطرقات، وكافة المشاريع الخدمية، في محاولة لتركيع الشعب اليمني وكسر إرادته. لكن اليمن لم ينكسر، بل صمد، وقلب المعادلة، وبات اليوم قوة لا يمكن تجاهلها.
لقد أدى العدوان والحصار إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث انهار الاقتصاد، وتراجعت قيمة العملة المحلية، وحُرم الموظفون من مرتباتهم، وارتفعت معدلات البطالة والفقر، فيما يواجه الملايين شبح المجاعة. كان الهدف من الحصار هو تركيع الشعب اليمني عبر سياسة التجويع، وفرض الأجندات السياسية بالقوة، وهي ورقة لا يزال العدو يراهن عليها حتى اليوم، لكن الشعب اليمني أثبت أنه على قدر التحدي، إذ واجه العدوان بصبر وثبات، ورفض الخضوع رغم شدة المعاناة.
على مدى السنوات العشر، أثبت اليمنيون أنهم ليسوا فقط قادرين على الصمود، بل على قلب الموازين. فقد تطورت القدرات العسكرية اليمنية بشكل مذهل، بدءا من تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وانتهاء بمنظومات الدفاع الجوي والسلاح البحري، لتتحول اليمن من بلد مستهدف إلى قوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب. اليوم، تمتلك اليمن قدرة ردع حقيقية، جعلت قوى العدوان تدرك أن استمرار الحرب لم يعد في صالحها، وأن الزمن الذي كانت فيه السعودية والإمارات تفرضان شروطهما قد ولّى.
لم تعد اليمن مجرد ساحة للصراع، بل أصبحت رقما صعبا في المعادلة الإقليمية. فبفضل التطور العسكري والصمود السياسي، تحولت صنعاء إلى قوة مؤثرة تفرض واقعا جديدا، سواء في معادلات الأمن البحري، أو في موازين القوى في المنطقة. لقد راهن تحالف العدوان على إسقاط اليمن في أسابيع، لكنه اليوم يبحث عن مخرج، بعد أن اصبحت مقوماته الاقتصادية تحت رحمة صواريخه وطيرانه المسير،وفشل دفاعاته الجوية في التصدي لها،بالإضافة إلى استهداف المصالح الاستراتيجية لدول الاستكبار العالمي، وباتت اليوم تحكم قبضتها على باب المندب والبحر الاحمر، وحطمت اسطورة البوارج وحاملات الطائرات الامريكية.
عشر سنوات من الحرب أثبتت أن القوة العسكرية وحدها لا تصنع النصر، وأن إرادة الشعوب وعدالة القضية، أقوى من الطائرات والصواريخ. لقد حان الوقت لتحالف العدوان وأمريكا أن يستوعبوا الدرس، ويدركوا أن السلام في اليمن لم يعد خيارا، بل ضرورة لاستقرار المنطقة بأكملها. فاليمن اليوم لم يعد ذلك البلد الذي يمكن استهدافه دون رد، ولم يعد ذلك البلد الذي يمكن فرض الإملاءات عليه بالقوة.
إن أمن اليمن من أمن المنطقة، ولن يتحقق الاستقرار في الجزيرة العربية والخليج إلا بوقف العدوان، ورفع الحصار، واحترام سيادة اليمن ووحدته. فمن يريد السلام، عليه أن يخطو نحوه بصدق، أما من لا يزال يراهن على كسر اليمن، فهو يراهن على وهم، لأن هذا الشعب أثبت أن المستحيل بالنسبة له مجرد كلمة.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
عيد تحت القصف
2025/3/30
محمد صالح حاتم
غادرنا شهر رمضان سريعا، تاركا خلفه جراحا لا تندمل، وألما يعتصر قلوب إخوتنا في غزة. وها هو عيد الفطر يحل، ذلك اليوم الذي يحتفل به مئات الملايين من المسلمين في شتى أنحاء العالم، باعتباره مناسبة عظيمة تحمل معها الفرحة والبهجة والتواصل بين الأحبة. يوم يرتدي فيه الناس أجمل ثيابهم، ويتعطرون بالروائح الزكية، ويتبادلون التهاني والتبريكات، بينما الأطفال يمرحون في الحدائق، والبيوت تمتلئ بالفرح والسرور.
لكن في غزة، ومع تكبيرات العيد، تعلو أصوات الطائرات الصهيونية، وتتعالى أزيز الصواريخ وقذائف المدافع، فلا فرحة ولا بهجة، بل قصف متواصل، وجوع يفتك بالأجساد، ورائحة البارود تحل محل العطور، وأصوات الانفجارات تغطي على أصوات التكبير.
أطفال غزة لا يرتدون ثيابا جديدة، بل يُكفنون ببياض الموت، ومن نجا من نيران العدوان، تجده يلعب فوق أنقاض منزله المدمر. لا حلويات ولا ولائم، فالرغيف اليابس هو الحلوى، وشربة الماء الصافية هي العيدية.
لا ألعاب ولا هدايا، بل أشلاء ممزقة، وأجساد متفحمة، ودموع أمهات ثكلى، يودعن فلذات أكبادهن بصمت خانق، وبقلوب تنزف حرقةً وحزنا.
العالم يتفرج، والموت يحصد العشرات، والمستشفيات لم تعد تتسع للجرحى، فتحولت الحدائق والملاهي إلى مقابر جماعية. الأزقة والشوارع لم تعد تشهد ضحكات الأطفال، بل تكتظ بالأنين، وصدى الاستغاثات يتردد بين الجدران المهدمة. العيد هنا ليس كأي عيد، فهو عيد ممزوج بالدم والدمار، والحياة فيه مرهونة بلحظة قصف غادر.
لكن الكارثة لا تكمن فقط في العدوان الصهيوني، بل في الخذلان العربي، في تلك الأنظمة التي تواطأت بالصمت، وتآمرت بالمواقف المائعة، واكتفت بالبيانات الفارغة، بينما واصلت بعض الدول التطبيع والتعاون مع العدو، وكأن الدم الفلسطيني لا يعنيها. أين الجيوش التي أنفقت عليها المليارات؟ أين المواقف الحازمة؟ غزة تحترق، والعواصم العربية تتزين بأضواء العيد، كأنها في عالم آخر، لا ترى، لا تسمع، ولا تشعر.
لكن وسط هذا السواد، هناك شعوب أبت إلا أن تكون مع فلسطين، وشعوب خرجت تهتف بغضب، رافضةً هذا الظلم، مؤكدةً أن فلسطين لن تكون وحدها. وهنا في اليمن، كان الموقف واضحا وجليا، منذ بداية طوفان الاقصى، كما هو العهد دائمًا، حيث ظل اليمنيون على العهد والوفاء، يخرجون في الساحات، يعلنون دعمهم، ويؤكدون أن القضية الفلسطينية ستبقى قضيتهم الأولى، وأنهم مستعدون للوقوف مع غزة بكل ما يملكون، سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
اليمن، رغم جراحه وحصاره، كان صوته هو الأعلى، وكانت مواقفه هي الأصدق، فأرسل رسائله العملية بقطع طرق الملاحة أمام السفن الإسرائيلية، وبإطلاق تهديدات مباشرة لداعمي الاحتلال، ليؤكد أن فلسطين ليست وحدها، وأن المقاومة لها حلفاء صادقون، لا يساومون على دماء الشهداء، ولا يخونون العهد. وما هي إلا أيام حتى استهدف أبطال اليمن حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر، في رسالة واضحة بأن اليد التي تقتل أطفال غزة لن تكون في مأمن، وبأن الحرب لم تعد من طرف واحد، فالصواريخ الباليستية والمسيّرات اليمنية باتت تفرض معادلة جديدة، وتحطم الهيمنة الأمريكية في المنطقة.
وفي قلب فلسطين المحتلة، لم يكن الصمت هو الخيار، فقد جاءت صواريخ الفرط صوتية من اليمن برد واضح، إذ استُهدف مطار بن غوريون ويافا بصواريخ "ذو الفقار" و"فلسطين"، في رسالة قوية بأن الكيان الصهيوني لم يعد يملك التفوق المطلق، وأن القوات المسلحة اليمنية اليوم تملك من القوة ما يجعل العدو يعيش تحت الضغط والخوف والهلع. صافرات الإنذار لم تتوقف، والمستوطنون يهرعون إلى الملاجئ، بينما يدرك العدو أن زمن الردع قد انتهى، وأن حساباته في هذه الحرب باتت أكثر تعقيدا..
وهاهي صنعاء الصمود وبقية المحافظات اليمنية تشاطر غزة آلامها ومآسيها، وتتعرض للقصف من قبل الطيران الامريكي الاسرائيلي، وتدفع ثمن موقفها الثابت تجاه ما يتعرض له اخواننا في غزة..
كيف للمسلمين أن يفرحوا بالعيد، وأهل غزة يُقتلون ويُحاصرون ويُجوَّعون؟ كيف ترتفع أصوات التهاني في العواصم العربية والإسلامية، بينما صرخات أطفال غزة تموت في زوايا الصمت المخزي؟ عن أي عيد نتحدث، وعن أي هلال نترقب، بينما هلال التحرير والنصر لا يُرى في الأفق؟
العيد في غزة لمن كُتبت له الحياة، لمن استطاع النجاة من الموت، لمن ما زال يفتح عينيه كل صباح على مشهد الركام والجثث والأشلاء. العيد في غزة ليس فرحا، بل صبر وصمود وكبرياء، وأمل يرفض الموت، رغم القهر ورغم الدمار.
هذا هو عيد غزة... عيد تحت القصف، لكنه أيضا عيد المقاومة والصمود والثبات!
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
2025/3/30
محمد صالح حاتم
غادرنا شهر رمضان سريعا، تاركا خلفه جراحا لا تندمل، وألما يعتصر قلوب إخوتنا في غزة. وها هو عيد الفطر يحل، ذلك اليوم الذي يحتفل به مئات الملايين من المسلمين في شتى أنحاء العالم، باعتباره مناسبة عظيمة تحمل معها الفرحة والبهجة والتواصل بين الأحبة. يوم يرتدي فيه الناس أجمل ثيابهم، ويتعطرون بالروائح الزكية، ويتبادلون التهاني والتبريكات، بينما الأطفال يمرحون في الحدائق، والبيوت تمتلئ بالفرح والسرور.
لكن في غزة، ومع تكبيرات العيد، تعلو أصوات الطائرات الصهيونية، وتتعالى أزيز الصواريخ وقذائف المدافع، فلا فرحة ولا بهجة، بل قصف متواصل، وجوع يفتك بالأجساد، ورائحة البارود تحل محل العطور، وأصوات الانفجارات تغطي على أصوات التكبير.
أطفال غزة لا يرتدون ثيابا جديدة، بل يُكفنون ببياض الموت، ومن نجا من نيران العدوان، تجده يلعب فوق أنقاض منزله المدمر. لا حلويات ولا ولائم، فالرغيف اليابس هو الحلوى، وشربة الماء الصافية هي العيدية.
لا ألعاب ولا هدايا، بل أشلاء ممزقة، وأجساد متفحمة، ودموع أمهات ثكلى، يودعن فلذات أكبادهن بصمت خانق، وبقلوب تنزف حرقةً وحزنا.
العالم يتفرج، والموت يحصد العشرات، والمستشفيات لم تعد تتسع للجرحى، فتحولت الحدائق والملاهي إلى مقابر جماعية. الأزقة والشوارع لم تعد تشهد ضحكات الأطفال، بل تكتظ بالأنين، وصدى الاستغاثات يتردد بين الجدران المهدمة. العيد هنا ليس كأي عيد، فهو عيد ممزوج بالدم والدمار، والحياة فيه مرهونة بلحظة قصف غادر.
لكن الكارثة لا تكمن فقط في العدوان الصهيوني، بل في الخذلان العربي، في تلك الأنظمة التي تواطأت بالصمت، وتآمرت بالمواقف المائعة، واكتفت بالبيانات الفارغة، بينما واصلت بعض الدول التطبيع والتعاون مع العدو، وكأن الدم الفلسطيني لا يعنيها. أين الجيوش التي أنفقت عليها المليارات؟ أين المواقف الحازمة؟ غزة تحترق، والعواصم العربية تتزين بأضواء العيد، كأنها في عالم آخر، لا ترى، لا تسمع، ولا تشعر.
لكن وسط هذا السواد، هناك شعوب أبت إلا أن تكون مع فلسطين، وشعوب خرجت تهتف بغضب، رافضةً هذا الظلم، مؤكدةً أن فلسطين لن تكون وحدها. وهنا في اليمن، كان الموقف واضحا وجليا، منذ بداية طوفان الاقصى، كما هو العهد دائمًا، حيث ظل اليمنيون على العهد والوفاء، يخرجون في الساحات، يعلنون دعمهم، ويؤكدون أن القضية الفلسطينية ستبقى قضيتهم الأولى، وأنهم مستعدون للوقوف مع غزة بكل ما يملكون، سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
اليمن، رغم جراحه وحصاره، كان صوته هو الأعلى، وكانت مواقفه هي الأصدق، فأرسل رسائله العملية بقطع طرق الملاحة أمام السفن الإسرائيلية، وبإطلاق تهديدات مباشرة لداعمي الاحتلال، ليؤكد أن فلسطين ليست وحدها، وأن المقاومة لها حلفاء صادقون، لا يساومون على دماء الشهداء، ولا يخونون العهد. وما هي إلا أيام حتى استهدف أبطال اليمن حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر، في رسالة واضحة بأن اليد التي تقتل أطفال غزة لن تكون في مأمن، وبأن الحرب لم تعد من طرف واحد، فالصواريخ الباليستية والمسيّرات اليمنية باتت تفرض معادلة جديدة، وتحطم الهيمنة الأمريكية في المنطقة.
وفي قلب فلسطين المحتلة، لم يكن الصمت هو الخيار، فقد جاءت صواريخ الفرط صوتية من اليمن برد واضح، إذ استُهدف مطار بن غوريون ويافا بصواريخ "ذو الفقار" و"فلسطين"، في رسالة قوية بأن الكيان الصهيوني لم يعد يملك التفوق المطلق، وأن القوات المسلحة اليمنية اليوم تملك من القوة ما يجعل العدو يعيش تحت الضغط والخوف والهلع. صافرات الإنذار لم تتوقف، والمستوطنون يهرعون إلى الملاجئ، بينما يدرك العدو أن زمن الردع قد انتهى، وأن حساباته في هذه الحرب باتت أكثر تعقيدا..
وهاهي صنعاء الصمود وبقية المحافظات اليمنية تشاطر غزة آلامها ومآسيها، وتتعرض للقصف من قبل الطيران الامريكي الاسرائيلي، وتدفع ثمن موقفها الثابت تجاه ما يتعرض له اخواننا في غزة..
كيف للمسلمين أن يفرحوا بالعيد، وأهل غزة يُقتلون ويُحاصرون ويُجوَّعون؟ كيف ترتفع أصوات التهاني في العواصم العربية والإسلامية، بينما صرخات أطفال غزة تموت في زوايا الصمت المخزي؟ عن أي عيد نتحدث، وعن أي هلال نترقب، بينما هلال التحرير والنصر لا يُرى في الأفق؟
العيد في غزة لمن كُتبت له الحياة، لمن استطاع النجاة من الموت، لمن ما زال يفتح عينيه كل صباح على مشهد الركام والجثث والأشلاء. العيد في غزة ليس فرحا، بل صبر وصمود وكبرياء، وأمل يرفض الموت، رغم القهر ورغم الدمار.
هذا هو عيد غزة... عيد تحت القصف، لكنه أيضا عيد المقاومة والصمود والثبات!
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
صيف وطني وتزامن تربوي يشكل مستقبل الأجيال. 2025/4/6
بقلم: محمد صالح حاتم
يتزامن هذا العام ثلاث محطات تربوية وتعليمية كبرى، في مشهد وطني نادر الحدوث، حيث تتقاطع زمنيا لتشكل معا نقطة تحول في مستقبل الأجيال.
هذه المحطات هي: انطلاق اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية، وبدء التنسيق والقبول في الجامعات، وتدشين المراكز والدورات الصيفية.
إنه تزامن غير عابر، يحمل في طياته أبعادا استراتيجية لصناعة الإنسان، والمساهمة الجادة في عملية البناء والتنمية.
مع مطلع الأسبوع، توجه أكثر من 510 آلاف طالب وطالبة إلى مراكز اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية.
وتمثل هذه المحطة نقطة فاصلة في حياة الطالب،
فالمرحلة الأساسية تحدد انتقاله إلى الثانوية، والثانوية ترسم ملامح مستقبله الجامعي والمهني.
هي لحظة تقييم لجهد عامٍ كامل، واختبار للإرادة والمثابرة، ومفتاح يفتح بوابات المستقبل أمام الطلاب.
أما المحطة الثانية، فهي بدء التنسيق والقبول في الجامعات الحكومية والأهلية، والتي تشكل منعطفا حاسما في مسار الطالب الأكاديمي.
في هذه المرحلة، يُتخذ القرار المصيري، أي تخصص سيلتحق به؟ وأي مجال سيخدم فيه وطنه؟
وهنا تبرز أهمية التوجيه الأكاديمي، والدعم الأسري، لمساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات مدروسة تتماشى مع قدراتهم، ومع حاجات الوطن وسوق العمل.
أما المحطة الثالثة، فهي تدشين الدورات والمراكز الصيفية، التي لم تعد مجرد نشاط ترفيهي، بل تحوّلت إلى مشروع وطني تربوي لبناء الإنسان.
من خلالها يتلقى الطلاب:
المهارات الحياتية،القيم الإيمانية،الثقافة القرآنية،
والتحصين الفكري في مواجهة الحرب الناعمة، والإعلام الهدّام والمسلسلات الخليعة التي تسعى لتفكيك وعي الجيل.
إن تزامن هذه الأحداث الثلاثة في وقت واحد، ليس مجرد مصادفة، بل رسالةٌ وطنية واضحة بأن الجيل القادم في قلب أولويات الدولة والمجتمع.
وهي دعوة صادقة لكل بيت، ولكل مؤسسة، ولكل إعلامي، بأن يكون جزءا من هذه اللحظة المفصلية، لتحويل الزخم التربوي هذا إلى انطلاقة جماعية نحو مستقبل أفضل.
فبناء الأوطان لا يبدأ من السياسات فقط، بل من هذا الطالب الجالس على مقعد الامتحان، أو من يفتح استمارة التنسيق، أو يلتحق بدورة صيفية.
الاستثمار الحقيقي في الإنسان يبدأ من التعليم، والتربية، والوعي، وتلك هي الأعمدة الثلاثة التي انطلقت معًا هذا الصيف.
إنه صيفٌ وطني بامتياز، نعيد فيه ترتيب أولوياتنا، ونوجه فيه البوصلة نحو بناء جيلٍ واعٍ، متعلّم، متسلح بالقيم، والعلم، والثقافة القرآنية.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
بقلم: محمد صالح حاتم
يتزامن هذا العام ثلاث محطات تربوية وتعليمية كبرى، في مشهد وطني نادر الحدوث، حيث تتقاطع زمنيا لتشكل معا نقطة تحول في مستقبل الأجيال.
هذه المحطات هي: انطلاق اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية، وبدء التنسيق والقبول في الجامعات، وتدشين المراكز والدورات الصيفية.
إنه تزامن غير عابر، يحمل في طياته أبعادا استراتيجية لصناعة الإنسان، والمساهمة الجادة في عملية البناء والتنمية.
مع مطلع الأسبوع، توجه أكثر من 510 آلاف طالب وطالبة إلى مراكز اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية.
وتمثل هذه المحطة نقطة فاصلة في حياة الطالب،
فالمرحلة الأساسية تحدد انتقاله إلى الثانوية، والثانوية ترسم ملامح مستقبله الجامعي والمهني.
هي لحظة تقييم لجهد عامٍ كامل، واختبار للإرادة والمثابرة، ومفتاح يفتح بوابات المستقبل أمام الطلاب.
أما المحطة الثانية، فهي بدء التنسيق والقبول في الجامعات الحكومية والأهلية، والتي تشكل منعطفا حاسما في مسار الطالب الأكاديمي.
في هذه المرحلة، يُتخذ القرار المصيري، أي تخصص سيلتحق به؟ وأي مجال سيخدم فيه وطنه؟
وهنا تبرز أهمية التوجيه الأكاديمي، والدعم الأسري، لمساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات مدروسة تتماشى مع قدراتهم، ومع حاجات الوطن وسوق العمل.
أما المحطة الثالثة، فهي تدشين الدورات والمراكز الصيفية، التي لم تعد مجرد نشاط ترفيهي، بل تحوّلت إلى مشروع وطني تربوي لبناء الإنسان.
من خلالها يتلقى الطلاب:
المهارات الحياتية،القيم الإيمانية،الثقافة القرآنية،
والتحصين الفكري في مواجهة الحرب الناعمة، والإعلام الهدّام والمسلسلات الخليعة التي تسعى لتفكيك وعي الجيل.
إن تزامن هذه الأحداث الثلاثة في وقت واحد، ليس مجرد مصادفة، بل رسالةٌ وطنية واضحة بأن الجيل القادم في قلب أولويات الدولة والمجتمع.
وهي دعوة صادقة لكل بيت، ولكل مؤسسة، ولكل إعلامي، بأن يكون جزءا من هذه اللحظة المفصلية، لتحويل الزخم التربوي هذا إلى انطلاقة جماعية نحو مستقبل أفضل.
فبناء الأوطان لا يبدأ من السياسات فقط، بل من هذا الطالب الجالس على مقعد الامتحان، أو من يفتح استمارة التنسيق، أو يلتحق بدورة صيفية.
الاستثمار الحقيقي في الإنسان يبدأ من التعليم، والتربية، والوعي، وتلك هي الأعمدة الثلاثة التي انطلقت معًا هذا الصيف.
إنه صيفٌ وطني بامتياز، نعيد فيه ترتيب أولوياتنا، ونوجه فيه البوصلة نحو بناء جيلٍ واعٍ، متعلّم، متسلح بالقيم، والعلم، والثقافة القرآنية.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
بين وحشية الاحتلال وصمت العالم.. غزة تصنع معجزة البقاء
2025/4/15
محمد صالح حاتم
في ظل تصاعد آلة القتل الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، يشهد قطاع غزة أبشع صور العدوان الوحشي والتدمير الشامل، في مشهد يعكس الإصرار الإسرائيلي خد المدعوم من امريكا على ارتكاب جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج بحق المدنيين العزل من النساء والأطفال. ومع كل يوم تمضي فيه الحرب، تتعمّق المأساة الإنسانية، وتتعرى الأقنعة عن وجه العالم الذي اختار الصمت، أو أسوأ من ذلك، الاصطفاف إلى جانب الجلاد.
لقد أثبت استئناف الحرب وتجدد القصف أن الكيان الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى إخضاع غزة، بل إلى تفريغها من سكانها، ضمن مخطط قديم متجدد لإلغاء الوجود الفلسطيني. وتحت مظلة الغطاء الأمريكي، وتحريض بعض الأنظمة العربية العميلة، تتحول غزة إلى ساحة مفتوحة للدمار.
إن مواجهة هذا العدوان لا تكون فقط بالصواريخ، بل تبدأ بالتولي لله ورسوله والمؤمنين، و إعادة توحيد الصف الفلسطيني على أسس وطنية صلبة،و ومقاطعة شاملة للكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا، وتفعيل أدوات الردع الشعبي الفلسطيني.
ولعلّ دور محور المقاومة في هذه اللحظة التاريخية مصيري، إذ لم يعد مقبولًا العمل بردود الأفعال المتفرقة، بل يجب أن تتوحد الجبهات وتتزامن الضربات، وتتوسع الحملات الإعلامية والحقوقية لكشف الجرائم وتوثيقها وفضح كل من يتواطأ مع الاحتلال.
في المقابل، يتجلى الصمت الدولي المخزي نتيجة لعوامل عدة، أبرزها هيمنة اللوبيات الصهيونية على مراكز القرار والإعلام في الغرب، ما يؤدي إلى تحريف الحقائق وتزييف الوعي العام. هذا إلى جانب ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي، حيث تُطبق قوانين حقوق الإنسان بشكل انتقائي يخدم مصالح القوى الكبرى.
أما المؤسسات الدولية، فهي باتت رهينة للفيتو الأمريكي، الذي يعطل أي محاولة لمساءلة الاحتلال أو منعه من ارتكاب المزيد من الجرائم. ورغم ذلك، فإن التظاهرات الشعبية في العالم الغربي تكشف عن وعي شعبي متصاعد، وشرخ آخذ في الاتساع بين الشعوب وحكوماتها، وهو ما يمكن أن يشكل عامل ضغط تراكمي فاعل في المستقبل.
أما داخليا، فإن كيان الاحتلال يشهد حالة من الغليان الشعبي، نتيجة تعنت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يرفض الاستجابة لمطالب أهالي الأسرى الصهاينة والمجتمع الدولي، ويتمسك بمواصلة الحرب، ليس من منطلقات عسكرية، بل من أجل أهداف شخصية تتمثل في البقاء بالسلطة، والهروب من ملفات الفساد التي تلاحقه.
نتنياهو، الذي يتعامل مع غزة كورقة سياسية لإنقاذ مستقبله الشخصي، يقود إسرائيل نحو الهاوية، ويُسرّع من تفككها الداخلي، تعنته يُضعف المعارضة، ويفاقم الانقسام الداخلي، لكنه لا يُحقق نصرا، بل يُعجّل في انهيار المشروع الصهيوني نفسه.
في المقابل، تواصل غزة المقاومة، ويثبت الشعب الفلسطيني مرةً بعد مرة أنه أقوى من المؤامرات، وأصلب من الحصار. بالصمود، وبالوحدة، وبالإيمان بعدالة قضيته، يُعيد الفلسطينيون كتابة معادلة النصر. وستظل غزة، رغم الجراح، عنوانًا للكرامة، وقلعة للصمود في وجه واحدة من أبشع القوى الاستعمارية في هذا العصر.
قد تبدو اللحظة قاتمة، لكن التاريخ يعلمنا أن الشعوب التي تناضل لا تُهزم، وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال. وستظل المقاومة هي الكلمة التي تُراهن عليها الأمة، في معركة الوعي والكرامة والحرية. وإن غدًا لناظره قريب.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
2025/4/15
محمد صالح حاتم
في ظل تصاعد آلة القتل الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، يشهد قطاع غزة أبشع صور العدوان الوحشي والتدمير الشامل، في مشهد يعكس الإصرار الإسرائيلي خد المدعوم من امريكا على ارتكاب جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج بحق المدنيين العزل من النساء والأطفال. ومع كل يوم تمضي فيه الحرب، تتعمّق المأساة الإنسانية، وتتعرى الأقنعة عن وجه العالم الذي اختار الصمت، أو أسوأ من ذلك، الاصطفاف إلى جانب الجلاد.
لقد أثبت استئناف الحرب وتجدد القصف أن الكيان الإسرائيلي لا يسعى فقط إلى إخضاع غزة، بل إلى تفريغها من سكانها، ضمن مخطط قديم متجدد لإلغاء الوجود الفلسطيني. وتحت مظلة الغطاء الأمريكي، وتحريض بعض الأنظمة العربية العميلة، تتحول غزة إلى ساحة مفتوحة للدمار.
إن مواجهة هذا العدوان لا تكون فقط بالصواريخ، بل تبدأ بالتولي لله ورسوله والمؤمنين، و إعادة توحيد الصف الفلسطيني على أسس وطنية صلبة،و ومقاطعة شاملة للكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا، وتفعيل أدوات الردع الشعبي الفلسطيني.
ولعلّ دور محور المقاومة في هذه اللحظة التاريخية مصيري، إذ لم يعد مقبولًا العمل بردود الأفعال المتفرقة، بل يجب أن تتوحد الجبهات وتتزامن الضربات، وتتوسع الحملات الإعلامية والحقوقية لكشف الجرائم وتوثيقها وفضح كل من يتواطأ مع الاحتلال.
في المقابل، يتجلى الصمت الدولي المخزي نتيجة لعوامل عدة، أبرزها هيمنة اللوبيات الصهيونية على مراكز القرار والإعلام في الغرب، ما يؤدي إلى تحريف الحقائق وتزييف الوعي العام. هذا إلى جانب ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي، حيث تُطبق قوانين حقوق الإنسان بشكل انتقائي يخدم مصالح القوى الكبرى.
أما المؤسسات الدولية، فهي باتت رهينة للفيتو الأمريكي، الذي يعطل أي محاولة لمساءلة الاحتلال أو منعه من ارتكاب المزيد من الجرائم. ورغم ذلك، فإن التظاهرات الشعبية في العالم الغربي تكشف عن وعي شعبي متصاعد، وشرخ آخذ في الاتساع بين الشعوب وحكوماتها، وهو ما يمكن أن يشكل عامل ضغط تراكمي فاعل في المستقبل.
أما داخليا، فإن كيان الاحتلال يشهد حالة من الغليان الشعبي، نتيجة تعنت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يرفض الاستجابة لمطالب أهالي الأسرى الصهاينة والمجتمع الدولي، ويتمسك بمواصلة الحرب، ليس من منطلقات عسكرية، بل من أجل أهداف شخصية تتمثل في البقاء بالسلطة، والهروب من ملفات الفساد التي تلاحقه.
نتنياهو، الذي يتعامل مع غزة كورقة سياسية لإنقاذ مستقبله الشخصي، يقود إسرائيل نحو الهاوية، ويُسرّع من تفككها الداخلي، تعنته يُضعف المعارضة، ويفاقم الانقسام الداخلي، لكنه لا يُحقق نصرا، بل يُعجّل في انهيار المشروع الصهيوني نفسه.
في المقابل، تواصل غزة المقاومة، ويثبت الشعب الفلسطيني مرةً بعد مرة أنه أقوى من المؤامرات، وأصلب من الحصار. بالصمود، وبالوحدة، وبالإيمان بعدالة قضيته، يُعيد الفلسطينيون كتابة معادلة النصر. وستظل غزة، رغم الجراح، عنوانًا للكرامة، وقلعة للصمود في وجه واحدة من أبشع القوى الاستعمارية في هذا العصر.
قد تبدو اللحظة قاتمة، لكن التاريخ يعلمنا أن الشعوب التي تناضل لا تُهزم، وأن الاحتلال إلى زوال مهما طال. وستظل المقاومة هي الكلمة التي تُراهن عليها الأمة، في معركة الوعي والكرامة والحرية. وإن غدًا لناظره قريب.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
بنك أهداف أمريكا في اليمن... من الفشل العسكري إلى الانتقام من المدنيين
محمد صالح حاتم 2025/4/20
منذ بداية العدوان الأمريكي على اليمن، يتّضح أن بنك الأهداف الذي اعتمدته واشنطن لم يكن سوى انعكاس لحالة من التخبط والعجز، يتنافى كليا مع مزاعم "الحسم العسكري" و"ضرب القدرات الحوثية"، ويكشف عن فشل استراتيجي ذريع أمام صمود الشعب اليمني وثباته في موقفه الداعم لأبناء غزة.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن صراحة أن هدفه هو "القضاء على الحوثيين وتدمير أسلحتهم"، بزعم أنهم يشكلون تهديدا للملاحة الدولية والسلم العالمي. لكن الوقائع على الأرض أثبتت أن الضربات الأمريكية لم تستهدف قدرات عسكرية أو مواقع استراتيجية، ولم تنل من القوة العسكرية التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية، بل طالت منازل المدنيين، والمرافق الخدمية، والمنشآت الاقتصادية، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى في صنعاء والحديدة وصعدة ومدن يمنية أخرى.
ومن أبرز الجرائم التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي، قصف حي الجراف السكني، واستهداف منزل المواطن علي السهيلي في مديرية شعوب، والذي راح ضحيته أطفاله الأربعة.والعشرات من الجرحى كما استُهدف ميناء رأس عيسى، ما أسفر عن أكثر من 250 شهيدًا وجريحًا، إضافة إلى قصف حي سكني في سوق فروة بمديرية شعوب، والذي خلّف أكثر من 45 شهيدا وجريحا. ولم تسلم حتى المقابر من صواريخ العدوان، مثل مقبرتي "ماجل الدمة" و"النجيمات" بصنعاء، في سابقة تؤكد أن الأموات أيضا لم يسلموا من الاستهداف الأمريكي.
لقد تحولت الحرب على اليمن إلى حرب اقتصادية شاملة، استخدمت فيها واشنطن كافة أدوات الحصار والتجويع، بدءا من تصنيف أنصار الله كـ"جماعة إرهابية"، وفرض عقوبات على رجال أعمال يمنيين لا علاقة لهم بالسياسة، وصولا إلى منع دخول المشتقات النفطية، وقصف المنشآت الحيوية، كميناء رأس عيسى، الذي يُعد شريانا رئيسيا لوصول الوقود إلى المحافظات.
كما شملت الاستهدافات منشآت اقتصادية وخدمية مدنية بحتة، كمصنع السواري للسيراميك في بني مطر، الذي سبق قصفه في عام 2015، ومؤسسة المياه والصرف الصحي في المنصورية، ومنشآت الاتصالات، والمرافق الصحية كمستشفى السرطان في صعدة، ومركز وشحة الصحي في حجة، فضلًا عن مؤسسات تعليمية في البيضاء ومحافظات أخرى.
ومن إيران إلى الصين، لم تتوقف ماكينة الكذب الأمريكية عن بثّ الاتهامات حول "الدعم الخارجي للحوثيين"، في محاولة لتبرير فشلها المتكرر ميدانيا. إلا أن فشل واشنطن في تقديم أدلة حقيقية، وسرعة تبدل رواياتها الرسمية، فضح هذه الذرائع وأسقطها.
ورغم الحصار والعدوان، تواصلت العمليات الهجومية للقوات المسلحة اليمنية، مستهدفة حاملات الطائرات الأمريكية (ترومان وفينسون) مرارًا، ما أجبرها على التراجع. كما وصلت الصواريخ الباليستية والطيران المسيّر اليمني إلى عمق الأراضي المحتلة، وضربت تل أبيب ويافا، في رسائل عسكرية أربكت العدو الصهيوني، وأجبرت المستوطنين على الفرار إلى الملاجئ. وواصلت الدفاعات اليمنية إسقاط طائرات MQ-9 الأمريكية، حيث تم إسقاط أكثر من 21 طائرة من هذا الطراز، منها ست منذ بداية العدوان الأمريكي في 15 مارس الماضي.
ويبقى السؤال: هل لا يزال ترامب، ومن خلفه من صناع القرار في واشنطن، يراهنون على القوة العسكرية؟ الواقع يقول إن الشعب اليمني، بصموده وثباته ووعيه، استطاع أن يهزم أمريكا بأدواته البسيطة، وأن يحوّل الحصار إلى فرصة للنهوض، والخطر إلى دافع للمواجهة. وكل ذلك بفضل الله، ثم بفضل القيادة الثورية والسياسية الحكيمة، وصبر وجهاد هذا الشعب العظيم.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم 2025/4/20
منذ بداية العدوان الأمريكي على اليمن، يتّضح أن بنك الأهداف الذي اعتمدته واشنطن لم يكن سوى انعكاس لحالة من التخبط والعجز، يتنافى كليا مع مزاعم "الحسم العسكري" و"ضرب القدرات الحوثية"، ويكشف عن فشل استراتيجي ذريع أمام صمود الشعب اليمني وثباته في موقفه الداعم لأبناء غزة.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن صراحة أن هدفه هو "القضاء على الحوثيين وتدمير أسلحتهم"، بزعم أنهم يشكلون تهديدا للملاحة الدولية والسلم العالمي. لكن الوقائع على الأرض أثبتت أن الضربات الأمريكية لم تستهدف قدرات عسكرية أو مواقع استراتيجية، ولم تنل من القوة العسكرية التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية، بل طالت منازل المدنيين، والمرافق الخدمية، والمنشآت الاقتصادية، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى في صنعاء والحديدة وصعدة ومدن يمنية أخرى.
ومن أبرز الجرائم التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي، قصف حي الجراف السكني، واستهداف منزل المواطن علي السهيلي في مديرية شعوب، والذي راح ضحيته أطفاله الأربعة.والعشرات من الجرحى كما استُهدف ميناء رأس عيسى، ما أسفر عن أكثر من 250 شهيدًا وجريحًا، إضافة إلى قصف حي سكني في سوق فروة بمديرية شعوب، والذي خلّف أكثر من 45 شهيدا وجريحا. ولم تسلم حتى المقابر من صواريخ العدوان، مثل مقبرتي "ماجل الدمة" و"النجيمات" بصنعاء، في سابقة تؤكد أن الأموات أيضا لم يسلموا من الاستهداف الأمريكي.
لقد تحولت الحرب على اليمن إلى حرب اقتصادية شاملة، استخدمت فيها واشنطن كافة أدوات الحصار والتجويع، بدءا من تصنيف أنصار الله كـ"جماعة إرهابية"، وفرض عقوبات على رجال أعمال يمنيين لا علاقة لهم بالسياسة، وصولا إلى منع دخول المشتقات النفطية، وقصف المنشآت الحيوية، كميناء رأس عيسى، الذي يُعد شريانا رئيسيا لوصول الوقود إلى المحافظات.
كما شملت الاستهدافات منشآت اقتصادية وخدمية مدنية بحتة، كمصنع السواري للسيراميك في بني مطر، الذي سبق قصفه في عام 2015، ومؤسسة المياه والصرف الصحي في المنصورية، ومنشآت الاتصالات، والمرافق الصحية كمستشفى السرطان في صعدة، ومركز وشحة الصحي في حجة، فضلًا عن مؤسسات تعليمية في البيضاء ومحافظات أخرى.
ومن إيران إلى الصين، لم تتوقف ماكينة الكذب الأمريكية عن بثّ الاتهامات حول "الدعم الخارجي للحوثيين"، في محاولة لتبرير فشلها المتكرر ميدانيا. إلا أن فشل واشنطن في تقديم أدلة حقيقية، وسرعة تبدل رواياتها الرسمية، فضح هذه الذرائع وأسقطها.
ورغم الحصار والعدوان، تواصلت العمليات الهجومية للقوات المسلحة اليمنية، مستهدفة حاملات الطائرات الأمريكية (ترومان وفينسون) مرارًا، ما أجبرها على التراجع. كما وصلت الصواريخ الباليستية والطيران المسيّر اليمني إلى عمق الأراضي المحتلة، وضربت تل أبيب ويافا، في رسائل عسكرية أربكت العدو الصهيوني، وأجبرت المستوطنين على الفرار إلى الملاجئ. وواصلت الدفاعات اليمنية إسقاط طائرات MQ-9 الأمريكية، حيث تم إسقاط أكثر من 21 طائرة من هذا الطراز، منها ست منذ بداية العدوان الأمريكي في 15 مارس الماضي.
ويبقى السؤال: هل لا يزال ترامب، ومن خلفه من صناع القرار في واشنطن، يراهنون على القوة العسكرية؟ الواقع يقول إن الشعب اليمني، بصموده وثباته ووعيه، استطاع أن يهزم أمريكا بأدواته البسيطة، وأن يحوّل الحصار إلى فرصة للنهوض، والخطر إلى دافع للمواجهة. وكل ذلك بفضل الله، ثم بفضل القيادة الثورية والسياسية الحكيمة، وصبر وجهاد هذا الشعب العظيم.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
الاستثمار البشري: محور التنمية
2025/4/29
محمد صالح حاتم.
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي والاقتصادي، تبقى الثروة البشريةهي العامل الأهم في بناء الأمم وتقدمها. فالدول التي استثمرت في الإنسان، وحسَّنت من تعليمه ومهاراته، هي التي حققت قفزات تنموية مذهلة، بينما ظلت الدول التي أهملت هذا الجانب تعاني من التخلف والتبعية.
الإنسان هو أغلى مورد تمتلكه أي أمة، فهوا لمحرك الأساسي للاقتصاد وهو صانع التكنولوجيا.
فبدون الاستثمار في الإنسان، تصبح الموارد الطبيعية (مثل النفط والغاز..والزراعة، والاسماك والمعادن ) عديمة الفائدة، لأنها تحتاج إلى عقول مدربة وخبرات قادرة على توظيفها بشكل صحيح.
التعليم ليس مجرد عملية تلقين معلومات، بل هو صناعة العقول، وبناء الشخصية القادرة على الابتكار والتطوير. الدول التي أدركت هذا حققت معجزات تنموية
فسنغافورة من الدول الفقيرة وكذلك اليابان لاتمتلك موارد والمقومات اقتصادية ولكنها حققت نهضة اقتصادية كبير فقد
ركزت على التعليم الجيد، واستثمرت في البحث العلمي وجذبت العقول المبدعة.
والبداية تكون من إصلاح التعليم،و تحويله من تعليم تلقيني إلى تعليم إبداعي
، ربط المناهج باحتياجات سوق العمل، تدريب وتأهيل الكوادر، دعم التدريب المهني والتعليم التقني، تشجيع البحث العلمي، تمويل الجامعات ومراكز الأبحاث، تحفيز المواهب، دعم المبتكرين ورعاية الأفكار الجديدة.
التجارب الناجحة أثبتت أن الاستثمار في العقل البشري، هو الطريق الوحيد للنهضة. فالدول التي تملك الموارد البشرية المؤهلة، قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، والفقر إلى اثريا، والتخلف إلى تقدم. والمثل الصيني يقول:( لو كان لديكم طفلان وقطعة ذهب واحدة، فاستثمروا القطعة في تعليم الطفلين، لأن الذهب ينفد والعلم يبقى)
لذا، يجب أن يكون الاستثمار البشري هو الأولوية الأولى لأي دولة تطمح إلى التقدم والريادة، فالأنسان هو الثروةالحقيقية التي لا تنضب، وهو الضمانة الوحيدة لتحقيق التنمية والازدهار،.
فمتى سنبداء بالتفكير في الاستثمار البشري لنحقق النهضة والتنمية والبناء التي نسعى لتحقيقها لبلدنا؟
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
2025/4/29
محمد صالح حاتم.
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي والاقتصادي، تبقى الثروة البشريةهي العامل الأهم في بناء الأمم وتقدمها. فالدول التي استثمرت في الإنسان، وحسَّنت من تعليمه ومهاراته، هي التي حققت قفزات تنموية مذهلة، بينما ظلت الدول التي أهملت هذا الجانب تعاني من التخلف والتبعية.
الإنسان هو أغلى مورد تمتلكه أي أمة، فهوا لمحرك الأساسي للاقتصاد وهو صانع التكنولوجيا.
فبدون الاستثمار في الإنسان، تصبح الموارد الطبيعية (مثل النفط والغاز..والزراعة، والاسماك والمعادن ) عديمة الفائدة، لأنها تحتاج إلى عقول مدربة وخبرات قادرة على توظيفها بشكل صحيح.
التعليم ليس مجرد عملية تلقين معلومات، بل هو صناعة العقول، وبناء الشخصية القادرة على الابتكار والتطوير. الدول التي أدركت هذا حققت معجزات تنموية
فسنغافورة من الدول الفقيرة وكذلك اليابان لاتمتلك موارد والمقومات اقتصادية ولكنها حققت نهضة اقتصادية كبير فقد
ركزت على التعليم الجيد، واستثمرت في البحث العلمي وجذبت العقول المبدعة.
والبداية تكون من إصلاح التعليم،و تحويله من تعليم تلقيني إلى تعليم إبداعي
، ربط المناهج باحتياجات سوق العمل، تدريب وتأهيل الكوادر، دعم التدريب المهني والتعليم التقني، تشجيع البحث العلمي، تمويل الجامعات ومراكز الأبحاث، تحفيز المواهب، دعم المبتكرين ورعاية الأفكار الجديدة.
التجارب الناجحة أثبتت أن الاستثمار في العقل البشري، هو الطريق الوحيد للنهضة. فالدول التي تملك الموارد البشرية المؤهلة، قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، والفقر إلى اثريا، والتخلف إلى تقدم. والمثل الصيني يقول:( لو كان لديكم طفلان وقطعة ذهب واحدة، فاستثمروا القطعة في تعليم الطفلين، لأن الذهب ينفد والعلم يبقى)
لذا، يجب أن يكون الاستثمار البشري هو الأولوية الأولى لأي دولة تطمح إلى التقدم والريادة، فالأنسان هو الثروةالحقيقية التي لا تنضب، وهو الضمانة الوحيدة لتحقيق التنمية والازدهار،.
فمتى سنبداء بالتفكير في الاستثمار البشري لنحقق النهضة والتنمية والبناء التي نسعى لتحقيقها لبلدنا؟
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
الحصار بالحصار
محمد صالح حاتم. 2025/5/6
في زمنٍ تتكشّف فيه المواقف والحقائق، وتُختبر فيه الشعوب، وقفت اليمن بقيادتها ورجالها ومقاومتها موقفًا يُكتب بحروفٍ من نور في سجلّ الكرامة العربية والإسلامية، موقفًا يربط الضمير بالفعل، والوجدان بالرد، والصرخة بالفعل المزلزل.
لقد ارتكب العدو الصهيوني واحدةً من أبشع جرائم العصر الحديث في قطاع غزة، حيث يشن عدوانًا شرسا لا يفرق بين طفلٍ وامرأة، بين مشفى ومدرسة، وبين الحياة والموت. لم يكتفِ بالقصف الوحشي، بل فرض حصارا خانقا، حرم أكثر من مليوني فلسطيني من الغذاء والماء والدواء، بل حتى من مجرد تنفس الحياة. هذا الحصار الذي مضى عليه أكثر من عام ونصف ، جريمة مكتملة الأركان، يتواطأ فيها العالم بصمته، وتغذيها أمريكا بترسانتها ودولاراتها، ويدعمها بعض الانظمة العربية بنفطها، وسكوتها.
وفي موقف إنساني وأخلاقي قبل أن يكون سياسيا، أعلن اليمن قيادة وشعبا تضامنه الكامل مع غزة، من أول يوم، فلم تكن الكلمات هي الوسيلة الوحيدة للتعبير، بل انتقل الموقف إلى ساحة الفعل، حيث قامت القوات المسلحة اليمنية باغلاق باب المندب والبحر الاحمر امام السفن الإسرائيلية والمتجه نحو الموانئ العربية المحتلة في فلسطين،ليس هذا وحسب؛ بل قامت باستهداف المنشأت العسكرية والمطارات في اسرائيلي بصواريخ فرط صوتية، وطيران مسير، وقامت كذلك بقصف واستهداف حاملات الطائرات الامريكية في البحر الأحمر .
ونظرا لاستمرار العدو الإسرائيلي في ارتكاب المجازر بحق ابناء غزة وتجويعهم، وقيام امريكا بقصف واستهداف المدن والمنشأت المدنية والخدمية في اليمن،اتخذت القيادة الثوريةوالسياسة قرار "الحصار بالحصار"، وفرضت واقعًا جديدًا في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، باستهداف كل السفن المحمّلة بالنفط الأمريكي، الذي يغذّي آلة الحرب الصهيونية
لم تكتفِ اليمن بذلك، بل ذهبت أبعد، حين استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ فرط صوتي، لم تستطع دفاعات العدو الإسرائيلي من استهدافه، وكذلك اعلان الناطق العسكري العميد يحيى سريع فرض حظرًا شاملًا على الطيران المتجه إلى مطارات الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، وفي مقدمتها مطار بن غوريون، في خطوة غير مسبوقة تعكس حجم التحوّل في معادلة الردع، وترسل رسالة واضحة: "لن يمر النفط الأمريكي، ولن تهبط طائرات الكيان، ما دام طفلٌ في غزة يُحرم من شربة ماء أو أنفاس حياة".
لقد أثبتت القوات المسلحة اليمنية رغم الحصار والحرب المفروضة عليها منذ سنوات أنها باتت قوة إقليمية فاعلة، تملك من القدرات الصاروخية والمسيرة والتقنية الاستخباراتية ما يؤهلها لفرض معادلات جديدة في البحر والجو.
إن هذا التطور النوعي في الردع اليمني يعكس تحولًا استراتيجيًا في المنطقة، ويعني ببساطة أن اليمن باتت تملك اليد الطولى في التأثير على مفاصل حساسة من الاقتصاد العالمي وسير العمليات الجوية في الكيان المحتل، ما يجعل من "الحصار بالحصار" واقعًا تفرضه الإرادة اليمنية لا مجرد شعار.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم. 2025/5/6
في زمنٍ تتكشّف فيه المواقف والحقائق، وتُختبر فيه الشعوب، وقفت اليمن بقيادتها ورجالها ومقاومتها موقفًا يُكتب بحروفٍ من نور في سجلّ الكرامة العربية والإسلامية، موقفًا يربط الضمير بالفعل، والوجدان بالرد، والصرخة بالفعل المزلزل.
لقد ارتكب العدو الصهيوني واحدةً من أبشع جرائم العصر الحديث في قطاع غزة، حيث يشن عدوانًا شرسا لا يفرق بين طفلٍ وامرأة، بين مشفى ومدرسة، وبين الحياة والموت. لم يكتفِ بالقصف الوحشي، بل فرض حصارا خانقا، حرم أكثر من مليوني فلسطيني من الغذاء والماء والدواء، بل حتى من مجرد تنفس الحياة. هذا الحصار الذي مضى عليه أكثر من عام ونصف ، جريمة مكتملة الأركان، يتواطأ فيها العالم بصمته، وتغذيها أمريكا بترسانتها ودولاراتها، ويدعمها بعض الانظمة العربية بنفطها، وسكوتها.
وفي موقف إنساني وأخلاقي قبل أن يكون سياسيا، أعلن اليمن قيادة وشعبا تضامنه الكامل مع غزة، من أول يوم، فلم تكن الكلمات هي الوسيلة الوحيدة للتعبير، بل انتقل الموقف إلى ساحة الفعل، حيث قامت القوات المسلحة اليمنية باغلاق باب المندب والبحر الاحمر امام السفن الإسرائيلية والمتجه نحو الموانئ العربية المحتلة في فلسطين،ليس هذا وحسب؛ بل قامت باستهداف المنشأت العسكرية والمطارات في اسرائيلي بصواريخ فرط صوتية، وطيران مسير، وقامت كذلك بقصف واستهداف حاملات الطائرات الامريكية في البحر الأحمر .
ونظرا لاستمرار العدو الإسرائيلي في ارتكاب المجازر بحق ابناء غزة وتجويعهم، وقيام امريكا بقصف واستهداف المدن والمنشأت المدنية والخدمية في اليمن،اتخذت القيادة الثوريةوالسياسة قرار "الحصار بالحصار"، وفرضت واقعًا جديدًا في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، باستهداف كل السفن المحمّلة بالنفط الأمريكي، الذي يغذّي آلة الحرب الصهيونية
لم تكتفِ اليمن بذلك، بل ذهبت أبعد، حين استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ فرط صوتي، لم تستطع دفاعات العدو الإسرائيلي من استهدافه، وكذلك اعلان الناطق العسكري العميد يحيى سريع فرض حظرًا شاملًا على الطيران المتجه إلى مطارات الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، وفي مقدمتها مطار بن غوريون، في خطوة غير مسبوقة تعكس حجم التحوّل في معادلة الردع، وترسل رسالة واضحة: "لن يمر النفط الأمريكي، ولن تهبط طائرات الكيان، ما دام طفلٌ في غزة يُحرم من شربة ماء أو أنفاس حياة".
لقد أثبتت القوات المسلحة اليمنية رغم الحصار والحرب المفروضة عليها منذ سنوات أنها باتت قوة إقليمية فاعلة، تملك من القدرات الصاروخية والمسيرة والتقنية الاستخباراتية ما يؤهلها لفرض معادلات جديدة في البحر والجو.
إن هذا التطور النوعي في الردع اليمني يعكس تحولًا استراتيجيًا في المنطقة، ويعني ببساطة أن اليمن باتت تملك اليد الطولى في التأثير على مفاصل حساسة من الاقتصاد العالمي وسير العمليات الجوية في الكيان المحتل، ما يجعل من "الحصار بالحصار" واقعًا تفرضه الإرادة اليمنية لا مجرد شعار.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
القوة تصنع السلام... اليمن أنموذج..
محمد صالح حاتم. 2025/5/14
منذ فجر التاريخ، كانت القوة سلاحا يفرض الاحترام، ويصنع الهيبة، ويمنح الشعوب مكانتها بين الأمم. لم يكن الضعفاء يوما أصحاب قرار، ولم يُحسب لهم حساب، بينما من يمتلك القوة – خاصة القوة العسكرية – يصبح رقما صعبا في المعادلات الدولية، ومركز اهتمام وتقدير من الأعداء قبل الأصدقاء. ولهذا، لا غرابة أن يقول الأمريكيون: "إذا أردت السلام، فاحمل السلاح." فالعالم لا يعرف منطق الضعف، ولا ينصت إلا لصوت القوة.
ولعل التجربة اليمنية الحديثة تُعد من أبرز الشواهد الحية على أن القوة عزٌ، ومنعة، وكرامة. فعندما كانت اليمن في مرحلة الضعف والتبعية، كانت السيادة منتهكة، والقرار مرهونًا بالخارج، وكانت السماء مستباحة، والعدو يسرح ويمرح بلا رادع. أما اليوم، وبعد سنوات من الصمود والتضحيات، تحوّلت اليمن إلى قوة عسكرية يحسب لها ألف حساب.
لقد بنت اليمن قوتها العسكرية من العدم، وتطورت قدراتها الصاروخية والجوية في ظل حصار خانق وعدوان شامل، فامتلكت ما لم يكن متوقعا، وأثبتت للعالم أن الإرادة حين تتسلح بالحق، تصنع المعجزات. وما أن بدأت الصواريخ البالستية والمسيّرات اليمنية تستهدف عمق الاراضي العربية المحتلة في فلسطين، وتقصف مطار بن غورويون، ويافا وحيفا، وتمنع السفن الامريكية والصهيونية من المرور من باب المندب، والبحر الأحمر والعربي،دعما واسنادا لابناء فلسطين، حتى تغيرت لغة العالم تجاه اليمن.
وها هي الولايات المتحدة الأمريكية – أقوى دولة في العالم كما يقولون، ورأس العدوان والهيمنة – تعلن وقف إطلاق النار وتطلب التهدئة،بعدما اعلنت القوات المسلحة اليمنية حضر تصدير النفط الامريكي ومنع السفن المحملة بالنفط الامريكي من المرور عبر البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي،وبعد فشل حاملتي الطائرات الامريكية« ترومان وفينسون» والتي اصبحت تحت رحمة الصواريخ اليمنية.
فعندما اعلن الرئيس الامريكي ترامب وقف إطلاق النار والاتفاق مع اليمن،وعندما اعترف بشجاعة اليمنيين وقدرتهم على تحمل الضربات التي شنتها امريكا على اليمن،فهذا لم يكن يصدر منه لولا القوة التي باتت تمتلكها اليمن. والتي لم تعد تلك الدولة الضعيفة التي يمكن تجاهلها، بل أصبحت قوة عسكرية صاعدة لا يمكن القفز عليها.
إنه عصر اليمن القوي، الذي لا يُملى عليه، ولا يُبتز، ولا يُخضع. قوة لا تُبنى على الطغيان، ولا للاعتداء على الأخرين؛ بل قوة قائمة على العدل والسيادة والكرامة. قوة ردعت، فاحترق المعتدون، وبنت، فازدهر الأمل في نفوس الأحرار.
إن القوة عز، ولكن بشرط أن تكون دفاعا عن الدين والارض والعرض ، وحماية المستصعفين ومناصرة لهم،وكسر جبروت الطغاة والمتكبرين،وطرد المحتلين الغاصبين للارض. لا في خدمة الظلم والظالمين، واليمن اليوم تقدم نموذجًا يُحتذى: قوة عسكرية مستقلة، صلبة، تنطلق من عادلة القضية، وتبني سلاما من موقع القوة، لا من موقع التوسل والانكسار...http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم. 2025/5/14
منذ فجر التاريخ، كانت القوة سلاحا يفرض الاحترام، ويصنع الهيبة، ويمنح الشعوب مكانتها بين الأمم. لم يكن الضعفاء يوما أصحاب قرار، ولم يُحسب لهم حساب، بينما من يمتلك القوة – خاصة القوة العسكرية – يصبح رقما صعبا في المعادلات الدولية، ومركز اهتمام وتقدير من الأعداء قبل الأصدقاء. ولهذا، لا غرابة أن يقول الأمريكيون: "إذا أردت السلام، فاحمل السلاح." فالعالم لا يعرف منطق الضعف، ولا ينصت إلا لصوت القوة.
ولعل التجربة اليمنية الحديثة تُعد من أبرز الشواهد الحية على أن القوة عزٌ، ومنعة، وكرامة. فعندما كانت اليمن في مرحلة الضعف والتبعية، كانت السيادة منتهكة، والقرار مرهونًا بالخارج، وكانت السماء مستباحة، والعدو يسرح ويمرح بلا رادع. أما اليوم، وبعد سنوات من الصمود والتضحيات، تحوّلت اليمن إلى قوة عسكرية يحسب لها ألف حساب.
لقد بنت اليمن قوتها العسكرية من العدم، وتطورت قدراتها الصاروخية والجوية في ظل حصار خانق وعدوان شامل، فامتلكت ما لم يكن متوقعا، وأثبتت للعالم أن الإرادة حين تتسلح بالحق، تصنع المعجزات. وما أن بدأت الصواريخ البالستية والمسيّرات اليمنية تستهدف عمق الاراضي العربية المحتلة في فلسطين، وتقصف مطار بن غورويون، ويافا وحيفا، وتمنع السفن الامريكية والصهيونية من المرور من باب المندب، والبحر الأحمر والعربي،دعما واسنادا لابناء فلسطين، حتى تغيرت لغة العالم تجاه اليمن.
وها هي الولايات المتحدة الأمريكية – أقوى دولة في العالم كما يقولون، ورأس العدوان والهيمنة – تعلن وقف إطلاق النار وتطلب التهدئة،بعدما اعلنت القوات المسلحة اليمنية حضر تصدير النفط الامريكي ومنع السفن المحملة بالنفط الامريكي من المرور عبر البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي،وبعد فشل حاملتي الطائرات الامريكية« ترومان وفينسون» والتي اصبحت تحت رحمة الصواريخ اليمنية.
فعندما اعلن الرئيس الامريكي ترامب وقف إطلاق النار والاتفاق مع اليمن،وعندما اعترف بشجاعة اليمنيين وقدرتهم على تحمل الضربات التي شنتها امريكا على اليمن،فهذا لم يكن يصدر منه لولا القوة التي باتت تمتلكها اليمن. والتي لم تعد تلك الدولة الضعيفة التي يمكن تجاهلها، بل أصبحت قوة عسكرية صاعدة لا يمكن القفز عليها.
إنه عصر اليمن القوي، الذي لا يُملى عليه، ولا يُبتز، ولا يُخضع. قوة لا تُبنى على الطغيان، ولا للاعتداء على الأخرين؛ بل قوة قائمة على العدل والسيادة والكرامة. قوة ردعت، فاحترق المعتدون، وبنت، فازدهر الأمل في نفوس الأحرار.
إن القوة عز، ولكن بشرط أن تكون دفاعا عن الدين والارض والعرض ، وحماية المستصعفين ومناصرة لهم،وكسر جبروت الطغاة والمتكبرين،وطرد المحتلين الغاصبين للارض. لا في خدمة الظلم والظالمين، واليمن اليوم تقدم نموذجًا يُحتذى: قوة عسكرية مستقلة، صلبة، تنطلق من عادلة القضية، وتبني سلاما من موقع القوة، لا من موقع التوسل والانكسار...http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
الوحدة اليمنية… صمام الأمان في وجه مشاريع التقسيم والارتهان.
محمد صالح حاتم. 2025/5/20
خمسة وثلاثون عاما مضت على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، ذلك الحدث المفصلي الذي شكّل لحظة تاريخية فارقة في مسار اليمن الحديث، وبوابة أمل لشعبٍ عانى طويلًا من التشطير والتجزئة والصراعات المفتعلة.
الوحدة لم تكن مجرّد توقيع سياسي، بل تعبير صادق عن تطلعات الشعب اليمني في الشمال والجنوب، في الشرق والغرب، نحو دولة موحدة مستقلة تمتلك قرارها وسيادتها، وتنهض بمقدراتها، وتؤسس لمستقبل يليق بتاريخ اليمن وموقعه الجغرافي والديني والاستراتيجي.
إن أهمية الوحدة اليمنية لا تقتصر على اليمن فقط، بل تتعداه إلى الإقليم برمته. فاليمن الموحد المستقر هو عامل توازن في المنطقة، وصاحب تأثير كبير على أمن البحر الأحمر وباب المندب، الممر البحري الدولي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في حسابات التجارة والنفوذ العالمي. وما كان لهذا الموقع أن يُستثمر لصالح الأمة إلا في ظل وحدة القرار والسيادة.
لكن الوحدة، ومنذ فجرها، واجهت مؤامرات كبرى قادتها قوى استعمارية على رأسها بريطانيا، التي غادرت جنوب اليمن في الستينات، لكنها ظلت تتأمر على اليمن،وتسعى عبر أدواتها المحلية والإقليمية لتنفيذ مشاريع تمزيقية، وهذا ما بتنا نلحظه ونشاهده اليوم من خلال ما يسمى المجلس الإنتقالي الذي ينادي باستعادة دول "الجنوب العربي" وكذلك ما جرى ويجري في حضرموت من خلال أعلان «دولة حضرموت الاتحادية» وأشكال متعددة من الفدرلة المقنعة التي لا تخدم اليمنيين، وإنما تعيد رسم الخارطة وفق مصالح المستعمر القديم – الجديد.
والمؤسف أن هذه المشاريع وجدت بيئة خصبة في ظل الاحتلال الخارجي للمحافظات الجنوبية، حيث تتعدد الفصائل والولاءات، وتنقسم المحافظات بين مكونات تتبع هذه الدولة أو تلك، حتى صار لكل محافظة سلطة منفصلة، ولكل فصيل أجندة لا تمتّ للوطن بصلة. والنتيجة؟ انهيار في الخدمات، غياب للأمن، وواقع معيشي مأساوي يعاني منه المواطن الجنوبي كل يوم.
فالتمسك بالوحدة ليست مطلب أو حق سياسي واجتماعي؛بل هي التزام ديني، امرنا به ديننا الحنيف الذي يدعونا للوحدة والاعتصام بكتابه.
فقال تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا". صدق الله العظيم وما أحوجنا اليوم أن نستوعب هذا التوجيه الرباني، في زمن تتوحد فيه الدول العظمى وتتكامل اقتصادياتها وتحالفاتها، بينما يُراد لنا أن نتمزق، ونبقى مجرد كيانات ضعيفة ممزقة يسهل ابتلاعها أو السيطرة عليها.
فالعدو يسعى إلى تمزيق الجسد اليمني إلى دويلات صغيرة وكنتونات متفرقة، متناحرة وتتقاتل فيما بينها، كما كانت المناطق الجنوبية مقسم إلى أكثر من 21 مشيخة وسلطنه،ليسهل عليه تحقيق اهدافه ومخططاته،وهي السيطرة على الممرات البحرية ونهب الثروات النفطية.
علينا أن نجعل من ذكرى إعادة الوحدة محطة لتوحيد الصف اليمني، وتجديد الوعي الوطني، والانتباه إلى حجم التحديات والمخاطر، وإدراك أن لا نهضة بدون وحدة، ولا سيادة بدون استقلال القرار، ولا كرامة في ظل الاحتلال والارتهان.
فلنُجدّد العهد مع الله، ومع الوطن، أن نحفظ وحدتنا، ونحمي سيادتنا، ونستكمل معركة التحرر والبناء، فالتاريخ لا يرحم المتخاذلين، والشعوب التي تفرّط في وحدتها، تفرّط في مستقبلها.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم. 2025/5/20
خمسة وثلاثون عاما مضت على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، ذلك الحدث المفصلي الذي شكّل لحظة تاريخية فارقة في مسار اليمن الحديث، وبوابة أمل لشعبٍ عانى طويلًا من التشطير والتجزئة والصراعات المفتعلة.
الوحدة لم تكن مجرّد توقيع سياسي، بل تعبير صادق عن تطلعات الشعب اليمني في الشمال والجنوب، في الشرق والغرب، نحو دولة موحدة مستقلة تمتلك قرارها وسيادتها، وتنهض بمقدراتها، وتؤسس لمستقبل يليق بتاريخ اليمن وموقعه الجغرافي والديني والاستراتيجي.
إن أهمية الوحدة اليمنية لا تقتصر على اليمن فقط، بل تتعداه إلى الإقليم برمته. فاليمن الموحد المستقر هو عامل توازن في المنطقة، وصاحب تأثير كبير على أمن البحر الأحمر وباب المندب، الممر البحري الدولي الذي لا يمكن الاستغناء عنه في حسابات التجارة والنفوذ العالمي. وما كان لهذا الموقع أن يُستثمر لصالح الأمة إلا في ظل وحدة القرار والسيادة.
لكن الوحدة، ومنذ فجرها، واجهت مؤامرات كبرى قادتها قوى استعمارية على رأسها بريطانيا، التي غادرت جنوب اليمن في الستينات، لكنها ظلت تتأمر على اليمن،وتسعى عبر أدواتها المحلية والإقليمية لتنفيذ مشاريع تمزيقية، وهذا ما بتنا نلحظه ونشاهده اليوم من خلال ما يسمى المجلس الإنتقالي الذي ينادي باستعادة دول "الجنوب العربي" وكذلك ما جرى ويجري في حضرموت من خلال أعلان «دولة حضرموت الاتحادية» وأشكال متعددة من الفدرلة المقنعة التي لا تخدم اليمنيين، وإنما تعيد رسم الخارطة وفق مصالح المستعمر القديم – الجديد.
والمؤسف أن هذه المشاريع وجدت بيئة خصبة في ظل الاحتلال الخارجي للمحافظات الجنوبية، حيث تتعدد الفصائل والولاءات، وتنقسم المحافظات بين مكونات تتبع هذه الدولة أو تلك، حتى صار لكل محافظة سلطة منفصلة، ولكل فصيل أجندة لا تمتّ للوطن بصلة. والنتيجة؟ انهيار في الخدمات، غياب للأمن، وواقع معيشي مأساوي يعاني منه المواطن الجنوبي كل يوم.
فالتمسك بالوحدة ليست مطلب أو حق سياسي واجتماعي؛بل هي التزام ديني، امرنا به ديننا الحنيف الذي يدعونا للوحدة والاعتصام بكتابه.
فقال تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا". صدق الله العظيم وما أحوجنا اليوم أن نستوعب هذا التوجيه الرباني، في زمن تتوحد فيه الدول العظمى وتتكامل اقتصادياتها وتحالفاتها، بينما يُراد لنا أن نتمزق، ونبقى مجرد كيانات ضعيفة ممزقة يسهل ابتلاعها أو السيطرة عليها.
فالعدو يسعى إلى تمزيق الجسد اليمني إلى دويلات صغيرة وكنتونات متفرقة، متناحرة وتتقاتل فيما بينها، كما كانت المناطق الجنوبية مقسم إلى أكثر من 21 مشيخة وسلطنه،ليسهل عليه تحقيق اهدافه ومخططاته،وهي السيطرة على الممرات البحرية ونهب الثروات النفطية.
علينا أن نجعل من ذكرى إعادة الوحدة محطة لتوحيد الصف اليمني، وتجديد الوعي الوطني، والانتباه إلى حجم التحديات والمخاطر، وإدراك أن لا نهضة بدون وحدة، ولا سيادة بدون استقلال القرار، ولا كرامة في ظل الاحتلال والارتهان.
فلنُجدّد العهد مع الله، ومع الوطن، أن نحفظ وحدتنا، ونحمي سيادتنا، ونستكمل معركة التحرر والبناء، فالتاريخ لا يرحم المتخاذلين، والشعوب التي تفرّط في وحدتها، تفرّط في مستقبلها.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
الحج إلى غزة
2025/5/28
محمد صالح حاتم
في هذه الإيام يتوافد ملايين المسلمين إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة لأداء شعيرة الحج، هذا الركن العظيم الذي قال الله تعالى فيه:
{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].
ركن جعله الله مشروطًا بالاستطاعة، في المال والبدن والطريق، فلا يجب إلا على من توفر له السبيل. وتُنفق في هذا الموسم المبارك مليارات الدولارات، وتُسخّر الطاقات الهائلة، وتُخصص القنوات والخطابات والنداءات للحديث عن عظمة هذا الركن، وهو كذلك من أعظم شعائر الإسلام.
لكن في ذات اللحظة التي يُرفع فيها التكبير من جبل عرفات، تُسمع صيحات الاستغاثة من تحت ركام غزة.
وفي الوقت الذي تُرمى فيه الجمرات، تتساقط القنابل على منازل الأبرياء، وفي الوقت الذي يُذبح فيه الهدي قرب منى، يُذبح أطفال غزة بدم بارد، وتُقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والمخيمات، ويُمنع عنهم الغذاء والماء والدواء، وتُرتكب بحقهم أفظع المجازر.
وفي غمرة هذا الموسم العظيم ، يغيب عن أذهان كثير من المسلمين،أو يتناسون أن المسجد الأقصى ما يزال تحت الاحتلال الصهيوني، تدنسه أقدام المستوطنين المدججين بالسلاح، في ظل حراسة جيش مغتصب.
المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ما يزال يصرخ مستغيثًا، ينادي أمة المليار: أين أنتم؟!
فهل نسي المسلمون أن في دينهم فريضة أخرى غير مشروطة بالاستطاعة؟ بل هي واجبة متى ما وقع العدوان وتعرض المسلمون للهلاك؟
إنها فريضة الجهاد، التي قال الله تعالى عنها:
{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [البقرة: 190]،
وقال أيضًا:
{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء: 75].
وفي آية أخرى:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} [البقرة: 216].
إن ما يحدث في غزة ليس معركة سياسية ولا خلافًا حدوديًا، بل هو معركة الإسلام في وجه الطغيان الصهيوني العالمي، الذي يريد أن يُسكت صوت المقاومة ويكسر إرادة الأمة ويُنهي قضية فلسطين.
والعجيب أن هذه الجرائم تُرتكب أمام أمة تعدّ أكثر من مليار مسلم، منهم من يملك الثروات الطائلة، والجيوش العرمرمية، والمنابر الإعلامية والدبلوماسية، ثم لا يتحرك منها إلا صوت الادانه والاستنكار؛ بل إن بعض الانظمة العربية والاسلامية تدعم الكيان المغتصب، وتمده بالمال والسلاح.
أليس من الأولى، قبل أن نحج إلى مكة، أن تحج قلوبنا إلى غزة؟
أليس من الأولى أن نُحمل أموالنا لمساعدة الجوعى والجرحى والمرابطين على الثغور؟
أليس من الأولى أن نرتدي كفن الجهاد بدل كفن النسك المترف، ونحن نرى الدين يُذبح في غزة؟
أليس الجهاد اليوم أولى من النافلة؟ وأعظم من حج التطوع؟
لقد أصبحت غزة هي القبلة الثانية للكرامة، والمسجد الأقصى الجريح هو وجهتنا المقدسة المغتصبة، ومن لم يستطع القتال فيهما بيده، فلا أقل من أن يجاهد بقلمه وصوته وماله، ويقاطع العدو،ويقاطع منتجاته، ومن يطبع معه، ويكسر جدار الصمت الذي هو أخطر من جدار الفصل العنصري.
غزة اليوم ليست فقط رمزًا لفلسطين، بل مِحراب الجهاد، وموضع الاصطفاء الرباني، كما قال تعالى:
{وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يُنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} [الحديد: 25].
وفيها تُفرز الأمة، من هو مع الله، ومن هو مع الطغيان.
نحن لا نقلل من شأن الحج، ولكننا نصرخ في وجه الغفلة:
إن الحج فريضة لمن استطاع إليه سبيلا، أما الجهاد فهو واجب لا يُؤجل عندما تذبح غزة وتُدنس الأقصى.
فيا حجيج بيت الله، لا تنسوا حجيج غزة، الذين طافوا حول ركامهم، وسعوا بين الموت والحصار، ووقفوا بعرفة الجهاد، ولبّوا نداء الله:
{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 41].
إن الحج إلى غزة اليوم، هو فرض واجب على جميع المسلمين.
وإن تحرير الأقصى، ليس حلمًا، بل عهدٌ وواجبٌ لا يسقط بالتقادم...
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
2025/5/28
محمد صالح حاتم
في هذه الإيام يتوافد ملايين المسلمين إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة لأداء شعيرة الحج، هذا الركن العظيم الذي قال الله تعالى فيه:
{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].
ركن جعله الله مشروطًا بالاستطاعة، في المال والبدن والطريق، فلا يجب إلا على من توفر له السبيل. وتُنفق في هذا الموسم المبارك مليارات الدولارات، وتُسخّر الطاقات الهائلة، وتُخصص القنوات والخطابات والنداءات للحديث عن عظمة هذا الركن، وهو كذلك من أعظم شعائر الإسلام.
لكن في ذات اللحظة التي يُرفع فيها التكبير من جبل عرفات، تُسمع صيحات الاستغاثة من تحت ركام غزة.
وفي الوقت الذي تُرمى فيه الجمرات، تتساقط القنابل على منازل الأبرياء، وفي الوقت الذي يُذبح فيه الهدي قرب منى، يُذبح أطفال غزة بدم بارد، وتُقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والمخيمات، ويُمنع عنهم الغذاء والماء والدواء، وتُرتكب بحقهم أفظع المجازر.
وفي غمرة هذا الموسم العظيم ، يغيب عن أذهان كثير من المسلمين،أو يتناسون أن المسجد الأقصى ما يزال تحت الاحتلال الصهيوني، تدنسه أقدام المستوطنين المدججين بالسلاح، في ظل حراسة جيش مغتصب.
المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ما يزال يصرخ مستغيثًا، ينادي أمة المليار: أين أنتم؟!
فهل نسي المسلمون أن في دينهم فريضة أخرى غير مشروطة بالاستطاعة؟ بل هي واجبة متى ما وقع العدوان وتعرض المسلمون للهلاك؟
إنها فريضة الجهاد، التي قال الله تعالى عنها:
{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [البقرة: 190]،
وقال أيضًا:
{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء: 75].
وفي آية أخرى:
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ} [البقرة: 216].
إن ما يحدث في غزة ليس معركة سياسية ولا خلافًا حدوديًا، بل هو معركة الإسلام في وجه الطغيان الصهيوني العالمي، الذي يريد أن يُسكت صوت المقاومة ويكسر إرادة الأمة ويُنهي قضية فلسطين.
والعجيب أن هذه الجرائم تُرتكب أمام أمة تعدّ أكثر من مليار مسلم، منهم من يملك الثروات الطائلة، والجيوش العرمرمية، والمنابر الإعلامية والدبلوماسية، ثم لا يتحرك منها إلا صوت الادانه والاستنكار؛ بل إن بعض الانظمة العربية والاسلامية تدعم الكيان المغتصب، وتمده بالمال والسلاح.
أليس من الأولى، قبل أن نحج إلى مكة، أن تحج قلوبنا إلى غزة؟
أليس من الأولى أن نُحمل أموالنا لمساعدة الجوعى والجرحى والمرابطين على الثغور؟
أليس من الأولى أن نرتدي كفن الجهاد بدل كفن النسك المترف، ونحن نرى الدين يُذبح في غزة؟
أليس الجهاد اليوم أولى من النافلة؟ وأعظم من حج التطوع؟
لقد أصبحت غزة هي القبلة الثانية للكرامة، والمسجد الأقصى الجريح هو وجهتنا المقدسة المغتصبة، ومن لم يستطع القتال فيهما بيده، فلا أقل من أن يجاهد بقلمه وصوته وماله، ويقاطع العدو،ويقاطع منتجاته، ومن يطبع معه، ويكسر جدار الصمت الذي هو أخطر من جدار الفصل العنصري.
غزة اليوم ليست فقط رمزًا لفلسطين، بل مِحراب الجهاد، وموضع الاصطفاء الرباني، كما قال تعالى:
{وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يُنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} [الحديد: 25].
وفيها تُفرز الأمة، من هو مع الله، ومن هو مع الطغيان.
نحن لا نقلل من شأن الحج، ولكننا نصرخ في وجه الغفلة:
إن الحج فريضة لمن استطاع إليه سبيلا، أما الجهاد فهو واجب لا يُؤجل عندما تذبح غزة وتُدنس الأقصى.
فيا حجيج بيت الله، لا تنسوا حجيج غزة، الذين طافوا حول ركامهم، وسعوا بين الموت والحصار، ووقفوا بعرفة الجهاد، ولبّوا نداء الله:
{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 41].
إن الحج إلى غزة اليوم، هو فرض واجب على جميع المسلمين.
وإن تحرير الأقصى، ليس حلمًا، بل عهدٌ وواجبٌ لا يسقط بالتقادم...
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
إشكالية مقاومة التغيير
محمد صالح حاتم. 2025/6/17
تعد ظاهرة مقاومة التغيير من أهم التحديات التي تواجه أي مبادرة تحولية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو حتى المجتمعات بأكملها..
ولعل كتاب «من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟» للمؤلف سبنسر جونسون من ابلغ من تناول هذا الموضوع، حيث يوضح الكتاب كيف أن التمسك بالوضع الراهن،حتى لو كان غير فعال، ففي سرد رمزي بسيط، بيّن كيف أن البعض حين تتغير الظروف من حوله يبادر بالبحث عن خيارات جديدة، بينما يظل آخرون عالقين في أماكنهم، يرفضون الواقع الجديد، ويتمنون لو أن الزمن يعود إلى الوراء.
مشكلة التغيير لا تكمن في الرؤية أو في الأفكار، بل في الاستعداد النفسي والذهني لقبول التحول. فالناس بطبعهم يميلون إلى ما اعتادوه، حتى وإن كان غير عادل، أو غير صالح، أو غير نافع. وما إن يُطرح مشروع تغيير جاد، حتى تبدأ الأسئلة والترددات والمخاوف. البعض يخشى أن يفقد امتيازاته، والبعض الآخر لا يرى في التغيير سوى عبء إضافي. وهناك من لا يثق بأي تغيير أصلاً، لأنه لم يعِش إلا في أجواء السكون والجمود والفساد.
هذه الإشكالية تبرز اليوم بوضوح في المشهد اليمني، حيث لا تزال مرحلة التغيير الجذري التي أعلن عنها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي تتقدم بخطى شجاعة، لكنها تُواجَه بعوائق خفية وأحيانًا علنية، من قِبَل أفراد وجهات ليست مؤمنة بهذا التحول، أو ليست جاهزة للانخراط فيه.
إن الرؤية التي قدّمها السيد القائد، منذ انطلاقة المسيرة القرآنية، لم تكن مجرد دعوة سياسية أو تغييرًا في الوجوه والمناصب، بل كانت دعوة لنهضة شاملة، تقوم على التحرر من التبعية، وبناء دولة ذات سيادة، ومجتمع يرتكز على القيم القرآنية والعدل الحقيقي. غير أن مثل هذا التحول الجذري لا يروق لأولئك الذين وجدوا في الواقع الفاسد القديم متنفسًا لمصالحهم، ولا يعجب أصحاب الذهنية الإدارية الكسولة، ولا ينسجم مع أولئك الذين يريدون الاحتفاظ بمواقعهم دون أن يغيروا من أدواتهم ولا من عقولهم.
في واقعنا اليوم، ثمة مقاومة صامتة تسري داخل بعض مؤسسات الدولة، تتجلى في البطء، والتثبيط، والتعامل الروتيني الذي يفرغ القرارات من مضامينها. هناك من يُظهر التأييد في العلن لكنه يعطّل التوجهات في الواقع، وهناك من يروّج للإحباط واليأس وكأن شيئًا لم يتغير، بل ربما يزعم أن التغيير مستحيل. وهؤلاء ليسوا قلة، بل يتواجدون في مواقع مفصلية تمكّنهم من التأثير وإرباك المسيرة.
التغيير لا ينجح فقط بالنوايا الصادقة أو بالخطب الثورية، بل يحتاج إلى بيئة حاضنة، وذهنية مؤمنة، وسلوك يومي ملتزم، وتطهير مستمر للمسار من العوائق التي تتلبس بالولاء، لكنها في العمق تقف حجر عثرة في وجه التحول المنشود.
إننا اليوم بحاجة إلى مكاشفة جريئة. من يريد أن يكون جزءًا من المشروع القرآني فعليه أن يتجرد من أهوائه، وأن يتحرك بإخلاص، وأن يثبت صدقه في الميدان لا في الشعارات. ومن لا يريد التغيير فليتنحّ جانبًا، فمسيرة بناء الدولة العادلة لا تحتمل المترددين ولا المتلونين ولا أولئك الذين يضعون قدمًا في الماضي وأخرى في المستقبل.
حين نُدرك أن أخطر عدو للتغيير ليس الجبهة الخارجية ولا الحرب الاقتصادية، بل هو التردد والتواطؤ والتثبيط من الداخل، سنفهم أن معركتنا اليوم ليست فقط مع بقايا العدوان، بل أيضًا مع بقايا الذهنية القديمة، ومع أولئك الذين يحاولون تجميل الفساد أو تسويغ العجز أو تعطيل مسارات التصحيح.
ومع أن التغيير سنة من سنن الحياة، إلا أن التاريخ علمنا أن كل تغيير حقيقي لا بد أن يمر بمراحل من الألم والمقاومة. ومع ذلك، لا شيء يستطيع أن يقف في وجه الإرادة الصادقة مع وجود القيادة الواعية، ومجتمعًا حيًا يرفض أن يعيش على هامش الحياة.
المطلوب اليوم أن نُحصّن أنفسنا وواقعنا من الداخل، وأن نُميّز بين من يعمل من أجل الشعب، ومن يعمل من أجل نفسه، وبين من يتظاهر بالولاء ومن يُجسّد الوفاء. فالتغيير مشروع حضاري لا يتم إلا إذا آمنا به جميعًا، وسرنا في طريقه بلا تردد، وواجهنا مقاوميه بالحزم والوضوح.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم. 2025/6/17
تعد ظاهرة مقاومة التغيير من أهم التحديات التي تواجه أي مبادرة تحولية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو حتى المجتمعات بأكملها..
ولعل كتاب «من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟» للمؤلف سبنسر جونسون من ابلغ من تناول هذا الموضوع، حيث يوضح الكتاب كيف أن التمسك بالوضع الراهن،حتى لو كان غير فعال، ففي سرد رمزي بسيط، بيّن كيف أن البعض حين تتغير الظروف من حوله يبادر بالبحث عن خيارات جديدة، بينما يظل آخرون عالقين في أماكنهم، يرفضون الواقع الجديد، ويتمنون لو أن الزمن يعود إلى الوراء.
مشكلة التغيير لا تكمن في الرؤية أو في الأفكار، بل في الاستعداد النفسي والذهني لقبول التحول. فالناس بطبعهم يميلون إلى ما اعتادوه، حتى وإن كان غير عادل، أو غير صالح، أو غير نافع. وما إن يُطرح مشروع تغيير جاد، حتى تبدأ الأسئلة والترددات والمخاوف. البعض يخشى أن يفقد امتيازاته، والبعض الآخر لا يرى في التغيير سوى عبء إضافي. وهناك من لا يثق بأي تغيير أصلاً، لأنه لم يعِش إلا في أجواء السكون والجمود والفساد.
هذه الإشكالية تبرز اليوم بوضوح في المشهد اليمني، حيث لا تزال مرحلة التغيير الجذري التي أعلن عنها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي تتقدم بخطى شجاعة، لكنها تُواجَه بعوائق خفية وأحيانًا علنية، من قِبَل أفراد وجهات ليست مؤمنة بهذا التحول، أو ليست جاهزة للانخراط فيه.
إن الرؤية التي قدّمها السيد القائد، منذ انطلاقة المسيرة القرآنية، لم تكن مجرد دعوة سياسية أو تغييرًا في الوجوه والمناصب، بل كانت دعوة لنهضة شاملة، تقوم على التحرر من التبعية، وبناء دولة ذات سيادة، ومجتمع يرتكز على القيم القرآنية والعدل الحقيقي. غير أن مثل هذا التحول الجذري لا يروق لأولئك الذين وجدوا في الواقع الفاسد القديم متنفسًا لمصالحهم، ولا يعجب أصحاب الذهنية الإدارية الكسولة، ولا ينسجم مع أولئك الذين يريدون الاحتفاظ بمواقعهم دون أن يغيروا من أدواتهم ولا من عقولهم.
في واقعنا اليوم، ثمة مقاومة صامتة تسري داخل بعض مؤسسات الدولة، تتجلى في البطء، والتثبيط، والتعامل الروتيني الذي يفرغ القرارات من مضامينها. هناك من يُظهر التأييد في العلن لكنه يعطّل التوجهات في الواقع، وهناك من يروّج للإحباط واليأس وكأن شيئًا لم يتغير، بل ربما يزعم أن التغيير مستحيل. وهؤلاء ليسوا قلة، بل يتواجدون في مواقع مفصلية تمكّنهم من التأثير وإرباك المسيرة.
التغيير لا ينجح فقط بالنوايا الصادقة أو بالخطب الثورية، بل يحتاج إلى بيئة حاضنة، وذهنية مؤمنة، وسلوك يومي ملتزم، وتطهير مستمر للمسار من العوائق التي تتلبس بالولاء، لكنها في العمق تقف حجر عثرة في وجه التحول المنشود.
إننا اليوم بحاجة إلى مكاشفة جريئة. من يريد أن يكون جزءًا من المشروع القرآني فعليه أن يتجرد من أهوائه، وأن يتحرك بإخلاص، وأن يثبت صدقه في الميدان لا في الشعارات. ومن لا يريد التغيير فليتنحّ جانبًا، فمسيرة بناء الدولة العادلة لا تحتمل المترددين ولا المتلونين ولا أولئك الذين يضعون قدمًا في الماضي وأخرى في المستقبل.
حين نُدرك أن أخطر عدو للتغيير ليس الجبهة الخارجية ولا الحرب الاقتصادية، بل هو التردد والتواطؤ والتثبيط من الداخل، سنفهم أن معركتنا اليوم ليست فقط مع بقايا العدوان، بل أيضًا مع بقايا الذهنية القديمة، ومع أولئك الذين يحاولون تجميل الفساد أو تسويغ العجز أو تعطيل مسارات التصحيح.
ومع أن التغيير سنة من سنن الحياة، إلا أن التاريخ علمنا أن كل تغيير حقيقي لا بد أن يمر بمراحل من الألم والمقاومة. ومع ذلك، لا شيء يستطيع أن يقف في وجه الإرادة الصادقة مع وجود القيادة الواعية، ومجتمعًا حيًا يرفض أن يعيش على هامش الحياة.
المطلوب اليوم أن نُحصّن أنفسنا وواقعنا من الداخل، وأن نُميّز بين من يعمل من أجل الشعب، ومن يعمل من أجل نفسه، وبين من يتظاهر بالولاء ومن يُجسّد الوفاء. فالتغيير مشروع حضاري لا يتم إلا إذا آمنا به جميعًا، وسرنا في طريقه بلا تردد، وواجهنا مقاوميه بالحزم والوضوح.http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم
المنطقة تشتعل...فهل نُدرك أهمية الأمن الغذائي قبل فوات الأوان؟
محمد صالح حاتم2025/6/22
بينما تموج المنطقة برياح التصعيد، وتتأرجح ناقلات النفط في مضيق هرمز وباب المندب تحت ضغط الضربات العسكرية، بدأت نُذر أزمة شاملة تُخيم على الأفق. فالحرب التي بدأها العدو الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والتي قاربت عامها الثاني، مخلفةً أكثر من 187 ألف شهيد وجريح ودمار هائل، لم تعد مقتصرة على حدود فلسطين، بل تمددت ألسنتها إلى المنطقة بأكملها، فدخلت اليمن المواجهة بكل شرف ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي، وها هي المواجهة تتصاعد بعد العدوان الإسرائيلي على إيران وردّ طهران القوي، وصولاً إلى دخول أمريكا المباشر عبر استهداف المنشآت النووية الإيرانية باستخدام طائرات B2 وقنابل خارقة.
إنها ليست مجرد معركة صواريخ وطائرات مسيّرة، بل معركة اقتصادية، وأمنية شاملة، تهدد باندلاع أزمة غذائية عالمية، ربما تكون أشد فتكًا من المعارك العسكرية ذاتها. ومع كل هذا، لا يزال البعض يتعامل مع الزراعة كخيار هامشي، وليس كقضية مصيرية تمسّ بقاءنا وكرامتنا.
ما نشهده من تصعيد في المنطقة يُنذر بشلل حقيقي في سلاسل التوريد الدولية، وتقلبات في أسعار الغذاء، وارتفاع في تكاليف الشحن والتأمين، خاصة في الممرات البحرية التي يعتمد عليها اليمن لاستيراد ما يزيد عن 80٪ من احتياجاته الغذائية. فهل سندفع الثمن مرتين؟! لقد صمد الشعب اليمني في وجه العدوان والحصار، لكنه اليوم أمام تحدٍّ مصيري لا يقل خطورة: كيف نأمن لقمة العيش ونحن نواجه عدواً لا يرحم؟!
الأمن الغذائي لم يعد رفاهية حكومات، بل ضرورة حياة للشعوب الحرة. فمن لا يملك غذاءه، لن يمتلك قراره، وسيظل تابعًا مهما امتلك من السلاح. ومع استمرار الحصار وغياب السيطرة الكاملة على المنافذ، ومع تسارع الانغلاق الاقتصادي عالميًا، تصبح الزراعة الملاذ الآمن والسبيل الوحيد للنجاة.
تؤكد القيادة الثورية بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي مرارًا، أن الزراعة عمود الاقتصاد الوطني، ويجب أن تتحول إلى ثقافة شعب، ومشروع دولة، ومنظومة مقاومة. وقد شدد في أكثر من خطاب على ضرورة التوجه الجاد والعملي نحو الإنتاج المحلي، واستغلال ما حبانا الله به من مقومات وثروات زراعية متنوعة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحرير المواطن اليمني من التبعية المهينة.
نحن نملك من الإمكانات ما يكفي لننهض: أرض خصبة، تنوع مناخي فريد، بيئات زراعية متعددة، وأيادٍ عاملة شريفة، وكلها عناصر تمكّن اليمن إذا أحسنّا التخطيط والتنظيم من الوصول إلى مستويات عالية من الاكتفاء الغذائي في غضون سنوات قليلة.
وهذا يستدعي توفير الدعم الكامل للمزارع، عبر التوجيه والإرشاد الزراعي، وإيجاد آليات فعالة للتسويق، وسَنّ سياسات زراعية تضمن الحماية والتشجيع والتحفيز، والعمل دعم الإنتاج المحلي وتخفيض الاستيراد.
وفي الوقت الذي يخوض فيه رجال البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسير معركة الكرامة والسيادة في البحر الأحمر، فإن معركة الزراعة لا تقل أهمية، فهي معركة الأرض والمحراث، معركة الخبز والمائدة، معركة التحرر من الاستعباد الغذائي. ولا يمكن لشعب مقاوم أن يكتمل مشروعه إلا إذا أكل مما يزرع، ولبس مما يصنع، واستغنى عن الحاجة للعدو في قوت يومه.
التحرك المطلوب ليس مهمة الحكومة وحدها، بل مسؤولية جماعية: شعب، ومؤسسات، وقطاع خاص، ومجتمع مدني، وعلماء، وإعلام. الجميع مدعوٌ اليوم للانخراط في مشروع الإنقاذ الوطني عبر الزراعة والإنتاج.
نعم، المنطقة تشتعل، وربما تنفجر، ولكن السؤال الأخطر: هل نحن مستعدون؟
لن يكون الجواب صادقًا ما لم نبدأ من الآن بإحياء الزراعة، وتمكين المزراعين ، وتحرير رغيف الخبز من قبضة الاستيراد.
فمن يزرع اليوم... لن يجوع غدًا.
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
محمد صالح حاتم2025/6/22
بينما تموج المنطقة برياح التصعيد، وتتأرجح ناقلات النفط في مضيق هرمز وباب المندب تحت ضغط الضربات العسكرية، بدأت نُذر أزمة شاملة تُخيم على الأفق. فالحرب التي بدأها العدو الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والتي قاربت عامها الثاني، مخلفةً أكثر من 187 ألف شهيد وجريح ودمار هائل، لم تعد مقتصرة على حدود فلسطين، بل تمددت ألسنتها إلى المنطقة بأكملها، فدخلت اليمن المواجهة بكل شرف ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي، وها هي المواجهة تتصاعد بعد العدوان الإسرائيلي على إيران وردّ طهران القوي، وصولاً إلى دخول أمريكا المباشر عبر استهداف المنشآت النووية الإيرانية باستخدام طائرات B2 وقنابل خارقة.
إنها ليست مجرد معركة صواريخ وطائرات مسيّرة، بل معركة اقتصادية، وأمنية شاملة، تهدد باندلاع أزمة غذائية عالمية، ربما تكون أشد فتكًا من المعارك العسكرية ذاتها. ومع كل هذا، لا يزال البعض يتعامل مع الزراعة كخيار هامشي، وليس كقضية مصيرية تمسّ بقاءنا وكرامتنا.
ما نشهده من تصعيد في المنطقة يُنذر بشلل حقيقي في سلاسل التوريد الدولية، وتقلبات في أسعار الغذاء، وارتفاع في تكاليف الشحن والتأمين، خاصة في الممرات البحرية التي يعتمد عليها اليمن لاستيراد ما يزيد عن 80٪ من احتياجاته الغذائية. فهل سندفع الثمن مرتين؟! لقد صمد الشعب اليمني في وجه العدوان والحصار، لكنه اليوم أمام تحدٍّ مصيري لا يقل خطورة: كيف نأمن لقمة العيش ونحن نواجه عدواً لا يرحم؟!
الأمن الغذائي لم يعد رفاهية حكومات، بل ضرورة حياة للشعوب الحرة. فمن لا يملك غذاءه، لن يمتلك قراره، وسيظل تابعًا مهما امتلك من السلاح. ومع استمرار الحصار وغياب السيطرة الكاملة على المنافذ، ومع تسارع الانغلاق الاقتصادي عالميًا، تصبح الزراعة الملاذ الآمن والسبيل الوحيد للنجاة.
تؤكد القيادة الثورية بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي مرارًا، أن الزراعة عمود الاقتصاد الوطني، ويجب أن تتحول إلى ثقافة شعب، ومشروع دولة، ومنظومة مقاومة. وقد شدد في أكثر من خطاب على ضرورة التوجه الجاد والعملي نحو الإنتاج المحلي، واستغلال ما حبانا الله به من مقومات وثروات زراعية متنوعة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحرير المواطن اليمني من التبعية المهينة.
نحن نملك من الإمكانات ما يكفي لننهض: أرض خصبة، تنوع مناخي فريد، بيئات زراعية متعددة، وأيادٍ عاملة شريفة، وكلها عناصر تمكّن اليمن إذا أحسنّا التخطيط والتنظيم من الوصول إلى مستويات عالية من الاكتفاء الغذائي في غضون سنوات قليلة.
وهذا يستدعي توفير الدعم الكامل للمزارع، عبر التوجيه والإرشاد الزراعي، وإيجاد آليات فعالة للتسويق، وسَنّ سياسات زراعية تضمن الحماية والتشجيع والتحفيز، والعمل دعم الإنتاج المحلي وتخفيض الاستيراد.
وفي الوقت الذي يخوض فيه رجال البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسير معركة الكرامة والسيادة في البحر الأحمر، فإن معركة الزراعة لا تقل أهمية، فهي معركة الأرض والمحراث، معركة الخبز والمائدة، معركة التحرر من الاستعباد الغذائي. ولا يمكن لشعب مقاوم أن يكتمل مشروعه إلا إذا أكل مما يزرع، ولبس مما يصنع، واستغنى عن الحاجة للعدو في قوت يومه.
التحرك المطلوب ليس مهمة الحكومة وحدها، بل مسؤولية جماعية: شعب، ومؤسسات، وقطاع خاص، ومجتمع مدني، وعلماء، وإعلام. الجميع مدعوٌ اليوم للانخراط في مشروع الإنقاذ الوطني عبر الزراعة والإنتاج.
نعم، المنطقة تشتعل، وربما تنفجر، ولكن السؤال الأخطر: هل نحن مستعدون؟
لن يكون الجواب صادقًا ما لم نبدأ من الآن بإحياء الزراعة، وتمكين المزراعين ، وتحرير رغيف الخبز من قبضة الاستيراد.
فمن يزرع اليوم... لن يجوع غدًا.
http://www.tg-me.com/katabatmohamedhatem
Telegram
كتابات# محمد صالح حاتم
قناة تختص بنشر كتابات ومقالات الكاتب محمدصالح حاتم